انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
2 مشترك
صفحة 2 من اصل 2
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
في السجن المركزي كان راشد يالس بروحه منعزل عن اللي وياه .. وفي باله مليون فكرة وفكره ... يفكر بأبوه اخوه اللي ما زاروه من اسبوعين وهو متوله عليه موت .. وامه اللي يتمنى يشوفها لحظه بس ... هيه اصلا صحتها على قدها ... ما يدري ليش من يوم يحس انه فيها شي ... وانها تعبانه ... قلبه يقوله انها مب صاحيه ... ومحد طمنه عليها من اسبوعين ...
تم راشد يتأمل السجن .. هالمكان اللي حرمه من اغلا الناس .. حرمه من حضن امه ونظرة الحنان اللي يشوفها في عين ابوه ... وسوالف فطامي الغاليه .. و شطانة سيف .. ودلع ليالي اخته ...
السجن اللي حرمه من حب عمره وقلبه ... من حبه الطاهر ... من هند اللي راحت عنه للابد .. الي شقت طريجها بروحها .. هو ما يلومها ... هيه ما بتترياه الدهر كله ... بس الي عور قلبه انها استعيلت .. انها حاولت تقهره بحركتها ...
تنهد راشد بالقو وكان يعيش ع الذكريات اللي استوت احب له من الحاضر و الواقع الاليم
- عبيد : بلاك يا خويه من فتره وانته مب على بعضك ..
انتبه راشد لوجود شخص يكلمه وقطع عليه حبل افكاره ..
- راشد : ها ..! انا ما فيني شي ...
- عبيد : سرحان ومهموم وتقولي ما فيني شي .! قول ياخوك ترا في هالمكان ما لك غيرنا ..
- راشد نزل راسه : افكر بأهلي ...!
- عبيد : بلاهم الاهل .. عسى ما فيهم شي .!
- راشد : احاتي ياخويه .. من فتره محد مر عليه ... غير نسيب آآآقصد ربيعي ... وانا ولهان عليهم وخايف انه يكون فيهم شي ..! ومخبين عني ... انقطاعهم مفاجئ
- عبيد : عين خير ياخويه .. وان شالله ما عليهم شر ...
- راشد : ان شالله ياخويه ...
- عبيد : الا يا خويه انته من متى في السجن ..؟
- راشد ابتسم بحزن : تقدر تقول من 4 خمس شهور ...
- عبيد : وشو تهمتك ....؟
راشد تساند ع اليدار وحط ايده فوق راسه وهو يشوف السقف ...
- راشد : ما بتضحك عليه لو قتلك مادري ..؟
- عبيد باستغراب : ما تدري ..! كيف يعني ما تدري ..!
- راشد : مستعد تسمع قصتي ...؟
- عبيد : اكيد ياخويه .. ما عدنا شي نسويه غير السوالف
- راشد : هه .. في هاي عندك حق ...
- عبيد : قول يا خويه ...
- راشد : في اليوم اللي سرت اخطب فيه وكنت مستانس .. لا .. قول كنت طاير من الفرحه ... و الابتسامه شاقه الويه ... وفي بيت نسباي وعقب ما رمسنا في موضوع الخطبه .. اندق الباب .. وكانت الشرطه ... والغريب انهم طلبوني .. انا ياخويه انصدمت .. شرطة بوظبي شلها فيه .. ! المهم سرت وقلت اكيد سوء تفاهم ... بس انشل تفكيري يوم قال انه قضية مخدرات ... انا بحياتي ما كنت في موضع شبهه والحين اطلع تاجر وانا مادري ...!
- عبيد : مخدرات مره وحده ..! انزين ياخويه كيف عرفوا شو دلايلهم .!.
- راشد : هالشي الي يحير ياخويه .. حصلوها في سيارتي وعلى ثيابي ..!
- عبيد : معقوله ..! شي ما يدش المخ !
- راشد : اه ياخويه .. ومن يومها وانا اهنيه ومب فاهم شو الموضوع .. ولا ادري منو هالخسيس اللي مسوي كل هالمصيبه وليش ..!
- عبيد : هذا واحد مستقصدنج ياخويه ...
- راشد : اكيد اكيد .. بس ليش .. ومنو بيكون .. الله وعلم ..!
- عبيد : والله ياخويه مصيبتك مصيبه .. وشي يحير ... الله يعينك ... كم حكموا عليك ..
- راشد : عشر سنين الله يجيرك ويجيرنا ..
- عبيد: عشر...! ماعليه ياخويه بتطوف بسرعه .. بس انته لا تعيش بهالنفسيه .. حاول تقوي عمرك ...
- راشد : كيف اقوي عمري ؟
- عبيد : لا تعزل عمرك .. اخلط عمرك ويا الموجودين .. حاول تتأقلم
- راشد : اقولك شي ياخويه وما تزعل مني ..!
- عبيد : قول وانا اخوك ..
- راشد : احس اني مخنوق وسطهم ... احس اني في مكان انا بعيد كل البعد عنه .. انا برئ وسط مجرمين .. برئ ياخويه .. نفسيتي في الارض ... وكل ما اشوف الناس اللي حولي واشوف الفرحه في ويوهم اقول هاذيل ينالون جزائهم عشان جيه مب هامنهم .. بس انا لا .. انا اتعاقب على ذنب ما سويته ...!
- عبيد : اقولك شي ياخويه ... ترا مب الكل مجرم .. وحتى لو كان مجرم ... الكل اهنيه قلوبهم على بعض ... والله يا اخويه لو حاولت تفتحلهم قلبك .. بيستوعبونك ... افتح عيونك زين
- ابتسم راشد : كل كلامك حلو ... ويريح النفس من همومها ...
وفي هالحزه ... فتح اللشرطي باب السجن ... واللي انبعثت اصواته القويه النشاز لاذن الموجودين ...
- الشرطي : راشد ... تعال في لك زياره ...
انفرجت اسارير راشد .. كان فعلا محتاج يشوف حد من اهله ... محتاج يشوفهم ويفضفضلهم .. وتوقع انه يكون سيف ولا ابوه ولا خالد هو الزائر ... تحرك راشد بسرعه وبلهفة لرؤية الزاير ... مسكه الشرطي من ايده ومشى وياه لين ما وصلوا ... بدا راشد يخمن ... وصدق كان مستانس ... وجنه العيد عنده .. بس يوم فتح الشرطي الباب .. ما حصلوا حد ...
استغرب راشد وكذلك الشرطي اللي كان متأكد انه كان في زاير اول مره يشوفه موجود اهنيه من شوي !
- راشد : و .. وينه .!
- الشرطي : كان موجود ..! بس مادريبه وين سار ..!
- راشد : غريبه ...! انزين شفته من قبل ..!
- الشرطي : مب من اللي بعوايدهم يزورونك ..! واحد اول مره اشوفه ..!
- راشد : غريبه ...!
- الشرطي : المهم يلا نرد الزنزانه ...
راشد تم مستغرب من هالحركه اللي استوت من شوي .. منو هاللي يا يشوفه وعقب غير رايه ...! .. وليش غير رايه ..!
###########################
بعد ما انتهت نورة من سهرتها وياه ريلها الخفي عمر .. شلت بعمرها عشان ترد البيت قبل ما يحس حد بتأخرها الزايد في هالايام .. معنها في قرارة نفسها تدري انه محد بيسأل .. لانه امها انسانه تمنح الحريه لمن تريد ومتى ما تريد .. وابوها أول من ينام في البيت يعني لا خوف من ناحيته .. مشت نورة بسيارتها وهيه تدندن بكلمات اغنيه و الوناسه مبينه عليها ... كانت تمشي بسرعه مقبوله وتتمنى لو انه الوقت يمر بسرعه عشان تشوف عمر باجر ...
" ثرها الحياه ما تسوى بدونك يا عمر "
عقب عشر دقايق وصلت للبيت .. وبركنت سيارتها في الباركات البعيده شوي عن مدخل البيت ...ونزلت من سيارتها وهيه مستانسه ع الهدية اللي يابها عمر وحاضنتها وكأنه حد ناوي ياخذها عنها .. وصدق حبت الهديه وخصوصا لانها من عمر ...وكانت عشائهم اليوم له تست خاص ...
كانت نورة تمشي وعينها للمجهول ...عينها معلقه في عيون عمر ولو انه مب جدامها ... تحس فيه وياها ..تشوفه تسمع صوته .. تحس انه هو اللي ممكن يحميها من نوايب الزمن
وهيه تمشي ..لمحت صوب الباب حركة لاكثر من الشخص ...حاولت تدقق النظر .. ماقدر تميزهم .. بس ما زالت الحركه موجوده .. واذا ما خانتها عيونها .. هاي حركة ايادي .... مشت نوره شوي شوي وهيه تحاول تميز الموجودين ... ويوم قربت شوي سمعت صوت رجالي او دردشه رجاليه .. وهو ما كان صوت .. كان صوتين او اكثر ...
" غريبه منو هالمتفيج اللي بيلس برع ف هالحر .. اكيد هذا مايد ويا ربيعه .."
وفجأة زقرها واحد من الاشخاص الموجودين ..
- مايد : نوره ...!!
تيبست نورة في مكانها .. لانه الصوت يا مفاجئ ... وما تدري كيف صاحب الصوت او مايد قدر يميزها في الظلام وهيه ما قدرت تميزه ... بس عدلت نورة من ملامحها الخايفه ... ومشت عادي صوبهم .. ويوم قربت عرفت انه خالد اللي كان ويا مايد .. وكانت شكلها اليوم حلو واللي زاده حلاه الفول ميك اب اللي كانت حاطتنه في ويهها
- نوره : خير ؟
- مايد : الخير بويهج .. الناس يقولون السلام عليكم .. شحالك اخويه .. شو صحتك ...! وانتي خير ..!
- نورة : والله شسوي فيك .. انته زعجت عليه فجأة .. ولا سلمت ..!
- مايد : انزين ما علينا ... تعالي شوي ابغيج ...
نورة صدت صوب خالد وشافت انه عيونه عليها ... وخزته بنظره من فوق لتحت .. عشان يتأدب وما يغض بصره.. وردت عقب تشوف اخوها ..
.
- نوره : خير شو تبغي ...؟
مايد سحبها من ايدها وخذها بعيد شوي عن خالد ...
- مايد : يوم اقولج تعالي يعني تعالي ...
- نوره شلت ايدها .: انزين شوي شوي ..!
- مايد : وين كنتي لهالحزه .!؟
- نورة بعدم مبالاه: ليش السؤال ..؟!
- مايد : عجيب ..! اختي و لي حق اني اخاف عليها ...صح ولا ؟
- نوره : بس انا مب صغيره يا مايد .. والحمدلله عندي ام وابو مسؤولين عني ..واذا هم ما تخبروا .. انته ليش شال همي .!
- مايد : بس هذا ما يعني انج تاخذين راحتج .. يا نورة نحن الرياييل ما نتأخر هالكثر ..! وبعدين شو بيقولون عنج الناس ..! بنيه اتم برع بيتها لانصاف الليالي .. وين استوت هاذي ..!
- نورة : استوت فديتك استوت .. وبعدين انته ليش شايل همي ..! انا مب مسويه شي غلط ..!
- مايد : الا الغلط راكبنج ومحد داري عنج
- نورة : رمستك يديده يا مايد .. انته بحياتك ما كنت مهتم بطلعاتي .! بحياتك ما كنت تسألني وين سرتي ومن وين ييتي .. ولا يوم سار عبدالله شفت عمرك ريال البيت ..!
- مايد : من حقيي ومن حقج اني اخاف عليج من انج تطيحين في الغلط .. وعشان ما افتح مجال لرمسة الناس اللي ما ترحم
- نوره : حبيبي انا حره .. وما عليه من رمسة الناس ... خل يقولون اللي يقولونه .. شعليه منهم!!
- مايد : كيف شعليج منهم ..! نورة انتي وين تسيرين كل يوم .. وليش تردين ف هالوقت .!
نورة ارتبكت شوي .. وحست انه مايد حاسبلها طلعاتها ودخلاتها ...
- نوره : وين اسير يعني ..! عند ربيعاتي .!
- مايد : وبعدين شو هالميك اب اللي حاطتنه .. مب مخليه شي في ويهج الا وحطيتيه .. ما تعرفين انه حرام حد يشوف زينتج ..!
- نورة : ولا حبيبي انا مب مجابله الناس بزينتي .. انا كنت ويا ربيعاتي .. يعني ويا بنات .. يعني محد شاف زينتي مثل ما تقول ... يعني الوضع كله حلال .. وانا هناك اقدر اخذ راحتي اكثر من البيت ..
- مايد : لا والله .!؟ وكيف تستوي هاي ..!؟ كيف تاخذ راحتج في بيت الغرب اكثر عن بيتج!
علت نورة صوتها متعمده وكانت تبا تسمع خالد اللي كان متملل في يلسته بروحه في هالحر .. بس كان لازم يتم عشان يكمل ويا مايد السالفة اللي بدوها ...
- نوره : والله ربيعاتي كل وحده منهم ماخذه راحتها في بيتها ... تتكشخ و تاخذ راحتها الا انا ... في بيتي مب قادره اسوي اللي اباه .. يعني يرضيك احط مكياج في البيت .. واظهر زينتي حق الي يسوى واللي ما يسوى ..! ولا الاحسن أني اظهرها جدام ربيعاتي ..!؟
طبعا الكلام وصل لمسامع خالد وهالشي اللي كانت نورة تبغيه .. بس هو ما تأثر بل بالعكس ضحك ... هو يدري انه نورة تبا تغايضه ... وبأي طريقه .. بس ما عليه .. هو وراها وراها .. اما مايد فتغيرت ملامحه وافتشل من رمسة اخته ...
- مايد : وانتي لازم تصرخين ..!!
- نوره : اوهووو .. حتى الصراخ حرمته !!! انته بلاك يا مايد .. ياخي تبا تستوي ريال استو على ريم .. اما انا فمحد له سلطه عليه .! فكنا عاد ..
مايد هالمره خذ الموضوع بحساسيه ويمكن هالشي يفسر بنفسيته التعبانه المتضطربه بعد مرضه المفاجئ ... انقهر فعلا من نورة .. وحس انه يبغي الايام تطوف بسرعه وايي يوم السبت عشان يسافر ويتخلص من هالعيشه ... تم مايد يطالعها بعصبيه ...
- نوره : جرحنا مشاعرك يا حساس ..! بس عشان تعرف انه انا محد يروم يكبر راسه عليه .. شوفلك غيري ...
مايد شافها من فوق لين تحت .. ومشى عنها .. وما طنشها هيه بس .. وطنش خالد بعد اللي تم يشوفه وهو مستغرب ...
" الحين انا من الصبح منقع برع ..! واخر شي تطنشني وتطوف ..! "
بس في قرارة نفسه خالد ما كان يلوم مايد لانه اسلوب نورة يغث ويطلع الواحد من طوره ... ولسانها سليط وكلماتها جارحه .. بس مع هذا مشاعره اتجاهها ما تغيرت ..وحب لها ما تغير ... بعد مرور هالافكار في باله بشكل سريع ... صد صوب نورة اللي كانت تمشي بكبرياء صوب مدخل الباب ... وهو تشوفه بنظرة خبيثه ... خالد ردلها النظره بالمثل ووقف جدام الباب بحيث ما تقدر تمر الا لو سار على ينب او فسحلها المجال ...
- نوره : لو سمحت .. حركات اليهال هاذي ما تمشي عليه ..! قوم عن الباب وخلني ادخل ...
- خالد وما زالت الابتسامه تلازمه : والله انا يالس اهنه من مساعه .. ومحد يروم يحركني ...وجان فيج خير ... حركيني
- نورة : لا تستهبل عليه يا خالد وخلني ادخل ...
- خالد بنظرة تحدي : الا بسألج ... منو الي يسوى واللي ما يسوى في هالبيت .!
- نوره : والله كل واحد عارف عمره وقدره .. وماله داعي اقول .. وبعدين انته ما تيوز من سالفة التجسس هاي ... يا ويه استح !... عنبوه لازم كل مره نجكك .!
- خالد : انا ما تجسست على حد ..! انتي اللي كنتي تبين تسمعيني الكلام .. تبيني اسمعه غصب ...ولا تنكرين هالشي ...
- نوره : ههههههه ومنو تكون عشان احرص اني اسمعك كلامي ... ( تمت تحرك ثبعها من فوق لتحت )ان سرت ورديت اتم خالد ...
- خالد : وليش مب عايبنج هالخالد .!
- نورة : قول ليش يعيبني ...وبعدين انا وايد ضيعت وقتي اهنيه معاك ...
- خالد : تبين تدخلين .!؟
- نوره : هيه ابا ادخل .. عندك مانع!
- خالد : لا بس عندي شرط ..
- نوره : لا والله ..! وقمنا نتشرط بعد .!
- خالد رفع حاجبه بخبث : ها .. تسمعين شرطي ولا نخيس برع .!
- نوره : لا والله .!
- خالد : انا افضل انه اخيسج برع .. قولي ليش ؟! عشان تضعفين ..
- نوره صكت ضروسها : ماصخ ...
- خالد : اقول الشرط ولا !
- نوره : قول شو عندك ...
- خالد : تقوليلي وين تسهرين انتي كل يوم .. وشمعنه بهالوقت بالذات تردين البيت ..! ليش تظهرين عقب المغرب وتردين في هالحزة يوميا ...
ارتبكت نورة للمره الثانيه .. هذا ثاني شخص يحسبلها الوقت ....
- نوره : وانته شلك ياخي..!! انا حره !
- خالد : عيل خيسي ...!
- نوره : خالد.!!!!
- خالد بتلقائيه وبدون ما يحس : عيون خالد ...
نورة سكتت شوي يوم سمعت هالكلمه ... وحاولت تبلعها بس ما قدرت ..." وين يبا "
فقررت انها تغير الموضوع
- نوره : انته ليش ما تسير عند ربيعك اللي مادري شو اسمه وتفكنا ..!
- خالد : أي ربيع ..!؟ ربيعي عمر ؟!؟
كان نزول الاسم مثل الصاعقه على الاثنين ... خالد ذكر اسم عمر .. وهالاسم مشترك مبينهم .. وما يدري كيف صرح بالاسم ... وحس بتغير ملامح نوره .. وتحولها الى ملامح الربكه وكانت اقرب للخوف ... فعلا نورة انصدمت يوم سمعت اسم عمر ... صح انه في مليون عمر .. بس ما تدري ليش حست انه هو يقصدها عمرها ... كان احساس قوي فيها يقولها انه المقصود عمر ...
الانفاس بدت تتعالى .. والارتباك صار واضح .. شلت نورة بعمرها دزت خالد بالقو .. و مشت بسرعه لداخل البيت .. ما تدري ليش سوت هالحركه والا شو بيقول عنها خالد .. اكيد بيحس انه في شي ... ولا ليش اتربكت ... غمضت نورة عينها ومشت بسرعه وكانت تبا توصل الغرفة وتتخلص من هالاحساس بوجود علاقه بين الاثنين ...
اما خالد برع فراوده احساس انه نورة ما زالت متعلقه بعمر .. على الرغم من انه قال انه ودرها ... شكل نورة ما كان طبيعي ... وكان اقرب للخوف .. من شو خافت ..؟ ومن شو ارتبكت ..! هالتساؤلات كانت تدور في مخ خالد ...
يتبع
تم راشد يتأمل السجن .. هالمكان اللي حرمه من اغلا الناس .. حرمه من حضن امه ونظرة الحنان اللي يشوفها في عين ابوه ... وسوالف فطامي الغاليه .. و شطانة سيف .. ودلع ليالي اخته ...
السجن اللي حرمه من حب عمره وقلبه ... من حبه الطاهر ... من هند اللي راحت عنه للابد .. الي شقت طريجها بروحها .. هو ما يلومها ... هيه ما بتترياه الدهر كله ... بس الي عور قلبه انها استعيلت .. انها حاولت تقهره بحركتها ...
تنهد راشد بالقو وكان يعيش ع الذكريات اللي استوت احب له من الحاضر و الواقع الاليم
- عبيد : بلاك يا خويه من فتره وانته مب على بعضك ..
انتبه راشد لوجود شخص يكلمه وقطع عليه حبل افكاره ..
- راشد : ها ..! انا ما فيني شي ...
- عبيد : سرحان ومهموم وتقولي ما فيني شي .! قول ياخوك ترا في هالمكان ما لك غيرنا ..
- راشد نزل راسه : افكر بأهلي ...!
- عبيد : بلاهم الاهل .. عسى ما فيهم شي .!
- راشد : احاتي ياخويه .. من فتره محد مر عليه ... غير نسيب آآآقصد ربيعي ... وانا ولهان عليهم وخايف انه يكون فيهم شي ..! ومخبين عني ... انقطاعهم مفاجئ
- عبيد : عين خير ياخويه .. وان شالله ما عليهم شر ...
- راشد : ان شالله ياخويه ...
- عبيد : الا يا خويه انته من متى في السجن ..؟
- راشد ابتسم بحزن : تقدر تقول من 4 خمس شهور ...
- عبيد : وشو تهمتك ....؟
راشد تساند ع اليدار وحط ايده فوق راسه وهو يشوف السقف ...
- راشد : ما بتضحك عليه لو قتلك مادري ..؟
- عبيد باستغراب : ما تدري ..! كيف يعني ما تدري ..!
- راشد : مستعد تسمع قصتي ...؟
- عبيد : اكيد ياخويه .. ما عدنا شي نسويه غير السوالف
- راشد : هه .. في هاي عندك حق ...
- عبيد : قول يا خويه ...
- راشد : في اليوم اللي سرت اخطب فيه وكنت مستانس .. لا .. قول كنت طاير من الفرحه ... و الابتسامه شاقه الويه ... وفي بيت نسباي وعقب ما رمسنا في موضوع الخطبه .. اندق الباب .. وكانت الشرطه ... والغريب انهم طلبوني .. انا ياخويه انصدمت .. شرطة بوظبي شلها فيه .. ! المهم سرت وقلت اكيد سوء تفاهم ... بس انشل تفكيري يوم قال انه قضية مخدرات ... انا بحياتي ما كنت في موضع شبهه والحين اطلع تاجر وانا مادري ...!
- عبيد : مخدرات مره وحده ..! انزين ياخويه كيف عرفوا شو دلايلهم .!.
- راشد : هالشي الي يحير ياخويه .. حصلوها في سيارتي وعلى ثيابي ..!
- عبيد : معقوله ..! شي ما يدش المخ !
- راشد : اه ياخويه .. ومن يومها وانا اهنيه ومب فاهم شو الموضوع .. ولا ادري منو هالخسيس اللي مسوي كل هالمصيبه وليش ..!
- عبيد : هذا واحد مستقصدنج ياخويه ...
- راشد : اكيد اكيد .. بس ليش .. ومنو بيكون .. الله وعلم ..!
- عبيد : والله ياخويه مصيبتك مصيبه .. وشي يحير ... الله يعينك ... كم حكموا عليك ..
- راشد : عشر سنين الله يجيرك ويجيرنا ..
- عبيد: عشر...! ماعليه ياخويه بتطوف بسرعه .. بس انته لا تعيش بهالنفسيه .. حاول تقوي عمرك ...
- راشد : كيف اقوي عمري ؟
- عبيد : لا تعزل عمرك .. اخلط عمرك ويا الموجودين .. حاول تتأقلم
- راشد : اقولك شي ياخويه وما تزعل مني ..!
- عبيد : قول وانا اخوك ..
- راشد : احس اني مخنوق وسطهم ... احس اني في مكان انا بعيد كل البعد عنه .. انا برئ وسط مجرمين .. برئ ياخويه .. نفسيتي في الارض ... وكل ما اشوف الناس اللي حولي واشوف الفرحه في ويوهم اقول هاذيل ينالون جزائهم عشان جيه مب هامنهم .. بس انا لا .. انا اتعاقب على ذنب ما سويته ...!
- عبيد : اقولك شي ياخويه ... ترا مب الكل مجرم .. وحتى لو كان مجرم ... الكل اهنيه قلوبهم على بعض ... والله يا اخويه لو حاولت تفتحلهم قلبك .. بيستوعبونك ... افتح عيونك زين
- ابتسم راشد : كل كلامك حلو ... ويريح النفس من همومها ...
وفي هالحزه ... فتح اللشرطي باب السجن ... واللي انبعثت اصواته القويه النشاز لاذن الموجودين ...
- الشرطي : راشد ... تعال في لك زياره ...
انفرجت اسارير راشد .. كان فعلا محتاج يشوف حد من اهله ... محتاج يشوفهم ويفضفضلهم .. وتوقع انه يكون سيف ولا ابوه ولا خالد هو الزائر ... تحرك راشد بسرعه وبلهفة لرؤية الزاير ... مسكه الشرطي من ايده ومشى وياه لين ما وصلوا ... بدا راشد يخمن ... وصدق كان مستانس ... وجنه العيد عنده .. بس يوم فتح الشرطي الباب .. ما حصلوا حد ...
استغرب راشد وكذلك الشرطي اللي كان متأكد انه كان في زاير اول مره يشوفه موجود اهنيه من شوي !
- راشد : و .. وينه .!
- الشرطي : كان موجود ..! بس مادريبه وين سار ..!
- راشد : غريبه ...! انزين شفته من قبل ..!
- الشرطي : مب من اللي بعوايدهم يزورونك ..! واحد اول مره اشوفه ..!
- راشد : غريبه ...!
- الشرطي : المهم يلا نرد الزنزانه ...
راشد تم مستغرب من هالحركه اللي استوت من شوي .. منو هاللي يا يشوفه وعقب غير رايه ...! .. وليش غير رايه ..!
###########################
بعد ما انتهت نورة من سهرتها وياه ريلها الخفي عمر .. شلت بعمرها عشان ترد البيت قبل ما يحس حد بتأخرها الزايد في هالايام .. معنها في قرارة نفسها تدري انه محد بيسأل .. لانه امها انسانه تمنح الحريه لمن تريد ومتى ما تريد .. وابوها أول من ينام في البيت يعني لا خوف من ناحيته .. مشت نورة بسيارتها وهيه تدندن بكلمات اغنيه و الوناسه مبينه عليها ... كانت تمشي بسرعه مقبوله وتتمنى لو انه الوقت يمر بسرعه عشان تشوف عمر باجر ...
" ثرها الحياه ما تسوى بدونك يا عمر "
عقب عشر دقايق وصلت للبيت .. وبركنت سيارتها في الباركات البعيده شوي عن مدخل البيت ...ونزلت من سيارتها وهيه مستانسه ع الهدية اللي يابها عمر وحاضنتها وكأنه حد ناوي ياخذها عنها .. وصدق حبت الهديه وخصوصا لانها من عمر ...وكانت عشائهم اليوم له تست خاص ...
كانت نورة تمشي وعينها للمجهول ...عينها معلقه في عيون عمر ولو انه مب جدامها ... تحس فيه وياها ..تشوفه تسمع صوته .. تحس انه هو اللي ممكن يحميها من نوايب الزمن
وهيه تمشي ..لمحت صوب الباب حركة لاكثر من الشخص ...حاولت تدقق النظر .. ماقدر تميزهم .. بس ما زالت الحركه موجوده .. واذا ما خانتها عيونها .. هاي حركة ايادي .... مشت نوره شوي شوي وهيه تحاول تميز الموجودين ... ويوم قربت شوي سمعت صوت رجالي او دردشه رجاليه .. وهو ما كان صوت .. كان صوتين او اكثر ...
" غريبه منو هالمتفيج اللي بيلس برع ف هالحر .. اكيد هذا مايد ويا ربيعه .."
وفجأة زقرها واحد من الاشخاص الموجودين ..
- مايد : نوره ...!!
تيبست نورة في مكانها .. لانه الصوت يا مفاجئ ... وما تدري كيف صاحب الصوت او مايد قدر يميزها في الظلام وهيه ما قدرت تميزه ... بس عدلت نورة من ملامحها الخايفه ... ومشت عادي صوبهم .. ويوم قربت عرفت انه خالد اللي كان ويا مايد .. وكانت شكلها اليوم حلو واللي زاده حلاه الفول ميك اب اللي كانت حاطتنه في ويهها
- نوره : خير ؟
- مايد : الخير بويهج .. الناس يقولون السلام عليكم .. شحالك اخويه .. شو صحتك ...! وانتي خير ..!
- نورة : والله شسوي فيك .. انته زعجت عليه فجأة .. ولا سلمت ..!
- مايد : انزين ما علينا ... تعالي شوي ابغيج ...
نورة صدت صوب خالد وشافت انه عيونه عليها ... وخزته بنظره من فوق لتحت .. عشان يتأدب وما يغض بصره.. وردت عقب تشوف اخوها ..
.
- نوره : خير شو تبغي ...؟
مايد سحبها من ايدها وخذها بعيد شوي عن خالد ...
- مايد : يوم اقولج تعالي يعني تعالي ...
- نوره شلت ايدها .: انزين شوي شوي ..!
- مايد : وين كنتي لهالحزه .!؟
- نورة بعدم مبالاه: ليش السؤال ..؟!
- مايد : عجيب ..! اختي و لي حق اني اخاف عليها ...صح ولا ؟
- نوره : بس انا مب صغيره يا مايد .. والحمدلله عندي ام وابو مسؤولين عني ..واذا هم ما تخبروا .. انته ليش شال همي .!
- مايد : بس هذا ما يعني انج تاخذين راحتج .. يا نورة نحن الرياييل ما نتأخر هالكثر ..! وبعدين شو بيقولون عنج الناس ..! بنيه اتم برع بيتها لانصاف الليالي .. وين استوت هاذي ..!
- نورة : استوت فديتك استوت .. وبعدين انته ليش شايل همي ..! انا مب مسويه شي غلط ..!
- مايد : الا الغلط راكبنج ومحد داري عنج
- نورة : رمستك يديده يا مايد .. انته بحياتك ما كنت مهتم بطلعاتي .! بحياتك ما كنت تسألني وين سرتي ومن وين ييتي .. ولا يوم سار عبدالله شفت عمرك ريال البيت ..!
- مايد : من حقيي ومن حقج اني اخاف عليج من انج تطيحين في الغلط .. وعشان ما افتح مجال لرمسة الناس اللي ما ترحم
- نوره : حبيبي انا حره .. وما عليه من رمسة الناس ... خل يقولون اللي يقولونه .. شعليه منهم!!
- مايد : كيف شعليج منهم ..! نورة انتي وين تسيرين كل يوم .. وليش تردين ف هالوقت .!
نورة ارتبكت شوي .. وحست انه مايد حاسبلها طلعاتها ودخلاتها ...
- نوره : وين اسير يعني ..! عند ربيعاتي .!
- مايد : وبعدين شو هالميك اب اللي حاطتنه .. مب مخليه شي في ويهج الا وحطيتيه .. ما تعرفين انه حرام حد يشوف زينتج ..!
- نورة : ولا حبيبي انا مب مجابله الناس بزينتي .. انا كنت ويا ربيعاتي .. يعني ويا بنات .. يعني محد شاف زينتي مثل ما تقول ... يعني الوضع كله حلال .. وانا هناك اقدر اخذ راحتي اكثر من البيت ..
- مايد : لا والله .!؟ وكيف تستوي هاي ..!؟ كيف تاخذ راحتج في بيت الغرب اكثر عن بيتج!
علت نورة صوتها متعمده وكانت تبا تسمع خالد اللي كان متملل في يلسته بروحه في هالحر .. بس كان لازم يتم عشان يكمل ويا مايد السالفة اللي بدوها ...
- نوره : والله ربيعاتي كل وحده منهم ماخذه راحتها في بيتها ... تتكشخ و تاخذ راحتها الا انا ... في بيتي مب قادره اسوي اللي اباه .. يعني يرضيك احط مكياج في البيت .. واظهر زينتي حق الي يسوى واللي ما يسوى ..! ولا الاحسن أني اظهرها جدام ربيعاتي ..!؟
طبعا الكلام وصل لمسامع خالد وهالشي اللي كانت نورة تبغيه .. بس هو ما تأثر بل بالعكس ضحك ... هو يدري انه نورة تبا تغايضه ... وبأي طريقه .. بس ما عليه .. هو وراها وراها .. اما مايد فتغيرت ملامحه وافتشل من رمسة اخته ...
- مايد : وانتي لازم تصرخين ..!!
- نوره : اوهووو .. حتى الصراخ حرمته !!! انته بلاك يا مايد .. ياخي تبا تستوي ريال استو على ريم .. اما انا فمحد له سلطه عليه .! فكنا عاد ..
مايد هالمره خذ الموضوع بحساسيه ويمكن هالشي يفسر بنفسيته التعبانه المتضطربه بعد مرضه المفاجئ ... انقهر فعلا من نورة .. وحس انه يبغي الايام تطوف بسرعه وايي يوم السبت عشان يسافر ويتخلص من هالعيشه ... تم مايد يطالعها بعصبيه ...
- نوره : جرحنا مشاعرك يا حساس ..! بس عشان تعرف انه انا محد يروم يكبر راسه عليه .. شوفلك غيري ...
مايد شافها من فوق لين تحت .. ومشى عنها .. وما طنشها هيه بس .. وطنش خالد بعد اللي تم يشوفه وهو مستغرب ...
" الحين انا من الصبح منقع برع ..! واخر شي تطنشني وتطوف ..! "
بس في قرارة نفسه خالد ما كان يلوم مايد لانه اسلوب نورة يغث ويطلع الواحد من طوره ... ولسانها سليط وكلماتها جارحه .. بس مع هذا مشاعره اتجاهها ما تغيرت ..وحب لها ما تغير ... بعد مرور هالافكار في باله بشكل سريع ... صد صوب نورة اللي كانت تمشي بكبرياء صوب مدخل الباب ... وهو تشوفه بنظرة خبيثه ... خالد ردلها النظره بالمثل ووقف جدام الباب بحيث ما تقدر تمر الا لو سار على ينب او فسحلها المجال ...
- نوره : لو سمحت .. حركات اليهال هاذي ما تمشي عليه ..! قوم عن الباب وخلني ادخل ...
- خالد وما زالت الابتسامه تلازمه : والله انا يالس اهنه من مساعه .. ومحد يروم يحركني ...وجان فيج خير ... حركيني
- نورة : لا تستهبل عليه يا خالد وخلني ادخل ...
- خالد بنظرة تحدي : الا بسألج ... منو الي يسوى واللي ما يسوى في هالبيت .!
- نوره : والله كل واحد عارف عمره وقدره .. وماله داعي اقول .. وبعدين انته ما تيوز من سالفة التجسس هاي ... يا ويه استح !... عنبوه لازم كل مره نجكك .!
- خالد : انا ما تجسست على حد ..! انتي اللي كنتي تبين تسمعيني الكلام .. تبيني اسمعه غصب ...ولا تنكرين هالشي ...
- نوره : ههههههه ومنو تكون عشان احرص اني اسمعك كلامي ... ( تمت تحرك ثبعها من فوق لتحت )ان سرت ورديت اتم خالد ...
- خالد : وليش مب عايبنج هالخالد .!
- نورة : قول ليش يعيبني ...وبعدين انا وايد ضيعت وقتي اهنيه معاك ...
- خالد : تبين تدخلين .!؟
- نوره : هيه ابا ادخل .. عندك مانع!
- خالد : لا بس عندي شرط ..
- نوره : لا والله ..! وقمنا نتشرط بعد .!
- خالد رفع حاجبه بخبث : ها .. تسمعين شرطي ولا نخيس برع .!
- نوره : لا والله .!
- خالد : انا افضل انه اخيسج برع .. قولي ليش ؟! عشان تضعفين ..
- نوره صكت ضروسها : ماصخ ...
- خالد : اقول الشرط ولا !
- نوره : قول شو عندك ...
- خالد : تقوليلي وين تسهرين انتي كل يوم .. وشمعنه بهالوقت بالذات تردين البيت ..! ليش تظهرين عقب المغرب وتردين في هالحزة يوميا ...
ارتبكت نورة للمره الثانيه .. هذا ثاني شخص يحسبلها الوقت ....
- نوره : وانته شلك ياخي..!! انا حره !
- خالد : عيل خيسي ...!
- نوره : خالد.!!!!
- خالد بتلقائيه وبدون ما يحس : عيون خالد ...
نورة سكتت شوي يوم سمعت هالكلمه ... وحاولت تبلعها بس ما قدرت ..." وين يبا "
فقررت انها تغير الموضوع
- نوره : انته ليش ما تسير عند ربيعك اللي مادري شو اسمه وتفكنا ..!
- خالد : أي ربيع ..!؟ ربيعي عمر ؟!؟
كان نزول الاسم مثل الصاعقه على الاثنين ... خالد ذكر اسم عمر .. وهالاسم مشترك مبينهم .. وما يدري كيف صرح بالاسم ... وحس بتغير ملامح نوره .. وتحولها الى ملامح الربكه وكانت اقرب للخوف ... فعلا نورة انصدمت يوم سمعت اسم عمر ... صح انه في مليون عمر .. بس ما تدري ليش حست انه هو يقصدها عمرها ... كان احساس قوي فيها يقولها انه المقصود عمر ...
الانفاس بدت تتعالى .. والارتباك صار واضح .. شلت نورة بعمرها دزت خالد بالقو .. و مشت بسرعه لداخل البيت .. ما تدري ليش سوت هالحركه والا شو بيقول عنها خالد .. اكيد بيحس انه في شي ... ولا ليش اتربكت ... غمضت نورة عينها ومشت بسرعه وكانت تبا توصل الغرفة وتتخلص من هالاحساس بوجود علاقه بين الاثنين ...
اما خالد برع فراوده احساس انه نورة ما زالت متعلقه بعمر .. على الرغم من انه قال انه ودرها ... شكل نورة ما كان طبيعي ... وكان اقرب للخوف .. من شو خافت ..؟ ومن شو ارتبكت ..! هالتساؤلات كانت تدور في مخ خالد ...
يتبع
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
- عبدالله : بلاج تشوفيني ..؟! عايبنج ..؟
هند حست انها تشوفه وانه جريب منها وايد .. فصدت عنه وما زالت الرعشه تسيطر عليها ...
- عبدالله : قولي عايبني لا تستحين .. انا ادري اني حلو وجذاب .. بس اعترف اني ما اوصل لجمالج يا قميل " جميل بالمصري "
هند نزلت راسها بس مب من المستحى ..!
- عبدالله :ما تبين تعترفين ...! هههههه .. انزين يلا قومي ..بنسير نتغدا ...
- هند : لا ..! ما .. ما ماله داعي .. انا مب يوعانه ...
- عبدالله : بس انا يوعان ... وانتي لازم تين ويايه .. وما تخليني بروحي ... عن يخطفوني حريم اسبانيا ... لا تقولين انج ما تغارين عليه بعد ..!!
- فضلت الصمت .....
- عبدالله : انتي بلاج ترتجفين .. ليش خايفه مني .!؟ جنج شايفه دراكولا ...مب جني ريلج
هند كانت تعاني من مشاعر عديده .. مشاعر خوف من الوحش اللي تحول فجأة لانسان .. ومشاعر استغراب من نسيان عبدالله لاحداث ليلة امس .. بس ما ينلام .. سكران !...
- عبدالله : بلاج انتي اليوم ؟ ليش فجأة تسكتين وجنج مب ويايه ... هند انتي شكلج متولهه على خوانج ...
- هند وبسرعه في الرد : هيه .. ولهانه عليهم وابا ارد ..
- عبدالله : تردين ..! هههههه .. توه الناس .. ! وبعدين شو بيقولون عنا .. ما كملوا اسبوعين الا وردوا .. اكيد متضاربين ...اصبريلج شوي ومردنا للبلاد ...
- هند وهيه مستغبنه : بس ..
- عبدالله : لا تبسبسين وسيري البسي انا ميت من اليوع ...
قام عبدالله قبل ما تقوم هيه .. وسار الغرفه يلبس .. اما هيه فتمت تشوفه وهيه مب عارفه كيف بتتحمل هالعيشه كل يوم ...!! ويا ليته يتذكر اللي يسويه .. يغلط وينسى ... تخاف في يوم يذبحها وينسى انه كانت في يوم زوجته .. وكانت في لحظة ضعف زوجته ... نزلت هند راسها وهي عارفه انه في كل مره تتعرض فيها للاهانه بتتذكر راشد .... .!
قامت هند ... وكانت متردده في دخول غرفتها ... وهذا بسبب وجود عبدالله فيها .. بس في النهايه لازم بتدش .. وما فيها تتأخر وتحصللها هزبه .. واضح انه هدوء عبدالله هو اللي يسبق العاصفه .. والعاصفه ما بتشل غيرها .. دشت هند الغرفة وكان عبدالله تقريبا مخلص لبسه .. ويوم شافها ما رمس .. وهيه ارتاحت لهالشي .. شلت ثيابها من الشنطه و سارت الحمام تتلبس ... وبعد دقايق استوت جاهزة للطلعه ويا عبدالله ...
طلعوا من الشقه وبعدها من الفندق .. وكانوا بطريجهم لمطعم اسباني مدحوه لعبدالله ... وكان متخصص بالاكلات الاسبانيه ... وعبدالله كان من النوع المحب للتغير .. والمحب لتجربة أي شي يديد
عبدالله كان يمشي وهند وراه بشوي ... هو بطبعه سريع بالحركه .. وهيه مب متعوده ع المشي الطويل ... ومحاولاتها ما زالت مستمره للوصول لمستوى سرعة عبدالله ...
كانت كل شوي تسترق النظر له ... ما تدري ليش كانت خايفه منه .. وتحس انه في أي وقت ممكن انه ينفجر ...
قامت تمشي وتشوف الطبيعة الاسبانيه الجميله .. جوهم كان عذاب .. كان يرد الروح ... والنسمات اللي تهب عليها تخليها تحس بجو من الامان ...
ابتسمت هند في خاطرها ... اول مره تجرب جو ثاني غير جو بلادها الحار وفوق هذا الرطوبة اللي تهد الحيل ...
... طبيعتهم بعد حلوه و جذابة ... يعني تجمع بين الطبيعة الشرقيه والغربيه وهالشي اللي يجذب السياح لها
هالبلاد اللي كانت تسمى قبل بالاندلس .. كانت بلاد اسلاميه .. و شهدت اضخم حضارة في التاريخ .. للحين فيها لمسات اسلامية .. بالرغم من تغير انماط المجتمع ... بس ما زالت تحمل معنى اسلامي جميل لا يمكن لاي مسلم انه ينساه .. اسبانيا ايضا تعد وحده من اهم البلدان في الناحيه الرياضيه .. وفيها اكثر نوادي العالم تشجيعا وهالشي يزيد من شعبيتها
عيونها كانت تسير اهنه وهناك .. وتحاول ما تفوت شي لانها تدري انه مثل هالطلعات يمكن ما تتكرر ...وأصلا المنظر يسحر العقول .. وبالذات اذا كان الشخص يسافر لاول مره
وفجأة حصلت عمرها في ظهر ريال ... تيبست في البدايه .. بس يوم شافت القميص ميزته ... كان قميص عبدالله ... ردت على ورى شوي .. وتمت تشوف عبدالله .. كان واقف وما يتحرك ...
- هند : عبدالله ليش وقفت ..؟!
عبدالله صد صوبها .. وكان شوي عرقان وملامحه متغيره ...
- عبدالله : الحين .. الحين بمشي .. بس حسيت بنغزة شوي ...
- هند : شو نغزته !
- عبدالله بصوت تعبان: ماشي ماشي .. انا بخير ..
- هند : بس انته ..! عبدالله بلاك!
- عبدالله : هند قلنا ماشي
خافت هند .. حست انه عبدالله تعبان .. وقلبها الرقيق ممكن يعكف ع الكل حتى ع اللي قسوا عليها في يوم ....
- هند : انزين خلاص خلنا نرد .. مب لازم نتغدا الحين ...
- عبدالله : خلاص هند انا ما فيني شي .. يلا نكمل ...
بس قبل ما يمشون جابلتهم وحده اسبانيه بويه بشوش ... وهيه كانت وحده من بنات المرقص اللي يسيرله عبدالله بالعاده ... وهو ارتبك فوق تعبه اللي باغته فجأة .. وهو كان عارف السبب بس يحاول يتجاهله
- ساندرا : hi Abdullah
عبدالله ارتبك اول ما شافها بس عقب حاول يتجاوز هالارتباك
- عبدالله : hi Sandra ,,, how r u ?
- ساندرا : nice 2 see u
- عبدالله : thanx
- ساندرا : what's the matter … u seem sick ?!
- عبدالله : no I'm fine
- ساندرا :sure ?
- عبدالله : yup
- ساندرا : you must come taday .. I'll wait 4 u
- عبدالله ارتبك h ,,, sure sure …
صدت ساندرا صوب هند اللي كانت تشوفهم بنظرات متسائله و غريبه ...
- ساندرا : who is this beautiful girl ?
- عبدالله : my wife .. her name is Hend
- ساندرا : really ?!
- عبدالله : ya
سارت ساندرا صوب هند ولوت عليها ... وهالشي خلى هند وعبدالله يشوفون بعض باندهاش من هالمينونه اللي يت تولي على هند
- ساندرا : how r u Hind ?
- هند وكانت لغتها مكسره شوي :IIIII .. I'm fine
- ساندرا : she must come with u today Abdullah
عبدالله زاد المه .. وطفر من ساندرا اللي مب طايعه تفهم انهم يبون يسيرون وهيه معطلتنهم ...
- عبدالله :I'll see .. now I must go .. see u later '
سحب عبدالله هند من ايدها ... ومشى بسرعه عشان يفتك من ساندرا اللزقه ... اما هند فكانت للحين مستغربه من وجود هالساندرا فهالمكان .. ومن وين تعرف عبدالله اصلا ... بس عبدالله مب معطنها فرصه انها ترمس .. كانت ساحبنها وراه ويمشي بسرعه ... وهيه مستسلمه له ... و بدت ريولها تعورها ..
بس في النهايه لازم بيبطئ ... وهيه حست انها تعبت من المشي ... وهالمطعم مب طايع يبين ..! .. فشلت ايدها عنه وهو وقف ..
- هند : عبدالله انا تعبت ..
عبدالله وملامح التعب كل ما ياها وتزيد في ويهه
- عبدالله : واصلين ..
- هند : بس انا تعبت ...
عبدالله صد صوبها وتم يشوفها وكان معصب .. والتعب هالكنه .. كان يحس انه كل جسمه ياكله .. وكأنه يربان ..! .. وطبعا هو عارف شو هالاعراض ... هو محتاج حبة مخدر تريحه .. بس هو نسى اييبها .. وخلاها في الشقه ... وعشان يرد شوي طبيعي ويتخلص من المه لابد انه ياخذها ...!
- هند : وبعدين منو هالحرمه الللي كانت ترمسك ! وشو مبينكم ..؟
- عبدالله وهو صاك ضروسه : هند مب وقته الحين .. ويلا امشي ...
- هند : عبدالله انا تعبت .. وبعدين انته لازم تقولي منو هالبنت .. ووين شفتها .. وين تبا تشوفك اليوم !.. وين مواعدنها !!
- عبدالله بصوت شبه عالي : هند ..!!!!
بس ما قدر يكمل كلامه .. لانه الالم هالمره زاد .. زاد وايد .. وبدا ويهه يحمر .. والعرق بدا يصب .. وكان ماسك صدره بالقو .. وجنه يبا يطلع روحه ويفتك من هالالم ..شكله كان مثير للاهتمام من قبل الساير والراد ... و هند خافت من شكله اللي تغير فجأة .. خوفها كان مب طبيعي .. وتمت تشوفه بخوف و فزع .. وتحس انه فيه شي .. وجنه روحه بتطلع .. حست انه .. بيموت!
- هند : عبدالله بلاك ..!!!
فهاللحظه عبدالله ركض .. هيه ركض .. ركض وتخطر الشارع وما همه السيايير اللي تسير وترد .. واللي يشوفه يقول انه بيندعم وبيسير ضحية للسيارات ..!
ركض عبدالله بحثا عن دوائه الوحيد.. عن الحل الوحيد اللي ممكن انه يطلعه من هالحاله .. نسى هند ونسى انها وياه .. نسى انها ما تعرف حد ولا تعرف مكان اهنيه ....! وسار يدور راحته ...
اما هند فمازالت الصدمة مأثره فيها .. تغيرات ويهه الفجائية .. وخوفها من هالوضع خلاها ما تعرف شو تسوي .. حتى انها ما رامت تلحقه .. وكانت تلحقه بعينها بس ... صدق هالمره قلبها وقف من الخوف عليه .. يمكن اللي فيها كان شفقه عليه .. او او .. يمكن ....
##########################
هند حست انها تشوفه وانه جريب منها وايد .. فصدت عنه وما زالت الرعشه تسيطر عليها ...
- عبدالله : قولي عايبني لا تستحين .. انا ادري اني حلو وجذاب .. بس اعترف اني ما اوصل لجمالج يا قميل " جميل بالمصري "
هند نزلت راسها بس مب من المستحى ..!
- عبدالله :ما تبين تعترفين ...! هههههه .. انزين يلا قومي ..بنسير نتغدا ...
- هند : لا ..! ما .. ما ماله داعي .. انا مب يوعانه ...
- عبدالله : بس انا يوعان ... وانتي لازم تين ويايه .. وما تخليني بروحي ... عن يخطفوني حريم اسبانيا ... لا تقولين انج ما تغارين عليه بعد ..!!
- فضلت الصمت .....
- عبدالله : انتي بلاج ترتجفين .. ليش خايفه مني .!؟ جنج شايفه دراكولا ...مب جني ريلج
هند كانت تعاني من مشاعر عديده .. مشاعر خوف من الوحش اللي تحول فجأة لانسان .. ومشاعر استغراب من نسيان عبدالله لاحداث ليلة امس .. بس ما ينلام .. سكران !...
- عبدالله : بلاج انتي اليوم ؟ ليش فجأة تسكتين وجنج مب ويايه ... هند انتي شكلج متولهه على خوانج ...
- هند وبسرعه في الرد : هيه .. ولهانه عليهم وابا ارد ..
- عبدالله : تردين ..! هههههه .. توه الناس .. ! وبعدين شو بيقولون عنا .. ما كملوا اسبوعين الا وردوا .. اكيد متضاربين ...اصبريلج شوي ومردنا للبلاد ...
- هند وهيه مستغبنه : بس ..
- عبدالله : لا تبسبسين وسيري البسي انا ميت من اليوع ...
قام عبدالله قبل ما تقوم هيه .. وسار الغرفه يلبس .. اما هيه فتمت تشوفه وهيه مب عارفه كيف بتتحمل هالعيشه كل يوم ...!! ويا ليته يتذكر اللي يسويه .. يغلط وينسى ... تخاف في يوم يذبحها وينسى انه كانت في يوم زوجته .. وكانت في لحظة ضعف زوجته ... نزلت هند راسها وهي عارفه انه في كل مره تتعرض فيها للاهانه بتتذكر راشد .... .!
قامت هند ... وكانت متردده في دخول غرفتها ... وهذا بسبب وجود عبدالله فيها .. بس في النهايه لازم بتدش .. وما فيها تتأخر وتحصللها هزبه .. واضح انه هدوء عبدالله هو اللي يسبق العاصفه .. والعاصفه ما بتشل غيرها .. دشت هند الغرفة وكان عبدالله تقريبا مخلص لبسه .. ويوم شافها ما رمس .. وهيه ارتاحت لهالشي .. شلت ثيابها من الشنطه و سارت الحمام تتلبس ... وبعد دقايق استوت جاهزة للطلعه ويا عبدالله ...
طلعوا من الشقه وبعدها من الفندق .. وكانوا بطريجهم لمطعم اسباني مدحوه لعبدالله ... وكان متخصص بالاكلات الاسبانيه ... وعبدالله كان من النوع المحب للتغير .. والمحب لتجربة أي شي يديد
عبدالله كان يمشي وهند وراه بشوي ... هو بطبعه سريع بالحركه .. وهيه مب متعوده ع المشي الطويل ... ومحاولاتها ما زالت مستمره للوصول لمستوى سرعة عبدالله ...
كانت كل شوي تسترق النظر له ... ما تدري ليش كانت خايفه منه .. وتحس انه في أي وقت ممكن انه ينفجر ...
قامت تمشي وتشوف الطبيعة الاسبانيه الجميله .. جوهم كان عذاب .. كان يرد الروح ... والنسمات اللي تهب عليها تخليها تحس بجو من الامان ...
ابتسمت هند في خاطرها ... اول مره تجرب جو ثاني غير جو بلادها الحار وفوق هذا الرطوبة اللي تهد الحيل ...
... طبيعتهم بعد حلوه و جذابة ... يعني تجمع بين الطبيعة الشرقيه والغربيه وهالشي اللي يجذب السياح لها
هالبلاد اللي كانت تسمى قبل بالاندلس .. كانت بلاد اسلاميه .. و شهدت اضخم حضارة في التاريخ .. للحين فيها لمسات اسلامية .. بالرغم من تغير انماط المجتمع ... بس ما زالت تحمل معنى اسلامي جميل لا يمكن لاي مسلم انه ينساه .. اسبانيا ايضا تعد وحده من اهم البلدان في الناحيه الرياضيه .. وفيها اكثر نوادي العالم تشجيعا وهالشي يزيد من شعبيتها
عيونها كانت تسير اهنه وهناك .. وتحاول ما تفوت شي لانها تدري انه مثل هالطلعات يمكن ما تتكرر ...وأصلا المنظر يسحر العقول .. وبالذات اذا كان الشخص يسافر لاول مره
وفجأة حصلت عمرها في ظهر ريال ... تيبست في البدايه .. بس يوم شافت القميص ميزته ... كان قميص عبدالله ... ردت على ورى شوي .. وتمت تشوف عبدالله .. كان واقف وما يتحرك ...
- هند : عبدالله ليش وقفت ..؟!
عبدالله صد صوبها .. وكان شوي عرقان وملامحه متغيره ...
- عبدالله : الحين .. الحين بمشي .. بس حسيت بنغزة شوي ...
- هند : شو نغزته !
- عبدالله بصوت تعبان: ماشي ماشي .. انا بخير ..
- هند : بس انته ..! عبدالله بلاك!
- عبدالله : هند قلنا ماشي
خافت هند .. حست انه عبدالله تعبان .. وقلبها الرقيق ممكن يعكف ع الكل حتى ع اللي قسوا عليها في يوم ....
- هند : انزين خلاص خلنا نرد .. مب لازم نتغدا الحين ...
- عبدالله : خلاص هند انا ما فيني شي .. يلا نكمل ...
بس قبل ما يمشون جابلتهم وحده اسبانيه بويه بشوش ... وهيه كانت وحده من بنات المرقص اللي يسيرله عبدالله بالعاده ... وهو ارتبك فوق تعبه اللي باغته فجأة .. وهو كان عارف السبب بس يحاول يتجاهله
- ساندرا : hi Abdullah
عبدالله ارتبك اول ما شافها بس عقب حاول يتجاوز هالارتباك
- عبدالله : hi Sandra ,,, how r u ?
- ساندرا : nice 2 see u
- عبدالله : thanx
- ساندرا : what's the matter … u seem sick ?!
- عبدالله : no I'm fine
- ساندرا :sure ?
- عبدالله : yup
- ساندرا : you must come taday .. I'll wait 4 u
- عبدالله ارتبك h ,,, sure sure …
صدت ساندرا صوب هند اللي كانت تشوفهم بنظرات متسائله و غريبه ...
- ساندرا : who is this beautiful girl ?
- عبدالله : my wife .. her name is Hend
- ساندرا : really ?!
- عبدالله : ya
سارت ساندرا صوب هند ولوت عليها ... وهالشي خلى هند وعبدالله يشوفون بعض باندهاش من هالمينونه اللي يت تولي على هند
- ساندرا : how r u Hind ?
- هند وكانت لغتها مكسره شوي :IIIII .. I'm fine
- ساندرا : she must come with u today Abdullah
عبدالله زاد المه .. وطفر من ساندرا اللي مب طايعه تفهم انهم يبون يسيرون وهيه معطلتنهم ...
- عبدالله :I'll see .. now I must go .. see u later '
سحب عبدالله هند من ايدها ... ومشى بسرعه عشان يفتك من ساندرا اللزقه ... اما هند فكانت للحين مستغربه من وجود هالساندرا فهالمكان .. ومن وين تعرف عبدالله اصلا ... بس عبدالله مب معطنها فرصه انها ترمس .. كانت ساحبنها وراه ويمشي بسرعه ... وهيه مستسلمه له ... و بدت ريولها تعورها ..
بس في النهايه لازم بيبطئ ... وهيه حست انها تعبت من المشي ... وهالمطعم مب طايع يبين ..! .. فشلت ايدها عنه وهو وقف ..
- هند : عبدالله انا تعبت ..
عبدالله وملامح التعب كل ما ياها وتزيد في ويهه
- عبدالله : واصلين ..
- هند : بس انا تعبت ...
عبدالله صد صوبها وتم يشوفها وكان معصب .. والتعب هالكنه .. كان يحس انه كل جسمه ياكله .. وكأنه يربان ..! .. وطبعا هو عارف شو هالاعراض ... هو محتاج حبة مخدر تريحه .. بس هو نسى اييبها .. وخلاها في الشقه ... وعشان يرد شوي طبيعي ويتخلص من المه لابد انه ياخذها ...!
- هند : وبعدين منو هالحرمه الللي كانت ترمسك ! وشو مبينكم ..؟
- عبدالله وهو صاك ضروسه : هند مب وقته الحين .. ويلا امشي ...
- هند : عبدالله انا تعبت .. وبعدين انته لازم تقولي منو هالبنت .. ووين شفتها .. وين تبا تشوفك اليوم !.. وين مواعدنها !!
- عبدالله بصوت شبه عالي : هند ..!!!!
بس ما قدر يكمل كلامه .. لانه الالم هالمره زاد .. زاد وايد .. وبدا ويهه يحمر .. والعرق بدا يصب .. وكان ماسك صدره بالقو .. وجنه يبا يطلع روحه ويفتك من هالالم ..شكله كان مثير للاهتمام من قبل الساير والراد ... و هند خافت من شكله اللي تغير فجأة .. خوفها كان مب طبيعي .. وتمت تشوفه بخوف و فزع .. وتحس انه فيه شي .. وجنه روحه بتطلع .. حست انه .. بيموت!
- هند : عبدالله بلاك ..!!!
فهاللحظه عبدالله ركض .. هيه ركض .. ركض وتخطر الشارع وما همه السيايير اللي تسير وترد .. واللي يشوفه يقول انه بيندعم وبيسير ضحية للسيارات ..!
ركض عبدالله بحثا عن دوائه الوحيد.. عن الحل الوحيد اللي ممكن انه يطلعه من هالحاله .. نسى هند ونسى انها وياه .. نسى انها ما تعرف حد ولا تعرف مكان اهنيه ....! وسار يدور راحته ...
اما هند فمازالت الصدمة مأثره فيها .. تغيرات ويهه الفجائية .. وخوفها من هالوضع خلاها ما تعرف شو تسوي .. حتى انها ما رامت تلحقه .. وكانت تلحقه بعينها بس ... صدق هالمره قلبها وقف من الخوف عليه .. يمكن اللي فيها كان شفقه عليه .. او او .. يمكن ....
##########################
عدل سابقا من قبل غريبة بين البشر في الإثنين 09 مارس 2009, 12:58 am عدل 1 مرات
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
##########################
في ماليزيا .. بلاد العسل ..
كانت ميره يالسة ع البلكونة تاكل حب .. ومحمد حذالها وكانت عينه عليها ... ميرة طفوليه وايد .. بس مع هذا هو حابنها .. وحاس انه عبدالله ما جذب يوم قاله انها تناسبه ... وصدق عطاه احلا هدية في حياته ... كان يتأمل جمال مرته ... جمالها الخليجي اللبناني ... كانت احلا ما شاف في حياته .. وهالشي في نظرة في طبعا ...
كلامها .. اسلوبها .. دلعها .. صوتها .. كل شي فيها حبه و عشقه .. فعلا ميره كانت تسلب العقل والقلب ... ابتسم محمد وهو يفكر بكل مميزات حرمته .. اللي من طاحت عينه عليها وهو حاس انه ملك الدنيا وما عليها ...
انتبهت ميره انه محمد يالس يشوفها من مساعه .. وهدت الحب وتمت تشوفه ...
- ميره : الاخ هيمان !؟
- محمد : هههههه ما يحقلي ؟!
- ميره : مممممم .. ما دري .. يمكن ..!
- محمد : اكيد يحقلي ...قوليلي عن واحد تنزل القمر ويلس حذاله غيري .!
- ميره : ههههه عن اصدق ..!
- محمد : صدقي فديتج صدقي .. انتي احلا من القمر في عيني ...
- ميره وهيه متشققه : فديتك والله
- محمد : تعرفين يا ميره ... انا احس انه ربي وامي راضين عليه ..
- ميره : مممم ليش يعني ؟!
- محمد : لانه حصلت وحده شراتج ..
ميره استحت و نزلت راسها ...
- محمد : صدق يا ميره .. انا ما توقعت اني بكون في يوم سعيد مثل هالايام اللي جمعتني فيج ... احس انه السعاده مب واسعتني .. وابغي اتم في ماليزيا العمر كله ... ولا انحرم من هالايام ...
- ميره : لا عاد مب العمر كله .. عقب بتمل مني ...
- محمد : انا امل ..! .. امل من الدنيا ولا امل منج .. حد يمل من روحه وقلبه .!.!!
- ميره ابتسمت : عسى الله ما يفرقنا ...
- محمد : تعرفين ميره .. انا يوم قالتلي علايه عنج حسيت انه في فارق كبير بينا في السن .. ويوم شفت تأكدت من هالشي .. ويمكن ترددت شوي ... بس الحين لا .. الحين حبيت هالطفوله وهالبراءه اللي فيج .. حبيت كل فيج .. واحس اني اسعد انسان في هالدنيا ....
- ميره : وانا بعد يا محمد .. احس اني ملكت الدنيا من يوم ما ملكتك .. والله عوضني فيك ...
- محمد : صدق يا ميره .!؟
- ميره : صدق .. وهذا وعد مني .. اني بحاول ارضيك واهنيك كثر ما اقدر .. والله يقدرني ..
- محمد : وانا اوعدج اني بسعدج دام اني حي ..
ابتسمت ميره و يود محمد ايدها بالقو ... وتموا يشوفون الطبيعة الجميله وهم يحسون بمشاعر اجمل
نهاية الجزء الرابع والعشرين
الجزء الخامس والعشرين...
ما زالت تمشي و تمشي لعل وعسى انها تهتدي للطريج اللي يت منه ... البلاد كلها غريبه عليها ... وهاي اول مره تظهر فيها للخارج .. واول مره تسافر فيها .. !
تمت هند تتلفت وتدور معلم مهم شافته وهيه تمشي ... كان تأملها دقيق وهيه يايه .. دقيق جدا لدرجة انها قدرت تحس بماضي المنطقه ودمجته ويا حاضرها ...
بس الحين نست كل شي .. ولا تتذكر شي .. الشي الوحيد اللي في بالها هو عبدالله و اللي صارله .. شو اللي طرا عليه فجأة .. وشو اللي صابه .. بشو كان يحس وليش فجأة شرد عنها وخلاها بروحهاا... !! .. شكله .. تصرفاته .. تحوله المفاجئ .. كل شي فيه غريب ... وصعب على هند انها تستقر على طريقة مثالية للتعامل وياه
صدق كانت خايفه عليه .. خايفه عليه من حركته المفاجأة ... ركض وهو مب حاس بشي .. ولا حاس بالدنيا اللي حواليه ..
بلعت هند ريجها بصعوبة .. وحست انه في جوفها سجاجين ..خافت وهيه تفكر بأفكار سوده يمكن تصيب عبدالله .. الطريج من الفندق لاخر مكان وصلتله ويا عبدالله كان يتخلله عدة شوارع .. واذا شافته وتأكدت انه نجا من الشارع الاول ما تضمن الثاني والا الثالث ..
الخوف بدا يسيطر على كل خلية من خلاياها .. حتى ريولها ما عادت تحس فيها .. تلفتت عشان تحصل اقرب كرسي في البقعه .. ومن حسن حظها انها حصلت .. سارت صوبه وعقب بعمرها فيه .. وهيه تحس انه مساحات التفكير انقطعت فجأة .. وانه ويه عبدالله يطاردها في كل ثانية
تمت هند تتأمل الساير والراد وبغت تسأل .. بس كيف وهيه مب عارفه اسم الفندق ولا تعرف ترمس اسباني ..! وانجليزيتها مكسره ... خذت نفس عميق وحاولت تستجمع كل ما لديها من طاقة عشان تركز وتحاول توصل لحل ..
" وينك يا عبدالله ... ليش خليتني وسرت .. صح اني ما احملك مشاعر... ويمكن احملها وانا مادري ..بس .. بس انا محتاجه لك .. محتاجه لوجودك حذالي .. اضربني اجتلني بس لا تتركني بروحي ... احبسني بس حسسني بالامان .. وينك يا عبدالله .. مالي غيرك اهنيه "
نزلت راسها والدنيا استوت ضبابية جدامها عقب ما نزلت دموع الضياع .. الدموع اللي تلازم كل حيران ومتألم .. كل ضايع وكل حزين .... حست عمرها ضايعه في هالدنيا الواسعه اللي تحيط فيها .. تمنت لو انها ويا عبدالله في غرفة ضيجه ولا اتم وحيده في هالبلاد الكبيره ..
فركت ايدها بتوتر وحاولت تخفي دموعها عن جموع الماشين .. تحس بحركات الناس .. كل واحد منهم عارف وين سبيله الا هيه .. !
ما زال الحل مجهول وماله وجود في مخها المشوش .. " يا رب .. يا رب انا مالي غيرك في هاللحظة .. انا ضايعه في بلاد غربه .. يا رب افتحها في ويهي .. يا رب يا رب .. شو بسوي انا لو ما حصلت عبدالله ... وين بسير .. ولا منو بيساعدني وانا حتى اسم الفندق ما اعرفه ..! .. يا ربي شو بسوي .!"
وفي غمرة تفكيرها وصلها صوت ما كان مألوف بالمره .. بس اللي يميزه انه يتكلم عربي ...
- سالم : لو سمحتي ...
تمت هند لحظة تشوف الارض وهيه تحاول تميز الصوت ... بس عقب صدت صوبه بعيون دامعه و متسائله بنفس الوقت .. وصدق ويهه مول ما كان مألوف بالنسبه لها
- هند بصوت واطي : نعم .؟
- سالم : آآآآ اسمحيلي على تطفلي .. بس انا .. انا شفت الموقف اللي صار بينج وبين الريال اللي كان وياج
هند نزلت راسها ... وما ردت عليه ...وما عرفت شو ترد ولا عرفت شو اللي يبغيه
- سالم : اسف ما بغيت اضايجج .. بس اظن انه .. انه ريلج ..
- هند ما زالت منزله راسها : هيه نعم ..
- سالم : ممممم انزين اسمعيني ولا تفهميني غلط .. انا .. انا من سكان فندقكم .. ووو
بس ما كمل سالم كلامه لانه هند وقفت وتمت تشوفه بنظرة لهفة ..تشوفه مثل اللي مب مصدقه اللي سمعته .. فندقهم ؟
- هند : الفندق اللي نحن فيه .!؟ انته .. انته تعرف مكانه .! تعرفه وينه
سالم استغرب ف البدايه .. بس توقعه كان صحيح .. هالملاك اللي جدامه ما تعرف وين الفندق ..
- سالم: هيه اعرف مكانه .. انا اسكن وياكم في نفس الفندق .. ومن كذا يوم وانا اشوف ريلج .. وبخاطري اتعرف عليه.. تعرفين ف بلاد الغربه نادر ما تحصلين حد تعرفينه ... وصدف اني شفتكم وانتوا طالعين .. وعقب انصدمت يوم شفتكم مره ثانيه اهنيه في هالمكان ولفتت نظري ملامح ريلج التعبانه وكيف ركض عنج فجأة .. وحسيت صدق عقبها انج ضايعه ومب عارفه الطريج .. فتبرعت اني اوصلج
ابتسمت هند هالمره من خاطرها .. وصدق حست انه الله راد انه هالريال ايي وينقذها من هالورطه اللي ما عرفت كيف تحلها ...
- هند : هيه والله ياخويه انا مادل الدرب .. وخايفه على ريلي ... خايفه انه يصيبه شي ..
- سالم : ان شالله ما عليه شر ..
- هند : ان شالله ..
- سالم : يلا عيل نسير ..
ابتسمت هند لسالم وهيه تحس براحه كبيره لانها حصلت حل لورطتها ..و مشت وراه ..
الدرب الحين بدت تتضح ملامحه .. نفس المعالم بدت تظهر في الافق .. المباني نفسها و الشوارع نفسها ... بس مشاعر الخوف والقلق اللي كانت مسيطره على هند اعمتها عن هالمعالم .. كانت تبا توصل بسرعه .. اولا عشان تتطمن على عبدالله بالرغم من انه خلاها بروحها .. بس هيه تحاتيه .. وشكله صدق تعبان .. ولا ما كان بيتصرف بهالطريقه ... وثانيا انه مجرد دخلوها الشقه اللي كانت عايفتها لين امس .. مجرد دخولها بيحسسها اليوم بالامان .. صح انه الخطر اللي يحيط فيها واللي يتمثل بوجود عبدالله بيكون اكبر .. بس ع الاقل تضمن انها ما بتضيع وسط ناس ما تعرفهم ..
تفكيرها ف هالامور اختصر الوقت جدامها .. ووصلت للفندق واللي ادت شوفته الى انفجار اساريرها واحساسها بالامان الجزئي ... اما سالم فكان على نياته .. وكان همه انه يتطمن على هند واللي حسسته ويمكن من غير قصد انها وحده منه وفيه .. وانها اخته .. وما حس بأي شعور ثاني في حزتها .. ووصلوا للاصنصير ( اللفت او المصعد ^_^ ) .. وحس سالم انه من واجبه انه يتطمن عليها لين ما توصل الشقه ويضمن انها وصلت بأمان .. صعدوا للاصنصير .. وكل واحد ساكت عن الثاني .. واصلا ما كان فيه حوار ممكن انه يندار مبينهم ..وخصوصا انهم نا يعرفون بعض .. ضغطت هند على زر الطابق الثامن واللي هو طابقهم.. وما مرت دقيقتين الا وهيه عند الطابق المطلوب .. نزلت من الاصنصير ونزل سالم وراها ...
- هند وهيه تبتسم : مشكور ياخويه .. صدق ما قصرت ..
- سالم : ولو .! انتي اختي في الغربه ...وما بشوفج في محنه وبخليج!
- هند : الله يكثر من امثالك .. وان شالله الله بيفرج عليك مثل ما فرجت عليه ..
- سالم : بس انا ما بتطمن الا يوم بشوفج دخلتي الشقه .. واطمن على ريلج بعد
- هند : مالا داعي اتتعب عمرك .. ان شالله ما علينا شر
- سالم : لا تعب ولا شي ...
ابتسمتله هند كحركة لدر الجميل ... وسارت صوب شقتها وهو تم واقف جدا الاصنصير ...
دقت هند الجرس .. وبيني وبينكم كانت خايفه من الحاله اللي ممكن تشوف فيها عبدالله .. وخايفه عليه في الحقيقه ..وكانت تدعي ربها بالسر انه ما يصيبه شي ... وانه يكون بصحه وعافيه مثل ما شافته الصبح ..وانها تكون حاله وعدت ان شاء الله
دقيقة دقيقتين محد رد عليها ... كثرت جرعة الدق هالمره ... وتمت تتبادل نظرات ويا سالم .. وشكلها عادته باحساس القلق والترقب ... فعلا حس فيها .. حس انها تحاتي .. يا ترى بيفتح الباب ولا هو اصلا محد .. يمكن ما يكون توجه للشقه ويمكن يكون ... تعوذ سالم من الشيطان وما زالت عينه متعلقه في الشقه
وفي هالحزة انفتح الباب ببطئ .. وطلع عبدالله ورجعت له نظرات الهباله ... و الترنح في الحركات واضح .. ورد شعور الضيج و الخوف يراود هند ... وعرفت انه رد للخمر مرة ثانيه .. وما كانت تدري انه مصيبتها في هالانسان مصيبتين .. خمور ومخدرات
- عبدالله بلسان ثجيل: انتي من وين يايه ؟
- هند حست انه هذا هو الهدوء اللي يسبق العاصفه : يلا عبدالله ندخل .. وعقب بنتفاهم .. ومشكور يا خويه ...
تم عبدالله معقد حيايه ومب فاهم .. " منو اخوها " .. وعقبها صد صوب سالم .. وتم يشوفه بنظرات ما فهمها سالم .. ولا كان يدري انه الانسان اللي جدامه تحت تأثير المخدر ..
- عبدالله : منو الاخ ؟
- سالم : آآآ .. حرمتك كانت ..
- هند قاطعته : عبدالله خلنا نتفاهم داخل ..وخلاص يا خويه توكل على الله
أشرت هند لسالم وفهم من اشارتها انه لازم ينسحب .. بس عبدالله ما خلاه و كان مصر انه يعرف وكان يتكلم وهو يشاوح بإيده وبدون احساس
- عبدالله : لا لا .. ليش خايفه .. خله يقول منو هو .. ولا مسوين شي وخايفين تخبروني ..
تم عبدالله يمرر نظراته مبينهم
- هند : عبدالله .! شو هالرمسه ..!
- عبدالله : انتي جب لا تتكلمين .. انته ايه .. شو تسوي اهنيه ..! وشو يابك صوبها .. انته ما تعرف انها حرمتي .. ؟
- سالم : اعرف انها حرمتك .. بس هيه كانت ضايعه وانا وصلتها ...
- عبدالله : ههههههههههههههههه يا كبرها عند الله ... عاد لو كنت اعرفك ما بصدقك .. فكيف وانا ماعرفك ...شو ضايعه ومب ضايعه .. ليش ابويه نحن وين عايشين ... اعترفوا شو كنتوا تسوون ويا بعض ؟
- هند : عبدالله استح على ويهك .. زين منه الريال وصلني لباب الشقه عقب ما ودرتني .. عيب ترمسه بهالطريقه ...
- عبدالله : ههههههههه ليش انتوا خليتوا فيها عيب ؟!
سالم حس انه وجوده ما عاد يحتمل .. وانه هند منحرجه منه ومن وجوده .. وحس انه عبدالله مب طبيعي ... واغلب الظن انه سكران ... ففضل انه ينسحب عشان ما يحرج هند
في ماليزيا .. بلاد العسل ..
كانت ميره يالسة ع البلكونة تاكل حب .. ومحمد حذالها وكانت عينه عليها ... ميرة طفوليه وايد .. بس مع هذا هو حابنها .. وحاس انه عبدالله ما جذب يوم قاله انها تناسبه ... وصدق عطاه احلا هدية في حياته ... كان يتأمل جمال مرته ... جمالها الخليجي اللبناني ... كانت احلا ما شاف في حياته .. وهالشي في نظرة في طبعا ...
كلامها .. اسلوبها .. دلعها .. صوتها .. كل شي فيها حبه و عشقه .. فعلا ميره كانت تسلب العقل والقلب ... ابتسم محمد وهو يفكر بكل مميزات حرمته .. اللي من طاحت عينه عليها وهو حاس انه ملك الدنيا وما عليها ...
انتبهت ميره انه محمد يالس يشوفها من مساعه .. وهدت الحب وتمت تشوفه ...
- ميره : الاخ هيمان !؟
- محمد : هههههه ما يحقلي ؟!
- ميره : مممممم .. ما دري .. يمكن ..!
- محمد : اكيد يحقلي ...قوليلي عن واحد تنزل القمر ويلس حذاله غيري .!
- ميره : ههههه عن اصدق ..!
- محمد : صدقي فديتج صدقي .. انتي احلا من القمر في عيني ...
- ميره وهيه متشققه : فديتك والله
- محمد : تعرفين يا ميره ... انا احس انه ربي وامي راضين عليه ..
- ميره : مممم ليش يعني ؟!
- محمد : لانه حصلت وحده شراتج ..
ميره استحت و نزلت راسها ...
- محمد : صدق يا ميره .. انا ما توقعت اني بكون في يوم سعيد مثل هالايام اللي جمعتني فيج ... احس انه السعاده مب واسعتني .. وابغي اتم في ماليزيا العمر كله ... ولا انحرم من هالايام ...
- ميره : لا عاد مب العمر كله .. عقب بتمل مني ...
- محمد : انا امل ..! .. امل من الدنيا ولا امل منج .. حد يمل من روحه وقلبه .!.!!
- ميره ابتسمت : عسى الله ما يفرقنا ...
- محمد : تعرفين ميره .. انا يوم قالتلي علايه عنج حسيت انه في فارق كبير بينا في السن .. ويوم شفت تأكدت من هالشي .. ويمكن ترددت شوي ... بس الحين لا .. الحين حبيت هالطفوله وهالبراءه اللي فيج .. حبيت كل فيج .. واحس اني اسعد انسان في هالدنيا ....
- ميره : وانا بعد يا محمد .. احس اني ملكت الدنيا من يوم ما ملكتك .. والله عوضني فيك ...
- محمد : صدق يا ميره .!؟
- ميره : صدق .. وهذا وعد مني .. اني بحاول ارضيك واهنيك كثر ما اقدر .. والله يقدرني ..
- محمد : وانا اوعدج اني بسعدج دام اني حي ..
ابتسمت ميره و يود محمد ايدها بالقو ... وتموا يشوفون الطبيعة الجميله وهم يحسون بمشاعر اجمل
نهاية الجزء الرابع والعشرين
الجزء الخامس والعشرين...
ما زالت تمشي و تمشي لعل وعسى انها تهتدي للطريج اللي يت منه ... البلاد كلها غريبه عليها ... وهاي اول مره تظهر فيها للخارج .. واول مره تسافر فيها .. !
تمت هند تتلفت وتدور معلم مهم شافته وهيه تمشي ... كان تأملها دقيق وهيه يايه .. دقيق جدا لدرجة انها قدرت تحس بماضي المنطقه ودمجته ويا حاضرها ...
بس الحين نست كل شي .. ولا تتذكر شي .. الشي الوحيد اللي في بالها هو عبدالله و اللي صارله .. شو اللي طرا عليه فجأة .. وشو اللي صابه .. بشو كان يحس وليش فجأة شرد عنها وخلاها بروحهاا... !! .. شكله .. تصرفاته .. تحوله المفاجئ .. كل شي فيه غريب ... وصعب على هند انها تستقر على طريقة مثالية للتعامل وياه
صدق كانت خايفه عليه .. خايفه عليه من حركته المفاجأة ... ركض وهو مب حاس بشي .. ولا حاس بالدنيا اللي حواليه ..
بلعت هند ريجها بصعوبة .. وحست انه في جوفها سجاجين ..خافت وهيه تفكر بأفكار سوده يمكن تصيب عبدالله .. الطريج من الفندق لاخر مكان وصلتله ويا عبدالله كان يتخلله عدة شوارع .. واذا شافته وتأكدت انه نجا من الشارع الاول ما تضمن الثاني والا الثالث ..
الخوف بدا يسيطر على كل خلية من خلاياها .. حتى ريولها ما عادت تحس فيها .. تلفتت عشان تحصل اقرب كرسي في البقعه .. ومن حسن حظها انها حصلت .. سارت صوبه وعقب بعمرها فيه .. وهيه تحس انه مساحات التفكير انقطعت فجأة .. وانه ويه عبدالله يطاردها في كل ثانية
تمت هند تتأمل الساير والراد وبغت تسأل .. بس كيف وهيه مب عارفه اسم الفندق ولا تعرف ترمس اسباني ..! وانجليزيتها مكسره ... خذت نفس عميق وحاولت تستجمع كل ما لديها من طاقة عشان تركز وتحاول توصل لحل ..
" وينك يا عبدالله ... ليش خليتني وسرت .. صح اني ما احملك مشاعر... ويمكن احملها وانا مادري ..بس .. بس انا محتاجه لك .. محتاجه لوجودك حذالي .. اضربني اجتلني بس لا تتركني بروحي ... احبسني بس حسسني بالامان .. وينك يا عبدالله .. مالي غيرك اهنيه "
نزلت راسها والدنيا استوت ضبابية جدامها عقب ما نزلت دموع الضياع .. الدموع اللي تلازم كل حيران ومتألم .. كل ضايع وكل حزين .... حست عمرها ضايعه في هالدنيا الواسعه اللي تحيط فيها .. تمنت لو انها ويا عبدالله في غرفة ضيجه ولا اتم وحيده في هالبلاد الكبيره ..
فركت ايدها بتوتر وحاولت تخفي دموعها عن جموع الماشين .. تحس بحركات الناس .. كل واحد منهم عارف وين سبيله الا هيه .. !
ما زال الحل مجهول وماله وجود في مخها المشوش .. " يا رب .. يا رب انا مالي غيرك في هاللحظة .. انا ضايعه في بلاد غربه .. يا رب افتحها في ويهي .. يا رب يا رب .. شو بسوي انا لو ما حصلت عبدالله ... وين بسير .. ولا منو بيساعدني وانا حتى اسم الفندق ما اعرفه ..! .. يا ربي شو بسوي .!"
وفي غمرة تفكيرها وصلها صوت ما كان مألوف بالمره .. بس اللي يميزه انه يتكلم عربي ...
- سالم : لو سمحتي ...
تمت هند لحظة تشوف الارض وهيه تحاول تميز الصوت ... بس عقب صدت صوبه بعيون دامعه و متسائله بنفس الوقت .. وصدق ويهه مول ما كان مألوف بالنسبه لها
- هند بصوت واطي : نعم .؟
- سالم : آآآآ اسمحيلي على تطفلي .. بس انا .. انا شفت الموقف اللي صار بينج وبين الريال اللي كان وياج
هند نزلت راسها ... وما ردت عليه ...وما عرفت شو ترد ولا عرفت شو اللي يبغيه
- سالم : اسف ما بغيت اضايجج .. بس اظن انه .. انه ريلج ..
- هند ما زالت منزله راسها : هيه نعم ..
- سالم : ممممم انزين اسمعيني ولا تفهميني غلط .. انا .. انا من سكان فندقكم .. ووو
بس ما كمل سالم كلامه لانه هند وقفت وتمت تشوفه بنظرة لهفة ..تشوفه مثل اللي مب مصدقه اللي سمعته .. فندقهم ؟
- هند : الفندق اللي نحن فيه .!؟ انته .. انته تعرف مكانه .! تعرفه وينه
سالم استغرب ف البدايه .. بس توقعه كان صحيح .. هالملاك اللي جدامه ما تعرف وين الفندق ..
- سالم: هيه اعرف مكانه .. انا اسكن وياكم في نفس الفندق .. ومن كذا يوم وانا اشوف ريلج .. وبخاطري اتعرف عليه.. تعرفين ف بلاد الغربه نادر ما تحصلين حد تعرفينه ... وصدف اني شفتكم وانتوا طالعين .. وعقب انصدمت يوم شفتكم مره ثانيه اهنيه في هالمكان ولفتت نظري ملامح ريلج التعبانه وكيف ركض عنج فجأة .. وحسيت صدق عقبها انج ضايعه ومب عارفه الطريج .. فتبرعت اني اوصلج
ابتسمت هند هالمره من خاطرها .. وصدق حست انه الله راد انه هالريال ايي وينقذها من هالورطه اللي ما عرفت كيف تحلها ...
- هند : هيه والله ياخويه انا مادل الدرب .. وخايفه على ريلي ... خايفه انه يصيبه شي ..
- سالم : ان شالله ما عليه شر ..
- هند : ان شالله ..
- سالم : يلا عيل نسير ..
ابتسمت هند لسالم وهيه تحس براحه كبيره لانها حصلت حل لورطتها ..و مشت وراه ..
الدرب الحين بدت تتضح ملامحه .. نفس المعالم بدت تظهر في الافق .. المباني نفسها و الشوارع نفسها ... بس مشاعر الخوف والقلق اللي كانت مسيطره على هند اعمتها عن هالمعالم .. كانت تبا توصل بسرعه .. اولا عشان تتطمن على عبدالله بالرغم من انه خلاها بروحها .. بس هيه تحاتيه .. وشكله صدق تعبان .. ولا ما كان بيتصرف بهالطريقه ... وثانيا انه مجرد دخلوها الشقه اللي كانت عايفتها لين امس .. مجرد دخولها بيحسسها اليوم بالامان .. صح انه الخطر اللي يحيط فيها واللي يتمثل بوجود عبدالله بيكون اكبر .. بس ع الاقل تضمن انها ما بتضيع وسط ناس ما تعرفهم ..
تفكيرها ف هالامور اختصر الوقت جدامها .. ووصلت للفندق واللي ادت شوفته الى انفجار اساريرها واحساسها بالامان الجزئي ... اما سالم فكان على نياته .. وكان همه انه يتطمن على هند واللي حسسته ويمكن من غير قصد انها وحده منه وفيه .. وانها اخته .. وما حس بأي شعور ثاني في حزتها .. ووصلوا للاصنصير ( اللفت او المصعد ^_^ ) .. وحس سالم انه من واجبه انه يتطمن عليها لين ما توصل الشقه ويضمن انها وصلت بأمان .. صعدوا للاصنصير .. وكل واحد ساكت عن الثاني .. واصلا ما كان فيه حوار ممكن انه يندار مبينهم ..وخصوصا انهم نا يعرفون بعض .. ضغطت هند على زر الطابق الثامن واللي هو طابقهم.. وما مرت دقيقتين الا وهيه عند الطابق المطلوب .. نزلت من الاصنصير ونزل سالم وراها ...
- هند وهيه تبتسم : مشكور ياخويه .. صدق ما قصرت ..
- سالم : ولو .! انتي اختي في الغربه ...وما بشوفج في محنه وبخليج!
- هند : الله يكثر من امثالك .. وان شالله الله بيفرج عليك مثل ما فرجت عليه ..
- سالم : بس انا ما بتطمن الا يوم بشوفج دخلتي الشقه .. واطمن على ريلج بعد
- هند : مالا داعي اتتعب عمرك .. ان شالله ما علينا شر
- سالم : لا تعب ولا شي ...
ابتسمتله هند كحركة لدر الجميل ... وسارت صوب شقتها وهو تم واقف جدا الاصنصير ...
دقت هند الجرس .. وبيني وبينكم كانت خايفه من الحاله اللي ممكن تشوف فيها عبدالله .. وخايفه عليه في الحقيقه ..وكانت تدعي ربها بالسر انه ما يصيبه شي ... وانه يكون بصحه وعافيه مثل ما شافته الصبح ..وانها تكون حاله وعدت ان شاء الله
دقيقة دقيقتين محد رد عليها ... كثرت جرعة الدق هالمره ... وتمت تتبادل نظرات ويا سالم .. وشكلها عادته باحساس القلق والترقب ... فعلا حس فيها .. حس انها تحاتي .. يا ترى بيفتح الباب ولا هو اصلا محد .. يمكن ما يكون توجه للشقه ويمكن يكون ... تعوذ سالم من الشيطان وما زالت عينه متعلقه في الشقه
وفي هالحزة انفتح الباب ببطئ .. وطلع عبدالله ورجعت له نظرات الهباله ... و الترنح في الحركات واضح .. ورد شعور الضيج و الخوف يراود هند ... وعرفت انه رد للخمر مرة ثانيه .. وما كانت تدري انه مصيبتها في هالانسان مصيبتين .. خمور ومخدرات
- عبدالله بلسان ثجيل: انتي من وين يايه ؟
- هند حست انه هذا هو الهدوء اللي يسبق العاصفه : يلا عبدالله ندخل .. وعقب بنتفاهم .. ومشكور يا خويه ...
تم عبدالله معقد حيايه ومب فاهم .. " منو اخوها " .. وعقبها صد صوب سالم .. وتم يشوفه بنظرات ما فهمها سالم .. ولا كان يدري انه الانسان اللي جدامه تحت تأثير المخدر ..
- عبدالله : منو الاخ ؟
- سالم : آآآ .. حرمتك كانت ..
- هند قاطعته : عبدالله خلنا نتفاهم داخل ..وخلاص يا خويه توكل على الله
أشرت هند لسالم وفهم من اشارتها انه لازم ينسحب .. بس عبدالله ما خلاه و كان مصر انه يعرف وكان يتكلم وهو يشاوح بإيده وبدون احساس
- عبدالله : لا لا .. ليش خايفه .. خله يقول منو هو .. ولا مسوين شي وخايفين تخبروني ..
تم عبدالله يمرر نظراته مبينهم
- هند : عبدالله .! شو هالرمسه ..!
- عبدالله : انتي جب لا تتكلمين .. انته ايه .. شو تسوي اهنيه ..! وشو يابك صوبها .. انته ما تعرف انها حرمتي .. ؟
- سالم : اعرف انها حرمتك .. بس هيه كانت ضايعه وانا وصلتها ...
- عبدالله : ههههههههههههههههه يا كبرها عند الله ... عاد لو كنت اعرفك ما بصدقك .. فكيف وانا ماعرفك ...شو ضايعه ومب ضايعه .. ليش ابويه نحن وين عايشين ... اعترفوا شو كنتوا تسوون ويا بعض ؟
- هند : عبدالله استح على ويهك .. زين منه الريال وصلني لباب الشقه عقب ما ودرتني .. عيب ترمسه بهالطريقه ...
- عبدالله : ههههههههه ليش انتوا خليتوا فيها عيب ؟!
سالم حس انه وجوده ما عاد يحتمل .. وانه هند منحرجه منه ومن وجوده .. وحس انه عبدالله مب طبيعي ... واغلب الظن انه سكران ... ففضل انه ينسحب عشان ما يحرج هند
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
- سالم : آآآ عن اذنكم
- عبدالله : تبا تشرد ها .. تبا تشرد .. ما عليه انا براويك يا مسود الويه يالوصخ يالحقير .. تبا تشرد عقب ما لعبت لعبك ..
- هند وخلاص فقدت اعصابها : عبدالله عيب شو هالكلام .. احترم شوي
- عبدالله : انتي ما تعرفين تسكتين يالوصخه الثانيه .!
كانت على وشك انها ترد عليه عقب ما وصلت حدها منه و انحرجت بما فيه الكفايه جدام الريال اللي ما قصر فيها .. بس عبدالله ما عطاها فرصه ثانيه للكلام .. يودها من شعرها عقب ما سحب عنها الشيله وفرها داخل الشقه وهو يتلفظ بكلام وصخ استحى منه سالم اللي تم واقف مصدوم من هالشخص العنيف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. اما هيه فنفرت على الارض بالقو حتى انها حست انه عظامها تفتتت من قوة الضربه وحست انه شعر راسها ما عاد له وجود عقب ما يره عبدالله ...
اندق راس هند ع الارض .. وحست عقب هالدقه القويه بسوداد الدنيا جدامها ..ودوران مب طبيعي في المحيط اللي هيه فيه ... وكان الله رحيم فيها يوم افقدها الوعي عشان ما تحس بأألم اكبر من المها ...
###########################
أرض الامارات ..
الساعة الحادية عشرة ليلا ..
وقفت شيخه على ريولها بعد ما صعقها خبر سفر مايد ..
- شيخه : شو ...!!! ست شهور .. ست شهور يا مايد .!؟ ست شهور بتغيب عن بيتك واهلك .! انت صاحي ولا مينون ؟ّ
- مايد : هيه يا امايه ست شهور .. وترا المده مب طويله .. وبتمر بسرعه ..بس انتي لا تصعبين الامور .. وادعي انه الله اييسر عليه ...واني اتوفق في سفرتي .. وصدقيني انا محتاج دعائج .!
- حميد : ست شهور متواصله .. !! .. انته بتتحمل هالمده كلها يا مايد .! انته كنت اتم اسبوع برع البلاد ويضيج خلقك .! انا اعرفك زين ما تحب تودر بلادك .. ولا تتحمل الغربه .!.. حتى يوم نكون وياك ما تتحمل اليلسه برع بلادك .!.
- مايد : يا بويه ... انا ابغي ابدا حياتي ... واول نقطة في الطريج الصح هو اني اطور لغتي .. اللغة كل شي في هالايام .. وبعدين انا داشه في خاطري هالفكرة .. وخلاص انا اتخذت قراري ... اتخذته و اتمنى انه محد يعارضني .!
- شيخه : ومن متى انته تفكر بهالطريقه .. طول حياتك وانته تدور اسهل شي .. شو طرى عليك فجأه .! .. وبعدين شو حياتك وش مستقبلك .. مايد انته من متى تفكر بهالسوالف .. وبعدين المعاهد تارسه البقعه
- ريم : يا امايه ما فيها شي لو تعدل تفكيره .. دخيلج لا تحبطينه ..! ولا توقفون في ويهه .. وهو ريال و يعرف مصلحته زين .
- شيخه : اسكتي انتي ولا ترمسين .. جان تبين الفكة منه .. ترا غيرج يباه .!
- ريم : الحين انا يا امايه ابا الفكه منه ..! حرام عليج تقولين هالكلام .!
شيخه بصوت عالي وكانت صدق منفعله من اسلوب ريم النقاشي ..
- شيخه :: انتي لا ترمسين .. وكرمينا بسكوتج ... انتي من تدخلين في الشي تخبصينه ...
نزل مايد راسه وهو يشوف الضرابة المعتاده بين راي امه واخته .. وحس انهم بيعقدون عليه الامور .. وف هاللحظة تمنى وجود خالد عشان ينقذه من هالموقف ...
- حميد : بس انتي وياها .. ما تيوزون عن ضرابتكم هاي ...!
- شيخه : بنتك كل ما ياها ولسانها يطول .! مادري من وين يايبه طولة اللسان ..
- ريم : امايه .! انا ما قلت شي .!
- حميد بحزم : ريم .! بس خلاص اسكتي ... اسكتي ولا تردين على امج
ارتاح مايد لموقف ابوه الحازم لانه ما كان يبا يطبع هالموقف كآخر موقف يجمعه بعايلته ...
- شيخه : ومتى ناوي تسير يا المثقف ..!.
- مايد تردد شوي .. بس عقب تكلم : عقب يومين .. ان شالله عقب يومين ..
شيخه وكل ملامحها تغيرت وتمت تحدق في مايد وجنها بتزغده
- شيخه : شو..!! مايد انته صاحي ؟! عقب يومين وياي تخبرنا اليوم .! شو من الاولاد انته .!
- مايد : هيه يا امايه صاحي .. وانا ادري اني ما عطيتكم خبر بسرعه .. بس الوقت كظني ولين ما ترتبت الامور و رتبت يلستي هناك .. يعني كل هالامور خذت وقت .. وانا ادري اني قصرت .. ومنكم السماح .. ولا تشلين في خاطرج عليه .!
- حميد : بس كان من الاولى انك تاخذ راينا قبل .. ولا كبرت وما عدت تهتم لراي حد .!؟
مايد بضيج .. الود وده ما يخليهم .. بس المرض يبا ياخذه منهم غصب
- مايد : لا يا ابويه .. مب انا اللي يفكر بهالطريقه .! بس صدقني الموضوع بسرعة صار .. وانا ان شالله مب مطول .. وبأقرب فرصه بتحصلني اهنيه عندك ...ان شالله برد .. قول ان شالله
- شيخه : ليش ان شالله ؟! ليكون مب ناوي ترد بعد .!
- مايد : لا ... لا برد ..برد ان شالله
قال مايد هالكلمة وهو حاس بألم يعتصر قلبه .. لانه مسألة رجوعه مسألة غير مطمنه ابدا ... ومسأله حياته او موته بإيد رب العالمين .. أما شيخه فنغزها قلبها يوم سمعت رمسة مايد .. حست انه متشكك في موضوع الرجعه .!
- حميد : ومنو بيسير وياك ؟! ولا ما تبا حد !
- مايد : بيسير ويايه ربيعي سلطان ..
- حميد : سلطان ؟ منو سلطان ؟!
- مايد : ابويه سلطان نفسه اللي انا وياه من ايام الابتدائي ...
- حميد : هيه .. وشمعنه سلطان .!؟
- مايد : ربيعي وانا ارتاح وياه ...
- حميد :ورتبت كل امورك هناك ؟!
- مايد تنهد: هيه كل شي مرتب ..
- حميد تنهد : خلاص دامك مصر توكل على الله ..
مايد مررت نظراته على الكل ..وخاصه بعد السكوت الللي عم .. و علامات الضيج اللي ظهرت على ويوههم ..تم يشوفهم وهو حاس انه دمعته بتخونه .. يومين وبيودع هالويوه الطيبه .. يومين ويمكن ... يمكن يكونون اخر يومين !
شافهم وهو يحاول يجمع اكبر قدر من الذكريات اللي تجمعه فيهم ...
ابتداءً بأمه .. ذكرياته ويا امه قد تكون محدوده .. لانه طبيعة شيخه غير مباليه .. بس يتم حاله احسن عن حال اخوه .. واتم امه تدلعه في بعض الاوقات .. وهالشي يشعره بالرضا من ناحيتها .. ولو انه رضاها هو الاهم .. ابتسم مايد يوم تذكر عمره قبل كذا سنه .. كان كل ما يشوفها في المطبخ .. يتسلل شوي شوي وجنه حرامي ..ويتم على هالحال لين ما يستوي جريب منها .. وعقب يخوفها او ينغزها ..
ويوم كانت تركض وراه عشان تاخذ بثارها .. كان يخدرها بكلمات غنيتها المفضله واللي تشبع فيها معاني الامومه
" أحنُ إلى خبز أمي..وقهوةِ أمي ..لمسةِ أمي ..وتكبر فيَّ الطفولةُ..يوماً على صدر يومِ..أعشق عمري لأني..إذا متُّ ..أخجل من دمع أمي ..
وبعدها كانت العقوبة تقتصر على كلمة .. " بقص اذنك اذا عدتها ..." .. ويكون رده كالتالي : " يبأه أبليني " بالمصري " يبقى قابليني ^_^"
وصل الحين لابوه ... في داخله كان يحس انه ابوه من يشوفه .. يحس انه دخل موسوعة سياير .. فعلا مايد كان من النوع المحب للسيايير .. وهو بالمقابل كل ما يشوف ابوه يحب انه يغصص عليه بنفس الموضوع ... كان يشوف ابوه مثال للاب المتسامح الصارم في نفس الوقت .. وكان دايما عنده حل و ضبط للامور وهالشي خلاه ناجح في حياته
ريم .. اخته الصغيرة القريبه الى قلبه .. الواحد ما يقدر يضع للناس مقادير معينه للحب .. الحب يتوزع غصبا عن الانسان .. وريم كان لها النصيب الاكبر من الحب .. صحيح انه في الفتره الاخيره و خصوصا عقب ما دخلوا عيال عمه في حياتهم .. صار الحوار مبينهم مقتصر جدا .. بس اتم هيه القريبه لنفسه .. والاحب لقلبه .. ريم مهما كبرت تظل في نظرة صغيره .. يحس انها ما تكبر .. ويضحك عليها يوم تمثل دور الكبار .. المسكينه وصلت العشرين وهو بعده يشوفها بنت 15 ...
- ريم : اييه اييه وين وصلت .. امايه من الصبح تنطحن وانته سرحان وفي خبر كان ..
- مايد : ها ..!؟ اسف امايه والله ما دري بشو سرحت .. شو كنتي تقولين ؟!
- شيخه : كنت اقولك اشتريتلك بدلات حق السفر ولا بعد ما حصلتلهن وقت !؟
- مايد : هيه هيه اشتريت .. بس ما كثرت ...
- شيخه : تراك بتخيس ست شهور هناك .. شعنه ما تكثر .!
- مايد : امايه بشوف جوهم هناك قبل .. وعقب باخذلي على فترات كم بدله ..
- حميد : وكيف عن الفلوس انته ما طلبت من شي .. كيف بتدبر عمرك ؟! ولا من بيزاتك الخاصه !؟
مايد نزل راسه .. كان فعلا يبا يطلب بيزات من ابوه .. بس ما يدري ليش هالمره استحى .. يمكن عشان الهاجس اللي كان اييه ويقوله " تخسر ابوك هالمخاسير كلها عشان جسد ميت "
- مايد بتردد : بشوف كم احتاج وببلغك
- حميد : بس يحتاي تكون مرتب كل شي من قبل ..
- مايد : ماعليه يابويه انا عندي اللي يسدني حاليا .. بيزات المعاش ما استخدمها .. و اذا احتجت بقولك ..
- حميد : تحمل على عمرك يا مايد .. وترا الدنيا مب لعب .. ودامك اتخذت هالقرار .. لازم تكمله للاخير
- مايد : ان شالله .. عن اذنكم يا بويه انا بنزل تحت شوي .. بشوف شمامي و علاوي .. قلتلهم بكمل وياهم لعب .. يلا اترخص منكم ..
طلع مايد من الصاله الفوقيه .. وتم حميد يشوفه بنظرة ريبه ..
" مايد فيه شي .. شكله وطريقة كلامه وهدوءه مب طبيعي ..! من كذا يوم وهو على هالحال ..! شو اللي ياه فجأة وقرر يسافر .. حتى علثة تعلم اللغة ما تدش المخ ..!! .. واحد يفكر يبني مستقبله يسير يلعب ويا اليهال .. أي تناقض هذا ..! "
قطع عليه حديثه الداخلي صوت حرمته شيخه .. وهو غمض عينه لبرهه لانه كان عارف انه بتستقبل اذنه كلمات تذمريه بحته بخصوص موضوع السفر ...
- شيخه : يعني عايبتنك فصول ولدك ..!؟
- حميد : شو تبيني اسوي يعني ؟! اضربه واقوله لا تفكر بمستقبلك ؟! ولا اقوله انته بعدك صغير ونحن اللي بنقرر عنك .!
- شيخه : أي مستقبل بالله عليك ؟! انته صدقت انه ساير يدرس ؟
- حميد : وليش ما اصدق ؟
- شيخه : قلبي يقولي انه الولد في راسه شي .. فيه شي .. اصلا تصرفاته هالايام مب عايبتني .! وسالفة الدراسه ما دشت عقلي .. وما رمت اصدقه .!
- ريم : امايه حرام عليج .. مايد ما يستاهل انج تحبطينه !؟
- شيخه : انا محد يقهرني غيرج انتي يوم تتدخلين .. سيري غرفتج وفكينا من حشرتج الزايده
- ريم : امايه انتي ليش كله تسكتيني .. !
- شيخه : لانج جليلة حيا وما تستحين !
- ريم : انا ..! انا جليلة حيا يا امايه .! مشكوره وايي منج اكثر .. عن اذنكم ...
طلعت ريم من الصاله وهيه مغيضه ع الاخير من امها اللي ما تحب تسمع رايها .. ولا تسمع صوتها .. ودشت غرفتها وقفلت الباب وقررت انها ترمس علايه
- حميد : وانتي لازم تطفرين البنت ؟!
- شيخه : خلك من هالدلوعه .. وقولي .. كيف تباني اتحمل فكرة انه ولدي يتم بعيد عني شهور .!
- حميد : يااااالله..! ومن متى انتي تفكرين في عيالج .! تراه ميلس في البيت 24 ساعه وانتي بعيده عنه .. الحينه يوم يا يسافر افتكرتي فيه .!
- شيخه : حميد .! شو هالرمسه اليديده ... انا مب مقصره عن عيالي في شي .!!
حميد عرف انه لو ناقشها في موضوع عيالها ما بيخلص ...
- حميد : نحن مب في موضوع التفصير ولا المبالغه .. الولد بيسافر .. ومادم اتخذ قراره مب من حقي ولا من حقج ولا من حق أي حد انه يمنعه ... بس انا عندي شور وابغي رايج فيه ...
شيخه وهيه بعدها متضايجه من رمسة حميد ..وهيه حاسه انه حميد في باله شي .. وشكلها عرفته
- شيخه : وشو هو الشور .؟
- حميد : افكر اطرش ولد عمه وياه ...
شيخه وقف شعر راسها .. وكانت حاسه انه بيقول هالكلام ... ومسكت القنفة بالقو عشان ما تنفجر على حميد ..
- شيخه وهيه تتصنع البرود : وليش ان شالله ؟!
- حميد : جيه بتطمن عليه اكثر ..
- شيخه : من أي ناحيه بتتطمن .. معني والله مستغربه .. تبا تتطمن على ولدك تقوم تطرش وياه ولد عمه .!
- حميد : ليش ..؟ شبلاه ولد عمه ..! ريال يعتمد عليه ...
ردت شيخه على ورى وهيه تضحك بصوت يكاد يطر الاذان ^_^
- شيخه : حميد انته من صدقك ترمس .. ! الحين ولد اخوك يعتمد عليه وولدك لا .! بتطرشه بيبي ستر حق ولدك !
- حميد : انا ما قلت هالرمسه ... بس خالد يتم غير .. يعني احس ..
- شيخه قاطعته : لا تحس ولا شي .. انته لو طرشت هالثالث برع منو بيجابل شركتك وياك .!
- حميد : هه اشوفج اعتمدتي على خالد في شي الحين ..!
- شيخه : انا ما عليه منه .. انا افكر فيك انته وف صحتك
- حميد : المهم ما علينا .. خلاص انتي لا تطرين سالفة السفر جدام مايد .. وهو ان ما ارتاح ترا بيرد البلاد .. يعني لا تحاتين .. وصدقيني .. شهر بالكثير الكثير وبيرد ولدج عندج ... ولدي واعرفه زين ..
- شيخه : قلبي ناغزني من هالسفره
- حميد : تبين الصدق انا بعد .. مايد مب عايبني ..
- شيخه : ولا انا .. ولدي فيه شي .. شي ف خاطره .. احس انه مكسور ... ما تحس انه ضعفان شوي .!؟
- حميد : حسيت ... بس اذا فيه شي ليش ما بيقولنا ؟!
- شيخه : انته يعني ما تعرف ولدك .. كتوم لابعد الحدود .. قلبي مب متطمن
- حميد : عيني خير ..
- شيخه : الله يجعله خير ...
- حميد : الا بنتج نورة وينها ؟!
شيخه ارتبكت يوم ياب طاري نوره .. هيه تدري انها للحينه ما ردت ... وانه حميد ما يدري عن تأخرها الدايم لانه بالعاده ما يسهر ..
- شيخه : آآآ يمكن راقده .. مادريبها والله ..
- حميد : ما تنشاف مول .! ما بقص عليج لو قتلج من اسبوع ما شفتها
- شيخه : هيه رقاد ونت وطلعه هاي حياتها .
- حميد : الله يهديها .. والله انه عيال احمد طلعوا احسن منهم
- شيخه : وبشو احسن عنهم .!
- حميد : خالد هذا اللي انتي مستهينه فيه .. كل يوم الفجر اشوفه برع يركض ويسوي رياضه وعقبها بويهه ع الدوام .. حتى اخوه الصغير ما يطول برقدته شرات شموه ..
- شيخه : والله يا حميد كلن على ما تعود عليه .. ولا تيلس تقارن عيال الزلمه بعيالي .. دخيلك يعني ..!
- حميد ابتسم : تغارين ؟!
- شيخه : ما اغار .. بس انته يوم ترمس عن عيالي جنك تشكك بتربيتي لهم ..! وجنك تقدس تربية ام عيال اخوك .. ليش يعني انا ماعرف اربي يا حميد .. وليش قبل كانت عايبتنك تربيتي والحين قمت تتنقد
- حميد : انا ما اتنقد .. وعيالي ما بحصل شراتهم .. بس مب حرام اني اتمنالهم الخير ...
- شيخه : عيالك ما فيهم الا كل خير .. ودخيلك لا تييب هالطاري جدامي .. لاني اتضايج
- حميد : انزين .. اسفين ومنج السماح .. شو تبين بعد ؟!
- شيخه ابتسمت : مابا شي .. ويلا سير ارقد تراك طولت ..
- حميد : تعالي ويايه ..
- شيخه : ما فيني رقاد ..
- حميد : يعني لازم يكون فيج ..؟ رقادي يعني رقادج
- شيخه :ههههههه يلا مشينا ...
###########################
نزل مايد تحت عقب الحوار والنقاش اللي صار ويا الجزء المتبقي من العائله .. كان متضايج بشكل مب طبيعي .. ما يدري شو السبب ..ما حب النقاش وياهم .. حس انه ضايج فيه اكثر من ما يريحه ..
نزل مايد من الدري .. وهو حاس بعطش فظيع .. و رغبة في شرب كميات كبيرة من الماي .. وهو ينزل سمع صوت شما وعلاوي وهم يلعبون بلاي ستيشن .. وضحك عليهم .. كل واحد يقول انا اللي سجلت قول .. وفي النهاية يطلع الفريق المنافس معطنهم من الزين .. حلوه حياة الاطفال .. لا هم ولا غم ولا تفكير .. عايشين حياتهم بعيد من خوف الموت ... تمنى انه يكون طفل .. عشان ينسى همومه و الامه ... بس ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ...
كان في صوت ثاني يصاحب صوت لعب شما وعلاوي .. صوت خرخشه اذا صح التعبير .. في البدايه طنشه مايد وقام يتجسس على اليهال ..وكان يبا يخوفهم .. بس عقب غمضوه .. والصوت الثاني لافت نظره ... طنش شوي بس عقب فضوله بدا يشتغل وحس انه الصوت ياي من المطبخ ..يمكن حد يشرب ماي ؟ .. لا الصوت غير .. بس يمكن ...
مشى شوي شوي وعلى اطراف اصابعه واتجه صوب المطبخ .. بس ما حصل حد ..
" هذا المطبخ وشفناه .. محد فيه .. من وين ياي الصوت عيل ..... ؟! " سأل مايد نفسه ...وعقبها تم يتلفت .. الصوت ما زال موجود ... بس يوم ركز عرف ... عرف مكان الصوت .!
الصوت ياي من الغرفة المهجورة .. الغرفة الي هجروها سنين وشهور طويله .. ومحد افتكر فيها ..!... ياي من هاييج الزاوية المعزولة .!
تم مايد يشوف الارض وجنه يكلمها .. " شو هالصوت .! .. وشو مصدره ..! منو اللي يتعبث بالغرفه .. ولا مثل ما قالوا .. الغرفة مسكونه ...! "
بلع مايد ريجه بمجرد مرور فكرة الجن في باله ... بس عقبها طنش وقال " شو بيسوون فيني يعني .!"
كمل بنفس طريقته الاوليه في المشي .. المشي الخفيف ...
وكانت الغرفة قريبه من المطبخ الجانبي هذا .. بس معزوله بطريقة ملتويه .. يعني صاحب البيت بإمكانه يلاحظ وجودها بسرعه بعكس الزائر اليديد اللي يمكن ما يلتفتلها الا لو حد نبهه بوجودها...
ويوم وصل زادت صدمته .. لانه شاف خالد .. .. خالد كان يعابل في الباب ويحاول يفتحه ... وكان باذل جهد كبير عشان يفتح الباب المقفول ..
تم مايد واقف يشوف هالمنظر اللي جدامه .. وهو مب مستوعب .. اللي يعرفه انه الغرفة هاي منسيه من سنين .. كل اللي في البيت على حد علمه نساها .. عيل خالد شو يسوي وشو اللي ذكره فيها .. واصلا شو اللي خلاه ينتبهلها .. ؟...يا ترى حد نبهه لوجودها ..! .. معقوله تكون ... تكون ريم .! .. طرد مايد الفكرة من باله ومب من الله .. بس شعور غريب بدا يراوده
ما يدري ليش حس ببراكين تغلي في ويهه ...وانه العصبية بدت تسري في جسمه .. حس انه خالد مب ناوي على خير ..شو سبب هالشعور وشو يابه في هالموقف بالذات ... ما يدري ..!
من فتره وهو يلاحظ نظرات الكره من قبل خالد اتجاه ابوه وامه وكل اخوانه .. وطرقه المتعدده في السابق لتصغير حميد وتحقيره.. كل شي في خالد ينطق بكره عمه وعياله.. تذكر كلمات خالد الاوليه يوم ضاعت شما ..
"مايد: وانته خليت فيها كلام ..!! كلتني بقشوري .. خلاص يبوووك ما بقول شي .. بس انا ياي استسمح منك عن اللي صار واقولك امسحها في ويهي
خالد بانتصار : اعتذار ابوك واعترافه بغلطه يكفي ..
مايد : ابويه اعتذر ..!
خالد : وليش لا ..! الغلطان لازم يتعذر ...بس تعرف وين المشكله ..؟
مايد بإحباط : وين ؟
خالد : المشكله يا مايد انه في ناس يغلطون غلطات كبيرة أكبر مما يتصوره عقلك ويمكن تكون نتايج هالغلطات ضياع حقوق و سرقة اموال او تشتت عايله .. او اوا او ومع هذا ما يعتذرون يحسون انه الاعتذار اصعب من ارتكاب الغلط نفسه!! ... بس بالمقابل يوم تكون المشاكل الصغيره يكون الاعتذار عندهم سهل مثل شم الهوا ... و هالناس لازم ما يتعلمون كيف يدفعون ثمن غلطاتهم ولا انا غلطان ..!
مايد بحيرة : انته شو تخربط ..!! وشو اللي تبا توصله ..!
خالد ابتسم بخبث : مثل ما قلت ....... اخربط ..!!"
شو قصده من كلامه .. في حينها مايد ما فكر ولا حاول يفهم المغزى .. بس الحين كل هالاشيا يت في باله وهو يشوف خالد... حس انه خالد يبا ينتهك حرمة شي كان محرم عليهم ... وانه مب ناوي على خير .. وانه وراه خبر
خذا نفس عميق... و تشجع انه يتكلم وهو يوجهه نظره حقد طبيعيه لخالد..
- مايد : خالد ..!
تصلبت كل ملامح خالد في اللحظة اللي سمع فيها صوت مايد .. وحس انه حد رش عليه اسبري و اصبح عديم الحركة فجأة .. اوانه ماي بارد انصب على راسه وهو الحين يعيش تحت تأثيره ..
بس في نهايتها لازم بيصد .. لازم بيواجه .. وهاي ثاني مره يواجه فيها ...المره الاولى واجه نوره .. وانتهت المسأله بتولد مشاعر اتجاهها .. والحين بيواجه مايد .. بس أي نوع من المشاعر بتتولد .!
بلع ريجه و احتفظ بملامحه الاعتياديه و علامات الثقه على ويهه ... وصد صوب مايد ... واصنطع الابتسامه
- عبدالله : تبا تشرد ها .. تبا تشرد .. ما عليه انا براويك يا مسود الويه يالوصخ يالحقير .. تبا تشرد عقب ما لعبت لعبك ..
- هند وخلاص فقدت اعصابها : عبدالله عيب شو هالكلام .. احترم شوي
- عبدالله : انتي ما تعرفين تسكتين يالوصخه الثانيه .!
كانت على وشك انها ترد عليه عقب ما وصلت حدها منه و انحرجت بما فيه الكفايه جدام الريال اللي ما قصر فيها .. بس عبدالله ما عطاها فرصه ثانيه للكلام .. يودها من شعرها عقب ما سحب عنها الشيله وفرها داخل الشقه وهو يتلفظ بكلام وصخ استحى منه سالم اللي تم واقف مصدوم من هالشخص العنيف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. اما هيه فنفرت على الارض بالقو حتى انها حست انه عظامها تفتتت من قوة الضربه وحست انه شعر راسها ما عاد له وجود عقب ما يره عبدالله ...
اندق راس هند ع الارض .. وحست عقب هالدقه القويه بسوداد الدنيا جدامها ..ودوران مب طبيعي في المحيط اللي هيه فيه ... وكان الله رحيم فيها يوم افقدها الوعي عشان ما تحس بأألم اكبر من المها ...
###########################
أرض الامارات ..
الساعة الحادية عشرة ليلا ..
وقفت شيخه على ريولها بعد ما صعقها خبر سفر مايد ..
- شيخه : شو ...!!! ست شهور .. ست شهور يا مايد .!؟ ست شهور بتغيب عن بيتك واهلك .! انت صاحي ولا مينون ؟ّ
- مايد : هيه يا امايه ست شهور .. وترا المده مب طويله .. وبتمر بسرعه ..بس انتي لا تصعبين الامور .. وادعي انه الله اييسر عليه ...واني اتوفق في سفرتي .. وصدقيني انا محتاج دعائج .!
- حميد : ست شهور متواصله .. !! .. انته بتتحمل هالمده كلها يا مايد .! انته كنت اتم اسبوع برع البلاد ويضيج خلقك .! انا اعرفك زين ما تحب تودر بلادك .. ولا تتحمل الغربه .!.. حتى يوم نكون وياك ما تتحمل اليلسه برع بلادك .!.
- مايد : يا بويه ... انا ابغي ابدا حياتي ... واول نقطة في الطريج الصح هو اني اطور لغتي .. اللغة كل شي في هالايام .. وبعدين انا داشه في خاطري هالفكرة .. وخلاص انا اتخذت قراري ... اتخذته و اتمنى انه محد يعارضني .!
- شيخه : ومن متى انته تفكر بهالطريقه .. طول حياتك وانته تدور اسهل شي .. شو طرى عليك فجأه .! .. وبعدين شو حياتك وش مستقبلك .. مايد انته من متى تفكر بهالسوالف .. وبعدين المعاهد تارسه البقعه
- ريم : يا امايه ما فيها شي لو تعدل تفكيره .. دخيلج لا تحبطينه ..! ولا توقفون في ويهه .. وهو ريال و يعرف مصلحته زين .
- شيخه : اسكتي انتي ولا ترمسين .. جان تبين الفكة منه .. ترا غيرج يباه .!
- ريم : الحين انا يا امايه ابا الفكه منه ..! حرام عليج تقولين هالكلام .!
شيخه بصوت عالي وكانت صدق منفعله من اسلوب ريم النقاشي ..
- شيخه :: انتي لا ترمسين .. وكرمينا بسكوتج ... انتي من تدخلين في الشي تخبصينه ...
نزل مايد راسه وهو يشوف الضرابة المعتاده بين راي امه واخته .. وحس انهم بيعقدون عليه الامور .. وف هاللحظة تمنى وجود خالد عشان ينقذه من هالموقف ...
- حميد : بس انتي وياها .. ما تيوزون عن ضرابتكم هاي ...!
- شيخه : بنتك كل ما ياها ولسانها يطول .! مادري من وين يايبه طولة اللسان ..
- ريم : امايه .! انا ما قلت شي .!
- حميد بحزم : ريم .! بس خلاص اسكتي ... اسكتي ولا تردين على امج
ارتاح مايد لموقف ابوه الحازم لانه ما كان يبا يطبع هالموقف كآخر موقف يجمعه بعايلته ...
- شيخه : ومتى ناوي تسير يا المثقف ..!.
- مايد تردد شوي .. بس عقب تكلم : عقب يومين .. ان شالله عقب يومين ..
شيخه وكل ملامحها تغيرت وتمت تحدق في مايد وجنها بتزغده
- شيخه : شو..!! مايد انته صاحي ؟! عقب يومين وياي تخبرنا اليوم .! شو من الاولاد انته .!
- مايد : هيه يا امايه صاحي .. وانا ادري اني ما عطيتكم خبر بسرعه .. بس الوقت كظني ولين ما ترتبت الامور و رتبت يلستي هناك .. يعني كل هالامور خذت وقت .. وانا ادري اني قصرت .. ومنكم السماح .. ولا تشلين في خاطرج عليه .!
- حميد : بس كان من الاولى انك تاخذ راينا قبل .. ولا كبرت وما عدت تهتم لراي حد .!؟
مايد بضيج .. الود وده ما يخليهم .. بس المرض يبا ياخذه منهم غصب
- مايد : لا يا ابويه .. مب انا اللي يفكر بهالطريقه .! بس صدقني الموضوع بسرعة صار .. وانا ان شالله مب مطول .. وبأقرب فرصه بتحصلني اهنيه عندك ...ان شالله برد .. قول ان شالله
- شيخه : ليش ان شالله ؟! ليكون مب ناوي ترد بعد .!
- مايد : لا ... لا برد ..برد ان شالله
قال مايد هالكلمة وهو حاس بألم يعتصر قلبه .. لانه مسألة رجوعه مسألة غير مطمنه ابدا ... ومسأله حياته او موته بإيد رب العالمين .. أما شيخه فنغزها قلبها يوم سمعت رمسة مايد .. حست انه متشكك في موضوع الرجعه .!
- حميد : ومنو بيسير وياك ؟! ولا ما تبا حد !
- مايد : بيسير ويايه ربيعي سلطان ..
- حميد : سلطان ؟ منو سلطان ؟!
- مايد : ابويه سلطان نفسه اللي انا وياه من ايام الابتدائي ...
- حميد : هيه .. وشمعنه سلطان .!؟
- مايد : ربيعي وانا ارتاح وياه ...
- حميد :ورتبت كل امورك هناك ؟!
- مايد تنهد: هيه كل شي مرتب ..
- حميد تنهد : خلاص دامك مصر توكل على الله ..
مايد مررت نظراته على الكل ..وخاصه بعد السكوت الللي عم .. و علامات الضيج اللي ظهرت على ويوههم ..تم يشوفهم وهو حاس انه دمعته بتخونه .. يومين وبيودع هالويوه الطيبه .. يومين ويمكن ... يمكن يكونون اخر يومين !
شافهم وهو يحاول يجمع اكبر قدر من الذكريات اللي تجمعه فيهم ...
ابتداءً بأمه .. ذكرياته ويا امه قد تكون محدوده .. لانه طبيعة شيخه غير مباليه .. بس يتم حاله احسن عن حال اخوه .. واتم امه تدلعه في بعض الاوقات .. وهالشي يشعره بالرضا من ناحيتها .. ولو انه رضاها هو الاهم .. ابتسم مايد يوم تذكر عمره قبل كذا سنه .. كان كل ما يشوفها في المطبخ .. يتسلل شوي شوي وجنه حرامي ..ويتم على هالحال لين ما يستوي جريب منها .. وعقب يخوفها او ينغزها ..
ويوم كانت تركض وراه عشان تاخذ بثارها .. كان يخدرها بكلمات غنيتها المفضله واللي تشبع فيها معاني الامومه
" أحنُ إلى خبز أمي..وقهوةِ أمي ..لمسةِ أمي ..وتكبر فيَّ الطفولةُ..يوماً على صدر يومِ..أعشق عمري لأني..إذا متُّ ..أخجل من دمع أمي ..
وبعدها كانت العقوبة تقتصر على كلمة .. " بقص اذنك اذا عدتها ..." .. ويكون رده كالتالي : " يبأه أبليني " بالمصري " يبقى قابليني ^_^"
وصل الحين لابوه ... في داخله كان يحس انه ابوه من يشوفه .. يحس انه دخل موسوعة سياير .. فعلا مايد كان من النوع المحب للسيايير .. وهو بالمقابل كل ما يشوف ابوه يحب انه يغصص عليه بنفس الموضوع ... كان يشوف ابوه مثال للاب المتسامح الصارم في نفس الوقت .. وكان دايما عنده حل و ضبط للامور وهالشي خلاه ناجح في حياته
ريم .. اخته الصغيرة القريبه الى قلبه .. الواحد ما يقدر يضع للناس مقادير معينه للحب .. الحب يتوزع غصبا عن الانسان .. وريم كان لها النصيب الاكبر من الحب .. صحيح انه في الفتره الاخيره و خصوصا عقب ما دخلوا عيال عمه في حياتهم .. صار الحوار مبينهم مقتصر جدا .. بس اتم هيه القريبه لنفسه .. والاحب لقلبه .. ريم مهما كبرت تظل في نظرة صغيره .. يحس انها ما تكبر .. ويضحك عليها يوم تمثل دور الكبار .. المسكينه وصلت العشرين وهو بعده يشوفها بنت 15 ...
- ريم : اييه اييه وين وصلت .. امايه من الصبح تنطحن وانته سرحان وفي خبر كان ..
- مايد : ها ..!؟ اسف امايه والله ما دري بشو سرحت .. شو كنتي تقولين ؟!
- شيخه : كنت اقولك اشتريتلك بدلات حق السفر ولا بعد ما حصلتلهن وقت !؟
- مايد : هيه هيه اشتريت .. بس ما كثرت ...
- شيخه : تراك بتخيس ست شهور هناك .. شعنه ما تكثر .!
- مايد : امايه بشوف جوهم هناك قبل .. وعقب باخذلي على فترات كم بدله ..
- حميد : وكيف عن الفلوس انته ما طلبت من شي .. كيف بتدبر عمرك ؟! ولا من بيزاتك الخاصه !؟
مايد نزل راسه .. كان فعلا يبا يطلب بيزات من ابوه .. بس ما يدري ليش هالمره استحى .. يمكن عشان الهاجس اللي كان اييه ويقوله " تخسر ابوك هالمخاسير كلها عشان جسد ميت "
- مايد بتردد : بشوف كم احتاج وببلغك
- حميد : بس يحتاي تكون مرتب كل شي من قبل ..
- مايد : ماعليه يابويه انا عندي اللي يسدني حاليا .. بيزات المعاش ما استخدمها .. و اذا احتجت بقولك ..
- حميد : تحمل على عمرك يا مايد .. وترا الدنيا مب لعب .. ودامك اتخذت هالقرار .. لازم تكمله للاخير
- مايد : ان شالله .. عن اذنكم يا بويه انا بنزل تحت شوي .. بشوف شمامي و علاوي .. قلتلهم بكمل وياهم لعب .. يلا اترخص منكم ..
طلع مايد من الصاله الفوقيه .. وتم حميد يشوفه بنظرة ريبه ..
" مايد فيه شي .. شكله وطريقة كلامه وهدوءه مب طبيعي ..! من كذا يوم وهو على هالحال ..! شو اللي ياه فجأة وقرر يسافر .. حتى علثة تعلم اللغة ما تدش المخ ..!! .. واحد يفكر يبني مستقبله يسير يلعب ويا اليهال .. أي تناقض هذا ..! "
قطع عليه حديثه الداخلي صوت حرمته شيخه .. وهو غمض عينه لبرهه لانه كان عارف انه بتستقبل اذنه كلمات تذمريه بحته بخصوص موضوع السفر ...
- شيخه : يعني عايبتنك فصول ولدك ..!؟
- حميد : شو تبيني اسوي يعني ؟! اضربه واقوله لا تفكر بمستقبلك ؟! ولا اقوله انته بعدك صغير ونحن اللي بنقرر عنك .!
- شيخه : أي مستقبل بالله عليك ؟! انته صدقت انه ساير يدرس ؟
- حميد : وليش ما اصدق ؟
- شيخه : قلبي يقولي انه الولد في راسه شي .. فيه شي .. اصلا تصرفاته هالايام مب عايبتني .! وسالفة الدراسه ما دشت عقلي .. وما رمت اصدقه .!
- ريم : امايه حرام عليج .. مايد ما يستاهل انج تحبطينه !؟
- شيخه : انا محد يقهرني غيرج انتي يوم تتدخلين .. سيري غرفتج وفكينا من حشرتج الزايده
- ريم : امايه انتي ليش كله تسكتيني .. !
- شيخه : لانج جليلة حيا وما تستحين !
- ريم : انا ..! انا جليلة حيا يا امايه .! مشكوره وايي منج اكثر .. عن اذنكم ...
طلعت ريم من الصاله وهيه مغيضه ع الاخير من امها اللي ما تحب تسمع رايها .. ولا تسمع صوتها .. ودشت غرفتها وقفلت الباب وقررت انها ترمس علايه
- حميد : وانتي لازم تطفرين البنت ؟!
- شيخه : خلك من هالدلوعه .. وقولي .. كيف تباني اتحمل فكرة انه ولدي يتم بعيد عني شهور .!
- حميد : يااااالله..! ومن متى انتي تفكرين في عيالج .! تراه ميلس في البيت 24 ساعه وانتي بعيده عنه .. الحينه يوم يا يسافر افتكرتي فيه .!
- شيخه : حميد .! شو هالرمسه اليديده ... انا مب مقصره عن عيالي في شي .!!
حميد عرف انه لو ناقشها في موضوع عيالها ما بيخلص ...
- حميد : نحن مب في موضوع التفصير ولا المبالغه .. الولد بيسافر .. ومادم اتخذ قراره مب من حقي ولا من حقج ولا من حق أي حد انه يمنعه ... بس انا عندي شور وابغي رايج فيه ...
شيخه وهيه بعدها متضايجه من رمسة حميد ..وهيه حاسه انه حميد في باله شي .. وشكلها عرفته
- شيخه : وشو هو الشور .؟
- حميد : افكر اطرش ولد عمه وياه ...
شيخه وقف شعر راسها .. وكانت حاسه انه بيقول هالكلام ... ومسكت القنفة بالقو عشان ما تنفجر على حميد ..
- شيخه وهيه تتصنع البرود : وليش ان شالله ؟!
- حميد : جيه بتطمن عليه اكثر ..
- شيخه : من أي ناحيه بتتطمن .. معني والله مستغربه .. تبا تتطمن على ولدك تقوم تطرش وياه ولد عمه .!
- حميد : ليش ..؟ شبلاه ولد عمه ..! ريال يعتمد عليه ...
ردت شيخه على ورى وهيه تضحك بصوت يكاد يطر الاذان ^_^
- شيخه : حميد انته من صدقك ترمس .. ! الحين ولد اخوك يعتمد عليه وولدك لا .! بتطرشه بيبي ستر حق ولدك !
- حميد : انا ما قلت هالرمسه ... بس خالد يتم غير .. يعني احس ..
- شيخه قاطعته : لا تحس ولا شي .. انته لو طرشت هالثالث برع منو بيجابل شركتك وياك .!
- حميد : هه اشوفج اعتمدتي على خالد في شي الحين ..!
- شيخه : انا ما عليه منه .. انا افكر فيك انته وف صحتك
- حميد : المهم ما علينا .. خلاص انتي لا تطرين سالفة السفر جدام مايد .. وهو ان ما ارتاح ترا بيرد البلاد .. يعني لا تحاتين .. وصدقيني .. شهر بالكثير الكثير وبيرد ولدج عندج ... ولدي واعرفه زين ..
- شيخه : قلبي ناغزني من هالسفره
- حميد : تبين الصدق انا بعد .. مايد مب عايبني ..
- شيخه : ولا انا .. ولدي فيه شي .. شي ف خاطره .. احس انه مكسور ... ما تحس انه ضعفان شوي .!؟
- حميد : حسيت ... بس اذا فيه شي ليش ما بيقولنا ؟!
- شيخه : انته يعني ما تعرف ولدك .. كتوم لابعد الحدود .. قلبي مب متطمن
- حميد : عيني خير ..
- شيخه : الله يجعله خير ...
- حميد : الا بنتج نورة وينها ؟!
شيخه ارتبكت يوم ياب طاري نوره .. هيه تدري انها للحينه ما ردت ... وانه حميد ما يدري عن تأخرها الدايم لانه بالعاده ما يسهر ..
- شيخه : آآآ يمكن راقده .. مادريبها والله ..
- حميد : ما تنشاف مول .! ما بقص عليج لو قتلج من اسبوع ما شفتها
- شيخه : هيه رقاد ونت وطلعه هاي حياتها .
- حميد : الله يهديها .. والله انه عيال احمد طلعوا احسن منهم
- شيخه : وبشو احسن عنهم .!
- حميد : خالد هذا اللي انتي مستهينه فيه .. كل يوم الفجر اشوفه برع يركض ويسوي رياضه وعقبها بويهه ع الدوام .. حتى اخوه الصغير ما يطول برقدته شرات شموه ..
- شيخه : والله يا حميد كلن على ما تعود عليه .. ولا تيلس تقارن عيال الزلمه بعيالي .. دخيلك يعني ..!
- حميد ابتسم : تغارين ؟!
- شيخه : ما اغار .. بس انته يوم ترمس عن عيالي جنك تشكك بتربيتي لهم ..! وجنك تقدس تربية ام عيال اخوك .. ليش يعني انا ماعرف اربي يا حميد .. وليش قبل كانت عايبتنك تربيتي والحين قمت تتنقد
- حميد : انا ما اتنقد .. وعيالي ما بحصل شراتهم .. بس مب حرام اني اتمنالهم الخير ...
- شيخه : عيالك ما فيهم الا كل خير .. ودخيلك لا تييب هالطاري جدامي .. لاني اتضايج
- حميد : انزين .. اسفين ومنج السماح .. شو تبين بعد ؟!
- شيخه ابتسمت : مابا شي .. ويلا سير ارقد تراك طولت ..
- حميد : تعالي ويايه ..
- شيخه : ما فيني رقاد ..
- حميد : يعني لازم يكون فيج ..؟ رقادي يعني رقادج
- شيخه :ههههههه يلا مشينا ...
###########################
نزل مايد تحت عقب الحوار والنقاش اللي صار ويا الجزء المتبقي من العائله .. كان متضايج بشكل مب طبيعي .. ما يدري شو السبب ..ما حب النقاش وياهم .. حس انه ضايج فيه اكثر من ما يريحه ..
نزل مايد من الدري .. وهو حاس بعطش فظيع .. و رغبة في شرب كميات كبيرة من الماي .. وهو ينزل سمع صوت شما وعلاوي وهم يلعبون بلاي ستيشن .. وضحك عليهم .. كل واحد يقول انا اللي سجلت قول .. وفي النهاية يطلع الفريق المنافس معطنهم من الزين .. حلوه حياة الاطفال .. لا هم ولا غم ولا تفكير .. عايشين حياتهم بعيد من خوف الموت ... تمنى انه يكون طفل .. عشان ينسى همومه و الامه ... بس ليس كل ما يتمنى المرء يدركه ...
كان في صوت ثاني يصاحب صوت لعب شما وعلاوي .. صوت خرخشه اذا صح التعبير .. في البدايه طنشه مايد وقام يتجسس على اليهال ..وكان يبا يخوفهم .. بس عقب غمضوه .. والصوت الثاني لافت نظره ... طنش شوي بس عقب فضوله بدا يشتغل وحس انه الصوت ياي من المطبخ ..يمكن حد يشرب ماي ؟ .. لا الصوت غير .. بس يمكن ...
مشى شوي شوي وعلى اطراف اصابعه واتجه صوب المطبخ .. بس ما حصل حد ..
" هذا المطبخ وشفناه .. محد فيه .. من وين ياي الصوت عيل ..... ؟! " سأل مايد نفسه ...وعقبها تم يتلفت .. الصوت ما زال موجود ... بس يوم ركز عرف ... عرف مكان الصوت .!
الصوت ياي من الغرفة المهجورة .. الغرفة الي هجروها سنين وشهور طويله .. ومحد افتكر فيها ..!... ياي من هاييج الزاوية المعزولة .!
تم مايد يشوف الارض وجنه يكلمها .. " شو هالصوت .! .. وشو مصدره ..! منو اللي يتعبث بالغرفه .. ولا مثل ما قالوا .. الغرفة مسكونه ...! "
بلع مايد ريجه بمجرد مرور فكرة الجن في باله ... بس عقبها طنش وقال " شو بيسوون فيني يعني .!"
كمل بنفس طريقته الاوليه في المشي .. المشي الخفيف ...
وكانت الغرفة قريبه من المطبخ الجانبي هذا .. بس معزوله بطريقة ملتويه .. يعني صاحب البيت بإمكانه يلاحظ وجودها بسرعه بعكس الزائر اليديد اللي يمكن ما يلتفتلها الا لو حد نبهه بوجودها...
ويوم وصل زادت صدمته .. لانه شاف خالد .. .. خالد كان يعابل في الباب ويحاول يفتحه ... وكان باذل جهد كبير عشان يفتح الباب المقفول ..
تم مايد واقف يشوف هالمنظر اللي جدامه .. وهو مب مستوعب .. اللي يعرفه انه الغرفة هاي منسيه من سنين .. كل اللي في البيت على حد علمه نساها .. عيل خالد شو يسوي وشو اللي ذكره فيها .. واصلا شو اللي خلاه ينتبهلها .. ؟...يا ترى حد نبهه لوجودها ..! .. معقوله تكون ... تكون ريم .! .. طرد مايد الفكرة من باله ومب من الله .. بس شعور غريب بدا يراوده
ما يدري ليش حس ببراكين تغلي في ويهه ...وانه العصبية بدت تسري في جسمه .. حس انه خالد مب ناوي على خير ..شو سبب هالشعور وشو يابه في هالموقف بالذات ... ما يدري ..!
من فتره وهو يلاحظ نظرات الكره من قبل خالد اتجاه ابوه وامه وكل اخوانه .. وطرقه المتعدده في السابق لتصغير حميد وتحقيره.. كل شي في خالد ينطق بكره عمه وعياله.. تذكر كلمات خالد الاوليه يوم ضاعت شما ..
"مايد: وانته خليت فيها كلام ..!! كلتني بقشوري .. خلاص يبوووك ما بقول شي .. بس انا ياي استسمح منك عن اللي صار واقولك امسحها في ويهي
خالد بانتصار : اعتذار ابوك واعترافه بغلطه يكفي ..
مايد : ابويه اعتذر ..!
خالد : وليش لا ..! الغلطان لازم يتعذر ...بس تعرف وين المشكله ..؟
مايد بإحباط : وين ؟
خالد : المشكله يا مايد انه في ناس يغلطون غلطات كبيرة أكبر مما يتصوره عقلك ويمكن تكون نتايج هالغلطات ضياع حقوق و سرقة اموال او تشتت عايله .. او اوا او ومع هذا ما يعتذرون يحسون انه الاعتذار اصعب من ارتكاب الغلط نفسه!! ... بس بالمقابل يوم تكون المشاكل الصغيره يكون الاعتذار عندهم سهل مثل شم الهوا ... و هالناس لازم ما يتعلمون كيف يدفعون ثمن غلطاتهم ولا انا غلطان ..!
مايد بحيرة : انته شو تخربط ..!! وشو اللي تبا توصله ..!
خالد ابتسم بخبث : مثل ما قلت ....... اخربط ..!!"
شو قصده من كلامه .. في حينها مايد ما فكر ولا حاول يفهم المغزى .. بس الحين كل هالاشيا يت في باله وهو يشوف خالد... حس انه خالد يبا ينتهك حرمة شي كان محرم عليهم ... وانه مب ناوي على خير .. وانه وراه خبر
خذا نفس عميق... و تشجع انه يتكلم وهو يوجهه نظره حقد طبيعيه لخالد..
- مايد : خالد ..!
تصلبت كل ملامح خالد في اللحظة اللي سمع فيها صوت مايد .. وحس انه حد رش عليه اسبري و اصبح عديم الحركة فجأة .. اوانه ماي بارد انصب على راسه وهو الحين يعيش تحت تأثيره ..
بس في نهايتها لازم بيصد .. لازم بيواجه .. وهاي ثاني مره يواجه فيها ...المره الاولى واجه نوره .. وانتهت المسأله بتولد مشاعر اتجاهها .. والحين بيواجه مايد .. بس أي نوع من المشاعر بتتولد .!
بلع ريجه و احتفظ بملامحه الاعتياديه و علامات الثقه على ويهه ... وصد صوب مايد ... واصنطع الابتسامه
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
خالد : مايد ؟! هلا هلا .. ليش تصرخ ..!؟ انا اهنيه جريب منك مب في لندن .!
مايد تم يشوف خالد وهو ماسك غيضه .. وتكلم بصوت مب طبيعي ..
- مايد : ممكن اعرف انته شو تسوي اهنه؟
رفع خالد حاجبه استغرابا من طريقة مايد في الكلام .! وملامح العصبية المرسومه في ويهه .!
- خالد : وبلاك تقولها جيه .. شو بسوي اهنه يعني .. ؟! ابا افتح الباب
- مايد : شو تسوي عند هالغرفه .! ليش انته اهنيه عند هالغرفة بالذات .! وليش تبا تفتح الباب
- خالد : يا سلام .! شو هالاسئله كلها .! وشو اللي تبا توصله... ولا اقولك شو السؤال اللي تباني اجاوبك عليه قبل ؟
- مايد : انته اللي شو تبا توصله .! انته اللي تبا تنبش في شي مالك علاقه فيه .!
- خالد : لا والله .. شو بسوي يعني .! برتكب جريمه ..! الا هو باب وابغي افتحه .. ومب من الله بعد . ابغي اشوف جان اقدر استخدم هالغرفه في شي ..
تلعثم خالد وهو يقول جملته الاخيره .. وبدا ارتباكه واضح
- مايد : وانته شلك تستخدمها .. انته مالك البيت وانا مادري .! ولا ابويه كتبته باسمك وما خبرنا .. قول قول .. يمكن ما وصلني الخبر بعد
خالد عصب من طريقة كلام مايد اللي خذاه بشراع وميداف ...واللي ما اهتم بمشاعره ولا كرامته اللي ممكن تتأثر بهالكلام .!
- خالد : مايد شو هالكلام؟! ..ماله داعي تقوللي هالرمسه .. وانا اصلا ما اسمحلك انك تقولي هالرمسه ..وبعدين بلاك مشتط شو مستوي عليك .!
مايد حس انه خالد يقص عليه .. اصلا ملامح القلق اللي يحاول خالد يخفيها واضحه جدام عيون مايد
مايد وهو صاك ضروسه ..: خالد ممكن نتكلم برع
كلام مايد زاد من ربكة خالد .. السالفه فيها كلام وعصبيه.. ليش هالغرفه شو فيها ..! وليش اعتبر انه فيها
- خالد : نتكلم بشو .! مايد لا تسويها سالفة من ولا شي .! وما يحتاي نتكلم
- مايد : انا اترياك برع ...
مشى مايد وهو مشوط ع الاخير .. اصلا نفسيته اليوم مش ولا بد .. كان متضايج من الحوار اللي دار فوق والحين زادها عليه خالد بتدخله و تصرفاته الغير مقبوله بالنسبة لمايد ..
اما خالد ف في البدايه ما بغى يسير وراه عشان ما يفتح في ويهه باب هو مب قده .. بس فضوله كان يدفعه انه يعرف شو سر الغرفة وليش مايد عصب يوم شافه عند هالغرفة بالذات .. شو الي في هالغرفة وممنوع على خالد انه يعرفه ؟! .. لذلك قال بيمشي وراه وامره لله ..
طلع مايد من الباب الجانبي ويلس ع الدري وهو يفكر في تصرفه ويا خالد وشو بيقوله .!
وما مرت لحظات الا وكان خالد مجابلنه و يشوفه بنظرة احتقار ردا على نظرات مايد..
- خالد : والحين صرنا برع .. ممكن اعرف شو سبب عصبيتك الزايده يا اخ مايد ؟!
مايد وهم ما زال محافظ على هدوءه
- مايد : وانته خليت فيها اسباب ... !
- خالد : والله اني مب فاهم شي من اللي تقوله ولا فاهم سبب عصبيتك هاي .!
- مايد : مب لازم تعرف .. شو كنت تسوي هناك .. واصلا منو اللي نبهك لوجود هالغرفة ؟
- خالد رفع حاجبه : اموت واعرف انته ليش مشتط بخصوص غرفتك المقدسه هاي .. شو اللي فيها وخايفين اني اشوفه ...! ..
- مايد : الغرفه ما فيها شي .. ! .. بس تدخلك بحرمات البيوت هو اللي فيه اشيا
- خالد : مايد ..! .. انته بلاك كارهني ..! .. ليش تبا تحسسني اني مب منكم فيكم..!
- مايد بصوت عالي: انته السبب .. انته السبب في كل اللي فيني الحين ...تباني احسسك انك منا وفينا .! اقص على عمري ولا اقص عليك ..! .. انته اصلا ما تبانا نحسسك انك منا وفينا .. تبانا نحطك فوق راسنا ونتغاضى عن سواياك. !
خالد رفع حاجب باندهاش .. " هذا بلاه ..! استخف ! مب ناقص الا انه يقول اني انا اللي مرّضته ..!"
- خالد : مايد لا ترفع صوتك .. انا محد يرفع صوته عليه .. وبعدين تعال اهنه .. انته بلاك تخبلت .! ليش معصب .. انا شو سويت .! واي سوايا هاي اللي ترمس عنها .. ليش مخلنها في خاطرك .. قول ارمس .. بس لا تصرخ عليه وجني اصغر عيالك .. اموت واعرف شو اللي سويته وعصب فيك وخلاك ترفع صوتك عليه .. عشان الغرفه .. ليش الغرفه شو فيها ؟ شو اللي فيها يعني ؟ كنوز قارون ولا ملك سليمان ...!
مايد اهنه حس عمره متشوش.. فعلا هو ليش عصب ..! ليش انهد على خالد .. اكيد في سبب .. اكيد في شي يخلي ما يقدر يتحمل ..! هيه في سبب .. في سبب اندفن شهور وايام والحين يمكن طلع مفعوله .. طلع في لحظة تذبذب مايد الداخلي .. طلع وبدون أي بوادر
- مايد : خالد انته شو اللي تبغيه بالضبط .. من يوم ما ييت بيتنا وانا حاس انه وراك شي .. حتى اني كنت انبه ابويه منك .. هالكلام صار .. هيه نعم صار .. قلتله بعظمة لساني انه خالد شكله خلاص ما عاد يهمه حد .. يبغي يوصل لشي معين .. حزتها قلت هالكلام وانا مب مستوعب ليش قلته ... بس في داخلي صار كلامي قناعة .. قناعة تزيد كل يوم عن يوم .. قناعة تقول انك مب ناوي على خير
لحظات من الصمت مرت ع الاثنين .. كل واحد منهم كان يشوف الثاني .. بس نظرة عن نظرة تختلف .. نظرة الغيض و الالم تختلف عن نظرة الاندهاش و عدم الاستيعاب ... اذا قدرت اوصف الموقف بقولكم انه شحنات كهربائية كانت تنتقل بين عيونهم وتحمل فيها مشاعر مختلفه
لحظات الصمت حملت كلام داخلي في داخل كل واحد منهم .. ما يعلمها غير رب العالمين ... بعد مرور هاللحظات استجمع خالد كل قوته واللي طلعت على شكل ضحكة مدوية هزت المكان اللي هم فيه ... ضحك وضحك بطريقة هستيريه ... هاي ثاني مره يضحك فيها بنفس الطريقه ..ما يدري على شو كان يضحك على انكشاف جزء ولو ما كان واضح من امره او يضحك على ذكاء مايد اللي كان مخبنه طول الفتره اللي طافت ولا على شو .. ما كان يدري .. حتى يوم تكلم ما عرف كيف رمس ...
- خالد : ههههههههههههه .. لا لا .. ما كنت ادري انك ذكي لهالدرجه يا مايد .. عاد الحين عقب كل كلامك هذا تباني اقولك انك كشفتني ؟! ولا اقولك انك عبقري كيف وصلت حق هالنتيجه. .. اقول مايد سير غرفتك وارتاح قبل السفر .. انته سفرتك طويله ومتعبه و يبالك يومين استراحه قبل ما تبدا رحلتك .. سير يا بابا سير غرفتك ولا تقول كلام اكبر منك ..يوم انك مب قد الرمسه لا تكثر منها .. ترا مب حلو عليك
انجرح مايد في داخله من كلام خالد .. كان يعرف انه غلط يوم خبر خالد عن مرضه .. بس ما توقع انه يعايره فيه ..! ما توقع انه يكون نذل ويجرح مشاعره بهالطريقه ... في لحظه حس بكره كبير اتجاه هالشخص ..
اما خالد فما توقع ردة الفعل اللي ممكن انها تطلع من مايد .. اللي كان في نظره انسان على هامش الحياه .. ويمكن زادت اهميته عند خالد يوم عرف انه مريض بالسرطان والعياذ بالله ..
بس خالد بعد ثواني من كلامه حصل عمره طريح الارض .. نتيجه لدزة قويه استقبلتها جتوف خالد الضئيلة .. من ايد مايد القويه ...
تم خالد يشوف مايد بملأ عينيه مثل ما يقولون ... هالمره ما حس بعصبية ولا شي كثر ما حس انه مصدوم .. يمكن هالكلمة بعد جليلة عليه .. كان مصعوق اذا كان استخدامي للكلمة صحيح ..
- مايد بصوت عالي : انته على شو شايف عمرك .. ان سرت ورديت اتم خالد .. خالد اللي ما دري من وين طلعلنا .. الله يشهد انه كل اخوانك يدخلون القلب وما عليهم كلام وما شفنا منهم الا كل خير .. الا انته .. الكل كان يتحاشاك .. الكل كان حاس انك طامع .... طامع بحلال ابويه .. هذا انته يا خالد .. طامع وجاحد والشر مالي عينك .
خالد بصوت اعلى وعصبية واضحه وحركات ايده كانت ابلغ
- خالد : جااااب ولا كلمه .. انتوا اخر من يتكلم عن الطمع .. حلالك وحلال ابوك كله بالسرقه و النصب .. انتوا اخر ناس ترمسون عن الاخلاق والخير .. لانه عيشتكم كلها بالغش وبالحرام .. تفهم بالحرام ... ! كل فلس دخل جيبكم بالحرام والنصب
مايد تم يشوفه خالد وهو يرمس بكلام مبهم بالنسبه له .. ! .. هم اخر ناس يرمسون عن الاخلاق .! ليش هم شو مسوين ..!
اما خالد فاستغرب من عمره كيف قال هالكلام جدام مايد وهو كان ناوي يخلي الموضوع ع السايلنت لين الوقت اللي يوصل فيه للدليل .. والحين عقب كل هالشهور صرح بكل شي وبلحظة غضب ..!
- مايد بهدوء غير متوقع : نعم .!؟ شو قلت .! نصب وغش وسرقه .!
خالد اعتدل في يلسته وهو ما زال ع الارض .. وحس انه هدوء مايد مب طبيعي .. وتذكر انه مريض و حالته على قده ...
- خالد : مايد انا مابا اقولك كلام يضايجك .. انته تعبان ومابا احملك فوق طاقتك .. واعتبر نفسك ما سمعت شي ..
- مايد : لا انا مب تعبان .. انته شو كنت تقول قبل شوي ؟! كنت ترمس عن ابويه صح ! .. انته .. انته تقصد انه ابويه حرامي ولا نصاب .! هذا قصدك يا خالد ... قول هذا قصدك ولا كنت تقصد شي ثاني ..!
نزل خالد راسه واول مره يحس بضعف اتجاه اللحظة اللي كان يترياها .. اللحظة اللي بيكشف فيها حميد جدام عياله .. حس بضعف وبالذات اتجاه هدوء مايد واصراره بنفس الوقت
- خالد : مايد انا مابغي اصدمك في ابوك وانته بهالحاله ..
- مايد وهالمره على صوته : انا ما فيني شي .. انا بخير .. واتحمل كل الصدمات ..قول .. شو ماسك على ابويه ..! شو اللي مخلنك ترمس بكل هالثقه .. لو كنت صادق ارمس
- خالد : انا صادق يا مايد .. ومب انا اللي بيجذب .!
- مايد : عيل قول .. قول شو عندك .. شو اللي ماسكنه على ابويه .! شو سبب هالثقه .!
- خالد : مايد ..
- مايد بانفعال: حلفتك بالله تقول شو ماسك على ابويه .. حلفتك بالله لو كنت صادق انك ترمس وتقول شو شفت عليه .!
خالد نزل راسه لثواني مب ضعف ولا ندم ولا حسره ... بس محاولة لترتيب الافكار .. شو بيقول ولا من وين بيبدا .! ..بيفضح حميد الحين .. بيفضحه جدام ولده .. بيقول كل شي .. يجذب ولا يصدق .! يقول ولا ما يقول ..!
غمض خالد عيونه لثواني .. وعقب رفع راسه وشاف خالد بنظرة جد ... فتح حلجة ببطئ وعقب بدا يذكر نفس الرمسه اللي سمعها من ابوه وجنه يسمعه .. الكلام اصلا كان محفوظ بالنسبه لخالد .. لانه في باله وجنه دستور نظم على اساسه حياته ..
قالّه انه الفلوس فرقت بين الاخوان.. و عمه حميد بذكائه قدر يسرق أحمد و ياكل حقه في الورث .. وهذا بسبب جهل احمد ... ومن بعدها هجر احمد بوظبي وانتقل للسكن في الشارجه .. السالفة كانت مختصره .. خالد قالها وهو عاطي ظهره لمايد .. ما يبا يشوف تأثير الكلام على مايد .. معنه كان يتمنى انه يتجرأ ويشوفه ...يبا يعرف شو الانطباع اللي بياخذه عن ابوه عقب اللي سمعه ...!
وفعلا بعد ثواني من الاصرار صد صوبه .. وشاف منظر غريب .!..
مايد كان مغطي ويهه بإيده .. وكأنه يصيح .. وفعلا كان يصيح .. كل شي فيه يصيح ... اذنه اللي سمعت وعينه اللي تخيلت الموقف وقلبه اللي انجرح ... ما يدري ليش حس انه خالد يرمس بتلقائيه .. معقوله يكون صادق! .. شو الي يضمنله هالشي ... شو اللي يجذبه لفكرة انه خالد صادق .. ما يدري حس بحياء ولا فشله .. ما عرف يرفع راسه ويواجه ولا يتم على حاله لين ما ينسحب خالد ويتركه بروحه يفكر ... يفكر بهالصدمه اليديده اللي استقبلها ... كان اهون عليه انه يموت وهو راضي عن ابوه .. ولا يموت وهو شاك فيه .. مرت عليه كلمات قالها اخوه عبدالله قبل تنفي صحة كلام خالد ..
"عبدالله : ابوك كان يفكر صح ..
مايد : كان !! ليش يعني ؟
عبدالله :كان يبا يبعدنا من هالمجرمين ويكفينا شرهم
مايد : مجرمين ..!!
عبدالله: ابويه خش عنكم سالفة اخوه وعياله عشان ما يخليكم تاخذون فكرة سيئه عنهم .. بس انا عرفت السالفة من امايه ..
مايد : وشو اللي عرفته من امايه ؟
عبدالله : سالفة طويله بس باختصار عمك ما حافظ على ثروته وضيعها في اللعب ويوم افتقر استحى من اهله و ناسه فشرد وسار لبنان ومنها ما عرفنا شي عنه .. والحين يوم حسوا انه ما عندهم دخل غير ابويه ردوا ..
مايد : معقولة ..!
عبدالله: هاي الدنيا .. مصالح وبيزات"
تذكر اخر كلمتين في الحوار ..مصالح وبيزات .. خالد توه كان يرمس عن نفس النقطه .. مصالح وبيزات .. بس مع جلب للاحداث .. منو الصادق .. حميد ولا احمد ... خالد من فتره قال كلام عشوائي .. الحين بس فهمه مايد ..خالد قال انه انه في ناس يغلطون غلطات كبيرة أكبر مما يتصوره العقل ويمكن تكون نتايج هالغلطات ضياع حقوق و سرقة اموال او تشتت عايله..!.. تمنى مايد انه خالد يهده ويسير .. ينسحب ويخليه بجلب الرمسه اللي استقبلها في مخه المشوش المتذبذب
بس خالد ما انسحب وحس بشعور غريب اتجاه ولد عمه ... يمكن كان متضاج عشانه ولا فرحان ولا مرتاح ولا زاد همه .. وعشان نكون واضحين هو حس بكل هالمشاعر ... حس بمزيج من خيبة الامل والفرح .. الهم و الانفراج .. السعادة والحزن ...حس انه صدمه .. بس هو كان يبا هالشي .. هو سبق وقال حق عمر ..عمي لازم يتعاقب .. وأكبر عقاب له ان ينفضح بيين اهل بيته وعربانه
رفع مايد راسه فجأه .. رفعه وحط عينه في عين ولد عمه .. وما زالت الشحنات الكهربائية تنتقل بين نظراتهم بشراسه...وتنقل احساس الترقب ... تم يشوفه بنظره شرسه .. وعقبها وقف مايد وصار قريب جدا من خالد وكان اطول منه بشوي ... استوى جريب من مستوى راسه بشكل مربك و يوحي بانفجار محتّم.. اما خالد فحافظ على هدوئه وما زالت عينه في عين مايد
تحولت نظرات مايد لنظرات شك .. قد تكون مصطنعه وقد تكون صحيحه ... اما خالد فنظرات التحدي ما زالت محتفظه بمكانها .. كان يباه يتكلم .. يبا يعرف شو اللي يدور في مخه ...
- مايد : تحلف بالله انه كل اللي قلته عن ابويه صح ؟
خالد هز راسه بالقبول بدون ما يتكلم ولا ينسمع منه صوت.. .
.اما بالنسبه لمايد فكان اهون عليه انه يتكلم ولا يشوفه بنظرات الاصرار هذي .. و هالمره تكلم وهو مغمض عيوونه عشان يخفف على نفسه المصيبه..
- مايد بصوت واطي : تحلف ع المصحف ..؟
- خالد : احلف ع المصحف...
- مايد تنهد : شو دليلك !؟
- خالد : ما عندي دليل ... بس يكفيني اني واثق انه ابويه ما قص عليه وماله مصلحه يجذب عليه ... وابويه ما بغى ورا هذا كله البيزات .. بغى الصلح ... بس الموت سبقه .. وخذاه عنا وخلنا نعيش همه من وراه ... خلانا نعيش ويا انسان عارفين انه كل حلالنا .. انسان ما فكر يصلح غلطه .. الكلام اللي قلته محد كان يعرف عنه حتى خواتي وانته ثاني شخص يعرف عنه من عقبي .. مالي مصلحه اقص عليك .. ومابا بيزاتكم .. ولا ابا منكم غير ... غير ..." غمض خالد عيونه لثواني وعقب فتحها بإصرار اكبر " ابا حقي وحق ابويه وحق اخواني ...
رد مايد على ورى وكأنه تلقى ضربه على راسه ...خالد مصر .. مصر على رايه .. مصر على كلامه ... نظرة التحدي والاصرار تزيد من صحة كلامه .!
بدا يعرق وبتنفس بالقو ... حس انه الدنيا سودت في عيونه وانها تدور بشكل مب طبيعي ... تم يغمض عيونه ويفتحها بالقو ومحاولته للسيطره على نفسه كل ما ياها و تفشل .. وفجأة صرخ.. صرخ بصوت بصوت عالي ومسموع وهو يقول :
مايد : ابويه حرامي ...! .. ابويه اللي كنت اشوفه مثال للتاجر الناجح يطلع حرامي!! .. لا .. لا انته جذاب .. انته ما عندك دليل على كلامك ... انته جذاب ..الكلام اللي قاله عبدالله هو الصحيح .. عبدالله قال انه ابوك يوم خسر في تجارته طالب ابويه بحلال مب من حقه .. هالكلام اللي يدش المخ .. اما كلامك .. فلا ..لا مستحيل يكون صحيح ... انته ... انته ..انته تبا تشوه صورة ابويه جدامي عشان تاخذ البيزات .. لا تنكر .. انته تبا بيزات ابويه .. تبا تعوض ايام الفقر و الحايه .. .. بس لا .. انا مستحيل اصدق انه ابويه حرامي .. مستحيل .. تعرف شو يعني مستحيل .. انا .... انا ...
ما كمل مايد كلماته لانه طاح ع الارض منهار وما عاد يحس باللي حوله ... اما خالد فتم يشوفه بنظرات استغراب .. بصراحه هو ما كان مستغرب منه .. كان مستغرب من الوضع كله .. وكيف جرت الاحداث بسرعه .. وكيف كان ضحيتها مايد .. وانتهى كل شي بطيحته ع الارض فاقد للوعي ...
وقف للحظات يحاول يرتب افكاره ..ما عرف شو يسوي .. مايد ع الارض .. وهو واقف يشوفه .. يخاف يتقرب منه ويكتشف انه .. انه ميت لسمح الله .. شكله يقول ان ميت .! ... بس لابد انه يتحرك ..
تجدم صوبه شوي شوي .. تمنى لو الارض تطول وتزيد مسافاتها .. او انه يكون في حلم ويصحى منه ف هلحزة .. بس لا هو بحلم والارض ممكن انها تطول .. نزل بجسمه على مستوى جسم مايد ... وحاط راسه على صدره ... وابتسم ... النبض موجود .. والنفس كذلك موجود
من اهنيه طاح مايد ... ومن هناك انفتح الباب المؤدي اللي بقعتهم ... وطلعت منه ريم اللي كانت سايره صوب المطبخ وسمعت صوت صراخ برع ..فشدها صوتهم .. وقالت بتسير تتطمن
طلعت منه واول من طاحت عينها عليه... هو خالد ووقفته الغريبه ونظرات الرعب الاغرب اللي كانت ظاهرة على ويهه ومن عيونه.. بالرغم من بعده الا انها حست برعشة جسمه ... بس عقبها انتبهت لوجود شخص ثاني ممدد ع الارض .. دققت النظر فيه وكان واضح انه مايد ..
هيه هذا مايد .. مايد هو اللي طايح .. شهقت ريم وحطت ايدها على حلجها من هول الصدمه والخوف .. اخوها ع الارض .. ونظرات الخوف من خالد .. كل هالامور ولدت فيها مشاعر قلق مب طبيعيه ... وهالشي خلى خالد ينتبه لوجودها وزاد الرعب اللي فيه عقب ما شافها .. تجدمت شوي شوي لين ما وصلت صوب خالد وكانت مجابله مايد .. خالد تم يشوفها ويدقق في ملامحها المصدومه .. وحس انها بتشك فيه .. عقب ابتعد شوي عنها .. اللي يشوف مايد يقول ميت .. وخصوصا انه خالد يعرف مرضه المميت في اغلب الحالات ..بس .. بس المرض ما يخصه باللي صار ..! حس انه مشوش .. وفكرة الموت ملازمتنه ... شو بيسوي لو كان ميت ..! شو بيقولهم.!
- خالد بخوف : ريم .. انتي شو تسوين اهنيه .. شو اللي يابج .! شو الل
ريم قاطعته وهو تأشر على مايد وكانت صدق ترتجف وشكلها حست انه اخوها مودع او شي من هالقبيل ...
- ريم بهمس : هذا ..! هذا مايد ع الارض ... صح ولا عيني ما عادت تشوف ..هذا .. لالا .. لا تقول انه مايد .. لا تقول
خالد حس انه ضروسه تصطك ومب عارف شو يقول .. تجدم صوب مايد .. وعقب خاف ورد صوب ريم وجنه بيحتمي فيها ...
- خالد : ريم هدي اعصابج خليني اقولج
- ريم بانفعال : شو تقول خالد؟! .. اخويه شو فيه !
خالد نزل راسه وهو ما زال مرتبك بشكل مب طبيعي ..
- خالد : آآ .. مادري .. انا كنت .. ريم مادري .. والله مادري ..
- ريم وبدت تصرخ : كيف ما تدري .. كيف ما تدري وهو طايح جدامك اهنيه .. كان يرمسك انته .. انا سمعت اصواتكم .. شو سويت فيه يا خالد .!
- خالد : ريم صدقيني انا ما سويت فيه شي .. بس هو فجأه انفعل و .. وطاح ... والله العظيم اني ما سويت شي ..!
ريم وصوتها فعلا كان عالي وهستيريتها زايده ..اول مره تشوف اخوها بهالوضعيه .. ممدد ع الارض و لا يتحرك
- ريم: كيف ما سويت شي .. عيل بيطيح منه والدرب! .. اخويه .. اخويه بلاه يا خالد .. بلاه طايح ولا يتكلم .. شو سويت فيه !! ..لا تقولّي انه مات .. لا تقول انه فيه شي .. انا كنت حاسه انه تعبان .. بس انته .." هزت ريم راسها وجنها تقول لا .." قول ارمس .. انطق قول اخويه شو فيه .!
كانت تصرخ ومب حاسه انه صوتها عالي وايد .. وخالد ما عرف كيف يسكتها ولا بتفضحه ...! تم يقولها سكتي بس ما كانت تسمعه ... واخر شي اضطر انه يسحبها من جتفها ويوقفها جدامه ويحط ايده على حلجها عشان تسكت ..وما تفضحه
مايد تم يشوف خالد وهو ماسك غيضه .. وتكلم بصوت مب طبيعي ..
- مايد : ممكن اعرف انته شو تسوي اهنه؟
رفع خالد حاجبه استغرابا من طريقة مايد في الكلام .! وملامح العصبية المرسومه في ويهه .!
- خالد : وبلاك تقولها جيه .. شو بسوي اهنه يعني .. ؟! ابا افتح الباب
- مايد : شو تسوي عند هالغرفه .! ليش انته اهنيه عند هالغرفة بالذات .! وليش تبا تفتح الباب
- خالد : يا سلام .! شو هالاسئله كلها .! وشو اللي تبا توصله... ولا اقولك شو السؤال اللي تباني اجاوبك عليه قبل ؟
- مايد : انته اللي شو تبا توصله .! انته اللي تبا تنبش في شي مالك علاقه فيه .!
- خالد : لا والله .. شو بسوي يعني .! برتكب جريمه ..! الا هو باب وابغي افتحه .. ومب من الله بعد . ابغي اشوف جان اقدر استخدم هالغرفه في شي ..
تلعثم خالد وهو يقول جملته الاخيره .. وبدا ارتباكه واضح
- مايد : وانته شلك تستخدمها .. انته مالك البيت وانا مادري .! ولا ابويه كتبته باسمك وما خبرنا .. قول قول .. يمكن ما وصلني الخبر بعد
خالد عصب من طريقة كلام مايد اللي خذاه بشراع وميداف ...واللي ما اهتم بمشاعره ولا كرامته اللي ممكن تتأثر بهالكلام .!
- خالد : مايد شو هالكلام؟! ..ماله داعي تقوللي هالرمسه .. وانا اصلا ما اسمحلك انك تقولي هالرمسه ..وبعدين بلاك مشتط شو مستوي عليك .!
مايد حس انه خالد يقص عليه .. اصلا ملامح القلق اللي يحاول خالد يخفيها واضحه جدام عيون مايد
مايد وهو صاك ضروسه ..: خالد ممكن نتكلم برع
كلام مايد زاد من ربكة خالد .. السالفه فيها كلام وعصبيه.. ليش هالغرفه شو فيها ..! وليش اعتبر انه فيها
- خالد : نتكلم بشو .! مايد لا تسويها سالفة من ولا شي .! وما يحتاي نتكلم
- مايد : انا اترياك برع ...
مشى مايد وهو مشوط ع الاخير .. اصلا نفسيته اليوم مش ولا بد .. كان متضايج من الحوار اللي دار فوق والحين زادها عليه خالد بتدخله و تصرفاته الغير مقبوله بالنسبة لمايد ..
اما خالد ف في البدايه ما بغى يسير وراه عشان ما يفتح في ويهه باب هو مب قده .. بس فضوله كان يدفعه انه يعرف شو سر الغرفة وليش مايد عصب يوم شافه عند هالغرفة بالذات .. شو الي في هالغرفة وممنوع على خالد انه يعرفه ؟! .. لذلك قال بيمشي وراه وامره لله ..
طلع مايد من الباب الجانبي ويلس ع الدري وهو يفكر في تصرفه ويا خالد وشو بيقوله .!
وما مرت لحظات الا وكان خالد مجابلنه و يشوفه بنظرة احتقار ردا على نظرات مايد..
- خالد : والحين صرنا برع .. ممكن اعرف شو سبب عصبيتك الزايده يا اخ مايد ؟!
مايد وهم ما زال محافظ على هدوءه
- مايد : وانته خليت فيها اسباب ... !
- خالد : والله اني مب فاهم شي من اللي تقوله ولا فاهم سبب عصبيتك هاي .!
- مايد : مب لازم تعرف .. شو كنت تسوي هناك .. واصلا منو اللي نبهك لوجود هالغرفة ؟
- خالد رفع حاجبه : اموت واعرف انته ليش مشتط بخصوص غرفتك المقدسه هاي .. شو اللي فيها وخايفين اني اشوفه ...! ..
- مايد : الغرفه ما فيها شي .. ! .. بس تدخلك بحرمات البيوت هو اللي فيه اشيا
- خالد : مايد ..! .. انته بلاك كارهني ..! .. ليش تبا تحسسني اني مب منكم فيكم..!
- مايد بصوت عالي: انته السبب .. انته السبب في كل اللي فيني الحين ...تباني احسسك انك منا وفينا .! اقص على عمري ولا اقص عليك ..! .. انته اصلا ما تبانا نحسسك انك منا وفينا .. تبانا نحطك فوق راسنا ونتغاضى عن سواياك. !
خالد رفع حاجب باندهاش .. " هذا بلاه ..! استخف ! مب ناقص الا انه يقول اني انا اللي مرّضته ..!"
- خالد : مايد لا ترفع صوتك .. انا محد يرفع صوته عليه .. وبعدين تعال اهنه .. انته بلاك تخبلت .! ليش معصب .. انا شو سويت .! واي سوايا هاي اللي ترمس عنها .. ليش مخلنها في خاطرك .. قول ارمس .. بس لا تصرخ عليه وجني اصغر عيالك .. اموت واعرف شو اللي سويته وعصب فيك وخلاك ترفع صوتك عليه .. عشان الغرفه .. ليش الغرفه شو فيها ؟ شو اللي فيها يعني ؟ كنوز قارون ولا ملك سليمان ...!
مايد اهنه حس عمره متشوش.. فعلا هو ليش عصب ..! ليش انهد على خالد .. اكيد في سبب .. اكيد في شي يخلي ما يقدر يتحمل ..! هيه في سبب .. في سبب اندفن شهور وايام والحين يمكن طلع مفعوله .. طلع في لحظة تذبذب مايد الداخلي .. طلع وبدون أي بوادر
- مايد : خالد انته شو اللي تبغيه بالضبط .. من يوم ما ييت بيتنا وانا حاس انه وراك شي .. حتى اني كنت انبه ابويه منك .. هالكلام صار .. هيه نعم صار .. قلتله بعظمة لساني انه خالد شكله خلاص ما عاد يهمه حد .. يبغي يوصل لشي معين .. حزتها قلت هالكلام وانا مب مستوعب ليش قلته ... بس في داخلي صار كلامي قناعة .. قناعة تزيد كل يوم عن يوم .. قناعة تقول انك مب ناوي على خير
لحظات من الصمت مرت ع الاثنين .. كل واحد منهم كان يشوف الثاني .. بس نظرة عن نظرة تختلف .. نظرة الغيض و الالم تختلف عن نظرة الاندهاش و عدم الاستيعاب ... اذا قدرت اوصف الموقف بقولكم انه شحنات كهربائية كانت تنتقل بين عيونهم وتحمل فيها مشاعر مختلفه
لحظات الصمت حملت كلام داخلي في داخل كل واحد منهم .. ما يعلمها غير رب العالمين ... بعد مرور هاللحظات استجمع خالد كل قوته واللي طلعت على شكل ضحكة مدوية هزت المكان اللي هم فيه ... ضحك وضحك بطريقة هستيريه ... هاي ثاني مره يضحك فيها بنفس الطريقه ..ما يدري على شو كان يضحك على انكشاف جزء ولو ما كان واضح من امره او يضحك على ذكاء مايد اللي كان مخبنه طول الفتره اللي طافت ولا على شو .. ما كان يدري .. حتى يوم تكلم ما عرف كيف رمس ...
- خالد : ههههههههههههه .. لا لا .. ما كنت ادري انك ذكي لهالدرجه يا مايد .. عاد الحين عقب كل كلامك هذا تباني اقولك انك كشفتني ؟! ولا اقولك انك عبقري كيف وصلت حق هالنتيجه. .. اقول مايد سير غرفتك وارتاح قبل السفر .. انته سفرتك طويله ومتعبه و يبالك يومين استراحه قبل ما تبدا رحلتك .. سير يا بابا سير غرفتك ولا تقول كلام اكبر منك ..يوم انك مب قد الرمسه لا تكثر منها .. ترا مب حلو عليك
انجرح مايد في داخله من كلام خالد .. كان يعرف انه غلط يوم خبر خالد عن مرضه .. بس ما توقع انه يعايره فيه ..! ما توقع انه يكون نذل ويجرح مشاعره بهالطريقه ... في لحظه حس بكره كبير اتجاه هالشخص ..
اما خالد فما توقع ردة الفعل اللي ممكن انها تطلع من مايد .. اللي كان في نظره انسان على هامش الحياه .. ويمكن زادت اهميته عند خالد يوم عرف انه مريض بالسرطان والعياذ بالله ..
بس خالد بعد ثواني من كلامه حصل عمره طريح الارض .. نتيجه لدزة قويه استقبلتها جتوف خالد الضئيلة .. من ايد مايد القويه ...
تم خالد يشوف مايد بملأ عينيه مثل ما يقولون ... هالمره ما حس بعصبية ولا شي كثر ما حس انه مصدوم .. يمكن هالكلمة بعد جليلة عليه .. كان مصعوق اذا كان استخدامي للكلمة صحيح ..
- مايد بصوت عالي : انته على شو شايف عمرك .. ان سرت ورديت اتم خالد .. خالد اللي ما دري من وين طلعلنا .. الله يشهد انه كل اخوانك يدخلون القلب وما عليهم كلام وما شفنا منهم الا كل خير .. الا انته .. الكل كان يتحاشاك .. الكل كان حاس انك طامع .... طامع بحلال ابويه .. هذا انته يا خالد .. طامع وجاحد والشر مالي عينك .
خالد بصوت اعلى وعصبية واضحه وحركات ايده كانت ابلغ
- خالد : جااااب ولا كلمه .. انتوا اخر من يتكلم عن الطمع .. حلالك وحلال ابوك كله بالسرقه و النصب .. انتوا اخر ناس ترمسون عن الاخلاق والخير .. لانه عيشتكم كلها بالغش وبالحرام .. تفهم بالحرام ... ! كل فلس دخل جيبكم بالحرام والنصب
مايد تم يشوفه خالد وهو يرمس بكلام مبهم بالنسبه له .. ! .. هم اخر ناس يرمسون عن الاخلاق .! ليش هم شو مسوين ..!
اما خالد فاستغرب من عمره كيف قال هالكلام جدام مايد وهو كان ناوي يخلي الموضوع ع السايلنت لين الوقت اللي يوصل فيه للدليل .. والحين عقب كل هالشهور صرح بكل شي وبلحظة غضب ..!
- مايد بهدوء غير متوقع : نعم .!؟ شو قلت .! نصب وغش وسرقه .!
خالد اعتدل في يلسته وهو ما زال ع الارض .. وحس انه هدوء مايد مب طبيعي .. وتذكر انه مريض و حالته على قده ...
- خالد : مايد انا مابا اقولك كلام يضايجك .. انته تعبان ومابا احملك فوق طاقتك .. واعتبر نفسك ما سمعت شي ..
- مايد : لا انا مب تعبان .. انته شو كنت تقول قبل شوي ؟! كنت ترمس عن ابويه صح ! .. انته .. انته تقصد انه ابويه حرامي ولا نصاب .! هذا قصدك يا خالد ... قول هذا قصدك ولا كنت تقصد شي ثاني ..!
نزل خالد راسه واول مره يحس بضعف اتجاه اللحظة اللي كان يترياها .. اللحظة اللي بيكشف فيها حميد جدام عياله .. حس بضعف وبالذات اتجاه هدوء مايد واصراره بنفس الوقت
- خالد : مايد انا مابغي اصدمك في ابوك وانته بهالحاله ..
- مايد وهالمره على صوته : انا ما فيني شي .. انا بخير .. واتحمل كل الصدمات ..قول .. شو ماسك على ابويه ..! شو اللي مخلنك ترمس بكل هالثقه .. لو كنت صادق ارمس
- خالد : انا صادق يا مايد .. ومب انا اللي بيجذب .!
- مايد : عيل قول .. قول شو عندك .. شو اللي ماسكنه على ابويه .! شو سبب هالثقه .!
- خالد : مايد ..
- مايد بانفعال: حلفتك بالله تقول شو ماسك على ابويه .. حلفتك بالله لو كنت صادق انك ترمس وتقول شو شفت عليه .!
خالد نزل راسه لثواني مب ضعف ولا ندم ولا حسره ... بس محاولة لترتيب الافكار .. شو بيقول ولا من وين بيبدا .! ..بيفضح حميد الحين .. بيفضحه جدام ولده .. بيقول كل شي .. يجذب ولا يصدق .! يقول ولا ما يقول ..!
غمض خالد عيونه لثواني .. وعقب رفع راسه وشاف خالد بنظرة جد ... فتح حلجة ببطئ وعقب بدا يذكر نفس الرمسه اللي سمعها من ابوه وجنه يسمعه .. الكلام اصلا كان محفوظ بالنسبه لخالد .. لانه في باله وجنه دستور نظم على اساسه حياته ..
قالّه انه الفلوس فرقت بين الاخوان.. و عمه حميد بذكائه قدر يسرق أحمد و ياكل حقه في الورث .. وهذا بسبب جهل احمد ... ومن بعدها هجر احمد بوظبي وانتقل للسكن في الشارجه .. السالفة كانت مختصره .. خالد قالها وهو عاطي ظهره لمايد .. ما يبا يشوف تأثير الكلام على مايد .. معنه كان يتمنى انه يتجرأ ويشوفه ...يبا يعرف شو الانطباع اللي بياخذه عن ابوه عقب اللي سمعه ...!
وفعلا بعد ثواني من الاصرار صد صوبه .. وشاف منظر غريب .!..
مايد كان مغطي ويهه بإيده .. وكأنه يصيح .. وفعلا كان يصيح .. كل شي فيه يصيح ... اذنه اللي سمعت وعينه اللي تخيلت الموقف وقلبه اللي انجرح ... ما يدري ليش حس انه خالد يرمس بتلقائيه .. معقوله يكون صادق! .. شو الي يضمنله هالشي ... شو اللي يجذبه لفكرة انه خالد صادق .. ما يدري حس بحياء ولا فشله .. ما عرف يرفع راسه ويواجه ولا يتم على حاله لين ما ينسحب خالد ويتركه بروحه يفكر ... يفكر بهالصدمه اليديده اللي استقبلها ... كان اهون عليه انه يموت وهو راضي عن ابوه .. ولا يموت وهو شاك فيه .. مرت عليه كلمات قالها اخوه عبدالله قبل تنفي صحة كلام خالد ..
"عبدالله : ابوك كان يفكر صح ..
مايد : كان !! ليش يعني ؟
عبدالله :كان يبا يبعدنا من هالمجرمين ويكفينا شرهم
مايد : مجرمين ..!!
عبدالله: ابويه خش عنكم سالفة اخوه وعياله عشان ما يخليكم تاخذون فكرة سيئه عنهم .. بس انا عرفت السالفة من امايه ..
مايد : وشو اللي عرفته من امايه ؟
عبدالله : سالفة طويله بس باختصار عمك ما حافظ على ثروته وضيعها في اللعب ويوم افتقر استحى من اهله و ناسه فشرد وسار لبنان ومنها ما عرفنا شي عنه .. والحين يوم حسوا انه ما عندهم دخل غير ابويه ردوا ..
مايد : معقولة ..!
عبدالله: هاي الدنيا .. مصالح وبيزات"
تذكر اخر كلمتين في الحوار ..مصالح وبيزات .. خالد توه كان يرمس عن نفس النقطه .. مصالح وبيزات .. بس مع جلب للاحداث .. منو الصادق .. حميد ولا احمد ... خالد من فتره قال كلام عشوائي .. الحين بس فهمه مايد ..خالد قال انه انه في ناس يغلطون غلطات كبيرة أكبر مما يتصوره العقل ويمكن تكون نتايج هالغلطات ضياع حقوق و سرقة اموال او تشتت عايله..!.. تمنى مايد انه خالد يهده ويسير .. ينسحب ويخليه بجلب الرمسه اللي استقبلها في مخه المشوش المتذبذب
بس خالد ما انسحب وحس بشعور غريب اتجاه ولد عمه ... يمكن كان متضاج عشانه ولا فرحان ولا مرتاح ولا زاد همه .. وعشان نكون واضحين هو حس بكل هالمشاعر ... حس بمزيج من خيبة الامل والفرح .. الهم و الانفراج .. السعادة والحزن ...حس انه صدمه .. بس هو كان يبا هالشي .. هو سبق وقال حق عمر ..عمي لازم يتعاقب .. وأكبر عقاب له ان ينفضح بيين اهل بيته وعربانه
رفع مايد راسه فجأه .. رفعه وحط عينه في عين ولد عمه .. وما زالت الشحنات الكهربائية تنتقل بين نظراتهم بشراسه...وتنقل احساس الترقب ... تم يشوفه بنظره شرسه .. وعقبها وقف مايد وصار قريب جدا من خالد وكان اطول منه بشوي ... استوى جريب من مستوى راسه بشكل مربك و يوحي بانفجار محتّم.. اما خالد فحافظ على هدوئه وما زالت عينه في عين مايد
تحولت نظرات مايد لنظرات شك .. قد تكون مصطنعه وقد تكون صحيحه ... اما خالد فنظرات التحدي ما زالت محتفظه بمكانها .. كان يباه يتكلم .. يبا يعرف شو اللي يدور في مخه ...
- مايد : تحلف بالله انه كل اللي قلته عن ابويه صح ؟
خالد هز راسه بالقبول بدون ما يتكلم ولا ينسمع منه صوت.. .
.اما بالنسبه لمايد فكان اهون عليه انه يتكلم ولا يشوفه بنظرات الاصرار هذي .. و هالمره تكلم وهو مغمض عيوونه عشان يخفف على نفسه المصيبه..
- مايد بصوت واطي : تحلف ع المصحف ..؟
- خالد : احلف ع المصحف...
- مايد تنهد : شو دليلك !؟
- خالد : ما عندي دليل ... بس يكفيني اني واثق انه ابويه ما قص عليه وماله مصلحه يجذب عليه ... وابويه ما بغى ورا هذا كله البيزات .. بغى الصلح ... بس الموت سبقه .. وخذاه عنا وخلنا نعيش همه من وراه ... خلانا نعيش ويا انسان عارفين انه كل حلالنا .. انسان ما فكر يصلح غلطه .. الكلام اللي قلته محد كان يعرف عنه حتى خواتي وانته ثاني شخص يعرف عنه من عقبي .. مالي مصلحه اقص عليك .. ومابا بيزاتكم .. ولا ابا منكم غير ... غير ..." غمض خالد عيونه لثواني وعقب فتحها بإصرار اكبر " ابا حقي وحق ابويه وحق اخواني ...
رد مايد على ورى وكأنه تلقى ضربه على راسه ...خالد مصر .. مصر على رايه .. مصر على كلامه ... نظرة التحدي والاصرار تزيد من صحة كلامه .!
بدا يعرق وبتنفس بالقو ... حس انه الدنيا سودت في عيونه وانها تدور بشكل مب طبيعي ... تم يغمض عيونه ويفتحها بالقو ومحاولته للسيطره على نفسه كل ما ياها و تفشل .. وفجأة صرخ.. صرخ بصوت بصوت عالي ومسموع وهو يقول :
مايد : ابويه حرامي ...! .. ابويه اللي كنت اشوفه مثال للتاجر الناجح يطلع حرامي!! .. لا .. لا انته جذاب .. انته ما عندك دليل على كلامك ... انته جذاب ..الكلام اللي قاله عبدالله هو الصحيح .. عبدالله قال انه ابوك يوم خسر في تجارته طالب ابويه بحلال مب من حقه .. هالكلام اللي يدش المخ .. اما كلامك .. فلا ..لا مستحيل يكون صحيح ... انته ... انته ..انته تبا تشوه صورة ابويه جدامي عشان تاخذ البيزات .. لا تنكر .. انته تبا بيزات ابويه .. تبا تعوض ايام الفقر و الحايه .. .. بس لا .. انا مستحيل اصدق انه ابويه حرامي .. مستحيل .. تعرف شو يعني مستحيل .. انا .... انا ...
ما كمل مايد كلماته لانه طاح ع الارض منهار وما عاد يحس باللي حوله ... اما خالد فتم يشوفه بنظرات استغراب .. بصراحه هو ما كان مستغرب منه .. كان مستغرب من الوضع كله .. وكيف جرت الاحداث بسرعه .. وكيف كان ضحيتها مايد .. وانتهى كل شي بطيحته ع الارض فاقد للوعي ...
وقف للحظات يحاول يرتب افكاره ..ما عرف شو يسوي .. مايد ع الارض .. وهو واقف يشوفه .. يخاف يتقرب منه ويكتشف انه .. انه ميت لسمح الله .. شكله يقول ان ميت .! ... بس لابد انه يتحرك ..
تجدم صوبه شوي شوي .. تمنى لو الارض تطول وتزيد مسافاتها .. او انه يكون في حلم ويصحى منه ف هلحزة .. بس لا هو بحلم والارض ممكن انها تطول .. نزل بجسمه على مستوى جسم مايد ... وحاط راسه على صدره ... وابتسم ... النبض موجود .. والنفس كذلك موجود
من اهنيه طاح مايد ... ومن هناك انفتح الباب المؤدي اللي بقعتهم ... وطلعت منه ريم اللي كانت سايره صوب المطبخ وسمعت صوت صراخ برع ..فشدها صوتهم .. وقالت بتسير تتطمن
طلعت منه واول من طاحت عينها عليه... هو خالد ووقفته الغريبه ونظرات الرعب الاغرب اللي كانت ظاهرة على ويهه ومن عيونه.. بالرغم من بعده الا انها حست برعشة جسمه ... بس عقبها انتبهت لوجود شخص ثاني ممدد ع الارض .. دققت النظر فيه وكان واضح انه مايد ..
هيه هذا مايد .. مايد هو اللي طايح .. شهقت ريم وحطت ايدها على حلجها من هول الصدمه والخوف .. اخوها ع الارض .. ونظرات الخوف من خالد .. كل هالامور ولدت فيها مشاعر قلق مب طبيعيه ... وهالشي خلى خالد ينتبه لوجودها وزاد الرعب اللي فيه عقب ما شافها .. تجدمت شوي شوي لين ما وصلت صوب خالد وكانت مجابله مايد .. خالد تم يشوفها ويدقق في ملامحها المصدومه .. وحس انها بتشك فيه .. عقب ابتعد شوي عنها .. اللي يشوف مايد يقول ميت .. وخصوصا انه خالد يعرف مرضه المميت في اغلب الحالات ..بس .. بس المرض ما يخصه باللي صار ..! حس انه مشوش .. وفكرة الموت ملازمتنه ... شو بيسوي لو كان ميت ..! شو بيقولهم.!
- خالد بخوف : ريم .. انتي شو تسوين اهنيه .. شو اللي يابج .! شو الل
ريم قاطعته وهو تأشر على مايد وكانت صدق ترتجف وشكلها حست انه اخوها مودع او شي من هالقبيل ...
- ريم بهمس : هذا ..! هذا مايد ع الارض ... صح ولا عيني ما عادت تشوف ..هذا .. لالا .. لا تقول انه مايد .. لا تقول
خالد حس انه ضروسه تصطك ومب عارف شو يقول .. تجدم صوب مايد .. وعقب خاف ورد صوب ريم وجنه بيحتمي فيها ...
- خالد : ريم هدي اعصابج خليني اقولج
- ريم بانفعال : شو تقول خالد؟! .. اخويه شو فيه !
خالد نزل راسه وهو ما زال مرتبك بشكل مب طبيعي ..
- خالد : آآ .. مادري .. انا كنت .. ريم مادري .. والله مادري ..
- ريم وبدت تصرخ : كيف ما تدري .. كيف ما تدري وهو طايح جدامك اهنيه .. كان يرمسك انته .. انا سمعت اصواتكم .. شو سويت فيه يا خالد .!
- خالد : ريم صدقيني انا ما سويت فيه شي .. بس هو فجأه انفعل و .. وطاح ... والله العظيم اني ما سويت شي ..!
ريم وصوتها فعلا كان عالي وهستيريتها زايده ..اول مره تشوف اخوها بهالوضعيه .. ممدد ع الارض و لا يتحرك
- ريم: كيف ما سويت شي .. عيل بيطيح منه والدرب! .. اخويه .. اخويه بلاه يا خالد .. بلاه طايح ولا يتكلم .. شو سويت فيه !! ..لا تقولّي انه مات .. لا تقول انه فيه شي .. انا كنت حاسه انه تعبان .. بس انته .." هزت ريم راسها وجنها تقول لا .." قول ارمس .. انطق قول اخويه شو فيه .!
كانت تصرخ ومب حاسه انه صوتها عالي وايد .. وخالد ما عرف كيف يسكتها ولا بتفضحه ...! تم يقولها سكتي بس ما كانت تسمعه ... واخر شي اضطر انه يسحبها من جتفها ويوقفها جدامه ويحط ايده على حلجها عشان تسكت ..وما تفضحه
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
- خالد : اسكتي .! انتي تبين امج ولا ابوج ينشون ويشوفونه على هالحال ..! تبينهم ينهارون .! .... قتلج انا ما سويت فيه شي .!. انتوا ليش ما تصدقوني .. ليش تظنون اني السبب في كل مصايبكم .. انا ما سويت في شي .. هو بروحه انفعل وطاح ..ومن طاح طلعتي انتي .. اخوج ما مات .. ما مات ..
سكوت عم في المكان ... تموا على هالوضع .. خالد كان وراها وحاط ايده على حلجها .. ومب عارف هو شو مسوي ..وحس انه وضعيته كلها غلط بغلط ... وشي ما تستحمله نفسه انه يسويه... ويوم نوى يشل ايده حس بدموع ريم وهيه تتساقط عليها .. ريم كانت تصيح .. تصيح اخوها
شله ايده وتم يشوفها ويشوف الدموع اللي سالت عليها ...دموع ريم اللي نزلت عليه مثل النيران اللي بتاكل ايده .. اول مره يحس انه متشوش في تفكيره .. اول مره يحس انه مب عارف شو يبغي .. كان يتمنى يصدم مايد و يخيب امل ريم .. بس .. بس الحين .. لا ما يبا هالشي يصير .. او ما بغاه يصير بدون ترتيب... هاي دموع ريم ... ! ..ريم اللي .... ما حب يكمل التفكير ...
خذا نفس عميق وعقبها تجرأ انه يتجدم ويشوفها ... كانت فاتحه عيونها ع الاخير وتصيح ... تصيح على اخوها ...حس انها تتألم وانها خايفه .. خايفه موت على اخوها القريب منها ...
- خالد بصوت خايف : مايد ما مات .. هو .. هو مغمي عليه بس .. صدقيني ..
ريم حطت ايدها على ويهها وتمت تصيح .. وخالد وقف يشوفها وهو مب عارف شو يقول ...
- خالد : ريم عشان خاطري هدي .. لازم تهدين عشان نعرف شو نتصرف .. يلا عشان خاطري امسحي دموعج ..
رفعت ريم راسها وتمت تشوف خالد وهيه حاسه انه خايف من الوضع .. وانه مرتبك بشكل مب طبيعي ...
- ريم وصوتها يرتجف : خالد شو بنسوي الحين ...؟
خالد ارتاح يوم شافها رفعت راسها وبدت ترمس ...
- خالد : انا بوديه المستشفى .. تمي عنده لين ما اييب سيارتي ...
- ريم : لا ..
خالد كان على وشك انه يسير اييب سيارته بس كلمة ريم وقفة .. صد صوبها وهو رفع حواجبه
- ريم : انا بسير وياك..
- خالد : شو ..!! .. لا .. لا ما له داعي .!
- ريم : شو ماله داعي !!!.. ابا اتطمن على اخويه ...
- خالد : بس .. بس اهلج لو حسوا انج محد بيعرفون ..بيعرفون انه مايد تعب .. وهو ان شالله ما عليه شر .. يعني تطمني ..
- ريم : خالد .. تباني اموت من الخوف عليه اهنيه .. انا بسير وياك .. بسير اتطمن على اخويه ولا حد بيحس فيه ... صدقني محد بيحس ..
اعتفس ويه خالد .. وحس انه ريم مصره على موقفها وانه ما بيقدر يغير رايها لو شو ما صار .. فهز راسه بالقبول وسار صوب سيارته وهو يحس انه الافكار تييبه وتوديه .. يفكر باللي سواه وكيف كان عنيف ويا مايد ..
أما ريم فركضت باقصى سرعة عندها وسارت غرفتها عشان تييب عباتها وصورة مايد وهو ع الارض ما فارقت عينها .. صورة الاخ الحنون المرح ما تفارقها .. صورة مايد الانسان بكل ما تعنيه الكلمه من معنى .. مايد الصديق الغالي .. كان تركض والدموع تتطاير في الهوا .. حس انه قلبها منقبض .. وانه مايد فيه شي .. وهالشي ما يعرفه غير خالد اللي نكر هالشي ...
عقب ما لبست عباتها ردت لمايد الممدد ع الارض .. وكانت السيارة مبركنه حذاله ... نزل خالد منها .. وطلب من ريم انها تساعده في حمل مايد .. وهالشي يعود لضعف بنية خالد الجسديه ..
شلوا مايد وحطوه في المقعد الامامي .. وعقبها ركبت ريم وراه مباشرة .. وخالد سار صوب مقعد القياده ... بس قبل ما يركب خالد سيارته.. تذكر انه مايد ذكرله اسم معين للمستشفى اللي يتعامل وياه .. وحس انه من الافضل انه يوديه لنفس المستشفى ..لانهم الادرى بحالته ..
لكن بوسط هالخبصه المستويه .. ما استحضر اسم المستشفى
.. "اكيد سلطان يعرفه " .
. بس رقم سلطان مب عنده ..شو سالفة الابواب كلها منسده في ويهه اليوم !!!!!!
شاف خالد انه احسن طريقه هو انه ياخذ تيلفون مايد ويطلع الرقم منه .. رد خالد للمقعد اللي يلّس فيه مايد .. وقام يفتش بجيوبه ... اما ريم فتمت تشوف هالانفعالات المختلفه اللي يعكسها ويه خالد ..
- ريم باستغراب وصوتها ما زال ثجيل من الصياح : انته شو تسوي .!
قبل ما يرد عليها خالد رن موبايل مايد .. وهالشي ريح خالد واختصر عليه عملية التفتيش ..
حصل الموبايل و شلاه .. كان اسم المتصل .. " ناصر العوي ..او الاعوج "
تم يشوف الاسم ..وقال في خاطره " منو هالعوي بعد ..! "
وعقب قرر انه يرد عليه ويقوله انه مايد تعبان .. وعقبها بيتصل في سلطان ..
وفعلا رد ع التيلفون ..
- خالد : ألو ..
سكت الطرف الثاني واللي هو ناصر .. لانه حس انه الصوت مألوف .. وانه مب صوت مايد ..هالصوت فيه بحه يعرفها .. بحه وسبق سمعها مرات عدة ... هذا صوته ..! هيه صوته .. صوت خالد فيه بحه معروفه .. وناصر ميزها .. بس حاول يشكك عمره
- خالد وهو متضير : قلنا الو
- ناصر بتردد: ألو ... آآآ ..السلام عليكم ..
هالمره خالد اللي سكت .. لانه حس بنفس احساس ناصر .. بس هو ما عرف ولا ميز الصوت .. واصلا الوقت مب وقت تمييز ..
- خالد : وعليكم السلام ورحمة الله
- ناصر : مممم هذا موبايل مايد ..؟
- خالد : هيه نعم ياخويه .. بس هو تعبان شوي ..
- ناصر : خير شو فيه ؟!
- خالد : ماشي .. بس تعبان .. ان شالله يوم بيصحصح بخليه يرمسك .. منو اقوله .. ؟
- ناصر .. آآآآ .. ليش اسمي مب طالع ..؟
حس خالد انه غبي .. بس من اللخبطه اللي صارت ماعرف شو يقول ..
- خالد : امبلا امبلا .. خلاص بقوله يرمسك خلاف ...
- ناصر : فمان الله ...
بند خالد عنه .. وتم يدور رقم سلطان .. وما كان صعب انه يحصله .. لانه اخر المكالمات الصادره كانت له .. ضغط على زر الاتصال .. وما مرت ثواني الا والطرف الثاني ع الخط ..
- سلطان : هلا بالغالي ... هلا بمايد ..
- خالد تنهد: الو هلا سلطان .. انا خالد ..
سلطان سكت لبرهه عشان يستوعب ..خالد .! .. ليش خالد .! .. ليش مب مايد .!
- سلطان : خالد ..!
- خالد : هيه خالد .. مايد تعب عليه .. و الحين انا ابا اوديه المستشفى ..
- سلطان بخوف : شو ..! . مايد تعبان .. ليش ..! شوفيه . شو مستوي عليه ..! .. ارمس يا خالد ..
- خالد : وانته عطيتني مجال ارمس!! .. مادري فجأة طاح عليه .. المهم ما اقدر اطول .. ابا اعرف شو اسم المستشفى اللي مايد كان يتعامل وياه .. ؟!
- سلطان : مستشفى "........." ... ..بس يا خالد انا قلبي منقبض .. قولّي مايد شبلاه ...!؟شو الي ياه
- خالد : مادري يا ريال كم مره بقولك اني مادري ..! .. المهم شوف .. انا مادل بلادكم زين .. ابغيك تدليني .. آآآآ ...ولا اقولك تعال صوب السوبر ماركت العود اللي جدا بيت عمي .. وهناك بمشي وراك ..
- سلطان : يلا يلا الحين طالع ..
بند خالد عنه .. وسار صوب مقعده .. وشغل السيارة ومشى ..
###########################
ناصر عقب ما بند عن خالد .. حس بنيران تشتعل في يوفه .. بصوت خالد تذكر كل شي .. كل اللي سواه .. كل اللي جنته ايده ..تذكر راشد اللي نظلم بسبته وبسبة عبدالله ... بسبة الادمان .!
هو كان يبا يصلح غلطه .. وما زال يتمنى هالشي .. بس هو خايف .. خايف من هالخطوة .. خايف انه يعترف .. لانه عارف مصيره عقب الاعتراف .. السجن ..السجن.!
- حمد : ناصر ..؟
- ناصر انتبه : هممممم
- حمد : بشو تفكر ياخويه ؟ شكلك مهموم
- ناصر تنهد : مادري والله ياخويه .. بس احس بنيران في قلبي ..احس انها تاكلني اكل ... احس اني .. شقولك .. تعبان
- حمد : ياخويه انته تبت .. تبت من المخدرات والخمور .. انته الحين وويا العلاج انسان سليم .. والله يتقبل التوبه ...وماشالله عليك قدرت تتحمل التعب و الالام عشان تتخلص من هالسم .. يعني لا تفكر وايد .. وانسى الماضي .. وابدا صفحة يديده ويا عمرك ..
ناصر نزل راسه .. وما عرف بشو يرد
حمد ربيعه اليديد .. الي انقذه من حادث كاد ييدي بحياته بعد ما كان في حاله سكر شديد ..
حمد هذا اليوم صار من اعز ربعه .. وهو اللي ماسك بإيده عشان يتخلص من السم الهاري .. وعلى طول كان يشجعه و يتحمل الاذى عشانه .. وصدق تعلق فيه بشكل مب طبيعي
حمد ما عرف عن موضوع راشد أي شي .. وناصر ما تجرأ يخبره .. بسبب الخوف اللي كان متملكنه من عواقب هالجريمه ...
- ناصر : في قلبي هم كبير يا حمد .. هم ما تشيله جبال الدنيا .. هم ذابحني ومتعبني
- حمد بخوف : أفا عليك يا خويه .. قول فضفض .. نحن اخوان بعهد الله .. قول وصدقيني بسعى اني اساعدك فيه ..وبحاول اني احطلك حل .. بس لا تخليه في خاطرك .. لانه هالشي بيتعبك
- ناصر : والله يا حمد انته لو كنت اخويه ما بحبك وبعزك وبودك كثر ما انا احبك واعزك... بس الحين انا مب قادر اقولك همي .. مب عشان شي .. بس الموضوع يبالي افكر فيه وايد .. لازم احله بنفسي مثل ما ارتكبته بنفسي
- حمد : براحتك يا ناصر .. واعرف اني دوم موجود .. ودوم بسمعك .. وما بقصر عنك بشي
- ناصر : الله يجزيك الخير ياخويه ... وصدقني اني ما بنسالك هالمعروف دام انه الله كاتبلي الحياه
- حمد : افا عليك لا تقول هالكلام .. نحن خوان
ابتسم راشد بعذوبة..
- حمد : الا ربيعك المسافر الي كنت تحاتيه .. ما تصلبك ؟!
- ناصر : لا اتصل ..ولا يرد ع اتصالاتي ..
- حمد : ان شالله ماعليه شر .. انته تقول انه عرس و سافر.. ويمكن يوم بيرد بيتصل
- ناصر : بس ..!
- حمد : بس شو .!
- ناصر : اه ياخويه .. يوم اقولك انه همي ما تشيله جبال .. هم جاثم على قلبي وما دري متى بينزاح
- حمد : انا ما بضغط عليك .. بس اعرف انه قلبي مفتوح لك يا ناصر .. واني وياك للاخير ...
- ناصر : وانا ما عدت اتحمل الدنيا من دونك
ابتسم ناصر لحمد .. حمد الانسان الصالح الملتزم .. اللي انقذه من وحل الضلال و الضياع .. حمد اللي يشوفه ناصر انه كل شي في حياته ..
عقبها بشوي استئذن وركب سيارته وهو ناوي يسير البحر ...
###########################
بعد لحظات كان خالد جدام السوبر ماركت المطلوب ..وأصوات الصياح الخفيف منتشرة في المكان .. كان يشوف وعينه على مايد .. مايد اللي للحين ما اصدر أي صوت ولا تحرك ولو شوي ..
وصل خالد للمكان المطلوب ..وارتاح يوم شاف سلطان وهو واقف جدام سيارته ..وكان شكله مرتبك .. او جيه تهيأ لخالد ...
وأول ما وصل هرنله .. صد سلطان صوبه .. وأول ما شافهم ركض صوبهم و تفكيره متعلق بمايد .. ركض سلطان وبطريقة لا اراديه ..
- سلطان : ها شحاله .. شخباره .. وينه هو !!
- خالد بصوت منفعل : انته سير سيارتك .. شو يايبك .. سير وانا بمشي وراك ..
- سلطان : لا لالا .. انا بركب وياكم .. ماقدر اتم في سيارتي ومايد اهنه ..
ما عطى سلطان خالد أي فرصه عشان يرمس ويقوله انه ريم يالسه ورى .. فتح الباب وعقبها تيبس .. وما تحرك .. تصلب جدام الملاك الصغير اللي كان يشوفه بنظرة خوف وربكة .... منو يطلع ومنو يكون .. حس انه عينه تعلقت في ويه البنت اللي يالسه جدامه .. وما انتبه لعمره الا يوم سمع صرخت خالد اللي احرجته.. خالد اللي اانقهر منه ومن وقفته هاي
- خالد : ايييه انته .. شو تسوي هناك .. ما تستحي انته .. شو موقفنك هناك !
- سلطان بارتكاب : ها .! .. ما .. ما كنت ادري انه ... المهم انا ساير سيارتي .. الحقني
ركض سلطان لسيارته .. هو محرج من كلام خالد .. وفي باله ريم الي جذبته بدون أي مقدمات ... ركب سيارته ومشى بسرعه وهو يحاول يركز تفكيره بمايد ربيعه التعبان ويحاول يتناسى الملاك اللي شافه ...
اما خالد فركب بسرعه ومشى ورا سلطان وهو مغيض عليه .. ومنقهر منه
نهاية الجزء الخامس والعشرين...
الجزء السادس والعشرين
كم هو مؤلم ان نتلقى الطعنات ممن أسكنته تجاويف قلبك..إنسان أحببته بإخلاص ووثقت به ووهبته الحب والمشاعر الصادقه ..بنيت معه أحلاما
جميله ووعودا متواضعه ..نعم حبيبي المخادع جعلتك فوق كل شي دون البشر . حلقت بك عاليا .. بحثت في داخلك عما يسعدك وقدمته لك .
اخلصت لك وافنيت زهرة عمري من أجللك .. صبرت على الألم لأهبك الراحة أسكنت جنة فؤادي وسجنت نفسي بين نيران الحيرة ..فرشت لك الأرض ورودا وعلقت على جدار قلبي لوحة حبك للأبد ثم ماذا؟!
أهديتني الكذب والخداع تركتني للحيرة والضياع.. وظللت تبحث عن حب جديد اختلقت الأعذار وضحيت بقلب احتواك غير ابه بدموعي وعذاباتي ..ورغم ذلك
مازلت عند حبي وولعي بك.. أرحل ايها القلب المتحجر حيث شئت.. ولكن سيأتي الغد وتبحث عني .. وحينها سأدعك تذرف الدموع ...وأنساااااااك .
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
تحركت سيارة سلطان تتلوها سيارة خالد إلــى المستشفى المذكــور ... وجسد مايد ما زال ممدد على المقعد الامامي بدون حركة ولا همسه .. والقلوب ملهوفة تبا تعرف شو اللي حصل لمايد .. ما عدا قلت خالد اللي كان عارف شو سبب طيحة مايد هذي .. الصدمة .. الصدمة بالواقع .. الصدمة بالقدوه .. الصدمة بالاب .. معاني الابوه قد تكون انهارت .. و صفات القدوة قد تكون شُوِهت .. .!
وصل سلطان أولا للمستشفى وبالتحديد عند مدخل الطوارئ .. و طلب من الممرضين سرير متحرك عشان ينقلون فيه مايد .. و عقبها ركض يدور الدكتور اللي كان يشرف على متابعة مايد .. واسمه الدكتور صلاح ..
وفي هالاثناء وصل خالد وهو حامل بسيارته مايد .. ونزلــوه من السيارة وحطوه في السرير المتحرك .. وكانت ريم تمشي ويــاهم وحاسه انه قلبــها بيظهر من مكانه من شدة الخوف اللي فيها .. أمــا خالد فسار يبركن السيــاره وعقبها ركض للمدخل ولحق عليهم ...
وصل الدكتور المتابع .. ودخلّوا مايد لغرفة الحالات الطارئة ..
وتموا الثلاثه برع يحاتون ..
سلطان وخالد وريم .. كل واحد كان في حاله .. الكل يفكر في رمسة الدكتور اللي بيقولها .. والكل يترقب نتيجة الفحص ..
وخصوصا سلطان وخالد اللي كانوا عارفين بمرض مايد الخبيث .. وعارفين انه يحتاج راحة وهدوء .. كانوا خايفين من النتيجه ..
سلطان كان منبه على مايد انه ما يحرق اعصابه ويحافظ عليها .. لانه بالعصبية ممكن تطور حالته بسرعه .. كان يعرف انه مايد مب من النوع العصبي او اللي ياخذ الامور بتعصب .. بس شو اللي سوى فيه جيه .! .. لازم يكون شي كبير اكبر من ان يتحمله مايد وبالذات وهو بهالحاله ..
خــــــالد فشعور تأنيب الضمير بدا يقتحم كيانه بشراسه .. وبدا يظهر واضح على ملامح ويهه .. كان يشوف الارض تاره .. ويشوف الباب تاره اخرى .. كان يفرك ايده بعصبيه وقلق .. ووده يعرف شو نتايج اللي سواه .!
أما ريم فما زالت تعيش حالة الخوف بسبة طيحة اخوها المجهولة .. ما كانت تدري شو اللي صار .. ولا فاهمة اصلا شو اللي حصل .. بس الشي اللي متأكده منه انه خالد يعرف .. يعرف بس ما يبا يقول .. عيونه وحركاته تشهد ضده ... تشهد انه في شي خايف انه يقوله لريم .. ! ..
طلع الدكتور المتابع من الغرفة اللي فيها مايد .. وكان ويهه معتفس ...وفي خاطره يذبح سلطان اللي نبه عليه انه يهتم فيه هاليومين
تيمعوا حوله الثلاثه .. سلطان وحذاله خالد وعقب ريم .بنفس الترتيب ... كانت ريم جريبه وايد من خالد وهالشي زاد من ارتباكه .. بس خالد خزها بنظره عشان ترد على ورى شوي .. وهيه كانت طوع نظرته ...
سكوت عم في المكان ... تموا على هالوضع .. خالد كان وراها وحاط ايده على حلجها .. ومب عارف هو شو مسوي ..وحس انه وضعيته كلها غلط بغلط ... وشي ما تستحمله نفسه انه يسويه... ويوم نوى يشل ايده حس بدموع ريم وهيه تتساقط عليها .. ريم كانت تصيح .. تصيح اخوها
شله ايده وتم يشوفها ويشوف الدموع اللي سالت عليها ...دموع ريم اللي نزلت عليه مثل النيران اللي بتاكل ايده .. اول مره يحس انه متشوش في تفكيره .. اول مره يحس انه مب عارف شو يبغي .. كان يتمنى يصدم مايد و يخيب امل ريم .. بس .. بس الحين .. لا ما يبا هالشي يصير .. او ما بغاه يصير بدون ترتيب... هاي دموع ريم ... ! ..ريم اللي .... ما حب يكمل التفكير ...
خذا نفس عميق وعقبها تجرأ انه يتجدم ويشوفها ... كانت فاتحه عيونها ع الاخير وتصيح ... تصيح على اخوها ...حس انها تتألم وانها خايفه .. خايفه موت على اخوها القريب منها ...
- خالد بصوت خايف : مايد ما مات .. هو .. هو مغمي عليه بس .. صدقيني ..
ريم حطت ايدها على ويهها وتمت تصيح .. وخالد وقف يشوفها وهو مب عارف شو يقول ...
- خالد : ريم عشان خاطري هدي .. لازم تهدين عشان نعرف شو نتصرف .. يلا عشان خاطري امسحي دموعج ..
رفعت ريم راسها وتمت تشوف خالد وهيه حاسه انه خايف من الوضع .. وانه مرتبك بشكل مب طبيعي ...
- ريم وصوتها يرتجف : خالد شو بنسوي الحين ...؟
خالد ارتاح يوم شافها رفعت راسها وبدت ترمس ...
- خالد : انا بوديه المستشفى .. تمي عنده لين ما اييب سيارتي ...
- ريم : لا ..
خالد كان على وشك انه يسير اييب سيارته بس كلمة ريم وقفة .. صد صوبها وهو رفع حواجبه
- ريم : انا بسير وياك..
- خالد : شو ..!! .. لا .. لا ما له داعي .!
- ريم : شو ماله داعي !!!.. ابا اتطمن على اخويه ...
- خالد : بس .. بس اهلج لو حسوا انج محد بيعرفون ..بيعرفون انه مايد تعب .. وهو ان شالله ما عليه شر .. يعني تطمني ..
- ريم : خالد .. تباني اموت من الخوف عليه اهنيه .. انا بسير وياك .. بسير اتطمن على اخويه ولا حد بيحس فيه ... صدقني محد بيحس ..
اعتفس ويه خالد .. وحس انه ريم مصره على موقفها وانه ما بيقدر يغير رايها لو شو ما صار .. فهز راسه بالقبول وسار صوب سيارته وهو يحس انه الافكار تييبه وتوديه .. يفكر باللي سواه وكيف كان عنيف ويا مايد ..
أما ريم فركضت باقصى سرعة عندها وسارت غرفتها عشان تييب عباتها وصورة مايد وهو ع الارض ما فارقت عينها .. صورة الاخ الحنون المرح ما تفارقها .. صورة مايد الانسان بكل ما تعنيه الكلمه من معنى .. مايد الصديق الغالي .. كان تركض والدموع تتطاير في الهوا .. حس انه قلبها منقبض .. وانه مايد فيه شي .. وهالشي ما يعرفه غير خالد اللي نكر هالشي ...
عقب ما لبست عباتها ردت لمايد الممدد ع الارض .. وكانت السيارة مبركنه حذاله ... نزل خالد منها .. وطلب من ريم انها تساعده في حمل مايد .. وهالشي يعود لضعف بنية خالد الجسديه ..
شلوا مايد وحطوه في المقعد الامامي .. وعقبها ركبت ريم وراه مباشرة .. وخالد سار صوب مقعد القياده ... بس قبل ما يركب خالد سيارته.. تذكر انه مايد ذكرله اسم معين للمستشفى اللي يتعامل وياه .. وحس انه من الافضل انه يوديه لنفس المستشفى ..لانهم الادرى بحالته ..
لكن بوسط هالخبصه المستويه .. ما استحضر اسم المستشفى
.. "اكيد سلطان يعرفه " .
. بس رقم سلطان مب عنده ..شو سالفة الابواب كلها منسده في ويهه اليوم !!!!!!
شاف خالد انه احسن طريقه هو انه ياخذ تيلفون مايد ويطلع الرقم منه .. رد خالد للمقعد اللي يلّس فيه مايد .. وقام يفتش بجيوبه ... اما ريم فتمت تشوف هالانفعالات المختلفه اللي يعكسها ويه خالد ..
- ريم باستغراب وصوتها ما زال ثجيل من الصياح : انته شو تسوي .!
قبل ما يرد عليها خالد رن موبايل مايد .. وهالشي ريح خالد واختصر عليه عملية التفتيش ..
حصل الموبايل و شلاه .. كان اسم المتصل .. " ناصر العوي ..او الاعوج "
تم يشوف الاسم ..وقال في خاطره " منو هالعوي بعد ..! "
وعقب قرر انه يرد عليه ويقوله انه مايد تعبان .. وعقبها بيتصل في سلطان ..
وفعلا رد ع التيلفون ..
- خالد : ألو ..
سكت الطرف الثاني واللي هو ناصر .. لانه حس انه الصوت مألوف .. وانه مب صوت مايد ..هالصوت فيه بحه يعرفها .. بحه وسبق سمعها مرات عدة ... هذا صوته ..! هيه صوته .. صوت خالد فيه بحه معروفه .. وناصر ميزها .. بس حاول يشكك عمره
- خالد وهو متضير : قلنا الو
- ناصر بتردد: ألو ... آآآ ..السلام عليكم ..
هالمره خالد اللي سكت .. لانه حس بنفس احساس ناصر .. بس هو ما عرف ولا ميز الصوت .. واصلا الوقت مب وقت تمييز ..
- خالد : وعليكم السلام ورحمة الله
- ناصر : مممم هذا موبايل مايد ..؟
- خالد : هيه نعم ياخويه .. بس هو تعبان شوي ..
- ناصر : خير شو فيه ؟!
- خالد : ماشي .. بس تعبان .. ان شالله يوم بيصحصح بخليه يرمسك .. منو اقوله .. ؟
- ناصر .. آآآآ .. ليش اسمي مب طالع ..؟
حس خالد انه غبي .. بس من اللخبطه اللي صارت ماعرف شو يقول ..
- خالد : امبلا امبلا .. خلاص بقوله يرمسك خلاف ...
- ناصر : فمان الله ...
بند خالد عنه .. وتم يدور رقم سلطان .. وما كان صعب انه يحصله .. لانه اخر المكالمات الصادره كانت له .. ضغط على زر الاتصال .. وما مرت ثواني الا والطرف الثاني ع الخط ..
- سلطان : هلا بالغالي ... هلا بمايد ..
- خالد تنهد: الو هلا سلطان .. انا خالد ..
سلطان سكت لبرهه عشان يستوعب ..خالد .! .. ليش خالد .! .. ليش مب مايد .!
- سلطان : خالد ..!
- خالد : هيه خالد .. مايد تعب عليه .. و الحين انا ابا اوديه المستشفى ..
- سلطان بخوف : شو ..! . مايد تعبان .. ليش ..! شوفيه . شو مستوي عليه ..! .. ارمس يا خالد ..
- خالد : وانته عطيتني مجال ارمس!! .. مادري فجأة طاح عليه .. المهم ما اقدر اطول .. ابا اعرف شو اسم المستشفى اللي مايد كان يتعامل وياه .. ؟!
- سلطان : مستشفى "........." ... ..بس يا خالد انا قلبي منقبض .. قولّي مايد شبلاه ...!؟شو الي ياه
- خالد : مادري يا ريال كم مره بقولك اني مادري ..! .. المهم شوف .. انا مادل بلادكم زين .. ابغيك تدليني .. آآآآ ...ولا اقولك تعال صوب السوبر ماركت العود اللي جدا بيت عمي .. وهناك بمشي وراك ..
- سلطان : يلا يلا الحين طالع ..
بند خالد عنه .. وسار صوب مقعده .. وشغل السيارة ومشى ..
###########################
ناصر عقب ما بند عن خالد .. حس بنيران تشتعل في يوفه .. بصوت خالد تذكر كل شي .. كل اللي سواه .. كل اللي جنته ايده ..تذكر راشد اللي نظلم بسبته وبسبة عبدالله ... بسبة الادمان .!
هو كان يبا يصلح غلطه .. وما زال يتمنى هالشي .. بس هو خايف .. خايف من هالخطوة .. خايف انه يعترف .. لانه عارف مصيره عقب الاعتراف .. السجن ..السجن.!
- حمد : ناصر ..؟
- ناصر انتبه : هممممم
- حمد : بشو تفكر ياخويه ؟ شكلك مهموم
- ناصر تنهد : مادري والله ياخويه .. بس احس بنيران في قلبي ..احس انها تاكلني اكل ... احس اني .. شقولك .. تعبان
- حمد : ياخويه انته تبت .. تبت من المخدرات والخمور .. انته الحين وويا العلاج انسان سليم .. والله يتقبل التوبه ...وماشالله عليك قدرت تتحمل التعب و الالام عشان تتخلص من هالسم .. يعني لا تفكر وايد .. وانسى الماضي .. وابدا صفحة يديده ويا عمرك ..
ناصر نزل راسه .. وما عرف بشو يرد
حمد ربيعه اليديد .. الي انقذه من حادث كاد ييدي بحياته بعد ما كان في حاله سكر شديد ..
حمد هذا اليوم صار من اعز ربعه .. وهو اللي ماسك بإيده عشان يتخلص من السم الهاري .. وعلى طول كان يشجعه و يتحمل الاذى عشانه .. وصدق تعلق فيه بشكل مب طبيعي
حمد ما عرف عن موضوع راشد أي شي .. وناصر ما تجرأ يخبره .. بسبب الخوف اللي كان متملكنه من عواقب هالجريمه ...
- ناصر : في قلبي هم كبير يا حمد .. هم ما تشيله جبال الدنيا .. هم ذابحني ومتعبني
- حمد بخوف : أفا عليك يا خويه .. قول فضفض .. نحن اخوان بعهد الله .. قول وصدقيني بسعى اني اساعدك فيه ..وبحاول اني احطلك حل .. بس لا تخليه في خاطرك .. لانه هالشي بيتعبك
- ناصر : والله يا حمد انته لو كنت اخويه ما بحبك وبعزك وبودك كثر ما انا احبك واعزك... بس الحين انا مب قادر اقولك همي .. مب عشان شي .. بس الموضوع يبالي افكر فيه وايد .. لازم احله بنفسي مثل ما ارتكبته بنفسي
- حمد : براحتك يا ناصر .. واعرف اني دوم موجود .. ودوم بسمعك .. وما بقصر عنك بشي
- ناصر : الله يجزيك الخير ياخويه ... وصدقني اني ما بنسالك هالمعروف دام انه الله كاتبلي الحياه
- حمد : افا عليك لا تقول هالكلام .. نحن خوان
ابتسم راشد بعذوبة..
- حمد : الا ربيعك المسافر الي كنت تحاتيه .. ما تصلبك ؟!
- ناصر : لا اتصل ..ولا يرد ع اتصالاتي ..
- حمد : ان شالله ماعليه شر .. انته تقول انه عرس و سافر.. ويمكن يوم بيرد بيتصل
- ناصر : بس ..!
- حمد : بس شو .!
- ناصر : اه ياخويه .. يوم اقولك انه همي ما تشيله جبال .. هم جاثم على قلبي وما دري متى بينزاح
- حمد : انا ما بضغط عليك .. بس اعرف انه قلبي مفتوح لك يا ناصر .. واني وياك للاخير ...
- ناصر : وانا ما عدت اتحمل الدنيا من دونك
ابتسم ناصر لحمد .. حمد الانسان الصالح الملتزم .. اللي انقذه من وحل الضلال و الضياع .. حمد اللي يشوفه ناصر انه كل شي في حياته ..
عقبها بشوي استئذن وركب سيارته وهو ناوي يسير البحر ...
###########################
بعد لحظات كان خالد جدام السوبر ماركت المطلوب ..وأصوات الصياح الخفيف منتشرة في المكان .. كان يشوف وعينه على مايد .. مايد اللي للحين ما اصدر أي صوت ولا تحرك ولو شوي ..
وصل خالد للمكان المطلوب ..وارتاح يوم شاف سلطان وهو واقف جدام سيارته ..وكان شكله مرتبك .. او جيه تهيأ لخالد ...
وأول ما وصل هرنله .. صد سلطان صوبه .. وأول ما شافهم ركض صوبهم و تفكيره متعلق بمايد .. ركض سلطان وبطريقة لا اراديه ..
- سلطان : ها شحاله .. شخباره .. وينه هو !!
- خالد بصوت منفعل : انته سير سيارتك .. شو يايبك .. سير وانا بمشي وراك ..
- سلطان : لا لالا .. انا بركب وياكم .. ماقدر اتم في سيارتي ومايد اهنه ..
ما عطى سلطان خالد أي فرصه عشان يرمس ويقوله انه ريم يالسه ورى .. فتح الباب وعقبها تيبس .. وما تحرك .. تصلب جدام الملاك الصغير اللي كان يشوفه بنظرة خوف وربكة .... منو يطلع ومنو يكون .. حس انه عينه تعلقت في ويه البنت اللي يالسه جدامه .. وما انتبه لعمره الا يوم سمع صرخت خالد اللي احرجته.. خالد اللي اانقهر منه ومن وقفته هاي
- خالد : ايييه انته .. شو تسوي هناك .. ما تستحي انته .. شو موقفنك هناك !
- سلطان بارتكاب : ها .! .. ما .. ما كنت ادري انه ... المهم انا ساير سيارتي .. الحقني
ركض سلطان لسيارته .. هو محرج من كلام خالد .. وفي باله ريم الي جذبته بدون أي مقدمات ... ركب سيارته ومشى بسرعه وهو يحاول يركز تفكيره بمايد ربيعه التعبان ويحاول يتناسى الملاك اللي شافه ...
اما خالد فركب بسرعه ومشى ورا سلطان وهو مغيض عليه .. ومنقهر منه
نهاية الجزء الخامس والعشرين...
الجزء السادس والعشرين
كم هو مؤلم ان نتلقى الطعنات ممن أسكنته تجاويف قلبك..إنسان أحببته بإخلاص ووثقت به ووهبته الحب والمشاعر الصادقه ..بنيت معه أحلاما
جميله ووعودا متواضعه ..نعم حبيبي المخادع جعلتك فوق كل شي دون البشر . حلقت بك عاليا .. بحثت في داخلك عما يسعدك وقدمته لك .
اخلصت لك وافنيت زهرة عمري من أجللك .. صبرت على الألم لأهبك الراحة أسكنت جنة فؤادي وسجنت نفسي بين نيران الحيرة ..فرشت لك الأرض ورودا وعلقت على جدار قلبي لوحة حبك للأبد ثم ماذا؟!
أهديتني الكذب والخداع تركتني للحيرة والضياع.. وظللت تبحث عن حب جديد اختلقت الأعذار وضحيت بقلب احتواك غير ابه بدموعي وعذاباتي ..ورغم ذلك
مازلت عند حبي وولعي بك.. أرحل ايها القلب المتحجر حيث شئت.. ولكن سيأتي الغد وتبحث عني .. وحينها سأدعك تذرف الدموع ...وأنساااااااك .
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
تحركت سيارة سلطان تتلوها سيارة خالد إلــى المستشفى المذكــور ... وجسد مايد ما زال ممدد على المقعد الامامي بدون حركة ولا همسه .. والقلوب ملهوفة تبا تعرف شو اللي حصل لمايد .. ما عدا قلت خالد اللي كان عارف شو سبب طيحة مايد هذي .. الصدمة .. الصدمة بالواقع .. الصدمة بالقدوه .. الصدمة بالاب .. معاني الابوه قد تكون انهارت .. و صفات القدوة قد تكون شُوِهت .. .!
وصل سلطان أولا للمستشفى وبالتحديد عند مدخل الطوارئ .. و طلب من الممرضين سرير متحرك عشان ينقلون فيه مايد .. و عقبها ركض يدور الدكتور اللي كان يشرف على متابعة مايد .. واسمه الدكتور صلاح ..
وفي هالاثناء وصل خالد وهو حامل بسيارته مايد .. ونزلــوه من السيارة وحطوه في السرير المتحرك .. وكانت ريم تمشي ويــاهم وحاسه انه قلبــها بيظهر من مكانه من شدة الخوف اللي فيها .. أمــا خالد فسار يبركن السيــاره وعقبها ركض للمدخل ولحق عليهم ...
وصل الدكتور المتابع .. ودخلّوا مايد لغرفة الحالات الطارئة ..
وتموا الثلاثه برع يحاتون ..
سلطان وخالد وريم .. كل واحد كان في حاله .. الكل يفكر في رمسة الدكتور اللي بيقولها .. والكل يترقب نتيجة الفحص ..
وخصوصا سلطان وخالد اللي كانوا عارفين بمرض مايد الخبيث .. وعارفين انه يحتاج راحة وهدوء .. كانوا خايفين من النتيجه ..
سلطان كان منبه على مايد انه ما يحرق اعصابه ويحافظ عليها .. لانه بالعصبية ممكن تطور حالته بسرعه .. كان يعرف انه مايد مب من النوع العصبي او اللي ياخذ الامور بتعصب .. بس شو اللي سوى فيه جيه .! .. لازم يكون شي كبير اكبر من ان يتحمله مايد وبالذات وهو بهالحاله ..
خــــــالد فشعور تأنيب الضمير بدا يقتحم كيانه بشراسه .. وبدا يظهر واضح على ملامح ويهه .. كان يشوف الارض تاره .. ويشوف الباب تاره اخرى .. كان يفرك ايده بعصبيه وقلق .. ووده يعرف شو نتايج اللي سواه .!
أما ريم فما زالت تعيش حالة الخوف بسبة طيحة اخوها المجهولة .. ما كانت تدري شو اللي صار .. ولا فاهمة اصلا شو اللي حصل .. بس الشي اللي متأكده منه انه خالد يعرف .. يعرف بس ما يبا يقول .. عيونه وحركاته تشهد ضده ... تشهد انه في شي خايف انه يقوله لريم .. ! ..
طلع الدكتور المتابع من الغرفة اللي فيها مايد .. وكان ويهه معتفس ...وفي خاطره يذبح سلطان اللي نبه عليه انه يهتم فيه هاليومين
تيمعوا حوله الثلاثه .. سلطان وحذاله خالد وعقب ريم .بنفس الترتيب ... كانت ريم جريبه وايد من خالد وهالشي زاد من ارتباكه .. بس خالد خزها بنظره عشان ترد على ورى شوي .. وهيه كانت طوع نظرته ...
عدل سابقا من قبل غريبة بين البشر في الإثنين 09 مارس 2009, 12:59 am عدل 1 مرات
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
سلطان : ها يا دكتور بشر ..؟ مايد بلاه !
الدكتور صلاح : يا اخ سلطان انا شو طلبت منك .! مب قتلك الراحه ثم الراحه ..! مب قتلك انه مايد لازم يحافظ على هدوءه عشان صحته ما تتدهور .. وين سار كلامي ..! شو مسوين في الولد انتوا ..!
صد سلطان صوب خالد .. واللي نزل راسه .. وحسوا انه مايد فيه شي ! اكيد فيه شي جايد .!
سلطان برتباك : والله يا دكتور اني كنت موصنه .. ومأكد عليه انه يتحمل على عمره .. بس هو الله يهديه .. وانا بصراحه ما عرف شو اللي صارله ! يعني فجأه اتصلوا فيني اهله وقالولي انه تعب عليهم
خالد بهمس: دكتور وط صوتك شوي .. لانه اخته ورا وهيه ما تدري عن شي
صد الدكتور صوب خالد وحس انه فيه شبه من مايد ..وكأنه اخوه ولا واحد من هله
الدكتور صلاح : انته اخوه ؟!
خالد : ها ..! .. لالا .. انا خالد ولد عمه ..
سلطان : دكتور طمنّا عليه .. هو شو فيه .! شو اللي ياه فجأة
خالد : هيه يا دكتور حرقت اعصابنا
الدكتور صلاح : والله شقولك ياخويه .. ولد عمك تعرض لانهيار عصبي حاد..!
خالد فتح عيونه وتم يشوف الدكتور وهو مب مستوعب ... .. وسلطان تجدم على جدام وهو الثاني ما فهم معنى الانهيار العصبي ..
.. اما ريم فما سمعت زين .. لانها كانت بعيده .. بس قلبها انقبض يوم شافت انفعالات خالد وسلطان
خالد : دكتور وضح .. ؟ شو قصدك بالانهيار العصبي .. ؟
الدكتور صلاح : شوف هو نوع من الاضطرابات النفسية .. هالاضطرابات ممكن تكون ناتجة عن القلق بانواعه اوالاكتئاب اوالانفصام .. او ناتج عن صدمة ... فاللي يصير انه الشخص ينهار ويفقد السيطرة على انفعالاته التي قد تظهر ع شكل بكاء او صراخ او اغماء .. وهذا اللي صار لمايد .. ومادري عاد جان ظهرت انفعالات الصراخ ولا غيره ..
خالد : يعني يا دكتور .. مايد ما عليه خوف ؟ يعني حالة اغماء و بيقوم بالسلامه .!؟
الدكتور صلاح : شوف يا اخ خالد .. انته شكلك تعرف بطبيعة مرض ولد عمك .. صح ولا لا ..!؟
هز خالد راسه بالقبول ..
وفي هاللحظة ريم سمعت الجمله ..وتمت مذهوله ..
" طبيعة مرض ولد عمك ..! .. أي مرض هذا اللي يتكلمون عنه...ومايد من متى اصلا مريض ؟!.. "
أرهفت ريم السمع مثل ما يقولون ..وكانت تبا تعرف شو هو المرض اللي يتكلمون عنه
الدكتور صلاح : مدامك عرفت .. لازم اقولك انه أي اضطراب ينشط نمو و تكاثر مثل هالخلايا .. وانا نصحته بالهدوء التام .. بس الظاهر المحيط اللي كان فيه وحالته النفسيه سببتله نشاط غير عادي لهالخلايا .. وهالنشاط مب زين له .. ويؤدي لانقسام الخلايا وبالتالي تضاعفها ... لذلك لازم يتم تسفيره بسرعه ... لازم يكون تحت السيطره ..قبل ما ينتشر المرض في جسمه ..وساعتها محد بيندم غيركم !
خالد بخوف : يعني شو يا دكتور ؟! الحاله تطورت ..!.. حالة مايد تطورت!
الدكتور صلاح : يا اخ خالد .. السرطان ينتشر بسرعه اذا ما سيطرنا عليه واذا ما تجنبنا منشطاته
في هاللحظات سمعوا صوت شهقة وراهم .. وصدوا بثلاثتهم صوب مصدر الصوت.. وشافوا ريم وهيه ماسكه اليدار بإيد وحاطه ايدها الثانيه على حلجها .. وعيونها تعكس مشاعر الخوف والصدمه بنفس الوقت .. ما عرفت بشو تحس حزتها .. بالخوف .! الحزن .! اللوعه .!. ال .. ال .. بشو بتحس وهيه تسمع خبر مرض اخوها .. او الموت البطئ لمايد الغالي .. مايد الاخو .. مايد الحنون ..
كل خليه من خلاياها تقول
" سرطـــــــــــــــــــان ...!!! "
حاولت ريم انها تسيطر على ريولها كثر ما تقدر .. بس كيف وريلها عاجزة عن التصديق .. وعاجزة عن تحمل ثقلها فوق ثقل المصيبه اللي تلقتها .!.. نزلت شوي شوي لين ما يلست ع الارض .. وعيونها بتاكل الدكتور
ركض خالد صوبها وكان على وشك انه ايودها من جتفها عشان ما تطيح ..بس استحى من نفسه .. ونزل على مستواها
خالد بصوت مرتجف : ريـــم .!
ريم بكلمات متقطعه : س..سرطان ..!! .. مايد فيه السرطان يا خالد .. السرطان ..!.. مايد اللي .. اللي من شوي كان .. كان يكلمنا .. فيه ..! فيه ال..
" غطت ريم راسها بايدها .. وبدا صوتها يعلى "
خالد لا .. الله يخليك قول لا .. قول انه الدكتور جذاب .. دخيلك .. ابوس ايدك .. لا تقول انه بيموت .. قول انه بيتم اخويه االلي احبه .. اخويه اللي يحبني .. دخيلك خالد .. دخييلك .. اذا كنت صدق تحبني قول انه بيعيش .. قول انه السرطان ما بيخذه عني ..
بلع خالد ريجه بصعوبه .. وحس انه دموع ريم مثل النيران اللي تشتعل جدام .. كان يشوفها بدموع متحجره .. واحساس قوي بتأنيب الضمير .. يشوفها بتذبذب غير معقول في مشاعره .. وتناقض مستحيل في شعوره
خالد بصوت واطي : ريم .. ريم اسمعيني ..
ريم بانفعال هستيري غير متوقع .. ودموع تنزل بشراسه من عيونها وتعلن عن ثورة مب طبيعيه
ريم: شو اسمع ...شو تباني اسمع .!.! .. ليش ما خبرتني ..ليش خشيتوا عنا ..! .. كنتوا تبونه يسافر ويعالج ونحن ما ندري .. خالد .. لا تقول انه بيموت .. دخيلك لا تقول انه بيموت .. مايد ان مات .. انا .. انا يا خالد .. بـ .. بموت وراه ..انا ما اقهر الحياه من دونه .. ما .. ما احس فيها .. مايد .. مايد هذا ... خالد دخيلك .. دخيلك قول غير هالكلام .. دخيييلك .. اتوسل لك ..خالد قول شي .. لا اتم تتطالعني وانته ساكت .. قول شي .. قووول ..
كانت ترمس وهيه تصرخ بصوت شل المستشفى وما فيها ... وخالد يشوفها وهو مب عارف شو يقول .. بس يوم حس انها بدت تصرخ وبدت تصيبها حاله هستيريه ..يودها من جتفها وبدا يتكلم وهو يهزها ..
خالد : ريم بس خلاص لا تصرخين .. وبعدين شو ياب طاري الموت ؟! ... مايد ما بيموت .. تسمعين ما بيموت .. مايد بيتم حي .. بس هو ساير يتعالج .. وبيرد .. بيرد يا ريم .. صدقيني بيرد .. بيرد عشانج وعشان امه وابوه .. عشان كل اللي .. كل.. اللي ..يحبونه
تمت تشوفه بعيون ذبلانه غطتها الدموع .. واقتحمها الحزن .. وهيه بين مصدق وغير مصدق
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
فتحت عيونها الوساع ببطئ شديد جدا .. والتعب كان واضح من نظراتها .. حست انها طولت في الرقاد .. وانه راسها بينفجر من كثر الرقاد ... يوم تأملت سقف الغرفة عرفت انها في غرفة النوم ... واستغربت انها على سريرها .. معنه اللي تذكره انها طاحت على ارض الصاله .!
تحسست هند راسها اللي تلقى ضربة قوية من .. من .. ما عادت تذكر من كم ساعه .. بس اللي عرفته انه عبدالله سحبها من شعرها وفرها ع الارض بدون رحمة وكل هذا جدام الشاب الطيب اللي وصلها لشقتها .. وما اكتفى بهالشي بس .. سبه وسبها .. واتهمهم بالباطل ...
.. غمضت هند عيونها بالقو .. وكانت تبا تنسى اللي صار .. تبا تنسى الضرب والاهانه اللي تلقتها من عبدالله .. أهم شي الحين انها في شقتها .. وانها مب ضايعه .. يعني هيه الحين في امان ..امان من العالم الخارجي ..بس امان الداخل ما عادت تحلم فيه ..ولا تفكر انها تحلم فيه
ردت فتحت عيونها .. وهالمره أصرت انها تنسى كل شي ..وتستجمع قوتها .. تواجه عبدالله ..
حست بحركة ع اليمين .. ويوم صدت نقزت وحست انه شعرها يمبها وقف .. وانه دقات قلبها تسارعت
وهالشي طبيعي ..
لانها شافت ذات الشخص اللي ضربها واهانها ...الحين مبتسم لها .. ومن ويهه يشع الحب وتشع الموده.. بلعت هند ريجها وهيه تشوف لوحه من التناقض الحسي بهالانسان اللي يسمى زوجها .. تناقض غريب ما تستبعد انه في يوم يخبلها ..
رفعت جسمها باياديها .. يلست على الشبريه وهيه ما زالت تشوف عبدالله وتشوف ابتسامته الجذابة ..
عبدالله : مرحبا يا حلو .. مرحبا يا احلا ما شافت عيني
عضت هند شفايفها خوفا من فقد اعصابها .. وصدق حست انها معصبه وعلى وشك الانفجار قريبا ... واخيرا قررت انها تصد عنه وما ترد عليه
عبدالله : فيك ايه يا قميل > بالمصري < .. ؟ايه اللي مزعلك .. اولي وانا امحي سبب زعلك من الوجود
هند بدون ما تشوفه : تتوقع اني اقولك ما فيني شي ..!!!
عبدالله بخبث : لا .. اتوقع انج تقوليلي انه فيج اشياء ..مب شي واحد .. قولي حبيبتي .. قولي فضفضي وانا بسمعج ... بسمعج وما بقاطعج .. يلا قولي
هند وهو تحاول تمسك اعصابها : انته شو من الناس ...؟ شو من الناس ..! انته تبا تخبلني ..! تباني استخف و اموت قبل يومي .!
عبدالله : بعيد الشر حبيبتي .. شو هالرمسه .. حد اييب طاري الموت وهو بأحلى ايامه ..
هند : واضح انها احلى ايامي ..! واضح يا عبدالله !
عبدالله : عندج شك ؟!
هند : انا ما عندي شك .. انا عندي يقين .. ما اظن انه في انسانه عاقله بتحس انه احلا ايامها يوم تنضرب وتنهان ويتهمونها بالباطل ..
عبدالله تم يشوفها ... هالمره هو تذكر انه ضربها .. بس ما كان يعرف ليش .. او بالاحرى نسى السبب .. مر جدامه شريط مشوش من الاحداث .. ما قدر يرتبه في هالثواني المعدوده ...
عبدالله : هند .. انا ما اذكر السبب الي خلاني اسوي فيج جيه .. بس اللي اعرفه اني مستحيل اغلط عليك الا اذا ... يعني اذا
هند بتحدي : سويت شي ..! الا اذا سويت شي ..! هاللي تبا تقوله.!
عبدالله : هند انتي بلاج مشتطه .. شو مستوي عليج اليوم .!
هند نشت من على الشبريه بصعوبه .. ووقفت على ريولها .. وبالرغم من انها حست بدوره خفيفه الا انها واصلت الاصرار على تحدي هالمتناقض اللي يالس جدامها ..واصرت انها تحصل حل
هند : ليش ما قلتلي انك تسكر ..! .. ليش قصيت عليه .. خدعتني .. استغليت ظرفي و خدعتني .. خليتني اخذ واحد سكران ..! سكران يا عبدالله .!
فتح عبدالله عيونه وتم يشوف هند بنظرة استغراب .. وكأنها كشفت شي ... او صرحت بشي هو ما كان يبا يسمعه بالرغم من انه يسويه !.
هند : ليش تشوفني جيه ..! بتنكر انك تسكر .. بتنكر انك غارق بالخمور ..! بتنكر انه الخمر صار جزء منك .!..تقدر تنكر هالشي !
عبدالله بتحدي : لا ما بنكر ..ما بنكر ..!
هند : ومب مستحي وانته تقولها .! ..تعترف يا عبدالله .!
عبدالله وما زال يتحدى : هيه اعترف .. ومب من طبعي اني الف وادور...
هند اهنيه حست انها بتجتله .. حست انه الدم وصل لويهها من زود ما هيه محتره من عبدالله ..وبدت ترفع صوتها ...
هند : ما تعرف انه الخمر حرام .. ما تعرف انه لا الله ولا رسوله .. ولا العادات ولا التقاليد ولا المجتمع .. ولا الناس ولا اهلك .. ولا .. ولا .. ولا حد يقبل بهالشي ..الكل يرفضه .. الكل ..! ما تعرف ..!!
ابتسم عبدالله باستخفاف : امبلا ادري ...
هند يودت طرف كندورتها .. وكأنها تقول " يا كندورتي امتصي غضبي "
هند : عيل ..! .. عيل ليش مصر انك تسكر .. ليش مصر انك تضر عمرك وجسمك وتضرني وياك بهالخمر اللي ما من وراه الا المصايب ..! ليش مصر يا عبدالله انك تخسر دنياك واخرتك عشان هالخمور .... ليش ! عطني سبب واحد يخليك تتمسك فيها .! ..ٍسبب واحد يغفرلك .!
وقف عبدالله وما زالت بسمة الاستخفاف مرسومه على ويهه ..وهند حست انه من ورى هالوقفه اعصار .. فبلعت ريجها .. وحاولت تحتفظ بملامح الاصرار بويهها ...
اما عبدالله فبدا يتقرب منها .. وهيه بالمقابل تبتعد .. خافت من اقترابه المفاجئ .. وخافت انه في هاللحظات هو يستجمع قوته ويطيح فيها ضرب .. يسويها .! .. هيه يسويها .! مب بعيده عليه انه يذبحها بعد .!
وما زال يتقرب وتبتعد لين ما دعمت اليدار اللي وراها .. وما قدرت تبتعد اكثر .. وعقبها غمضت عينها بالقو .. وتنازلت عن اصرارها المؤقت
اما هو فاستغل الفرصه بابتسامه خبيثه منه ويود ايدها بالقو .. وهيه شهقت اول ما لامست ايدها ايد عبدالله
عبدالله بنظرة خبيثه : افهم من كلامج انج خايفه عليه ..!
هند فتحت عينها بس بالخفيف .. وكانت تشوفه برعب ..وتحاول تبلع ريجها .. بس لا امل .. حست بجفاف مب طبيعي .. وهالشي متوقع ... حتى ماي جسمها خاف من عبدالله ..! وشل بقشاره وجف .!
هند بكلمات متقطعه : خايفه .. خايفه ...خايفه على نفسي ...خايفه من .. " هزت هند راسها بالقو وصرخت" عبدالله هد ايدي دخيلك ..
عبدالله: ما بهدها شو بتسوين يعني .. ؟ .. وبعدين ليش ما تبين تعترفين انج خايفه عليه .! ما فيها شي ..! .. انا ريلج ..وهالخوف الي في عينج .. شو سببه .! ليش خايفه .!
هند وهيه تصرخ : هدني ... اقولك هدني ..
عبدالله : هههههههههه خايفه مني يا هند .. حبيبتي انتي .. انا ريلج ..تعرفين شو يعني ريلج ... يعني سندج في دنياج هاي .. وابو عيالج ان شالله .. يعني بالمختصر يحتاي ما تخافين مني .!
هند وبدت تدمع : مب خايفه ..هدني ولا والله لصرخ وافضحك في الفندق ..
عبدالله : ههههههههه شحالتج عاد يوم ايي الشرطي و يسألج عن سبب الصريخ .. تقوليله اني صرخت عشان ريلي يودني ..! والله لتستوين انتي المصخره يا هند .. مب انا .!
هند : انتي شو تبغي مني ..! انا بشو بفيدك .. وجودي والعدم في حياتك ..! ..سواء عشت ولا مت انته ما بتتأثر
عبدالله : هههههه لا لالا .. لا تقولين هالكلام .. وجودج اهم حدث في حياتي .. بس انتي ما تعرفين قيمتج ..انتي ما تعرفين منو تكونين في قلب عبدالله .. انتي الوحيده المتربعه على قلبه .. انته امه وابوه وكل شي بحياته ينطق باسمج.. انتي ما تعرفين غلاتج يا هند
هند بصوت عالي : ولا ابا اعرف .. خلني ارد بلادي .. ارحملي من العيشه وياك في شقه وحده ..! ارحمني ..!
عبدالله وتحولت نبرة صوته للجد ونظرته للحزم : كرهتي العيشه ويايه يا هند ..!
بمجرد سماع هالجمله من عبدالله .. فتحت هند عينها وكأنها مب متوقعه هالسؤال .. وحطت عينها في عينه .. هالمره هند تلعثمت .. تلعثمت ما عرفت بشو ترد عليه ..! .. تقوله هيه وتريح عمرها .. ولا تضغط على عمرها وتقوله لا وتتحمل اللي بييها عقب .!
عبدالله : ليش ما تردين ..! كارهه العيشه ويايه !؟ كرهتيني .؟! .. ليش ؟! لاني ..لاني اشرب خمر .!! .. بس لهالسبب كرهتيني .!
هند بخوف وما زالت كلماتها متقطعه : اووو .. و هالسبب مب كافي ..!!!
عبدالله باصرار : يعني تكرهيني ..!؟
هند بتلقائيه : لا .!
عبدلله : عيل تحبيني ..!!
حست هند انها تحاصرت من كل الجوانب ..عبدالله قدر يحصرها في زاويه محدوده .. يا تقول هيه .. او تقول لا .. وهيه اصلا مب عارفه طبيعة مشاعرها اتجاهه ...
حست انه الكلام ضاع منها .. او انها نست الكلام كله .. وما عرفت بشو ترد عليه للمره ال2 .! فما كان جدامها الا انها تغير الموضوع
هند : عبدالله ردني الامارات .. نحن لو ردينا الامارات صدقني..صدقني بتنسى الخمر .. بتنساه .!..اهنيه الخمر مسموح عندهم .. وموجود بكل مكان .. اما فبلادنا فلا .. صدقني يوم بنرد بتنسى الخمر واللي عرفك ع الخمر .!
عبدالله : ههههههه .. انساه ..! حد ينسى الخمر عقب ما يدمن عليه .. تعرفين شو يعني ادمان .! يعني انج تعشقين الشي وما ترومين تتخلين عنه ... وبعدين تعالي ... حد ينسى وناسته ..!
هند : وناسه ..! تسمي هالسم وناسه ..! تسميه وناسه وهو حرام .. تشتري وناسه الدنيا وتبيع اخرتك .. عبدالله اللي تسويه حرام حرام .!
عبدالله : هه! تقولين انه الخمر حرام .! .. كل شي استوى عادي في حياتنا هاي .! كل محرم حللوه في زمننا هذا ...لا تستوين مثاليه يا هند .. خلج موديرن .. خلج ويا الناس ... سوي اللي يسوونه وودري اللي يودرونه .. صدقيني مثاليتج ما بتعيشج العيشه اللي انتي تبينها ..! ...هند .. خلج ويايه ولا تعارضيني عشان اكون وياج ع الصراط المستقيم ..
هند بهدوء: تباني ارضى باللي تسويه .! .. ارضى بالحرام ..! .. تعرف يا عبدالله .. انته لوتهيني ..لو تنتفني تعرف انته لو تذبحني .... ما بمشي وياك في هالدرب.. ما بعصي ربي عشان وناسة الدنيا ..! تسمعني .!
عبدالله حس انه هند تبا تتحداه .. وهالشي ابغض ما عنده .. فقرر انه يسكتها بكم كلمه ..
عبدالله :.. هند .. حبيبتي .. انا الحين في احسن حالاتي .. وافضل نفسياتي ... لا تتلفيلي اعصابي .. وخليني كول .. تعرفين شو يعني كول ؟ ..
عدل سابقا من قبل غريبة بين البشر في الإثنين 09 مارس 2009, 1:03 am عدل 1 مرات
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
[هند بصرامه : ممكن تهد ايدي .!
عبدالله بخبث: بهدج بس على شرط ..
هند : شرط ! .. شو شرطك يا عبدالله .!
عبدالله : تخليني ابوسج !
هند صرخت : لااا ..
عبدالله : هه! ليش لا ... وبعدين انا ما اشاورج ..انا عطيج خبر بس ..
هند بخوف : عبدالله هدني ..!
عبدالله بضحكة خبيثه : ههههههههههno way!
تقرب عبدالله من هند اكثر .. وكان يبا ينفذ شرطه .. وكان واثق من هالشي .. الا انه قوه كامنه في جسد هند .. قوه تكونت من مزيج من القهر و الحره و الغيض .. ومزيج من الخوف والقلق و الضياع الداخلي .. بهالقوه قدرت انها تتغلب على جسم عبدالله المشبع بالخمور ..جسمه الضعيف اللي هدته الخمور والمخدرات ..قدرت انها تبعده بعيد .. وبعدها اختفى خيال هند من جدام عيون عبدالله المصدومه.
حركة هند جرحت عبدالله .. فعلا انحرج من داخله ..حس انه شرخ تكون في قلبه ..
كل اللي في هند يظهر شي واحد بس .. انها تكرهه .. تكرهه وتكره العيشه وياه ...
بس هو ما يكرهها .. فعلا هو ما يكرهها .. هو يموت عليها ..يموت على الارض اللي تمشي عليها ..
يدري انه يأذيها بالخمور اللي يشربها ..يدري انه يهينها ..
بس حبه لها يشفعله .. حبه لها اللي دفعه انه يظلم ناس ..
هيه السبب في سجن راشد .. وهيه السبب في اللي هيه فيه الحين ..
غمض عبدالله عيونه بالقو .. و زم بوزه عشان يكتم صرخه كان بوده انه يطلعها .. صرخه يقول فيها " احبج يا هند بس انتي ما تبين تحسين فيني .. احبج واباج سند لي بس انتي تكرهيني .."
وعقب لحظات من الصمت والحديث الدخلي .. .. رفع راسه وقام من على الشبريه ... وطلع برع لغرفة .. وهناك ..
بعيد في زاويه من زوايا الصاله الصغيره ..
شاف جسم هند الضئيل وهو يحاول يخش عمره من نتائج فعلته
.. حس بدموع هند قبل ما يشوفها .. دموع القهر والخوف منه .. دموع الحره والقلق .. دموع الحنين لحياة مستقره ويا اهلها ..
حن قلبه لها ..رق قلبه للشخص اللي عطاه اكبر نصيب من حبه ....
حن ومشى صوبها لين ما صار جريب منها .. كان يشوفها من فوق ويحس انه يبا يحتويها ويخفف همها .. بس كيف .؟ وهو سبب همها ...
حط ايده على راسها .. وتوقع في البدايه مقاومه .. بس خاب ظنه ... وعقبها بدا يتكلم بحنان ..
عبدالله : هند .. انا اسف .. صدقيني انا اسف على كل شي .. هند رد عليي .!
ما تلقى أي رد منها .. بل بالعكس .. زادت في صياحها اكثر .. وهو حس بانه قلبه يتعصر من الداخل .. وحس انه هند تتألم بسببه هو .. نزل عبدالله لين ما صار بمستواها ...
عبدالله : هند انا محتاجلج .. دخيلج لا تخليني .. الله يخليج كوني ويايه على طول .. خلج ويايه عشان يوم احتاجلج ارفع راسي واحصلج جدامي .. احصلج واشاركج همومي .. لا تستغربين اذا قتلج همومي .. انا مهموم .. في وايد اشياء في خاطري بودي اقولج اياها .. بس انتي ما تعطيني مجال ..
انا ادري اني ضريتج .. ادري اني هنتج .. بس .. بس انا ما كنت بوعي .. كنت تحت تأثير المخدر .. المخدر اللي ما بهده الا... الا اذا ساعدتيني .. هند دخيلج .. رفعي راسج ..
رفعت هند راسها وتمت تشوف عبدالله بعيون مليانه دموع .. بس هالمره ويه عبدالله كان مختلف .. الطيبه كانت تطغى على ملامح ويهه .. الحب كان يشع من عيونه .. هذا عبدالله بويهه الاخر .. هذا هو الشكل اللي ياما تمنت انها تشوفه .. ياما تمنت انها تتعامل وياه ... هذا هو الشخص المطلوب ..
حست هند بحاجه لهالانسان اللي جدامها .. وما قدرت تتحمل اكثر .. عقت بعمرها على عبدالله وهو خذاها بحضن دافي وارتسمت ابتسامه رضا في ويهه ..
عبدالله : اوعدج اني اردج البلاد بأقرب فرصه .. اوعدج ..
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
يلست في المقعد الخلفي للسيارة بويه خالي من الملامح ... يلست و هيه حاسه انها مب في الدنيا .. وانها في كابوس فظيع ما تدري متى بتصحى منه ...كــابوس يهددها بأخذ أغلى ما لديها .. يهددها بالمـــوت ..! .. الموت الموت الموت ..! .. كلمة من 3 حروف بس معناها مروع ..! ..
عضت ريم على شفايفها بالقو .. وتساندت ورفعت راسها لفوق وتمت تتأمل سقف السيــارة
سكــر خــالد الباب اللي على يمين ريم ..
وسار صوب كرسي القيادة وهو حاس انه حيلــه انهد من أحداث اليــومـ .. الإحداث اللي بدت بانهيار مايد وانتهت بنهيار ريم ..! ..
كــان يحـس انه محتـــاج لعشر ساعات على الاقل من الرقاد عشان يرتـــاح ويستعيد نشــاطه المعتــاد .. بس من وين بييه الرقــاد وإحساس الذنب يراوده.. احساسه انه السبب في انهيار مايد .. وريــمـ .. ..تنهد خالد وحط ايده ع السكــان وسم بالله ومشــى ..
طلع من محيط المستشفــى الخانق .. عقب ما قالهم الطبيب انه مايد لازم يتم تحت الملاحظة وانه بيرد عليهم خبر يوم بيحس انه مؤهل للخروج .. واتفقوا الثلاثه انهم ما يخبرون اهل مايد بطبيعة مرضه .. وان سألوا عنه يقولولهم انه طالع ويا سلطان برحله خارج بوظبي .. يعني جذبه صغيره لين ما تتدبر الامور ..
كــانت سرعتــه أقرب للبطــئ من السرعــه .. وهالشي يعود لتعبه الجسدي اللي يعاني منه .. أول مره يحس انه مهدود حيله .. وانه مب رايم يفكر من زود التعــب ... صدق حس انه محتاج لوجود هند عشان ترتبله افكاره .. هند.! .. هند الي كل ما يتصل يطلبها من عبدالله ما يحصل رد .. بس هذا من وقت هند الحين ..ومحور تفكيره لازم ينصب على مايد .
" ليش احساس التأنيب هذا يلاحقنــي بكــل خطــوة أخطيـــها ..! .. انا ما غلطــت بشــيي .. هالمــره انا مقتنع اني ما غلطــت .. صح انه الوقت ما كــان مناسب .. بس كان لازمـ انه مايد يعرف منو هو أبوه ... كــان لازم يعرف انه الانطباع اللي خذاه عني غلط × غلط .. ويعرف اني مابا شي غير حقـــي .حقي اللي عنده ابــوه .!... ولا البيزات مب في بالي اصلا ...
انا لين متى بتم أحمّل عمري مصايب هالعايله ..!
اللي صار حق مايد قضاء وقدر .. والله رايد انه يستوي... الله رايد انه هالشي يصير من زمان ..!.. انا ما غلطت .. لا على مايد ولا على غيره .. .. وانا مالي علاقــه ...هيه نعم انا ..مالي ..أي.. علاقه!!."
ما اقتنـــع خالد بجملته الاخيره اقتناع تام .. بس حاول انه يمشي عليها ..عشان يرتاح نفسيا ولو لثواني ...ويتخلص من هالشعور اللي يراوده..
وفي هالحزة نطقت ريم المفجوعه ..ريم الي اثرت عليها الصدمة لدرجة انها غيرت من صوتها ونبرته...
ريم بصوت هادي .: خــالد !؟
صد خالد صوبها وشاف ملامح ويهها الحزينه .. وانقبض قلبه هالمنظر اللي تمنى يشوفه من زمـــان
خالد : نعــم ؟!
ريم نزلت راسها : ممكن اطلب منــك طلب .!؟
خالد ابتسم : اطلبي يا ريم .؟ عيوني .." سكت شوي ".. عيوني لج .
ريم : تسلم يا خالد ...
خالد : شو بغيتي يا ريم ؟!
ريم : ابغي أسير البحر ..
اول شي خالد ما استوعب الطلب .." البحــــر .!" ..
وتم يشوفها ..وهو مستغرب من طلبها
خالد : تسيرين البحر ؟!
ريم : هيه .. اسير البحر ..
خالد : الحين ..!! بهالوقت .! انتي تعرفين الساعة كم ؟
شافت ريم ساعة ايدها .. وكانت تشير للواحده صباحا .. الوقت متأخر صح .. بس رغبتها اكبر من انها تنتبه للوقت
ريم : هيه يا خالد الحين ...ابغي اسير الحين
خالد : بس .. بس بيحسون عليج .!..
ريم : هه! منو الي بيحس عليه ... صدقني محد بيحس .. امايه وابويه ما عندهم هالسوالف ... دخيلك ودني .. ادري اني كلفت عليك .. بس ..بس انا محتاجة اني اسير هناك .. عشان ارتاح .. ارتاح من هالكابوس اللي بيخنقني ..عشان انسى أحداث اليوم ومصايبه ..
خالد : والبحر هو اللي بينسيج ..؟!!
ريم سكتت شوي كانت تفكر .. شو يقصد خالد بسؤاله .! ..
ريم : مب بس البحر .!
فهــم خالد انها تقصده .. فهم قصدها من هالجمله .. تباه يساعدها على تخطي هالمحنه .. بس هو اهل لهالشي ..! شك في الموضوع.. شكه كان اقرب لليقين انه ما يقدر يمدلها ايده ويعدي وياها ..
تم يشوف الدرب جدامه بدون ما يعلق ... ما يدري ليش حس انه ريم تحبه هو اكثر من مايد .! .. يمكن بس احساس .. لكنه يسير ويرد عليه ..وبنفس الوقت مب مأثر على مشاعره اتجاهها ... او يمكن مأثر بس هو ما يبا ينتبه لهالشي
ريم : بتوديني يا خالد ؟!
خالد تنهد..: اذا كان هالشي بيريحج .. وما بيخرب علينا مخططاتنا .. فبوديج .. وبيني وبينج .. انا بعد ابا اسير .. اليوم كان من اصعب الايام بحياتي .. والبحر هو المكان الوحيد اللي بيعطينا جرعة نشاط حق الايام اليايه ..
لف خالد بالسكــــان و حول وجهته من البيت للبحــــر ..
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
فى فندق ريجنت كوالالمبور الواقع فى قلب منطقة بوكيت بينتانج أشهر منطقة فى ماليزيا .. كانت ميره ترتب شنطتها وشنطة محمد لانهم من الصبح بينتقلون لمنطقة ثانية يسمونها " بيننج" وهيه عبارة عن شواطئ رملية جميلة.. واكثر سياحها يقصدونها عشان يقضون أيام بحريه جميله في ربوع هالمنطقه..
كانت مستانسه بعملية الترتيب .. وتحس بمتعه غير طبيعية يوم تسوي شي حق محمد .. محمد الي نقلها من حياة لحياة مختلفة تماما عن اللي كانت عايشتنها .. انتقلت من حياة الفقر في ظل ابوها أحمد لحياة الغنى في ظل عمها حميد .. بس كانت تفتقر لمعنى الاستقرار النفسي .. بس بوجود محمد زال هالخوف الي كان مسيطر عليها
محمد اللي نساها بطيبته و حنيته كل هموم ماضيها .. واللي صار من شهور .. قد تكون طويله .. بس ما زال الالم موجود .. وبوجود محمد هيه واثقه انها بتتخلص من هالالم ..
رفعت ميرة واحد من قمصان محمد المفضلة لديها .. وتمت تشوفه وجنها تشوف محمد ..
ميره بصوت مسموع : الله يخليك لي يا محمد .. ولا يحرمني منك يا رب .. ويقدرني اني اخدمك بكل اللي اقدر عليه .. الله يحفظك من كل سوء ويحميك من كل مكروه..
ضمت ميرة القميص بالقو وهيه مغمضة عيونها وجنها تقوله لا تتركني يا محمد ...
وفي هالحزة دخل محمد الغرفة وكان محمل بأجياس ويوم شافها على هالوضعية .. ابتسم من خاطره .. ومشى على اطراف اصابعه .. ويوم وصل جدامها ..عق الاجياس .. ونتيجة للصوت فتحت ميره عينها بسرعه وشافت محمد وهو يبتسملها ..
محمد : خوفتج ..؟!
ميره : ههههه شوية بس ..
محمد : اعترفي .. شو كنتي تسوين بقميصي .!؟ يلا بسرعه .. اقولج بسرعه اعترفي ...
ميره :هههههه ليش انته عطيتني فرصه عشان ارمس ؟!... وبعدين كيفي .. قميص ريلي وانا حره فيه .!
محمد : لا .. لو سمحتي انا اغار ..!
ميره : تغار من القميص .!
محمد : اكيد اغار منه .. عيل اشوف حرمتي ماسكه غيري وتبيني ما اغار ..!
ميره : هههههههه الله يقطع سوالفك يا محمد
محمد : ارمس جد انا ..!
ميره : خلاص يود قميصك واتفاهم وياه ..
محمد يود القميص وفره بعيد ..
محمد : خلاص ما نباه ...
ميره : ههههههه انته الخسران ..! .. هالقميص بالذات انا مهتمه فيه اكثر من البقيه
محمد : شمعنه ..!
ميره : بس ..! ... لي اسبابي الخاصه ..
محمد : ههههههههه صحكتيني .. بس صدق شمعنه هالقميص .!
ميره : اوكيه بقولك .. هالقميص هو فال السعد علينا ...
محمد : هههههههههه translate plz
ميره : هههه اوكيه مستر محمد .. شوف هالقميص هو اول قميص لبسته اهنيه في ماليزيا .. صح ؟
محمد : صح ..!
ميره : يعني شو .!؟ يعني كل ما بشوفه بتذكر اول يوم من السعادة في حياتي
محمد : هييييييييييييييه ... جا ن افهم ...
ميره : ههههههه فديت الفهّيم
محمد : المهم حبيبتي .. اسمعيني ..
ميره : هلا ..
محمد : مممم بس وعد ما تزعلين ؟
ميره : افا عليك يا محمد .. مستحيل ازعل منك ..
ابتسم محمد ويلس حذالها ...
محمد : تحيدين يوم قتلج اني بمدد السفره اسبوع زياده ؟!
ميره : هيه احيد ...
محمد : مممم الحين ما عاد ينفع اني امددها ...
ميره : هيه احيد ...
محمد : ممممم الحينه ما عاد ينفع .. يعني بنرد عقب اسبوع تقريبا ...
ميره : ليش ؟! .. ما حصلت حجز .!؟
محمد : امبلا ... بس الوالده
ميره بخوف ..: بلاها الوالده ؟!
محمد : ماشي بس اشتطت عليه .. تقول مب كفاية انك بتسافر عقب تكمل دراستك ومادري كم المده اللي بتقضيها هناك .. يعني نحن ما نشبع منك !؟ وعد انتي بعدج ماعرفتي امايه يوم تاكل الواحد .. حتى انها ما تقشره
ميره :هههههههههه وحليلها عمتي ..
محمد : والله اني حاولت اقنعها .. قلتلها اسبوع ما بتفرق .. بس امايه الله يهديها حملتني سبب الروماتيزم اللي ف ريلها وضغطها الي يرتفع .. ومزاجها اللي كل شوي يعتفس .. انا سبب كل امراضها ...
ميره : ههههههههههه محمد لا تقول جيه عن عموه
محمد : والله يا ميره اني يوم كنت في امريكا اكمل دراستي كل شوي تتصل عليا .. تقولك امايه الله يسامحك ع اللي تسويه فيها ..
ميره : فديتها وايد متعلقه فيك .. المهم حمودي اسمع .. خلاص كنسل الحجز وخلنا نرد .. كله ولا زعل عموه علينا
محمد : يعني ما عندج مانع ؟!
ميره : افا عليك يا محمد .. اكيد ما عندي مانع ..! ...
محمد : اكيد يا ميره ؟!
ميره : اكيدين .. وبعدين الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ولأهلك عليك حقا ..
محمد : عليه الصلاة والسلام ... والله يا ميره انا لو الف هالدنيا كلها ما بحصل شراتج .. وصدقيني انا مب من طبعي اني اوعد وعقب اخلف .. بس انا ادريبها امايه .. بتم تغصص علينا لين ما نكره حياتنا ونرد ..
ميره : حمودي ليش مكبر الموضوع ... خلاص مدام عموه جيه بترتاح خلنا نرد ..
محمد : الحييين ارتحت ...
ميره : الله يريحك دوم
محمد : دام اني وياج اكيد بكون مرتاح ...
ابتسمت ميره بعذوبه : المهم محمد قوللي .. متى بتسافر عشان تكمل دراستك .؟
محمد ارتبك شوي : ممممم اخاف ..
ميره : تخاف ؟
محمد : هيه اخاف .. اخاف اقولج وتزعلين عليه ..!
ميره : ليش ازعل .؟! .. انا من قبل ادري انك بتسافر .!
محمد : هيه ادري .. بس ما تدرين اني بسافر عقب 3 اسابيع من اليوم ...
وقفت ميره وتمت تحدق فيه باندهاش ..
محمد : يوم قتلج اخاف تزعلين ..!
ميره : ليش مستعيل ..!
محمد : انا مب مستعيل .. بس هاي بعثه .. والكورسات الدراسيه بتبدا من شهر ثمانية .. يعني مجبر اخاك لا بطل ..
ميره : بس ..بس يا محمد مب بهالسرعه .. وبعدين وانا ؟
محمد : انتي ؟!
ميره : هيه انا .. مب فكرت فيا ..! ما فكرت باللي بيتسوي عليه وانته محد..!
محمد : انزين يا ميره شو اللي اقدر اسويه .. !!! .. اكنسل البعثه واخسر مستقبلي .!وبعدين انتي ما عليج شر ..
ميره : لا انا ما قلت جيه .. بس انا .. انا يا محمد ..! .. مادري .. مادري .. خلاص كيفك ..!
محمد وقف وتقرب من ميره وحط اياديه الاثنين على جتوفها
محمد : ارمسي ميره .. بلاج انجلب حالج فجأة .. وجنج اول مرت تسمعين بسفري ..!
ميره : لا مب جيه .. بس انته متخيل اني عشت وياك شهر واحد بس ..! شهر واحد وعقب بتسير عني ..!
محمد ابتسم : مب انتي اشترطتي انج تكملين دراستج .. واخوج أكد علييه انج مصره على هالنقطه بالذات ..! ودراستج بتكون في نهاية ثمانيه .. يعني ما بترومين تسافرين ويايه ..!
ميره : محمد انا لو كنت ادري اني .. اني بتعلق فيك لهالدرجه ما كنت اشترطت.. وبعدين ... مادري محمد .. احس انه الدنيا ضاجت فيه الدنيا .!
محمد : ما تبيني ابني مستقبلي ومستقبل عيالي يا ميره ؟
ميره نزلت راسها : امبلا اكيد ..!
محمد : عيل وكلي الامر لرب العالمين .. ولين هاك اليوم ما با اشوفج متضايجه جيه .. وشدراج يمكن تتيسر الامور ونحصل جامعه تقبل تعادلج المواد اللي خذتيها ..وبجيه تكملين دراستج ونتم عند شرطج وشرط اخوج ..
ميره : جان زين .. انا لو يلست بروحي بتخبل .. بتخبل بدونك .!
محمد ابتسم : لهالدرجة تحبيني ..!
ابتسم ميره وعطته ظهرها ومشت وهو تكرر كلمة " واكثر واكثر واكثر " .. ام هو فضحك عليها ومشى وراها لين وصلوا صوب الدريشه ..
محمد : وانا امووووت فيج ...
ميره وهيه تطلع لسانها: ادري
محمد : عاش واثق ... هههههههه المهم ميراني ع طاري اخوج .. اليوم غمضني ..!
ميره : ليش بلاه .!
محمد : حليله يتصل على رقم ثاني وعباله رقمي .. يقول يرد عليه واحد ماليزي يقوله اباكابار..ههههه وعقب عمي حميد عطاه الرقم ...
ميره : ههههههه حليله خالد .. فديته والله وانا اقول بلاه قطعنا ...
محمد : هيه وقالي اتصل في قوم عبدالله لانه يتصلبهم وما يردون عليه ...
ميره تمت تتأمل المنظر برع .. وفي بالها اختها هند .. " يا ترى شو حياتج الحين يا هند .!؟ مستانسه ولا بعدج تعيشين تحت ذكرى راشد .. بصراحه لا مقارنه بينهم ..
تذكرت ميرة اخر حوار جمعها في اختها.. وكانوا يتناقشون في موضوع خطبة عبدالله لها
"هند : أفكر بحياتي المستقبليه .. كيف بتكون .. افكر اذا كنت تسرعت في الموافقه ولا لا ..وايد اشيا افكر فيها يا ميره .. بعضها حصلتلها حل وبعضها مابا اجاوب عليها
ميرة : تبين الصدق هنوده .. ؟
هند : اكيد ..
ميرة : قبل الخطبة الرسمية كنت اتمشى في الحوي برع ووكنت افكر في موضوعج انتي وعبدالله .. اتخيلج حرمته .. مادري ما ضبطت ويايه .. هند وعبدالله .. عبدالله وهند .. المهم ..عقبها شفت خالد صوب الحوطة الورانيه .. وكان يلعب بالكره روحه ..و شكله يفكر حتى اني يوم زقرته ما سمعني .. ويوم تقربت منه انتبه .. وحاولت اسولف وياه شوي .. ويوم تخبرته عن اللي مكدرنه قالي اتمنى انه اللي صار في خطبة هند الاوليه يصير الحين .. ونفتك من عبدالله و من هالزواج كله ..
هند : خالد قال جيه .!
ميره : هيه .. ادري انه الكلام حز ف خاطرج .. بس هو ما يبا هالزواج يتم .. يحس انه عبدالله مايستاهلج .. وانج تستاهلين اللي احسن عنه ...وانتي ادرى الناس بحب خالد لراشد .. وكيف كانت علاقتهم .. وكيف كان راشد شارنج ؟؟؟كان يتريا اليوم اللي يشوفج فيه انتي وهو في بيت واحد .. يتريا اليوم اللي يشوفج فيه ام لعيال راشد ..واخر شي احلامج واحلامه واحلامنا تتحطم ..! صعبه عليه انه يتحمل هالشي .. واللي انا وهو وكل حد مستغرب منه .. كيف هند تنسى راشد .!
ابتسمت هند ببرود ورفعت راسها وتمت تشوف السقف .
هند : انتي بعد تتحرين اني نسيته ..! لا يا ميره مب انا اللي انسى راشد .. مب انا من النوع اللي ينسى ولا يخون .. بس تعرفين يا ميرة .. انا الحين بكون على ذمة ريال ثاني .. فمن حق هالريال عليه اني انسى او اتناسى راشد .. بس الشي اللي ابغيكم تحطونه في بالكم اني ما قبلت بعبدالله الا عشان راشد
ميرة بنظرات تساؤل : كيف يعني ؟ كيف تقبلين بغير راشد عشانه ...
هند : ما بتفهميني يا ميره ..بس حطي في بالج اني هند اختج اللي عرفتيها .."
" والله يختيه اني للحينه مب فاهمتنج .. بس اللي اتمناه انه يكون رب العالمين اكرمج مثل ما اكرمني .. واتمنى انج تكونين سعيده شراتي .."
محمد : هيه هيه هيه .. بشو تفكرين .! .. ما سمحلج تفكرين بغيري ..!
ميره : ههههههه لا بس كنت افكر في هند ..
محمد : الله يوفقها ويا عبدالله .. المهم مب جنه تأخرنا ..!
ميره : على شو ..!!
محمد : الايس كريم ...
ميره : هههههههه انته ما تعيش بدون ايسكريم ..!
محمد : لا اعيش .. بس بدونج انتي ما اعيش ..
ميره : ههههههه فديتك والله .. يلا نسير عن يذوب الاسكريم ..
محمد : يلا ...
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«
...
عبدالله بخبث: بهدج بس على شرط ..
هند : شرط ! .. شو شرطك يا عبدالله .!
عبدالله : تخليني ابوسج !
هند صرخت : لااا ..
عبدالله : هه! ليش لا ... وبعدين انا ما اشاورج ..انا عطيج خبر بس ..
هند بخوف : عبدالله هدني ..!
عبدالله بضحكة خبيثه : ههههههههههno way!
تقرب عبدالله من هند اكثر .. وكان يبا ينفذ شرطه .. وكان واثق من هالشي .. الا انه قوه كامنه في جسد هند .. قوه تكونت من مزيج من القهر و الحره و الغيض .. ومزيج من الخوف والقلق و الضياع الداخلي .. بهالقوه قدرت انها تتغلب على جسم عبدالله المشبع بالخمور ..جسمه الضعيف اللي هدته الخمور والمخدرات ..قدرت انها تبعده بعيد .. وبعدها اختفى خيال هند من جدام عيون عبدالله المصدومه.
حركة هند جرحت عبدالله .. فعلا انحرج من داخله ..حس انه شرخ تكون في قلبه ..
كل اللي في هند يظهر شي واحد بس .. انها تكرهه .. تكرهه وتكره العيشه وياه ...
بس هو ما يكرهها .. فعلا هو ما يكرهها .. هو يموت عليها ..يموت على الارض اللي تمشي عليها ..
يدري انه يأذيها بالخمور اللي يشربها ..يدري انه يهينها ..
بس حبه لها يشفعله .. حبه لها اللي دفعه انه يظلم ناس ..
هيه السبب في سجن راشد .. وهيه السبب في اللي هيه فيه الحين ..
غمض عبدالله عيونه بالقو .. و زم بوزه عشان يكتم صرخه كان بوده انه يطلعها .. صرخه يقول فيها " احبج يا هند بس انتي ما تبين تحسين فيني .. احبج واباج سند لي بس انتي تكرهيني .."
وعقب لحظات من الصمت والحديث الدخلي .. .. رفع راسه وقام من على الشبريه ... وطلع برع لغرفة .. وهناك ..
بعيد في زاويه من زوايا الصاله الصغيره ..
شاف جسم هند الضئيل وهو يحاول يخش عمره من نتائج فعلته
.. حس بدموع هند قبل ما يشوفها .. دموع القهر والخوف منه .. دموع الحره والقلق .. دموع الحنين لحياة مستقره ويا اهلها ..
حن قلبه لها ..رق قلبه للشخص اللي عطاه اكبر نصيب من حبه ....
حن ومشى صوبها لين ما صار جريب منها .. كان يشوفها من فوق ويحس انه يبا يحتويها ويخفف همها .. بس كيف .؟ وهو سبب همها ...
حط ايده على راسها .. وتوقع في البدايه مقاومه .. بس خاب ظنه ... وعقبها بدا يتكلم بحنان ..
عبدالله : هند .. انا اسف .. صدقيني انا اسف على كل شي .. هند رد عليي .!
ما تلقى أي رد منها .. بل بالعكس .. زادت في صياحها اكثر .. وهو حس بانه قلبه يتعصر من الداخل .. وحس انه هند تتألم بسببه هو .. نزل عبدالله لين ما صار بمستواها ...
عبدالله : هند انا محتاجلج .. دخيلج لا تخليني .. الله يخليج كوني ويايه على طول .. خلج ويايه عشان يوم احتاجلج ارفع راسي واحصلج جدامي .. احصلج واشاركج همومي .. لا تستغربين اذا قتلج همومي .. انا مهموم .. في وايد اشياء في خاطري بودي اقولج اياها .. بس انتي ما تعطيني مجال ..
انا ادري اني ضريتج .. ادري اني هنتج .. بس .. بس انا ما كنت بوعي .. كنت تحت تأثير المخدر .. المخدر اللي ما بهده الا... الا اذا ساعدتيني .. هند دخيلج .. رفعي راسج ..
رفعت هند راسها وتمت تشوف عبدالله بعيون مليانه دموع .. بس هالمره ويه عبدالله كان مختلف .. الطيبه كانت تطغى على ملامح ويهه .. الحب كان يشع من عيونه .. هذا عبدالله بويهه الاخر .. هذا هو الشكل اللي ياما تمنت انها تشوفه .. ياما تمنت انها تتعامل وياه ... هذا هو الشخص المطلوب ..
حست هند بحاجه لهالانسان اللي جدامها .. وما قدرت تتحمل اكثر .. عقت بعمرها على عبدالله وهو خذاها بحضن دافي وارتسمت ابتسامه رضا في ويهه ..
عبدالله : اوعدج اني اردج البلاد بأقرب فرصه .. اوعدج ..
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
يلست في المقعد الخلفي للسيارة بويه خالي من الملامح ... يلست و هيه حاسه انها مب في الدنيا .. وانها في كابوس فظيع ما تدري متى بتصحى منه ...كــابوس يهددها بأخذ أغلى ما لديها .. يهددها بالمـــوت ..! .. الموت الموت الموت ..! .. كلمة من 3 حروف بس معناها مروع ..! ..
عضت ريم على شفايفها بالقو .. وتساندت ورفعت راسها لفوق وتمت تتأمل سقف السيــارة
سكــر خــالد الباب اللي على يمين ريم ..
وسار صوب كرسي القيادة وهو حاس انه حيلــه انهد من أحداث اليــومـ .. الإحداث اللي بدت بانهيار مايد وانتهت بنهيار ريم ..! ..
كــان يحـس انه محتـــاج لعشر ساعات على الاقل من الرقاد عشان يرتـــاح ويستعيد نشــاطه المعتــاد .. بس من وين بييه الرقــاد وإحساس الذنب يراوده.. احساسه انه السبب في انهيار مايد .. وريــمـ .. ..تنهد خالد وحط ايده ع السكــان وسم بالله ومشــى ..
طلع من محيط المستشفــى الخانق .. عقب ما قالهم الطبيب انه مايد لازم يتم تحت الملاحظة وانه بيرد عليهم خبر يوم بيحس انه مؤهل للخروج .. واتفقوا الثلاثه انهم ما يخبرون اهل مايد بطبيعة مرضه .. وان سألوا عنه يقولولهم انه طالع ويا سلطان برحله خارج بوظبي .. يعني جذبه صغيره لين ما تتدبر الامور ..
كــانت سرعتــه أقرب للبطــئ من السرعــه .. وهالشي يعود لتعبه الجسدي اللي يعاني منه .. أول مره يحس انه مهدود حيله .. وانه مب رايم يفكر من زود التعــب ... صدق حس انه محتاج لوجود هند عشان ترتبله افكاره .. هند.! .. هند الي كل ما يتصل يطلبها من عبدالله ما يحصل رد .. بس هذا من وقت هند الحين ..ومحور تفكيره لازم ينصب على مايد .
" ليش احساس التأنيب هذا يلاحقنــي بكــل خطــوة أخطيـــها ..! .. انا ما غلطــت بشــيي .. هالمــره انا مقتنع اني ما غلطــت .. صح انه الوقت ما كــان مناسب .. بس كان لازمـ انه مايد يعرف منو هو أبوه ... كــان لازم يعرف انه الانطباع اللي خذاه عني غلط × غلط .. ويعرف اني مابا شي غير حقـــي .حقي اللي عنده ابــوه .!... ولا البيزات مب في بالي اصلا ...
انا لين متى بتم أحمّل عمري مصايب هالعايله ..!
اللي صار حق مايد قضاء وقدر .. والله رايد انه يستوي... الله رايد انه هالشي يصير من زمان ..!.. انا ما غلطت .. لا على مايد ولا على غيره .. .. وانا مالي علاقــه ...هيه نعم انا ..مالي ..أي.. علاقه!!."
ما اقتنـــع خالد بجملته الاخيره اقتناع تام .. بس حاول انه يمشي عليها ..عشان يرتاح نفسيا ولو لثواني ...ويتخلص من هالشعور اللي يراوده..
وفي هالحزة نطقت ريم المفجوعه ..ريم الي اثرت عليها الصدمة لدرجة انها غيرت من صوتها ونبرته...
ريم بصوت هادي .: خــالد !؟
صد خالد صوبها وشاف ملامح ويهها الحزينه .. وانقبض قلبه هالمنظر اللي تمنى يشوفه من زمـــان
خالد : نعــم ؟!
ريم نزلت راسها : ممكن اطلب منــك طلب .!؟
خالد ابتسم : اطلبي يا ريم .؟ عيوني .." سكت شوي ".. عيوني لج .
ريم : تسلم يا خالد ...
خالد : شو بغيتي يا ريم ؟!
ريم : ابغي أسير البحر ..
اول شي خالد ما استوعب الطلب .." البحــــر .!" ..
وتم يشوفها ..وهو مستغرب من طلبها
خالد : تسيرين البحر ؟!
ريم : هيه .. اسير البحر ..
خالد : الحين ..!! بهالوقت .! انتي تعرفين الساعة كم ؟
شافت ريم ساعة ايدها .. وكانت تشير للواحده صباحا .. الوقت متأخر صح .. بس رغبتها اكبر من انها تنتبه للوقت
ريم : هيه يا خالد الحين ...ابغي اسير الحين
خالد : بس .. بس بيحسون عليج .!..
ريم : هه! منو الي بيحس عليه ... صدقني محد بيحس .. امايه وابويه ما عندهم هالسوالف ... دخيلك ودني .. ادري اني كلفت عليك .. بس ..بس انا محتاجة اني اسير هناك .. عشان ارتاح .. ارتاح من هالكابوس اللي بيخنقني ..عشان انسى أحداث اليوم ومصايبه ..
خالد : والبحر هو اللي بينسيج ..؟!!
ريم سكتت شوي كانت تفكر .. شو يقصد خالد بسؤاله .! ..
ريم : مب بس البحر .!
فهــم خالد انها تقصده .. فهم قصدها من هالجمله .. تباه يساعدها على تخطي هالمحنه .. بس هو اهل لهالشي ..! شك في الموضوع.. شكه كان اقرب لليقين انه ما يقدر يمدلها ايده ويعدي وياها ..
تم يشوف الدرب جدامه بدون ما يعلق ... ما يدري ليش حس انه ريم تحبه هو اكثر من مايد .! .. يمكن بس احساس .. لكنه يسير ويرد عليه ..وبنفس الوقت مب مأثر على مشاعره اتجاهها ... او يمكن مأثر بس هو ما يبا ينتبه لهالشي
ريم : بتوديني يا خالد ؟!
خالد تنهد..: اذا كان هالشي بيريحج .. وما بيخرب علينا مخططاتنا .. فبوديج .. وبيني وبينج .. انا بعد ابا اسير .. اليوم كان من اصعب الايام بحياتي .. والبحر هو المكان الوحيد اللي بيعطينا جرعة نشاط حق الايام اليايه ..
لف خالد بالسكــــان و حول وجهته من البيت للبحــــر ..
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
فى فندق ريجنت كوالالمبور الواقع فى قلب منطقة بوكيت بينتانج أشهر منطقة فى ماليزيا .. كانت ميره ترتب شنطتها وشنطة محمد لانهم من الصبح بينتقلون لمنطقة ثانية يسمونها " بيننج" وهيه عبارة عن شواطئ رملية جميلة.. واكثر سياحها يقصدونها عشان يقضون أيام بحريه جميله في ربوع هالمنطقه..
كانت مستانسه بعملية الترتيب .. وتحس بمتعه غير طبيعية يوم تسوي شي حق محمد .. محمد الي نقلها من حياة لحياة مختلفة تماما عن اللي كانت عايشتنها .. انتقلت من حياة الفقر في ظل ابوها أحمد لحياة الغنى في ظل عمها حميد .. بس كانت تفتقر لمعنى الاستقرار النفسي .. بس بوجود محمد زال هالخوف الي كان مسيطر عليها
محمد اللي نساها بطيبته و حنيته كل هموم ماضيها .. واللي صار من شهور .. قد تكون طويله .. بس ما زال الالم موجود .. وبوجود محمد هيه واثقه انها بتتخلص من هالالم ..
رفعت ميرة واحد من قمصان محمد المفضلة لديها .. وتمت تشوفه وجنها تشوف محمد ..
ميره بصوت مسموع : الله يخليك لي يا محمد .. ولا يحرمني منك يا رب .. ويقدرني اني اخدمك بكل اللي اقدر عليه .. الله يحفظك من كل سوء ويحميك من كل مكروه..
ضمت ميرة القميص بالقو وهيه مغمضة عيونها وجنها تقوله لا تتركني يا محمد ...
وفي هالحزة دخل محمد الغرفة وكان محمل بأجياس ويوم شافها على هالوضعية .. ابتسم من خاطره .. ومشى على اطراف اصابعه .. ويوم وصل جدامها ..عق الاجياس .. ونتيجة للصوت فتحت ميره عينها بسرعه وشافت محمد وهو يبتسملها ..
محمد : خوفتج ..؟!
ميره : ههههه شوية بس ..
محمد : اعترفي .. شو كنتي تسوين بقميصي .!؟ يلا بسرعه .. اقولج بسرعه اعترفي ...
ميره :هههههه ليش انته عطيتني فرصه عشان ارمس ؟!... وبعدين كيفي .. قميص ريلي وانا حره فيه .!
محمد : لا .. لو سمحتي انا اغار ..!
ميره : تغار من القميص .!
محمد : اكيد اغار منه .. عيل اشوف حرمتي ماسكه غيري وتبيني ما اغار ..!
ميره : هههههههه الله يقطع سوالفك يا محمد
محمد : ارمس جد انا ..!
ميره : خلاص يود قميصك واتفاهم وياه ..
محمد يود القميص وفره بعيد ..
محمد : خلاص ما نباه ...
ميره : ههههههه انته الخسران ..! .. هالقميص بالذات انا مهتمه فيه اكثر من البقيه
محمد : شمعنه ..!
ميره : بس ..! ... لي اسبابي الخاصه ..
محمد : ههههههههه صحكتيني .. بس صدق شمعنه هالقميص .!
ميره : اوكيه بقولك .. هالقميص هو فال السعد علينا ...
محمد : هههههههههه translate plz
ميره : هههه اوكيه مستر محمد .. شوف هالقميص هو اول قميص لبسته اهنيه في ماليزيا .. صح ؟
محمد : صح ..!
ميره : يعني شو .!؟ يعني كل ما بشوفه بتذكر اول يوم من السعادة في حياتي
محمد : هييييييييييييييه ... جا ن افهم ...
ميره : ههههههه فديت الفهّيم
محمد : المهم حبيبتي .. اسمعيني ..
ميره : هلا ..
محمد : مممم بس وعد ما تزعلين ؟
ميره : افا عليك يا محمد .. مستحيل ازعل منك ..
ابتسم محمد ويلس حذالها ...
محمد : تحيدين يوم قتلج اني بمدد السفره اسبوع زياده ؟!
ميره : هيه احيد ...
محمد : مممم الحين ما عاد ينفع اني امددها ...
ميره : هيه احيد ...
محمد : ممممم الحينه ما عاد ينفع .. يعني بنرد عقب اسبوع تقريبا ...
ميره : ليش ؟! .. ما حصلت حجز .!؟
محمد : امبلا ... بس الوالده
ميره بخوف ..: بلاها الوالده ؟!
محمد : ماشي بس اشتطت عليه .. تقول مب كفاية انك بتسافر عقب تكمل دراستك ومادري كم المده اللي بتقضيها هناك .. يعني نحن ما نشبع منك !؟ وعد انتي بعدج ماعرفتي امايه يوم تاكل الواحد .. حتى انها ما تقشره
ميره :هههههههههه وحليلها عمتي ..
محمد : والله اني حاولت اقنعها .. قلتلها اسبوع ما بتفرق .. بس امايه الله يهديها حملتني سبب الروماتيزم اللي ف ريلها وضغطها الي يرتفع .. ومزاجها اللي كل شوي يعتفس .. انا سبب كل امراضها ...
ميره : ههههههههههه محمد لا تقول جيه عن عموه
محمد : والله يا ميره اني يوم كنت في امريكا اكمل دراستي كل شوي تتصل عليا .. تقولك امايه الله يسامحك ع اللي تسويه فيها ..
ميره : فديتها وايد متعلقه فيك .. المهم حمودي اسمع .. خلاص كنسل الحجز وخلنا نرد .. كله ولا زعل عموه علينا
محمد : يعني ما عندج مانع ؟!
ميره : افا عليك يا محمد .. اكيد ما عندي مانع ..! ...
محمد : اكيد يا ميره ؟!
ميره : اكيدين .. وبعدين الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ولأهلك عليك حقا ..
محمد : عليه الصلاة والسلام ... والله يا ميره انا لو الف هالدنيا كلها ما بحصل شراتج .. وصدقيني انا مب من طبعي اني اوعد وعقب اخلف .. بس انا ادريبها امايه .. بتم تغصص علينا لين ما نكره حياتنا ونرد ..
ميره : حمودي ليش مكبر الموضوع ... خلاص مدام عموه جيه بترتاح خلنا نرد ..
محمد : الحييين ارتحت ...
ميره : الله يريحك دوم
محمد : دام اني وياج اكيد بكون مرتاح ...
ابتسمت ميره بعذوبه : المهم محمد قوللي .. متى بتسافر عشان تكمل دراستك .؟
محمد ارتبك شوي : ممممم اخاف ..
ميره : تخاف ؟
محمد : هيه اخاف .. اخاف اقولج وتزعلين عليه ..!
ميره : ليش ازعل .؟! .. انا من قبل ادري انك بتسافر .!
محمد : هيه ادري .. بس ما تدرين اني بسافر عقب 3 اسابيع من اليوم ...
وقفت ميره وتمت تحدق فيه باندهاش ..
محمد : يوم قتلج اخاف تزعلين ..!
ميره : ليش مستعيل ..!
محمد : انا مب مستعيل .. بس هاي بعثه .. والكورسات الدراسيه بتبدا من شهر ثمانية .. يعني مجبر اخاك لا بطل ..
ميره : بس ..بس يا محمد مب بهالسرعه .. وبعدين وانا ؟
محمد : انتي ؟!
ميره : هيه انا .. مب فكرت فيا ..! ما فكرت باللي بيتسوي عليه وانته محد..!
محمد : انزين يا ميره شو اللي اقدر اسويه .. !!! .. اكنسل البعثه واخسر مستقبلي .!وبعدين انتي ما عليج شر ..
ميره : لا انا ما قلت جيه .. بس انا .. انا يا محمد ..! .. مادري .. مادري .. خلاص كيفك ..!
محمد وقف وتقرب من ميره وحط اياديه الاثنين على جتوفها
محمد : ارمسي ميره .. بلاج انجلب حالج فجأة .. وجنج اول مرت تسمعين بسفري ..!
ميره : لا مب جيه .. بس انته متخيل اني عشت وياك شهر واحد بس ..! شهر واحد وعقب بتسير عني ..!
محمد ابتسم : مب انتي اشترطتي انج تكملين دراستج .. واخوج أكد علييه انج مصره على هالنقطه بالذات ..! ودراستج بتكون في نهاية ثمانيه .. يعني ما بترومين تسافرين ويايه ..!
ميره : محمد انا لو كنت ادري اني .. اني بتعلق فيك لهالدرجه ما كنت اشترطت.. وبعدين ... مادري محمد .. احس انه الدنيا ضاجت فيه الدنيا .!
محمد : ما تبيني ابني مستقبلي ومستقبل عيالي يا ميره ؟
ميره نزلت راسها : امبلا اكيد ..!
محمد : عيل وكلي الامر لرب العالمين .. ولين هاك اليوم ما با اشوفج متضايجه جيه .. وشدراج يمكن تتيسر الامور ونحصل جامعه تقبل تعادلج المواد اللي خذتيها ..وبجيه تكملين دراستج ونتم عند شرطج وشرط اخوج ..
ميره : جان زين .. انا لو يلست بروحي بتخبل .. بتخبل بدونك .!
محمد ابتسم : لهالدرجة تحبيني ..!
ابتسم ميره وعطته ظهرها ومشت وهو تكرر كلمة " واكثر واكثر واكثر " .. ام هو فضحك عليها ومشى وراها لين وصلوا صوب الدريشه ..
محمد : وانا امووووت فيج ...
ميره وهيه تطلع لسانها: ادري
محمد : عاش واثق ... هههههههه المهم ميراني ع طاري اخوج .. اليوم غمضني ..!
ميره : ليش بلاه .!
محمد : حليله يتصل على رقم ثاني وعباله رقمي .. يقول يرد عليه واحد ماليزي يقوله اباكابار..ههههه وعقب عمي حميد عطاه الرقم ...
ميره : ههههههه حليله خالد .. فديته والله وانا اقول بلاه قطعنا ...
محمد : هيه وقالي اتصل في قوم عبدالله لانه يتصلبهم وما يردون عليه ...
ميره تمت تتأمل المنظر برع .. وفي بالها اختها هند .. " يا ترى شو حياتج الحين يا هند .!؟ مستانسه ولا بعدج تعيشين تحت ذكرى راشد .. بصراحه لا مقارنه بينهم ..
تذكرت ميرة اخر حوار جمعها في اختها.. وكانوا يتناقشون في موضوع خطبة عبدالله لها
"هند : أفكر بحياتي المستقبليه .. كيف بتكون .. افكر اذا كنت تسرعت في الموافقه ولا لا ..وايد اشيا افكر فيها يا ميره .. بعضها حصلتلها حل وبعضها مابا اجاوب عليها
ميرة : تبين الصدق هنوده .. ؟
هند : اكيد ..
ميرة : قبل الخطبة الرسمية كنت اتمشى في الحوي برع ووكنت افكر في موضوعج انتي وعبدالله .. اتخيلج حرمته .. مادري ما ضبطت ويايه .. هند وعبدالله .. عبدالله وهند .. المهم ..عقبها شفت خالد صوب الحوطة الورانيه .. وكان يلعب بالكره روحه ..و شكله يفكر حتى اني يوم زقرته ما سمعني .. ويوم تقربت منه انتبه .. وحاولت اسولف وياه شوي .. ويوم تخبرته عن اللي مكدرنه قالي اتمنى انه اللي صار في خطبة هند الاوليه يصير الحين .. ونفتك من عبدالله و من هالزواج كله ..
هند : خالد قال جيه .!
ميره : هيه .. ادري انه الكلام حز ف خاطرج .. بس هو ما يبا هالزواج يتم .. يحس انه عبدالله مايستاهلج .. وانج تستاهلين اللي احسن عنه ...وانتي ادرى الناس بحب خالد لراشد .. وكيف كانت علاقتهم .. وكيف كان راشد شارنج ؟؟؟كان يتريا اليوم اللي يشوفج فيه انتي وهو في بيت واحد .. يتريا اليوم اللي يشوفج فيه ام لعيال راشد ..واخر شي احلامج واحلامه واحلامنا تتحطم ..! صعبه عليه انه يتحمل هالشي .. واللي انا وهو وكل حد مستغرب منه .. كيف هند تنسى راشد .!
ابتسمت هند ببرود ورفعت راسها وتمت تشوف السقف .
هند : انتي بعد تتحرين اني نسيته ..! لا يا ميره مب انا اللي انسى راشد .. مب انا من النوع اللي ينسى ولا يخون .. بس تعرفين يا ميرة .. انا الحين بكون على ذمة ريال ثاني .. فمن حق هالريال عليه اني انسى او اتناسى راشد .. بس الشي اللي ابغيكم تحطونه في بالكم اني ما قبلت بعبدالله الا عشان راشد
ميرة بنظرات تساؤل : كيف يعني ؟ كيف تقبلين بغير راشد عشانه ...
هند : ما بتفهميني يا ميره ..بس حطي في بالج اني هند اختج اللي عرفتيها .."
" والله يختيه اني للحينه مب فاهمتنج .. بس اللي اتمناه انه يكون رب العالمين اكرمج مثل ما اكرمني .. واتمنى انج تكونين سعيده شراتي .."
محمد : هيه هيه هيه .. بشو تفكرين .! .. ما سمحلج تفكرين بغيري ..!
ميره : ههههههه لا بس كنت افكر في هند ..
محمد : الله يوفقها ويا عبدالله .. المهم مب جنه تأخرنا ..!
ميره : على شو ..!!
محمد : الايس كريم ...
ميره : هههههههه انته ما تعيش بدون ايسكريم ..!
محمد : لا اعيش .. بس بدونج انتي ما اعيش ..
ميره : ههههههه فديتك والله .. يلا نسير عن يذوب الاسكريم ..
محمد : يلا ...
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«
...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
^^ البحـــــر ^^
"أطلب من البحر أن ينتشلنى .. أن يغسلنى
فخذنى يا بحر من على هذا الشاطئ .. ادخلنى فى دوامة أمواجك المتلاطمة
و لكن أرجوك برفق .. فلم أعد احتمل أى قسوة .. فقد أصبحت رقيقة هشة .. حتى نسمات الهوا تجرحنى
فأرجوك احتضنى بحنان .. كما تحتضن الأم وليدها
اغسلنى يا بحر كما تغسل رمالك
اغسل أحزانى .. اغسل أفراحى
اغسل دموعى .. اغسل ابتساماتى
و ارمينى بعدها على شاطئ آخر .. شاطئ جديد .. شاطئ بعيد"
وصلوا الاثنين لبحر كاسر الامواج الموجود في امارة ابوظبــي ... كل واحد كان له مطلبه الخاص من البحر .. واحد منهم يتمنى انه يصرخ ويقول للبحر " دخيلك شاركني مصيبتي وخففها عليه" .. والثاني بخاطره يقوله " عطني شويه من قوتك عشان اواصل اللي بديت فيه .."
وصلوا للبحر .. ونزلت ريم قبل .. واول ما نزلت خذت نفس عميق وجنه هالهوا ما بتتنفسه بعد اليوم .. كان عليل البحر حلو بالذات في هالفتره من الصيف .. فتحت عيونها بعد عملية الشهيق والزفير .. وصدت صوب البحر .. بس ما شافت البحر .. شافت خالد .. اللي كان ايده على سقف السياره ويطالعها .. هو ماكان حاس بعمره انه يشوفها ..والدليل انه ما صد عنها كالعاده اول ما حطت عينها في عينه ... هالمره نظرة خالد لها مغزى .. كانت غريبه وفيها غموض .. قدرت ريم تميز انه القلق يغلفها .. بس عقبها انتبه على عمره وابتسم لها .. بس هيه شافت انه الوقت مب مناسب لتبادل النظرات .. فشافت الارض ومشت ..
خالد : تبين تيلسين بروحج ...؟
ريم : لا عادي .. !
خالد : صدق .. اذا كنتي حابه انج تيليسين بروحج ترا ما عندي مانع .. بتم اهنيه اترياج ..
ريم : لا يا خالد .. صدقني ما عندي مشكله ..
خالد : خلاص عيل اسبقيني وانا بلحقج عقب شوي ..
ريم : ما بتي ويايه ..!
خالد : امبلا .. بس عقب شوي ..
ريم : على راحتك ...
مشت ريم والحزن واضح على مشيتها البطيئة المايله بعض الشي .. مشت وهيه تشوف البحر .. البحر اللي كان بخاطرها انه تمدد على رماله الحاره تشوف السما .. تتأمل النجوم .. تعدها .. يمكن كل هالامور تخفف عليها هول المصيبه اللي نزلت على راسها اليوم ... مصيبتها بمايد .. ..
اما خالد فتم يشوفها وما يدري ليش يت على باله هند .. حس انه ريم فيها طيبة وحنان هند .. بس تظل هند نجمة محد يقدر يوصللها ... نزل خالد راسه وتم يشوف الارض .. الارض المليانة بالرمل والحصى .. ما يدري ليش صورة الارض هالمره ذكرته بواقع الناس .. الضعاف فيها وايد بعدد حبات الرمل .. اما الاقويا فعدهم اقل من الضعاف وهذا هو حال الحصى الموزع بشكل عشوائي في المكان ...
رد رفع راسه وصد على ورى .. وتم يشوف حركة السيايير السايره والراده ...
" بشو يحس مايد الحين .!. .. اكيد انصدم .. والله لو في بالي كلمة اكبر عن انصدم جان قلتها .. بس صدمته كانت اكبر من صدمتي يوم عرفت .! .. يمكن .. لا مب يمكن ..! اكيد .. هذا ابوه .. ابوه يا خالد .. بس مهم كان انا ما بقدر اغير الحقائق واطلعله ابوه بصورة الريال الملتزم النظيف وهو اصلا عكس هذا كله ..! مايد كان لازم يعرف .. وعبدالله بعد بيعرف .. وريم ونورة وحتى شما .. الكل لازم يعرف .. و اليوم اللي بيعرفون فيه بيكون هو يوم عزك يا خالد .."
ابتسم خالد بخبث معنه في قرارة نفسه حاس بألم فظيع ... ملاحظ انه خالد متذبذب و مب متزن التفكير .. وهالشي كان تاعبنه ..
في أوج تأمله شاف سيارة مألوفة بالنسبه له .!.. ستيشن سودا...! .. " هاي سيارة عمر ..!! " .. تحرك خالد من مكانه وهو عينه ما زالت ع السيارة .. كان يمشي ويقسم في قرارة نفسه انها سيارة ربيعه .. كيف ما بيعرفها وهو راكب فيها كذا مره ... ويوم شاف الرقم تأكد اكثر .. هذا رقمه .. عمر بالرغم من انه استقر في بوظبي الا انه رقمه ما زال شرجاوي ..! ..
تملك خالد احساس فظيع من الغضب اتجاه عمر .. وحس انه انخدع وانقص عليه ... عمر لين قبل يومين وهو يأكدله انه مسافر .!. والحين يحصل سيارته اهنه ..! ...
عض خالد على شفايه بالقو .. ومشى صوب السياره كمرة اخيره عشان يتأكد .. ويوم وصل ضرب بايدة دبة السيارة .. وطلع موبايله وضغط على رقم عمر ..الموبايل كان يرن وترن وياه دقات قلب خالد بشكل سريع .. فعلا حس انه انخدع وانه عمر كان يلعب من وراه .. هو ما ينكر انه سافر .. بس ليش ما خبراه عن موعد وصوله ..
للحظة شك انه السيارة يمكن تكون مأخوذه من قبل واحد من خوان عمر .. او عيال عمه بحكم انه ما عنده خوان ..بس فيه صوت نفى هالفكرة نهائيا ...
سمع خالد صوت رنه موبايل عمر في سيارة عمر ..! .. ويوم حب يتاكد سوى تجربة بسيطه تافهه عشان ما يخلي شي في ذمته ... ضغط على زر الاحمر في موبايله ..>> انهاء المكالمه << وسيده وقف صوت الرنين .. ويوم رد اتصل رد الرنين ...
مشى خالد لين ما وصل عند باب السياره الامامي وهو ما زال يتصل .. والرنين ما زال يصدح في ارجاء السياره .. وصل عند الباب وتلفت شوي .. وعقب حط ايده على مقبض الباب .. واستغرب يوم شافه مفتوح ..
" مب من عوايد عمر انه يخلي باب سيارته مفتوح ..! ... يمكن يكون نساه ..! .. يمكن يمكن .."
فتح خالد الباب وحشر راسه داخل السياره ...
" سويتها يا عمر فيني ...!! .. توصل لبلاد ولا تخبرني ..! .. هاي اخرتها وياك ..! "
بس اللي لفت انتباه خالد اكثر .. هو وجود شنطة نسائيه في الكرسي الثاني .. وريحة العطر النسائي الي غطت المكان كله ...
ما كان شي وقت كافي لخالد عشان يفكر لانه ايده ضخمه انحطت على جتفه وسحبته على ورا لدرجة انه راسه انضرب بالباب ..!!
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
قامت شيخه من فراشها وقلبها بيطلع من مكانه ...وسبق قومتها صرخه قويه صدرت منها وكانت ايدها تضرب الهوا ..!! .. كل هالاشياء خلت حميد يقوم وهو ميت من الخوف ...
شيخه وهيه تتنفس بشكل سريع : بسم الله الرحمن الرحيم .. ..! ... بسم الله الرحمن الرحيم ..!
حميد : بسم الله عليج يا شيخه ..! شو مستوي عليج .!.. بلاج قمتي تصرخين ..!!
شيخه وهيه تشوف حميد بنظرات خوف : قوم عني .. قوم عني ..!
حميد نش من شبريته وسار صوب البراد ويابلها كوب ماي تبل ريجها فيه ..
حميد : اشربيلج هالكوب وتعوذي من ابليس ...
شيخه : عوذ بالله من الشيطان ...
شربت شيخه الماي وجنها من سنين ما شربت ماي .!
حميد : ها يا شيخه .! خير ان شالله ...بلاج تشوفيني جيه.!.!
غمضت شيخه عيونها وعقب بطلتها وكان اللي جدامها ريلها ... خذت نفس عميق وعقب بدت ترمس ..
شيخه : مادري .. مادري يا حميد .. حلمت حلم فظيع .. حلمت بشي يخوف ..!
حميد : حلم ..!! .بشو حلمتي ؟؟!..
صدت شيخه صوبه ودموعها تارسه عينها ...وهالشي خلى حميد ينصدم .؟!! شيخه مب من عادتها انها تصيح .. فكيف اذا كان عشان حلم.!!
شيخه : مادري يا حميد .. بس .. بس حلمت اني في غابه .. وعيالي منطرين في كل مكان ..في كل مكان يا حميد
وكل ما حاولت اوصللهم يبتعدون وجنه الارض تبعدني عنهم .. وهم اياديهم صوبي ..ويزقروني بأعلى صوتهم
.. واخر شي يا حميد .. شفت .. شفت ريال .. مادري اذا كان ريال ولا وحش ..كان يخوف .. يموت من الخوف ... بدا ياكل عيالي واحد واحد .. وانا اصرخ .. واقوله لا .. كلني ولا تاكل عيالي .. وكنت اتوسل له ... وعقبها يا حميد ..عقبها ...
ما قدرت شيخه تكمل وحطت ايدها على ويهها وقامت تصيح بصوت عالي .. .. اما حميد فانفعل ..! لدرجة انه وقف وتكلم بصوت عالي ...
حميد : عقبها شو ..! كملي يا شيخه ..حرقتي اعصابي ..!!
شيخه : كان الريال هو انته .. انته يا حميد ..!!
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
نهاية الجزء السادس والعشرين
ما أصعب أن نحب من يؤلمنا وما أصعب أن نتألم ممن نحب
بعيدين نحن ومهما افترقنا ... فما زال في راحتيك الامان ...
بعيدين نحن وكم من قريب يغيب ولو كان ملئ المكان ...
فلا البعد يعني غياب الوجوه ...
ولا الشوق يعرف قيد المكان
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
انسحبت ايد خالد على ورا وهو طاح قلبه من أثر هالسحبة القويه اللي خلت راسه ينضرب بباب السياره .. بس بالرغم من هذا كتم صوته واقصد بهالشي صوت الالم وصوت الصدمة اللي كان يحتاي يصدر اول ما انسحب . . ..
انسحب خالد صوب الشخص واول ما صد صوبه شاف جثه عريضة وطويلة واقفة جدامه... رفع خالد راسه وما انصدم من االلي واقف جدامه .. كان عمر بلا شك .. احساسه قاله انه عمر .. !
أما عمر فحمر وخضر وزرق اول ما شاف خالد ..وترحكت شفايفه وكان يبا يطق كلمات تعجب .. بس يود عمره ..ابدا ما كان متوقع انه يكون هو .. ولا حط في باله اصلا ..! ..
بدا الارتباك يوضح على ويه عمر وعيونه ما زالت تشوف خالد اللي حاط ايده على يبهته من الضربة اللي يته ويشوف عمر بإصرار و بنظرة شرسة ..!
عمر خذا نفس عميق وقرر انه يواجه خالد بجذبه يديده .. وشكله بعد اليوم ما بيواجه خالد الا بالجذب والاحتيال عشان ما ينكشف امره ..
عمر : آآ خالد ..! .. شو تســ
قاطعه خالد : انا اللي شو اسوي اهنه ولا انته ..! مب على اساس مسافر تركيا ويا الاهل ..! ..ومستانس اهناك ومكيف .. وما تبا ترد ..! ها اشوفك في بوظبي مب في تركيا .!..اشوفك رديت !
عمر خذا شهيق عميق واستعد للمواجهة ..
عمر: الله يسلمك .. مشكور ع الترحيب الحار أستاذ خالد .. ما قصرت .. من ذوقك .!.. وتبا الصدق ما كانت اتوقع منك احسن من هالترحيب .!
رفع خالد حاجبه وزم بوزه عشان ما ينطق بأي كلمة يمكن ما تكون من مصلحته ... وتم يشوف عمر بدون ـب تغير في ملامح ويهه .. لا بعصبيه ولا بهدوء .. ولا فكر انه يرد عليه .. لانه يدري انه عمر يبا يتهرب من التحقيق .. عمر مب قد المواجهه .. وكان في داخله مستعد يحلف انه عمر ما سافر ... !
عمر : بلاك جيه تشوفني يا خالد ..!؟ صدق بتزعلني منك ..! .. عنبوه بدال ما تقولّي الحمدلله ع السلامه ... ولهت عليك .. الحياة بدونك ما تسوى.. .. بدال ما ترحب فيني تخزني بهالنظرات ..!
خالد وما زالت نفس النظرة في عينه .. فتح حلجه شوي وعقب غير رايه.. وغير مجرى حديثه
خالد : الحمدلله ع السلامه يا عمر ..
عمر : الله يسلمك .. معنها مب من خاطرك .. ! ولا لك نفس تقولها اصلا .. بس شو نسوي .!
طنش خالد التعليق وبدا تحقيقه : متى وصلت بالسلامه ..!
" اوووف هالسؤال ما حسبت حسابه .."
بلع عمر ريجه .. واستغفر ربه في داخله ..
" يا رب اغفرلي على كثرة الجذبات .. بس ربيعي ما بيقصر فيني لو عرف "
وابتسم عشان يمحي الشك ياليقين
عمر : آآآ اليوم .. اليوم الصبح وصلت .. ما تشوف البلاد منوره اليوم .. كان لازم تعرف السبب بدون ما تسأل .. بس شكله النظر عندك فيه مشكله .. !..
طبعا كل هاي المحاولات عشان يتخلص من نظرات خالد اللي ما عرف يفسرها .. هل هيه نظرت شك ولا حزن ولا صدمة .. !.. ويمكن الثلاثه ويا بعض ... بس فجأة تحولت ملامحه لملامح المبتسم الخبيث .. واستوى ذيب بثواني .. ومب عمر اللي بيخوفه وايد هالشي .. لانه ادرى الناس بربيعه اللي مب مشكله عنده انه يتغير من الحزن للفرح بين ثانيتين
خالد : هيه صح .. كان لازم ما اسأل ..كنت لازم أتوقع انك رديت من السفر ..!!..بس تعرف شكلك وايد تحب بوظبي يا عمر ... لدرجة ما كنت انا بروحي اتوقعها ..!
عمر تم يشوفه باستغراب .. وما فهم مغزى جملته العرضية هذي .! .. وخاف يتسرع في اجابته ويطيح في شباك خالد الخبيث ..! اللي ما يرتاح لين ما يعرف كل شارده ووارده ..
عمر : شو اللي خلاك تقول هالرمسة يعني .!؟ شو مناسبة الحديث .!
خالد : هه.! اشوفك من رديت من السفر سيده ييت اهنه .. ولا جنه عندك اهل هناك في الشارجه ولا جنك من هناك اصلا ؟! شكلك خذت الجواز الظبياني ونسيت اصلك يا عمر
عمر : شو هالرمسه يا خالد ..!؟ .. بلاك انته .! .. مب جنك ربيعي اللي اعرفه .. ربيعي اللي يحسن الظن فيني ولا يشك بأي كلمة اقولها ..ولا الزمن غيرك على ربعك ..!
خالد :.. ومنو قالك اني شاك .! .. بالعكس .. انا مصدق كل كلمه تقولها .. ولا تعرف .. مصدق حتى كل كلمه ما تقولها ..!... كلك على بعضك صادق ..
كشر خالد عن أسنانه البيضا بضحكة ما توقعها عمر في هالحوار .. بس ما زالت في عينه نظره غامضة .. ما استغرب منها عمر .. لانها ترجع لشخصية خالد الغامضة في كل شي .. حتى في التعامل مع ذاته ..
قابل عمر هالضحكة بنظرة ازدراء لخالد .. وحس انه خالد يتمصخر عليه .. واصلا هو حافظ اسلوب خالد صم..!
خالد : ههههه بلاك تشوفني جيه .! .. ما تحب اني اصدقك ؟! واوثق فيك؟ .. مب هذا ربيعك اللي طول حياته يحسن الظن فيك .. ما زال يحسن الظن فيك يا ربيعه العزيز..!..
عمر صدق تضايج من اسلوب خالد المنرفز ..بس حاول يحافظ على هدوء اعصابه مثل ما تعود
عمر: خالد شو هاللهجة اليديده ..! .. من متى وانته ترمسني جيه ..! انا مب ياهل عشان ما افهم شو اللي تبا توصله .!
خالد : هه.! .. ادري انك مب ياهل .. وبعدين شو اللي فهمته .؟!
عمر : مب لازم اقولك .. وانا ربيعك وفاهمنك زين
خالد : هيه انزين ما اختلفنا .. بس شو اللي فهمته .!؟
عمر : خالد ... انا مب يالس في لجنة تحقيق .!
خالد رفع حاجبه وعرف انه ربيعه بدا يرتبك وقال بهدوء: اهــــا
عمر : و و.. وبعدين .. انا ييت بوظبي لاني من يوم السبت برد اداوم .. و ..و ولازم ارتب أموري قبله بكذا يوم ...
نزل خالد راسه وما زال يحتفظ بنفس الابتسامه .. هو ما نزّل راسه عشان شي ..بس ما كان يبا يشوف ربيعه بهالصوره .. ما يتحمل يشوف ربيعه وهو يجذب عليه ..ربيعه اللي كان ما يخش عنه شي ..ويخبره عن كل صغيره وكبيره بكل صدق وشفافيه .. واللي كان وياه في الحلوه والمره .. ما عاد يتحمل يشوفه بهالصوره الكريهه لنفس خالد .!
هو يدري ومتأكد انه عمر ما يقول الصدق .. لانه الصادق يحتاي يكون واثق من عمره .. اما عمر فكان ابعد ما يكون عن الصدق ...
خالد بهدوء فظيع : وياي البحر عشان ترتب نفسك ؟
عمر : هه ! لا طبعا ...بعدني ما تخبلت يا خالد عشان ارتب اموري اهنه .. بس بغيت أغير جو .. فيها شي ؟!
خالد : لالا ابد ما فيها شي .. بس جان اتصلت بـي عشان ايلس وياك .. ع الاقل ما تيلس بروحك
عمر : آآآآ .. لا ..لا .. ما بغيت اتعبك ويايه ...
خالد بخبث : افا عليك يا عمر .. من متى مبينا هـ الرسميات .. وبعدين لا تعب ولا شي .. تعبك راحة يا ربيعي العزيز
عمر ابتسم وحس انه خالد بدا يلين: ما تقصر يا خالد .. فيك الخير والله ..
خالد بنظرة خبث : يلا عيل .. مشينا ..
عمر بخوف وبسرعه : وين .! .. و وين مشينا ؟!
خالد : نسير نيلس ع البحر ..! ..
عمر وحس بكوب ماي بارد انجب على راسه : لـ لـــيش!
خالد : شو بعد ليش .! ... نسير نسولف .. نسولف عن سفرتك وعلومك .. تصدق عاد اني ولهت على سوالفك
عمر بلع ريجه وحس انه خالد حاصره من كل النواحي ...وانه محصور في زاويه ومب عارف كيف يظهّر عمره منها ... و انه خالد بيكشفه بيكشفه
عمر : مــ مــا يحتاي يا خالد .! ..
خالد : نعم .!!؟ .. ما يحتاي .!؟ شو هو اللي ما يحتاي ؟!
عمر بارتباك واضح : آآآ لا .. يعني .. خالد شوف انا الحين بسير .. و يعني .. يعني .. اقولك نخليها يوم ثاني ... شو رايك ؟! يوم ثاني بنتواعد وبني اهنيه وبنسولف .. وبعدين ليش يوم ثاني ... خلها باجر .. باجر بني وبنسولف .. شو رايك ؟! احسن صح !؟
خالد رفع حاجبه واستغرب من هالخوف المب طبيعي اللي ارتسم في ويه عمر
...
خالد : ليش يعني نخليها في يوم ثاني ..!؟ .. ليش مب اليوم .؟! ليش مب الحين .!
عمر : عــ .. عسب نرتب امورنا ...
خالد بانفعال وهو يأشر بسبابته على عمر
خالد: وانته ما عندك غير هالكلمة .!؟
عمر ونفسه كان بينقطع : لا .. بس ..بس ..
قاطعه خالد اللي مل من التبسبيس ماله .. :
خالد: عمر انته حد وياك .!
عمر طلعت عينه.. ويود طرف كندورته بإيده ..
عمر بصوت عالي: انا ..!... لالا .. مح .. منو يعني بيكون ويايه .!
خالد : شدراني .. منو هاي اللي وياك .!
اهنه عاد عمر فقد السيطرة على عمره .. خالد كاشفنه كاشفنه ..!! .. ومدام قال هاي فأكيد عرف انه نورة وياه .!.
عمر بكلمات متقطعه : م.. منو هاي .! .. انته .. شو تخربط .. !
خالد : بلاك اتخصبقت .! .. انا يوم فتحت باب سيارتك شفت شنطتها .. منو هاي .!؟ .. ولا سويتها وعرست من ورايه .!؟ اعترف اعترف .. منو هاي ؟!
عمر : ها ...!! .. لالالالا شو عرست انته الثاني .! يعني ..يعني كيف بعرس وانته ما تدري..!.. بعدين .... عاد تصدق نسيت .. نسيت اقولك اني يايب الرضيعة ويايه ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
مشكور اختي على الموضوع
الحلو والطرح الجميل
تبين الصدق تعبت وانا اقرا الموضوع
الحلو والطرح الجميل
تبين الصدق تعبت وانا اقرا الموضوع
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
الصراحه لسى للحين ما اكتملت القصة لاني انشغلت باختباراتي بس اخر الاسبوع ان شاء الله اكمل احداثها توووكي؟
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
اهنه انفجر خالد من الضحك .. كان يضحك عشان يفرغ شحنة الغضب اللي في داخله.. لأنه إذا ما فرغها بينجلب على عمر .. يضحك وفي داخله مليون شحنة عصبية كانت جاهزة للانبعاث ... خالد كان ممكن يتحمل كل شي الا الجذب واللف والدوران ..صح انه كان دكتاتوري بهالنقطه .. يعني بمعنى ثاني مب مشكله اذا جذب هو ولف ودار .. بس غيره لا ...
جذبة عمر هالمره ما تدش المخ ... يعني مب محبوكة عدل بالمره ..! .. معنه عمر حاول يرقعها من كل الجوانب بس بدون فايده .. تم مفضوح في عيون خالد
اما عمر ف هالمره صدق حس انه ويهه شاب نار .. وانه مب رايم حتى يبلع ريجه .! وخاف من ضحكة خالد المفاجأة هذي .! ونتايجها اللي قد تكون وخيمه
خالد وهو يمسح الدموع الي نزلت من عينه نتيجة للضحك
خالد : ههههههه عيل قلتلي .. قلتلي نسيت الرضيعة ها ..! ههههه اوكي اوكي .. سيرلها .. سير يابويه عن تنسى عمرك عقب شوي ..سير وفكنا من هالمصخرة اللي حاط عمرك فيها
عمر : مصخرة .!؟
خالد : ههههههه عيل اللي ينسى اخته شو ممكن نوصف حالته .!
عمر ارتاح شوي.. وحس انه خالد بدا يلين شويه وانه بدا يصدقه
عمر : ههههههه هيه شفت عاد .. و وانته .. وانته وين بتسير .!؟
خالد : انا ..! .. ليش السؤال ..؟!
عمر : احم .. لا بس اصلا انته شو تسوي اهنه ..
خالد : هيييه ياي ويا شخص ..
عمر : شخص !؟! منو هالشخص .!
خالد بخبث : من الاهل .. ع العموم انته ما عليك مني .. و لا تخاف .. ما براقبك .. سير توكل ...
عمر : آآآ .. خ خلاص ماعليه .. انا ساير .. وان شالله باجر اشوفك في شقتي ..
خالد وهو يشوف من فوق لين تحت : اوكيه ان شاء الله ...
مشى عمر ببطء وكان بخاطره انه يصد ويشوف خالد شو يسوي .. يا ترى يراقبه ولا لأ .. مصدقنه ولا لأ .. هو يدري انه لو كان مكان خالد ما كان بيصدق ولا كلمة من كلامه .. بس شو يسوي .. ما يقدر يعترف .. لانه باعترافه بيخسر ربيعه وحرمته ..
هو اللي حط عمره بهالموقف ..! هو الوحيد المسؤول عن نتايج فعلته .. كان تفكيره في حينها بس .. وما رتب أموره بالنسبة للمستقبل ...
تشجع عمر وصد على ورى عشان يشوف خالد .. وشافه وهو يمشي صوب الناحية الثانيه من البحر .. وشكله انطلت عليه الجذبه .. او هذا اللي بغى خالد انه يظهره .
هز عمر راسه بالقو وجنه يبا يطرد هالافكار من باله .. وكان في حزتها وصل عند المكان اللي يالسه فيه نورة .. وقبل ما ييلس صد مره ثانية للناحية الثانيه من البحر عشان يتأكد لاخر مره انه خالد مب موجود.. وفعلا ما حصله .. وهالشي خلاه يرتاح شوي..
نوره : ليش تحيرت( ابطيت ) ..!..عنبوه جني طرشتك الفجيره .!
عمر وهو شارد : هـــا ..!
نورة :شو هــا !؟ وبعدين .. بعدين وين شنطتي !..
عمر ضرب راسه بالقو وهو يصفر ( كناية عن النسيان )
عمر: تصدقين نسيت ..!
نوره رفعت حاجبها : نسيت .!؟ .. كيف يعني نسيت !
عمر : شفت ربيعي خالد وخذتنا السوالف ونسيت اييبها ...
نورة فتحت عينها يوم سمعت اسم خالد .. وحست بنفس الاحساس اللي ياها يوم نطق خالد باسم عمر ..! .. هيه من هاك اليوم ما تجرأت تسأل عمر اذا كان هو المقصود ولا لأ .. بس الحين نفس الاحساس ياها ... حست انه عمر وخالد يعرفون بعض .. بس من وين ؟! .. وهيه اصلا للحين ما تعرف عن عمر أي شي .. او خلنا نقول ما تعرف عن عمر اقل شي ممكن تعرفة الزوجه عن زوجها .. واللي هو المكان الي ياي منه .!؟ ...
عمر فكان تفكيره مشغول في ربيعه خالد .. ما يهون عليه انه يجذب ويدور عليه .. بس ما كان يبا يخسره .. مهما كان هذا خالد . خالد ربيعه الروحي .. خالد اللي من وعى وبدا يفهم حصلاه حذاله .. خالد اللي يوم انتقل عنه بوظبي ما تحمل فراقه فلحقه على طول .. واهم شي انه خالد هو اللي عرفه ع هالوردة الي يالسه حذاله .!
نورة : شو قلت ؟! ربيعك منو ؟
عمر وهو سرحان بخالد واحداث اليوم
عمر: اسمه خالد ...
نورة صدت صوب عمر وتمت تشوفه : خالد .! .. اول مره اعرف انه عندك ربيع اسمه خالد .!.! .. ما جد طريتلي اياه
عمر وهو مول مب وياها : هممم ...
انقهرت نوره من عمر اللي شارد عنها وسرحان في دنيا ثانيه محد يعرفها غيره ...
فحطت ايدها على جتفه و هزته بالقو .. وهو صد صوبها بسرعه .. لانه باختصار قطعت عليه حبل افكاره ...
عمر بانفعال : بلاج ؟!
نورة : انته اللي بلاك .!؟ ليش يوم ارمسك ما ترد عليه زين .!؟ وليش اصلا انته مب ويايه .؟.
عمر فتح عينه : انا وياج ..! .. وبعدين شو كنتي تقولين .!؟
نورة : شفت انك مب ويايه ..! لو كنت ويايه جان عرفت انا شو يالسه اقول...
عمر : اففف بلاكم اليوم عليه ..! .. انا بلاقيها منج ولا منه
نورة : من منو !؟
عمر تردد : من .. م
نوره: من خالد ..؟
عمر صد صوبها بنظرة تساؤل.. وحس انه قبل شوي ارتكب جريمة يوم ذكر طاري خالد اللي كان اسمه طي الكتمان من بداية علاقته بنورة ..بس هالمره حاول يتدارك غلطته ويا خالد .. وحافظ على هدوءه ..
عمر : هيه .. ربيعي خالد ..
نورة : ومنو يطلع هالخالد بعد ..؟
عمر ابتسم بهبل : يطلع ربيعي ...
نورة : لا والله .!؟ .. انا اقصد من متى تعرف واحد بهالاسم .!؟
عمر : من زمان ...!
نورة : عيل ما جد طريت اسمه ؟!
عمر : هيه ما طريته لاني ما كنت اشوفه .. وبمجرد انه شفته طريته ... ههههههه شو رايج فيني .. ما اصلح اكون شاعر !؟
نوره : كيف يعني من زمان ما شفته ..؟
عمر : يعني من زمان .. ما اقدر احدد الفتره بس .. بس من زمان ..!؟ ليش تسألين عنه ؟
نوره : لانه ذكرني بشخص .
عمر عرف انها تقصد خالد بس حاول يلعب دور الاهبل
عمر : بمنو ؟!
نورة : مممم بولد عمي خالد ... اللي كنت اقولك عنه .!
عمر : ههههههه لالا انا .. انا مارابع هالاشكال ...
عمر حس بنغزة في قلبه يوم قال هالكلمة بس كان لازم يبعد الشك عن علاقته بخالد ..
نورة ابتسمت مجاملة لريلها : الحمدلله طمنتني
عمر : عساج دوم متطمنه يا نور قلبي
صدت نورة صوب البحر وتمت تشوفه وهيه ما زالت تحس بوجود علاقة تربط كل من عمر وخالد انهم يخفونها عنها .. وهذا اللي يسمونه احساس المرأة ..!
عمر : بلاج حبيبتي صديتي عني !؟ .. ليكون مليتي مني بس ؟!
نورة : افا عليك حبيبي .. عاد الا انا .. لو بمل من العالم كله .. مستحيل امل منك ..
عمر : يا سلام ..! اتخبل عليج يوم تقولين هالرمسه ..
نورة : ههههههههه عيل بكثّر الجرعات ..
عمر: تسوين خير فيني .. انا محد كان يسمعني هالكلمات .. .! عندي عقدة النقص ..
نورة : خلاص عيل بعالجك من عقدة النقص مالتك ..
عمر : صدق .. يعني ما بتستوين شرات الحريم اللي ف المسلسلات .. اول شي يكونون مثل السمنه ع العسل وعقب يظهرن على حقيقتهن ..!
نورة : هيه هيه بسمعك كلام حلو ع السايره والراده .. بس على شرط !
عمر : امري تدللي يا بعد كل ناسي
نورة : ممممم اباك انته الثاني ما تنساني من الكلام الحلو ..
عمر : فااااااااااالج طيب .. بس جذه ؟!
نورة : ههههه هاي الطلبات الحاليه ..
عمر : فديت روحج .. ما يعتي ؟!
نورة : تبا الصدق .. امبلا .. معني متعشيه زين ...
عمر : المهم حبيبتي اسمعيني انا من يوم السبت خلاص برد اداوم ..
نورة : ليش !!!
عمر : شو ليش ؟!! مليت من يلسة البيت ..
نوره : مليت !؟
عمر : نواري انتي ما تييني الا فليل .. يعني ف النهار انا اتم جيه بدون شغله .. برد اداوم و بنتلاقى فليل ..
نورة : خلاص حبيبي على رايك .. بس انته ما قتلي .. وين تشتغل ؟!!!
بطل عمر حلجه من كثرة الاسئلة المفاجئه اليوم ... بس هو اذا كان ما يقدر على خالد .. نوره اتم اسهل ... والتمثيل يمشي عليها .. معنه يحسها خبيثة ساعات ..
عمر : في في شركة عقاريه .. يعني مال هالسوالف ... ليش ما تذكرين يوم قتلج قبل .!!
نوره : انته قتلي !؟
عمر : هيه انا قتلج .. بس شكلج نسيتي ..!!!
نورة : اها يمكن .. وشو اسمها هالشركه عاد ..!
عمر ابتسم في داخله .. " بتلعبين علييه يا نوره ..!! " .. : اسمها شركة" ..... "العقارية ... اسألي ابوج اكيد يعرفها ..
نورة : وليش اسأله .. مب لازم ..
عمر وهو يشوف جدام وفي ويهه ابتسامه غريب : هيه على قولتج مب لازم
نورة : انزين شو رايك نرد البيت .. ونشتريلنا فلافل ع الدرب
عمر : ههههههههه هذا و انتي تبين تضعفين ..!؟
نوره : هههههههه المتن هيبه ...
عمر : عشنا وشفنا .. يلا حبيبي نسير ..
وقف عمر ويود نورة من ايدها وهيه كانت بعدها يالسه .. وساعدها ع الوقفه ...ومشى صوب سيارته عقب ما تطمن انه خالد ما عاد موجود
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
رجع خالد لريم اللي اختارت لنفسها مكان بعيد شوي عن ناظر الساير والراد .. ويلست منزوية في عالمها الخاص .. وودعت العالم الخارجي وهمومه ..
اكتفت بهمها ومصيبتها اللي عاشتها اليوم .. اليوم بالنسبة لها كحقبة أبديه من السنين..تحس انه احداث اليوم مرت عليها سنين طويله بس ف الحقيقه كل اللي صار ما مر عليه اكثر من ساعتين ..!!
كانت تلعب بالرمل ترفعه بأيدها وتخليه ينساب من فتحات أصابعها ..والدموع متحجرة في عيونها .. اصرت انها ما تنزلها .. لانها تدري انه نزولها وعدم نزولها واحد
وصل خالد .. ووقف وراها.. تم يتأمل البحر .. كان يحس انه بيموت من الغصة و القهر بسبة موقف ربيعه عمر وياه ..حط اياديه داخل جيوبه الجانبيه وعض على شفايفه وهو يردد في داخله هالكلمات .. اللي قراها في يوم وظاف عليها كلماته الخاصه
" كان صديقي القريب وكنت صديقه الوحيد.. عرفته منذ زمن بعيد.. لا أدري متى تحديداً.. ربما من خمسة عشرة سنة، ربما أكثر، حتى إنّي نسيت كيف التقينا وفي أي مناسبة،
نعم أحببته، رغم كل ما بدر منه .. أحببته لانه اخر من تبقى لي .. أحببته لانني عشت معه معنى الصداقة ...أحببتك يا عمر ..ولكن في لحظة ..شعرت بأنك شخص لا أعرفه .. أراك وكأني لا أراك .. أسمعك وكأني لا اسمعك ..أشعرك انك قريب بجسدك وبعيد بروحك ...ولكنني .. ما زالت أحبك .. رغم عدم مبالاتك لي أظل احبك .. لانك ..لانك .. صديقــــــي
رفس خالد كومة الرمل اللي تيمعت جدامها وعقبها تأوه بصوت عالي .. " آآآآآآآآآآآآآه " طلعت من خالد عشان تعبر عن مكنون قلبه الحزين .. طلعت منه وكل جوارحه حاسه فيها .. وحاسه بمرارتها وصدقها
صدت ريم بسرعه اللي ما حست بوجوده الا يوم طلع صوته " ..
صدت صوبه وشافته باستغراب ... فعلا كانت مستغربه من كلمة الاه اللي طلعت من حلج خالد .. وكأنه خالد مب مثل باجي الناس يتألم ويهتم .. وكأنه خالد شخص متحجر المشاعر و من سابع المستحيلات انه تطلع منه كلمه مثل هاي .. كانت تشوفه بس هو ما يشوفها .. ولا صد صوبها .. ولا جنها كانت موجوده
ريم : خالد ؟
نزل خالد راسه قبل ما يصد صوبها .. والتزم الصمت وما حب انه يرد عليها
ريم : خير يالغالي بلاك تتأوه ..!
ما حست ريم انه كلمة " الغالي " طلعت منها .. بس هو حس فيها .. حس بالكلمه .. حس بصدقها و تمسك ريم فيها ..! ..رجعته مشاعر التذبذب من ناحيتها ...
كان يشوفها بنظرة مالها معنى .. وبدون تعابير ...
بس عقب ابتسم بجاذبيه .. خالد كان وسيم بكل ما تعنيه الكلمه .. ويوم يبتسم تزيد جاذبيته ... ابتسم خالد وتم يشوف ريم للحظات .. وعقبها يلس جريب منها .. وهووما زال يشوفها ...
خالد وهو ما زال مبتسم ...
خالد : ان شالله الحين انتي احسن ؟! تحسين انج ارتحتي .!؟
ابتسم ريم بأسى ونزلت راسها ..
ريم : مادري يا خالد .. احس انه نار في يوفي .. ما بيطفيها الا .. الا رجعة مايد عقب دورته العلاجيه ..
خالد : الله كريم .. مايد محتاج دعاؤنا ووقوفنا وياه ..
ريم : اه لو يدري اني مستعدة افديه بروحي بس يردلنا بالسلامه ... مادري اذا امايه عرفت شو بتسوي .! وحتى ابويه ... ماظن انه بيقدر يتحمل ...
خالد : بس نحن اتفقنا انه ما نخبرهم .. وهاي رغبة اخوج ..
ريم : الله يقدرني واقدر العب الدور
خالد :تعرفين يا ريم ؟
ريم : همم
خالد : في البدايه كنت متضايج ليش انج عرفتي بمرض مايد .. وهو كان مأمنني اني ما اخبر حد .. وكنت حاس انه لو السر انتشر بين اكثر من اثنين .. ما بيعود سر ...بس الحين .. احس انه كان لازم ما اخش عنج خبر مثل هذا ..
ريم : شو اللي خلاك تحس بهالاحساس .!
خالد : لانج انتي الانسانه الوحيده اللي تقدر ترفع معنويات مايد .. ويمكن انتي الشخص المناسب اللي كان لازم يعرف مب انا .. لاني ..لاني ما كنت قد المسؤولية
ريم :آآآآه يا خالد .. تعرف .. يوم تأوهت قبل شوي .. حسيت انك تقولها من خاطرك .. وحسيت انك تقولها عني وعنك ..
خالد : كل واحد منا عنده اللي يكفيه .. وما نحصل غير هالكلمة عشان تخفف ولو شوي من اللي ف خواطرنا ...
ريم : خالد انا يوم اشوفك .. احس انك كتله من الحزن ... مادري ليش ينتابني هالشعور معنك تحاول ما تحسس حد فيه ...
خالد شافها بصمت .. وما تدري ليش حست انه شكل حواجبه تغير .. واستوى اكثر تعقيد ...
ريم بخوف : تضايجت ؟!!!!
خالد : لا .. بس استغربت ...
ريم : من شو ؟!
خالد : اول مره جد يقولي هالكلام .. بالعاده اكون في نظر الناس انسان بس بالغلط !
ريم : اللي قالك هالكلام .. انسان الله عامي على قلبه ...خالد ادري انه الوقت مب وقت بوحي باحاسيسي او بوحك باحاسيسك .. بس .. بس انا وانته ما بنحصل فرصه ثانيه تجمعنا ببعض بدون قيود ..
نزل خالد راسه .. وحس انه ريم كاشفتنه ..احساس الحزن اللي يتملكه صار واضح جدام ريم ... بالرغم من احساسه بغبائها ساعات ..! .. بس هو ما كان يدري انه اللي ف ريم مب غباء .. اللي فيها طيبه نابعه عن حب
ريم : خالد ..!
خالد استمر في صمته وتم يشوف الرمل ...
ريم : خالد شو رايك نفضفض حق بعض .!؟
صد خالد صوبها وشكله استغرب من الفكره .. نفضفض .؟! .. هو بحياته ما فكر انه يفضفض حق حد .. وحس انه هالشي في تعدي على خصوصياته .. وفي مذله له ..مسألة الفضفضه عند خالد ممسوحه ..
بس اليوم حس بشعور ثاني .. حس انه الفكره يازتله .. وانه صدق محتاج انه يفضفض ..
بس الغريب انه انجذابه لهالفكره ما زاد الا يوم اختلى بريم .. شمعنى ريم .؟! من قبل هند وعمر حاولوا .. بس محد قدر يليّن راس خالد ... غير ريم ..! ... ليش ؟! ... يا ترى هو ما فهم مشاعره اتجاه هالانسانه .. ولا ظروف اليوم حكمت عليه ...!!
هالمره استسلم لريم ... وقرر انه يفضفض لأول مره ..!
...
جذبة عمر هالمره ما تدش المخ ... يعني مب محبوكة عدل بالمره ..! .. معنه عمر حاول يرقعها من كل الجوانب بس بدون فايده .. تم مفضوح في عيون خالد
اما عمر ف هالمره صدق حس انه ويهه شاب نار .. وانه مب رايم حتى يبلع ريجه .! وخاف من ضحكة خالد المفاجأة هذي .! ونتايجها اللي قد تكون وخيمه
خالد وهو يمسح الدموع الي نزلت من عينه نتيجة للضحك
خالد : ههههههه عيل قلتلي .. قلتلي نسيت الرضيعة ها ..! ههههه اوكي اوكي .. سيرلها .. سير يابويه عن تنسى عمرك عقب شوي ..سير وفكنا من هالمصخرة اللي حاط عمرك فيها
عمر : مصخرة .!؟
خالد : ههههههه عيل اللي ينسى اخته شو ممكن نوصف حالته .!
عمر ارتاح شوي.. وحس انه خالد بدا يلين شويه وانه بدا يصدقه
عمر : ههههههه هيه شفت عاد .. و وانته .. وانته وين بتسير .!؟
خالد : انا ..! .. ليش السؤال ..؟!
عمر : احم .. لا بس اصلا انته شو تسوي اهنه ..
خالد : هيييه ياي ويا شخص ..
عمر : شخص !؟! منو هالشخص .!
خالد بخبث : من الاهل .. ع العموم انته ما عليك مني .. و لا تخاف .. ما براقبك .. سير توكل ...
عمر : آآآ .. خ خلاص ماعليه .. انا ساير .. وان شالله باجر اشوفك في شقتي ..
خالد وهو يشوف من فوق لين تحت : اوكيه ان شاء الله ...
مشى عمر ببطء وكان بخاطره انه يصد ويشوف خالد شو يسوي .. يا ترى يراقبه ولا لأ .. مصدقنه ولا لأ .. هو يدري انه لو كان مكان خالد ما كان بيصدق ولا كلمة من كلامه .. بس شو يسوي .. ما يقدر يعترف .. لانه باعترافه بيخسر ربيعه وحرمته ..
هو اللي حط عمره بهالموقف ..! هو الوحيد المسؤول عن نتايج فعلته .. كان تفكيره في حينها بس .. وما رتب أموره بالنسبة للمستقبل ...
تشجع عمر وصد على ورى عشان يشوف خالد .. وشافه وهو يمشي صوب الناحية الثانيه من البحر .. وشكله انطلت عليه الجذبه .. او هذا اللي بغى خالد انه يظهره .
هز عمر راسه بالقو وجنه يبا يطرد هالافكار من باله .. وكان في حزتها وصل عند المكان اللي يالسه فيه نورة .. وقبل ما ييلس صد مره ثانية للناحية الثانيه من البحر عشان يتأكد لاخر مره انه خالد مب موجود.. وفعلا ما حصله .. وهالشي خلاه يرتاح شوي..
نوره : ليش تحيرت( ابطيت ) ..!..عنبوه جني طرشتك الفجيره .!
عمر وهو شارد : هـــا ..!
نورة :شو هــا !؟ وبعدين .. بعدين وين شنطتي !..
عمر ضرب راسه بالقو وهو يصفر ( كناية عن النسيان )
عمر: تصدقين نسيت ..!
نوره رفعت حاجبها : نسيت .!؟ .. كيف يعني نسيت !
عمر : شفت ربيعي خالد وخذتنا السوالف ونسيت اييبها ...
نورة فتحت عينها يوم سمعت اسم خالد .. وحست بنفس الاحساس اللي ياها يوم نطق خالد باسم عمر ..! .. هيه من هاك اليوم ما تجرأت تسأل عمر اذا كان هو المقصود ولا لأ .. بس الحين نفس الاحساس ياها ... حست انه عمر وخالد يعرفون بعض .. بس من وين ؟! .. وهيه اصلا للحين ما تعرف عن عمر أي شي .. او خلنا نقول ما تعرف عن عمر اقل شي ممكن تعرفة الزوجه عن زوجها .. واللي هو المكان الي ياي منه .!؟ ...
عمر فكان تفكيره مشغول في ربيعه خالد .. ما يهون عليه انه يجذب ويدور عليه .. بس ما كان يبا يخسره .. مهما كان هذا خالد . خالد ربيعه الروحي .. خالد اللي من وعى وبدا يفهم حصلاه حذاله .. خالد اللي يوم انتقل عنه بوظبي ما تحمل فراقه فلحقه على طول .. واهم شي انه خالد هو اللي عرفه ع هالوردة الي يالسه حذاله .!
نورة : شو قلت ؟! ربيعك منو ؟
عمر وهو سرحان بخالد واحداث اليوم
عمر: اسمه خالد ...
نورة صدت صوب عمر وتمت تشوفه : خالد .! .. اول مره اعرف انه عندك ربيع اسمه خالد .!.! .. ما جد طريتلي اياه
عمر وهو مول مب وياها : هممم ...
انقهرت نوره من عمر اللي شارد عنها وسرحان في دنيا ثانيه محد يعرفها غيره ...
فحطت ايدها على جتفه و هزته بالقو .. وهو صد صوبها بسرعه .. لانه باختصار قطعت عليه حبل افكاره ...
عمر بانفعال : بلاج ؟!
نورة : انته اللي بلاك .!؟ ليش يوم ارمسك ما ترد عليه زين .!؟ وليش اصلا انته مب ويايه .؟.
عمر فتح عينه : انا وياج ..! .. وبعدين شو كنتي تقولين .!؟
نورة : شفت انك مب ويايه ..! لو كنت ويايه جان عرفت انا شو يالسه اقول...
عمر : اففف بلاكم اليوم عليه ..! .. انا بلاقيها منج ولا منه
نورة : من منو !؟
عمر تردد : من .. م
نوره: من خالد ..؟
عمر صد صوبها بنظرة تساؤل.. وحس انه قبل شوي ارتكب جريمة يوم ذكر طاري خالد اللي كان اسمه طي الكتمان من بداية علاقته بنورة ..بس هالمره حاول يتدارك غلطته ويا خالد .. وحافظ على هدوءه ..
عمر : هيه .. ربيعي خالد ..
نورة : ومنو يطلع هالخالد بعد ..؟
عمر ابتسم بهبل : يطلع ربيعي ...
نورة : لا والله .!؟ .. انا اقصد من متى تعرف واحد بهالاسم .!؟
عمر : من زمان ...!
نورة : عيل ما جد طريت اسمه ؟!
عمر : هيه ما طريته لاني ما كنت اشوفه .. وبمجرد انه شفته طريته ... ههههههه شو رايج فيني .. ما اصلح اكون شاعر !؟
نوره : كيف يعني من زمان ما شفته ..؟
عمر : يعني من زمان .. ما اقدر احدد الفتره بس .. بس من زمان ..!؟ ليش تسألين عنه ؟
نوره : لانه ذكرني بشخص .
عمر عرف انها تقصد خالد بس حاول يلعب دور الاهبل
عمر : بمنو ؟!
نورة : مممم بولد عمي خالد ... اللي كنت اقولك عنه .!
عمر : ههههههه لالا انا .. انا مارابع هالاشكال ...
عمر حس بنغزة في قلبه يوم قال هالكلمة بس كان لازم يبعد الشك عن علاقته بخالد ..
نورة ابتسمت مجاملة لريلها : الحمدلله طمنتني
عمر : عساج دوم متطمنه يا نور قلبي
صدت نورة صوب البحر وتمت تشوفه وهيه ما زالت تحس بوجود علاقة تربط كل من عمر وخالد انهم يخفونها عنها .. وهذا اللي يسمونه احساس المرأة ..!
عمر : بلاج حبيبتي صديتي عني !؟ .. ليكون مليتي مني بس ؟!
نورة : افا عليك حبيبي .. عاد الا انا .. لو بمل من العالم كله .. مستحيل امل منك ..
عمر : يا سلام ..! اتخبل عليج يوم تقولين هالرمسه ..
نورة : ههههههههه عيل بكثّر الجرعات ..
عمر: تسوين خير فيني .. انا محد كان يسمعني هالكلمات .. .! عندي عقدة النقص ..
نورة : خلاص عيل بعالجك من عقدة النقص مالتك ..
عمر : صدق .. يعني ما بتستوين شرات الحريم اللي ف المسلسلات .. اول شي يكونون مثل السمنه ع العسل وعقب يظهرن على حقيقتهن ..!
نورة : هيه هيه بسمعك كلام حلو ع السايره والراده .. بس على شرط !
عمر : امري تدللي يا بعد كل ناسي
نورة : ممممم اباك انته الثاني ما تنساني من الكلام الحلو ..
عمر : فااااااااااالج طيب .. بس جذه ؟!
نورة : ههههه هاي الطلبات الحاليه ..
عمر : فديت روحج .. ما يعتي ؟!
نورة : تبا الصدق .. امبلا .. معني متعشيه زين ...
عمر : المهم حبيبتي اسمعيني انا من يوم السبت خلاص برد اداوم ..
نورة : ليش !!!
عمر : شو ليش ؟!! مليت من يلسة البيت ..
نوره : مليت !؟
عمر : نواري انتي ما تييني الا فليل .. يعني ف النهار انا اتم جيه بدون شغله .. برد اداوم و بنتلاقى فليل ..
نورة : خلاص حبيبي على رايك .. بس انته ما قتلي .. وين تشتغل ؟!!!
بطل عمر حلجه من كثرة الاسئلة المفاجئه اليوم ... بس هو اذا كان ما يقدر على خالد .. نوره اتم اسهل ... والتمثيل يمشي عليها .. معنه يحسها خبيثة ساعات ..
عمر : في في شركة عقاريه .. يعني مال هالسوالف ... ليش ما تذكرين يوم قتلج قبل .!!
نوره : انته قتلي !؟
عمر : هيه انا قتلج .. بس شكلج نسيتي ..!!!
نورة : اها يمكن .. وشو اسمها هالشركه عاد ..!
عمر ابتسم في داخله .. " بتلعبين علييه يا نوره ..!! " .. : اسمها شركة" ..... "العقارية ... اسألي ابوج اكيد يعرفها ..
نورة : وليش اسأله .. مب لازم ..
عمر وهو يشوف جدام وفي ويهه ابتسامه غريب : هيه على قولتج مب لازم
نورة : انزين شو رايك نرد البيت .. ونشتريلنا فلافل ع الدرب
عمر : ههههههههه هذا و انتي تبين تضعفين ..!؟
نوره : هههههههه المتن هيبه ...
عمر : عشنا وشفنا .. يلا حبيبي نسير ..
وقف عمر ويود نورة من ايدها وهيه كانت بعدها يالسه .. وساعدها ع الوقفه ...ومشى صوب سيارته عقب ما تطمن انه خالد ما عاد موجود
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
رجع خالد لريم اللي اختارت لنفسها مكان بعيد شوي عن ناظر الساير والراد .. ويلست منزوية في عالمها الخاص .. وودعت العالم الخارجي وهمومه ..
اكتفت بهمها ومصيبتها اللي عاشتها اليوم .. اليوم بالنسبة لها كحقبة أبديه من السنين..تحس انه احداث اليوم مرت عليها سنين طويله بس ف الحقيقه كل اللي صار ما مر عليه اكثر من ساعتين ..!!
كانت تلعب بالرمل ترفعه بأيدها وتخليه ينساب من فتحات أصابعها ..والدموع متحجرة في عيونها .. اصرت انها ما تنزلها .. لانها تدري انه نزولها وعدم نزولها واحد
وصل خالد .. ووقف وراها.. تم يتأمل البحر .. كان يحس انه بيموت من الغصة و القهر بسبة موقف ربيعه عمر وياه ..حط اياديه داخل جيوبه الجانبيه وعض على شفايفه وهو يردد في داخله هالكلمات .. اللي قراها في يوم وظاف عليها كلماته الخاصه
" كان صديقي القريب وكنت صديقه الوحيد.. عرفته منذ زمن بعيد.. لا أدري متى تحديداً.. ربما من خمسة عشرة سنة، ربما أكثر، حتى إنّي نسيت كيف التقينا وفي أي مناسبة،
نعم أحببته، رغم كل ما بدر منه .. أحببته لانه اخر من تبقى لي .. أحببته لانني عشت معه معنى الصداقة ...أحببتك يا عمر ..ولكن في لحظة ..شعرت بأنك شخص لا أعرفه .. أراك وكأني لا أراك .. أسمعك وكأني لا اسمعك ..أشعرك انك قريب بجسدك وبعيد بروحك ...ولكنني .. ما زالت أحبك .. رغم عدم مبالاتك لي أظل احبك .. لانك ..لانك .. صديقــــــي
رفس خالد كومة الرمل اللي تيمعت جدامها وعقبها تأوه بصوت عالي .. " آآآآآآآآآآآآآه " طلعت من خالد عشان تعبر عن مكنون قلبه الحزين .. طلعت منه وكل جوارحه حاسه فيها .. وحاسه بمرارتها وصدقها
صدت ريم بسرعه اللي ما حست بوجوده الا يوم طلع صوته " ..
صدت صوبه وشافته باستغراب ... فعلا كانت مستغربه من كلمة الاه اللي طلعت من حلج خالد .. وكأنه خالد مب مثل باجي الناس يتألم ويهتم .. وكأنه خالد شخص متحجر المشاعر و من سابع المستحيلات انه تطلع منه كلمه مثل هاي .. كانت تشوفه بس هو ما يشوفها .. ولا صد صوبها .. ولا جنها كانت موجوده
ريم : خالد ؟
نزل خالد راسه قبل ما يصد صوبها .. والتزم الصمت وما حب انه يرد عليها
ريم : خير يالغالي بلاك تتأوه ..!
ما حست ريم انه كلمة " الغالي " طلعت منها .. بس هو حس فيها .. حس بالكلمه .. حس بصدقها و تمسك ريم فيها ..! ..رجعته مشاعر التذبذب من ناحيتها ...
كان يشوفها بنظرة مالها معنى .. وبدون تعابير ...
بس عقب ابتسم بجاذبيه .. خالد كان وسيم بكل ما تعنيه الكلمه .. ويوم يبتسم تزيد جاذبيته ... ابتسم خالد وتم يشوف ريم للحظات .. وعقبها يلس جريب منها .. وهووما زال يشوفها ...
خالد وهو ما زال مبتسم ...
خالد : ان شالله الحين انتي احسن ؟! تحسين انج ارتحتي .!؟
ابتسم ريم بأسى ونزلت راسها ..
ريم : مادري يا خالد .. احس انه نار في يوفي .. ما بيطفيها الا .. الا رجعة مايد عقب دورته العلاجيه ..
خالد : الله كريم .. مايد محتاج دعاؤنا ووقوفنا وياه ..
ريم : اه لو يدري اني مستعدة افديه بروحي بس يردلنا بالسلامه ... مادري اذا امايه عرفت شو بتسوي .! وحتى ابويه ... ماظن انه بيقدر يتحمل ...
خالد : بس نحن اتفقنا انه ما نخبرهم .. وهاي رغبة اخوج ..
ريم : الله يقدرني واقدر العب الدور
خالد :تعرفين يا ريم ؟
ريم : همم
خالد : في البدايه كنت متضايج ليش انج عرفتي بمرض مايد .. وهو كان مأمنني اني ما اخبر حد .. وكنت حاس انه لو السر انتشر بين اكثر من اثنين .. ما بيعود سر ...بس الحين .. احس انه كان لازم ما اخش عنج خبر مثل هذا ..
ريم : شو اللي خلاك تحس بهالاحساس .!
خالد : لانج انتي الانسانه الوحيده اللي تقدر ترفع معنويات مايد .. ويمكن انتي الشخص المناسب اللي كان لازم يعرف مب انا .. لاني ..لاني ما كنت قد المسؤولية
ريم :آآآآه يا خالد .. تعرف .. يوم تأوهت قبل شوي .. حسيت انك تقولها من خاطرك .. وحسيت انك تقولها عني وعنك ..
خالد : كل واحد منا عنده اللي يكفيه .. وما نحصل غير هالكلمة عشان تخفف ولو شوي من اللي ف خواطرنا ...
ريم : خالد انا يوم اشوفك .. احس انك كتله من الحزن ... مادري ليش ينتابني هالشعور معنك تحاول ما تحسس حد فيه ...
خالد شافها بصمت .. وما تدري ليش حست انه شكل حواجبه تغير .. واستوى اكثر تعقيد ...
ريم بخوف : تضايجت ؟!!!!
خالد : لا .. بس استغربت ...
ريم : من شو ؟!
خالد : اول مره جد يقولي هالكلام .. بالعاده اكون في نظر الناس انسان بس بالغلط !
ريم : اللي قالك هالكلام .. انسان الله عامي على قلبه ...خالد ادري انه الوقت مب وقت بوحي باحاسيسي او بوحك باحاسيسك .. بس .. بس انا وانته ما بنحصل فرصه ثانيه تجمعنا ببعض بدون قيود ..
نزل خالد راسه .. وحس انه ريم كاشفتنه ..احساس الحزن اللي يتملكه صار واضح جدام ريم ... بالرغم من احساسه بغبائها ساعات ..! .. بس هو ما كان يدري انه اللي ف ريم مب غباء .. اللي فيها طيبه نابعه عن حب
ريم : خالد ..!
خالد استمر في صمته وتم يشوف الرمل ...
ريم : خالد شو رايك نفضفض حق بعض .!؟
صد خالد صوبها وشكله استغرب من الفكره .. نفضفض .؟! .. هو بحياته ما فكر انه يفضفض حق حد .. وحس انه هالشي في تعدي على خصوصياته .. وفي مذله له ..مسألة الفضفضه عند خالد ممسوحه ..
بس اليوم حس بشعور ثاني .. حس انه الفكره يازتله .. وانه صدق محتاج انه يفضفض ..
بس الغريب انه انجذابه لهالفكره ما زاد الا يوم اختلى بريم .. شمعنى ريم .؟! من قبل هند وعمر حاولوا .. بس محد قدر يليّن راس خالد ... غير ريم ..! ... ليش ؟! ... يا ترى هو ما فهم مشاعره اتجاه هالانسانه .. ولا ظروف اليوم حكمت عليه ...!!
هالمره استسلم لريم ... وقرر انه يفضفض لأول مره ..!
...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
خالد وهو مبتسم: كسرتي راسي
ريم باستغراب: انا ..! .. كيف ؟!
خالد : انا بحياتي ما فكرت افضفض حق حد .. وهالمسأله ما تعنيلي شي ..بس ...بس اليوم احس انه الفكره دشت مخي ..
ريم بفرح حاولت تخفيه: صدق ؟! يعني .. يعني بترمس ؟!
خالد : هيه ..بقولج اللي ف خاطري ...بس على شرط
ريم : شو هو !؟
خالد : انتي ابدي ...
ريم : ممممم اوكيه
تمت تشوف البحر وترددت قبل ما تبدى بكلامها المطول ويا خالد ..
كانت تشوف البحر وجنها تقوله خذ من همي شويه .. شوية بس ..!
حست انه حياتها مثل هالبحر اللي جدامها ..مثله بالضبط ..
مثل البحر اللي تتحرك فيه الأمواج مره بهدوء ومره بعنف ..
البحر اللي يعيشها بمد وبجزر .. مره يسرها ومره يضرها..
خذت نفس عميق .. وتشابكت اياديها ببعض .. وبدت تفضفض حق ثاني اقرب شخص لها
ريم : مايد كان بالنسبة لي شي كبير يا خالد .. ما كان مجرد أخ والسلام .. كنت .. كنت أحس انه صديقي .. انه توأم روحي .. .. ما أقص عليك يا خالد إذا قتلك اني ما كنت استحي اني اشكيله همي ولا مشاكلي الخاصة .. كان يتقبلها بصدر رحب .. وينصحني ويوجهني .. كان يفهمني بدون ما ارمس .. حاله حال علايه ربيعتي ..بالرغم من انه ولد.!! الا انه كان يفهمني .!
خالد لا تغرك شخصيته المرحة .. هو من داخله إنسان .. إنسان بكل ما تعنيه الكلمة .. أحس انه اقرب شخص لي .. اقربلي من امايه اللي ما تشل همنا .. همها الوحيد هو الطلعه وشو قالوا الناس عنها وعن عيالها .. ما ببالغ اذا قتلك انه اهتمامات امايه سخيفة ... استغربت صح ؟ استغربت اني انا اللي اقول عن امي هالكلام .!؟ .. بس يا خالد انا وعدتك اني ارمس بصراحه ...
طول حياتي اقول حق مايد انه امايه بعيده عنا .. ويمكن يكون ابويه اجربلي منها ..اقوله انها ما تحس فينا ولا تسأل عنا .. ما كانت تعرفنا الا في وقت الاعراس .. كان همها انه عيالها يكونون حديث العالم .. وانه عيالها يكونون الاحلى والاكشخ بعيون الناس .. عشان جيه قتلك انه اهتماماتها سخيفه ..!
بس هو كان يرفض اني اتكلم بهالموضوع معني ادري انه يحس فيه .. ادري يعاني مثلي ومثل عبدالله و نوره .. كلنا نعاني .. نحبها صح .. بس هيه .. هيه مادري اذا كانت تحبنا بنفس القدر الي نحن نحبها فيه ..!! .. يوم كنت اسأل مايد .. كان يقولي في ام ما تحب عيالها ..! .. اكيد لا .. بس الفرق انه بعض الامهات يعبرون بشكل واضح .. وبعضهم لا ..! .. كنت اسمع هالكلام واسكت .. اسكت بس عشانه هو .!
اه يا خالد .. الخبر اللي سمعته اليوم اكبر من إني استوعبه.. ريم اللي جدامك يا خالد ضعيفة جدام مصيبة مثل هاذي .. ولا تتحراني أبالغ يوم أقولك مصيبة .. أحس انه قلبي بيطلع من مكانه لو صار لمايد شي ..احس اني بموت لو شفته يتألم ... مادري .. مادري كيف بتحمل بعده 6 شهور وانا مب ضامنه اذا كنت ... اذا ..! .. اه يا خالد ... انا من سمعت الخبر .. من سمعته ...
سكتت ريم .. ويوم تلاقت عينها بعين خالد حطت ايدها على ويهها وانفجرت من الصياح .. كانت تصيح بصوت عالي .. بصوت عالي قطّع قلب خالد اللي ما تكلم ولا نطق بأي كلمة من يوم ما بدت ترمس وتفضفض ..كان يسمعها بكل جوارحه .. هو يعرف شو معنى الاخو او الاخت .. هو يقدر معنى الاخوه .. هو اللي بيقدر هالمعنى ..! كــــان حاس بصدق كلمات ريم .. هيه تقول وهو يتخيل ..
مد خالد ايده وكان يبا يمسح على راسها .. هو في حزتها ما حس بشي غير انه في انسان محتاجله ..انسان يحمل في داخله احلا معنى لقلب خالد .. معنى انه الواحد يكون له اخو واخت يحبهم ويحبونه .. كان يبا يخفف همها .. بس عقب تراجع .. لانه ريم رفعت راسها .. وشكلها بتكمل اللي بدت فيه ..
خالد بحنان : كملي يا ريم .. انا اسمعج
ريم مسحت دموعها بايدها وكملت كلامها بس صوتها هالمره كان ثجيل من اثر الصياح
ريم : خالد انا من سمعت الخبر وانا ما تفارق عيني صورة مايد الي حبيته من كل قلبي وهو .. وهو مشيول على جتوف الناس .. شايلينه عشان يدفنونه ..!عشان يحرموني منه .. يحرموني من احساس الاخوه اللي يجمعني فيه .. .. كل ما تذكرت اللي سمعته.. شفت .. شفت صورة قبره اللي بياخذه عني للابد .. اشوفك انته يا خالد وابويه وعبدالله اشوف الكل وهم شايلينه وماخذينه عني ...وانا اصرخ واقولكم لا ردوه .. ردولي اخويه ..!
خالد ادري انه تفكيري سلبي .. بس .. بس مب قادره افكر بطريقة ثانيه .. كل ما غمضت عيني شفته .. كل ما شفتك تذكرته .. خالد انا احس اني تحطمت .. تحطمت من عقب ما سمعت عن مرض مايد .. من عقب ما شفت شكله اليوم .. وطيحته اللي مادري شو سببها ..
عند هالنقطة سكتت ريم .. وعند هالنقطة رجع شعور الذنب لخالد .. شو سبب طيحته !؟ .. الكل يتسائل .. والكل يبا يعرف .. بس الشجاعة اللي تولدت بداخل خالد في تلك اللحظة ما بتتولد الحينه .. لانه ريم اعترفت له .. قالتله انه " ريم اللي جدامك يا خالد ضعيفة" .. وهو يحس انها ضعيفة ...
صد خالد صوب ريم .. وما يدري ليش حس انه لمح خيال هند .. ريم بصورة هند .. يمكن هذا هو الوصف الصحيح .. ! ..
كان متوقع انها بتكمل رمستها .. بس توقعاته كانت بالعكس
ريم : الحين يا دورك يا خالد .. يا دورك عشان ترمس وتفضفض ..
ابتسم خالد بمراره .. وهالمره انسدح على ظهره واتخذ من الارض فراش له ..
طاح كابه واختلط شعره الطويل الناعم برمل الشاطئ الابيض.. حس بنسمات الهوا على ويهه وسمع تخبط مياه البحر .. البحر اللي يحسسه انه هو ما يسوى شي جدامه ..
غمض خالد عيونه وكان بخاطره انه ينسى الماضي .. ينسى المستقبل .. ينسى حتى الحاضر .. ويعيش بلا هدف ..
الحياة بدون هدف في حالة خالد بتكون ارحم للبشرية من السعي ورا هدف الانتقام ...
ما جهز خالد الكلام اللي يبا يقوله .. واللي يبا بفضفض به لريم ... كان يدري انه بيطلع بشكل تلقائي ...
خذا نفس عميق وعقب فتح عينه وتم يشوف السما وبدا يرمس ..
خالد : شقولج يا ريم .. انا مب من النوع اللي يرمس ولا يعبر .. بس .. بس احس اني محتاج اليوم بالذات اني ارمس .. واقول شي بسيط من اللي انحبس في داخلي سنين ..
ريم : قول يا خالد .. واعرف اني بسمعك للنهايه ..
خالد : اه يا ريم .. ما عرف من وين ابدا .. من بدايه قصتي ؟ ولا من نهايتها .. يمكن بالنسبالج هالشي ما يفرق .. النهاية والا البدايه ... كلهم بيوصلونج لنفس النقطه .. بس بالنسبه لي لا .. اذا بديت من البدايه .. بقولج قصه انسان كان يحب الحياة لانسان يائس ما يشوف من الدنيا غير شي واحد .. اذا بديت من النهايه بقولج قصة يئس من الدنيا عقب ما كانت اكثر شي متمسك فيه ...
صد خالد صوبها وسألها ..:" فهمتي شي ؟؟"
ريم : تبا الصدق .. ما عرفت شو الفرق .. وحسيت بنفس اللي توقعت اني احس فيه ... حسيت انه في كل الحالتين بنوصل لنفس النتيجه .. بس اكيد انته بتفهمني صح ...
خالد : انتي اكثر وحده يمكن تحسين بمعنى انه يكون لج عايله .. يمكن انتي حصرتي معنى العايله في مايد .. ويوم حسيتي انج بتخسرينه تخبلتي وما عرفتي حتى كيف تتحكمين في مشاعرج .. بس فكري فيها يا ريم .. اذا كان معنى العايله عندج يشمل كل افراد عايلتج .. وويا مرور الوقت حصلتي عمرج خسرتيهم كلهم بدون ما تدرين .!.. شو بتحسين حزتها !
ريم ترددت قبل ما تجاوب .. وتمت تفكر بالسؤال .. وبصراحه ما عرفت بشو ترد عليه ..! ..بس عقب رتبت كم كلمة عشان تحفظ ماي ويهها ..
ريم : ما دري .. يمكن انهار .. ولا .. ولا احس اني .. مادري .. يمكن
قاطعها خالد : يمكن تحسين انج وحيده .. هاي ابسط كلمه صح ؟!
ريم : يمكن ... هيه اكيد بحس بوحده ...! خالد لا تعيشني بلغز ..! قولّي شو اللي ف خاطرك !
خالد حرك راسه معنه ما زال في الرمل .. وزاد هالشي من اختلاط شعراته بالرمل ...
خالد : كنت متعلق بأمايه بشكل ما تتصورينه .. احبها حب مب طبيعي .. امايه كانت .. كانت يا ريم .. شقولج .. كيف اوصفها ..حنونه .. طيبه ... فاهمه ... يمكن .. يمكن اكثر كلمه توفي بالغرض .. هيه كلمة " ام " !!..هيه ام ..
انا كنت ولدها الوحيد ... ولدها اللي تفتخر فيه جدام الناس ..!..ولدها اللي حبها بجنون ..!
كنت احب ابويه بعد واشوفه قدوتي في الحياه .. اشوفه يوم يرد من شغله تعبان ويحتضن خواتي .. اشوفه يوم يحاول يلبي طلبات ولده الوحيد بالرغم من ضيج الحال ..! .. والله يا ريم انه ابويه بالرغم من فقرنا الا انه ما قصر علينا بشي ..
كنت على ايامهم شخص ثاني تماما .... تتخيلين يا ريم اني كنت شخصية محبوبه بين ربعي .. وبين خواتي .. كنت اجتماعي ..وكنت شاطر .. وطموح .. واحب الحياه ... كنت اساعد فلان وعلان .. وما شل في خاطري على حد .. كنت ..كنت يا ريم اعرف شو ابغي وكيف اوصل للشي اللي اباه .. واهم شي يا ريم اني كنت انسان واضح طبيعي عايش بين ام واب وخوات من احسن ما يكون ..! ..
نقز لذاكرة خالد موقف جمعه في امه على ايامها ... وللحين يستحضره
خالد : الحلوه شو عم تساوي ؟!
ريما الام : حبيب ألبي انته رجعت من السكول ...؟
خالد : هههههههه امايه اللي يسمعج يقول اني ولد عايله خمس نجوم .. قولي مدرسه مب سكول ..
ريما : شو بتفرأ "تفرق " .. كلياتو متل بعضو ..وبعدين انته ابن عيله خمس نجوم ...!؟ ما بيكفي انك ابني ؟!
خالد : هههههههههه فديت الماما المتكبره انا ...
ريما : فديتك انته يا حبيب ألب الماما
خالد : امايه كم بقولج لا ترمسين لبناني .. عنبوه انتي من كم سنه اهنه ف الامارات ..! بعدج ما تعلمي رمستنا .!
ريما : لك انته شو بدك فيي .. المهم انك بتفهم .. بتفهم مو؟!
خالد : لا مب مو ...
ريما : هههههههههه تأبر البي ..مو مشكله .. وبعيدن في احلا من حكي اللبنانيه .!!
خالد : لا ما في يا اجمل بنت لبنانيه
ريما : هههههههه تأبرني ... المهم اليوم احرز شو طبختلك !
خالد : شو طبختيلي؟!!! محشي ورق عنب ولا فتوش .. هاي طبخاتكم انتوا ياللبنانيين
ريما وهيه شاقة الحلج: مكبوس
اهنه انفجر خالد من الضحك من كلمة مكبوس ... وحس انه امه لو عاشت الدهر كله ف البلاد ما بتتعلم رمستنا ...
خالد : ههههههههههههه اقولج ردي اطبخي وايد احسن ... مكبوس اونه ... هههههههه امايه انا فقدت الامل فيج .. خلاص انتي مستحيل تاخذين الجنسيه دام انه لسانج العوي على قيد الحياه
ضحكت الام بصوتها الناعم الرقيق .. وحس انه صوتها ما زال يرن في اذنه .. وحزتها حس بتدفق سوائل في عينه .. عرف انه دموعه المحبوسه تبا تظهر .. بس حبسها للمره المليون ...
ريم : كمل يا خالد ؟! ليش سكتت !
ابتسم بمراره .. : بكمل .. و فجأة يا ريم ودعتنا وسارت .. سارت في نفس اليوم اللي كانت تتنظر فيه مولود يديد .. سارت في نفس يوم فرحتها بولدها علاوي اللي يا عقب سنين طويله .. سارت وخلتني يا ريم .. خلتني اعاني من عقبها ...ولا تستغربين اذا قتلج خلتني .. لانه ماظن انه في حد تعلق فيها كثري .. وما ظن انه في حد تأثر بموتها كثري ..كل شي ف هالدنيا يذكرني فيها .. حتى ف احلامي تزورني .. وما تدري انها بزيارتها تذبحني ..! .. انا اكلمج الحين واحس انه صورتها ماليه السما كلها .. ماتت امايه يا ريم .. ماتت و ما عرفت انه بموتها قلب خالد بيتحجر.. ! ماتت وما درت اني تشتت نفسيا من عقبها ..
عقب ما سارت تحذفت البلاوي علينا
ابويه من صدمته طاح متشلل .. واستوى انسان عاجز .. واستوى واحد من مسؤولياتي .. للحينه ما نسيت نظرة الذل في عيونه ... كان يحس انه عاله عليه .. وما كان يدري اني اموت عشانه ... بس في نفس الوقت حسيت اني متناقض في داخلي .. احس اني بسوي كل شي عشانه .. بس ما اتحمل ايلس وياه ساعه على بعضها ..! .. بعيد عنه وقريب منه .. اشتغل عشانه وعشان اشرد منه ...!!
اه يا ريم لو تدرين شكثر انا ندمان على اللي سويته في ابويه .. ليومج هذا اذكر كلمته اللي مستحيل انساها واللي وصللي اياها على لسان هند ..قالها اني اشتاقله .. يشتاقلي وانا وياه في نفس البيت ..! ..ذبحتني هالكلمه..!!
منها تغيرت حياتي و بعت احلامي وطموحاتي ف هالحياه ... كل شي فريته ورا ظهري ..و تحولت لانسان ثاني .
تحملت يا ريم المسؤولية عقبها .. كان عندي مسؤولية ابو معاق .. وخوات ما عندهم مصدر رزق .. ورضيع لازم اعيشه ببيئه صحيه من كل الجوانب .. حزتها بغيت اتخبل .. ما عرفت وين ادق براسي .. معاش التقاعد الخاص ببويه ما يكفي .. كان لازم اني اشتغل واودر الدراسه ... وما بقدر اوصفلج شكثر عانيت لين ما تأقلمت على وضعي اليديد .. شكثر كنت اشل في خاطري يوم اشوف ربعي كملوا دراستهم الا انا ..
وعب التدوير حصلتلي شغله بسيطه في شركه من الدرجة الخمسين ..
ما تتصورين حياتي من بعد كل هالمسؤولية إلي طاحت على راسي .. كرهت عمري وكرهت البيت .. كنت اتمنى اني ما رد البيت ولا اسمع سلسلة الطلبات اللي مادري كيف بدبرها ولا اشوف نظرة العجز في عين ابويه ...!. يا ريم نفسيتي استوت في الارض .. خسرت كل ربعي بسبة حقدي على الكل .. ما تملي غير واحد .. واحد بس ..! ..
ما كنت مثل باجي الناس .. انحرمت من احلا مرحله في حياة الانسان .. وهيه مرحلة شبابه .. ومتعة هالمرحله .. لا سيارة مثل الناس ولا موبايل ولا رزه .. انسان هامشي بنظر الكل .. صعب هالاحساس .. صعب انج تحسين انه الناس يشوفونج بنظرة احتقار .. ما تحملت نفسي يا ريم .. انا خالد اتعامل بهالطريقه .. !!...زاد حقدي وغلي ع العباد .. وقررت اني اعيش بروحي ويا ربيعي الوحيد الي تام .. وقررت اني اعتبر نفسي اله تشتغل وتنتج فقط لا غير ... !! ...
تغيرت حتى على نفسي .. ما عدت افهمها ... صعب انج تحسين انج مب فاهمه نفسج .!.. كل شي استوى صعب .. ويا الايام كنت اتناسى هالشعور .. بس اليوم ردلي .. ردلي بقوه ..!
عض خالد على شفايفه وتم يشوف السما .. وحس انه منهار ...
ويوم شافته ريم حست انه في عينه بريق مب طبيعي .. وعرفت انه خالد يحاول يحبس دموعه .. بالذات انه صوته بدا يتغير عند اخر الكلمات اللي قالها .. اول مره تشوف خالد بهالشفافيه .. كان حزين .. ومتأثر ..
ريم بصوت متأثر : خالد ..!
وهنيه غمض خالد عيونه ونزلت دمعه حاره منه هزت كيان ريم صاحبة الحب الصادق والمشاعر الصادقه ... تمت مبهته وتشوفه وهيه مب مستوعبه انه خالد يصيح لدرجة انها قامت ترتجف
خالد : اشتقتلهم يا ريم .. اشتقت حق امايه وابويه وهند وميره وراشد و ... اشتقت حق عمر .!
ريم : خالد دخيلك لا تعورلي قلبي .. دخيلك ...
اعتدل خالد في يلسته وطاح الرمل اللي تيمع في شعره على ويهه .. بس هو طنش وعرف انه النسيم كفيل اللي يطيره ... وقام يمسح دموعه اللي نزلت ... وما يدري ليش حس بالفشله من ريم .. وحس انه دمعته طعنت رجولته ...
خالد بصوت ثجيل : يلا نرد البيت ...
ريم : بس .!
خالد بصوت عالي : يلا انا بسبقج للسيارة ...
تمت ريم تشوفه بعيون مصدومة وهو يمشي بسرعه متجه صوب سيارته وتحس انه ثاير عليها وعلى نفسه وعلى احزانه ... تحس انه خالد ما عاد يحس انه في شـئ يـسـتحـــق عقب ما خسر أعز الناس له ... حست انه تايه في هالدنيا .. وغريب رغم وجود الكل حولـــه ... اليوم عيون ريم شافت صورة مناقضة تماما لخالد اللي تعرفه ...
قامت ونفضت الرمل من عباتها .. و ريلها سحبتها صوب خالد ..
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
ما زال مغمض عيونه بالرغم من ارتداد وعيه له من قرابة الربع ساعة .. كان حاس بوجود شخص حذاله ماسك ايده ويدعيله .. وكان يعرف انه هالشخص ما بيكون الا ربيعه الغــالي " سلطـــان " .. ابتسم مايد في داخله بالرغم من الالام اللي يحس فيها .. سواء كانت الالام الجسديه المتمثله بنغزات في اجزاء مختلفه من الجسم .. أو الامه النفسيه الناتجه عن انهدام صورة الاب القدوة اللي كانت دوم جدام عينه ...
استرجع مايد اللي صار من قبل ساعة او ساعتين او اكثر .. ما عاد يذكر .. استرجع الموقف اللي جمعه بخالد واللي خلاه يكره هالانسان كره مب طبيعي ..
" ليش أكرهه ؟! لانه قال الصدق ..!! .. لانه وعاني من الوهم الطويل اللي عشته طول هالسنين ..! .. كيف بغفر حق ابويه عقب ما عرفت عنه كل هذا ... عقب ما عرت انه .. انه نصاب وخوان ..!! .. ابويه انا ..! "
فتح مايد عيونه بصعوبة .. وتم يتأمل السقف .. وعقب صد صوب سلطان اللي كان حاط راسه جريب من راس ربيعه وراقد في امان ربه .. ابتسم مايد من خاطره يوم شاف رمز الوفا والاخلاص سلطان .. مسكين .. هو اكيد الي يابه المستشفى .. محد غيره بيفتكر فيه .. هز مايد ايده المشتبكه بايد ربيعه .. وما كان يقدر يهزها بالقو بسبة التكسير اللي كان يحس فيها .. بس هزته كانت كفيله بأنها تقوم سلطان ...
سلطان بصوت راقد : مايد ؟!
مايد ابتسم : شو رايك انته !؟
سلطان : يعلني افداك يا مايد .. خوفتني عليك ...
مايد : هيه مبين انك خفت عليه .. والدليل انك راقد طول الوقت ...
سلطان : ويا ويهك .. ما رقدت الا من نص ساعه يمكن .. ياللئييم
مايد : ههههه .. تعبتك ويايه يا سلطان ..
سلطان : افا عليك يا مايد ... انته تدري انه تعبك راحه .. وبعدين دام اني اسهر على راحة اخويه وربيعي فعرف اني مرتاح
مايد :صدق اللي قال انه الصديق وقت الضيق ...
سلطان : شو قصدك يالدب .. يعني انته ما كنت واثق فيه الا يوم طحت هالطيحه
مايد : هههههه تبا الصدق هيه ...
سلطان : طول حياتك ناكر للجميل ...
مايد : من عاشر القوووم
سلطان : المهم المهم .. شحالك انته .. بشو تحس ؟!
مايد : احس اني متكسر متكسر متكسر .. بشكل ما تتوقعه .. احس انه جسمي كله يعورني يا سلطان ...
سلطان : سلامتك يالغالي ...يعلها ف عدوينك ..
مايد : اه يا مايد ... حتى عدويني ما اتمنالهم اللي صارلي ..
سلطان : مايد .. بإرادة رب العالمين وتفائلنا ان شالله بنتغلب على مرضك هذا .. ولا تنسى ربنا ويانا .. والنعم بالله ..
مايد : والنعم بالله ..
سلطان : خلني عيل اتصل في ولد عمك اطمنه عليك ..
مايد بصوت منفعل : لا ...
سلطان باستغراب : ليش ؟!! .. حليله كان خايف عليك .. وهو اللي يابك المستشفى ..
مايد صد عنه الصوب الثاني ... وما رد عليه .. ما عاد يبا يشوف خالد ولا يسمع عنه حتى .. وحتى لو كان صادق .. خلاص ما عاد يبا يعترف فيه ...
سلطان : ها ش قلت اتصل ولا لا ..؟
مايد : لا تتصل يا سلطان ..
سلطان : تبا الصدق يا مايد .. كنت حاس ان خالد ورا طيحتك هاي ..
مايد : الله يسامحه ..
سلطان : شو اللي قاله لك ؟
مايد عض على شفايفه وهو ما زال صاد عن ربيعه .. هو مب متعود يخش على ربيعه شي .. بس هالموضوع حساس .. هالموضوع فيه سمعه وشرف .. ما بيقدر يصرح فيه جدام سلطان .. ولا بيقدر يجذب .. ماشي غير انه يكون صريح ..
«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»«»
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
مايد : ما اقدر اقولك شو اللي دار .. لين ما اتأكد من صحة كلامه ع الاقل ..
سلطان : على راحتك يا مايد ...
مايد : انزين سلطان متى بيرخصوني .!؟
سلطان : الدكتور قال بيخليك تحت الملاحظة كم يوم .. ويوم قلناله انه سفرنا ورا باجر ان شالله .. قال بيشوف حالتك لين باجر وعقب بيرد علينا خبر ..
مايد : بس انا بخير الحين ..!
سلطان : الدكاتره اعلم ...
مايد : يبالي ارد البيت ازهب شغلي .. انا مول ما رتبت اغراضي ..
سلطان : لالا لا تخاف .. خالد وصى الرضيعه انها تزهبلك كل شي ..!
مايد رفع راسه شوي لانه ما استوعب رمسة سلطان ..
مايد : خالد ...! .. الرضيعه .!؟ .. شو تخربط انته ؟!
سلطان : آآ .. ترا .. مادري والله شقولك
مايد بانفعال : خلّود خبر اهليه في السالفه ..!؟ قالهم عن مرضي .!؟
سلطان : لالالالا .. بس .. بس يعني نحن يوم يينا المستشفى كانت وحده من خواتك ويانا .. وهيه سمعت كل شي
مايد : شووووه ..! .. سمعت كل شي ! .. كيف سمعت كل شي .. ويعدين شو يايبنها اصلا المستشفى ... انا يوم كنت ارمس خالد محد كان ويانا .. وكنا برع ...
ضرب مايد ايده بالقو على طرف الشبريه وهو حاس بحره في صدره من خالد
مايد : اخ يالنذل يا الحقير يا خالد ..! .. هذا وانا مأمننه انه ما يخبر حد ..!
سلطان : لا تظلمه يا ريال .. اقولك هيه سمعت الدكتور وهو يرمسنا .. ويوم عرفت انهارت .. يعني هيه ما كانت تعرف شي من قبل ..
مايد : اصلا شو يايبنها ويانا ..!؟ .. اكيد هو اللي زقرها وقالها تعالي .. ولا ليش بتي ... اخ يالحقير .. يبا يدمر اختي بهالخبر ... بس ماعليه .. يصير خير .. يصير خير ...
سلطان : هد اعصابك يا سلطان .. وان شالله ما عليها شر ... بس انته هد اعصابك ..
مايد : كيف تباني اهدي اعصابي وانا اشوف هالخالد وهو يسعى انه يدمرنا واحد واحد .. ما كفته طيحتي هاي .. بعد يبا يخلي اختي تنهار .. عنبوه هذا ما يحس على دمه ...!
سلطان : اففف مايد العصبيه مب زينه لك .. انته تعرف انك مريض ... والعصبيه يمكن تنشط الخلايا السرطانيه ويتطور اكثر مما هو متطور ...
غمض مايد عيونه بالقو ... وحس انه يبا يضرب سلطان عشان يطلع شوي من حرته من خالد ..
سلطان : انا ساير ازقر الدكتور ... عشان نعرف متى بيرخصك .. و انته هد اعصابك لين ما اسير وايي .. تفهم ؟
حرك مايد راسه بالقبول وهو مال زال مغمض عيونه ...
" يصير خير يا خالد .. يصير خير "
في بيت حميد ..
طلع حميد من الغرفة عقب ما سمع كلام حرمته عن الحلم المروع اللي حلمت به اليوم ... واللي اظهر حميد على شكل وحش ياكل عياله بدون رحمه ... الكلام اللي قالته حرمته رجّع له الاحساس بالذنب اتجاه عيال اخوه بالرغم من محاولاته لتصليح ما فات .. كان مقدر كمية الخساره اللي الحقها بأخوه نتيجه لسرقته لحلاله .. وكان ناوي يردها بشكل تدريجي ويكتبها باسم عيال اخوه ... بس للحين ما اوفى بوعده اللي اتخذه اتجاه نفسه ... بالرغم من انه النيه ما زالت موجوده .. وبالرغم من انته تكفل بكل مصاريف حياتهم ..
حس حميد بنار في يوفه .. و حس انه غرفته ما عاد فيها هوا يكفي لشخصين .. لذلك شل بعمره و ظهر برع الغرفه لعل وعسى يتخلص من هالاحاسيس الغريبه اللي كان يحس فيها ...
حاول يدور تفسير ثاني لحلم حرمته .. بس ما حصل ... كان يدور ويدور ويرجع لنفس النقطه ...
" انا اكل عيالي ...؟... ليش عيالي .؟! ...انا ندمت على كل شي ؟؟ .. وناوي ارد كل شي ... بس شو تفسير هالحلم ...! .. وليش عيالي هم اللي تضرروا منه .. "
شعور غريب انتاب حميد من ورى حلم شيخه .. وحس انه خايف على عياله من تفسير هالحلم ..
فوقف و تحرك صوب غرف عياله وما كان يدري انه ولا واحد منهم يرقد في البيت ... وصل صوب ركن الغرفه .. وكان ترتيب الغرف كالتالي ...
غرفة ميره وهند .. " خاليــه حاليا "
غرفة ريم ..
غرفة نورة .. وعقب ممر صغير ..تتلوه ثلاث غرف ثانيه وتشمل كل من عبدالله و مايد و خالد على الترتيب .. بالنسبة لغرفة خالد فهيه الابعد ...
مر صوب غرفة ميره وهند واللي توله على حسهم و الحياه الحلوة اللي ظافوها للبيت في مدة يلستهم القصيره .. ودعالهم من خاطره ووعدهم انه كل شي بيتصلح ... مشى شوي شوي صوب غرفة ريم .. ريم بنت الدلوعة اللي يتخبل عليها وعلى دلعها .. وبنته المطيعه له دوم .. واللي يحب انه يسولفلها يوم يكون متضايج ... رفع ايده ودق الباب .. وكان يبا يتطمن عليها .. وحس انها مب راقده لانه بالعاده تواصل للصبح .. دق الباب كذا مره بس محد رد عليه ... وقال اكيد يالسه تحت تشوف التلفزيون .. ولا انها غيرت روتينها وقامت ترقد فليل .. سار عقب لغرفة نورة بنته العوده اللي افتقد وجودها ف البيت .. لانه ما شافها من كذا يوم ... وكرر نفس الحركه .. بس بعد محد رد عليه ... " وينهم البنات ..!؟" .... هز رساله باستغراب ز ...وكمل دربه .. وصلنا لغرفة عبدالله الولد العود واللي ما يتبادل ويا ابوه أي حوار الا بالنادر .. واللي من سافر ما فكر يتطمن على اهله ز.. بس ما هالشي حميد كان متطمن عليه دام انه ويا هند صاحبة الامتياز ... وصل عقبها لغرفة مايد .. ودق اللباب .. وما انتظر رد ... لانه فتح الباب دام انها غرفة ولد فمب مشكله .. وشاف العفسه اللي ف غرفته ...
حميد : مايد ..؟ .. وينك يا مايد ...؟!
بس لا حياة لمن ينادي حميد ... محد رد عليه .. وهالشي خلاه يسير صوب الحمام بس كان مفتوح ومحد فيه ...
" غريبه ..!؟ وين ساروا العرب ...؟! ... وينهم عيالي ...!؟ "
طلع حميد من غرفة مايد وتوجه عند اخر غرفة موجوده .. وكان الباب مبطل ع الاخير .. ويوم طل شاف انه الغرفه مرتبه بس في جسم صغير راقد .. وكان جسم علاوي ... مشى حميد صوبه .. واستغرب انه خالد مخلي اخوه يرقد بروحه ف الغرفه ... يلس حميد حذال جسم علاوي الصغير ... وباسه على راسه وهو يبتسم
" اوعدك يا ولد اخويه اني اعيشك حياة مختلفة عن حياة اخوانك .. واني اعوضك عن امك وابوك ... "
عقبها طلع حميد من الغرفة .. وكان على وشك انه ينزل تحت عشان يسوي لفة ع الطابق الارضيي لعل وعسى يشوف حد .. وكان الطابق الارضي مظلن ... وكيبلات اللاضاءة موجوده تحت .. فنزل شوي شوي عشان ما يطيح .. ويوم وصل عند الكيبل وكان على وشك انه يفتح الليتات اصطدم بجسم .. وسيده سمع صرخه نسائيه ميزها زين ... كانت صرخة ريم ... ويوم فتح الليتات .. انصدم يوم شافها لابسه شيلتها وعباتها ... وحس انه الدم تيمع في ويهه .. ولعب الشيطان لعبه .. وبدت الافكار السودا تغزو راس حميد
حميد : انتي وين كنتي ..!
اهنه ريم حست انه عينها بتطلع وقلبها بيوقف نبضه .. وانه خلاياها تجمدت .... وما عرفت شو تقول وكان كلامها مقطع ...
ريم : أ أ ... أانا .. ابويه انا ..
حميد بانفعال يود ريم من جتوفها وقام يهزها بالقو
حميد : انتي شوووو .!!! قولي من وين يايه ..!؟ من وين يايه يا مسودة الويه ف هالليل ... !
ريم بخوف: ابويه انا كنت ..
حميد : كنتي شو ..! .. هذا اللي يوثق فيك ويعطيج حريتج ..! .. هذا اللي يأمنكم على شرفه وسمعته ... تطلعين ف انصاف الليالي يا ريموه..!
ريم كانت تهز راسها بالرفض .. وتحس انه لسانها ثجل وما عاد قادر يتحرك ...وفي حزتها دخل خالد بس حميد ما حس عليه .. وكان يفاتن على ريم وهيه واقفه بخوف جدامها ...
حميد : ما تنطقين ..؟! وين كنتي يا ريموه ..!
ريم : ما كنت ف مكان يا بويه .. صدقني ...
حميد : وتجذبين وانا زاخنج ..! .. عنبوه انتوا ما تخافون على سمعتكم ولا سمعة ابوكم ... الساعه 2 فليل وانتي توج راده ..!!
ريم بخووف شديد: لا يا بويه لا ...
حميد دز ريم بعيد : شو هو اللي لا يالحماره ... !!!
اهنه تجدم خالد صوب عمه و مسك ايده عشان ما يضرب بنته ... وحط عينه في عين عمه ...
خالد : ريم كانت ويايه يا عمي ...
شهقت ريم بصوت عالي ... وحميد بطل عيونه ع الاخير من جرأة خالد وهو يقول هالجمله ... " كانت ويايه يا عمي ..!؟ "
حميد : شو ه ...! كانت وياك ..!
خالد : هيه نعم كانت ويايه ...
حميد : شو تسوي وياك ..!؟ وبأي حق تاخذها وياك ؟؟؟
ما كمل خالد كلامه لانه لصدمة الثالثه وصلت في حينها .. وكانت الصدمه هيه دخول نورة للبيت وهيه لابسه شيلتها وعباتها ... !!
في بيت حميد
الميلس الخارجي ..
بعد مراسم الدفن
بدت جموع المعزين تتوافد على بيت حميد لتلبية واجب العزاء بوفاة بجره عبدالله ... ونظرا لانه معارف حميد وايدين ... فالميلس كان full .. والناس يايين من كل حدب وصوب ...
الكل كانت عينه على حميد ... الاب المكلوم ...اللي يتجرع الم فراق بجره " عبدالله " ... عبدالله اللي راح في عز شبابه وحيويته .... راح وهو معرس يديد ... راح عقب ما عاش عابر سبيل ف هالدنيا ... عبدالله راح وما ظن انه فيه حد بيصيح عليه .. راح وهو ظان انه محد بيحزن عليه ... راح وهو متأكد انه الكل بيسعد بموته ....
راح عبدالله وخلى عايلته وراه ... تتجرع مرارة الفراق .. وصعوبه التأقلم ... والحزن والفجع على فقديهم الغالي ....
حميد كان يصيح ودموعه مب طايعه تجف .. يصيح بألم ... يحس انه قلبه يتعصر ويحترق من داخله .... ما كان متوقع انه عبدالله يموت بهالطريقه وبهالسرعه .... صدمته بعبدالله فاقت كل الصدمات .... تمنى لو الله خذا امانته قبل ما يعيش لهاليوم ... الصدمه أثرت عليه وشلت تفكيره .. وخلته انسان ضعيف جدام وفود المعزين .. انسان يستحق الشفقه ...!!
بو محمد اللي كان يالس حذاله حس فيه .. حس بألمه وحرقة قلبه ....حس انه حميد يتألم من داخله .. وانه محتاج يفضفض
بو محمد حط ايده على جتف حميد
بو محمد : وكّل ربك يا حميد .. مب زين اللي تسويه في عمرك .!!
حميد وهو يمسح دموعه بسفرته وبصوت مبحوح
حميد : مب قادر استوعب اللي صار يا بو محمد .. كل شي استوى فجأة ... هذا ولدي ... ولدي العود ...!! كيف يسير بلمحة عين ..! كيف يتركنا بهالسرعه ويسير ..!!
بو محمد : اذكر ربك يا ريال ... هذا قدر ومكتوب.. محد يقدر يتدخل فيه
حميد وهو يهز راسه وما زالت دموعه تنزل ...
حميد : لا اله الا الله ....
بو محمد : لكل شي اجله ... وهذا اجل ولدك ....
حميد : آآآآآآه يا بو محمد ... احس بنار في داخلي.... كل ما تذكرت انه عبدالله
"سكت شوي "
.. كل ما تذكرت حسه .. شكله ... حركاته .... .. اخر كلماته .... كل ما اتذكر انه .. انه ما بيرد احس اني مخنوق ..! ...
زاد ت دموع حميد .. بو محمد نزل راسه .. وما عرف شو يقول ...
: اللي استوى صدم الكل ... والكل حزنان عليه ....الله يرحمه
حميد حط ايده على صجره وحس صدق انه الهوا انعدم وانه ما عاد يتنفس ....
حميد : حزن الناس على غيرهم ما يدوم ...يوم يومين وبينسون عبدالله ... بس انا ... حزني انا بيلازمي العمر كله ...جرحي بخسارة ولدي ما بتبرى يا بو محمد.. !
بومحمد يود ايد حميد
بو محمد : ناس تموت وناس تحيا يا ولدي ... وكّل ربك ! هو اللي عطى وهو اللي خذا
حميد مسح دموعه: والنعم بالله
بو محمد : انته لازم تقوي عمرك يا حميد .... عشان عيالك واهلك ع الاقل ..!!
حميد : عيالي ..!! حالتهم ما تسر يو محمد .. ام عبدالله منهاره ومب محصله اللي يصبرها ويخفف عليها .... والبنات حالتهم مب احسن عن امهم.. ومرته .. مرته يا بو محمد تخبلت علينا ... !!
بو محمد : الله يعين ام عبدالله وحرمته ... الصدمه اكيد كانت كبيره عليهم ...
حميد تنهد بحراره : الله يكون ف عون الجميع ... محد مستوعب اللي استوى ... وما ظن حد بيستوعبه
بو محمد : لازم توقف وياهم .. لين ما تعدون هالازمه
حميد : نتعداها ..!! .. يا بو محمد انا في داخلي نار .. نار ماظن انها تطفى في يوم ...كيف تباني اوقف وياهم وانا مب قادر اقوي عمري ...!
بو محمد : يا بو عبدالله انته مب اول واحد تخسر ولدك ... عيل اللي خسر اهله كلهم شو يقول ..!! واللي ما تمله حد شو يقول ..!! ...
حميد : لا تحاول تخففها عليه يا بو محمد ... جرحنا ف عبدالله كبير ...
بو محمد هز راسه بأسف : البركه ف مايد ان شالله ...
حميد رفع راسه وفتح عيونه مثل المصدوم او اللي سمع شي مب طبيعي
حميد : مايد ..!!!
بو محمد استغرب : هيه مايد ..!
حميد دمعت عينه من يديد وتم يشوف بو محمد بنظرة الحزين المنهار ...
بو محمد خاف : بلاك يا بو عبدالله ..!! مايد فيه شي .!؟
حميد بصوت واطي : مايد للحين ما يعرف عن اخوه ...
بو محمد : شوو!!!! وليش ما خبرتوه ..!!
حميد : ف هالظرف الواحد ما يعرف كيف يتصرف .. وجان تبا الصدق يا اخويه مادري كيف بقوله ..!! كيف بقوله انه اخوك ... اخوك مات ...!!!
بو محمد : مهما كان الموقف صعب ... لازم تقوله ..! لا تخليه يسمع من برع ...!
حميد : ادري يا بو محمد ... بس انا هاليومين مب عارف كيف اتصرف ...! واحس اني مشوش
بو محمد : مع هذا لازم تخبره ... مب حلوه يسمع الرمسه من برع .. ولا تنسى انه ف غربه
حميد : صدقت ..
بو محمد : اليوم بتخبره اكيد ..؟
حميد : ان شاء الله خير ..
بو محمد : لازم تخبره ...اليوم لازم يعرف
حميد : اه بخلي خالد يخبره ... انا ما عندي الجرأه ....
صد بو محمد صوب خالد اللي كان يالس بعيد شوي عنهم وحذاله عمر ربيعه...
بو محمد : الا شخباره وياك ؟
حميد تنهد وحس انه مب وقت الاسئه هاي ..
حميد : الحمدلله الحمدلله ...
بو محمد : الله يهديهم يميع...
حميد : امين
جهة ثانيه من الميلس
خالد كان معدوم التعابير ... ويهه ما يحمل أي ملمح واضح ....!! يحس انه موجود ومب موجود ... يشوف الناس بنظرة ضايعه ... يتريا منهم جواب لكل تسائلاته ...
غمض خالد عيونه بالقو ..
" أه .. شو سر هالاحساس اللي ينتابني ...!! ليش احس اني السبب ف اللي استوى ..!! ليش ..!!! "
خالد ..كان يبا يسمع الكلمه من يديد ... يبا يسمعهم وهم يقولون " يا خالد ... ترا عبدالله مات " ....
ما كان هدفه انه يتلذذ بهالكلمه ... لا ..! ....
كان يبا يستوعبها ... يحللها في مخه ... يجزأ حروفها ويعيد ترتيبها .... ..!!!!
بس ف النهاية بيوصل لنفس النتيجه ... عبدالله راح ..!
حس خالد انه العالم خسر انسان ... مهما كان هالانسان .. ومهما كانت افعاله .. مهما جتل وعذب وسرق و استباح .... يظل انسان ... !! انسان بلحم ودم ومشاعر ..!
عاد خالد هالكلمه كذا مره ... مشاعر.!!.. المشاعر اللي ما عاد الكل يحسبلها أي حساب ... المشاعر اللي اذا ما حصلت حد يراعيها .. تجلب حال الانسان و تخليه يفكر بالانتقام من اللي حقّرها ..!! المشاعر اللي دفعت بعبدالله انه يضيع حقوق الناس ... اللي خلته يظلم هند ... اللي خلته يسجن راشد ... االمشاعر اللي دفعته للموت ....!!
" أه يالدنيا كيف انتي صغيره من كم يوم كنت اهدد واتوعد انه موت عبدالله ما بيكون اللي بإيدي ... من يومين بس كنت اقول اني ما برتاح اللي يوم بيموت ..!! ..بس يوم تحقق اللي ف بالي ..!! تغيرت مشاعري ... "
رد خالد لنفس الكلمه ... الكلمه اللي حس انه كل ما بيقولها بيتذكر نهاية عبدالله ..!!!!
بيتذكر الانسان اللي كان ضحية حرمان ونقص ..!!!
غمض خالد عيونه بالقو ... ووقف ...
وقوفه اربك عمر ... اللي شافه .. وسحبه من ايده ويلسّاه
عمر : تخبلت انته ...
خالد : ابا اطلع يا عمر .. ابا اطلع ..!
عمر : ياخيي لو ما كنت تحبهم ... ع الاقل احفظ ماي ويهك جدام العرب ..!!
تم خالد يشوفه بنظرات حقد ...
عمر : بلاك تشوفني جذيه ..! انا ما قلت شي يا خالد .. استهدي بالله وتم يالس .. العزا توه ف بدايته ..!!
خالد ضغط على ايد عمر بالقو : بس انا مب قادر ايلس ... احس اني بموت اذا يلست اكثر ..!!
عمر : ليش عاااد ..!!
خالد : مادري .. مادري شو اللي ياني من يوم ما سمعت انه مات ... عمر انا بظهر .. بظهر شوي وبرد .. صدقني ما بطول ...
عمر : وين بتسير ..!؟
خالد : مادري .. بتمشى بسوي أي شي ينسيني ..
عمر : ماظنتي بتنسى .. بس سير .. يمكن تخفف على عمرك شوي ...
خالد سحب ايده عن ايد عمر ... وطلع برع الصاله .. وانظار البعض كانت تتبعه
***
في بقعه ثانية من العالم ...
ميره كانت يالسه وحاطه ايدها على خدها وحاسه بضيجه فظيعه من يومين ...... وحذالها يلس محمد اللي كان يشوف التلفزيون .... ومندمج بالفلم ...
شافت ميره ريلها ...
ما كان حاس بضيجتها ... هو لو كان حاس ما كان بيخليها ف حالها ... بس هالمره محمد ما حس فيها ....
تنهدت ميره و وسارت صوب البلكونه ...وطلعت برع ...
في عينها قلق و خوف... وقلبها منقبض ... من شو ؟ ... ما تدري ..!!! .. تمت ميره تشوف الساير والراد نظرة عشوائيه وما فيها تركيز ....لعل وعسى تنسى هالشعور السخيف اللي حاسه فيه
لاحظ محمد حركتها ... وحس انه مرته فيها شي ...من يومين وهيه مب على بعضها ... وهو ما سألها .. توقع انها تقوله .. او يمكن يكون من الحمل ... بس اليوم الضيجه مب طبيعيه ...
قام من مكانه وسار صوبها .. ومشى شوي شوي ... ويوم وصل شافها وهيه تتأمل الناس وفي عينها بريق مب طبيعي ..... محمد حط ايده على جتفها ...وهيه نقزت ... ويوم صدت شافت ريلها وهو مبتسم ابتسامته المعتاده
محمد : بلاها حبيبتي ؟!
صدت ميره صوبه وابتسمت بدون نفس ..
ميره : ما فيني شي حبيبي ..
محمد بشك : علينا هالحركات ...!!!!
ميره : صدق محمد ما فيني شي ... ليش ما كملت الفلم ..؟
محمد : تبيني اشوف اعز انسانه على قلبي ضايجه واكمل الفلم ؟!
ميره نزلت راسها : فديتك والله .. صدقني ما فيني شي
محمد : اسف ما قدر اصدقج ..!!
ميره : ليش ؟!
محمد : لانه عيونج فاضحتنج ..؟
تمت ميره تشوف الارض وما ردت ....
محمد بحنيه : انا ضايجتج بشي ؟!
ميره بسرعه : لا .. انته مستحيل تضايجني بشي !!
محمد :مممم عيل ولدنا المنتظر متعبنج ؟!
ميره هزت راسها : لا ... الحمدلله الحمل مريح ...
محمد : عيل شبلاج ؟!
ميره تنهد وردت تشوف الساير والراد ... وسكتت لثواني ... وعقب ردت
ميره : محمد ..
محمد : عيونه ؟!
ميره : انا ... انا حاسه انه شي مستوي
محمد : شي مستوي ؟! ... كيف يعني ؟!
ميره : حاسه انه في شي مستوي ف الامارات
محمد : مثل شو يعني .!؟
ميره دمعت عيونها بتلقائيه ... بس ما صدت صوب ريلها ...
بس محمد حس بهالدموع ... وما استغربها ... لانه مرته حساسه و رقيقه بشكل مب متوقع ....
محمد : حبيبتي قولي اللي ف خاطرج .. شو اللي بيستوي يعني .؟
ميره بصوت واطي : يا ليتني اعرف ؟!
محمد : شو اللي خلاج تحسين بهالاحساس .؟!
ميره : مادري ... اتصل ف هند ما ترد عليه ... وخالد غالق موبايله ... حتى بيت عمي ما يردون .. كل هالامور شغلت بالي ...!!
محمد : غريبه ...!! .. اليوم اتصلتي ؟!
ميره : لا من 3 ايام وانا اتصل .. وماشي فايده ...!!
محمد : معقوله ؟....
ميره : قلبي قارصني محمد .. اخاف انه فيه شي مستوي عليهم !
محمد : معقوله شي بيستوي وما بيخبرونج ؟!
ميره : مادري ..يمكن خايفين يخبروني .. يمكن ..... مادري مادري محمد .. بس قلبي ناغزني ...فيه شي صدقني .. فيه شي ...
يلس محمد يشوفها بنظرة غريبه ...
ميره : بلاك تشوفني جيه ...!
محمد : مممممم تبيني اطمنج ؟!
ميره بلهفه : كيف ..!!!
محمد : ما يبالها .. بتصل ف علايه .. وبتخبرها عن اهلج ...
ميره : اووف هاي كيف فاتتني ... !
محمد : ههههههههه الحمل مأثر عليج ...
ميره ابتسمت ...: يمكن .. يلا يلا اتصل بسرعه
محمد : موبايلي ف الصاله ...
ميره دزته برقه : يلا نسير هناك ..
!
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
ضحك محمد ودخل الصاله وايد ميره على ظهره .. وجنها تدزه عشان يوصل بسرعه ... واول ما شاف الموبايل شافها وابتسم .. وشله واتصل بعلايه
تم الموبايل يرن و يرن بس محد رد ... وعين ميره المتلهفة هيه اللي خلته يصبر اكثر ع المكالمه ... وعقب مده .. ردت عليا ...
عليا بصوت واطي : ألو ..
محمد غمز حق ميره ...
محمد : السلام عليكم ...
عليا : وعليكم السلام
استغرب محمد من نبرة صوتها الواطيه والحزينه ...
محمد : شخبارج عليا .؟!
عليا : الحمدلله ع كل حال ...!!
محمد عقّد حواجبه .... وخاف يسألها بطريقة مباشره ..وتجاوبه بجواب غير متوقع
محمد : آآآ شخبار الوالده ...؟
عليا : بخير ...
محمد : وينها عنج عيل ؟
عليا :مخلتنها ف البيت ...
محمد : ليش انتي وين ؟!
عليا : وين بكون يعني ...!!
محمد استغرب : مادري .. وين ؟!
عليا : محمد ..!!!!
محمد : عليا بلاج !؟
عليا : محمد مب وقت استهبالك الحين ..!! يعني مب جنه ...
سكتت وما كملت .! و محمد ترواله انه سمع صوت صياح بس تجاهل هالشعور
محمد : مب جنه شو ؟؟! ... بلاج عليا ... ليش جيه ترمسيني .؟! انا سألتج بس انتي وين ...!!؟
عليا صوتها صدق تغير
عليا : ف بيت عمي حميد ....
محمد : وليش مخليه امايه ..!؟
عليا بنوع من العصبيه : يايه اقدم واجبي اتجاه ربيعتي .. وامايه توها كانت اهنيه بس ردت البيت ..!
محمد استغرب : واجبج ؟! أي واجب ؟!
عليا حست انه اخوها مثل الاطرش ف الزفه ومب عارف شي ..." غريبه .. امايه قالت انها بتتصل به الصبح وبتخبره ؟ معقوله ما يكون عارف ؟!"
عليا بتردد: محمد انته ما عرفت ؟!
محمد بخوف : عن شو ...!!!!
عليا : عن ... عن ...
محمد قاطعه : عن شو ..!!؟
عليا : آآآ اقولج محمد انا عقب بتصلبك ..
محمد : شو عقب وما عقب ....!! قولي طفرتيني ..!!!!!
عليا بصوت واطي : مادري شقولك ... بس ...
محمد : اوهوووو .. بس شو ..!!
عليا : عبدالله ...!
محمد عقب ما سمع كلمة عبدالله ... وقفت ميره وراه .. وجنها تقلد حركاته ... حس امحمد نه الحين بيستقبل مصيبه ..... مصيبه ما كانت ع البال ...!!
محمد بخوف : بلاه ؟!
عليا سكتت وما عرفت كيف توصل الخبر لاخوها ...!!! ...صدق ما كانت تحب انها تنحط بهالمواقف ...!!
محمد : عليا بلاج سكتي ..!! قولي شو السالفه ؟!
عليا : محمد .. عب ... عبدالله ... محمد عبدالله توفى اليوم الصبح ...!!! توفى بحادث
محمد تصلبت كل ملامح الحركه فيه .. وحس انه في شي ضربه على راسه وأثر على فهمه واستيعابه .... ردد الكلمات في داخله ... عبدالله ..... مات ..؟ مات !!!!!!
محمد : ش شو تقولين ..!؟ مـ ... مات ..!!!!!
سمع محمد حذاله صوت شهقة قويه .. ويوم صد شاف ميره حاطه ايدها على صدرها .. وفي ويهها علامات الخوف ....
لا اراديه سكر التيلفون على ويه عليا وركض صوب حرمته ..ويودها من ايدها ...
محمد : ميره ...!!!
ميره تمت تشوفه بعين مصدومه .. هيه للحينه ما عرفت منو اللي مات ... بس خوف الصدمه هو اللي مسيطر عليها ....!!! كانت تبا تعرف وبنفس الوقت ما تبا تعرف ...!!!
ميره : مـ ... مــ نو اللي مات يا محمد !!
محمد نزل راسه .. حس انه الصدمه متملكتنه ... تذكر كلمات عليا
" محمد .. عب ... عبدالله ... محمد عبدالله توفى اليوم الصبح ...!!! توفى بحادث"
وهالمره هو اللي صاح ...!
كان يصيح ربيعه ... يصيح الانسان اللي كان وما زال يسكن ف داخله .... الانسان الي كان في لفتره اعز انسان ف حياته .. ربيعه ..!!! ربيعه ..!!
صاح محمد صاح و جدامه كان يمر شريط الذكريات ... شريط الذكريات اللي جمعته بعبدالله .... !!
أما ميره فما زالت تشوفه بنفس النظره ....نظرة الخوف والرعب ... نظرة الترقب و الفضول ... دموع محمد خوفتها ... هزتها ...!!!! هيه عرفت انه في حد متوفي ... بس منو بيكون ؟!!!! . بدت تتنفس بشكل واضح وبصوت عالي من شدة الخوف...
حطت ميره ايدها على راس محمد ... وفي داخلها مليون سؤال وسؤال ...تتريا اجابته من محمد ...
ميره بصوت خايف : محمد ...!! قولي دخيلك ..!؟ منو اللي مات ..!!
ما رد محمد وتم يشوف الارض ودموعه تنزل بغزاره .. وبدا صوته يعلى
ميره بصوت واطي : محمد ...!
رفع محمد راسه وعيونه مليانه دموع .. شافها بحزن ..تأمل ملامحها المرعوبه ... ملامحها اللي تنتظر الجواب عشان تستقر ... !!
تردد محمد ... ما عرف كيف يبلغ هالانسان الرقيقه خبر وفاة ولد عمها وريل اختها ... كيف يوصللها الخبر بطريقه تتقبلها ...
ميره بصوت اعلى : محمد شو مستوي ..!!! قوولي دخيلك ..!! منو هذا الي مات ....!!
ما قدر محمد يتحمل اكثر عن جيه .. ما قدر يتحمل ... عق بعمره على حرمته ولوى عليها بالقو وهيه يصيح بصوت عالي ومسموع
وهيه تحس بدموعه ...!! تحس فيها وتحس بمرارتها ... تحس انه محمد فقد انسان عزيز ...وخسارته فيه مب شوي .... بس منو هالانسان ..!!!!!!... منو ..!!!!
مرت فترة قصيره جدا من البكاء
وعقبها نطق محمد ... قالها بصوت واطي ... قالها وهوه خايف من نتايجها .. بس كان لابد انه يقولها
محمد بصوت مبحوح: عبدالله ... عبدالله اللي مات يا ميره ... عبدالله ..!!!
قالها محمد وغمض عيونه بالقو ..ما بغى يشوف أثر كلامه على ميره ... خاف من ردة فعلها ... خاف عليها وعلى الجنين ..!!
بس ما طولت ميره بردة فعلها .... عقبها بثواني .. حس محمد انه جسم ميره بدا ينساب من بين ايدييه ... انساب شوي شوي .. وهو مب قادر يسيطر عليه .. انسابت ميره لين ما استقرت على ارضيه الشقه...!!!
بس عينها ما زالت معلقه بعين محمد ...بس هالمره النظره تغيرت ... النظرة ما كان فيها خوف .. كانت اقرب لعدم الاستيعاب ... واقرب للشك ......
ميره بصوت متقطع : عبدالله ... م م منو عبدالله ...!؟ ولد عمي ..؟ ولد عمي انا مات ..!!!!
شافها محمد ... ودموعه كانت ابلغ ....
بحزم : رد علي ..!!! ولد عمي هو اللي مات ...!؟
هز محمد راسه وعيونه ما زالت تنزف دموع ...
ميره هزت راسه بالنفي : لا .. لا يا محمد ... انته اكيد غلطان ..!؟ انا .. انا من كم يوم مرمسه هند وكانت تقولي انه .... انه عبدالله بخير ...بخير وما فيه شي ... !
لالا محمد .. اتصل ف خالد اتأكد ... ولا اقولك ... انا بتصل ف هند .. بتصل فيها وبتشوف انه بخير ... صدقني ... صدقني ...عطني موبايلك .. خلني أأكدلك انه اللي مات مب ولد عمي ... اكيد واحد ثاني ... اكيد صاير لبس ؟؟؟... عطني يا محمد لخني أأكدل هالشي
كلمات ميره زادت من عذاب محمد النفسي وألمه على ربيعه .... تمنى لو كان كلام ميره صحيح ..تمنى لو انه ف الموضوع لبس ... . بس للاسف ... كلامها كله ناتج من صدمه ...!!!وهو حب هالصدمه .
عبدالله مات ... هيه نعم عبدالله مات يا ميره ...
.يلس محمد ع الارض وتم يشوف حرمته اللي كانت تشوفه بنظرة الانسان المتشكك .... ما زالت مب مصدقه ...!!
تم محمد يشوفها ... وعقب تقرب منها ... وسحبها لصدره ...وضمها بالقو ...
وبعد هالحركه ... استوعب ميره اللي صار .. وفهمت انه عبدالله ولد عمها هو اللي مات ... وانه كل شي صار ... ووعرفت انه لا مفر من الموت ... عقبها بس بدت تصيح بصمت
***
طلع خالد من الميلس عقب ما حس انه اختنق من جو العزا الكئيب ... وبصراحه ... ما كان جو العزا هو اللي خانقنه كثر ما كان تعبان من التفكير بعبدالله واللي حصلّه ... كان يتمنى لو تكون له القدره ولو لثواني انه يطلّع صورة عبدالله من باله .. يتمنى لو يقدر يفكر بشي ثاني غير عبدالله ... يتمنى لو يقدر يتخلص من كلام عبدالله اللي يرن ف اذنه .... كل هالامنيات كانت تدور ف باله .. ويدورلها منفذ ...
"عبدالله : الله يخليج يا هند ... اسمعيني .. انا مستعد اتوب ... بس لا تخلينه يسير عند الشرطه . مستعد اودر المخدر والخمر .. واستوي ريال زين .. لا .. وو بعد مستعد اطلّع راشد من السجن .... وبعد بطلقج ... وبخلي راشد يتزوجج ....بس دخيلكم مابا اسير السجن ... دخيلكم انا ولد عمك استروا عليه ... دخيلج يا هند .. دخيلج ....دخيلج مابا انعدم ... مابا اموت ...."
تنهد خالد ..هالكلمات ف حزتها كانت بالنسباله جذبه يبا ينفذ فيها عبدالله ... بس شو كان بيستوي لو ما هددوه بالسجن وخذوه بالسياسه ...!! شو كان بيستوي لو عطوه فرصه اخيره ...!! شو كان بيستوي لو صدقوه ...!!!
التفكير بعبدالله استوى متعب ..ومرهق ... ومزعج بالنسبه لخالد ....
ما حس خالد انه طول مدة تفكيره كانت ريوله تسحبه لفيلا عبدالله و هند ...الفيلا اللي شهدت اخر تواجد لعبدالله ف هالحياه .. طلع منها ... وبعدها طلع من الحياه كلها ....
الموت شي مخيف ... احساس مؤلم ومربك ... و موعد مجهول ...!
بهالكلمات عرّف خالد الموت ..!!!
وقف خالد جدام الفيلا وتم يشوفها بنظره مالها تفسير .. وقف وف اذنه كانت تتردد كلمات عبدالله الاخيره .... بنفس الرنين وبنفس النغمه ...!
" سووا اللي بتسووونه ..... وانا مستعد اذبج عمري الحين ولا اسلم عمري للشرطه .... واعرفي يا هند ... انا احبج .. احبج .... تفهمين .... احبج ..!!"
معقوله يكون عبدالله هو الي ذبح عمره ..!؟ معقوله يكون هو اللي فر عمره جدام السياره ....!!!!! ... الحب يسوي جيه ...!؟! ولا الحرمان والنقص ..!!! ولا تجمع كل هالامور ...!!!
هز خالد راسه بالقو .. وحط ايده على اذنه وهو متأثر .... وتم يقول بصوت عالي ومسموع : " بس ... بس .. بس يا عبدالله بس ..فكني من هالهواجس .. فكني ..!!!! "
انتظر خالد لثواني عشان يعرف ردة الفعل ....
اختفى الصوت ... فعلا اختفى صوت عبدالله عقب ما نطق خالد بكلماته الاخيره .... اختفى وما عاد له أثر ...
ابتسم خالد ... وفتح عيونه ... ومن فتحها شاف كائن جدامه .... كائن ما توقع وجوده ... شافه رد على ورا ..!!!
ريم بعيون دامعه : خالد ...!!!
انصدم خالد من وجودها جدامه .... كيف ما حس فيها يوم طلعت ..!! ولا حس بحركتها .... !!!
تم خالد يشوفها وما رد ... وبصراحه في شي ثاني منعه من الرد ... وهو ملامح ويه ريم الحزينه ... ملامح الطفوله اللي اخفتها الدموع ... ملامح الطيبه اللي ضيعها موت عبدالله ...
عيون ريم كان لها مليون معنى ومعنى ... بس كل هالمعاني كانت منبعها الحزن ... الحزن على فقد الاخ والعزوه ... الحزن على موت شخص غالي كان له بصمه في حياتها .... ومهما كانت أسباب الحزن ... يظل حزن ..!
خالد بتردد : أحسن الله عزاج يا ريم ...
ريم نزلت راسها وبصوت حزين: الدوام لله ...
ما عرف خالد شو يقول ...ولا كيف يواسيها ... الكلمات ضاعت من جدامه .. وملامح ريم اربكته .. وحسسته انه ما في كلمه ممكن تواسيها بوفاة اخوها
ففضل انه يدخل ويسير يتطمن على اخته ويتخلص من هالموقف ...
مشى خالد شوي شوي ... وحس برعشه غريبه اول ما مر حذال ريم .... حس بخوف و ارتباك ... وحس بشعور ثاني ... شعور تأنيب الضمير ..!!.. او ... ما يدري :\
وفجأة .. سمع اسمه على لسان ريم ...
ريم وهيه تصيح : خالد ..!
صد خالد صوبها .. وشاف دموعها الشفافه وهيه تنزل على خدها بشكل غزير .. حس حزتها برغبه في مسح هالدموع ...وتخفيف الام ريم ... ! .. ريم اللي ف يوم حس انها مصدر راحة ... الللي في يوم سمعته ..! هيه نعم سمعته ....!!!!
بس احساسه بالعجز سيطر عليه ...
تم خالد يشوفها .. بدون ما تطلع منه أي كلمه ... بس ملامحه كانت اكبر من الكلام
اما ريم فتساندت ع الباب وتمت تشوف السقف ودموعها تنزل ....
ريم بصوت واطي : انا محتاجتلك يا خالد ... محتاجتلك وايد ..! ... دخيلك يا خالد لا تتركني ... خلك ويايه عى طول ... خلك عندي لو احتجتك .. دخيلك لا تخليني مثل عبدالله ... دخيلك .!
غمض خالد عيونه بالقو عقب ما سمع هالكلمتين من ريم ...
ريم كانت تتكلم بتلقائية مختلطة بالترجي ..!! .. حس انه كلام ريم يحمله مسؤوليه كبير
و انه هو مب قد هالمسؤوليه...!
بس بالرغم من هذا ضغط على عمره ورد عليها ...
خالد بصوت متردد : وانا بكون وياج دوم يا ريم ... دوم
ريم صاحت بالقو عقب ما سمعت هالكلمات ... صاحت وجنها من شوي سامعه خبر موت عبدالله ... يلست ع الارض وبدا الصياح يرتفع .. وجنها طفل صغير خذوا عنه امه ... والحين يصيح يباها ....
خالد استغرب من الهستيريه المفاجئه لريم .. وتم يتأملها بعيون منصدمه ..!! وبدت ايده ترجف ....
وهالمره ما حس بعمره .... يلس ع الارض ... وكان جريب منها
خالد : ريم ..!! استهدي بالله ..! كل شي مقدر ومكتوب وانتي انسانه مؤمنه .. وصياحج ما بيرد عبدالله !
ريم بصوت عالي : ادري انه ما بيرده ... ادري انه عبدالله ما بيرد .... ادري بس .... بس خالد انا مب قادره .. عقلي مب قادر يستوعب اني خسرت اخويه ... اخويه يا خالد اخويه ..!!!.... كل ما تذكرت اني في يوم ما بشوفه احس اني منهاره ... احس اني ما بعيش طبيعيه ...!! خالد
قاطعها خالد : انا حاس فيج يا ريم ... حاس فيج .. وحاس بكل كلمه قلتيها ... بس والله لو الصياح بيرده ... جان ...جان صحت وياج .. وخلينا الكل يصيح عليه .... ريم انتي قويه ولازم تتقبلين الواقع ...لازم !
ريم بصوت واطي : الواقع اللي خذا عني اخويه ...!!
خالد : استغفري ربج يا ريم ... الله اللي هو اللي ياخذ و يعطي ... واخوج هذا يومه .. وما عليكم الا انكم تدعوله انه الله يغفر له .. و و يتوب عليه ...
ريم اهنيه حطت ايده على صدرها : قلبي يعورني يا خالد ... نفسي ما تبا تتقبل هالواقع ..!! ... الواقع اللي خذا عني عبدالله وبياخذ مني مايد ...ومادري بعد منو بياخذ ...!!! ماقدر يا خالد ..
وبدت بنوبة هستيريه ثانيه ....
اما خالد فتم يشوفها .. وجنها ردتله الجروح اللي سببها مرض مايد له .... هالعايله كلها جروح ومآسي ..!!! كلها الام و ذكريات تعيسه .... ما يدري ليش حس انه جرح عبدالله ما بيكون اخر الجروح ... وانه ما بقي أعظم ....!!
ريم : خالد ....
خالد هالمره ابتسم بحنيه : عيون خالد ...
ريم شافته بنظرة حزينه وبعون مغطاية بالدموع : خلك جريب مني هالفتره ... دخيلك خلك ويايه .... لا تحسسني انه الدنيا كلها ضدي ... دخيلك يا خالد .. دخيلك..
هالمره ...ابتسم خالد وهز راسه بالقبول .... وعقبها قام ... وسار صوب غرفة أخته ... واستعد لصراع يديد ...
تم الموبايل يرن و يرن بس محد رد ... وعين ميره المتلهفة هيه اللي خلته يصبر اكثر ع المكالمه ... وعقب مده .. ردت عليا ...
عليا بصوت واطي : ألو ..
محمد غمز حق ميره ...
محمد : السلام عليكم ...
عليا : وعليكم السلام
استغرب محمد من نبرة صوتها الواطيه والحزينه ...
محمد : شخبارج عليا .؟!
عليا : الحمدلله ع كل حال ...!!
محمد عقّد حواجبه .... وخاف يسألها بطريقة مباشره ..وتجاوبه بجواب غير متوقع
محمد : آآآ شخبار الوالده ...؟
عليا : بخير ...
محمد : وينها عنج عيل ؟
عليا :مخلتنها ف البيت ...
محمد : ليش انتي وين ؟!
عليا : وين بكون يعني ...!!
محمد استغرب : مادري .. وين ؟!
عليا : محمد ..!!!!
محمد : عليا بلاج !؟
عليا : محمد مب وقت استهبالك الحين ..!! يعني مب جنه ...
سكتت وما كملت .! و محمد ترواله انه سمع صوت صياح بس تجاهل هالشعور
محمد : مب جنه شو ؟؟! ... بلاج عليا ... ليش جيه ترمسيني .؟! انا سألتج بس انتي وين ...!!؟
عليا صوتها صدق تغير
عليا : ف بيت عمي حميد ....
محمد : وليش مخليه امايه ..!؟
عليا بنوع من العصبيه : يايه اقدم واجبي اتجاه ربيعتي .. وامايه توها كانت اهنيه بس ردت البيت ..!
محمد استغرب : واجبج ؟! أي واجب ؟!
عليا حست انه اخوها مثل الاطرش ف الزفه ومب عارف شي ..." غريبه .. امايه قالت انها بتتصل به الصبح وبتخبره ؟ معقوله ما يكون عارف ؟!"
عليا بتردد: محمد انته ما عرفت ؟!
محمد بخوف : عن شو ...!!!!
عليا : عن ... عن ...
محمد قاطعه : عن شو ..!!؟
عليا : آآآ اقولج محمد انا عقب بتصلبك ..
محمد : شو عقب وما عقب ....!! قولي طفرتيني ..!!!!!
عليا بصوت واطي : مادري شقولك ... بس ...
محمد : اوهوووو .. بس شو ..!!
عليا : عبدالله ...!
محمد عقب ما سمع كلمة عبدالله ... وقفت ميره وراه .. وجنها تقلد حركاته ... حس امحمد نه الحين بيستقبل مصيبه ..... مصيبه ما كانت ع البال ...!!
محمد بخوف : بلاه ؟!
عليا سكتت وما عرفت كيف توصل الخبر لاخوها ...!!! ...صدق ما كانت تحب انها تنحط بهالمواقف ...!!
محمد : عليا بلاج سكتي ..!! قولي شو السالفه ؟!
عليا : محمد .. عب ... عبدالله ... محمد عبدالله توفى اليوم الصبح ...!!! توفى بحادث
محمد تصلبت كل ملامح الحركه فيه .. وحس انه في شي ضربه على راسه وأثر على فهمه واستيعابه .... ردد الكلمات في داخله ... عبدالله ..... مات ..؟ مات !!!!!!
محمد : ش شو تقولين ..!؟ مـ ... مات ..!!!!!
سمع محمد حذاله صوت شهقة قويه .. ويوم صد شاف ميره حاطه ايدها على صدرها .. وفي ويهها علامات الخوف ....
لا اراديه سكر التيلفون على ويه عليا وركض صوب حرمته ..ويودها من ايدها ...
محمد : ميره ...!!!
ميره تمت تشوفه بعين مصدومه .. هيه للحينه ما عرفت منو اللي مات ... بس خوف الصدمه هو اللي مسيطر عليها ....!!! كانت تبا تعرف وبنفس الوقت ما تبا تعرف ...!!!
ميره : مـ ... مــ نو اللي مات يا محمد !!
محمد نزل راسه .. حس انه الصدمه متملكتنه ... تذكر كلمات عليا
" محمد .. عب ... عبدالله ... محمد عبدالله توفى اليوم الصبح ...!!! توفى بحادث"
وهالمره هو اللي صاح ...!
كان يصيح ربيعه ... يصيح الانسان اللي كان وما زال يسكن ف داخله .... الانسان الي كان في لفتره اعز انسان ف حياته .. ربيعه ..!!! ربيعه ..!!
صاح محمد صاح و جدامه كان يمر شريط الذكريات ... شريط الذكريات اللي جمعته بعبدالله .... !!
أما ميره فما زالت تشوفه بنفس النظره ....نظرة الخوف والرعب ... نظرة الترقب و الفضول ... دموع محمد خوفتها ... هزتها ...!!!! هيه عرفت انه في حد متوفي ... بس منو بيكون ؟!!!! . بدت تتنفس بشكل واضح وبصوت عالي من شدة الخوف...
حطت ميره ايدها على راس محمد ... وفي داخلها مليون سؤال وسؤال ...تتريا اجابته من محمد ...
ميره بصوت خايف : محمد ...!! قولي دخيلك ..!؟ منو اللي مات ..!!
ما رد محمد وتم يشوف الارض ودموعه تنزل بغزاره .. وبدا صوته يعلى
ميره بصوت واطي : محمد ...!
رفع محمد راسه وعيونه مليانه دموع .. شافها بحزن ..تأمل ملامحها المرعوبه ... ملامحها اللي تنتظر الجواب عشان تستقر ... !!
تردد محمد ... ما عرف كيف يبلغ هالانسان الرقيقه خبر وفاة ولد عمها وريل اختها ... كيف يوصللها الخبر بطريقه تتقبلها ...
ميره بصوت اعلى : محمد شو مستوي ..!!! قوولي دخيلك ..!! منو هذا الي مات ....!!
ما قدر محمد يتحمل اكثر عن جيه .. ما قدر يتحمل ... عق بعمره على حرمته ولوى عليها بالقو وهيه يصيح بصوت عالي ومسموع
وهيه تحس بدموعه ...!! تحس فيها وتحس بمرارتها ... تحس انه محمد فقد انسان عزيز ...وخسارته فيه مب شوي .... بس منو هالانسان ..!!!!!!... منو ..!!!!
مرت فترة قصيره جدا من البكاء
وعقبها نطق محمد ... قالها بصوت واطي ... قالها وهوه خايف من نتايجها .. بس كان لابد انه يقولها
محمد بصوت مبحوح: عبدالله ... عبدالله اللي مات يا ميره ... عبدالله ..!!!
قالها محمد وغمض عيونه بالقو ..ما بغى يشوف أثر كلامه على ميره ... خاف من ردة فعلها ... خاف عليها وعلى الجنين ..!!
بس ما طولت ميره بردة فعلها .... عقبها بثواني .. حس محمد انه جسم ميره بدا ينساب من بين ايدييه ... انساب شوي شوي .. وهو مب قادر يسيطر عليه .. انسابت ميره لين ما استقرت على ارضيه الشقه...!!!
بس عينها ما زالت معلقه بعين محمد ...بس هالمره النظره تغيرت ... النظرة ما كان فيها خوف .. كانت اقرب لعدم الاستيعاب ... واقرب للشك ......
ميره بصوت متقطع : عبدالله ... م م منو عبدالله ...!؟ ولد عمي ..؟ ولد عمي انا مات ..!!!!
شافها محمد ... ودموعه كانت ابلغ ....
بحزم : رد علي ..!!! ولد عمي هو اللي مات ...!؟
هز محمد راسه وعيونه ما زالت تنزف دموع ...
ميره هزت راسه بالنفي : لا .. لا يا محمد ... انته اكيد غلطان ..!؟ انا .. انا من كم يوم مرمسه هند وكانت تقولي انه .... انه عبدالله بخير ...بخير وما فيه شي ... !
لالا محمد .. اتصل ف خالد اتأكد ... ولا اقولك ... انا بتصل ف هند .. بتصل فيها وبتشوف انه بخير ... صدقني ... صدقني ...عطني موبايلك .. خلني أأكدلك انه اللي مات مب ولد عمي ... اكيد واحد ثاني ... اكيد صاير لبس ؟؟؟... عطني يا محمد لخني أأكدل هالشي
كلمات ميره زادت من عذاب محمد النفسي وألمه على ربيعه .... تمنى لو كان كلام ميره صحيح ..تمنى لو انه ف الموضوع لبس ... . بس للاسف ... كلامها كله ناتج من صدمه ...!!!وهو حب هالصدمه .
عبدالله مات ... هيه نعم عبدالله مات يا ميره ...
.يلس محمد ع الارض وتم يشوف حرمته اللي كانت تشوفه بنظرة الانسان المتشكك .... ما زالت مب مصدقه ...!!
تم محمد يشوفها ... وعقب تقرب منها ... وسحبها لصدره ...وضمها بالقو ...
وبعد هالحركه ... استوعب ميره اللي صار .. وفهمت انه عبدالله ولد عمها هو اللي مات ... وانه كل شي صار ... ووعرفت انه لا مفر من الموت ... عقبها بس بدت تصيح بصمت
***
طلع خالد من الميلس عقب ما حس انه اختنق من جو العزا الكئيب ... وبصراحه ... ما كان جو العزا هو اللي خانقنه كثر ما كان تعبان من التفكير بعبدالله واللي حصلّه ... كان يتمنى لو تكون له القدره ولو لثواني انه يطلّع صورة عبدالله من باله .. يتمنى لو يقدر يفكر بشي ثاني غير عبدالله ... يتمنى لو يقدر يتخلص من كلام عبدالله اللي يرن ف اذنه .... كل هالامنيات كانت تدور ف باله .. ويدورلها منفذ ...
"عبدالله : الله يخليج يا هند ... اسمعيني .. انا مستعد اتوب ... بس لا تخلينه يسير عند الشرطه . مستعد اودر المخدر والخمر .. واستوي ريال زين .. لا .. وو بعد مستعد اطلّع راشد من السجن .... وبعد بطلقج ... وبخلي راشد يتزوجج ....بس دخيلكم مابا اسير السجن ... دخيلكم انا ولد عمك استروا عليه ... دخيلج يا هند .. دخيلج ....دخيلج مابا انعدم ... مابا اموت ...."
تنهد خالد ..هالكلمات ف حزتها كانت بالنسباله جذبه يبا ينفذ فيها عبدالله ... بس شو كان بيستوي لو ما هددوه بالسجن وخذوه بالسياسه ...!! شو كان بيستوي لو عطوه فرصه اخيره ...!! شو كان بيستوي لو صدقوه ...!!!
التفكير بعبدالله استوى متعب ..ومرهق ... ومزعج بالنسبه لخالد ....
ما حس خالد انه طول مدة تفكيره كانت ريوله تسحبه لفيلا عبدالله و هند ...الفيلا اللي شهدت اخر تواجد لعبدالله ف هالحياه .. طلع منها ... وبعدها طلع من الحياه كلها ....
الموت شي مخيف ... احساس مؤلم ومربك ... و موعد مجهول ...!
بهالكلمات عرّف خالد الموت ..!!!
وقف خالد جدام الفيلا وتم يشوفها بنظره مالها تفسير .. وقف وف اذنه كانت تتردد كلمات عبدالله الاخيره .... بنفس الرنين وبنفس النغمه ...!
" سووا اللي بتسووونه ..... وانا مستعد اذبج عمري الحين ولا اسلم عمري للشرطه .... واعرفي يا هند ... انا احبج .. احبج .... تفهمين .... احبج ..!!"
معقوله يكون عبدالله هو الي ذبح عمره ..!؟ معقوله يكون هو اللي فر عمره جدام السياره ....!!!!! ... الحب يسوي جيه ...!؟! ولا الحرمان والنقص ..!!! ولا تجمع كل هالامور ...!!!
هز خالد راسه بالقو .. وحط ايده على اذنه وهو متأثر .... وتم يقول بصوت عالي ومسموع : " بس ... بس .. بس يا عبدالله بس ..فكني من هالهواجس .. فكني ..!!!! "
انتظر خالد لثواني عشان يعرف ردة الفعل ....
اختفى الصوت ... فعلا اختفى صوت عبدالله عقب ما نطق خالد بكلماته الاخيره .... اختفى وما عاد له أثر ...
ابتسم خالد ... وفتح عيونه ... ومن فتحها شاف كائن جدامه .... كائن ما توقع وجوده ... شافه رد على ورا ..!!!
ريم بعيون دامعه : خالد ...!!!
انصدم خالد من وجودها جدامه .... كيف ما حس فيها يوم طلعت ..!! ولا حس بحركتها .... !!!
تم خالد يشوفها وما رد ... وبصراحه في شي ثاني منعه من الرد ... وهو ملامح ويه ريم الحزينه ... ملامح الطفوله اللي اخفتها الدموع ... ملامح الطيبه اللي ضيعها موت عبدالله ...
عيون ريم كان لها مليون معنى ومعنى ... بس كل هالمعاني كانت منبعها الحزن ... الحزن على فقد الاخ والعزوه ... الحزن على موت شخص غالي كان له بصمه في حياتها .... ومهما كانت أسباب الحزن ... يظل حزن ..!
خالد بتردد : أحسن الله عزاج يا ريم ...
ريم نزلت راسها وبصوت حزين: الدوام لله ...
ما عرف خالد شو يقول ...ولا كيف يواسيها ... الكلمات ضاعت من جدامه .. وملامح ريم اربكته .. وحسسته انه ما في كلمه ممكن تواسيها بوفاة اخوها
ففضل انه يدخل ويسير يتطمن على اخته ويتخلص من هالموقف ...
مشى خالد شوي شوي ... وحس برعشه غريبه اول ما مر حذال ريم .... حس بخوف و ارتباك ... وحس بشعور ثاني ... شعور تأنيب الضمير ..!!.. او ... ما يدري :\
وفجأة .. سمع اسمه على لسان ريم ...
ريم وهيه تصيح : خالد ..!
صد خالد صوبها .. وشاف دموعها الشفافه وهيه تنزل على خدها بشكل غزير .. حس حزتها برغبه في مسح هالدموع ...وتخفيف الام ريم ... ! .. ريم اللي ف يوم حس انها مصدر راحة ... الللي في يوم سمعته ..! هيه نعم سمعته ....!!!!
بس احساسه بالعجز سيطر عليه ...
تم خالد يشوفها .. بدون ما تطلع منه أي كلمه ... بس ملامحه كانت اكبر من الكلام
اما ريم فتساندت ع الباب وتمت تشوف السقف ودموعها تنزل ....
ريم بصوت واطي : انا محتاجتلك يا خالد ... محتاجتلك وايد ..! ... دخيلك يا خالد لا تتركني ... خلك ويايه عى طول ... خلك عندي لو احتجتك .. دخيلك لا تخليني مثل عبدالله ... دخيلك .!
غمض خالد عيونه بالقو عقب ما سمع هالكلمتين من ريم ...
ريم كانت تتكلم بتلقائية مختلطة بالترجي ..!! .. حس انه كلام ريم يحمله مسؤوليه كبير
و انه هو مب قد هالمسؤوليه...!
بس بالرغم من هذا ضغط على عمره ورد عليها ...
خالد بصوت متردد : وانا بكون وياج دوم يا ريم ... دوم
ريم صاحت بالقو عقب ما سمعت هالكلمات ... صاحت وجنها من شوي سامعه خبر موت عبدالله ... يلست ع الارض وبدا الصياح يرتفع .. وجنها طفل صغير خذوا عنه امه ... والحين يصيح يباها ....
خالد استغرب من الهستيريه المفاجئه لريم .. وتم يتأملها بعيون منصدمه ..!! وبدت ايده ترجف ....
وهالمره ما حس بعمره .... يلس ع الارض ... وكان جريب منها
خالد : ريم ..!! استهدي بالله ..! كل شي مقدر ومكتوب وانتي انسانه مؤمنه .. وصياحج ما بيرد عبدالله !
ريم بصوت عالي : ادري انه ما بيرده ... ادري انه عبدالله ما بيرد .... ادري بس .... بس خالد انا مب قادره .. عقلي مب قادر يستوعب اني خسرت اخويه ... اخويه يا خالد اخويه ..!!!.... كل ما تذكرت اني في يوم ما بشوفه احس اني منهاره ... احس اني ما بعيش طبيعيه ...!! خالد
قاطعها خالد : انا حاس فيج يا ريم ... حاس فيج .. وحاس بكل كلمه قلتيها ... بس والله لو الصياح بيرده ... جان ...جان صحت وياج .. وخلينا الكل يصيح عليه .... ريم انتي قويه ولازم تتقبلين الواقع ...لازم !
ريم بصوت واطي : الواقع اللي خذا عني اخويه ...!!
خالد : استغفري ربج يا ريم ... الله اللي هو اللي ياخذ و يعطي ... واخوج هذا يومه .. وما عليكم الا انكم تدعوله انه الله يغفر له .. و و يتوب عليه ...
ريم اهنيه حطت ايده على صدرها : قلبي يعورني يا خالد ... نفسي ما تبا تتقبل هالواقع ..!! ... الواقع اللي خذا عني عبدالله وبياخذ مني مايد ...ومادري بعد منو بياخذ ...!!! ماقدر يا خالد ..
وبدت بنوبة هستيريه ثانيه ....
اما خالد فتم يشوفها .. وجنها ردتله الجروح اللي سببها مرض مايد له .... هالعايله كلها جروح ومآسي ..!!! كلها الام و ذكريات تعيسه .... ما يدري ليش حس انه جرح عبدالله ما بيكون اخر الجروح ... وانه ما بقي أعظم ....!!
ريم : خالد ....
خالد هالمره ابتسم بحنيه : عيون خالد ...
ريم شافته بنظرة حزينه وبعون مغطاية بالدموع : خلك جريب مني هالفتره ... دخيلك خلك ويايه .... لا تحسسني انه الدنيا كلها ضدي ... دخيلك يا خالد .. دخيلك..
هالمره ...ابتسم خالد وهز راسه بالقبول .... وعقبها قام ... وسار صوب غرفة أخته ... واستعد لصراع يديد ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
في فيلة حميد
دقت الباب..وتمت واقفه تتريا الرد ... امها من يوم ما سمعت الخبر دخلت الغرفه .. ولا عطت مجال لاي شخص انه يكلمها ولا يواسيها ...!!!
صدت نوره على عليا اللي كانت واقفه حذالها وتفرك ايدها بالقو ... عليا عقب ما استئذنتها ريم وسارت هند هند ....تمت ويا نوره .. كانت تبا تواسيهم وتوقف حذالهم ف محنتهم ...
اما نوره ف كانت تشوف عليا وفي عيونها دموع مكبوته ....
نوره : ما تفتح ..!! شسوي الحين
عليا : انزين ادخلي عليها ... شوفيها ..
نوره : اخاف ..!
عليا : تخافين ؟؟! ليش تخافين ..!
نورة : مادري ...!
تنهد نوره ومسحت دمعتها ...
نورة كانت بطبيعتها قويه .. وما تحب تبين مشاعرها جدام حد .. وحتى لو كان الموضوع جايد .. عيونها كانت ذبلانه ... وويهها مصفر ...
خذت نوره نفس عميق .. وحطت ايدها عالباب ... وفتحته بهدوء.. تمت تدور امها بعيونها ...
واخر شي حصلتها ..
كانت يالسه في طرف الغرفه ولابسه شيله الصلاه ... وويهها معدوم من أي شعور ..!! لا ددموع ...! لا صوت ..ّ ولا حتى تعبير !
ارتجفت عيونها الذبلانه والحزينه ...
ارتجفت عينها من طاحت على امها اللي كانت ف صورة ثانيه ..صورة مهزوزه ...صوره ضعيفه منافيه تماما لواقع امها ..!! صورة ما حبتها نوره ابد !
تعب ويه شيخه من الصدمه...مشاعرها مب قادر تعبر عنها...واستيعابها للي صار بطيئ .. تجدمت نورة وسكرت الباب ...
نورة بصوت واطي : امــــايه ..!
شيخه صوبها وتمت تشوفها بنظرة متأمله ...
: رجع ..!
نورة استغربت ...!! ... امها عن شو تسأل ..!
نورة : منو هو اللي رجع يا امايه ..!!
شيخه : عبادي ..!! رجع اخوج يا نوره ولا بعده ..
نورة شهقت اول ما طرت امها اسم عبدالله ..!! ... امها مب مصدقه انه الولد مات ..!! اكيد بعدها مب مستوعبه الخبر ..!!
نوره : امايه انتي ...! انتي شو تقولين ..!!
شيخه : أسألج عن اخوج يا نوره ... رد ولا بعده ...!! انا ما شفته من يومين ..!
نورة تمت تشوف امها وهيه مصدومه ...
نورة : امايه عبدالله ... عبدالله مات
ابتسمت شيخه بسخريه...
شيخه : كلكم تقولون جيه ... بس انا مستحيل اصدق ... مستحيل اصدق انه ولدي العود مات ..!! ... تبوني اصيحه ...! ليش اصيحه وهو حي ..!! قوليلي ليش اصيحه وهو حي ..!!! انا متأكده انه حي ..وقلب الام ما يجذب .... ولدي حي وانتوا تقصون عليه ..!!
نورة دمعت : امايه .. محد يجذب ف سوالف الموت ..!!
صدت شيخه صوب الدريشه... و تجاهلت كلامها... كانت مستبعده فكرة انه عبدالله مات وانه ما بيرد .. قلبها حاس انه في شي ف الموضوع ...
قربت نورة من امها ... وحطت ايدها على راس شيخه ..
نورة : امايه .. لا تسوين ف عمرج جيه
شيخه : نوره صدقيني ولدي حي .. صدقيني ....
دمعت عيون نوره من سمعت كلامها ..امها مب مصدقه ..!! وما تبا تصدق انه عبدالله مات .!! ...
ما عرفت نوره شو تسوي ... حضنت امها بالقو ونزلن دموعها حزتها ... ما هانت عليها امها ..! .. ما قدرت تشوفها جيه و تيود عمرها .... المكابر ما عد له وجود ف هاللحظه
نورة : امايه حبيبتي ... ليش تسوين بعمرج جي.. حابسه عمرج ولا تاكلين !! ... وما تبين تشوفين حد ... حتى ابويه ما تبين تشوفينه ..! وتقولين عنه جذاب ..!!امايه انا ادري انه الخبر صدمج ... ادري انج مب مصدقه ... بس لين متى يا امايه ..! امايه انتي ما تدرين انج يوم تتعذبين البيت كله يتعذب ..!! يامايه انتي كل شي ف هالبيت ..!! امايه لو انهرتي نحن ما بنصمد من وراج...!!
ما تدرين يا امايه شكثر محتاجين لحضنج بهالوقت ..شكثر محتاجين انج تمسحين دمعتنا .... امايه انتي ما تدرين انج مصدر قوتنا!!! ... انج امنا ...!!! .. امايه دخيلج ... دخيلج لا تخذلينا
شيخه سكتت .. كلام نورة كان ف الصميم ... كلامها كان صريح وواضح ...!!
بعدت شوي نوره عنها وتمت تشوف عيونها ... ما تحركت فيها ولا دمعه ..ما بين فيها أي احساس ..!!
ما زالت امها كابته ...!! ما زالت مجذبه الخبر ...!!!
كلامها ما أثر على امها ..!!
نورة بصوت مبحوح : امايه ..!!
شيخه شافتها
شيخه : خليني بروحي يا نورة ... مابا اشوف حد غير عبدالله .. لا تخلين حد يدخل عليه غيره ... تفهمين ...!!
تنهدت نورة وباست امها فوق راسها ... وهيه تحس انها الدرب الطويل جدامها .
وعقبها طلعت من الغرفه .. وتساندت على الباب وكانت عليا مجابلتنها .... ومن شافت ويهها حست انه فيه شي ..!
عليا : ها بشري يا نوره ..!! شحالها امج ..!!!
تمت نورة تشوف عليا وما ردت عليها ...
عليا : خوفتيني ..!! بلاها امج ..!!
تجدمت نوره صوب عليا .. ولوت عليها بالقو ... وانخرطت في بكاء عميق ..
***
دقات خفيفة ع الباب .... كان مصدرها خالد ... اللي ما شاف اخته " هند " من يوم ما استوى الحادث ... كان يعرف انه هند منهاره حاليا ... وانها في داخل هالغرفة تصارع حرب نفسيه شرسه ... وحرب مع ذاتها .. اكيد هيه الثانيه ما استوعبت للحين اللي استوى ف عبدالله ... مهما كان هالانسان قاسي عليها .... ومهما كان عذبها وحرمها حلم حياتها ... اتّم هند هند ....
تظل صاحبة القلب الحنون ... والمشاعر الساميه ... تظل شهامتها و أصالتها هيه اللي تمشيها ...
توالت دقات الباب .. واستمر السكون و الصمت في داخل الغرفه ... واستمرت مقولة " لا حياة لمن تنادي " هيه سيدة الموقف
عقبها .. تشّجع خالد ... وفتح الباب ..!
الغرفة كانت مظلمة .... الظلام حالك ... ونوعا ما مخيف ...!! ... حسس خالد انه في قبر ... قبر بنته هند لنفسها ...
توقع خالد انه محاولاته ويا هند بتكون صعبة .. جو الغرفة هو اللي عكسله هالاحساس ... بس كل شي في سبيل مواساة أعز انسانه يهوون ...
فتح خالد الليت ... وطاحت عينه سيده على الجسم الضئيل اللي يالس ع الشبريه ....
كانت حاطه راسها على ريلها .... ومب مبين شي من ويهها ...
أول مره يحس خالد انه هند ضئيلة لهالدرجه ... وانه جسمها جسم وحده ما عدت العشرين ...
دخول خالد ما أثر على هند .... وشكلها ما حست فيه .... بس خالد كان مصر انه يحسسها بوجوده
تجدم ناحيتها شوي شوي ... ويوم وصل يلس حذالها ..!
ف البداية ما قال شي ... كان يرتب كلامه ... اصلا مب عارف بشو يبدا ... ولا كيف يواسيها ... هند من البداية ما اظهرت أي تجاوب وياه ...!!
رفع خالد ايده وحطها على راس هند .. ومن لامست ايده راسها بدا خالد يسمع صوت بكاء خفيف صدر من هند ... وحس انه هذي بداية التجاوب
خالد بصوت حنون : هنوده ...
ما ردت عليه ... وتمت تصيح بنفس الطريقه
خالد : هند حبيبتي انا خالد ... ردي علييه .. خليني اسمع صوتج ...
هند ما ردت عليه . وبالعكس زاد صياحها من عرفت انه هذا خالد
خالد : هند لو وجودي اهنيه يضايجج صدقيني بظهر ..!... بس خليني اتطمن عليج .. خليني احس انج بخير ..!!
خالد ما توقع أي رد منها .. وتوقعاته كانت ف محلها .. وحس انه الوقت يمكن ما كان مناسب .. وقرر انه يرمسها في وقت ثاني ....
خالد بصوت عالي .... ووقف ..
خالد : خلاص هنوده انا بروح ...
وكان على وشك انه يظهر لولا انه سمع صوت هند وهيه تزقر باسمه ...
وسيده صد صوبها ... وشاف منظرها الكئيب ... الدموع كان لها طريج واضح في ويه هند الملائكي .... و عيونها كانت حمرا من كثر الصياح على عبدالله ... وشعرها طايح على ويهها بطريقة مب مرتبه ....
كانت تشوفه بنظرة ألم و صدمة ... تشوفه وتبغي منه جواب على سؤال هو ما يعرفه
.. تقرب منها خالد ... وحاول يبتسم .. بس ما قدر ... وبالعكس من شافها حس انه دموعه المتحجرة تبا تنزل ..! ... بس هذا مب وقتها ....
يلس خالد حذالها مره ثانيه ... وهيه ما زالت تشوفه ... مد ايده ومسح دموعها بصبعه ...
خالد : هند ... ما اتحمل اشوفج جيه ...تعرفين شو يعني ما اتحمل ..!!!!
نزلت دمعه من عين هند قبل ما تتكلم ..
هند بكلمات مخربطه: خالد ... عبدالله ...
ما قدرت هند تكمل كلامها ... وحست انها العبره خنقتها ... حطت ايدها على ويهها وبدت في نوبة بكاء يديده ...
خالد هو الثاني ما قدر يتحمل اكثر ...اخته منهاره ... ونفسيتها ف الارض ..!!
تقرب من اخته اكثر ... ولوى عليها ...
ف لحظتها حس بحرارة جسم اخته .... حس انه كل مشاعرها متهيجة ... وانها في حاله يرثى لها ...
تم ساكت لثواني ... مثل الانسان المصدوم واللي مب عارف كيف يتصرف ..!! .. يحس بدموع هند مثل النار على صدره ... ردله احساس تأنيب الضمير ...!! هالاحساس اللي ما عرف للحينه شو سببه ..!
تماسك عقبها خالد ... وبدا يرمس
خالد : دخيلج يا هند ... تماسكي ... كوني قويه مثل ما عرفتج ..!! .. دخيلج دخيلج ارحميني ... انتي تعرفين اني اتعذب لو شفت دمعه من دموعج ...تعرفين اني اموت يوم اشوفج بهالحاله ...!!
هند عبدالله ماات خلاص وما بيرد ... ربج اختاره ... ادعيله بالرحمه ... !! .... هند تسمعيني ..!!
دخيلج لا تسوين في عمرج جيه ... دخيلج يا الغاليه ..!!
رفعت هند راسها ... وتمت تشوف خالد بغموض ...نظرتها هزت خالد
وفجأة وبدون أي مقدمات ... رفعت هند ايدها ... وحطت على رقبة خالد ... بس بدون ما تضغط ...
استغرب خالد .. وفتح عيونه ... وانصدم من حركتها ...
تكلمت هند هالمره بس بصوت غريب .. ..!! صوت ما عرفه خالد
هند : نحن .. نحن لازم ... نموت ... لازم نموت ..
وبدت عقبها هند تصرخ وهيه تكرر نفس الكلمات ... نحن لازم نموت ..!.. واللي يشوفها يقول انها مينونه او عقلها خف ..!
خالد ابتعد شوي عنها ...خاف من اخته ..!!! كان يبا يستوعب ... اخته شو تقول ..!! لازم نموت ..! ليش .!؟ ليش تبانا نموت ..!! شو اللي سويناه ..!!
بلع خالد ريجه ... وسار صوبها .. ويودها من ايدها اللي كانت تشاوح بها طول الوقت ...بس هيه ما حست وايدها ما زالت تشاوح بالهوا
ورمس هالمره بصوت عالي ...
خالد : هند ..!! بس خلاص ... بسج صراخ ..!! شو هاللي تسوينه بعمرج .!. انتي مب هند اللي انا اعرفها ..!! هند الانسانه الراضيه بقدر ربها ...!!! ...انتي وحده ثانيه انا ما عرفها ..!!
هند هدت شوي بالرغم من انه دموعها بعدها تنزل ... وصوت الصياح ما زال موجود ... الا انها بدت تستوعب وتمت تشوف اخوها بنظره حزينه
خالد : هند ..! الميت ما تيوز عليه الا الرحمه ... ترحميله ... ادعيله انه الله يتقبله ... اللي تسوينه ما بيرد عبدالله .. ولا بيغير شي ...!!
هند بصوت عالي : بس ... بس نحن لازم نموت يا خالد ...لازم نموت عشان ...
خالد بصوت اعلى: عشان شو ...!!! ليش تبين تموتينا ..!! ليش ..!!
هند : عشان نكفر عن ذنبنا ... عشان ما نتم الدهر كله نحس بعوار القلب ... لازم ألحقهم يا خالد ... لازم... يا ليتني مت يا خالد ولا عشت لهاليوم ... يا ليتني مت ... يا ليت
خالد هزها بالقو ..!
خالد : أي ذنب ..!! أي ذنب هذا اللي بنكفر عنه ..!!! نحن شو سوينا عشان تعاقبينا بالموت .!
هند صرخت هالمره بصوت عالي ..
هند : نحن الي جتلناه ... نحن اللي جتلنا عبدالله .. نحن الي خليناه يموت يا خالد نحن نحن ....!!
حطت هند ايدها على ويهها .. وخلت خالد في حالة من الذهول والاستغراب ..!! ... " نحن اللي جتلناه ..!!
خالد : نحن جتلناه ..!! هند انتي تخبلتي ..!!! ... شو هالرمسه ..!! نحن ما جتلنا حد ...!! عبدالله مات بحادث ...!! مات بقدرة ربج ..!! انتي شو تقولين ..!!
هند : لا لا يا خالد .. انا السبب ... انا اللي خليته يموت ... انا اللي خليته يسوي كل الي يسويه ...!! انا يا خالد انا ... مستحيل اسامح نفسي ف يوم ع اللي سويته ... مستحيل اسامح نفسي ..انا اللي مثلي لازم تمووت ..!!! .. لازم ما اتم ف هالدنيا ...!!
مسكت هند ايد خالد وحطتها على رقبتها ....
هند : اجتلني ... اجتلني وخلني الحق امايه وابويه و عبدالله ... خلني اموت واريح كل اللي احبهم .... اجتلني وخلصني من هالكابوس اللي مستحيل اصحى منه طول حياتي .. كابوس بعيش مرارته الدهر كله ...! ..
خالد دز ايدها بعيد ...
خالد : انتي تخبلتي .. تخبلتي يا هند ..!! انتي مستحيل تكون اختيه اللي اعرفها ..!! مستحيل تكونين الانسانه اللي عشت وياها ..!! انتي وحده خبله مينونه ..!!
هند صرخت والصياح كان مأثر عليها ... ومأثر حتى على نطقها للكلمات ....
هند: انا مب مينونه .. مب مينونه ..!! انا السبب ف كل شي ... عبدالله حبني ... تعرف شو يعني حبني ..!! وانا كنت اخونه ... كنت افكر براشد ... وهو كا ن يحس ... يحس ... انا ما جد شفت وحده احقر مني ... انا ما استحق انه حد يحبني ... انا كل اللي يحبني اخسره ... كل اللي اعزه يسير ويخليني اتعذب من وراه ...
خالد : هند ..! لا يا هند لا ... لا تفكرين جيه ... ...!.. انتي انسانه مؤمنه ... تعرفين شو يعني مؤمنه ...!! .... يعني تؤمنين بالقضاء والقدر ...!! ... وبعدين فيه انسان يتمنى الموت لنفسه ..!!!
هند ودموعها بدت تنزل بحراره على خدها وهيه تشوف خالد ... وتسمع كلامه .... تشوف خوفه عليها والحب النابع من قلبه وواضح في عيونه ... شافت اخوها وعزوتها ... اخوها اللي لو الكل تخلى عنها بيتم هو وياها وما بيودرها
هند بصوت واطي: ما تملي ف الدنيا غيرك يا خالد .. .. راحت الام ... وراح الابو والزوج ... خالد نحن ما تملنا حد ف هالدنيا ... خسرنا كل غالي .. خسرنا كل عزيز .. حياتنا ما عاد فيها شي ينحب .... خالد والله انه مالي غيرك ...
خالد يود ويهها وابتسم : وانا منو لي غيرج يا هند ...؟ مالي ف هالدنيا كلها غير اخت احبها واباها تكون مرتاحه ...مابغي من هالدنيا غير رضاج عني يا امي واختي وصديقتي .. يا كل شي ف حياتي ... هند ...! انا بكون وياج لاخر لحظه بحياتي
هند بصوت باكي وحزين : بس انا كل الي يحبني يموت .. يموت يا خالد ... وانا ماباك تموت ... اباك اهنيه حذالي ... اباك ياخويه
خالد باسها فوق راسها : انا احبج .. وبتم وياج .. ولا بودرج ... تفهمين يا هند ... بتم وياج انتي ...
شافته لثواني .. وعقب عقت بعمرها .. وحضنها اخوها بالقو ... ونا زالت الابتسامه تنبض بالرغم من جراحه النازفه
دقت الباب..وتمت واقفه تتريا الرد ... امها من يوم ما سمعت الخبر دخلت الغرفه .. ولا عطت مجال لاي شخص انه يكلمها ولا يواسيها ...!!!
صدت نوره على عليا اللي كانت واقفه حذالها وتفرك ايدها بالقو ... عليا عقب ما استئذنتها ريم وسارت هند هند ....تمت ويا نوره .. كانت تبا تواسيهم وتوقف حذالهم ف محنتهم ...
اما نوره ف كانت تشوف عليا وفي عيونها دموع مكبوته ....
نوره : ما تفتح ..!! شسوي الحين
عليا : انزين ادخلي عليها ... شوفيها ..
نوره : اخاف ..!
عليا : تخافين ؟؟! ليش تخافين ..!
نورة : مادري ...!
تنهد نوره ومسحت دمعتها ...
نورة كانت بطبيعتها قويه .. وما تحب تبين مشاعرها جدام حد .. وحتى لو كان الموضوع جايد .. عيونها كانت ذبلانه ... وويهها مصفر ...
خذت نوره نفس عميق .. وحطت ايدها عالباب ... وفتحته بهدوء.. تمت تدور امها بعيونها ...
واخر شي حصلتها ..
كانت يالسه في طرف الغرفه ولابسه شيله الصلاه ... وويهها معدوم من أي شعور ..!! لا ددموع ...! لا صوت ..ّ ولا حتى تعبير !
ارتجفت عيونها الذبلانه والحزينه ...
ارتجفت عينها من طاحت على امها اللي كانت ف صورة ثانيه ..صورة مهزوزه ...صوره ضعيفه منافيه تماما لواقع امها ..!! صورة ما حبتها نوره ابد !
تعب ويه شيخه من الصدمه...مشاعرها مب قادر تعبر عنها...واستيعابها للي صار بطيئ .. تجدمت نورة وسكرت الباب ...
نورة بصوت واطي : امــــايه ..!
شيخه صوبها وتمت تشوفها بنظرة متأمله ...
: رجع ..!
نورة استغربت ...!! ... امها عن شو تسأل ..!
نورة : منو هو اللي رجع يا امايه ..!!
شيخه : عبادي ..!! رجع اخوج يا نوره ولا بعده ..
نورة شهقت اول ما طرت امها اسم عبدالله ..!! ... امها مب مصدقه انه الولد مات ..!! اكيد بعدها مب مستوعبه الخبر ..!!
نوره : امايه انتي ...! انتي شو تقولين ..!!
شيخه : أسألج عن اخوج يا نوره ... رد ولا بعده ...!! انا ما شفته من يومين ..!
نورة تمت تشوف امها وهيه مصدومه ...
نورة : امايه عبدالله ... عبدالله مات
ابتسمت شيخه بسخريه...
شيخه : كلكم تقولون جيه ... بس انا مستحيل اصدق ... مستحيل اصدق انه ولدي العود مات ..!! ... تبوني اصيحه ...! ليش اصيحه وهو حي ..!! قوليلي ليش اصيحه وهو حي ..!!! انا متأكده انه حي ..وقلب الام ما يجذب .... ولدي حي وانتوا تقصون عليه ..!!
نورة دمعت : امايه .. محد يجذب ف سوالف الموت ..!!
صدت شيخه صوب الدريشه... و تجاهلت كلامها... كانت مستبعده فكرة انه عبدالله مات وانه ما بيرد .. قلبها حاس انه في شي ف الموضوع ...
قربت نورة من امها ... وحطت ايدها على راس شيخه ..
نورة : امايه .. لا تسوين ف عمرج جيه
شيخه : نوره صدقيني ولدي حي .. صدقيني ....
دمعت عيون نوره من سمعت كلامها ..امها مب مصدقه ..!! وما تبا تصدق انه عبدالله مات .!! ...
ما عرفت نوره شو تسوي ... حضنت امها بالقو ونزلن دموعها حزتها ... ما هانت عليها امها ..! .. ما قدرت تشوفها جيه و تيود عمرها .... المكابر ما عد له وجود ف هاللحظه
نورة : امايه حبيبتي ... ليش تسوين بعمرج جي.. حابسه عمرج ولا تاكلين !! ... وما تبين تشوفين حد ... حتى ابويه ما تبين تشوفينه ..! وتقولين عنه جذاب ..!!امايه انا ادري انه الخبر صدمج ... ادري انج مب مصدقه ... بس لين متى يا امايه ..! امايه انتي ما تدرين انج يوم تتعذبين البيت كله يتعذب ..!! يامايه انتي كل شي ف هالبيت ..!! امايه لو انهرتي نحن ما بنصمد من وراج...!!
ما تدرين يا امايه شكثر محتاجين لحضنج بهالوقت ..شكثر محتاجين انج تمسحين دمعتنا .... امايه انتي ما تدرين انج مصدر قوتنا!!! ... انج امنا ...!!! .. امايه دخيلج ... دخيلج لا تخذلينا
شيخه سكتت .. كلام نورة كان ف الصميم ... كلامها كان صريح وواضح ...!!
بعدت شوي نوره عنها وتمت تشوف عيونها ... ما تحركت فيها ولا دمعه ..ما بين فيها أي احساس ..!!
ما زالت امها كابته ...!! ما زالت مجذبه الخبر ...!!!
كلامها ما أثر على امها ..!!
نورة بصوت مبحوح : امايه ..!!
شيخه شافتها
شيخه : خليني بروحي يا نورة ... مابا اشوف حد غير عبدالله .. لا تخلين حد يدخل عليه غيره ... تفهمين ...!!
تنهدت نورة وباست امها فوق راسها ... وهيه تحس انها الدرب الطويل جدامها .
وعقبها طلعت من الغرفه .. وتساندت على الباب وكانت عليا مجابلتنها .... ومن شافت ويهها حست انه فيه شي ..!
عليا : ها بشري يا نوره ..!! شحالها امج ..!!!
تمت نورة تشوف عليا وما ردت عليها ...
عليا : خوفتيني ..!! بلاها امج ..!!
تجدمت نوره صوب عليا .. ولوت عليها بالقو ... وانخرطت في بكاء عميق ..
***
دقات خفيفة ع الباب .... كان مصدرها خالد ... اللي ما شاف اخته " هند " من يوم ما استوى الحادث ... كان يعرف انه هند منهاره حاليا ... وانها في داخل هالغرفة تصارع حرب نفسيه شرسه ... وحرب مع ذاتها .. اكيد هيه الثانيه ما استوعبت للحين اللي استوى ف عبدالله ... مهما كان هالانسان قاسي عليها .... ومهما كان عذبها وحرمها حلم حياتها ... اتّم هند هند ....
تظل صاحبة القلب الحنون ... والمشاعر الساميه ... تظل شهامتها و أصالتها هيه اللي تمشيها ...
توالت دقات الباب .. واستمر السكون و الصمت في داخل الغرفه ... واستمرت مقولة " لا حياة لمن تنادي " هيه سيدة الموقف
عقبها .. تشّجع خالد ... وفتح الباب ..!
الغرفة كانت مظلمة .... الظلام حالك ... ونوعا ما مخيف ...!! ... حسس خالد انه في قبر ... قبر بنته هند لنفسها ...
توقع خالد انه محاولاته ويا هند بتكون صعبة .. جو الغرفة هو اللي عكسله هالاحساس ... بس كل شي في سبيل مواساة أعز انسانه يهوون ...
فتح خالد الليت ... وطاحت عينه سيده على الجسم الضئيل اللي يالس ع الشبريه ....
كانت حاطه راسها على ريلها .... ومب مبين شي من ويهها ...
أول مره يحس خالد انه هند ضئيلة لهالدرجه ... وانه جسمها جسم وحده ما عدت العشرين ...
دخول خالد ما أثر على هند .... وشكلها ما حست فيه .... بس خالد كان مصر انه يحسسها بوجوده
تجدم ناحيتها شوي شوي ... ويوم وصل يلس حذالها ..!
ف البداية ما قال شي ... كان يرتب كلامه ... اصلا مب عارف بشو يبدا ... ولا كيف يواسيها ... هند من البداية ما اظهرت أي تجاوب وياه ...!!
رفع خالد ايده وحطها على راس هند .. ومن لامست ايده راسها بدا خالد يسمع صوت بكاء خفيف صدر من هند ... وحس انه هذي بداية التجاوب
خالد بصوت حنون : هنوده ...
ما ردت عليه ... وتمت تصيح بنفس الطريقه
خالد : هند حبيبتي انا خالد ... ردي علييه .. خليني اسمع صوتج ...
هند ما ردت عليه . وبالعكس زاد صياحها من عرفت انه هذا خالد
خالد : هند لو وجودي اهنيه يضايجج صدقيني بظهر ..!... بس خليني اتطمن عليج .. خليني احس انج بخير ..!!
خالد ما توقع أي رد منها .. وتوقعاته كانت ف محلها .. وحس انه الوقت يمكن ما كان مناسب .. وقرر انه يرمسها في وقت ثاني ....
خالد بصوت عالي .... ووقف ..
خالد : خلاص هنوده انا بروح ...
وكان على وشك انه يظهر لولا انه سمع صوت هند وهيه تزقر باسمه ...
وسيده صد صوبها ... وشاف منظرها الكئيب ... الدموع كان لها طريج واضح في ويه هند الملائكي .... و عيونها كانت حمرا من كثر الصياح على عبدالله ... وشعرها طايح على ويهها بطريقة مب مرتبه ....
كانت تشوفه بنظرة ألم و صدمة ... تشوفه وتبغي منه جواب على سؤال هو ما يعرفه
.. تقرب منها خالد ... وحاول يبتسم .. بس ما قدر ... وبالعكس من شافها حس انه دموعه المتحجرة تبا تنزل ..! ... بس هذا مب وقتها ....
يلس خالد حذالها مره ثانيه ... وهيه ما زالت تشوفه ... مد ايده ومسح دموعها بصبعه ...
خالد : هند ... ما اتحمل اشوفج جيه ...تعرفين شو يعني ما اتحمل ..!!!!
نزلت دمعه من عين هند قبل ما تتكلم ..
هند بكلمات مخربطه: خالد ... عبدالله ...
ما قدرت هند تكمل كلامها ... وحست انها العبره خنقتها ... حطت ايدها على ويهها وبدت في نوبة بكاء يديده ...
خالد هو الثاني ما قدر يتحمل اكثر ...اخته منهاره ... ونفسيتها ف الارض ..!!
تقرب من اخته اكثر ... ولوى عليها ...
ف لحظتها حس بحرارة جسم اخته .... حس انه كل مشاعرها متهيجة ... وانها في حاله يرثى لها ...
تم ساكت لثواني ... مثل الانسان المصدوم واللي مب عارف كيف يتصرف ..!! .. يحس بدموع هند مثل النار على صدره ... ردله احساس تأنيب الضمير ...!! هالاحساس اللي ما عرف للحينه شو سببه ..!
تماسك عقبها خالد ... وبدا يرمس
خالد : دخيلج يا هند ... تماسكي ... كوني قويه مثل ما عرفتج ..!! .. دخيلج دخيلج ارحميني ... انتي تعرفين اني اتعذب لو شفت دمعه من دموعج ...تعرفين اني اموت يوم اشوفج بهالحاله ...!!
هند عبدالله ماات خلاص وما بيرد ... ربج اختاره ... ادعيله بالرحمه ... !! .... هند تسمعيني ..!!
دخيلج لا تسوين في عمرج جيه ... دخيلج يا الغاليه ..!!
رفعت هند راسها ... وتمت تشوف خالد بغموض ...نظرتها هزت خالد
وفجأة وبدون أي مقدمات ... رفعت هند ايدها ... وحطت على رقبة خالد ... بس بدون ما تضغط ...
استغرب خالد .. وفتح عيونه ... وانصدم من حركتها ...
تكلمت هند هالمره بس بصوت غريب .. ..!! صوت ما عرفه خالد
هند : نحن .. نحن لازم ... نموت ... لازم نموت ..
وبدت عقبها هند تصرخ وهيه تكرر نفس الكلمات ... نحن لازم نموت ..!.. واللي يشوفها يقول انها مينونه او عقلها خف ..!
خالد ابتعد شوي عنها ...خاف من اخته ..!!! كان يبا يستوعب ... اخته شو تقول ..!! لازم نموت ..! ليش .!؟ ليش تبانا نموت ..!! شو اللي سويناه ..!!
بلع خالد ريجه ... وسار صوبها .. ويودها من ايدها اللي كانت تشاوح بها طول الوقت ...بس هيه ما حست وايدها ما زالت تشاوح بالهوا
ورمس هالمره بصوت عالي ...
خالد : هند ..!! بس خلاص ... بسج صراخ ..!! شو هاللي تسوينه بعمرج .!. انتي مب هند اللي انا اعرفها ..!! هند الانسانه الراضيه بقدر ربها ...!!! ...انتي وحده ثانيه انا ما عرفها ..!!
هند هدت شوي بالرغم من انه دموعها بعدها تنزل ... وصوت الصياح ما زال موجود ... الا انها بدت تستوعب وتمت تشوف اخوها بنظره حزينه
خالد : هند ..! الميت ما تيوز عليه الا الرحمه ... ترحميله ... ادعيله انه الله يتقبله ... اللي تسوينه ما بيرد عبدالله .. ولا بيغير شي ...!!
هند بصوت عالي : بس ... بس نحن لازم نموت يا خالد ...لازم نموت عشان ...
خالد بصوت اعلى: عشان شو ...!!! ليش تبين تموتينا ..!! ليش ..!!
هند : عشان نكفر عن ذنبنا ... عشان ما نتم الدهر كله نحس بعوار القلب ... لازم ألحقهم يا خالد ... لازم... يا ليتني مت يا خالد ولا عشت لهاليوم ... يا ليتني مت ... يا ليت
خالد هزها بالقو ..!
خالد : أي ذنب ..!! أي ذنب هذا اللي بنكفر عنه ..!!! نحن شو سوينا عشان تعاقبينا بالموت .!
هند صرخت هالمره بصوت عالي ..
هند : نحن الي جتلناه ... نحن اللي جتلنا عبدالله .. نحن الي خليناه يموت يا خالد نحن نحن ....!!
حطت هند ايدها على ويهها .. وخلت خالد في حالة من الذهول والاستغراب ..!! ... " نحن اللي جتلناه ..!!
خالد : نحن جتلناه ..!! هند انتي تخبلتي ..!!! ... شو هالرمسه ..!! نحن ما جتلنا حد ...!! عبدالله مات بحادث ...!! مات بقدرة ربج ..!! انتي شو تقولين ..!!
هند : لا لا يا خالد .. انا السبب ... انا اللي خليته يموت ... انا اللي خليته يسوي كل الي يسويه ...!! انا يا خالد انا ... مستحيل اسامح نفسي ف يوم ع اللي سويته ... مستحيل اسامح نفسي ..انا اللي مثلي لازم تمووت ..!!! .. لازم ما اتم ف هالدنيا ...!!
مسكت هند ايد خالد وحطتها على رقبتها ....
هند : اجتلني ... اجتلني وخلني الحق امايه وابويه و عبدالله ... خلني اموت واريح كل اللي احبهم .... اجتلني وخلصني من هالكابوس اللي مستحيل اصحى منه طول حياتي .. كابوس بعيش مرارته الدهر كله ...! ..
خالد دز ايدها بعيد ...
خالد : انتي تخبلتي .. تخبلتي يا هند ..!! انتي مستحيل تكون اختيه اللي اعرفها ..!! مستحيل تكونين الانسانه اللي عشت وياها ..!! انتي وحده خبله مينونه ..!!
هند صرخت والصياح كان مأثر عليها ... ومأثر حتى على نطقها للكلمات ....
هند: انا مب مينونه .. مب مينونه ..!! انا السبب ف كل شي ... عبدالله حبني ... تعرف شو يعني حبني ..!! وانا كنت اخونه ... كنت افكر براشد ... وهو كا ن يحس ... يحس ... انا ما جد شفت وحده احقر مني ... انا ما استحق انه حد يحبني ... انا كل اللي يحبني اخسره ... كل اللي اعزه يسير ويخليني اتعذب من وراه ...
خالد : هند ..! لا يا هند لا ... لا تفكرين جيه ... ...!.. انتي انسانه مؤمنه ... تعرفين شو يعني مؤمنه ...!! .... يعني تؤمنين بالقضاء والقدر ...!! ... وبعدين فيه انسان يتمنى الموت لنفسه ..!!!
هند ودموعها بدت تنزل بحراره على خدها وهيه تشوف خالد ... وتسمع كلامه .... تشوف خوفه عليها والحب النابع من قلبه وواضح في عيونه ... شافت اخوها وعزوتها ... اخوها اللي لو الكل تخلى عنها بيتم هو وياها وما بيودرها
هند بصوت واطي: ما تملي ف الدنيا غيرك يا خالد .. .. راحت الام ... وراح الابو والزوج ... خالد نحن ما تملنا حد ف هالدنيا ... خسرنا كل غالي .. خسرنا كل عزيز .. حياتنا ما عاد فيها شي ينحب .... خالد والله انه مالي غيرك ...
خالد يود ويهها وابتسم : وانا منو لي غيرج يا هند ...؟ مالي ف هالدنيا كلها غير اخت احبها واباها تكون مرتاحه ...مابغي من هالدنيا غير رضاج عني يا امي واختي وصديقتي .. يا كل شي ف حياتي ... هند ...! انا بكون وياج لاخر لحظه بحياتي
هند بصوت باكي وحزين : بس انا كل الي يحبني يموت .. يموت يا خالد ... وانا ماباك تموت ... اباك اهنيه حذالي ... اباك ياخويه
خالد باسها فوق راسها : انا احبج .. وبتم وياج .. ولا بودرج ... تفهمين يا هند ... بتم وياج انتي ...
شافته لثواني .. وعقب عقت بعمرها .. وحضنها اخوها بالقو ... ونا زالت الابتسامه تنبض بالرغم من جراحه النازفه
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
***
في السجن كان راشد يالس يصلي جماعه ويا ربعه اللي قوت علاقته فيهم ف الفتره الاخيره ...
وبدا يحس انه حياته لها طعم من عقب ما كون علاقه حميمه وياهم ... وحمد ربه انه ريحه شوي من هموم السجن ...
خلصوا الربع صرتهم يلسون يذكرون ربهم وعقب سووا حلقه وقاموا يسولفون ...
مبارك : ها خلووووف شكلهم الاهل ملوا منك ما قاموا اييونك
عادل : هههههههههه انا عندي تفسير منطقي
خليفه : الحين بتبدا الطنازه
مبارك : قول قول شو عندك ؟!؟!
عادل : شكلهم خافوا من شكله المره اللي طافت ... تحيدون يوم سارلهم وهو مب حاش لحيته ... والله انه كان فلم رعب .. وشكلهم من عقبها حرموا يزورونه
خليفه : هه هه هه .. تدري انك سخيف .. وكلمة سخيف شويه عليك بعد ...! سدتك ولا ازيد !
عادل : هلا والله ..!! نستقبل المزيد ....
خليفه : اقول اقول اجلب ويهك
راشد : هههههههه انزين يا بو الحلول .. خبرني .. ليش اهلي قطعوني من 4 ايام
عادل : شايفني بو العريف ..!!
راشد : اشوفك تحلل ع كيفك ...
عادل :هههههههه لا انته حالتك يبالها الكره السحريه ..
راشد : شمعنى .!؟
عادل : لانك شرجاوي ...
راشد : ههههههه تصدق .. ما جذب فيك خلوف يو قال انه سخيف ...
مبارك : المهم المهم شباب ... خلونا من اهلنا .. شكلهم مسوين اضراب .. وخبروني ...
الكل : شووووووووو
مبارك : اسمعوا اقتراحي .. وعقب خبروني عن رايكم
راشد : من العين ... قول قول شو عندك ...
مبارك بس على شرط ...
خليفه : اوهووووو .. السالفه فيها شروط ... عيل انا منسحب من الحينه
عادل : يابوك اسمع الشرط ... صدقني ما بيخليك تدفع ولا بيزه ...
خليفه : اوووووووف سكتوه هذا
راشد : اسكت انته وياه .. خلونا نسمع اقتراح مبارك
مبارك : اشوه .. ما بغيتوا تسكتون ... المهم اسمعوا الشرط اول
خليفه : قول
مبارك : انه اللي يدخل ويانا ف هالمشروع ما يطلع منه ... يعني يلتزم للنهايه ...
عادل : واللي يعطونه افراج ؟!
ضحكوا الكل على هباله عادل ...
مبارك : هههههههههههههههه .. يابويه لو فيه افراج جان شفنا بوادره من قبل ....
خليفه : ههههه يعني بالمختصر مطولين
راشد : فال الله ولا فالكم ... المهم قول مشروعك يابويه ..ذليتنا
مبارك : مدام انه نحن يالسين جيه بدون شغله ولا مشغله .. ليش ما نشغل وقتنا بشي مفيد ...
راشد : ممممم فكره حلوه .. وف بالي من زمان
عادل : بشو بنشغل وقتنا عاد ..! يعني ف السجن امكانيتنا محدوده !!
مبارك : بتييك الرمسه ... اول شي لازم نحط ف بالنا انه رضا ربنا اهم شي ف حياتنا صح و لا؟
راشد : يا سلام عليك ... اكيد اكيد هذا اهم شي
مبارك : يعني بالمختصر لازم نحددلنا جزئيات من القرآن نحفظهم كل يوم ... وشدراكم يمكن نحفظه كامل ف مده قياسيه ...
خليفه : فكره رهييييييييبه ... ما شاله عليك يا مبارك ...
عادل : زين زين ... عيل شوف .. سولنا الجدول ونحن ان شالله بنلتزم فيه ...
مبارك : من عيوني ... بس نبا همتكم شباب ..
عادل : كلنا وياك .. وان شالله بنحول مأساتنا اهنييه لمشروع ناجح ... ومثل ما قلت اهم شي رضا ربنا ...
خليفه : ولازم نخطط لاشيا ثانيه بعد ...
عادل : اووووووووه عاش خليفه ... عاش الكموح المخطط
خليفه : اقول ... جب يلا جب ....
ابتسم راشد وهو يشوف ربعه وهم يتخطون محنتهم بكل مرونه وسلاسه .. وحمد ربه انه خفف عليه غمه السجن بإنه بعثله ناس طيبين بيرتقون فيه وفي مستواه ... وحس انه بدا ينسى همومه هاليومين من عقب ما اندمج ويا شلته اليديده
***
نرجع لأجواء العزا
في غرفة مايد كانت ريم ترتجف وهي حاظنه صورة اخوها ودموعها تنزل على المكتب بغزارة .. كانت تفكر باللي استوى ... تفكر بأخوها اللي مات فجأة ... مات و زلزلهم بموته ... تفكر بأخوها اللي ف وسط روحها ساكن غلاه
تمت ريم حاضنه الصورة بالقو .. وتكلمها وجنها تكلم مايد
" وينك يا خويه ... وين سرت وخليتي اهنيه اتعذب العذاب مرتين ...! ... مايد ... مايد عبدالله اخونا مات ... اخونا اللي طول حياته كان بعيد عنا ... ويوم مات استوى اقرب انسان ..!! ..
مايد خبروك انه راح وخلانا ..!! خبروك انه ما بيرد لهالحياة مره ثانيه ... مايد ... مايد راح العود ...
عبدالله بعيد ... بعيد عنا يا مايد ... خلاص ما بنقدر نوصله مره ثانيه ... ما بنشوفه .. ولا بنسمع صوته ..!! ...
ويا خوفي يا مايد انته تروح ..!! .. تروح عند عبدالله ... يا خوفي انك تروح وتخليني اتعذب مرتين ...!
لو رحت عني انا بموت ...
لو رحت انا مالي حايه للعيشه من بعدك ...!! مايد .. دخيلك تعال انا محتاجه لك ... محتاجه لحضنك الدافي .... محتاجه لايدك ... مايد دخيلك تعال ضمني لصدرك وقولّي انك ما بتخلييني ... تعال و طمني وقولّي اني بتم وياج طول حياتي .... بتم وبحميج وما بخلي دمعتج تنزل .... تعال يا مايد دخيلك تعال .."
وبدت الدموع فجأة تنزل من عيونها بحرارة و بغزارة أكبر ... وحست بعمرها تهتز و ترتجف بس بدون صوت .. كانت تصيح و تصيح على المصيبة اللي حلت عليها و على عايلتها ... بموت عبدالله و مرض مايد ..
حطت ريم راسها ع المكتب ... وحست انها تعبانه ... وانه التفكير أرهقها ..
دخلت في هاللحظة عليها عليا و كانت فاطمه وراها ... دخلوا عليها وشافوها ف هالوضع المأساوي ....
ريم كانت حاضنه الصورة وتصيح بألم ... تصيح و جنها فقدت كل اهلها ...
تقربت عليا منها وحست بقلبها يعتصر من الألم على ربيعتها .. وحست انها مب قادره تخفف المها ومصابها ...يتها ولوت عليها بخفه من ورا ....
عليا بصوت حنون : حبيبتي ريم ....
مسحت ريم دمعتها وصدت صوب عليا وما انتبهت لفاطمه ...
عليا : لا تعذبين عمرج يا ريم .. حرام عليج والله حرام ..
ريم : علايه قلبي يعورني .. مب قادره استحمل فراق اثنين من اخواني ... مب قادره استوعب شي ..!!
مدت عليا ايدها ومسحت دمعه ريم وباستها على راسها ...
عليا : هذا اللي كتبه ربج ...
ريم : والنعم بالله ...
عليا : حبيبتي ريم ... هاي فطامي يايه تسلم عليج وتعزيج .... قومي حبيبتي سلمي عليها ....
صدت ريم صوب فاطمه ومن شافتها حست انه قلبها انقبض .. وردت اغتبنت ...
وقفت ريم وسارت صوب فاطمه ... ولوت عليها بالقو .. وصاحت هالمره بس بصمت ...أما فاطمه فقامت تمسح شعرها وتحاول تهديها ...
فاطمه : بس يا ريم ... اهدي دخيلج ... لا تعذبين عمرج واللي حولج ...!!
ريم وهيه لاويه على فاطمه
ريم : أحس اني بكابوس وابا اصحى منه بسرعه..
فاطمه : حبيبتي ريم .. انتي مب ف كابوس ... واللي اختار عبدالله ...
ريم : آه كل شي فيني يرفض هالفكره
فاطمه : ادعيله يا ريم .. ادعيله ...
ريم بعدت شوي عن فاطمه ...
ريم : الله يرحمه ...
يلست فاطمه ع شبريه مايد ومسحت دمعتها ويلست حذالها ريم وعلايه ...
ريم وهيه تمسح دموعها وتعدل شعرها اللي نزل على ويهها ..
ريم بصوت مبحوح : تعبتي عمرج يا فاطمه ... جان اتصلتي بدال ما تضربين خط من الشارجه ....
فاطمه : هذا يا واجب يا ريم ... تبيني اشوف اهلي اهنيه حزنانين وما ايي واقدم واجبي
ريم ابتسمت : فيج الخير ...
عليا : عيل ما يت امج وياج ؟
فاطمه : اه لا والله .. امايه تعبانه .. تعرفين صحتها على قدها ... بس والله كان خاطرها تيي
عليا : فديتها والله ... هيه روحها ما تنزاد .. مصيبه راشد اتهد الحيل ...
نزلت فاطمه راسها ...
عليا : اسفه فطامي اذا ضايجتج ....
فاطمه ابتسمت : لا فديتج ... ما قلتي شي انتي ...
عليا : الله يعطيها الصحه والعافيه ... ويردلها ولدها بالسلامه ...
فاطمه : امين يا ربي .... المهم ريماني اسمعيني ...انا ادري انه الي صار صعب ... بس يا ريم انتي اذا قويتي بتساعدين اهلج عسب يتجاوزون هالمحنه ...!
ريم تمت تشوف الارض ..
ريم : يمكن لو كان مايد ويايه ... كنت ...
حست ريم انه قلبها يتقطع وهيه تذكر مايد ... سكتت شوي وعقب كملت ...
ريم : يمكن لو كان مايد اهنيه كنت بتجاوز هالمحنه ... بس غيابه هدني ...! واحس اني مقيده ومب قادره افكر بشي !
فاطمه : الله يرده بالسلامه ...
ريم : امين يا ربي
فاطمه : إلا ما قلتلولي خبروا ميرا و مايد بالسالفه ..!!!
ريم صدت على علايه ... وما ردت
عليا : والله يا فاطمه انا خبرت اخويه اليوم و اكيد خبر حرمته ...الله يكون بعيونها ...
فاطمه : فديت ميره .. من يومين مرمستنها وكانت مستانسه .... الله يصبرها .. وشو عن مايد ؟!
عليا ... للحين محد خبراه ...
فاطمه : مسكين ...! ... عن يسمع من برع ..!
عليا : ان شالله عمي حميد بيخبره ....
فاطمه : الله يعين
عليا : امين يا رب ...!! فطامي انتي بغيتي تسلمين على هند .؟
فاطمه : هيه لازم اسلم عليها ....
ريم : بس حالتها ما تسر ...!
فاطمه : محد يقدر يلومها ... هذا ريلها ..!! ورااح عنها وهو بعده ما كمل شهرين من زواجه ..!!
ريم تمت تشوف السقف ...
ريم : آآآآه يا عبدلله ... رحت وخليتنا اهنييه نعانـــــي ... كل اللي ف البيت في حالة ذهول .. الكل مب مصدق ... كل واحد فينا اكتشف انه محتاج لعبدالله ... بس شو الفايده الحين ... راح .. راح وما عادت حاجتنا محصله اللي يتبناها ...
تمت عليا تشوف فاطمه .. وفاطمه تبادلها نفس النظرات ... وما عرفوا كيف يردون عليها ... ولا شو يقولولها ..!!
بس كان اهم شي عندهم انها تفضفضلهم
عليا مسكت ايد ريم .. وضغطت عليها بحنان
عليا : كلنا وياج يا ريم .. ومستحيل نخليج في لحظه وحده ... مستحيل نشوفج حزينه وما نخفف عنج ... نحن وياج يا ريم طول حياتنا ...
ريم : صدق يا عليا ... صدق يا فاطمه ما بتخلوني ..!!
فاطمه : نحن خوات ... ولازم نوقف ويا بعض
ابتسم ريم بوسط دموعها وحطت راسها على جتف ربيعتها ... ويودت ايد فاطمه ...وبدت تصيح بهدوء ...
عقب ما حل الظلام .. وروحوا الناس .. دخلت نورة غرفتها وسكرت الباب وراها ...
اليوم حاسه بتعب نفسي وجسدي فظيع .. حست انه قلبها يتقطع على حال اهل بيتها ... وانه جسمها متكسر من سبب مجهول ومعلوم بنفس الوقت ..
انسدحت نورة ع الشبريه وتمت تشوف السقف .. كانت تصيح وتحس بدموعها وهيه تمشي على خدها بحراره ...
يمكن المواقف اللي تجمعها ف عبدالله ما كانت كثيره .... بس مع هذا كانت لعبدالله مكانة خاصه عندها ...
كان فرق السن مبينهم سنه بس ... وعقبهم مايد اللي يفرق عنهم بحدود ال4 او ال5 سنوات ...
عاشت نوره ويا اخوها 4 سنوات كانوا فيها اخويين محد ينافسهم ... يمكن ف هالفتره بدا تعلقها فيه ... وعقبها يوم بدوا يكبرون .. خفت هالمشاعر ... وبدت شخصياتهم تتناقض... هيه وعبدالله ويمكن باجي اهل البيت كانوا يحسون بالضياع والتشتت الداخلي ... الكل مب عارف شو يبغي .. واهم شي عنده نفسه وبس ...
غمضت نورة عيونها بالقو
تذكرت انها الفتره الاخيره ابتعدت عنه... بسبة غيابه وغيابها عن البيت ... بس الحين ... ويوم حست انه راح ... بدا الندم يسيطر عليها ... الندم على ما فات ....
حضنت نورة المخده بالقو ... صياحها اللي كبتته طول ساعات العزا بدا يظهر الحين ... بدت تصيح و تصيح ... وهيه تسترجع ذكرياتها بعبدالله .. وتحس انها ندمانه على كل شي
وجنه عمر حسه فيها .. لانه دق ف هالحزه
نورة مسحت دموعها وردت عليه
نوره : هلا عمر ...
عمر : هلا حبيبتي ... عظم الله اجرج
نورة : الدوام لله وحده ....
عمر: اسمحيلي حبيبتي .. ما رمت ارمسج اليوم ... كنت ف ميلس الريياييل طول الوقت .....
نورةه : ميلس الرياييل ..!! على أي اساس كنت هناك !
ارتبك عمر شوي ... بس حاول يتادرك الغلط
عمر : ها ..!! .. ما .. مادري .. حسيت اني لازم ايي ... واوجب اهلج ...
نورة : محد حس فيك ...!!!
عمر : لا ... لا محد حس فيني ..
نوره : همممم فيك الخير يا عمر
عمر : نوره ..!! حسج مب عايبني ..!!
سكتت نوره شوي ... وحست انه العبره خنقتها
نوره : انا بخير يا عمر ...
عمر بحنان : نواري ... كيف تقولين انج بخير ..وصوتج يظهر عكس هالشي ..!!
نورة سكتت وما قدرت ترد
نورة : نواري ..دخيلج قوي عمرج ....!
نوره ف هالحزه نزلت دمعتها
نورة : لا تخاف عليه يا عمر ... انا قويه ....
عمر : بس ..بس انتي تعبانه يا نوره ...
نورة : صوتي ما فيه شي .... وصدقني ...انا قادره امسك عمري ...وصدقني انا قويه وبقدر اصبر عمري
عمر : قلبي وياج حبيبتي .. واعرفني اني ما بخليج لين ما احس انج عديتي هالازمه ....
سكتت نورة شوي وكانت تصيح بصمت ... تصيح لانها صدق حست بحاجتها لهالانسان في الوقت الحالي ... وبالمقابل عمر حس فيها .. وحس انها تصيح بس ما تيبنله ...
عمر : لو خشيتي احساسج عن الناس كلهم ... ما بتقدرين تخشينه عني يا نوره ..
نوره انفجرت ف هالحزه
نوره : آآآآآه يا عمر ... احس انه قلبي بيظهر من مكانه .. احس اني تعبانه .. تعبانه وايد يا عمر ... وايد
عمر : لا تقولين هالكلام يا نوره ... انتي جيه اتعبيني اكثر ..!!
نوره : انا محتاجه لك وايد ... محتاجه لوقفتك ويايه .. دخيلك لا تهدني ...
عمر : انا اهدج ..!! انا اهد الكل ولا اهدج ... انتي حرمتي ..!! واللي يصيرلج يصيرلي انا ....
نورة : حاسه اني ندمانه .. ندمانه لاني قطعت علاقتي فيه ف الايام الاخيره ... عبدالله ابتعد عن الكل .. مثل اللي كان حاس انه بيموت وبغى يعودنا على هالوضع
عمر : ما بإيدج الحين الا انج تترحمين على روحه .. وتوقفين حذال امج ... هيه اكيد مب متحمله الوضع ولا ابوج ... يا نوره لازم تكونين سند لهم .. لازم تخففين عنهم ... وانا واثق انج قويه ... وواثق انج بتعدين ه المرحله ... وانا ايدي بايدج ومستحيل اتخلى عنج
ارتاحت نورة عقب ما سمعت هالكلام .. اتصال عمر زاح عنها هم كبير كانت شالتنه ف صدرها ...
نوره : الله يعدي هالاززمه ع الكل ...
عمر : امين ....
نوره : الا خبرني شخبار ابويه !! انا ما شفته اليوم من ساعه ما خبرنا ..
عمر : ابوج الصدمه هدته ... الله يكون ف عونه
نوره : عيل لو شفت امايه شو بتقول ..!! حالتها تصعب ع العدو ... تصدق انها تتريا رجعته ..!! .. مب مصدقه انه مات ... حتى انها ما صاحت .. ما صاحت لانه متأكده انه بيرد ...لدرجة اني حسيت للحظه انه عبدالله صدق بيرد ... قطعت قلبي يا عمر
عمر : لا تلومينها يا نورة .. هذا ولدها .... ومحد يحس باحساس الام .. الا الام ....
يوم قال عمر هالكلمه حست نوره بنغزة .. وحطت ايدها على بطنها بحركه تلقائيه ... واستغرب عمر انه نورة سكتت وما ردت عليه
عمر :بلاج سكتي ..؟
نورة : لا ... لا ماشي بس .. بس تذكرت حالة امايه اليوم ... يا ليت اقدر اطلعها من اللي هيه فيه ... لاني صدق حاسه اني محتاجه اشوفها قويه
عمر : ان شالله ويا الايام بترد امج مثل ما كانت .. واهم شي وقفتكم وياها ...
نورة : تصدق انها ما تبا تشوف ابويه .. تظن انه هو يقص عليها ..
عمر : لهالدرجه ..!!
نورة : هيه والله ..!! وابويه لروحه مب ناقص
عمر : ماعليه لازم يصبر عليها ... مهما كان هاي امه ...
نورة : اه متى بنرد لحياتنا الطبيعيه .. كرهت هال24 ساعه ...
عمر : ما عليه حبيبتي ... تحملي .. وان شالله ربي بيفرجها ...
نوره : الله كريم ...
عمر : انزين عيل نواري بخليج الحينه .. وبرمسج باجر ان شالله ..
نورة : خلاص ماعليه .. اتحمل على عمرك ...
عمر : وانتي بعد ... وتذكري اني موجود دوم
نوره : فديتك والله ... يلا تصبح على خير ...
عمر : وانتي من اهله .... مع السلامه ...
بندت نورة عن عمر وهيه تحس براحه غريبه .. ومن عقبها راحت في سبات عميق
***
تم عمر يفكر بحرمته و بحالتها اليوم .. اول مره يشوفها ضعيفه لهالدرجه .. ف الفتره الاخيره كان يحس انه مشاعره اتجاهها بردت ... و انه ما عاد يحبها مثل قبل .. ما يدري ليش حس انه نوره ما كانت هيه الانسانه اللي يطمح انه يتزوجها ... وما يدري ليش يتضايج من يذكر الطريقه اللي تزوج فيها نوره ... حس انه دور اسهل الطرق وضيع عمره وضيعها وياه ... بس خلاص عقب ما فات الفوت ما ينفع الصوت ...
تنهد عمر بالقو من هالافكار اللي تلاحقه كل ليله .. وحس انه كل ما فكر بهالطريقه كل ما ابتعد عن نوره ...
شل عمر موبايله واتصل بأعز الناس له ... بربيعه خالد ....
خالد بصوت راقد : هااااا
عمر : السلام عليكم
خالد : عليكم السلام .. ها عمر ..بلاك متصل ف هالوقت ؟!
عمر: كنت راقد ؟
خالد : لا اتجلب ... وين تباني ارقد وانا احس انه كل اللي حولي يصيحون
عمر : هه .. ما حيد حنون
خالد : جب انزين .. انته ما بتحس فيني لين ما تنحط بهالمواقف
عمر : فال الله ولا فالك
خالد : غريبه شو الي ذكرك فيني اليوم 1؟
عمر : انته دوم ع بالي ...
خالد : صدق والله ؟
عمر : المهم المهم .. شخبارك الحين ؟
خالد : مب حالتي هيه المهمه يا عمر .. والله لو تشوف حالة هل البيت بيتقطع قلبك .. كل ما طفت ف زاويه من الزوايا احس اني بختنق ....
عمر : بس اللي اذكره انه علاقتك فيه مب هاك الزود
خالد : بس هذا يتم .... اه يا عمر .. يتم ولد عمي .. والدم يتم دم
عمر : بس هالرمسه لازم تقولها حق عمرك ... انته اللي تبا تخلي الدم ماي!
خالد : لا تخلط المواضيع يا عمر
عمر : المواضيع مخلوطه بغيت ولا ما بغيت ... يا خالد رد ربيعي اللي اعرفه .. ولا تسوي اللي ف راسك
خالد : هه ... تعرف متى برد ربيعك اللي تعرفه ؟
عمر : متى ..!!
خالد : يوم بترد انته عمر اللي اعرفه ...
عمر : المهم المهم خالد .. انا بخليك الحين ....
خالد : ليش تضايجت !!
عمر : انا متصل فيك عشان تخفف همي وانته تزيدني بكلامك هذا .!
خالد : الحين منو يحتاي يخفف ع الثاني ..! انا ولا انته ..!
عمر : لا انا ولا انته .. زين جيه !
خالد : انزين انزين .. قول شبلاك شو مضايجنك ؟
عمر : ولا شي
خالد : بس عاد ... مب حلو عليك الزعل
عمر : قتلك ما فيني شي !!
خالد : عيل ليش متصل ؟!
عمر : اطمن عليك ....
خالد : انا بخير ولا تحاتي
عمر : انزين عيل يلا باي
خالد : عمر ...
عمر: ها ؟!
خالد : لو فيه شي ف خاطرك قوله .. تراني بسمعك
عمر : ما فيني شي ... انته بس تحمل على عمرك
خالد : ان شالله ... تصبح على خير
عمر : وانت من اهله ...
بند عمر عن خالد وهو حاس بشوق غريب لهالانسان اللي ما عادت علاقته وياه شرات قبل ... وبدا يغلفها نوع من البرود ... مهما كان هذا خالد ربيعه ... وله مكانه خاصه ف قلبه ... بس علاقته ف نوره أثرت وايد على باجي علاقاته ...
تنهد عمر وغطى جسمه بالكامل وقرر انه يسير في سبات عميق
***
ثاني أيام العزا
ناصر عقب ما سمع خبر موت عبدالله ... اعتزل العالم ... واستوى حبيس غرفته .. حس انه الدنيا سودت في عيونه ... وحس انه ربه يعاقبه على ذنبه الكبير اللي اقترفه بحق راشد الريال الطيب ...
موت عبدالله هز كيان ناصر ... هو حزن عليه فعلا .. مهما كان عبدالله .. ومهما سوا .. يتم ربيعه ... اللي عاش وياه لحظات ... اللحظات كانت تعيسه هو ما ينكر ... بس اتم ذكريات ..!!!
مات عبدالله وخلى ناصر يعاني من بعده .. احساسه بالحيره زاد لحين ... ومخه مقفل .. خايف وبنفس الوقت يبا يرد الحقوق لاصحابها ....
غمض ناصر عيونه بالقو
***
في السجن كان راشد يالس يصلي جماعه ويا ربعه اللي قوت علاقته فيهم ف الفتره الاخيره ...
وبدا يحس انه حياته لها طعم من عقب ما كون علاقه حميمه وياهم ... وحمد ربه انه ريحه شوي من هموم السجن ...
خلصوا الربع صرتهم يلسون يذكرون ربهم وعقب سووا حلقه وقاموا يسولفون ...
مبارك : ها خلووووف شكلهم الاهل ملوا منك ما قاموا اييونك
عادل : هههههههههه انا عندي تفسير منطقي
خليفه : الحين بتبدا الطنازه
مبارك : قول قول شو عندك ؟!؟!
عادل : شكلهم خافوا من شكله المره اللي طافت ... تحيدون يوم سارلهم وهو مب حاش لحيته ... والله انه كان فلم رعب .. وشكلهم من عقبها حرموا يزورونه
خليفه : هه هه هه .. تدري انك سخيف .. وكلمة سخيف شويه عليك بعد ...! سدتك ولا ازيد !
عادل : هلا والله ..!! نستقبل المزيد ....
خليفه : اقول اقول اجلب ويهك
راشد : هههههههه انزين يا بو الحلول .. خبرني .. ليش اهلي قطعوني من 4 ايام
عادل : شايفني بو العريف ..!!
راشد : اشوفك تحلل ع كيفك ...
عادل :هههههههه لا انته حالتك يبالها الكره السحريه ..
راشد : شمعنى .!؟
عادل : لانك شرجاوي ...
راشد : ههههههه تصدق .. ما جذب فيك خلوف يو قال انه سخيف ...
مبارك : المهم المهم شباب ... خلونا من اهلنا .. شكلهم مسوين اضراب .. وخبروني ...
الكل : شووووووووو
مبارك : اسمعوا اقتراحي .. وعقب خبروني عن رايكم
راشد : من العين ... قول قول شو عندك ...
مبارك بس على شرط ...
خليفه : اوهووووو .. السالفه فيها شروط ... عيل انا منسحب من الحينه
عادل : يابوك اسمع الشرط ... صدقني ما بيخليك تدفع ولا بيزه ...
خليفه : اوووووووف سكتوه هذا
راشد : اسكت انته وياه .. خلونا نسمع اقتراح مبارك
مبارك : اشوه .. ما بغيتوا تسكتون ... المهم اسمعوا الشرط اول
خليفه : قول
مبارك : انه اللي يدخل ويانا ف هالمشروع ما يطلع منه ... يعني يلتزم للنهايه ...
عادل : واللي يعطونه افراج ؟!
ضحكوا الكل على هباله عادل ...
مبارك : هههههههههههههههه .. يابويه لو فيه افراج جان شفنا بوادره من قبل ....
خليفه : ههههه يعني بالمختصر مطولين
راشد : فال الله ولا فالكم ... المهم قول مشروعك يابويه ..ذليتنا
مبارك : مدام انه نحن يالسين جيه بدون شغله ولا مشغله .. ليش ما نشغل وقتنا بشي مفيد ...
راشد : ممممم فكره حلوه .. وف بالي من زمان
عادل : بشو بنشغل وقتنا عاد ..! يعني ف السجن امكانيتنا محدوده !!
مبارك : بتييك الرمسه ... اول شي لازم نحط ف بالنا انه رضا ربنا اهم شي ف حياتنا صح و لا؟
راشد : يا سلام عليك ... اكيد اكيد هذا اهم شي
مبارك : يعني بالمختصر لازم نحددلنا جزئيات من القرآن نحفظهم كل يوم ... وشدراكم يمكن نحفظه كامل ف مده قياسيه ...
خليفه : فكره رهييييييييبه ... ما شاله عليك يا مبارك ...
عادل : زين زين ... عيل شوف .. سولنا الجدول ونحن ان شالله بنلتزم فيه ...
مبارك : من عيوني ... بس نبا همتكم شباب ..
عادل : كلنا وياك .. وان شالله بنحول مأساتنا اهنييه لمشروع ناجح ... ومثل ما قلت اهم شي رضا ربنا ...
خليفه : ولازم نخطط لاشيا ثانيه بعد ...
عادل : اووووووووه عاش خليفه ... عاش الكموح المخطط
خليفه : اقول ... جب يلا جب ....
ابتسم راشد وهو يشوف ربعه وهم يتخطون محنتهم بكل مرونه وسلاسه .. وحمد ربه انه خفف عليه غمه السجن بإنه بعثله ناس طيبين بيرتقون فيه وفي مستواه ... وحس انه بدا ينسى همومه هاليومين من عقب ما اندمج ويا شلته اليديده
***
نرجع لأجواء العزا
في غرفة مايد كانت ريم ترتجف وهي حاظنه صورة اخوها ودموعها تنزل على المكتب بغزارة .. كانت تفكر باللي استوى ... تفكر بأخوها اللي مات فجأة ... مات و زلزلهم بموته ... تفكر بأخوها اللي ف وسط روحها ساكن غلاه
تمت ريم حاضنه الصورة بالقو .. وتكلمها وجنها تكلم مايد
" وينك يا خويه ... وين سرت وخليتي اهنيه اتعذب العذاب مرتين ...! ... مايد ... مايد عبدالله اخونا مات ... اخونا اللي طول حياته كان بعيد عنا ... ويوم مات استوى اقرب انسان ..!! ..
مايد خبروك انه راح وخلانا ..!! خبروك انه ما بيرد لهالحياة مره ثانيه ... مايد ... مايد راح العود ...
عبدالله بعيد ... بعيد عنا يا مايد ... خلاص ما بنقدر نوصله مره ثانيه ... ما بنشوفه .. ولا بنسمع صوته ..!! ...
ويا خوفي يا مايد انته تروح ..!! .. تروح عند عبدالله ... يا خوفي انك تروح وتخليني اتعذب مرتين ...!
لو رحت عني انا بموت ...
لو رحت انا مالي حايه للعيشه من بعدك ...!! مايد .. دخيلك تعال انا محتاجه لك ... محتاجه لحضنك الدافي .... محتاجه لايدك ... مايد دخيلك تعال ضمني لصدرك وقولّي انك ما بتخلييني ... تعال و طمني وقولّي اني بتم وياج طول حياتي .... بتم وبحميج وما بخلي دمعتج تنزل .... تعال يا مايد دخيلك تعال .."
وبدت الدموع فجأة تنزل من عيونها بحرارة و بغزارة أكبر ... وحست بعمرها تهتز و ترتجف بس بدون صوت .. كانت تصيح و تصيح على المصيبة اللي حلت عليها و على عايلتها ... بموت عبدالله و مرض مايد ..
حطت ريم راسها ع المكتب ... وحست انها تعبانه ... وانه التفكير أرهقها ..
دخلت في هاللحظة عليها عليا و كانت فاطمه وراها ... دخلوا عليها وشافوها ف هالوضع المأساوي ....
ريم كانت حاضنه الصورة وتصيح بألم ... تصيح و جنها فقدت كل اهلها ...
تقربت عليا منها وحست بقلبها يعتصر من الألم على ربيعتها .. وحست انها مب قادره تخفف المها ومصابها ...يتها ولوت عليها بخفه من ورا ....
عليا بصوت حنون : حبيبتي ريم ....
مسحت ريم دمعتها وصدت صوب عليا وما انتبهت لفاطمه ...
عليا : لا تعذبين عمرج يا ريم .. حرام عليج والله حرام ..
ريم : علايه قلبي يعورني .. مب قادره استحمل فراق اثنين من اخواني ... مب قادره استوعب شي ..!!
مدت عليا ايدها ومسحت دمعه ريم وباستها على راسها ...
عليا : هذا اللي كتبه ربج ...
ريم : والنعم بالله ...
عليا : حبيبتي ريم ... هاي فطامي يايه تسلم عليج وتعزيج .... قومي حبيبتي سلمي عليها ....
صدت ريم صوب فاطمه ومن شافتها حست انه قلبها انقبض .. وردت اغتبنت ...
وقفت ريم وسارت صوب فاطمه ... ولوت عليها بالقو .. وصاحت هالمره بس بصمت ...أما فاطمه فقامت تمسح شعرها وتحاول تهديها ...
فاطمه : بس يا ريم ... اهدي دخيلج ... لا تعذبين عمرج واللي حولج ...!!
ريم وهيه لاويه على فاطمه
ريم : أحس اني بكابوس وابا اصحى منه بسرعه..
فاطمه : حبيبتي ريم .. انتي مب ف كابوس ... واللي اختار عبدالله ...
ريم : آه كل شي فيني يرفض هالفكره
فاطمه : ادعيله يا ريم .. ادعيله ...
ريم بعدت شوي عن فاطمه ...
ريم : الله يرحمه ...
يلست فاطمه ع شبريه مايد ومسحت دمعتها ويلست حذالها ريم وعلايه ...
ريم وهيه تمسح دموعها وتعدل شعرها اللي نزل على ويهها ..
ريم بصوت مبحوح : تعبتي عمرج يا فاطمه ... جان اتصلتي بدال ما تضربين خط من الشارجه ....
فاطمه : هذا يا واجب يا ريم ... تبيني اشوف اهلي اهنيه حزنانين وما ايي واقدم واجبي
ريم ابتسمت : فيج الخير ...
عليا : عيل ما يت امج وياج ؟
فاطمه : اه لا والله .. امايه تعبانه .. تعرفين صحتها على قدها ... بس والله كان خاطرها تيي
عليا : فديتها والله ... هيه روحها ما تنزاد .. مصيبه راشد اتهد الحيل ...
نزلت فاطمه راسها ...
عليا : اسفه فطامي اذا ضايجتج ....
فاطمه ابتسمت : لا فديتج ... ما قلتي شي انتي ...
عليا : الله يعطيها الصحه والعافيه ... ويردلها ولدها بالسلامه ...
فاطمه : امين يا ربي .... المهم ريماني اسمعيني ...انا ادري انه الي صار صعب ... بس يا ريم انتي اذا قويتي بتساعدين اهلج عسب يتجاوزون هالمحنه ...!
ريم تمت تشوف الارض ..
ريم : يمكن لو كان مايد ويايه ... كنت ...
حست ريم انه قلبها يتقطع وهيه تذكر مايد ... سكتت شوي وعقب كملت ...
ريم : يمكن لو كان مايد اهنيه كنت بتجاوز هالمحنه ... بس غيابه هدني ...! واحس اني مقيده ومب قادره افكر بشي !
فاطمه : الله يرده بالسلامه ...
ريم : امين يا ربي
فاطمه : إلا ما قلتلولي خبروا ميرا و مايد بالسالفه ..!!!
ريم صدت على علايه ... وما ردت
عليا : والله يا فاطمه انا خبرت اخويه اليوم و اكيد خبر حرمته ...الله يكون بعيونها ...
فاطمه : فديت ميره .. من يومين مرمستنها وكانت مستانسه .... الله يصبرها .. وشو عن مايد ؟!
عليا ... للحين محد خبراه ...
فاطمه : مسكين ...! ... عن يسمع من برع ..!
عليا : ان شالله عمي حميد بيخبره ....
فاطمه : الله يعين
عليا : امين يا رب ...!! فطامي انتي بغيتي تسلمين على هند .؟
فاطمه : هيه لازم اسلم عليها ....
ريم : بس حالتها ما تسر ...!
فاطمه : محد يقدر يلومها ... هذا ريلها ..!! ورااح عنها وهو بعده ما كمل شهرين من زواجه ..!!
ريم تمت تشوف السقف ...
ريم : آآآآه يا عبدلله ... رحت وخليتنا اهنييه نعانـــــي ... كل اللي ف البيت في حالة ذهول .. الكل مب مصدق ... كل واحد فينا اكتشف انه محتاج لعبدالله ... بس شو الفايده الحين ... راح .. راح وما عادت حاجتنا محصله اللي يتبناها ...
تمت عليا تشوف فاطمه .. وفاطمه تبادلها نفس النظرات ... وما عرفوا كيف يردون عليها ... ولا شو يقولولها ..!!
بس كان اهم شي عندهم انها تفضفضلهم
عليا مسكت ايد ريم .. وضغطت عليها بحنان
عليا : كلنا وياج يا ريم .. ومستحيل نخليج في لحظه وحده ... مستحيل نشوفج حزينه وما نخفف عنج ... نحن وياج يا ريم طول حياتنا ...
ريم : صدق يا عليا ... صدق يا فاطمه ما بتخلوني ..!!
فاطمه : نحن خوات ... ولازم نوقف ويا بعض
ابتسم ريم بوسط دموعها وحطت راسها على جتف ربيعتها ... ويودت ايد فاطمه ...وبدت تصيح بهدوء ...
عقب ما حل الظلام .. وروحوا الناس .. دخلت نورة غرفتها وسكرت الباب وراها ...
اليوم حاسه بتعب نفسي وجسدي فظيع .. حست انه قلبها يتقطع على حال اهل بيتها ... وانه جسمها متكسر من سبب مجهول ومعلوم بنفس الوقت ..
انسدحت نورة ع الشبريه وتمت تشوف السقف .. كانت تصيح وتحس بدموعها وهيه تمشي على خدها بحراره ...
يمكن المواقف اللي تجمعها ف عبدالله ما كانت كثيره .... بس مع هذا كانت لعبدالله مكانة خاصه عندها ...
كان فرق السن مبينهم سنه بس ... وعقبهم مايد اللي يفرق عنهم بحدود ال4 او ال5 سنوات ...
عاشت نوره ويا اخوها 4 سنوات كانوا فيها اخويين محد ينافسهم ... يمكن ف هالفتره بدا تعلقها فيه ... وعقبها يوم بدوا يكبرون .. خفت هالمشاعر ... وبدت شخصياتهم تتناقض... هيه وعبدالله ويمكن باجي اهل البيت كانوا يحسون بالضياع والتشتت الداخلي ... الكل مب عارف شو يبغي .. واهم شي عنده نفسه وبس ...
غمضت نورة عيونها بالقو
تذكرت انها الفتره الاخيره ابتعدت عنه... بسبة غيابه وغيابها عن البيت ... بس الحين ... ويوم حست انه راح ... بدا الندم يسيطر عليها ... الندم على ما فات ....
حضنت نورة المخده بالقو ... صياحها اللي كبتته طول ساعات العزا بدا يظهر الحين ... بدت تصيح و تصيح ... وهيه تسترجع ذكرياتها بعبدالله .. وتحس انها ندمانه على كل شي
وجنه عمر حسه فيها .. لانه دق ف هالحزه
نورة مسحت دموعها وردت عليه
نوره : هلا عمر ...
عمر : هلا حبيبتي ... عظم الله اجرج
نورة : الدوام لله وحده ....
عمر: اسمحيلي حبيبتي .. ما رمت ارمسج اليوم ... كنت ف ميلس الريياييل طول الوقت .....
نورةه : ميلس الرياييل ..!! على أي اساس كنت هناك !
ارتبك عمر شوي ... بس حاول يتادرك الغلط
عمر : ها ..!! .. ما .. مادري .. حسيت اني لازم ايي ... واوجب اهلج ...
نورة : محد حس فيك ...!!!
عمر : لا ... لا محد حس فيني ..
نوره : همممم فيك الخير يا عمر
عمر : نوره ..!! حسج مب عايبني ..!!
سكتت نوره شوي ... وحست انه العبره خنقتها
نوره : انا بخير يا عمر ...
عمر بحنان : نواري ... كيف تقولين انج بخير ..وصوتج يظهر عكس هالشي ..!!
نورة سكتت وما قدرت ترد
نورة : نواري ..دخيلج قوي عمرج ....!
نوره ف هالحزه نزلت دمعتها
نورة : لا تخاف عليه يا عمر ... انا قويه ....
عمر : بس ..بس انتي تعبانه يا نوره ...
نورة : صوتي ما فيه شي .... وصدقني ...انا قادره امسك عمري ...وصدقني انا قويه وبقدر اصبر عمري
عمر : قلبي وياج حبيبتي .. واعرفني اني ما بخليج لين ما احس انج عديتي هالازمه ....
سكتت نورة شوي وكانت تصيح بصمت ... تصيح لانها صدق حست بحاجتها لهالانسان في الوقت الحالي ... وبالمقابل عمر حس فيها .. وحس انها تصيح بس ما تيبنله ...
عمر : لو خشيتي احساسج عن الناس كلهم ... ما بتقدرين تخشينه عني يا نوره ..
نوره انفجرت ف هالحزه
نوره : آآآآآه يا عمر ... احس انه قلبي بيظهر من مكانه .. احس اني تعبانه .. تعبانه وايد يا عمر ... وايد
عمر : لا تقولين هالكلام يا نوره ... انتي جيه اتعبيني اكثر ..!!
نوره : انا محتاجه لك وايد ... محتاجه لوقفتك ويايه .. دخيلك لا تهدني ...
عمر : انا اهدج ..!! انا اهد الكل ولا اهدج ... انتي حرمتي ..!! واللي يصيرلج يصيرلي انا ....
نورة : حاسه اني ندمانه .. ندمانه لاني قطعت علاقتي فيه ف الايام الاخيره ... عبدالله ابتعد عن الكل .. مثل اللي كان حاس انه بيموت وبغى يعودنا على هالوضع
عمر : ما بإيدج الحين الا انج تترحمين على روحه .. وتوقفين حذال امج ... هيه اكيد مب متحمله الوضع ولا ابوج ... يا نوره لازم تكونين سند لهم .. لازم تخففين عنهم ... وانا واثق انج قويه ... وواثق انج بتعدين ه المرحله ... وانا ايدي بايدج ومستحيل اتخلى عنج
ارتاحت نورة عقب ما سمعت هالكلام .. اتصال عمر زاح عنها هم كبير كانت شالتنه ف صدرها ...
نوره : الله يعدي هالاززمه ع الكل ...
عمر : امين ....
نوره : الا خبرني شخبار ابويه !! انا ما شفته اليوم من ساعه ما خبرنا ..
عمر : ابوج الصدمه هدته ... الله يكون ف عونه
نوره : عيل لو شفت امايه شو بتقول ..!! حالتها تصعب ع العدو ... تصدق انها تتريا رجعته ..!! .. مب مصدقه انه مات ... حتى انها ما صاحت .. ما صاحت لانه متأكده انه بيرد ...لدرجة اني حسيت للحظه انه عبدالله صدق بيرد ... قطعت قلبي يا عمر
عمر : لا تلومينها يا نورة .. هذا ولدها .... ومحد يحس باحساس الام .. الا الام ....
يوم قال عمر هالكلمه حست نوره بنغزة .. وحطت ايدها على بطنها بحركه تلقائيه ... واستغرب عمر انه نورة سكتت وما ردت عليه
عمر :بلاج سكتي ..؟
نورة : لا ... لا ماشي بس .. بس تذكرت حالة امايه اليوم ... يا ليت اقدر اطلعها من اللي هيه فيه ... لاني صدق حاسه اني محتاجه اشوفها قويه
عمر : ان شالله ويا الايام بترد امج مثل ما كانت .. واهم شي وقفتكم وياها ...
نورة : تصدق انها ما تبا تشوف ابويه .. تظن انه هو يقص عليها ..
عمر : لهالدرجه ..!!
نورة : هيه والله ..!! وابويه لروحه مب ناقص
عمر : ماعليه لازم يصبر عليها ... مهما كان هاي امه ...
نورة : اه متى بنرد لحياتنا الطبيعيه .. كرهت هال24 ساعه ...
عمر : ما عليه حبيبتي ... تحملي .. وان شالله ربي بيفرجها ...
نوره : الله كريم ...
عمر : انزين عيل نواري بخليج الحينه .. وبرمسج باجر ان شالله ..
نورة : خلاص ماعليه .. اتحمل على عمرك ...
عمر : وانتي بعد ... وتذكري اني موجود دوم
نوره : فديتك والله ... يلا تصبح على خير ...
عمر : وانتي من اهله .... مع السلامه ...
بندت نورة عن عمر وهيه تحس براحه غريبه .. ومن عقبها راحت في سبات عميق
***
تم عمر يفكر بحرمته و بحالتها اليوم .. اول مره يشوفها ضعيفه لهالدرجه .. ف الفتره الاخيره كان يحس انه مشاعره اتجاهها بردت ... و انه ما عاد يحبها مثل قبل .. ما يدري ليش حس انه نوره ما كانت هيه الانسانه اللي يطمح انه يتزوجها ... وما يدري ليش يتضايج من يذكر الطريقه اللي تزوج فيها نوره ... حس انه دور اسهل الطرق وضيع عمره وضيعها وياه ... بس خلاص عقب ما فات الفوت ما ينفع الصوت ...
تنهد عمر بالقو من هالافكار اللي تلاحقه كل ليله .. وحس انه كل ما فكر بهالطريقه كل ما ابتعد عن نوره ...
شل عمر موبايله واتصل بأعز الناس له ... بربيعه خالد ....
خالد بصوت راقد : هااااا
عمر : السلام عليكم
خالد : عليكم السلام .. ها عمر ..بلاك متصل ف هالوقت ؟!
عمر: كنت راقد ؟
خالد : لا اتجلب ... وين تباني ارقد وانا احس انه كل اللي حولي يصيحون
عمر : هه .. ما حيد حنون
خالد : جب انزين .. انته ما بتحس فيني لين ما تنحط بهالمواقف
عمر : فال الله ولا فالك
خالد : غريبه شو الي ذكرك فيني اليوم 1؟
عمر : انته دوم ع بالي ...
خالد : صدق والله ؟
عمر : المهم المهم .. شخبارك الحين ؟
خالد : مب حالتي هيه المهمه يا عمر .. والله لو تشوف حالة هل البيت بيتقطع قلبك .. كل ما طفت ف زاويه من الزوايا احس اني بختنق ....
عمر : بس اللي اذكره انه علاقتك فيه مب هاك الزود
خالد : بس هذا يتم .... اه يا عمر .. يتم ولد عمي .. والدم يتم دم
عمر : بس هالرمسه لازم تقولها حق عمرك ... انته اللي تبا تخلي الدم ماي!
خالد : لا تخلط المواضيع يا عمر
عمر : المواضيع مخلوطه بغيت ولا ما بغيت ... يا خالد رد ربيعي اللي اعرفه .. ولا تسوي اللي ف راسك
خالد : هه ... تعرف متى برد ربيعك اللي تعرفه ؟
عمر : متى ..!!
خالد : يوم بترد انته عمر اللي اعرفه ...
عمر : المهم المهم خالد .. انا بخليك الحين ....
خالد : ليش تضايجت !!
عمر : انا متصل فيك عشان تخفف همي وانته تزيدني بكلامك هذا .!
خالد : الحين منو يحتاي يخفف ع الثاني ..! انا ولا انته ..!
عمر : لا انا ولا انته .. زين جيه !
خالد : انزين انزين .. قول شبلاك شو مضايجنك ؟
عمر : ولا شي
خالد : بس عاد ... مب حلو عليك الزعل
عمر : قتلك ما فيني شي !!
خالد : عيل ليش متصل ؟!
عمر : اطمن عليك ....
خالد : انا بخير ولا تحاتي
عمر : انزين عيل يلا باي
خالد : عمر ...
عمر: ها ؟!
خالد : لو فيه شي ف خاطرك قوله .. تراني بسمعك
عمر : ما فيني شي ... انته بس تحمل على عمرك
خالد : ان شالله ... تصبح على خير
عمر : وانت من اهله ...
بند عمر عن خالد وهو حاس بشوق غريب لهالانسان اللي ما عادت علاقته وياه شرات قبل ... وبدا يغلفها نوع من البرود ... مهما كان هذا خالد ربيعه ... وله مكانه خاصه ف قلبه ... بس علاقته ف نوره أثرت وايد على باجي علاقاته ...
تنهد عمر وغطى جسمه بالكامل وقرر انه يسير في سبات عميق
***
ثاني أيام العزا
ناصر عقب ما سمع خبر موت عبدالله ... اعتزل العالم ... واستوى حبيس غرفته .. حس انه الدنيا سودت في عيونه ... وحس انه ربه يعاقبه على ذنبه الكبير اللي اقترفه بحق راشد الريال الطيب ...
موت عبدالله هز كيان ناصر ... هو حزن عليه فعلا .. مهما كان عبدالله .. ومهما سوا .. يتم ربيعه ... اللي عاش وياه لحظات ... اللحظات كانت تعيسه هو ما ينكر ... بس اتم ذكريات ..!!!
مات عبدالله وخلى ناصر يعاني من بعده .. احساسه بالحيره زاد لحين ... ومخه مقفل .. خايف وبنفس الوقت يبا يرد الحقوق لاصحابها ....
غمض ناصر عيونه بالقو
***
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
" عبدالله : هلا ناصر
ناصر : هلا عبدالله .. هلا بالغالي ...شخبارك ؟
-عبدالله :بخير الله يعافيك .. ها حصلتلي حل ... ؟
ناصر :اكيييييييييد ... اعجبك
عبدالله : صدق ؟؟ .. ها شو عندك ؟!
ناصر : بكل بساطه ... جيس مخدرات ....تحطه في دبة الضحيه ... تتصل ف الشرطه .. تقولهم انك شاك ف صاحب هالسياره .. اييون يشووفون الوضع ... ويروح فيها ....
عبدالله : ..... اوه والله ويبتها ...
ناصر : ههههههههاي اعجبك يا بو حميد ....
عبدالله : بس منو اللي بيسويها ؟؟
ناصر : انا ...
عبدالله : ... انته ؟ ..
ناصر : هيه انا ...
عبدالله :والله زين .. خلاص عيل موعدنا يوم الخميس ..
ناصر : يعني باجر ؟؟
هيه هيه يعني باجر ...
ناصر : الساعه كم ؟
عبدالله : مادري ...
ناصر : تأكد وخبرني ...
عبدالله :خلاص تم ..وانا بقولك عن الوقت .. اوكي الغالي .. باي ..
نزلت دمعه من عين ناصر وهو يتذكر تفكيره الاجرامي .. وكيف قدر يقنع عبدالله بالخطه ... كيف سولت له نفسه انه يسوي اللي يسويه ... كيف ضيع عمره وضيع ربيعه وياه ..!! كيف .!!
"- هلا ناصر ..
- هلا عبود
- ها بشر ..؟ ..
- سوينا كل شي ..والمهمه خلصت ....
- احلف ..
- والله ...!
- يا سلام عليك ..انزين متأكد انه بتضبط ..! ما بغي أي احتمال انه ينجو ..
- اكيد اكيد .. لا تخاف ... تطمن ....
- خلاص اعتمدت عليك .. انزين شوف الحين سوا الخطوة الثانيه واتصل فيهم ..بس ها من رقم عمومي ..
- حاضرين من العين
- مشكور وما بنسالك هالخدمة ..
- نحن ف الخدمه .... وعروضنا للغالين بس ...
- اوكيه الغالي .. يلا باي "
ضرب ناصر الارض بايده .وصرخ بصوت عالي ...
" حقير .. والله انك حقير يا ناصر ... اه .. اه شو اللي سويته انا ..!! شو اللي سويته ..!! ربي يعاقبني الحين .. ربي يعاقبني ...!! انا استاهل .. استاهل اللي صارلي واكثر ..!! واكثر ..!!"
تم ناصر يضرب راسه بالقو .. ويصيح بهتسريه فظيعه .. يحس انه مخه افتر ..دخل ف حزتها حمد .. وشاف ربيعه ف هالحاله .. ركض صوبه ويوده من جتفه
حمد : ناصر ...! شو صارلك ..!!!
ناصر دزه بعيد بالقو ...
ناصر : خلني بروحي ... ما ابا اشوف حد .. ما ابا ارمس حد .. خلوني بروحي دخيلكم خلوني بروحي....
حمد تم يشوفها لثواني ... وعقب سار صوب ويوداه
حمد : هد اعصابك يا اخويه ... دخيلك ..
ناصر وهو يصيح : ابغي ارتاح يا حمد.. ابغي ارتاح ...
حمد : بترتاح ان شالله .. بس انته توكل على رب العالمين ....
ناصر : ربي يعاقبني ع اللي سويته ... انا الحين اتعاقب ... مات عبدالله .. وخذا جزاه .. والحين يا دوري انا ...
حمد : لا تقول جذيه يا ناصر ... اذكر ربك ....
ناصر حط راسه على جتف حمد : اه يا حمد ... عقلي مشوش ... خايف . خايف ياخويه والله خايف ...
حمد : اللي يوكل امره لربه يتطمن ...
ناصر : بس ...!
حمد : ياخويه انته ما تبت لرب العالمين ..؟!
ناصر : كل يوم اتوب على الذنب الي سويته
حمد : وربنا غفور رحيم ..صح ؟
ناصر هز راسه والدموع ما زالت تنزف
حمد : عيل خلاص ... توكل ع رب العالمين ...
ناصر رفع راسه : يعني شسوي ..!!!
حمد : قبل ما اقولك شو تسوي ... بعطيك شي ...
ناصر مسح دمعته : شي ..!!
حمد : بواب العماره اللي كنت ساكن فيها ويا عبدالله اتصل ع رقمك من شوي .. ويوم رديت قالي انه في رساله باسمك واصله .. سرت ويبتها ... واباك تقراها ..
ناصر استغرب : رساله ..!
حمد طلعها من جيبه وعطاه اياها
حمد : اقراها ...
مد ناصر ايده وخذاها ... وحس انه ايده بدت ترتجف او ما لمسها ...وما يدري ليش حس انه هالرساله فيها سر له خص بحالته ....
بس طنش هالشعور ... وفتح الرساله ...
السلام عليكم ورحمة الله
شحالك يا ناصر .؟!
اتمنى انك تكون بخير .. ومادري اذا كنت بعرف اخبارك او ما بلحقك اني اسمعها ....مادري اذا كنت بشوفك من يديد .. ولا قبري بيحول مبينا ..
قبل ما ادش ف صلب الموضوع ...
حبيت اقولك انك كنت اعز من صديق ... كنت أخ و غالي ... يمكن اللي جمعنا غرض شين ... بس ف النهايه .. وعقب اخر موقف مبينا ... حسيت بقيمتك ... و حسيت انه فيك خير ...ما بقص عليك ... كلامك اخر مره هزني ... بس انا كنت وبظل غبي ... فوتت الفرصه وكابرت .. والحين طحت بشر اعمالي ... الحين فات الاوان ..
ناصر انا اعترفت بكل شي جدام الوالد .. وهو بدوره بيخبر الشرطه ... وان شالله بتنفج عقدة راشد وبيظهر من السجن ...وبيرد كل شي مثل ما كان واحسن صدقني ..!
واعرف انه اللي سويته كان بإرادتي انا .. وانا الوحيد اللي غلطت واعترفت ...و ان شاء الله بترد الامور ..
واعرف انه انته مالك ذنب ف اللي صار ... وامانه يا ناصر .. امنتك انك ما تعترف بشي انته ما سويته ... امنتك بالله انك ما تسير للشرطه ...!!
وصدقني ... راشد بيسامحني وبيسامحك .. وبيعفو عن زلاتنا ...لانه ريال والنعم فيه ....لانه اخلاقه ارقى من اللي سويناه
واخر كلامي قبل ما اودعك واودع الدنيا وياك
انك تسامحني .. وتغفر زلاتي ..
ابغي اودعكم وانا مرتاح .. سامحي يا ناصر .. وكمل حياتك على درب الخير ...لا تعصي ربك .. وخلك دوم انسان وقدوة للكل ...
وربي لا يحرم حد من صداقتك .. لانك ونعم الصديق ... واذا كنت انا خسرتك ف الدنيا .. ان شالله ما بخسر دعائك...
واتمنى يا ناصر انك تهتم في عايلتي ... وتسأل عنهم ...
و في النهايه لا تنسى تدعيلي ... ادعيلي وانا ف قبري .. ادعي انه ربي يسامحني ... ويقبل توبتي ....
سلامي لك يالغالي ...
أخوك التايب : عبدالله حميد بن علي "
مع نهايه هالكلمات .. انهارت دموع ناصر .. وضم الرساله لصدره بالقو ...وبدا يصيح بصوت عالي ...
حمد بخوف : شو مكتوب ف الرساله !!! خوفتني يا ناصر .!
لوى ناصر على حمد بالقو
حمد : ناصر ....!!!
ناصر : ستر عليه يا حمد ... ستر عليه ...
حمد : منو هو اللي ستر ...!!!!
ناصر مد ايده وعطاه الرساله ... وخذاها حمد وقراها ... وعقب ما عرف محتواها ... ابتسم وسار وباس ناصر فوق راسه
***
ف مركز الشرطه
راشد وقف : شو تقول ..!!!
سيف : والله هذا اللي صار !
راشد : من متى
سيف : امس حليله توفى ... الله يرحمه
يلس راشد ع الكرسي وهو مصدوم ... انسان شافه مره وحده ... بس مع هذا تألم على حاله ...صح انه هالانسان هو الي خذا هند منه ... بس بالرغم من هذا ما حقد عليه . ولا فكر يدخله ف الموضوع
راشد : لا حول ولا قوه الا بالله ..!! وكيف توفى ؟!
سيف : حادث سياره ...
راشد : صدمتني يا سيف ...
سيف : هذا اللي استوى .. وما حبيت اخليك اخر من يعلم ...
راشد : سرتلهم العزا ؟
سيف : سرتلهم امس .. وناوي اطلع من عندك واسيرلهم سيده ...
راشد : سلم عليهم يا سيف .. وعزيهم بدالي ... والله لو بإيدي جان وقفت وياهم .. بس انتوا ادرى بالحال ....
سيف : يوصل ان شالله ...
راشد : وو ... وو خالد شخباره
سيف : امس كانت متضايج وايد ... وشكله مصدوم حاله حال اهل بيته
راشد : منو قصدك بأهل بيته ؟!
سيف : عمه و اهله ..!
راشد : شخبار ..شخبار هند يا سيف ؟!
سيف : وانا شدراني ؟!
راشد : فاطمه ما سارتلها ؟!
سيف : أأأه امبلا .. بس ما شافتها
راشد بخوف : ليييييييييش؟
سيف : الظاهر هند نفسيتها تعبانه ... وما قدرت تشوف حد
حس راشد لوهله بغيره من حزن هند على ريلها .. وما عرف كيف يسيطر على هالشعور السخيف .... هز راسه كمحاوله لطرد الافكار هاذي
راشد : اكيد تعبانه ... هند من ادناة الشي تصيح .. فم بالك اذا مات ... اذا مات ريلها ....
سيف : هالبنت مالها نصيب ف الزواج
وقف راشد وصدق عصب من رمسة سيف
راشد : ع كيفك توزع النصيب انته .!!
سيف استغرب : بلاك عصبت انزين ..! ما قلنا شي ؟!
راشد : لا ترمس عن هند جيه لو سمحت ... وكل شي قسمه ونصيب ...
سيف : خلاص خلاص سكتنا ... بس انته لا تعصب ...
راشد يلس : شحال امايه وابويه ؟!
سيف : كللللهم بخير وولهانين عليك ...
راشد : ما تتصور شكثر انا ولهان على امايه ... ما تخيل انه مرت سنه على فراقها ...
سيف : هانت هانت ياخويه ... وان شالله كل الامور بترد على ما كانت عليه ...
راشد : هه ... هيه ما ردت قبل بترد الحين !!
سيف : وكل ربك ... والله قادر ع كل شي
راشد نزل راسه : والنعم بالله ...
سيف : المهم الغالي انا بترخص عنك الحينه
راشد : توه الناس
سيف : بنسير نعزي الجماعه ... وبالمره بنتطمن على خالد
راشد : خلاص برايك .. وسلملي عليه وايد ... و شد حيلك
سيف : يوصل ... يلا فمان الله
طلع سيف من اهنيه و رد راشد للزنزانه ومخه مب وياه ..
***
في بريطانيا .
ف المستشفى
مايد : آه يا عمر ... ما تصدق شكثر انا فرحان ... فرحان وايد ..!
سلطان رفع راسه : خير ان شالله ؟!!!
مايد : اليوم سويت الفحوصات المطلوبه ... والنتايج كانت حلوه ....
سلطان : لا ترمس بالالغاز ميود ... كيف يعني حلوه ..!؟
مايد : اسمع ...الدكتور يقولي إنه حالتي وايد تحسنت .. واني لو تميت جيه بتخصر المده ...ويمكن عقب شهرين .. اودر هالمكان ...!!
سلطان بفرح : صدق ..!!! قولي والله انه قال جيه .!
مايد : والله العظيم ... يعني بجذب عليك ف موضوع مثل هذا ...!!!
سلطان : والله اني فرحتلك ومن خاطري يا ميوود....
مايد : والله اني تخبلت ... هههه حتى اني لويت ع الدكتور ...
سلطان : ههههههههه اخيييج ..! جان تسبحت عقب
مايد : ههههههههاي فكرت بس تعايزت ... المهم ادعيلي .. ادعيلي يا سلطان اني استمر على هالحال
سلطان : ان شالله ان شالله يا مايد ... ان شالله بتظهر من هالحكره و بتعيش حياتك من اول ويديد ...
مايد : ... والله شعور حلووو ...إن شاء الله كل اموري بتتيسر ...
سلطان : الله قادر على كل شي ....
مايد : والنعم بالله ... اليوم بصلي ركعتبين شكر لرب العالمين ...
سلطان : زين زين ....
تنهدمايد براحه .. والابتسامه ما فارقت ويهه ...
سلطان : المهم خبرني ... قريت القصه اللي عطيتك اياااها ؟!
مايد : أي وحده ..؟
سلطان : قصه ليل لا ينتهي ...!
مايد : ههههههههه من الملل قريتها يا بوك .... بس تبا الصدق ..
سلطان : اونننه ..! وشورايك فيها ....!!
مايد : ممممم زينه ....
سلطان : زينه بس ..!؟
مايد : ههههه ولا يهمك فيها شوية اثاره ...شو رايك ؟!
سلطان : الحمدلله انك رضيت عنها ...
مايد : مب رضا كلي ....
سلطان : ههههه راضين بالجزئي ....
مايد : المهم المهم .. بسك رمسه ... اتصل ف امايه خلني ارمسها.. فديتها ولهت عليها وعلى ابويه وعلى اخواني ....
سلطان : اوكي
سلطان ..خذا الموبايل وعطاه مايد ....خذاه مايد ... ودق ع رقم امه .... بس الرقم كان مغلق ...
مايد : غريبه ..!!!
سلطان : شو ؟!!
مايد : اول مره امايه تغلق موبايلها ..!!
سلطان : يمكن مفضي ....؟
مايد : مادري والله ... بتصل ف ابويه ...
اتصل ف مايد ف ابوه ونفس الشي ... الرقم كان مغلق ..
مايد : لالالا ... فيه شي مب طبيعي ...!! ابويه بعد ...!!!
سلطان : هههههه الظاهر كل شواحنكم ضايعه .....
مايد : تدري انك سخيف ....
سلطان : احم ... هيه دريت ...
مايد : بس صدق شو سالفتهم ..!!
سلطان : يمكن الارسال فيه مشكله ... ولا مثل ما قتلك مفضيه تيلفوناتهم !
مايد : مادري ... مب متطمن ..!!
سلطان : انته تدور المحاتاه دواره ...!! ياخيي شو فيها لو غلقوا تيلفوناتهم ..! ما فيها شي ... وبعدين اتصل ف البيت .. يمكن يردون
حزتها وصل مسج سلطان ... واول ما فتحه... تغيرت ملامحه ... واصفر لونه ...وعيونه انفتحت ع الاخير ....
لاحظ مايد هالتغير ...واستغرب ... وحس بنغزة في قلبه
مايد : سلطان ؟!
ما رد عليه سلطان وما زال مبهت ف المسج ... ويعيد و يزيد فيه ... كان يبا يستوعبه
" أحسن الله عزاكم بوفاة عبدالله بن حميد ... بلّغ مايد بالخبر ... "
هالمسج كان من رقم خالد ..!! .. خالد هو اللي مطرش ..!!!
مايد : اييه سلطان بلاك ..!! بلاك مبهت ف الموبايل !
سلطان أشر ع الموبايل : عب ... عب ...!
غمض سلطان عينه بالقو ... وحس انه راسه داير ... ومب رايم يفكر بشي ..!
مايد تحرك شوي من مكانه وهز سلطان .... : بسم الله عليك ..! سلطان ... سلطان ..!!! شو مستوي سلطان .. هميتني ..!
سلطان فتح عيونه ... وتم يشوف مايد .. يشوفه ويسترجع الكلام اللي قراه قبل شوي "بلّغ مايد بالخبر " ... كيف بيبلغه ..!! شو بيقوله ..!! أخوك مات ..!!!!
.... كان لازم انه يتدارك الموقف ..! ولا يوضح حق مايد شي ... لين ما يحس عمره قادر انه يقوله ...او يدور الكلمات المناسبه ويرتبها
سلطان : ما فيني شي ...
مايد : كيف ما فيك شي ..!! انته شفت ويهك كيف غادي ...!! . اللي يشوفك يقول انه شي كبير مستوي ..!!
بلع سلطان ريجه .. وحاول يحافظ على توازنه ...
سلطان : لا .. لا ...م ماشي ...بس وصلني مسج من رقم غريب .... و و شكلهم مخربطين ..
مايد بشك : رقم غريب ..
سلطان : هيه هيه .. غريب ... مخربطين مثل ما قتلك ..!
مايد : كيف يعني مخربطين .!
سلطان : يعني المسج مب لي ... الظاهر الرقم كاتبينه بالغلط
مايد : شكله المسج كان وايد قوي ...!
سلطان : ك كيف يعني !؟
مايد : يعني لدرجةانه صدمك جيه وغير لونك ... وجلب حالك ..!
سلطان تصنع الضحك وهو من داخله يتألم : ههههههههه لا .. بس بس تعرف يعني انا انسان حساس ... وو اتأثر بكل شي ... المهم عشان ما تشك فيني .. هذا واحد مطرش خبر وفاة واحد من اهله وشكله مخربط ف الرقم
مايد نقز : وفــــاة ..!!!!
سلطان خاف : هيه وفاة ...
مايد : وفاة منوه ..!!
سلطان : شش شدراني ..!!!
مايد : وو وشدراك انه مخربط ..!
سلطان : م مبين ... يعني لو المسج حقنا جان عرفنا من قبل ... ومن مصدر ثاني ...
مايد : اشوف راوني شو كاتب .!
سلطان غمض عيونه لثواني وفتحها ...
سلطان : مسحته ...
مايد : مسحته ...!!!! ... ليش تمسحه ... يمكن المسج حقنا ... يمكن الرقم غريب عليك بس مب غريب عليه ..!!
سلطان : مايد لا تشتط .. قتلك لو المسج حقنا جان عرفنا ... وبعدين ... ال ...أل الاسم كان غريب ...يعني لو حد من معارفنا جان جان عرفته ..صح ولا لآ ..!!!
مايد : أي اسم .!!!
سلطان : اسم الريال .. الي .. اللي توفى ...
مايد هز راسه : مادري مادري ... بس قلبي بدا يقرصني .. واحس انه فيه شي ... ولا ... ولا ليش موبايل امايه مغلق ... وابويه بعد ...!! ليش ..!!
سلطان : ربك بعد ..!! المهم انا ..انا بسير الحمام عزك الله ...
مايد ما رد عليه ....
طلع سلطان من الغرفه ... وبمجرد انه طلع بدا يصيح بصمت .... وحس انه موت عبدالله كان صدمة بالنسبه له ..!!
لدرجة انه ما عرف كيف يخبر مايد ... واضطر انه يجذب عليه ..!..خاف يقوله وتسوء حالته ... ما حب يخرب عليه فرحته بتطور حالته للاحسن ... ماعرف سلطان شو يسوي ... مشى بخطوات ثجيله وما عرف وين يسير
***
في بيت حميد ..
ليلا ..
المكان كان غريب عليه ... الدنيا مغطيها الضباب .. وهو يدور مخرج من هالمكان بس مب محصل .. مايدري شو هو الاشي اللي يحجب عنه النور ... ومسيرة البحث عن مخرج مستمره ...
مشى ومشى لمسافات طويله ...
لين ما تعبت ريله ..وحس انه عطشان بشكل فظيع ... وانه محتاج لكوب ماي يبل فيه عطشه ...
يلس ع الارض عقب مسيرة المشى الطويله ...
كان يحاول يفهم الوضع الغريب اللي هو فيه ... بس في لحظة ... شاف ظل كاحل السواد شديد الطول ...يتقرب صوبه ...
امتلكه الخوف ... وبدا يتنافض .. بس كان لابد انه يشوفه ..
رفع راسه شوي شوي ...
وعقبها انصدم صدمة حياته ... وشاف عبدالله ..!! عبدالله اللي مات من يومين ... اليوم ردتله الحياه ...!
خاف ورد على ورا وهو مرعوب من عبدالله...
خالد : انته!!
عبدالله : هيه انا ... انا ولد عمك يا خالد ..!!
خالد : .. انته كيف .. كيف رديت للدنيا مره ثانيه!
عبدالله :هه كيف رديت ..!! رديت عشانك ..
خالد : عشاني ..!! ليش .؟
عبدالله : انا وراك وراك ..لين ما اخذك ويايه يا خالد ..
خالد بلع ريجه : تاخذني وياك ..!! و وين .. وين تباني اسير ..!!
عبدالله : اباك تحس باللي احس فيه .. اباك تلحقني ...وتشوف عيشتي كيف صارت
خالد بخوف : ليش ..!!!
عبدالله : لانك انته السبب ..!
خالد استغرب : انا السبب ف شو ..!!!
عبدالله: انته السبب ..؟ انته اللي جتلتني .. انته اللي جتلتني ... ما بسامحك على اللي سويته طول حياتي ....ما بسامحك . انتي حرمتني من الحياه ... وانا بحرمك منها بعد
خالد : انا ما سويت شي !!! انا ما جتلتك .. انته بروح مت ..!! انا مالي ذنب .!
عبدالله: انا ما برتاح لين ما اشوف دمك يسيل ف الارض ... وتشرب منه الجلاب ... ما برتاح يا خالد لين اشوفك جثة هامده ... ساعتها بس بكون اسعد انسان ف الدنيا ....
خالد : بس انا ما سويت شي يا عبدالله .. صدقني ما سويت شي ..!!
عبدالله : ما بصدق لو تحلف ع المصحف ... انا اللي بسيل دمك ... والحين ... الحين ...!
تجدم عبدالله صوب خالد اللي كان يرد على وراه والخوف يهز كيانه كله ... واخر شي حط ايده على رقبة خالد وقام يهزه ....
نش خالد من الحلم وهو مرعوب ويرتجف وحاطه ايده على رقبته بخوف
خالد بصوت مرعوب : اعوذ بالله من الشيطان ... اعوذ بالله من الشيطان ....
صد صوب شبرية علاوي .. بس ما حصلاه ..!! انتفض وتم يدور اخوه .. بس عقب تذكر انه راقد عند هند ....
تلفت خالد صوب اليمين واليسار ... خاف انه عبدالله منخش في مكان من الغرفه ..خاف انه يراقبه .. ويبا يتربص فيه ...يبا يجتله ويسيل دمه مثل ما قال ..
ما زال خالد يتحسس رقبته ... حس انه ايد عبدالله ما زالت تضغط عليها عشان تخنقه .... حس انها تعوره ...
رفع راسه وشاف السقف ...وحس انه تعبان نفسيا من هالسالفه
" يا رب ... يا رب انا شو سويت عشان تلاحقني هالاحلام .. وهالاتهامات .. يا ربي انتي اعلم اني مالي ايد ف موت هالانسان ... !! ليش يلاحقني .. ليش يحملني مسؤولية موته ..!! "
تنهد خالد .. وحس بضيجه من هالموضوع ...
وتمنى لو انه من البدايه ما دخل هالبيت ولا عرف اهله ...!!تمنى لو انه ابوه خش الموضوع ودفنه وياه .. حياة الفقر كانت اهونله من عيشة الخوف والتربص هذي ...
نش من على الشبريه .. وكان حاس انه عطشان ... وجنه من سنين ما شرب ... وأحداث الحلم اثرت فيه وايد وحسسته انه استمر سنه مب ثواني ...!!
طلع من الغرفه وما زالت اطرافه تتنافض ... ويحس بخوف فظيع ... من شي مجهول ... واغلب الظن انه خيال عبدالله .. كان يبا يسير المطبخ .. يمكن ينسى شوي اللي شافه من شوي ..
قبل ما ينزل من الدري ... صد صوب غرفة ريم .. ما يدري شو اللي شده صوبها .. وحس برغبه في شوفتها ... تذكر حواره وياها اليوم ...ذكرها يوم تقول " خلك جريب مني هالفتره ... دخيلك خلك ويايه .... لا تحسسني انه الدنيا كلها ضدي ... دخيلك يا خالد .. دخيلك .."
ريم كانت صادقه.... وطول حياتها هيه صادقه وياه ....بحياتها ما جذبت عليه ..! بحياتها ما فكرت انها تخدعه ....
حاول خالد طرد هالافكار من باله لانه هذا مب وقته ... !!
الناس حزنانين .. وهالمشاعر لاحقين عليها
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
نزل من الدري بحذر ... وكان يسترجع احداث الحلم المخيف في باله... ويتحسس رقبته بين الثانيه و الاخرى ....
كان على وشك انه يسير المطبخ ..
لولا انه سمع صوت غريب ف الصاله ....وكان اقرب للهمس ....!
تشنج خالد من سمعه ... وحس انه عبدالله رد مره ثانيه
" ليكون هوه ..!! ... لا لا .. ما ظن .. انا اكيد اتخيل "
تجاهل خالد الصوت .. وكمل دربه ...ومن وصل لباب المطبخ الداخلي الجريب من باب الصاله .. سمع الصوت مره ثانيه
بس الصوت وهالمره بشكل اكبر .... واوضح ...!!
بلع خالد ريجه ...
وحس انه روح عبدالله منخشه في زاويه من زوايا البيت ...
وهيه اللي تسويله هالحركات عشان تخدعه ....
تبا تجتله .. وتسيل دمه مثل ما وصله ف الحلم
" شو هالرمسه ..!! من متى انا اصدق هالخرافات ..!! "
الصوت بدا يعلى مع اقتراب خالد من الصاله ...
وبلحظه دبت ف خالد روح البطوله.. تشجع... وعقّد حواجبه عشان يمثل دور الشجاع ... وخذا نفس .. وسار صوب الصاله ..
واول ما وصل ... فتح الباب بهدوء ...
وطل براسه ... واول ما طاحت عينه على الشخص المتواجد هناك ...
رد على ورا خطوتين ... وعيونه طلعت على برع .... من هول ما شاف
شيخه هيه اللي كانت تصدر هالاصوات ... كانت يالسه ع القنفه ... وترمس حد ..!! بس منو هالحد ...!! اصلا الغرفه فاضيه ...! ما فيها حد ...!!! ما فيها غير شيخه
تم خالد يشوفها ويسمع حوارها من شخص مب موجود ...
شيخه والدموع ف عينها : فديتك .. تعال .. تعال انا بعوضك عن كل شي ... تعال عند امك اللي ولهت عليك ... امك اللي ربتك وكبرتك ...تعال فديتك ... بعيش انا وياك رواحنا ... بدون محد يأذينا ... صدقيني بعوضك عن كل شي بس تعال ... تعال حبيبي ... تعال عند امك ... ما بتحصل وحده تحن عليك كثري ... تعال بضمك لصدري تعال ...لا . لا تسير ... تعال .. دخيلك تعال ... مالي غيرك يا ولدي .. مالي غيرك يا سندي ...
تم خالد يشوف الموقف وهو مصدوم ... شيخه تتخيل عبدالله ... تتخيله جدامها ... اكيد هيه تشوفه ..!!تشوفه بس هو ما يشوفه
تم خالد يشوفها وهو يحس انه قلبه بيظهر من مكانه ...خاف .. ارتبك ..!! يمكن شفق عليها ..!!! بس اللي يعرفه ...انه للحظه حس انه اللي جدامه امه ... حس انه يشوف امه ...مايدري شو سبب هالاحساس الغريب اللي انتابه ...
تجدم خالد صوبها ... وبدون ما يحس زقرها
خالد : امايه ...!
صدت شيخه بسرعه صوب خالد ... واول ما شافت ... قامت وركضت صوبه بلهفه ...واول ما وصلت ويودت ويهه بحنان وهو استغرب من هالحركه ...
شيخه والدموع تنهمر: عبادي ... فديييتك يالغالي ... انا كنت ادري انك بتي ... كنت ادري انك ما بتخليني بروحي ...كنت ادري انك ما بتردلي طلب فديتك حبيبي ... تعال تعال عند امك ... امك اللي مالها غيرك ...
انا ادري اني غلطت بحقك ... بس صدقني .. صدقني الحين بعتدل ... صدقني انا تبت خلاص ... والحين مابا منك الا انك تردلي .... عبودي حبيبي ... انا ادري انهم قصوا عليه .. وقالولي انك مت ..انا ماصدقت .. هيه فديتك ما صدقت ..... ... انته ما مت ... انته حي ... انته الحين واقف جدامي ... تعالي فديتك خلنا نسير عند هنوده ... هيه تصيح تبا تشوفك ... تباك تردلها ... وانته تحبها صح ... تعال بنسير نفاجأها ... تعال يالله بلاك واقف حبيبي ....
نزلت اهنيه دموع خالد ولاول مره على الوضع المأساوي ... شيخه وموقفها وياه ذكراه بأمه .. امه اللي ودعتهم من خمس سنين ... حس خالد انه يشوفها من يديد .. يشوفها بصورة ثانيه ....
وقفة شيخه هاي أثرت فيه وايد ...كلماتها عورتله قلبه ... حس شكثر هيه كانت تحب ولدها ... بس ما عندا القدره انها تبين .. يمكن هو ما ساعدها ... ويمكن هيه ما عرفتله ..!!! بس اللي يعرفه انها تموت فيه ... وانها بتموت بدونه ..!!!
وبدت دموعه تنزل ...تنزل على الحال المأساوي ..!
شيخه : بلاك حبيبي ... تصيح ... منو مضايجنك ... قولي منو وانا براويه ... فديتك لا تصيح ... لا تعورلي قلبي ...!! دخيلك ...! انا اهنيه حذالك وما بخليك لو شو ما صار ..!!
خالد بصوت مبحوح : خالوه
شيخه باستغراب : انا امك حبيبي ...انا مب خالوتك ...!!
خالد : خالوه انا خالد ..
شيخه هزت راسها بالنفي ... لا ...لا انتي عبادي ... انتي ولدي .. انته ضناي ..!!
خالد :خالوه عبدالله مات .. مات وما بيرد ...
شيخه ردت على ورا ... مثل اللي يتها ضربه ع راسها خلت توازنها يختل .. وتمت تأشر على خالد وهيه خايفه
شيخه : انته ... انته وين وديت ولدي .... وين وديته ...! ولدي توه كان واقف جدامي ....!! وين وديت ولدي يا خالد ...! خله يرد ... قوله خل يرد ... قوله امك تباك ... صدقني هو بيسمع كلامي ... وبيرد ...
خالد تجدم صوب شيخه ويودها من ايدها بحنيه : خالوه ... عبدالله خلاص مات وما بيرد ... ما بيرد ...
صرخت شيخه بصوت عالي : لاااااااااااا ... لا لا ... انته جذاب ... ولدي ما مات ... ولدي ما مات يا خالد صدقني .. انا شفته ورمسته من شوي ... شفته يا خالد .. والله العظيم شفته بعيني ... بس بس هو يوم شافك سار ... يمكن سار عند هند .. هو وايد يحبها ... ويموت عليها .... تعال نسير نشوفه .. تعال ...تعال عشان تتأكد
سحبته من ايده ومشت ... بس هو سحب ايده ...
خالد بصوت عالي : خالوه اصحي ... خالوه عبدالله ما ياج ... انتي تتخيلين ...تتخيلين يا خالوه .. ولا هو ما يا ولا شبر هالبيت ...!! عبدالله مات يا خالوه مات ...!!
قال خالد هالكلمه من صوب ويلست شيخه ع الارض بصوب يلست وحست انها ردت للواقع ... الواقع اللي حرمها شوفة عبدالله ... ....الواقع اللي لازم تتقبله غصبا عليها
وهالشي خوّف خالد اللي ركض صوبها
خالد بقلق: خالوه ..!
شيخه شافته وبهدوء قالت : يعني خلاص ...!! الولد ضاع من ايدي ..!! ما بشوفه مره ثانيه ...!!
خالد نزل راسه ....و شيخه تمت تشوفه بنظرة بليده ...
شيخه : رد عليه يا خالد ..!! خلاص ما بشوفه ..!! راح ... راح وخلاني ..!!
خالد : خالوه تعالي ويايه خليني اوديج غرفتج !
دزته شيخه
شيخه : رد عليه ..!!! قولي وين ولدي ..!! قولّي اذا كنت بشوفه ولا خلاص ..!! قولّي يا خالد
خالد : خالوه الموت مكتوب على كل انسان ..!! مكتوب عليج وعليه وعلي الكل .. دخيلج اصحي ..
شيخه رفعت راسها وتمت تشوف خالد ودموعها تنزل بغزاره ...
شيخه : يا حسرتي عليك يا ولدي .. يا حسرة قلبي عليك يا عبدالله ... اااااااه يا خالد ااااااااه ... قلبي من داخل يتقطع على اللي راح وخلاني ...
خالد : خالوه ... في كل شي حكمه ... وموت عبداله يمكن كان احسن من حياته ... والحياه بتستمر ... و نحن بنعيش فيها مثل الغرب وبنلحق عبدالله ...
شيخه : يا ليتني مت قبله
خالد : لا .. لا تقولين هالكلام ..!! هذا اجله ..!!
شيخه نزلت راسها عقب ما صحت من صدمتها .. وبدت تفهم الوضع
شيخه : الله يرحمك يا ولدي ويغند روحك الجنه .. انا اشهد اني راضيه عنك دنيا واخره .. واشه اني قلبي ما شل عليك ولا يوم .. وبتم في قلبي الغالي اللي مستحيل انساه ....
التسم خالد ومح دمعته ... ويود مرت عمه من ايدها ... عشان يساعدها ع المشي ....
بس هيه كانت تشوفه بنظرات غريبه ... تجاهلها خالد وحاول ما يفهمها ... عشان ما يحس بأحاسيس هو بغنى عنها ....
شيخه : انتي من شوي قلت .. قلت امايه صح...!!
استغرب خالد سؤالها .. وما عرف كيف يرد عليها ..!!
شيخه : خالد ... عبدالله راح ... ومايد مسافر... بس انته انته بتم صح ..! ما بتخلينا وبتسير !! رد عليه يا خالد ..! انته بتم عندي متى ما بغيتك ..! قول هيه دخيلك قول هيه
شافها خالد بنظرة المذهول ..!! شيخه اللي طول حياتها ما تواطنه ولا تحبه... اللي تحقره دوم تحسسه انه ما يسوى بيزه ..!! شيخه اللي بحياتها ما قدرته ولا قدرت خواته ..!!! اليوم تباه يكون وياها ... كل اللي ف هالبيت يطلبون منه هالطلب ..!! كلهم يشوفونه الملجأ الاخير اللي تملهم ...!!
ابتسم خالد ودموعه سالت هالمره ...
خالد : بإذن الله بكون وياج وو يا كل اللي يحتاجوني ...
***
بعد اسبوع
كانت متردده تدخل العمارة و لا لآ .... هيه من يوم عرفت انه عمر يسكن اهنيه وهيه تسير و ترد على هالمكان ... بس اليوم لازم تشوفه ...لازم تشوفه وترتاح ... وما كانت تدري كيف بتخبره .. وكيف بتوضحله ولا بتبررله ....كيف اصلا بتتجرأ وبتسيرله فوق
شحنت عمرها بجرعة قوة وشجاعه .... وخذت نفس عميق ... وتوكلت ع رب العالمين ... ودخلت العماره ... ومن دخلت ... حست انه ريولها ثجيله .. وانه 100 كيلو انضافوا لوزنها وما عادت ريلها تتحمل ....
" شوفيج يا نوره ..؟! وين شجاعتج وقوتج ؟! ... هو لازم يعرف بكل شي ويتصرف ولا انتي اللي بتخسرين كل شي ... توكلي على ربج .. وحطيه جدام الامر الواقع ... واللي فيها فيها ..."
بلعت ريجها .. وحست انه اللي بتسويه غلط في غلط .. وبوقت غير مناسب ابدا . اليوم مر أشبوع على موت عبدالله ... اسبوع واحد بس ...!!!
سارت صوب الاصنيصير بخطوات شبه ثابته ... بس يوم وصلت عنده تذكرت انها ما تعرف هو ف أي طابق ...وشورقم شقته ..!!؟
فردت كم خطوة على ورا وسألت اللي يالسين في الريسبشن ...
نوره : excuse me
الريال : yes madam ?
نوره : can I ask about something ?
الريال : sure madam … how can I help u ?
نوره : My husband live here in ur hotel and I want to ask about his flat
الريال : what is the name of ur husband plz ?
نوره : Omer Mohammed
الريال : wait for a second plz
نوره : okay
ترييت نورة لثواني .. وعقبها عطاها رقم الشقه .. شكرته وركبت المصعد ... وسارت للطابق المطلوب ...
يوم وصلت حست انه معركتها بدت الحين .. وانه اليوم يوم مصيري في حياتها
" الله يستر بس "
خذت نورة نفس عميق .. وسارت صوب شقة عمر .. ورفعت ايدها ...وبصبعها المرتجف ضغطت ع الجرس ....
ومن سمعت صوت الجرس بدت تتنافض بكبرها ... وبدت انفاسها تتوالى ...
وما مرت دقايق الا وانفتح الباب .. وحست نوره بخوف مب طبيعي من عمر اللي بحياتها ما خافت منه ...!!
عمر طبعا ما عرفها لانها كانت معطتنه بالظهر ...
عمر : نعم اختـــيه ..!؟
ببطئ شديد .. صدت نورة صوبه ... ومن شافها ردت على ورا ...
عمر وهو مذهول : نـ ... نوره ..!!!
نورة نزلت راسها : هيه .. هيه نعم نورة ....
عمر : انتي شو تسوين اهنيه ...!!!
نورة : يايــه بشوفك ...!! فيها شي ..!!
عمر : انتي تخبلتي .. يايه تشوفيني اهنيه ..!!!
نوره : عمر لا تصرخ .. الموضوع اللي يايتنك فيه مهم .. ولازم نرمس فيه الحين ... وانته حضرتك ما كنت ترد على مكالماتي ... فكيف تباني اتواصل وياك يعني ..!!!!
عمر سحبها من ايدها بالقو .. ودخلها الشقه وقفل الباب ...
عمر بعصبيه : يعني ما يتأجل موضوعج هذا ليوم ثاني .!! لازم تييني الشقه اهنييه وتفضحيني ..!!!!
نورة : بفضحج جدام منو يعني ..!! وبعدين الموضوع ما يتأجل ...
عمر وما زال يصرخ : نوروه انتي تبين تخبليني ... تبيني استخف ...! شو هالحركات اللي عليج ..!! وبعدين شو تبين الناس يقولون عنج ...! ما صدقت يموت اخوها عشان تلعب لعبها ...!
نورة اهنيه فارت .. وانقهرت من كلام عمر ...
نورة : عمر ما اسمحلك تقول هالكلام .. وانته تدري انه ولا حد ف هالدوله كلها يقدر يقول عني شي ..!! تفهم ... وبعدين تعال اهنيه ... من متى تعلمت تصرخ عليه ....!! من متى ها ..!!!
عمر : من يوم ما بديتي تتهورين وما تحسبين لتصرفاتج أي حساب ...!
نورة : اسمعني يا عمر .. لولا انه الموضوع كبير جان ما ييتك اهنيه ولا شبرت الشقه اصلا ...!
عمر : وشو هو موضوعج يا ست الحسن والدلال ..!! شو هو الموضوع ..!
نورة : اذا بتم معصب جيه ما بقدر اقولك...!!
عمر خذا نفس عميق وعض شفايفه بالقو ...
عمر : مب معصب .. قولي شو عندج .. خلصيني ...
نوره وصلت للحظه الحاسمه ... وحست الحين بنيران عند ويهها .. واتمنت لو الارض تنشق وتبلعها ... بس كان لازم انها تقول وتفك عمرها من هالسالفه ....
نورة : عمر ... انا ...انا يا عمر ..شوف بييبلك اياها من الاخر انا اليوم سرت المستشفى .. وقالتلي الدكتوره اني .. اني حامل ...
يلس عمر ع القنفه يوم سمع كلمة حامل ...وحس انه الدنيا تدور فيه ... !!
عمر : انتي شو ..!!! ... حامل ..!!!
نورة بلعت ريجها : هيه نعم حامل ...!!
عمر : كيف يعني حامل ...!!
نورة : عمر لا تستخف دمك ... حامل يعني حامل بعد شو ....!!!
عمر : انتي ما كنتي تاخذين حبوب الحمل ...!! مب قلتيلي انج ما ودرتيهم ...!
نورة ترددت شوي قبل ما تجاوبه
نورة : امبلا ... كنت اخذهم .. بس قطعتهم من فتره جريبه .. لانها تعبتلي جسمي ...
عمر : خير ان شالله ؟ تعبتلج جسمج ....!
نورة : هيه ..تعبتلي جسمي ...
عمر وقف وكان صاك ضروسه بالقو وسار صوب نوره .. وهيه من بدا يتقرب خافت وبدت هيه الثانيه تتنافض .. وحست انه بيرتكب فيها جريمه
نورة : ع عمر انا ..انا مالي ذنب .. هذا اللي كتبه ربك ... و و
قاطعها عمر : جب ولا كلمه .... تفهمين ولا كلمه ..!
انصدمت نوره من رمسة عمر .. اول مره بحياته يسكتها بهالطريقه ....! بحياته ما تجرأ وسواها ...!!
نورة : عمر انا ....
عمر حط ايده على حلجها ...
عمر : قتلج جب ولا كلمه يا نوروه .. ولج ويه بعد ترمسين ...!! لج ويهه ....!!!!!
مسكت نورة ايده ودزتها بعيد ...
نورة : عمر انا ما اسمحلك انك ترمسني بهالطريقه .. تسمع ..!! ما اسمحلك ...
عمر بصوت عالي : تسمحين ولا ما تسمحين ... هاي مشكلتج ..!! هاي مشكلتج يا الخبله يا المينونه ... تقدرين تقوليلي الحين نحن كيف بنتصرف ..!! شو بنسوي ....!!!!
نورة : ما في غير شي واحد بس ...!!
عمر : وشو هو يا ست الحسن والدلال ...!!!
نورة : انه نعلن زواجنا واللي فيها فيها ...
عمر : لا والله ...!!! قولي والله انتي بس .!
نوره : عمر لا ترمسني جيه ....!!
عمر : نوروه انتي تتحرين عمرج في مسلسل مصري ..!! تبينا نعلن زواجنا ..!! تبيني اخسر كل شي ..!! وبعدين انتي ما فكرتي بعمرج ..! ما فكرتي فاللي بيسوونه فيج اهلج يوم بيعرفون ...!! انتي ضامنه تعيشين عقبها ...!!!
نورة : عيل شو تباانا نسوي !!! عمر انته تدري انه محد بياكلها غيري ...!
عمر بحزم: نوره ....
خافت نورة من هالحزم ... وحست انه وراه بتي قنبله
عمر : هالجنين لازم يموت ... تفهمين لازم يموت ...!!!
شهقت نورة وحطت ايددها على شفايفها ...
نورة : تباني ... تباني اذبح ولدي يا عمر ..!! تباني اذبحه بإيدي ..!!
عمر : دام انه ف الشهور الاولى فما عليج ولا عليه أي خطر ...!!
نورة : أي خطر واي بطيخ ...!! انا مستحيل اذبح ولدي .. وبإيدي ز.. مستحيل يا عمر ..! انته تطلب المستحيل ...!!!
عمر يودها من ايدها ...
عمر : عيل تبينا ننفضح جدام العرب كلهم ..!! تبين تفضحين ابوج وعايلتج ...!! تبين الولد هذا يعيش بدون ام وابو .... نورة هالولد لازم يموت ... ولازم تتخلصين منه ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
نوره دمعت : مستحيل .. ها ولدي ... وما بذبحه بإيدي ... لو شو ما صار ....
عمر : بس عاد ... بسج دلع زايد ... الولد ماله عيشه .. وان ما سرتي الحين وشفتيلج صرفه ويا هالجنين اللي ما دري من وين يا ... صدقيني انا بنهييه بطريقتي ...
دزته نوره وسارت بعيد ... وتمت تشوفه باحتقار
نورة : انته مستحيل تكون الانسان اللي حبيته ... مستحيل تكون الانسان اللي عرفته ودخل قلبي ... انته .. انته ما تخاف من ربك ...!!! ما تخاف !! تباني انهي حياة جنيني عشان خاطرك ..!!
عمر : انتي غبيه ولا تستغبين ..!! شو عشاني وما عشاني ..!! نوره انتي مب مقدره صعوبة الموقف اللي بتحطيني وبتحطين عمرج فيه ..!! انتي تعرفين لو حد عرف شو بيسوون فيج ..!؟ اقل شي بيسوونه انهم بيذبحونج ..!!
نوره مسحت دمعتها : عمر نحن لازم نعلن زواجنا ... لازم نسير عند ابويه ونقوله كل شي ... وصدقني بيزعل شوي وعقب بيرضى ... بس اني اذبح ولدي ... اتخلص من شي فيني ...لا ما اقدر ..!! ما اقدر يا عمر .. دخيلك افهمني ...
عمر : شو اللي تبيني افهمه ..!! هالخبال ...!! نورة نحن ما نقدر نعلن زواجنا خلاص ... افهميها عاد ...!! الموضوع اكبر من الي انتي متصورتنه ..!!
نوره : بس هذا ما كان كلامك قبل ..!! انته كنت تقول انك مستعد تسوي أي شي عشاني ....! وين سار كلامك ... ولا كله كان دهان سير ...!!
عمر : بس عاد يا نوره ... انا لو كنت ادري انه الموضوع بيوصل لهالدرجه .. جان ما ....
" سكت عمر وما كمل "
نورة : كملها ... كملها ... قول جان ما تزوجتني .. ولا ورطت عمرك فيني ... يكون ف علمك عاد .. وخلها ف بالك ع طول ... انته اللي ركضت ورايه مب انا ..!! انته اللي دخلت الفكره ف بالي ... انته السبب ف كل شي ... وانته اللي لازم تطلعني من هالورطه والحين ...
عمر : الحل انتي تعرفينه ... وما عندي غيره .... سيري عند أي دكتوره خلها تشوف كيف بتقدر تخلصج من هالياهل ... وبسرعه ..! تفهمين ..!
نورة باحتقار : وشو اقوللها عاد ..!! اقولها ريلي ما يبا ولده ..! ريلي متفضح منه ..!! وبعدين حبيبي ... هيه ما بتطيع تجهضه الا اذا انته ييت وتأكدوا انك ريلي ...
عمر : نوره لا تخبليبي ... انا مستعد اسير وياج ... وبوقع عاللي يبونه .. بس فكيني من هالسالفه ....
نورة باستهزاء: بتاخذلهم الورقه اللي بصمتني عليها !!
عمر فار دمه ... وويهه حمر من طريقه نورة ... وكان على شوك انه يرفع ايده لولا انه مسك اعصابه ...
عمر :.. لا تحاولين تهدديني بكلامج هذا ...!!
نوره : انا ما اهددك بس احط ف الصوره يا عمر ..! دامك تبا تعقني بهالورطه .. لازم ترتبلها زين ...
عمر : اسمعيني زين ... نحن اللي سويناه ف عمارنا كان غلطه من البدايه ...
نورة انصدمت وحست انه عمر جرحها بهالكلام ..!و ما توقعت منه انه يوصل لهالدرجه من عدم المبالاه .. ردت دموع نورة تنزل لمره الثانيه من الطعنه اللي تلقتها ...
نورة : الحين ياي تقول انها غلطه ..!! الحين عقب ما صار الي صار ...!! عمر انته كل يوم عن يوم تصدمني ..!! انا يحياتي ما توقعتك تكون بهالحاله .. بحياتي ما توقعت انك اناني ..!! عمر الحين تقول انها غلطه .. وقبل ,,!! ما فكرت ف النتايج ..!! ما فكرت فيني !! ما فكرت فينا ..!
عمر : شوفي عاد .. لا تحمليني المسؤولية كامله ..!! انتي بعد كان لج ايد ف الموضوع ... وانا خيرتج ..! وانتي اللي اخترتي انج تتزوجيني بالسر ... يعني انتي بعد مسؤوولة ... وهاي مشكلتج
نوره شافته من فوق لتحت ... وحست بالاشمئزاز من هالشخص ...
نورة : دام انها مشكلتي ... انا بعرف كيف احلها ... واعرف يا عمر انه الثقه اللي مبينا ما عادت موجوده .. وانا احمد ربي اني عرفتك على حقيقتك قبل ما اتورط اكثر ...
صدت نوره وكانت بتظهر من الشقه بس عمر سحبها من ايدها وسحبها صوبه لين ما استوت جريبه منه وايد
عمر : لا تحاولين تلفين وتدورين يا نوروه ... باجر انا بمر عليج وبنسير عند الدكتوره وبنهي المووضوع كله ..!! تسمعين ...
نوره دزته بعيد وقالت : هذي امال وما اظن انها بتتحقق .
طلعت نورة من شقة عمر والدموع ماليه عينها ... اليوم عمر طلع على حقيقته .. انسان ما يهمه الا نفسه ... انسان ما عنده أي حس للمسؤولية ...!! .. يباها تجهض .. يباها تجتل ولدها بإيدها ..!! ...وفوق هذا كله يعتبرها السبب ف اللي هم فيه
عمر اليوم كان وحشي .. وجارح .. ما عبرها ولا عبر مشاعرها ... عق عليها قنابل ما تتحملها وحده مثل نوره ....
حست نورة انها في محنه ... محنه عويصه وحلها صعب ...
ما عرفت كيف بتظهر منها بسلام ....كيف بترقع السالفه وبتعديها على خير ..
الفضيحه ولا انها تنهي حياة جنينها ..!!!
الخيار صعب ...!!! و التفكير فيه مرهق ..!!
نوره كانت تمشي صوب الاصنصير .. ومخها مب وياها ... والحزن مبين على ويهها .. اللي صار اليوم مثل الكابوس ...!!
نوره كانت تمشي وتفكر بالغد المجهول ..لدرجة انها ما حست بالشخص اللي كان نازل من الاصنصير ودعمته ...
نوره : سوري ...
مشت بدون ما تشوفه ولا حتى تعطيه فرصه بإنه يرد عليها ... ركبت الاصنصير .... وضغطت ع الطابق الارضي ...
" ماعليه يا عمر ... انا براويك ... تباني اجتل وولدي و أأذي نفسي وانته مرتاح ... تباني اتحمل المسؤوليه كامله . ..! لاو الله ما بريحك .. الولد بيعيش ... وبتعترف فيه غصبا عليك ... وما اكون نوره لو ما رديت اعتباري ... وخليتك تمشي على رايي... واحمد ربك اني متحملتنك لهاللحظه ... "
وصل الاصنصير ... وطلعت نوره منه ... وهيه حاسه بحزن وغضب بنفس الوقت ....
طلعت من العماره .. ومنها لسيارتها ... وحست انها محتاجه تحوط شوي .. يمكن تفرغ شحنة الغضب اللي ف داخلها
من جهه ثانيه كان في شخص واقف ومصدوم وفي عيونه مليون سؤال وسؤال ...!! اللي شافه من شوي مستحيل يكون واقعي ..!! ... اللي شافه كان اقرب للحلم .... شو علاقة الموضوعين بعض ..!! ...
غمض عيونه مرتين بالقو وفتحهن ... كان يبا يستوعب االي شافه من شوي ..! .. نوره في عمارتهم ..!! ... ليش ؟! شو تسوي اهنيه ...!
مرر خالد نظراته بين باب شقة عمر وبين الاصنصير ... ما كان يبا يربط بين المكانين ... بس ماشي اصلا أي تفسير ثاني ... !!
خذا خالد نفس عميق .. وحس انه تلقى اكبر صدمه في حياته ... من يومين بس كان يحس انه فيه مصيبه اكبر بتحل عليهم ... بس ما توقع انها بتكون بهالحجم ...!!
نورة عند عمر .!؟ ليش؟ شو اللي ممكن تسويه !!! .... الافكار السودا بدت تسيطر على مخ خالد ... بس ما صدقها ف بنت عمه ولا ف ربيعه ... حس انه النيران بدت تغلي في راسه .. وانه براكين الغضب بتشتعل بعد شوي ....
رص خالد على ايده بالقو .. وقرر انه يواجه عمر ويشوف شو رده ع الموضوع ..!!.
مشى بخطوات سريعه ... ومن وصل عند الباب جهز عمره لحربه اليديد
نهاية الجزء الثلاثين
الجزء التاسع و العشرون
سافر مايد بعد وداع مؤثر .. ترك فيه أمه وابوه واخته .. تركهم والحيره تتملكهم .. كيف ما بيحسون ولا بيستهمون وهو مودعنهم موادع الراحل الذي لن يعود ..ودعهم بدموع الألم والحسره على شي هم ما يعرفونه ...سافر مايد وترك عايلة حميد تكمل مشوار الدرب بروحها .. ودعها وودع مشاكلها .. وانفرد بأكبر مشكلة تواجهه .... سافر بقلب المؤمن الموكل أمره لرب العالمين .. سافر وودع وراه أرض الامارات اللي شملته و ترعرع فيها من صغره ... بلاده وعزه و تاج راسه ... ركب مايد طيارته وهو مستعد للجولة الاولى في صراع المرض ... ودعى من ربه انه يكتبله رجعه لأرض الوطن
###########################
بعد شهرين من سفر مايد ...
حميد بدا يفكر بشكل عملي انه يرجع كل شي لعيال احمد بدون ما يحسسهم بشي ... سوا احصائية دقيقه على خساير احمد و الارباح اللي ترتب عليهم و حطها في حساب هند الخاص بدون ما تدري ... لكنه كان مخطط انه يعطيها خبر في اقرب وقت ممكن .... وبجييه بدا يحس شوي براحه في ضميره ... بالذات عقب حلم شيخه اللي لعب فيه لعب ...
شيخه ردت لحياتها الطبيعيه بس الكل لاحظ انها هدت شوي من بعد سفر مايد .. اللي قلبها كان ناغزنها عليه .. وحاسه انه فيه شي بالذات يوم ترمسه ف التيلفون .. تحس انه تعبان وميهود بس هو ينكر هالشي ...
نورة عقب ما رخي حميد وعطاها مفتاح السياره خلت يمعاتها في عمر وقت العصر او لمغرب وبجذيه ما بتتأخر ولا بيحس فيها ابوها ... وهبه بنفس الوقت خبرت عمر عن الموضوع وهو قدر هالشي و صار الاتفاق على انه يمعاتهم تكون بشكل مرتب وسري عشان ما يحس حميد ولا يحس خالد ....
ريم للحين مكسوره من عقب صواعق القتره الاخيره ... مرض وسفر مايد ... فقدان ثقة حميد .. بالرغم من انه حميد بدا شوي يرضى عنهم بالذات عقب ما قاله خالد انه ريم كانت مريضه وهو وداها المستشفى .. ومشت على العم العزيز ... بس هيه بطبيعتها الحساسه ما زالت تفكر بالموضوع وما زال يألمها .... اما بالنسبه لعلاقتها بخالد فما زالت بين مد وجزر ... وعقب سفر مايد ما عاد رضى خالد يشغلها مثل قبل وهو حس بهالشي .. وانقهر منه . وهذا هو سبب المد و الجزر مبينهم ....
هند وعبدالله ردوا لارض الوطن من شهرين ... وكان لردتهم انتكاسه فظيعه في سلوك عبدالله الي وعدها انه يودر الخمر ... بس كالعاده كان كلام وبس ... رد يسكر ويدمن دوم ادنى مراعاه لهند .... وكان يرد اخر الليل وهو سكران ومب حاس بعمره وينهد على هند المسكينه ... وهيه ساكته .. ما كانت تبا تقول ولا تشكي لحد .. عشان ما تزيد الطين بله ... سكر عبدالله واهاناته لها حسسها بكره كبير لهالانسان ... اللي ما توفعت انها ترتبط فيه للحظة .. وبين فتره وفتره كان راشد يشغل تفكيرها ... بس خلاص راشد انتهى وانتهت ذكرياتها الحلوه وياه .....
ميره ومحمد ... بعد ردتهم من شهر العسل مباشره .. اكتشفوا انه ميره حامل وهالشي كان بشاره خير ع الكل ... وبالذات ام محمد اللي ما صدقت انها بتسوي يده عقب السنين الطويله هاي ... الكل استانس لها ... بعدها بفتره بدا محمد يرتب لامور سفره وكان من حسن حظه انه ميره اتنازلت عن موضوع الدراسه و عزمت تسير وياه .. وطبعا هالشي اسعده وايد ... وحس انه الدنيا تمشي صح وياه .... سافرت ميره ويا ريلها للولايات المتحده وودعت هيه الثانيه ارض الامارات ...
###########################
ساءت حالته في الفتره الاخيره ..بالرغم من انتهاء العلاج الصعب للتخلص من اخطر سم يحارب جسم الانسان واللي هو " المخدرات بأنواعها " ...
ناصر يعيش حاله من الحرب النفسيه الشرسه .... وهالشي كان متعبنه ومدر عليه عيشته ....
يشتري راحته ولا حريته ... الكل يمكن يقول طبعا راحته ... بس الحرية وحده من اهم احتياجات الانسان ..! .. الانسان الحبيس مب مثل الحر ... ما عنده ادنى امتياز ..!! ...
احتار شو يسوي .. وبدا الهم يبين عليه ..وعلى شكله ووزنه واكل وكل مظاهر حياته !!!
وحمد ربيعه اليديد بدا يخاف عليه ... ويحاول يعرف شو فيه .. بس بدون فايده ناصر ما يبا يقول شي .. اكثر من شهرين وناصر كاتم وكاتم ..وما يعيد غير نفس الجمله ... " اللي في داخلي صعب اني اقوله ولا افصح عنه .!!
بس اليوم حمد أصر انه يعرف شو اللي يشغل باله ... ويطلع كل اللي في مكنون قلب ناصر ... خلاص حالة ناصر ما عاد يتحملها حمد ... ولا بيسكت عنها اكثر من جيه ....
يلس حمد جدا ناصر وعينه عليه وفيها نظرة تحدي واصرار ...
حمد : واخرتها يعني يا ناصر ..؟
انتبه ناصر وشاف ربيعه بنظرة خاليه من أي تعبير ...
ناصر : اخرتها بشو ..؟
حمد حط ايده على جتف ربيعه ...
حمد : واخرتها وياك يا اخويه ... لين متى بتّم على هالحاله يعني ..؟
ناصر نزل راسه ..
ناصر : شكلك مليت مني ومن همومي ... اسمحلي يا اخويه ... انا ادري اني مثقل عليك ... بس مالي غيرك والله ....
حمد ابتسم : افا يا ناصر ...! منك انته يظهر هالكلام ..! انتي اخويه ... تعرف شو يعني اخويه ..!! يعني مني وفيني ... مستحيل اتضير منك ... بس انا مااقدر اشوفك ضعيف وحزين وما اسوي شي .. ..ما اقدر ..!!
ناصر : ويعني انا عايبتني حالتي ..!! بس الشقا مكتوب عليه ... لا ... لا انا اللي اخترته .. انا اللي طيحت عمري بهالمصايب .. واخرتها ما رمت اطلع منها ..
حمد : ايد وحده ما تصفق ... بنتعاون وبنحاول نتجاوز هالمصايب
ناصر : لا تستين فيها .. تراها تهد اليبال ....
حمد : قولّي وانا بحكم ....
ناصر : اه يا حمد ... لو كنت اقدر .. لو كنت اقدر بس ... جان ارتحت من زمان
ما كمل ناصر كلمته وحط ايده على راسه وهو متندم على كل اللي سواه ...
حمد : كمل يا خويه ... لا تخش عني شي .... صدقني انا بساعدك .... احساسي يقول انه مشكلتك متعلقه بربيعك اللي اسمه عبدالله ... وبديت احس انه هو سبب همك وغمك ... صح ولا ؟
رفع ناصر راسه وتم يشوف ربيعه لحظات ... وعقب رمس بصوت واطي ...
ناصر : اه عبدالله هو السبب فاللي انا فيه ... هو السبب ... تصدق اني سرتله .. وقلته انه لازم كل شي يرد مثل قبل ... ولازم نصلح غلطاتنا اللي جنينا فيها على ناس مالهم ادنى علاقه بهالمشاكل .. بس رفض .. رفض وهددني يا حمد ... هددني
حمد : شو قالك ؟
غمض ناصر عيونه وتذكر لقائه الاخير بعبدالله ....
" ناصر : عبدالله انا ياينك في موضوع ولازم تسمعني زين ...
عبدالله وهو بحالة وعي ولا وعي : اوه اوه يا ناصر ... اشوفك استويت مطوع ... وطولت اللحيه ... هههههههه سبحان ربي مغير الاحوال
ناصر : الحمدلله ع كل حال ... والله يهديك انته بعد ...
عبدالله : انا ..!! هههههههههه ليش انا شو مسوي ..!!! الحمدلله مب مسوي شي ....
ناصر : انته ماكل حق غيرك و تقول ما سويت شي ...!!!!
عبدالله : انا ..!! هههههههههههههههههاي .. حبيبي .. قول هالرمسه حق عمرك ... انا ما سويت اللي انته سويته ... انا ما سرت و حطيت المخدرات في سيارة انسان مظلوم و تبريت ...
ناصر حاول يسيطر على اعصابه : انا ما سويت هالشي الا عقب تعليمات منك انته ... انته والدنيا غريتوني ...
عبدالله : هيه هيه ردها على غيرك ... حبيبي اسمع .. انا ما سويت شي ... وان كان فيه مجرم .. فهو واحد بس ... انته ..!!
ناصر : لا يا عبدالله لا ... لا تحاول تعقها فوق راسي ... انا وانته غلطنا ولازم نصلح الغلطه ... عشان رب العالمين يغفرلنا ... ويسامحنا ... ويدخلنا جنته يا عبدالله ...
عبدالله : انزين يا مطوع زمانك ... وكيف تبانا نصلح غلطتنا ..!!
ناصر : نعترف ...
عمر : بس عاد ... بسج دلع زايد ... الولد ماله عيشه .. وان ما سرتي الحين وشفتيلج صرفه ويا هالجنين اللي ما دري من وين يا ... صدقيني انا بنهييه بطريقتي ...
دزته نوره وسارت بعيد ... وتمت تشوفه باحتقار
نورة : انته مستحيل تكون الانسان اللي حبيته ... مستحيل تكون الانسان اللي عرفته ودخل قلبي ... انته .. انته ما تخاف من ربك ...!!! ما تخاف !! تباني انهي حياة جنيني عشان خاطرك ..!!
عمر : انتي غبيه ولا تستغبين ..!! شو عشاني وما عشاني ..!! نوره انتي مب مقدره صعوبة الموقف اللي بتحطيني وبتحطين عمرج فيه ..!! انتي تعرفين لو حد عرف شو بيسوون فيج ..!؟ اقل شي بيسوونه انهم بيذبحونج ..!!
نوره مسحت دمعتها : عمر نحن لازم نعلن زواجنا ... لازم نسير عند ابويه ونقوله كل شي ... وصدقني بيزعل شوي وعقب بيرضى ... بس اني اذبح ولدي ... اتخلص من شي فيني ...لا ما اقدر ..!! ما اقدر يا عمر .. دخيلك افهمني ...
عمر : شو اللي تبيني افهمه ..!! هالخبال ...!! نورة نحن ما نقدر نعلن زواجنا خلاص ... افهميها عاد ...!! الموضوع اكبر من الي انتي متصورتنه ..!!
نوره : بس هذا ما كان كلامك قبل ..!! انته كنت تقول انك مستعد تسوي أي شي عشاني ....! وين سار كلامك ... ولا كله كان دهان سير ...!!
عمر : بس عاد يا نوره ... انا لو كنت ادري انه الموضوع بيوصل لهالدرجه .. جان ما ....
" سكت عمر وما كمل "
نورة : كملها ... كملها ... قول جان ما تزوجتني .. ولا ورطت عمرك فيني ... يكون ف علمك عاد .. وخلها ف بالك ع طول ... انته اللي ركضت ورايه مب انا ..!! انته اللي دخلت الفكره ف بالي ... انته السبب ف كل شي ... وانته اللي لازم تطلعني من هالورطه والحين ...
عمر : الحل انتي تعرفينه ... وما عندي غيره .... سيري عند أي دكتوره خلها تشوف كيف بتقدر تخلصج من هالياهل ... وبسرعه ..! تفهمين ..!
نورة باحتقار : وشو اقوللها عاد ..!! اقولها ريلي ما يبا ولده ..! ريلي متفضح منه ..!! وبعدين حبيبي ... هيه ما بتطيع تجهضه الا اذا انته ييت وتأكدوا انك ريلي ...
عمر : نوره لا تخبليبي ... انا مستعد اسير وياج ... وبوقع عاللي يبونه .. بس فكيني من هالسالفه ....
نورة باستهزاء: بتاخذلهم الورقه اللي بصمتني عليها !!
عمر فار دمه ... وويهه حمر من طريقه نورة ... وكان على شوك انه يرفع ايده لولا انه مسك اعصابه ...
عمر :.. لا تحاولين تهدديني بكلامج هذا ...!!
نوره : انا ما اهددك بس احط ف الصوره يا عمر ..! دامك تبا تعقني بهالورطه .. لازم ترتبلها زين ...
عمر : اسمعيني زين ... نحن اللي سويناه ف عمارنا كان غلطه من البدايه ...
نورة انصدمت وحست انه عمر جرحها بهالكلام ..!و ما توقعت منه انه يوصل لهالدرجه من عدم المبالاه .. ردت دموع نورة تنزل لمره الثانيه من الطعنه اللي تلقتها ...
نورة : الحين ياي تقول انها غلطه ..!! الحين عقب ما صار الي صار ...!! عمر انته كل يوم عن يوم تصدمني ..!! انا يحياتي ما توقعتك تكون بهالحاله .. بحياتي ما توقعت انك اناني ..!! عمر الحين تقول انها غلطه .. وقبل ,,!! ما فكرت ف النتايج ..!! ما فكرت فيني !! ما فكرت فينا ..!
عمر : شوفي عاد .. لا تحمليني المسؤولية كامله ..!! انتي بعد كان لج ايد ف الموضوع ... وانا خيرتج ..! وانتي اللي اخترتي انج تتزوجيني بالسر ... يعني انتي بعد مسؤوولة ... وهاي مشكلتج
نوره شافته من فوق لتحت ... وحست بالاشمئزاز من هالشخص ...
نورة : دام انها مشكلتي ... انا بعرف كيف احلها ... واعرف يا عمر انه الثقه اللي مبينا ما عادت موجوده .. وانا احمد ربي اني عرفتك على حقيقتك قبل ما اتورط اكثر ...
صدت نوره وكانت بتظهر من الشقه بس عمر سحبها من ايدها وسحبها صوبه لين ما استوت جريبه منه وايد
عمر : لا تحاولين تلفين وتدورين يا نوروه ... باجر انا بمر عليج وبنسير عند الدكتوره وبنهي المووضوع كله ..!! تسمعين ...
نوره دزته بعيد وقالت : هذي امال وما اظن انها بتتحقق .
طلعت نورة من شقة عمر والدموع ماليه عينها ... اليوم عمر طلع على حقيقته .. انسان ما يهمه الا نفسه ... انسان ما عنده أي حس للمسؤولية ...!! .. يباها تجهض .. يباها تجتل ولدها بإيدها ..!! ...وفوق هذا كله يعتبرها السبب ف اللي هم فيه
عمر اليوم كان وحشي .. وجارح .. ما عبرها ولا عبر مشاعرها ... عق عليها قنابل ما تتحملها وحده مثل نوره ....
حست نورة انها في محنه ... محنه عويصه وحلها صعب ...
ما عرفت كيف بتظهر منها بسلام ....كيف بترقع السالفه وبتعديها على خير ..
الفضيحه ولا انها تنهي حياة جنينها ..!!!
الخيار صعب ...!!! و التفكير فيه مرهق ..!!
نوره كانت تمشي صوب الاصنصير .. ومخها مب وياها ... والحزن مبين على ويهها .. اللي صار اليوم مثل الكابوس ...!!
نوره كانت تمشي وتفكر بالغد المجهول ..لدرجة انها ما حست بالشخص اللي كان نازل من الاصنصير ودعمته ...
نوره : سوري ...
مشت بدون ما تشوفه ولا حتى تعطيه فرصه بإنه يرد عليها ... ركبت الاصنصير .... وضغطت ع الطابق الارضي ...
" ماعليه يا عمر ... انا براويك ... تباني اجتل وولدي و أأذي نفسي وانته مرتاح ... تباني اتحمل المسؤوليه كامله . ..! لاو الله ما بريحك .. الولد بيعيش ... وبتعترف فيه غصبا عليك ... وما اكون نوره لو ما رديت اعتباري ... وخليتك تمشي على رايي... واحمد ربك اني متحملتنك لهاللحظه ... "
وصل الاصنصير ... وطلعت نوره منه ... وهيه حاسه بحزن وغضب بنفس الوقت ....
طلعت من العماره .. ومنها لسيارتها ... وحست انها محتاجه تحوط شوي .. يمكن تفرغ شحنة الغضب اللي ف داخلها
من جهه ثانيه كان في شخص واقف ومصدوم وفي عيونه مليون سؤال وسؤال ...!! اللي شافه من شوي مستحيل يكون واقعي ..!! ... اللي شافه كان اقرب للحلم .... شو علاقة الموضوعين بعض ..!! ...
غمض عيونه مرتين بالقو وفتحهن ... كان يبا يستوعب االي شافه من شوي ..! .. نوره في عمارتهم ..!! ... ليش ؟! شو تسوي اهنيه ...!
مرر خالد نظراته بين باب شقة عمر وبين الاصنصير ... ما كان يبا يربط بين المكانين ... بس ماشي اصلا أي تفسير ثاني ... !!
خذا خالد نفس عميق .. وحس انه تلقى اكبر صدمه في حياته ... من يومين بس كان يحس انه فيه مصيبه اكبر بتحل عليهم ... بس ما توقع انها بتكون بهالحجم ...!!
نورة عند عمر .!؟ ليش؟ شو اللي ممكن تسويه !!! .... الافكار السودا بدت تسيطر على مخ خالد ... بس ما صدقها ف بنت عمه ولا ف ربيعه ... حس انه النيران بدت تغلي في راسه .. وانه براكين الغضب بتشتعل بعد شوي ....
رص خالد على ايده بالقو .. وقرر انه يواجه عمر ويشوف شو رده ع الموضوع ..!!.
مشى بخطوات سريعه ... ومن وصل عند الباب جهز عمره لحربه اليديد
نهاية الجزء الثلاثين
الجزء التاسع و العشرون
سافر مايد بعد وداع مؤثر .. ترك فيه أمه وابوه واخته .. تركهم والحيره تتملكهم .. كيف ما بيحسون ولا بيستهمون وهو مودعنهم موادع الراحل الذي لن يعود ..ودعهم بدموع الألم والحسره على شي هم ما يعرفونه ...سافر مايد وترك عايلة حميد تكمل مشوار الدرب بروحها .. ودعها وودع مشاكلها .. وانفرد بأكبر مشكلة تواجهه .... سافر بقلب المؤمن الموكل أمره لرب العالمين .. سافر وودع وراه أرض الامارات اللي شملته و ترعرع فيها من صغره ... بلاده وعزه و تاج راسه ... ركب مايد طيارته وهو مستعد للجولة الاولى في صراع المرض ... ودعى من ربه انه يكتبله رجعه لأرض الوطن
###########################
بعد شهرين من سفر مايد ...
حميد بدا يفكر بشكل عملي انه يرجع كل شي لعيال احمد بدون ما يحسسهم بشي ... سوا احصائية دقيقه على خساير احمد و الارباح اللي ترتب عليهم و حطها في حساب هند الخاص بدون ما تدري ... لكنه كان مخطط انه يعطيها خبر في اقرب وقت ممكن .... وبجييه بدا يحس شوي براحه في ضميره ... بالذات عقب حلم شيخه اللي لعب فيه لعب ...
شيخه ردت لحياتها الطبيعيه بس الكل لاحظ انها هدت شوي من بعد سفر مايد .. اللي قلبها كان ناغزنها عليه .. وحاسه انه فيه شي بالذات يوم ترمسه ف التيلفون .. تحس انه تعبان وميهود بس هو ينكر هالشي ...
نورة عقب ما رخي حميد وعطاها مفتاح السياره خلت يمعاتها في عمر وقت العصر او لمغرب وبجذيه ما بتتأخر ولا بيحس فيها ابوها ... وهبه بنفس الوقت خبرت عمر عن الموضوع وهو قدر هالشي و صار الاتفاق على انه يمعاتهم تكون بشكل مرتب وسري عشان ما يحس حميد ولا يحس خالد ....
ريم للحين مكسوره من عقب صواعق القتره الاخيره ... مرض وسفر مايد ... فقدان ثقة حميد .. بالرغم من انه حميد بدا شوي يرضى عنهم بالذات عقب ما قاله خالد انه ريم كانت مريضه وهو وداها المستشفى .. ومشت على العم العزيز ... بس هيه بطبيعتها الحساسه ما زالت تفكر بالموضوع وما زال يألمها .... اما بالنسبه لعلاقتها بخالد فما زالت بين مد وجزر ... وعقب سفر مايد ما عاد رضى خالد يشغلها مثل قبل وهو حس بهالشي .. وانقهر منه . وهذا هو سبب المد و الجزر مبينهم ....
هند وعبدالله ردوا لارض الوطن من شهرين ... وكان لردتهم انتكاسه فظيعه في سلوك عبدالله الي وعدها انه يودر الخمر ... بس كالعاده كان كلام وبس ... رد يسكر ويدمن دوم ادنى مراعاه لهند .... وكان يرد اخر الليل وهو سكران ومب حاس بعمره وينهد على هند المسكينه ... وهيه ساكته .. ما كانت تبا تقول ولا تشكي لحد .. عشان ما تزيد الطين بله ... سكر عبدالله واهاناته لها حسسها بكره كبير لهالانسان ... اللي ما توفعت انها ترتبط فيه للحظة .. وبين فتره وفتره كان راشد يشغل تفكيرها ... بس خلاص راشد انتهى وانتهت ذكرياتها الحلوه وياه .....
ميره ومحمد ... بعد ردتهم من شهر العسل مباشره .. اكتشفوا انه ميره حامل وهالشي كان بشاره خير ع الكل ... وبالذات ام محمد اللي ما صدقت انها بتسوي يده عقب السنين الطويله هاي ... الكل استانس لها ... بعدها بفتره بدا محمد يرتب لامور سفره وكان من حسن حظه انه ميره اتنازلت عن موضوع الدراسه و عزمت تسير وياه .. وطبعا هالشي اسعده وايد ... وحس انه الدنيا تمشي صح وياه .... سافرت ميره ويا ريلها للولايات المتحده وودعت هيه الثانيه ارض الامارات ...
###########################
ساءت حالته في الفتره الاخيره ..بالرغم من انتهاء العلاج الصعب للتخلص من اخطر سم يحارب جسم الانسان واللي هو " المخدرات بأنواعها " ...
ناصر يعيش حاله من الحرب النفسيه الشرسه .... وهالشي كان متعبنه ومدر عليه عيشته ....
يشتري راحته ولا حريته ... الكل يمكن يقول طبعا راحته ... بس الحرية وحده من اهم احتياجات الانسان ..! .. الانسان الحبيس مب مثل الحر ... ما عنده ادنى امتياز ..!! ...
احتار شو يسوي .. وبدا الهم يبين عليه ..وعلى شكله ووزنه واكل وكل مظاهر حياته !!!
وحمد ربيعه اليديد بدا يخاف عليه ... ويحاول يعرف شو فيه .. بس بدون فايده ناصر ما يبا يقول شي .. اكثر من شهرين وناصر كاتم وكاتم ..وما يعيد غير نفس الجمله ... " اللي في داخلي صعب اني اقوله ولا افصح عنه .!!
بس اليوم حمد أصر انه يعرف شو اللي يشغل باله ... ويطلع كل اللي في مكنون قلب ناصر ... خلاص حالة ناصر ما عاد يتحملها حمد ... ولا بيسكت عنها اكثر من جيه ....
يلس حمد جدا ناصر وعينه عليه وفيها نظرة تحدي واصرار ...
حمد : واخرتها يعني يا ناصر ..؟
انتبه ناصر وشاف ربيعه بنظرة خاليه من أي تعبير ...
ناصر : اخرتها بشو ..؟
حمد حط ايده على جتف ربيعه ...
حمد : واخرتها وياك يا اخويه ... لين متى بتّم على هالحاله يعني ..؟
ناصر نزل راسه ..
ناصر : شكلك مليت مني ومن همومي ... اسمحلي يا اخويه ... انا ادري اني مثقل عليك ... بس مالي غيرك والله ....
حمد ابتسم : افا يا ناصر ...! منك انته يظهر هالكلام ..! انتي اخويه ... تعرف شو يعني اخويه ..!! يعني مني وفيني ... مستحيل اتضير منك ... بس انا مااقدر اشوفك ضعيف وحزين وما اسوي شي .. ..ما اقدر ..!!
ناصر : ويعني انا عايبتني حالتي ..!! بس الشقا مكتوب عليه ... لا ... لا انا اللي اخترته .. انا اللي طيحت عمري بهالمصايب .. واخرتها ما رمت اطلع منها ..
حمد : ايد وحده ما تصفق ... بنتعاون وبنحاول نتجاوز هالمصايب
ناصر : لا تستين فيها .. تراها تهد اليبال ....
حمد : قولّي وانا بحكم ....
ناصر : اه يا حمد ... لو كنت اقدر .. لو كنت اقدر بس ... جان ارتحت من زمان
ما كمل ناصر كلمته وحط ايده على راسه وهو متندم على كل اللي سواه ...
حمد : كمل يا خويه ... لا تخش عني شي .... صدقني انا بساعدك .... احساسي يقول انه مشكلتك متعلقه بربيعك اللي اسمه عبدالله ... وبديت احس انه هو سبب همك وغمك ... صح ولا ؟
رفع ناصر راسه وتم يشوف ربيعه لحظات ... وعقب رمس بصوت واطي ...
ناصر : اه عبدالله هو السبب فاللي انا فيه ... هو السبب ... تصدق اني سرتله .. وقلته انه لازم كل شي يرد مثل قبل ... ولازم نصلح غلطاتنا اللي جنينا فيها على ناس مالهم ادنى علاقه بهالمشاكل .. بس رفض .. رفض وهددني يا حمد ... هددني
حمد : شو قالك ؟
غمض ناصر عيونه وتذكر لقائه الاخير بعبدالله ....
" ناصر : عبدالله انا ياينك في موضوع ولازم تسمعني زين ...
عبدالله وهو بحالة وعي ولا وعي : اوه اوه يا ناصر ... اشوفك استويت مطوع ... وطولت اللحيه ... هههههههه سبحان ربي مغير الاحوال
ناصر : الحمدلله ع كل حال ... والله يهديك انته بعد ...
عبدالله : انا ..!! هههههههههه ليش انا شو مسوي ..!!! الحمدلله مب مسوي شي ....
ناصر : انته ماكل حق غيرك و تقول ما سويت شي ...!!!!
عبدالله : انا ..!! هههههههههههههههههاي .. حبيبي .. قول هالرمسه حق عمرك ... انا ما سويت اللي انته سويته ... انا ما سرت و حطيت المخدرات في سيارة انسان مظلوم و تبريت ...
ناصر حاول يسيطر على اعصابه : انا ما سويت هالشي الا عقب تعليمات منك انته ... انته والدنيا غريتوني ...
عبدالله : هيه هيه ردها على غيرك ... حبيبي اسمع .. انا ما سويت شي ... وان كان فيه مجرم .. فهو واحد بس ... انته ..!!
ناصر : لا يا عبدالله لا ... لا تحاول تعقها فوق راسي ... انا وانته غلطنا ولازم نصلح الغلطه ... عشان رب العالمين يغفرلنا ... ويسامحنا ... ويدخلنا جنته يا عبدالله ...
عبدالله : انزين يا مطوع زمانك ... وكيف تبانا نصلح غلطتنا ..!!
ناصر : نعترف ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
وقف عبدالله : شو ..!! نعترف ..!! انته تخبلت ...! تبانا نسلم عمارنا للشرطه ..!!!
ناصر : هيه نعم .. ونطلع الانسان البريء اللي كلاها من ورا لعبنا ولهونا ... لازم يا عبدالله نسير ونسلم عمرنا للعداله .. لازم ...
عبدالله : هههههههههه اقول ... انته شكلك من التزمت انجلب حال مخك .. سر سر فديتك ... انا ما عدت اتنزل ارمس ميانيين ..!!
ناصر : يا عبدالله انا ما برتاح الا يوم بطلع راشد من السجن ...
عبدالله : هالكلام فات اوانه
ناصر : لا ما فات ... شي وقت نصلح كل شي ...
عبدالله : ناصر اعقل ولا تكثر رمسه ف الموضوع
ناصر : انا عقلت من يوم ما ودرت هالسم وفكرت ارد حق الناس اللي ع رقبتي .... وانته ربيعي وما يهون عليه اخليك تمشي في درب غلط ... وانا واقف اشوفك ...
عبدالله : هه .!! وقمنا نقول حكم ..!
ناصر : اعتبرها حكم مواعظ سوالف اللي تباه ... المهم نصلح غلطتنا ... ولا صدقني انا بسير وما عليه منك ... وفي النهايه بتخسر وايد يا عبدلله ... وايد .!
عبدالله : اسمع يا ناصر ... هيه كلمه وحده ... بغيت اتوب وترد لصوابك .. توب محد بييودك ... وبغيت تسلم عمرك سلّم .. محد بيطيح فيها غيرك ... بس احذرك .. احذرك انك تلعب بذيلك .. ولا تحاول تطيحني لاني اعرف كيف اطلع منها بسهوله ... وساعتها بيكون حسابك عندي مب هين ... تفهم ..!! .. واللي ما تطوله بايدك .. طوله بريولك ... والحين يلا ..يلا برع ما بغي اشوف رقعه ويهك في هالشقه مره ثانيه ... وصدقني انا اقدر اخليك تندم على ييتك هاذي ..بس انا بحافظ على عشرة العمر اللي كانت مبينا .. وبتغاضى عن كلامك ...يلا فارج ..فارج!"
صحصح ناصر ورد لارض الواقع عقب ما هزه ربيعه بالقو
حمد : وين وصلت يا ناصر .. من الصبح وانا ارمسك ولا ترد ...
ناصر : آ آ كنت .. كنت افكر ..
حمد : بشو يا خويه .. بشو تفكر .. قولّ وريح عمرك ... وانا اوعدك اني اساعدك ... واوقف وياك لاخر لحظه ...
ناصر : خايف .. خايف
حمد : من شو خايف يا ناصر .. مني ؟
ناصر : خايف اطيح من عينك وتودرني واتم بروحي واضيع مره ثانيه ....
حمد : مستحيل اودرك ... انته ربيعي .. واخويه ... ومستحيل افرط بأخوتك ....
تم ناصر يشوفه بعين حزينه ... وعقبها توكل على الله .. وبدا يسرد القصه من اول ويديد ...
في سياره ريم ....
ريم وعليا طالعين ويا بعض عشان يشترون مستلزمات الكليه اللي قربت تفتح ابوابها بعد اسبوعين بعد اجازة استغرقت 3 شهور .. وقضوها بين اعراس ورقاد ونت و زيارات ومشاكل و صدمات ....
عليا : اقولج ما اروم اطول ... امايه بروحها في البيت وبتّم كل شوي تتصل لو تحيرنا .. عشان جيه استعيلي واختاري بسرعه ...
ريم : يا ربيي ... تعرفين انه ذوقي صعب ..يعني ما بختار بسرعه ...
عليا : لا فديت روحج بتختارين بسرعه وغصبا عليج ... ما فيني على صراخ امايه ..
ريم : ونحن كل ما نطلع تسويلي نفس السالفه ...!
عليا : امايه ما تتغير شسسوي يعني ...!!
ريم : هههههههه فديتها والله .. خلاص ما عليه بنختار بسرعه ...
عليا : شطوره ...!
ريم : شحال ميرانه ...؟ ترمسونها ؟
عليا : هيه فديتها ارمسها كل يومين .... بخير ومستانسه واييييد ويا محمد ..
ريم : تعرفين كل مره اقول بتصل .. بس استحي .. اخاف الوقت مب مناسب ....
عليا : طرشي مسج ... واذا كانت فاضيه بتخبرج ..
ريم : فكره ...خلاص يوم ارد البيت بطرشلها .... المهم انها بخير ومستانسه ..
عليا : هيه حمودي حاطنها فوق راسه ... ولا يردلها طلب ... يختيه تخبل عليها ...
ريم : ميره تنحب ... واخوج ما شالله عليه ونعم الرياييل .... اخلاق وادب وعلم ...
عليا : هههههههه وينها ميروه عنج .. بتقطعج .. يختيه اول مره اكتشف انها غيوره من الدرجه الاولى
ريم : ههههههههههه شكله الزواج يطلّع العيوب ....
عليا : لا حمودي عايبنه ... يتخبل يوم يشوفها تغار عليه ....
ريم : اكيد يحاول يلعب بأعصابها ...
عليا : وين يلعب بأعصابها ... مب معطتنه فرصه اصلا انه يلعب .... وهو فديته مضبّط على كيف كيفها ...
ريم : هههههههه صدق انج مب هينه يا ميره ....
عليا : هيه شفتي عاد .. ياما تحت السواهي دواهي ....
ريم : الله يهينهم ... و يزرقج بزوج الحلال انتي بعد اللي يسعدج ويهنيج ويفكني من حشرتج
عليا : ههههههههههه اااااااااااااامين يا ربي ..
ريم : يعني اعترفتي انج حاشرتني ...
عليا : الاعتراف بالحق فضيله خيتوووه ..
ريم : زين زين عرفتي . .. الله يعينّي بس ....
عليا وهيه تغمز : وانتي ...؟
ريم : انا ..!! بلاني .!؟
عليا : متى ناوي سيد الحسن يتزحزح ويخطبج رسمي ..؟
ريم ارتبكت : منو سيد الحسن هذا ..؟؟
عليا : منو بعد ....؟ خالد ولد عمج ....
ريم : ومن وقالج انه خالد بيخطبني اصلا ..!!!
عليا : والله ف لفتره الاخيره ومن رمستج حسيت انه بدا يلين صح ولا لآ ؟
ريم : صح ...! بس هذا مب معناته انه يباني ... وتبين الصدق .. احس انه خالد غامض حتى ويا نفسه .. وانا ما عدت افهمه ... خايفه اتعلق فيه .... ويطلع لكل اللي يسويه تفسير ثاني .....
عليا : شو تفسير ثاني انتي الثانيه بعد ....؟
ريم : مادري ... هالانسان ما ينفهم ... تصدقين من يومين دوم يسألي اذا ابا شي منه قبل ما يظهر ... بس قبلها بأسبوع بالضبط ما كان يحط لسانه في لساني ... مادري ما عدت افهمه ..!
عليا : بس قلب الحرمه دليلها ...
ريم : تبين الصدق يا عليا ...؟
عليا : هيه اكيد ..؟
ريم : احس اني متعلقه فيه وايد .. ولو اني هالفتره ما ابين ... بس .. بس يا عليا قدر هالانسان وبسهوله انه يدش قلبي ويحتله ....
عليا : وانتي تبين الصدق ؟
ريم : هيه ...
عليا : انا مستغربه منج ... انا مادري شو اللي يعيبج فيه... لو كنتي من النوع الي يشوف الشكل الخارجي .. كنت بوقف وياج ... بس انتي مب من هالنوع .. انتي طول حياتج تشوفين الجوهر .... وجوهر خالد .. يعني شقولج ... احس ما يجذبني .. بالعكس ينفرني ...
ريم : كل حد يقول جيه ... بس .. بس القلب وما يهوى...
عليا ابتسمت : الله يهديه ويحط فكرة الزواج ف باله .. ويريح القلب الولهان ....
ابتسمت ريم : الله يكتب اللي فيه الخير ...
سكتوا لدقايق ...
عليا : الا مايد شخباره ؟؟؟ يرمسكم ؟
ريم بصوت واطي : بخير .. بخير الحمدلله
عليا صدت صوب ربيعتها اللي تغيرت نبره صوتها فجأة .. وحست بلمسة حزن تعتريها ...
عليا : بلاج حبيبتي .....!! ليش جيه تغير حسج ..!!! مايد فيه شي ؟؟
ريم : لا .. لا ما فيه شي ...بس .. اه يا عليا ... ولهت عليه وعلى وجوده ويايه ... ما تتخيلن شكثر احس بفراغ من يوم سار ... احس انه بيتنا ما فيه حياه .... تصدقين .. تصدقين انه ما عدنا نتيمع على وجبه .. كلن في حاله ... بس يوم كان مايد اهنيه ما يخليني اكل ولا ايلس بروحي ... دوم كان ويايه ... ولهت عليه وايد يا عليا .. وايد ...
عليا ابتسم بحنيه : ما عليه حبيبتي .. مر شهرين وباجي 4 .. يعني هانت ...
ريم : شهرين وكانوا مثل السنتين بالنسبه لي .!! تعبت فيهم وايد ...
عليا : من يومج متعلقه فيه ...
ريم : فديت روحه ... الله يرده لي بسرعه
عليا : بس لج ...؟ ههههههه حليلها امج بعد ...
ريم : هيه والله امايه تعبت من عقبه ... ما كنت ادريبها تحبه هالكثر ...
عليا : ما في ام ما تحب عيالها ... وانتي خفي من هجومج على امج ... ترا بدون الام الحياة مالها طعم ... اسألي عيال عمج
ريم سكتت
عليا : بلاج ما تردين .....!!!
ريم : افكر بمايد وبكلامج بعد ....
عليا : بمايد ؟
ريم : اه لو يدري بحالي ما بيخليني وبيرد وبياخذني وياه .. بس اهم شي صحته .. وانا بترياه لاخر يوم بحياتي .... وما بنساه ... مستحيل انساه
استغرب عليا من كلمات ريم الخارجه عن نطاق الموضوع ...
عليا : شو تقولين ؟؟ ليش بلاها صحته ..!!!
انتبهت ريم .. وحست انها عفست الموضوع ....
ريم : ها ... لا لا .. يعني انا قصدي انه هو لو عرف اني انا اهنيه محترقه بيتم يفكر ... ويمكن .. يمكن يمرض من التفكير .... وو جذيه يعني ...
ما اقتنعت عليا بكلام ريم ... بس بطبيعتها ما تحن وايد ... فطنشت
عليا : مب جنج طوفتي لفة المارينا ؟؟؟؟
ريم : اوووووع جان نبهتيني .... الحين يحتاي ارد
عليا : ردي شو وراج ؟؟
ريم : ورايه امج اللي بتتصل كل شوي ...
عليا : هههههههههههههه والله نسيتها ... انزين يلا ردي ... وخلينا نخلص بسرعه
ريم : يلا امري لله ..
ردت ريم صوب لفة المارينا ... وبركنت سيارتها عند المواقف ونزلت هيه وربيعتها ...
###########################
في لندن ... وفي المستشفى اللي يتلقى فيه مايد العلاج ... كان سلطان يالس حذال ربيعه في غرفته الخاصه ...يقرا قصه من قصص حبيبته اغاثا ... سلطان صح تملل من اليلسه اهنيه بدون شغله ... بس كل شي في سبيل راحة ربيعه مستعد يسويه ... وقرر انه صدق ياخذ دورة لغه وستفيد من وقته ...
اما مايد فبدا شعره يحترق من أثر الكيماوي الي كان ياخذه عشان يقاوم ويتخلص من المرض .. وهالشي كان مأثر عليه وايد .. لانه حس انه المرض تدخل في اخص الخصوصيات ... تدخل في شكله .... ونفسيته وصحته .... هالشي كان زاعجنه ... بس ما زال ايمانه موجود ...
انتبه سلطان لسرحان مايد المتزايد هاليومين .. وحس انه في خاطره شي .. فعزّم انه يسأله
سلطان : صديقي العزي*استغفر الله واتوب أليه*شو يفكر .... ؟
مايد صد صوبه وابتسم
مايد : افكر بالدنيا يا اخويه ....
سلطان : وبلادها الدنيا ... حلوه من يومها ...
مايد : حلوه ؟؟ بخاطري اشوفها بعينك ...
سلطان : اذا بغيتها حلوه ... بتكون حلوه يامايد ...
مايد : انا ابا اشوفها حلوه ... بس مادري كيف ؟
سلطان : بقوتك اللي من يوم عرفتك حبيتك عشانها .. بإيمانك ... بتوكلك ... وبعدين بلاك اليوم مكتئب ...
مايد : لالا . ولا شي ..
سلطان : على هامان يا فرعون ..!
مايد : هههههه انا فرعون ؟!
سلطان : عيل انا هامان ...!؟ ههههههه المهم لا تضيع السالفه ... قول شو عندك ؟
مايد بتردد : اخاف اقولك وتضحك عليه ...
سلطان : ما بضحك .. وبعدين من متى نحن نضحك على رمسة بعض ..!!
مايد : ما عرف كيف ابدا ...!
سلطان : بلاك جنك ما تعلم الرمسه مول ؟! قول يا مايد .. قول وكلي اذان صاغيه
مايد : مممم تبا الصدق .. كل ما اشوف شكلي .. واللي وصلتله ... احس اني مخنوق ..احس اني مب قادر استحمل اكثر ... بتحمل الالم العذاب ... بس .. بس مادري من اشوف شكلي انحبط ...من اشوف فعايل المرض فيني احس اني محترق ومقهور ...!!
سلطان ابتسم : في كل شي لازم تقدم تضحيات ..
مايد : بس .. بس هالشي تاعبني ... جد جد تاعبني يا سلطان ..
سلطام : ما فيه شي بدون تعب يا مايد ..!؟ وانته ماشالله عليك صبور ...وبعدين الدكتور يقول انه تطور صحتك يمشي بشكل ممتاز .. وقال لو تمسكت بقوتك هاي بتتجاوز المرض بسرعه
مايد : وانا شو اللي مصبرني غير رمستك ورمسة الدكتور
سلطان : وقوة ارادتك وتوكلك ع رب العالمين ....
مايد ابتسم : الله كبير يا سلطان .. وان شالله ما بيخيب ظني ...
سلطان : ان شاء الله ... بس انته شجّع عمرك ... وتذكر اني وياك لنهاية الدرب ...
مايد : الله يطول بعمري عشان اقدر اردلك ولو شوي من فضلك عليه ....
سلطان : انا مالي فضل عليك ... كله بفضل رب العالمين ...
مايد : والنعم بالله ...
سلطان : مممم توه من شوي متصل خالد فيني ....
مايد حس بنغزه : صدق ؟
سلطان : هيه .. حليله وسلم عليك ...
مايد : الله يسلمه ... شو كان يبغي منك ؟
سلطان : يتطمن على اخبارك .. ويشوف اذا محتاي شي ما شيات ..
مايد : شو رديت عليه ؟
سلطان : قلتله ما نبا غير دعواتكم ... وهو وصاني اني اتحمل منك ... واني اطمنه بين فتره وفتره ....وبس
مايد هز راسه : فيه الخير ....
سلطان : يعني رضيت عليه ؟!
مايد : الله يرضى عليه وعلينا ...الا على طاري هل الامارات ... من يومين ما رمست امايه ... تحصلها مستهمه عليه ...
سلطان : انا اشوف انك اليوم في حاله زينه ... رمسها عشان تتطمن ....
مايد : فكره زينه .... خلاص اتصل عشان ارمسها ....
سلطان : ان شالله ....
ناصر : هيه نعم .. ونطلع الانسان البريء اللي كلاها من ورا لعبنا ولهونا ... لازم يا عبدالله نسير ونسلم عمرنا للعداله .. لازم ...
عبدالله : هههههههههه اقول ... انته شكلك من التزمت انجلب حال مخك .. سر سر فديتك ... انا ما عدت اتنزل ارمس ميانيين ..!!
ناصر : يا عبدالله انا ما برتاح الا يوم بطلع راشد من السجن ...
عبدالله : هالكلام فات اوانه
ناصر : لا ما فات ... شي وقت نصلح كل شي ...
عبدالله : ناصر اعقل ولا تكثر رمسه ف الموضوع
ناصر : انا عقلت من يوم ما ودرت هالسم وفكرت ارد حق الناس اللي ع رقبتي .... وانته ربيعي وما يهون عليه اخليك تمشي في درب غلط ... وانا واقف اشوفك ...
عبدالله : هه .!! وقمنا نقول حكم ..!
ناصر : اعتبرها حكم مواعظ سوالف اللي تباه ... المهم نصلح غلطتنا ... ولا صدقني انا بسير وما عليه منك ... وفي النهايه بتخسر وايد يا عبدلله ... وايد .!
عبدالله : اسمع يا ناصر ... هيه كلمه وحده ... بغيت اتوب وترد لصوابك .. توب محد بييودك ... وبغيت تسلم عمرك سلّم .. محد بيطيح فيها غيرك ... بس احذرك .. احذرك انك تلعب بذيلك .. ولا تحاول تطيحني لاني اعرف كيف اطلع منها بسهوله ... وساعتها بيكون حسابك عندي مب هين ... تفهم ..!! .. واللي ما تطوله بايدك .. طوله بريولك ... والحين يلا ..يلا برع ما بغي اشوف رقعه ويهك في هالشقه مره ثانيه ... وصدقني انا اقدر اخليك تندم على ييتك هاذي ..بس انا بحافظ على عشرة العمر اللي كانت مبينا .. وبتغاضى عن كلامك ...يلا فارج ..فارج!"
صحصح ناصر ورد لارض الواقع عقب ما هزه ربيعه بالقو
حمد : وين وصلت يا ناصر .. من الصبح وانا ارمسك ولا ترد ...
ناصر : آ آ كنت .. كنت افكر ..
حمد : بشو يا خويه .. بشو تفكر .. قولّ وريح عمرك ... وانا اوعدك اني اساعدك ... واوقف وياك لاخر لحظه ...
ناصر : خايف .. خايف
حمد : من شو خايف يا ناصر .. مني ؟
ناصر : خايف اطيح من عينك وتودرني واتم بروحي واضيع مره ثانيه ....
حمد : مستحيل اودرك ... انته ربيعي .. واخويه ... ومستحيل افرط بأخوتك ....
تم ناصر يشوفه بعين حزينه ... وعقبها توكل على الله .. وبدا يسرد القصه من اول ويديد ...
في سياره ريم ....
ريم وعليا طالعين ويا بعض عشان يشترون مستلزمات الكليه اللي قربت تفتح ابوابها بعد اسبوعين بعد اجازة استغرقت 3 شهور .. وقضوها بين اعراس ورقاد ونت و زيارات ومشاكل و صدمات ....
عليا : اقولج ما اروم اطول ... امايه بروحها في البيت وبتّم كل شوي تتصل لو تحيرنا .. عشان جيه استعيلي واختاري بسرعه ...
ريم : يا ربيي ... تعرفين انه ذوقي صعب ..يعني ما بختار بسرعه ...
عليا : لا فديت روحج بتختارين بسرعه وغصبا عليج ... ما فيني على صراخ امايه ..
ريم : ونحن كل ما نطلع تسويلي نفس السالفه ...!
عليا : امايه ما تتغير شسسوي يعني ...!!
ريم : هههههههه فديتها والله .. خلاص ما عليه بنختار بسرعه ...
عليا : شطوره ...!
ريم : شحال ميرانه ...؟ ترمسونها ؟
عليا : هيه فديتها ارمسها كل يومين .... بخير ومستانسه واييييد ويا محمد ..
ريم : تعرفين كل مره اقول بتصل .. بس استحي .. اخاف الوقت مب مناسب ....
عليا : طرشي مسج ... واذا كانت فاضيه بتخبرج ..
ريم : فكره ...خلاص يوم ارد البيت بطرشلها .... المهم انها بخير ومستانسه ..
عليا : هيه حمودي حاطنها فوق راسه ... ولا يردلها طلب ... يختيه تخبل عليها ...
ريم : ميره تنحب ... واخوج ما شالله عليه ونعم الرياييل .... اخلاق وادب وعلم ...
عليا : هههههههه وينها ميروه عنج .. بتقطعج .. يختيه اول مره اكتشف انها غيوره من الدرجه الاولى
ريم : ههههههههههه شكله الزواج يطلّع العيوب ....
عليا : لا حمودي عايبنه ... يتخبل يوم يشوفها تغار عليه ....
ريم : اكيد يحاول يلعب بأعصابها ...
عليا : وين يلعب بأعصابها ... مب معطتنه فرصه اصلا انه يلعب .... وهو فديته مضبّط على كيف كيفها ...
ريم : هههههههه صدق انج مب هينه يا ميره ....
عليا : هيه شفتي عاد .. ياما تحت السواهي دواهي ....
ريم : الله يهينهم ... و يزرقج بزوج الحلال انتي بعد اللي يسعدج ويهنيج ويفكني من حشرتج
عليا : ههههههههههه اااااااااااااامين يا ربي ..
ريم : يعني اعترفتي انج حاشرتني ...
عليا : الاعتراف بالحق فضيله خيتوووه ..
ريم : زين زين عرفتي . .. الله يعينّي بس ....
عليا وهيه تغمز : وانتي ...؟
ريم : انا ..!! بلاني .!؟
عليا : متى ناوي سيد الحسن يتزحزح ويخطبج رسمي ..؟
ريم ارتبكت : منو سيد الحسن هذا ..؟؟
عليا : منو بعد ....؟ خالد ولد عمج ....
ريم : ومن وقالج انه خالد بيخطبني اصلا ..!!!
عليا : والله ف لفتره الاخيره ومن رمستج حسيت انه بدا يلين صح ولا لآ ؟
ريم : صح ...! بس هذا مب معناته انه يباني ... وتبين الصدق .. احس انه خالد غامض حتى ويا نفسه .. وانا ما عدت افهمه ... خايفه اتعلق فيه .... ويطلع لكل اللي يسويه تفسير ثاني .....
عليا : شو تفسير ثاني انتي الثانيه بعد ....؟
ريم : مادري ... هالانسان ما ينفهم ... تصدقين من يومين دوم يسألي اذا ابا شي منه قبل ما يظهر ... بس قبلها بأسبوع بالضبط ما كان يحط لسانه في لساني ... مادري ما عدت افهمه ..!
عليا : بس قلب الحرمه دليلها ...
ريم : تبين الصدق يا عليا ...؟
عليا : هيه اكيد ..؟
ريم : احس اني متعلقه فيه وايد .. ولو اني هالفتره ما ابين ... بس .. بس يا عليا قدر هالانسان وبسهوله انه يدش قلبي ويحتله ....
عليا : وانتي تبين الصدق ؟
ريم : هيه ...
عليا : انا مستغربه منج ... انا مادري شو اللي يعيبج فيه... لو كنتي من النوع الي يشوف الشكل الخارجي .. كنت بوقف وياج ... بس انتي مب من هالنوع .. انتي طول حياتج تشوفين الجوهر .... وجوهر خالد .. يعني شقولج ... احس ما يجذبني .. بالعكس ينفرني ...
ريم : كل حد يقول جيه ... بس .. بس القلب وما يهوى...
عليا ابتسمت : الله يهديه ويحط فكرة الزواج ف باله .. ويريح القلب الولهان ....
ابتسمت ريم : الله يكتب اللي فيه الخير ...
سكتوا لدقايق ...
عليا : الا مايد شخباره ؟؟؟ يرمسكم ؟
ريم بصوت واطي : بخير .. بخير الحمدلله
عليا صدت صوب ربيعتها اللي تغيرت نبره صوتها فجأة .. وحست بلمسة حزن تعتريها ...
عليا : بلاج حبيبتي .....!! ليش جيه تغير حسج ..!!! مايد فيه شي ؟؟
ريم : لا .. لا ما فيه شي ...بس .. اه يا عليا ... ولهت عليه وعلى وجوده ويايه ... ما تتخيلن شكثر احس بفراغ من يوم سار ... احس انه بيتنا ما فيه حياه .... تصدقين .. تصدقين انه ما عدنا نتيمع على وجبه .. كلن في حاله ... بس يوم كان مايد اهنيه ما يخليني اكل ولا ايلس بروحي ... دوم كان ويايه ... ولهت عليه وايد يا عليا .. وايد ...
عليا ابتسم بحنيه : ما عليه حبيبتي .. مر شهرين وباجي 4 .. يعني هانت ...
ريم : شهرين وكانوا مثل السنتين بالنسبه لي .!! تعبت فيهم وايد ...
عليا : من يومج متعلقه فيه ...
ريم : فديت روحه ... الله يرده لي بسرعه
عليا : بس لج ...؟ ههههههه حليلها امج بعد ...
ريم : هيه والله امايه تعبت من عقبه ... ما كنت ادريبها تحبه هالكثر ...
عليا : ما في ام ما تحب عيالها ... وانتي خفي من هجومج على امج ... ترا بدون الام الحياة مالها طعم ... اسألي عيال عمج
ريم سكتت
عليا : بلاج ما تردين .....!!!
ريم : افكر بمايد وبكلامج بعد ....
عليا : بمايد ؟
ريم : اه لو يدري بحالي ما بيخليني وبيرد وبياخذني وياه .. بس اهم شي صحته .. وانا بترياه لاخر يوم بحياتي .... وما بنساه ... مستحيل انساه
استغرب عليا من كلمات ريم الخارجه عن نطاق الموضوع ...
عليا : شو تقولين ؟؟ ليش بلاها صحته ..!!!
انتبهت ريم .. وحست انها عفست الموضوع ....
ريم : ها ... لا لا .. يعني انا قصدي انه هو لو عرف اني انا اهنيه محترقه بيتم يفكر ... ويمكن .. يمكن يمرض من التفكير .... وو جذيه يعني ...
ما اقتنعت عليا بكلام ريم ... بس بطبيعتها ما تحن وايد ... فطنشت
عليا : مب جنج طوفتي لفة المارينا ؟؟؟؟
ريم : اوووووع جان نبهتيني .... الحين يحتاي ارد
عليا : ردي شو وراج ؟؟
ريم : ورايه امج اللي بتتصل كل شوي ...
عليا : هههههههههههههه والله نسيتها ... انزين يلا ردي ... وخلينا نخلص بسرعه
ريم : يلا امري لله ..
ردت ريم صوب لفة المارينا ... وبركنت سيارتها عند المواقف ونزلت هيه وربيعتها ...
###########################
في لندن ... وفي المستشفى اللي يتلقى فيه مايد العلاج ... كان سلطان يالس حذال ربيعه في غرفته الخاصه ...يقرا قصه من قصص حبيبته اغاثا ... سلطان صح تملل من اليلسه اهنيه بدون شغله ... بس كل شي في سبيل راحة ربيعه مستعد يسويه ... وقرر انه صدق ياخذ دورة لغه وستفيد من وقته ...
اما مايد فبدا شعره يحترق من أثر الكيماوي الي كان ياخذه عشان يقاوم ويتخلص من المرض .. وهالشي كان مأثر عليه وايد .. لانه حس انه المرض تدخل في اخص الخصوصيات ... تدخل في شكله .... ونفسيته وصحته .... هالشي كان زاعجنه ... بس ما زال ايمانه موجود ...
انتبه سلطان لسرحان مايد المتزايد هاليومين .. وحس انه في خاطره شي .. فعزّم انه يسأله
سلطان : صديقي العزي*استغفر الله واتوب أليه*شو يفكر .... ؟
مايد صد صوبه وابتسم
مايد : افكر بالدنيا يا اخويه ....
سلطان : وبلادها الدنيا ... حلوه من يومها ...
مايد : حلوه ؟؟ بخاطري اشوفها بعينك ...
سلطان : اذا بغيتها حلوه ... بتكون حلوه يامايد ...
مايد : انا ابا اشوفها حلوه ... بس مادري كيف ؟
سلطان : بقوتك اللي من يوم عرفتك حبيتك عشانها .. بإيمانك ... بتوكلك ... وبعدين بلاك اليوم مكتئب ...
مايد : لالا . ولا شي ..
سلطان : على هامان يا فرعون ..!
مايد : هههههه انا فرعون ؟!
سلطان : عيل انا هامان ...!؟ ههههههه المهم لا تضيع السالفه ... قول شو عندك ؟
مايد بتردد : اخاف اقولك وتضحك عليه ...
سلطان : ما بضحك .. وبعدين من متى نحن نضحك على رمسة بعض ..!!
مايد : ما عرف كيف ابدا ...!
سلطان : بلاك جنك ما تعلم الرمسه مول ؟! قول يا مايد .. قول وكلي اذان صاغيه
مايد : مممم تبا الصدق .. كل ما اشوف شكلي .. واللي وصلتله ... احس اني مخنوق ..احس اني مب قادر استحمل اكثر ... بتحمل الالم العذاب ... بس .. بس مادري من اشوف شكلي انحبط ...من اشوف فعايل المرض فيني احس اني محترق ومقهور ...!!
سلطان ابتسم : في كل شي لازم تقدم تضحيات ..
مايد : بس .. بس هالشي تاعبني ... جد جد تاعبني يا سلطان ..
سلطام : ما فيه شي بدون تعب يا مايد ..!؟ وانته ماشالله عليك صبور ...وبعدين الدكتور يقول انه تطور صحتك يمشي بشكل ممتاز .. وقال لو تمسكت بقوتك هاي بتتجاوز المرض بسرعه
مايد : وانا شو اللي مصبرني غير رمستك ورمسة الدكتور
سلطان : وقوة ارادتك وتوكلك ع رب العالمين ....
مايد ابتسم : الله كبير يا سلطان .. وان شالله ما بيخيب ظني ...
سلطان : ان شاء الله ... بس انته شجّع عمرك ... وتذكر اني وياك لنهاية الدرب ...
مايد : الله يطول بعمري عشان اقدر اردلك ولو شوي من فضلك عليه ....
سلطان : انا مالي فضل عليك ... كله بفضل رب العالمين ...
مايد : والنعم بالله ...
سلطان : مممم توه من شوي متصل خالد فيني ....
مايد حس بنغزه : صدق ؟
سلطان : هيه .. حليله وسلم عليك ...
مايد : الله يسلمه ... شو كان يبغي منك ؟
سلطان : يتطمن على اخبارك .. ويشوف اذا محتاي شي ما شيات ..
مايد : شو رديت عليه ؟
سلطان : قلتله ما نبا غير دعواتكم ... وهو وصاني اني اتحمل منك ... واني اطمنه بين فتره وفتره ....وبس
مايد هز راسه : فيه الخير ....
سلطان : يعني رضيت عليه ؟!
مايد : الله يرضى عليه وعلينا ...الا على طاري هل الامارات ... من يومين ما رمست امايه ... تحصلها مستهمه عليه ...
سلطان : انا اشوف انك اليوم في حاله زينه ... رمسها عشان تتطمن ....
مايد : فكره زينه .... خلاص اتصل عشان ارمسها ....
سلطان : ان شالله ....
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
طلع سلطان الموبايل و عطاه مايد ... واتصل على رقم امه ... ورن شوي وعقب ردت ...
شيخه : هلا بالغالي .. هلا فديتك هلا
مايد ابتسم : هلا امايه .. هلا حبيبتي ... شحالج ...؟
شيخه وهيه تصيح : ولهانه عليك يا مايد .. ولهانه عليك وايد ...
مايد: وانا ولهان عليج اكثر ...
شيخه : يا ابويه ما عدت اصبر ع فراقك
مايد : لا تصيحين يا امايه ... ما اقهر دموعج انا ....
شيخه وهيه تمس دموعها : شخبارك حبيبي ... بخير ؟ ما يعورك شي ؟
مايد حس بتغير جذري ف امه : بخير امايه بخير .. ما يعورني شي .. لا .. و و مستانس بعد ...
شيخه : مب برد عليك هناك ؟ اشتريتلك كوتات وجاكيتات ؟
مايد : ههههههههه لا تخافين يا امايه من احس انه الجو بدا يبرد ما بخلي كوت ما بشتريه ... بس اهم شي ...انت بخير ؟ محد مضايجنج ؟
شيخه : فديتك انا بخير واترياك .... واتريا الليوم اللي بجحل فيه عيني واشوفك ...
مايد ابتسم : جريب ... بس انتي قولي ان شاء الله ...
شيخه : ان شاء الله فديتك ...بترد وعقبها ما بخليك تاذخ دورات ولا شي من هالخرابيط
مايد : ههههههههه دومج ضد مستقبلي ...
شيخه : المستيقبل الي فيه فراقك ما نباه ...
مايد : ماعليه يا امايه هانت
شيخه : الله يصبرني عالشهور الباقيه
مايد : شحال عبدالله وحرمته .؟
شيخه : والله اخوك ما نشوفه .... ع طول برع البيت ... حتى ابوك يقول ما يداوم كل يوم ...
مايد : افا ليش ؟؟؟؟
شيخه : مادري ويوم اتخبر حرمته تقول انها ما تدري هيه الثانيه وين يسير الصبح ...
مايد : مسكينه هند .. ما تستاهل هالحركات من عبدالله ...
شيخه : فديتك ما تغيرت ... محامي دفاع عنهم
مايد : هههههههه ولا انتي تغيرتي ... محامي ضد
شيخه : فديت هالضحكه انا ..فديت روحك يا مايد ...
مايد : امايه شخبار ابويه ؟ اكيد تعبان في الدوام .... محد يساعده
شيخه : امبلا ولد عمك وياه ... وابوك بخير ... وولهان عليك وايد ...
مايد : وانا اكثر ....
شيخه : وريم بعد وشموه دوم يتخبرون عنك ...
مايد : ريم .؟ فديت روحها ... لها وحشه هالبنت .. هيه وابويه وانتي ونوره وشمامي ... ولهان عليكم وايد يا اميييه ... وايد لدرجة اني ساعات اقول بسير الامارات ساعه بشوفم وبرد .... بس انتي ادري بالحال ....
شيخه : فديتك تعال .. تعال خذ دورتك اهنيه وريحني وريح عمرك ...
مايد : امايه خلاص نحن تناقشنا ف الموضوع وايد ... وان شالله بتهون المده ... وبرد وما بخليج مول ...شو تبين بعد ؟
شيخه : فديت روحك يا مايد .... الله يصبرني ع فراقك ...
مايد : المهم حبيبتي ..انا بخليج الحين ...اهم شي اني تطمنت عليج .... توصين بشي من صوبنا ؟
شيخه : تحمل على عمرك فديتك ... وتغطى زين . وكل زين .. مابا اشوفك ضعفان ... واذا بغيت شي فديتك اتصل وقول ...
مايد : حااااااااااضر ... ولا يهمج ... وانا لي عندج طلب ...
شيخه : قول فديتك امرني ....
مايد : اباج تدعيلي في صلاتج يا امايه ... ادعيلي انه الله ايسر امري ... ويوفقني ويردني لحضنج سالم غانم ... وادعي انه الله يهديني يا امايه .. لا تنسيني من دعواتج ... لا تنسيني ....
شيخه وعيونها ردت تدمع : ما بنساك يا ولدي ...انته في بالي دوم .... وبدعيلك لين اخر يوم في حياتي .. وانته لا تنسى تطمني عليك دوم ...
مايد : ولا يهمج ... يلا حبيبتي .. فمان الله
شيخه : فمان الكريم ...
بند مايد عن امه وحس انه قلبه مشغوف .. وانه يبا يشوفها ويضمها و يودرها .... الام اللي ما نحس بقيمتها الا يوم نفارقها ... تقدا مايد امه في خاطره عشرين مره ... واتمنى انه الله يكتبله ويشوفها
سلطان عرف باللي ف خاطر ربيعه ....
سلطان : ولهت عليها ؟
مايد : اكثر من اللي تتوقعه ... ولهت عليهم كلهم ... وعقب كل مكالمه احس اني مب قادر افارقهم اكثر ...
سلطان : هانت ياخويه .. هانت ....وانته بروحك قلت هالكلمه حق امك ....
مايد : الله يسمع منك ...ووانته رمست هلك ؟
سلطان : انا لو ما اتصلت في اليوم مرتين بتاكلني امايه .... بس الحمدلله كلهم بخير ومب ناقصنهم غير شوفتي
مايد : احس اني خذتك منهم ..
سلطان : اقول اقول .. اجلب ويهك .. ما حب هالرمسه انا
مايد : هههههههههه مسود الويه ...
سلطان : من رابعتك والله
مايد : ماعليه خلني اصحصح و براويك ...
سلطان : انته صحصح وبعدين بنتفاهم
ابتسموا الربع لبعض ... وحسوا انه بقوة ارادتهم بتطوف المده بسرعه ... وبيرد كل شي مثل ما كان ....
###########################
في بيت حميد ...
حميد وشيخه وهند يالسين ف الصاله ... هند كان مبين عليها الاكتئاب والتعب بس مع هذا كانت تكابر وتحاول ما تبين لحد انها مهمومه وتعبانه ... بدت تشك وكان شكها اقرب لليقين انه الماده البيضا اللي شافتها من شهور في شنطة عبدالله ما كانت الا نوع من انواع المخدرات ...و عبدالله بكل أعراضه مستحيل ما يكون مدمن مخدرات ...! بس شو الي بيأكدلها ...!! وكيف تقدر تجكه في الجرم المشهود .. هالشي اليل كان شاغل بالها بينما حميد يشوفها وفيه فضول لمعرفة ما يدور في ذهنها
حميد : هنوده بلاج ضعفانه هالفتره ؟
هند انتبهت : انا ؟! لالا يا عمي .. ما فيني شي ...
حميد : كيف ما فيج شي وانتي ضعفتي وما تمت لحمة فس جسمج ؟
هند : لالا يا عمي لا تبالغ بس يمكن لاني وايد اتنقل بين فلتي وفلتكم ... يمكن عشان جيه ....
حميد بشك : معقوله هالسبب؟؟
هند : هيه اكيد يا عمي .. ماشي غير هالسبب ...
حميد : ممم ..انتي ترقدين فليل ؟
هند استغربت : هيه .. هيه هيه ارقد ... ليش يعني يا عمي ؟
حميد : اشوف السواد حول عينج
هند حاولت تتدارك الموقف : لا ماظن له خص بالرقاد لاني ارقد زين الحمدلله ...
حميد : والله ما دريبج يا بنتي .. بس احس انج تعبانه من شي ...
هند : اطمن يا عمي .. انا ما فيني الا العافيه ...
حميد : ان شالله ... الا ما قلتيلي ... اترمسين اختج ؟
هند : هيه اليوم مرمستنها ...
حميد : شخبارها ..؟
هند : بخير الحمدلله ...ومستانسه وايد ويا محمد
حميد : وشحال الحمل وياها ؟
هند : تقول الحمدلله مريح ...
حميد : لو تمت اهنيه مب احسلها .. هناك لو تعبت منو بيراعيها ...؟ منو بيدير باله عليها ؟
هند : ماشالله عليه ريلها حاطنها فوق راسه .. وهيه وايد مستانسه وياه ... لا تحاتيها يا عمي ... وان شالله بترد اهنيه قريب فتره الولاده ... يعني بتربي اهنيه ... وماعليها شر دام انها ويا محمد ...
حميد : زين تسوي ...ومحمد ما عليه كلام .. والنعم فيه والله
شيخه دشت عرض : وانتي متى بتحملين ؟!
صدت هند صوب عمتها ... وحست انه السؤال سخيف وماله جواب .!
هند : يوم الله بيكتب خالوه ...
شيخه : مب جنج طولتي ؟
هند : لا خالوه ما طولت ... انا من عرست مكمله شهرين تقريبا .. توه الناس
حميد : نباج عاد تييبيلنا ولد .. يشل اسم العايله ...
هند : هههههه اللي الله يكتبه لي حياه الله
حميد : هيه والله ... الله يكتبلج الذريه الصالحه ... وتبين الصدق ما اشك انها بتكون صالحه دام انه انتي امهم
هند : مشكور عمي ... وكلنا عيالك ... ما بنسير بعيد عنك
حاست شيخه بوزها وحست انه هند تقردن عمها ...و دشت في حزتها ريم وكانت يايه من المارينا ...
ريم : السلام عليكم ....
شيخه + هند : وعليكم السلام
ريم : شحالكم ...؟
حميد : وين كنتي .؟؟
شافت ريم ابوها وابتسمت كدليل على الثقه ...
ريم : كنت ويا علايه ابويه .. سرنا نتشرى حق الكليه .. ما تشوف الاجياس ..؟
شيخه : شاورتني هيه يا حميد قبل ما تسير .... تعالي تعالي بشوف شو خذتي ..
ريم سارت صوب امها ... وعطتها الاجياس ...
ريم : بس عليوه ما خلتني على راحتي ... كل شوي تقولي يالله امايه بتعصب .. يالله ما اروم اتأخر ...والله انها مغثه هالبنت .... جان زين خذتج ويايه يا هند ...
هند : ههههه لا فديتج انا ظهري يعورني من السوق ... وانتي ما تخلين محل ما تدشينه ....
شيخه : وام محمد ليش تتصل فيكم كل شوي ... تراكم بتردون
حميد : هاي الام العدله ... تخاف على بناتها وما تباهم يتأخرون ....ويحاوطون في السوق بشغله وبدون شغله
شيخه صدت : شو قصدك يا حميد ؟؟!
ريم تضايجت من رمسة ابوها ...وحست انه ينغزها .... وجنه يقارنها في عليا ...! وهيه اللي كانت ف نظره موقع ثقه
حميد : والله مادري شو رايج انتي ؟! مب لازم تتطمنين على بناتج في السايره واليايه ؟!
شيخه : انا واثقه في بناتي يا حميد .. وبعدين قتلك شاورتني ... شو تباني اسوي اكثر من جيه ... اسير اراقبها ...!!
حميد : انا ما قلت جذيه ... المهم وينها نوير .؟
شيخه : توني قبل ما انزل كنت يالسه وياها فوق ... يعني تطمن ما ظهرت ..
حميد : بلاج انتي !!!!! ما اروم اتخبر عن بناتي الا وسويتيلي فيها سالفه ...!
شيخه : انا ما سويت يا حميد ... وبعدين اسلوب عن اسلوب يفرق
حست هند بتعكر الجو فحبت تصفيه .. وكعادتها طبعا ...ما كانت تحب الخلافات والصوت العالي ..
هند : الله ..! حلو هالبدي الوردي اللي ما خذتنه .... ذوقج وايد حلو ...مره ثانيه بخليج انتي تشتريلي
ريم : واصل حبيبتي ... ما يغلى ع الغالين ....
هند : لا فديتج ... انا كبرت على هالسوالف ....
ريم : اللي يسمعج عاد يقول انج عيوز داثره ... توج شباب ...
هند : شكرا على رفع المعنويات ....
ريم : ههههههه والله صدق شكلج كبرنا ...
هند : هههههههه هاي عاد مجامله .... المهم بسج تقردين .... طلعي باجي الاغراض خلينا نشوف ولا تخافين ما بحسدج
حميد : هند قبل ما تشوفين الاغراض .... عبدالله وينه ؟!
هند : ف الحجره يا عمي ... اظن راقد
حميد : حد يرقد ع المغرب ..!!
هند ارتبكت : مادري يا عمي يمكن وعى ... بسير اشوفه ..
حميد : قوليله ابوك يباك ضروري ..ضروري يا هند لازم اشوفه الحين
هند : ان شاء الله ....
طلعت هند من الفيلا وتوجهت صوب ركنها الواقع في حوي البيت ... كانت خايفه توعي عبدالله ويفور عليها ... بس ابوه يباه .. ولكنة عمها ما كانت طبيعيه .. يمكن بيسأله عن سبب تأخره عن الدوام ... ! وسهره برع ..!؟ ..." ان شالله تعدي الامور على خير .." ولا عن اشيا ثانيه ؟؟؟ ... ما تدري ... الله اعلم
وصلت هند لركنها ... وفتحت الباب شوي شوي ..واكنت خايفه انها توعي عبدالله ... وهيه ادرى الناس بعبدالله يوم يعصب :s ....
بس يوم دشت ... ما حصلته ع السرير .... مشت شوي لين ما وصلت نص الغرفه .... وحست بحركة على يمينها ....ويوم صدت شافت عبدالله عند المكتب وشكله يعابل في شي ...
حاولت تركز في الشي بس ما رامت ..!!
تجرأت وزقرته بصوت حذر
هند : عبدالله .؟؟
نقز عبدالله وصد صوبها عقب ما اخفى الشي اللي كان في ايده في درج المكتب ... وقفله زين عشان ما تفكر تشوفه ...
عبدالله : انتي من متى اهنيه ؟!
هند بارتباك : توه ..!
عبدالله : توه ..! ما حسيت عليج عيل ..!
هند : م مادريبك والله ..!
عبدالله : انزين شو تبين ؟!
هند : مب انا اللي ابا ... ابوك يباك ...
عبدالله : ابويه ؟ ليش شو يبا ؟
هند : مادريبه .. بس قال ضروري ...
عبدالله : سيري قوليله اني محد ...
هند : بس انته موجود ...!!! تباني اجذب
عبدالله : اقول هندوه لا تلعبين دور الصادقة الامينه ... سيري قوليله اني محد
هند : اسفه عبدالله .. ما اقدر اقوله ... وبعدين هو يدري انك اهنيه ... وقال انه يباك ضروري ...
عبدالله : واخرتها وياج انتي ...!!!؟
هند : لا اخر ولا اول .. سير شوف ابوك شو يبا منك ...
عبدالله ما بغى يناقشها اكثر ... وتملل من الحوار
عبدالله : انزين يلا جدامي اطلعي من الغرفه وانا بلحقج ....
هند : بتلحقني ..؟
عبدالله : هند ما تعودت اكرر كلامي مرتين .. سيري وانا بلحقج...
طلعت هند من الغرفة وتمت تمشي شوي شوي ... وفعلا نفذ عبدالله كلامه و طلع من الغرفة ... ومشى وراها لين ما وصللها ....
عبدالله : ما قالج ابويه شو يبا ؟!
هند : لا والله ما قال ...
عبدالله : افففف شو يبغي هالشيبه بعد .... اكيد بيرمسني عن الدوام ...
هند :يحقله يسألج ...
عبدالله رفع ايده وكأنه يقولها اسكتي ولا بعطيج بكف ينطرج بعيد ...
عبدالله : اسكتي اسكتي ... مب ناقصني غيرج انتي يا هندوه تحكمين على سلوكي ...
تضايجت هند من الحركه بس طنشت .... ووصلوا لفيلا حميد ... وفتح عبدالله الباب ودخل ودخلت هند وراه ...
عبدالله : السلام عليكم
حميد + شيخه + ريم : وعليكم السلام
عبدالله : خير يا ابويه يقولون بغيتني ...
حميد تم يشوف عبدالله من فوق لتحت ...: تعلم انك يوم تدش على امك وابوك تبوسهم فوق راسهم ...
عبدالله حاس بوزه : ما كفرنا يابويه ... !! .. يقولون بغيتني ...خير ان شالله ؟؟
حميد انقهر من قلة ادب ولده : طوف جدامي للصالة الفوقيه ... بغيت ارمسك ..
عبدالله : ما يستوي ترمسني اهنيه ؟!
حميد : لا ...
وقف حميد ومشى صوب الدري ... وفي حزتها كان خالد نازل وماسك علي من ايده ووراهم شما ...
حميد : على وين ؟!
رفع خالد حاجبه وقال ف خاطره " هاللي كان ناقصني بعد..!"
خالد : طالع ويا اليهال ...
حميد : ادري انك طالع بس على وين ..!!!
خالد : بمشيهم .. فيها شي ؟!!!!
حميد : لا ما فيها شي ... تحمل منهم ها ...
عبدالله في هالاثناء كان صاعد الدري ورا ابوه .. وشاف خالد بنظرة تحدي ما فهمها خالد .. وما خلاها ف خاطره ...
خالد : خير ان شالله ؟!
عبدالله : بسم الله الرحمن الرحيم ..!! انتي حد رمسك الحينه ..!!!
خالد : مب غبي عشان ما افهم نظراتك ..!
عبدالله : اقول اجلب ويهك ... ولا تسوي من العدم مشكله
خالد : الحين انا اللي ...
قاطعه حميد : خالد خذ اليهال وكمل دربك ... وانته تعال ورايه ....
مشى حميد .. ووراه عبدالله ... ويوم استوى في نفس درجة خالد .. شافه بنفس النظره .. اما خالد فضحك بخبث وقال بصوت واطي ....
خالد : سير ورا البابا عن تضيع ...
عقبها كمّل خالد دربه وعبدالله ما سواله سالفه ومشى ورا ابوه ....
وصل خالد الصاله واول من طاحت عينه عليها هيه ريم ... وكان على وشك نه يبتسم لولا صوت شيخه اللي يعكرله مزاجه ويجلب حالته النفسيه 180 .... كان يكرهها كره شديد .. وجنها عدوه مب مرت عم ...
شيخه : خير ان شالله ..!! على وين ماخذ البنت ...
خالد تأفف : اففف هو تحقيق يعني !!!
هند : حبيبي خالد .. امها وتبا تتطمن عليها ... ما فيها شي
خالد : بنتها هيه اللي تعلقت فيني مب انا اللي سحبتها من ايدها وقلتلها تعالي ...
شما : ماما ابا اسير وياهم كدي لاند ..
شيخه : ما شي طلعه ... يلا سيري فوق العبي ف العابج ابرك لج ...
شما وهيه تضرب ريلها في الارض .. مابا مابا ...ابا اسير يعني ابا اسير ....
شيخه بعصبيه : قتلج ماشي سيره ... ما تسمعين الرمسه انتي ..!!! تبين تضيعين مره ثانيه ..!!
خالد : قولي انه جيه السالفه ... اقول شموه سيري عند امج خلها تطلعج ...
تعلقت شما في ريل خالد وتمت تصيح ...
شما : مابا مابا ابا علاوي .. ماما الله يخليج خليني اسير وياه
شيخه : انتي ما تفهمين ..!! تعالي اشوفج وانا باجر بوديج ...
شما : مابا مابا ... ابا االحين .... الحين
خالد : وانا بتم واقف لين ما حضرتج تقنعين امج ..!!
شافته شما ببراءه ...وقالت وهيه مب فاهمه شي
شما : ها!!
ضحك خالد بتلقائيه وهو يشوف نظرات شما البريئه ... واهنيه ريم عورها قلبها على اختها الي تدري انه امها مستحيل تخليها تسير ويا خالد مره ثانيه ...
شيخه : هلا بالغالي .. هلا فديتك هلا
مايد ابتسم : هلا امايه .. هلا حبيبتي ... شحالج ...؟
شيخه وهيه تصيح : ولهانه عليك يا مايد .. ولهانه عليك وايد ...
مايد: وانا ولهان عليج اكثر ...
شيخه : يا ابويه ما عدت اصبر ع فراقك
مايد : لا تصيحين يا امايه ... ما اقهر دموعج انا ....
شيخه وهيه تمس دموعها : شخبارك حبيبي ... بخير ؟ ما يعورك شي ؟
مايد حس بتغير جذري ف امه : بخير امايه بخير .. ما يعورني شي .. لا .. و و مستانس بعد ...
شيخه : مب برد عليك هناك ؟ اشتريتلك كوتات وجاكيتات ؟
مايد : ههههههههه لا تخافين يا امايه من احس انه الجو بدا يبرد ما بخلي كوت ما بشتريه ... بس اهم شي ...انت بخير ؟ محد مضايجنج ؟
شيخه : فديتك انا بخير واترياك .... واتريا الليوم اللي بجحل فيه عيني واشوفك ...
مايد ابتسم : جريب ... بس انتي قولي ان شاء الله ...
شيخه : ان شاء الله فديتك ...بترد وعقبها ما بخليك تاذخ دورات ولا شي من هالخرابيط
مايد : ههههههههه دومج ضد مستقبلي ...
شيخه : المستيقبل الي فيه فراقك ما نباه ...
مايد : ماعليه يا امايه هانت
شيخه : الله يصبرني عالشهور الباقيه
مايد : شحال عبدالله وحرمته .؟
شيخه : والله اخوك ما نشوفه .... ع طول برع البيت ... حتى ابوك يقول ما يداوم كل يوم ...
مايد : افا ليش ؟؟؟؟
شيخه : مادري ويوم اتخبر حرمته تقول انها ما تدري هيه الثانيه وين يسير الصبح ...
مايد : مسكينه هند .. ما تستاهل هالحركات من عبدالله ...
شيخه : فديتك ما تغيرت ... محامي دفاع عنهم
مايد : هههههههه ولا انتي تغيرتي ... محامي ضد
شيخه : فديت هالضحكه انا ..فديت روحك يا مايد ...
مايد : امايه شخبار ابويه ؟ اكيد تعبان في الدوام .... محد يساعده
شيخه : امبلا ولد عمك وياه ... وابوك بخير ... وولهان عليك وايد ...
مايد : وانا اكثر ....
شيخه : وريم بعد وشموه دوم يتخبرون عنك ...
مايد : ريم .؟ فديت روحها ... لها وحشه هالبنت .. هيه وابويه وانتي ونوره وشمامي ... ولهان عليكم وايد يا اميييه ... وايد لدرجة اني ساعات اقول بسير الامارات ساعه بشوفم وبرد .... بس انتي ادري بالحال ....
شيخه : فديتك تعال .. تعال خذ دورتك اهنيه وريحني وريح عمرك ...
مايد : امايه خلاص نحن تناقشنا ف الموضوع وايد ... وان شالله بتهون المده ... وبرد وما بخليج مول ...شو تبين بعد ؟
شيخه : فديت روحك يا مايد .... الله يصبرني ع فراقك ...
مايد : المهم حبيبتي ..انا بخليج الحين ...اهم شي اني تطمنت عليج .... توصين بشي من صوبنا ؟
شيخه : تحمل على عمرك فديتك ... وتغطى زين . وكل زين .. مابا اشوفك ضعفان ... واذا بغيت شي فديتك اتصل وقول ...
مايد : حااااااااااضر ... ولا يهمج ... وانا لي عندج طلب ...
شيخه : قول فديتك امرني ....
مايد : اباج تدعيلي في صلاتج يا امايه ... ادعيلي انه الله ايسر امري ... ويوفقني ويردني لحضنج سالم غانم ... وادعي انه الله يهديني يا امايه .. لا تنسيني من دعواتج ... لا تنسيني ....
شيخه وعيونها ردت تدمع : ما بنساك يا ولدي ...انته في بالي دوم .... وبدعيلك لين اخر يوم في حياتي .. وانته لا تنسى تطمني عليك دوم ...
مايد : ولا يهمج ... يلا حبيبتي .. فمان الله
شيخه : فمان الكريم ...
بند مايد عن امه وحس انه قلبه مشغوف .. وانه يبا يشوفها ويضمها و يودرها .... الام اللي ما نحس بقيمتها الا يوم نفارقها ... تقدا مايد امه في خاطره عشرين مره ... واتمنى انه الله يكتبله ويشوفها
سلطان عرف باللي ف خاطر ربيعه ....
سلطان : ولهت عليها ؟
مايد : اكثر من اللي تتوقعه ... ولهت عليهم كلهم ... وعقب كل مكالمه احس اني مب قادر افارقهم اكثر ...
سلطان : هانت ياخويه .. هانت ....وانته بروحك قلت هالكلمه حق امك ....
مايد : الله يسمع منك ...ووانته رمست هلك ؟
سلطان : انا لو ما اتصلت في اليوم مرتين بتاكلني امايه .... بس الحمدلله كلهم بخير ومب ناقصنهم غير شوفتي
مايد : احس اني خذتك منهم ..
سلطان : اقول اقول .. اجلب ويهك .. ما حب هالرمسه انا
مايد : هههههههههه مسود الويه ...
سلطان : من رابعتك والله
مايد : ماعليه خلني اصحصح و براويك ...
سلطان : انته صحصح وبعدين بنتفاهم
ابتسموا الربع لبعض ... وحسوا انه بقوة ارادتهم بتطوف المده بسرعه ... وبيرد كل شي مثل ما كان ....
###########################
في بيت حميد ...
حميد وشيخه وهند يالسين ف الصاله ... هند كان مبين عليها الاكتئاب والتعب بس مع هذا كانت تكابر وتحاول ما تبين لحد انها مهمومه وتعبانه ... بدت تشك وكان شكها اقرب لليقين انه الماده البيضا اللي شافتها من شهور في شنطة عبدالله ما كانت الا نوع من انواع المخدرات ...و عبدالله بكل أعراضه مستحيل ما يكون مدمن مخدرات ...! بس شو الي بيأكدلها ...!! وكيف تقدر تجكه في الجرم المشهود .. هالشي اليل كان شاغل بالها بينما حميد يشوفها وفيه فضول لمعرفة ما يدور في ذهنها
حميد : هنوده بلاج ضعفانه هالفتره ؟
هند انتبهت : انا ؟! لالا يا عمي .. ما فيني شي ...
حميد : كيف ما فيج شي وانتي ضعفتي وما تمت لحمة فس جسمج ؟
هند : لالا يا عمي لا تبالغ بس يمكن لاني وايد اتنقل بين فلتي وفلتكم ... يمكن عشان جيه ....
حميد بشك : معقوله هالسبب؟؟
هند : هيه اكيد يا عمي .. ماشي غير هالسبب ...
حميد : ممم ..انتي ترقدين فليل ؟
هند استغربت : هيه .. هيه هيه ارقد ... ليش يعني يا عمي ؟
حميد : اشوف السواد حول عينج
هند حاولت تتدارك الموقف : لا ماظن له خص بالرقاد لاني ارقد زين الحمدلله ...
حميد : والله ما دريبج يا بنتي .. بس احس انج تعبانه من شي ...
هند : اطمن يا عمي .. انا ما فيني الا العافيه ...
حميد : ان شالله ... الا ما قلتيلي ... اترمسين اختج ؟
هند : هيه اليوم مرمستنها ...
حميد : شخبارها ..؟
هند : بخير الحمدلله ...ومستانسه وايد ويا محمد
حميد : وشحال الحمل وياها ؟
هند : تقول الحمدلله مريح ...
حميد : لو تمت اهنيه مب احسلها .. هناك لو تعبت منو بيراعيها ...؟ منو بيدير باله عليها ؟
هند : ماشالله عليه ريلها حاطنها فوق راسه .. وهيه وايد مستانسه وياه ... لا تحاتيها يا عمي ... وان شالله بترد اهنيه قريب فتره الولاده ... يعني بتربي اهنيه ... وماعليها شر دام انها ويا محمد ...
حميد : زين تسوي ...ومحمد ما عليه كلام .. والنعم فيه والله
شيخه دشت عرض : وانتي متى بتحملين ؟!
صدت هند صوب عمتها ... وحست انه السؤال سخيف وماله جواب .!
هند : يوم الله بيكتب خالوه ...
شيخه : مب جنج طولتي ؟
هند : لا خالوه ما طولت ... انا من عرست مكمله شهرين تقريبا .. توه الناس
حميد : نباج عاد تييبيلنا ولد .. يشل اسم العايله ...
هند : هههههه اللي الله يكتبه لي حياه الله
حميد : هيه والله ... الله يكتبلج الذريه الصالحه ... وتبين الصدق ما اشك انها بتكون صالحه دام انه انتي امهم
هند : مشكور عمي ... وكلنا عيالك ... ما بنسير بعيد عنك
حاست شيخه بوزها وحست انه هند تقردن عمها ...و دشت في حزتها ريم وكانت يايه من المارينا ...
ريم : السلام عليكم ....
شيخه + هند : وعليكم السلام
ريم : شحالكم ...؟
حميد : وين كنتي .؟؟
شافت ريم ابوها وابتسمت كدليل على الثقه ...
ريم : كنت ويا علايه ابويه .. سرنا نتشرى حق الكليه .. ما تشوف الاجياس ..؟
شيخه : شاورتني هيه يا حميد قبل ما تسير .... تعالي تعالي بشوف شو خذتي ..
ريم سارت صوب امها ... وعطتها الاجياس ...
ريم : بس عليوه ما خلتني على راحتي ... كل شوي تقولي يالله امايه بتعصب .. يالله ما اروم اتأخر ...والله انها مغثه هالبنت .... جان زين خذتج ويايه يا هند ...
هند : ههههه لا فديتج انا ظهري يعورني من السوق ... وانتي ما تخلين محل ما تدشينه ....
شيخه : وام محمد ليش تتصل فيكم كل شوي ... تراكم بتردون
حميد : هاي الام العدله ... تخاف على بناتها وما تباهم يتأخرون ....ويحاوطون في السوق بشغله وبدون شغله
شيخه صدت : شو قصدك يا حميد ؟؟!
ريم تضايجت من رمسة ابوها ...وحست انه ينغزها .... وجنه يقارنها في عليا ...! وهيه اللي كانت ف نظره موقع ثقه
حميد : والله مادري شو رايج انتي ؟! مب لازم تتطمنين على بناتج في السايره واليايه ؟!
شيخه : انا واثقه في بناتي يا حميد .. وبعدين قتلك شاورتني ... شو تباني اسوي اكثر من جيه ... اسير اراقبها ...!!
حميد : انا ما قلت جذيه ... المهم وينها نوير .؟
شيخه : توني قبل ما انزل كنت يالسه وياها فوق ... يعني تطمن ما ظهرت ..
حميد : بلاج انتي !!!!! ما اروم اتخبر عن بناتي الا وسويتيلي فيها سالفه ...!
شيخه : انا ما سويت يا حميد ... وبعدين اسلوب عن اسلوب يفرق
حست هند بتعكر الجو فحبت تصفيه .. وكعادتها طبعا ...ما كانت تحب الخلافات والصوت العالي ..
هند : الله ..! حلو هالبدي الوردي اللي ما خذتنه .... ذوقج وايد حلو ...مره ثانيه بخليج انتي تشتريلي
ريم : واصل حبيبتي ... ما يغلى ع الغالين ....
هند : لا فديتج ... انا كبرت على هالسوالف ....
ريم : اللي يسمعج عاد يقول انج عيوز داثره ... توج شباب ...
هند : شكرا على رفع المعنويات ....
ريم : ههههههه والله صدق شكلج كبرنا ...
هند : هههههههه هاي عاد مجامله .... المهم بسج تقردين .... طلعي باجي الاغراض خلينا نشوف ولا تخافين ما بحسدج
حميد : هند قبل ما تشوفين الاغراض .... عبدالله وينه ؟!
هند : ف الحجره يا عمي ... اظن راقد
حميد : حد يرقد ع المغرب ..!!
هند ارتبكت : مادري يا عمي يمكن وعى ... بسير اشوفه ..
حميد : قوليله ابوك يباك ضروري ..ضروري يا هند لازم اشوفه الحين
هند : ان شاء الله ....
طلعت هند من الفيلا وتوجهت صوب ركنها الواقع في حوي البيت ... كانت خايفه توعي عبدالله ويفور عليها ... بس ابوه يباه .. ولكنة عمها ما كانت طبيعيه .. يمكن بيسأله عن سبب تأخره عن الدوام ... ! وسهره برع ..!؟ ..." ان شالله تعدي الامور على خير .." ولا عن اشيا ثانيه ؟؟؟ ... ما تدري ... الله اعلم
وصلت هند لركنها ... وفتحت الباب شوي شوي ..واكنت خايفه انها توعي عبدالله ... وهيه ادرى الناس بعبدالله يوم يعصب :s ....
بس يوم دشت ... ما حصلته ع السرير .... مشت شوي لين ما وصلت نص الغرفه .... وحست بحركة على يمينها ....ويوم صدت شافت عبدالله عند المكتب وشكله يعابل في شي ...
حاولت تركز في الشي بس ما رامت ..!!
تجرأت وزقرته بصوت حذر
هند : عبدالله .؟؟
نقز عبدالله وصد صوبها عقب ما اخفى الشي اللي كان في ايده في درج المكتب ... وقفله زين عشان ما تفكر تشوفه ...
عبدالله : انتي من متى اهنيه ؟!
هند بارتباك : توه ..!
عبدالله : توه ..! ما حسيت عليج عيل ..!
هند : م مادريبك والله ..!
عبدالله : انزين شو تبين ؟!
هند : مب انا اللي ابا ... ابوك يباك ...
عبدالله : ابويه ؟ ليش شو يبا ؟
هند : مادريبه .. بس قال ضروري ...
عبدالله : سيري قوليله اني محد ...
هند : بس انته موجود ...!!! تباني اجذب
عبدالله : اقول هندوه لا تلعبين دور الصادقة الامينه ... سيري قوليله اني محد
هند : اسفه عبدالله .. ما اقدر اقوله ... وبعدين هو يدري انك اهنيه ... وقال انه يباك ضروري ...
عبدالله : واخرتها وياج انتي ...!!!؟
هند : لا اخر ولا اول .. سير شوف ابوك شو يبا منك ...
عبدالله ما بغى يناقشها اكثر ... وتملل من الحوار
عبدالله : انزين يلا جدامي اطلعي من الغرفه وانا بلحقج ....
هند : بتلحقني ..؟
عبدالله : هند ما تعودت اكرر كلامي مرتين .. سيري وانا بلحقج...
طلعت هند من الغرفة وتمت تمشي شوي شوي ... وفعلا نفذ عبدالله كلامه و طلع من الغرفة ... ومشى وراها لين ما وصللها ....
عبدالله : ما قالج ابويه شو يبا ؟!
هند : لا والله ما قال ...
عبدالله : افففف شو يبغي هالشيبه بعد .... اكيد بيرمسني عن الدوام ...
هند :يحقله يسألج ...
عبدالله رفع ايده وكأنه يقولها اسكتي ولا بعطيج بكف ينطرج بعيد ...
عبدالله : اسكتي اسكتي ... مب ناقصني غيرج انتي يا هندوه تحكمين على سلوكي ...
تضايجت هند من الحركه بس طنشت .... ووصلوا لفيلا حميد ... وفتح عبدالله الباب ودخل ودخلت هند وراه ...
عبدالله : السلام عليكم
حميد + شيخه + ريم : وعليكم السلام
عبدالله : خير يا ابويه يقولون بغيتني ...
حميد تم يشوف عبدالله من فوق لتحت ...: تعلم انك يوم تدش على امك وابوك تبوسهم فوق راسهم ...
عبدالله حاس بوزه : ما كفرنا يابويه ... !! .. يقولون بغيتني ...خير ان شالله ؟؟
حميد انقهر من قلة ادب ولده : طوف جدامي للصالة الفوقيه ... بغيت ارمسك ..
عبدالله : ما يستوي ترمسني اهنيه ؟!
حميد : لا ...
وقف حميد ومشى صوب الدري ... وفي حزتها كان خالد نازل وماسك علي من ايده ووراهم شما ...
حميد : على وين ؟!
رفع خالد حاجبه وقال ف خاطره " هاللي كان ناقصني بعد..!"
خالد : طالع ويا اليهال ...
حميد : ادري انك طالع بس على وين ..!!!
خالد : بمشيهم .. فيها شي ؟!!!!
حميد : لا ما فيها شي ... تحمل منهم ها ...
عبدالله في هالاثناء كان صاعد الدري ورا ابوه .. وشاف خالد بنظرة تحدي ما فهمها خالد .. وما خلاها ف خاطره ...
خالد : خير ان شالله ؟!
عبدالله : بسم الله الرحمن الرحيم ..!! انتي حد رمسك الحينه ..!!!
خالد : مب غبي عشان ما افهم نظراتك ..!
عبدالله : اقول اجلب ويهك ... ولا تسوي من العدم مشكله
خالد : الحين انا اللي ...
قاطعه حميد : خالد خذ اليهال وكمل دربك ... وانته تعال ورايه ....
مشى حميد .. ووراه عبدالله ... ويوم استوى في نفس درجة خالد .. شافه بنفس النظره .. اما خالد فضحك بخبث وقال بصوت واطي ....
خالد : سير ورا البابا عن تضيع ...
عقبها كمّل خالد دربه وعبدالله ما سواله سالفه ومشى ورا ابوه ....
وصل خالد الصاله واول من طاحت عينه عليها هيه ريم ... وكان على وشك نه يبتسم لولا صوت شيخه اللي يعكرله مزاجه ويجلب حالته النفسيه 180 .... كان يكرهها كره شديد .. وجنها عدوه مب مرت عم ...
شيخه : خير ان شالله ..!! على وين ماخذ البنت ...
خالد تأفف : اففف هو تحقيق يعني !!!
هند : حبيبي خالد .. امها وتبا تتطمن عليها ... ما فيها شي
خالد : بنتها هيه اللي تعلقت فيني مب انا اللي سحبتها من ايدها وقلتلها تعالي ...
شما : ماما ابا اسير وياهم كدي لاند ..
شيخه : ما شي طلعه ... يلا سيري فوق العبي ف العابج ابرك لج ...
شما وهيه تضرب ريلها في الارض .. مابا مابا ...ابا اسير يعني ابا اسير ....
شيخه بعصبيه : قتلج ماشي سيره ... ما تسمعين الرمسه انتي ..!!! تبين تضيعين مره ثانيه ..!!
خالد : قولي انه جيه السالفه ... اقول شموه سيري عند امج خلها تطلعج ...
تعلقت شما في ريل خالد وتمت تصيح ...
شما : مابا مابا ابا علاوي .. ماما الله يخليج خليني اسير وياه
شيخه : انتي ما تفهمين ..!! تعالي اشوفج وانا باجر بوديج ...
شما : مابا مابا ... ابا االحين .... الحين
خالد : وانا بتم واقف لين ما حضرتج تقنعين امج ..!!
شافته شما ببراءه ...وقالت وهيه مب فاهمه شي
شما : ها!!
ضحك خالد بتلقائيه وهو يشوف نظرات شما البريئه ... واهنيه ريم عورها قلبها على اختها الي تدري انه امها مستحيل تخليها تسير ويا خالد مره ثانيه ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
ريم : امايه ... عادي انا اخذها بسيارتي ؟!
شيخه : بروحج ؟!!!
ريم : لا باخذها ويا هند ... وبناخذ علاوي ويانا خالد ..
خالد تم يشوفها لثواني ... وعقب رمس
خالد : بس انا واعدنه اني اطلعه اليوم ...
هند : ما عليه حبيبي بنريحك من حشرتهم ..
رفع خالد حاجبه ..
خالد : خلاص سووا اللي تبونه .. المهم انا طالع ..يلا باي ...
طلع خالد بدون ما يزيد أي كلمه ع اللي قاله .. وشافته ريم وهيه حاسه انه زعل او تضايج .. يمكن كان خاطره يرفه عن عمره وعن اخوه ... وهيه خربت عليه .. حست ريم حزتها بايد تربت على جتفها .. كانت ايد هند اللي حست فيها ...
هند : لا تخافين ... خالد من زعل
ريم : صدق ؟
هند : اخويه وانا اعرفه زين
ابتسم ريم لهند ابتسامة رضا ...
شيخه : اسمعيني انتي وياها .. انا بخلي شمامي تظهر وياكم بس ديروا بالكم عليها .. ولا تطولون ..
ريم : ان شالله .. لا توصين حريص ..
هند : آآ بس .. بس لازم اشاور عبدالله ...
ريم : امايه قوليله انتي ...
هند : لا لا ريم اخاف يعصب ...
شيخه : سيري وانا بقوله ..
هند : بس ...
شيخه : قتلج انا بقوله ..
هند نزلت راسها : خلاص ما عليه ...
سارت ريم فوق عشان تغير ثيابها ... وهند سارت غرفتها وشلت علاوي .. وكانت خايفه من نتايج هالطلعه ....
في الصاله الفوقيه ... كان حميد يالس ويا ولده ... وشكله مغيض عليه من الخاطر .. بسبة استهتاره في امور العمل ...
حميد : وانته لين بتّم على هالحال ....! ولا جنك موظف ف الشركه وعليك مسؤوليات .!
عبدالله : ابويه انا مب صغير وعارف مسؤولياتي زين
حميد : واضح انك عارف مسؤولياتك زين ... واضح يا عبدالله ..
عبدالله : اذا تأخرت يوم ولا يومين هذا مب معناته اني مقصر !!!
حميد : يوم ولا يومين يالظالم..! عبدالله انته تتحراني غافل عنك ..
عبدالله : انا مب غير عشان تراقبني .... وبعدين انا مرتب كل شي بالنسبه للشغل .. و طول حياتي ماسك قسمي بدون أي مشاكل .. شو الي تغير الحين ..!!
حميد : اللي تغير انك ما عدت تداوم الا بالنادر .. وان ييت تيي متأخر .. وبعدين سير شوف قسمك وموظفينك .. كلهم متهاونين ومتكاسلين بسبتك انته ...
عبدالله : بسبتي انا ..!!! ليش ان شالله ..
حميد : تراك قدوتهم ...!! واذا غاب القط العب يا فار
عبدالله : أي قط واي فار الله يهديك ..!!
حميد : تأدب وانته ترمس ابوك ..!
عبدالله : انا متادب يابويه وما غلطت عليك ...وبعدين ليش تبا تغلطني غصب ...!!! ان مسيطر على امور الشغل ... واذا كان فيه مشكله ولا مشكلتين هذا مب معناته انيمب مهتم...
حميد : أي اهتمام هذا ..!! أي اهتمام ... انته حضورك وعدمك استوى واحد ... استويت انسان مستهتر مب هامتنك شركة ابوك ومستقبلك ..!!كل يوم والثاني تردلنا ع ويه الصبح وترقد لين الظهر واذا افتكرت نشيت قبل بشوي وداومت .. ...!!!! تتحراني ما ادريبك ! ولا ما اسأل عنك .!
عبدالله : ابويه انا الحين ريال ومتزوج بعد ما له داعي تحاسبني .. وبعدين انا كيفي .. من متى وانت تدخل في خصوصياتي .!
حميد : أي خصوصيات هاي اللي فيها ضياع شركه .. خبرني أي خصوصيات ..!!
عبدالله : والله يا ابويه انته مكبر الامور .. وبعدين عندك خالد .. خله يشتغل ...
حمد : خالد مب مقصر ... بس انتي ولدي .. وانته اللي بتخلفني ..!!
عبدالله : تبا الصدق عاد ...انا مليت من شغلتكم هاي ... ومابا ارد الشركه ..!
حميد وقف : شو ..!! شو تقول .!؟
عبدالله بدا يعلي صوته : اللي سمعته ... انا ما بتم طول حياتي عبد لك وحكر ع شركتك ... انا ابا ابدى حياتي الخاصه ...
حميد : والله ؟! وكيف بالله بتبدا حياتك الخاصه ..!!
عبدالله : بتعطيني البيزات اللي احتاجها .. وانا ببدا ...بسوي المشروع اللي يناسبني انا ....
حميد : لاو الله ..!! وايد واثق اني بعطيك ..!
عبدالله : عيل ليش مسمينك ابو !!
حميد عصّب وقام يحرك ايده بعصبيه: شوف يا عبود ... انا سكتلك وايد ... بعطيك اسبوع ... اسبوع واحد يا عبدالله وان ما داومت .. تعال استلم اوراقك وكل مستحقاتك .. وفارجنا بروح طيبه ...!!
عبدالله : شوف انته ... انا ما عليه منك ولا من رمستك .. بتعطيني كل مستحقاتي و فوقهم دبل ... تسمعني ...!!!
فتح حميد عيونه وهو يسمع كلام ولده ...!! اول مره يسمعّه هالرمسه القويه ... كلنة عبدالله كان فيها تهديد .. جنه مب هو ولده اللي عرفه .. واللي رباه بإيده ...
حميد : انته ما تستحي على ويهك ..!!
عبدالله : ما اسمحلك تقولي هالكلام ..!! وبعدين شوف ... لك انته اسبوع . اسبوع واحد .. ان ما نزلتلي البيزات اللي احتاجهم خلال هالاسبوع .. صدقني .. صدقني بسوي شي ما بيعيبك مول ..!!
حميد وهو منصدم : تهدد ابوك يا مسود الويه ...
عبدالله : عشان اخذ حقي بسوي كل شي ...!!!
حميد : حقوقك ...!!! أي حقوق يالجلب ..!؟!
عبدالله : انا مب جلب ... وبعدين بييلك اياها من الاخر ... انا اعترف اني مالي حق ... وانته الثاني مالك حق ... تعرف ليش ..!! لانك سرقت بيزات اخوك ... هيه نعم ... تتحراني ما ادري عن سواياك ... وعليك انحلبت الدنيا ... انا اعرف كل شي عنك وعن اللي سويته ... اروم بثانيه وحده اجلب حالك جدام عيال اخوك وعيالك .... فاحسلك تسوي الي اباه منك عشان تسلم من شري ...
ما قدر حميد يتحمل اكثر ... كلام عبدالله جاسه في الصميم ... حس انه كشف المستور ... وانه طاح من عين اكبر عياله .. رفع حميد ايده وكان بيمدها على ولده ..لولا انه عبدالله يود ايده ودزه ع الارض
عبدالله : بكفيك شري هالمره ... بس اعرف انك بتسوي اللي قتلك عنه ...
طلع عبدالله من الصاله عقب ما عق كل قنابله على ابوه اللي يلس على الارض مصدوم ومب حاس بالدنيا اللي حوله ...!!
"عبدالله عارف كل شي ...!!! عارف اللي سويته في اخويه ...!! عارف من زمان وساكت ..!!! ... "
حط حميد ايده على راسه وهو ما زال يالس على الارض ومفجوع من كلمات وتصرف ولده ...
دخلت شيخه ي حزتها وشافت ريلها ع الارض وحالته مب طبيعيه ...
شيخه : بسم الله عليك يا حميد .. شو تسوي ع الارض ...
رفع حميد راسه وويهه مليان هم وغم ... وحرك شفايفه بس الكلام ما طلع ...
شيخه : بسم الله عليك يا حميد .. شو مستوي ..!؟! .. مايد فيه شي ...
حميد : سكري الباب يا شيخه ...
شيخه تمت تشوف ريلها مبهته .... وجنها ما استوعبت اللي قاله ...
حميد بصوت عالي : اقولج سكري الباب ...
قامت شيخه بسرعه وبندت الباب .. وردت يلست حذال ريلها ...
شيخه : خير يا حميد .. خوفتني ...
حميد : الجلب ولدج...
شيخه بخوف : أي ولد ..؟!
حميد : عبووود
شيخه : بلاه عبدالله ..!!!!
حميد : عرف كل شي عن سالفة بيزات عمه ... وهددني .. هددني يا شيخه ....
شيخه نغزها قلبها ... والسبب انها هيه اللي خبرت عبدالله اشي من هالقبيل ... بس ابدا ما بينتله انه ابوه هو اللي سرق بيزات اخوه .. بالعكس تمام .. هيه حلبت الموضوع كله على احمد ...!!!
حميد : كيف عرف يا شيخه ... اكيد فيه حد خبراه ... اكيد ..!!
شيخه بتردد : ي يعني م منو بيخبره ..!!!؟ وكيف بيعرف اصلا !!
حميد : شيخه فيه حد غيري وغيرج يدري بهالموضوع !
شيخه ارتبكت اكثر : محد يا حميد ... صدقني محد يدري بالسالفه غيرنا .. وانا ما طلعتها حق حد ..!
حميد رفع صوته : عيل كيف عرف .!!!! قوليلي كيف ..!!!
شيخه ردت على ورا شوي : وانا شدراني يا حميد ..!! يمكن .. يمكن .. مادري والله حتى مب رايمه افكر بشي ...
حميد : والغرفه ؟؟......الغرفه حد دخلها ؟
شيخه بسرعه : لالالا ... الغرفه محد دخلها مول .. اصلا نسوها العيال .. وبعدين كيف بيدخلونها بدون مفتاح ....
حميد : بس .. بس يرومون يدخلونها في المفتاح السبير ... صح ولا لآ !!!!
شيخه : هيه بس المفتاح عندي ..
حميد : يمكن حد خذاه ..!!
شيخه : وليش ياخذه ..!!!!!
حميد : ريحيي بالي وخلينا نسير نشوف المفتاح ...
شيخه : معني متأكده انه ماشي فايده .. بس يلا ....
طلعت شيخه ويا ريلها من الصاله .. وساروا بسرعه صوب غرفتهم .... شيخه توجهت سيده صوب الكبت اللي تخش فيه بالعاده المفاتيح ... وطلعت كل المفاتيح .. وسلست تدور عن المفتاح السبير اللي يفتح كل غرف البيت ... وحميد فوقها يترقب بحذر ...
بعد دقايق من البحث رفعت شيخه راسها بويه مرعوب ....
شيخه : ال ... المفتاح مب موجود ..!!
###########################
شيخه : بروحج ؟!!!
ريم : لا باخذها ويا هند ... وبناخذ علاوي ويانا خالد ..
خالد تم يشوفها لثواني ... وعقب رمس
خالد : بس انا واعدنه اني اطلعه اليوم ...
هند : ما عليه حبيبي بنريحك من حشرتهم ..
رفع خالد حاجبه ..
خالد : خلاص سووا اللي تبونه .. المهم انا طالع ..يلا باي ...
طلع خالد بدون ما يزيد أي كلمه ع اللي قاله .. وشافته ريم وهيه حاسه انه زعل او تضايج .. يمكن كان خاطره يرفه عن عمره وعن اخوه ... وهيه خربت عليه .. حست ريم حزتها بايد تربت على جتفها .. كانت ايد هند اللي حست فيها ...
هند : لا تخافين ... خالد من زعل
ريم : صدق ؟
هند : اخويه وانا اعرفه زين
ابتسم ريم لهند ابتسامة رضا ...
شيخه : اسمعيني انتي وياها .. انا بخلي شمامي تظهر وياكم بس ديروا بالكم عليها .. ولا تطولون ..
ريم : ان شالله .. لا توصين حريص ..
هند : آآ بس .. بس لازم اشاور عبدالله ...
ريم : امايه قوليله انتي ...
هند : لا لا ريم اخاف يعصب ...
شيخه : سيري وانا بقوله ..
هند : بس ...
شيخه : قتلج انا بقوله ..
هند نزلت راسها : خلاص ما عليه ...
سارت ريم فوق عشان تغير ثيابها ... وهند سارت غرفتها وشلت علاوي .. وكانت خايفه من نتايج هالطلعه ....
في الصاله الفوقيه ... كان حميد يالس ويا ولده ... وشكله مغيض عليه من الخاطر .. بسبة استهتاره في امور العمل ...
حميد : وانته لين بتّم على هالحال ....! ولا جنك موظف ف الشركه وعليك مسؤوليات .!
عبدالله : ابويه انا مب صغير وعارف مسؤولياتي زين
حميد : واضح انك عارف مسؤولياتك زين ... واضح يا عبدالله ..
عبدالله : اذا تأخرت يوم ولا يومين هذا مب معناته اني مقصر !!!
حميد : يوم ولا يومين يالظالم..! عبدالله انته تتحراني غافل عنك ..
عبدالله : انا مب غير عشان تراقبني .... وبعدين انا مرتب كل شي بالنسبه للشغل .. و طول حياتي ماسك قسمي بدون أي مشاكل .. شو الي تغير الحين ..!!
حميد : اللي تغير انك ما عدت تداوم الا بالنادر .. وان ييت تيي متأخر .. وبعدين سير شوف قسمك وموظفينك .. كلهم متهاونين ومتكاسلين بسبتك انته ...
عبدالله : بسبتي انا ..!!! ليش ان شالله ..
حميد : تراك قدوتهم ...!! واذا غاب القط العب يا فار
عبدالله : أي قط واي فار الله يهديك ..!!
حميد : تأدب وانته ترمس ابوك ..!
عبدالله : انا متادب يابويه وما غلطت عليك ...وبعدين ليش تبا تغلطني غصب ...!!! ان مسيطر على امور الشغل ... واذا كان فيه مشكله ولا مشكلتين هذا مب معناته انيمب مهتم...
حميد : أي اهتمام هذا ..!! أي اهتمام ... انته حضورك وعدمك استوى واحد ... استويت انسان مستهتر مب هامتنك شركة ابوك ومستقبلك ..!!كل يوم والثاني تردلنا ع ويه الصبح وترقد لين الظهر واذا افتكرت نشيت قبل بشوي وداومت .. ...!!!! تتحراني ما ادريبك ! ولا ما اسأل عنك .!
عبدالله : ابويه انا الحين ريال ومتزوج بعد ما له داعي تحاسبني .. وبعدين انا كيفي .. من متى وانت تدخل في خصوصياتي .!
حميد : أي خصوصيات هاي اللي فيها ضياع شركه .. خبرني أي خصوصيات ..!!
عبدالله : والله يا ابويه انته مكبر الامور .. وبعدين عندك خالد .. خله يشتغل ...
حمد : خالد مب مقصر ... بس انتي ولدي .. وانته اللي بتخلفني ..!!
عبدالله : تبا الصدق عاد ...انا مليت من شغلتكم هاي ... ومابا ارد الشركه ..!
حميد وقف : شو ..!! شو تقول .!؟
عبدالله بدا يعلي صوته : اللي سمعته ... انا ما بتم طول حياتي عبد لك وحكر ع شركتك ... انا ابا ابدى حياتي الخاصه ...
حميد : والله ؟! وكيف بالله بتبدا حياتك الخاصه ..!!
عبدالله : بتعطيني البيزات اللي احتاجها .. وانا ببدا ...بسوي المشروع اللي يناسبني انا ....
حميد : لاو الله ..!! وايد واثق اني بعطيك ..!
عبدالله : عيل ليش مسمينك ابو !!
حميد عصّب وقام يحرك ايده بعصبيه: شوف يا عبود ... انا سكتلك وايد ... بعطيك اسبوع ... اسبوع واحد يا عبدالله وان ما داومت .. تعال استلم اوراقك وكل مستحقاتك .. وفارجنا بروح طيبه ...!!
عبدالله : شوف انته ... انا ما عليه منك ولا من رمستك .. بتعطيني كل مستحقاتي و فوقهم دبل ... تسمعني ...!!!
فتح حميد عيونه وهو يسمع كلام ولده ...!! اول مره يسمعّه هالرمسه القويه ... كلنة عبدالله كان فيها تهديد .. جنه مب هو ولده اللي عرفه .. واللي رباه بإيده ...
حميد : انته ما تستحي على ويهك ..!!
عبدالله : ما اسمحلك تقولي هالكلام ..!! وبعدين شوف ... لك انته اسبوع . اسبوع واحد .. ان ما نزلتلي البيزات اللي احتاجهم خلال هالاسبوع .. صدقني .. صدقني بسوي شي ما بيعيبك مول ..!!
حميد وهو منصدم : تهدد ابوك يا مسود الويه ...
عبدالله : عشان اخذ حقي بسوي كل شي ...!!!
حميد : حقوقك ...!!! أي حقوق يالجلب ..!؟!
عبدالله : انا مب جلب ... وبعدين بييلك اياها من الاخر ... انا اعترف اني مالي حق ... وانته الثاني مالك حق ... تعرف ليش ..!! لانك سرقت بيزات اخوك ... هيه نعم ... تتحراني ما ادري عن سواياك ... وعليك انحلبت الدنيا ... انا اعرف كل شي عنك وعن اللي سويته ... اروم بثانيه وحده اجلب حالك جدام عيال اخوك وعيالك .... فاحسلك تسوي الي اباه منك عشان تسلم من شري ...
ما قدر حميد يتحمل اكثر ... كلام عبدالله جاسه في الصميم ... حس انه كشف المستور ... وانه طاح من عين اكبر عياله .. رفع حميد ايده وكان بيمدها على ولده ..لولا انه عبدالله يود ايده ودزه ع الارض
عبدالله : بكفيك شري هالمره ... بس اعرف انك بتسوي اللي قتلك عنه ...
طلع عبدالله من الصاله عقب ما عق كل قنابله على ابوه اللي يلس على الارض مصدوم ومب حاس بالدنيا اللي حوله ...!!
"عبدالله عارف كل شي ...!!! عارف اللي سويته في اخويه ...!! عارف من زمان وساكت ..!!! ... "
حط حميد ايده على راسه وهو ما زال يالس على الارض ومفجوع من كلمات وتصرف ولده ...
دخلت شيخه ي حزتها وشافت ريلها ع الارض وحالته مب طبيعيه ...
شيخه : بسم الله عليك يا حميد .. شو تسوي ع الارض ...
رفع حميد راسه وويهه مليان هم وغم ... وحرك شفايفه بس الكلام ما طلع ...
شيخه : بسم الله عليك يا حميد .. شو مستوي ..!؟! .. مايد فيه شي ...
حميد : سكري الباب يا شيخه ...
شيخه تمت تشوف ريلها مبهته .... وجنها ما استوعبت اللي قاله ...
حميد بصوت عالي : اقولج سكري الباب ...
قامت شيخه بسرعه وبندت الباب .. وردت يلست حذال ريلها ...
شيخه : خير يا حميد .. خوفتني ...
حميد : الجلب ولدج...
شيخه بخوف : أي ولد ..؟!
حميد : عبووود
شيخه : بلاه عبدالله ..!!!!
حميد : عرف كل شي عن سالفة بيزات عمه ... وهددني .. هددني يا شيخه ....
شيخه نغزها قلبها ... والسبب انها هيه اللي خبرت عبدالله اشي من هالقبيل ... بس ابدا ما بينتله انه ابوه هو اللي سرق بيزات اخوه .. بالعكس تمام .. هيه حلبت الموضوع كله على احمد ...!!!
حميد : كيف عرف يا شيخه ... اكيد فيه حد خبراه ... اكيد ..!!
شيخه بتردد : ي يعني م منو بيخبره ..!!!؟ وكيف بيعرف اصلا !!
حميد : شيخه فيه حد غيري وغيرج يدري بهالموضوع !
شيخه ارتبكت اكثر : محد يا حميد ... صدقني محد يدري بالسالفه غيرنا .. وانا ما طلعتها حق حد ..!
حميد رفع صوته : عيل كيف عرف .!!!! قوليلي كيف ..!!!
شيخه ردت على ورا شوي : وانا شدراني يا حميد ..!! يمكن .. يمكن .. مادري والله حتى مب رايمه افكر بشي ...
حميد : والغرفه ؟؟......الغرفه حد دخلها ؟
شيخه بسرعه : لالالا ... الغرفه محد دخلها مول .. اصلا نسوها العيال .. وبعدين كيف بيدخلونها بدون مفتاح ....
حميد : بس .. بس يرومون يدخلونها في المفتاح السبير ... صح ولا لآ !!!!
شيخه : هيه بس المفتاح عندي ..
حميد : يمكن حد خذاه ..!!
شيخه : وليش ياخذه ..!!!!!
حميد : ريحيي بالي وخلينا نسير نشوف المفتاح ...
شيخه : معني متأكده انه ماشي فايده .. بس يلا ....
طلعت شيخه ويا ريلها من الصاله .. وساروا بسرعه صوب غرفتهم .... شيخه توجهت سيده صوب الكبت اللي تخش فيه بالعاده المفاتيح ... وطلعت كل المفاتيح .. وسلست تدور عن المفتاح السبير اللي يفتح كل غرف البيت ... وحميد فوقها يترقب بحذر ...
بعد دقايق من البحث رفعت شيخه راسها بويه مرعوب ....
شيخه : ال ... المفتاح مب موجود ..!!
###########################
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
[center]اليوم الثاني ....
في بيت بو راشد الصغير .. كانت فاطمه يالسه في الصاله متملله ... تحس انها وحيده بدون ميره .. وضايعه بدون راشد ... ومرهقة وتعبانه كم حالة اهل البيت وخاصة امها .. تنهدت فاطمه وتمت تجلب المجله اللي حفظت كل صفحه فيها من زود ما تعيد وتزيد فيها ....
تمت تفكر شو تسوي .. تطبخ ؟! .. حق منوه ؟؟! ما عاد حد يتيمع على وجبه .....عيل شو تسوي .....ماشي غير طريقه وحده تجتل فيها مللها .. تتصل في حد ...بس منو ...
هيه انسانه وحده .. انسانه وحده بس اللي تقدر تسليها وتنسيها همومها ....
شلت فاطمه الموبايل وضغطت ع الرقم ... واتصلت .....شوي و رد الطرف الثاني ...
ميره : هلا والله .. هلا وغلا ...
فاطمه : فدييييييييييت هالحس انا .. فديت روحج وقلبج وكلج ع بعضج
ميره : حبيبتي والله ... شخبارج .. شو مسويه ..؟
فاطمه : الحمدلله ع كل حال ... ومن صوبج ...؟
ميره : بخير بخير حبيبتي ... ولهانه عليكم وايد ....
فاطمه : ونحن اكثر ... ما تتصورين شكثر احس بالوحده من غيرج
ميره : فديت روحج والله ... يعني انا بحصل وحده شراتج!!
فاطمه : هيه حصلتي حمود
ميره : هههههههههه اسمه محمد لو سمحتي
فاطمه : هيه طبعا الحب تحول
ميره : هههههههه لا انتي مكانتج غير غير غير الكل ... وما تصدقين شكثر انا فرحانه باتصالج ...
فاطمه : فديت روحج
ميره : شحال الوالده والوالد ؟
فاطمه : اه يا ميره ... ادعيلهم بس
ميره : بسم الله ...! شو مستوي ..!؟
فاطمه : حبس راشد معذبنهم .... ومعذبني اكثر منهم ...
ميره : فديتج والله
فاطمه : ميره امايه وايد تعبانه ... من تنش لين ما ترقد وهيه تصيح عليه ... وصحتها ما تتحمل ... انا لو راحت عني امي بموت ... صدقيني بموت
ميره : سلامتج حبيبتي .. وبعيد الشر ..!!!
فاطمه : هيه مول ما تفكر بصحتها ...! ولو يدريبها راشد ما بيرتاح وبيتم يفكر
ميره : ما تقدرين تلومينها ... هذا ولدها ..!!
فاطمه : الله يلوم اللي يلومها ... بس انا بعد احتاج اللي يسمعني وافضفضله
ميره ابتسمت : وقتي كله لج ... ومتسعده اسمعج الدهر كله ولا احس بضوت نبرة الضيج ها ي
فاطمه دمعت: فيج الخير ...
ميره : وان شالله ان شالله ان شالله بيي الي يعوضج عن هالايام ... ويسعدج والله بيجبر بخاطرج شرا ما جبر بخاطري ...
فاطمه : الله يسمع منج ... والله يردلنا راشد بالسلامه
ميره : صدقيني يا فطامي ... البريء لازم بيتظهر براءته .... والظلم عمره ما انتصر على الحق
فاطمه : وهذا اللي مصبرني .. وراشد قدها ان شالله
ميره : حبيبتي والله ... وايد مستانسه لاني رمستج ...
فاطمه : الا شحال ريلج ؟!
ميره : فديت روحه .. مب مقصر ويايه وحاطني فوق راسه
فاطمه : والحمل ؟
ميره : هههههههههه حلو حلو الحمل ... متى بييب حماده ....الله ! كشخه يوم تستوين ام
فاطمه : ههههههههه ما تخيل تربين ياهل ...اسميه بيخترب
ميره : مسودة الويه .. بتشوفين انه عيالي احسن عيالج ..
فاطمه : ههههههه الله يكتبلج الذرية الصالحه
ميره : امين يا رب ... يلا عيل عمري بخليج ... محمد وصل ... وشكله يوعان ويبا يتغدا
فاطمه : اوكيه حبي ... يلا تيك كير
ميره : يو تو ... يلا باي
فاطمه : حافظنج الله ....
ابتسمت فاطمه من خاطرها يوم رمست ميره وحست انه روح من الامل انبعثتلها من اول ويديد بالرغم من المحادثه القصيره ... خذت نفس عميق .. وسارت صوب امها ...
###########################
كان يالس على شط البحر اللي عشقه ف الفتره الاخيره ... وحس انه فيه ينسى كل اللي يشغل باله ... ويحس بصفاء ذهني مريح .... اهنيه عند البحر يذكر انه فضفض همه لشخص يمكن ما كان ثقه .. بس اهم شي انه سمعه .. وقدر مشاعره .... دايما البحر يكون له ذكرى خاصه في حياة الناس ... زينه او شينه ... البحر غدار .... بس بنس الوقت هو الملجأ من الاحزان ...
اليوم كان بخاطره ياخذ علاوي وياه .. ويلعبه ... بس رد من الدوام متأخر ... ومن وصل حس انه تعبان وماله بارض للطلعه .. ويوم بغى يطلعه امس نطت ريم وخذتع
" يلا ما عليه ... مره ثانيه ..."
تذكر خالد في هاللحظة عمر ربيعه ... واللقاء اللي دار في هالمكان بالضبط من شهرين تقريبا ... للحين الموضوع في باله ... شو كان يسوي اهنيه ..؟ ومنو هالحرمه اللي كانت وياه ...؟ مستحيل تكون من اهله ... عيل منو بتكون ؟؟؟ ... خالد يدري انه ربيعه مب راعي حركات .. بس اللي استوى بدا يغير شوي من انطباع خالد اتجاه ربيعه ... الي استوى هاك اليوم و تصرفات عمر هالايام كلها تكون انطباع سلبي في نفس خالد ....
ما يدري ليش يحس انه عمر ما قطع نوره .... وانها لعبه تنلعب من وراه .... بس وين الدليل ؟؟ .... ما شي دليل ....
نوره .. هالانسانه اللي حس في لحظه انه يحبها ... على شوي مايدري ؟؟ .. هل في دلايل على حبه ؟ لا ..!!! هل هو يكابر ..؟ بعد لا ..! ... عيل شو سبب هالمشاعر الدفينه .. اللي ما تظهر ولا تتطبق على ارض الواقع ... بعد ما يدري ....؟!
تفكير خالد في امور بعيده عن معركته الاصليه كان يقهره ... معركه بدت ولا ما بدت ..!!؟ .. ما يدري ... بس الي يعرفه انه بدا يرخى شوي ... وهالشي قاهرنه ... يمكن يتريا شي يثيره عشان يطلع غضبه ...!!؟ ... بس شو بيصير اكثر من الي صار ..!؟ شو هو الشي اللي يترياه خالد .. ومن عقبه بيعلنها جدام عمه وعياله عن كل مستمسكاته ؟؟؟ شو هو الشي ؟؟؟! ..... " الله العالم ..." ..
رن موبايل خالد ف هالاثناء .. وعكر صفوة التفكير .... وشاف الرقم .. " اوه رقم غريب ..!"
توكل على الله ورد ....
خالد : نعم ؟
حمد : السلام عليكم ورحمة الله ...
خالد : وعليكم السلام ...
حمد : شخبارك يا اخويه ...؟
خالد : الحمدلله .. منو ويايه ؟
حمد : ما تعرفني
خالد : كيف يعني ما اعرفك ؟؟؟
حمد : انا بغيت اشوفك لو سمحت وعقبها بخبرك كل شي
خالد : تشوفني ؟ وليش تشوفني وانته ما تعرفني ؟
حمد : فيه رسالة حاب اوصللك اياها ..
خالد : رساله ؟؟؟ ... شو رسالته ؟؟؟
حمد : بتعرف كل شي ... بس لو تسمح وين ممكن اشوفك ؟
خالد : مممم انا فاضي الحين .. ويالس ع البحر ...
حمد : ع الكاسر ؟
خالد : هيه نعم ...
حمد : خلاص مسافه الدرب واكون عندك ...
خالد : ما بتقولي من منو هالرساله ؟؟؟
حمد : ما بطول عليك .. بتعرف كل شي يوم بييك ....
خالد : خلاص برايك ...
حمد : مع السلامه
خالد : مع السلامه
بند خالد عن حمد وهو مستغرب من هالاتصال المفاجئ .... " رسالة ؟ شو رسالته ؟ يمكن .. يمكن تكون من مايد ؟ .... لالا مايد ما بيطرش واحد غريب عشان يوصلي رساله ..!! ... عيل شو السالفه ... الله يجعله خير . "
###########################
في بيت نورة....
نورة وعمر يالسين يشوفون التلفزيون ... واصبحت حياتهم كحياة أي زوجين بعد مرور فتره من زواجهم .... نوره اليوم تحس بتعب ووهن في جسمها ... ما تعرف شو السبب .. بس ارجعته لقلة الاكل هاليومين ... و شهيتها المسدودة .... وما كان لها خاطر ترمس حد .. بس بالرغم من هذا كانت تضغط على عمرها ....
نوره بتعب : عمر ..؟
عمر وهو عينه ع التلفزيون : هممممم
نورة : عمر ابا ارد البيت ....
عمر صد صوبها : ليش عاد ؟ توه الناس ؟!
نورة : بس جيه تمللت من شوفة التلفزيون ....
عمر : قصدج تبين تشوفيني ... ههههه ها نو نو ... قمتي تغارين من التلفزيون اشوفج ....
نورة ابتسمت بدون نفس : لا .. بس انته مجابلنه وانا مالي خاطر اشوفه ... ويالسه متملله ....
عمر : خلاص ببنده ...
نوره : لالالا ..كمّل المسلسل ... انا بسير البيت وعقب بشوفك ..
عمر : متى عقب بعد ؟؟؟ تراه ابوج بيعصب لو تأخرتي
نوره : مادري عمر ... المهم انا برتب اموري ....
عمر : بلاج نوره ؟؟؟ احسج مب طبيعيه ..؟
نورة : لالا ما فيني شي ....
عمر : لا تخشين عني ... قولي شو فيج ؟
نورة : ماشي بس احس انه جسمي متكسر ولايعه جبدي ...ومالي خاطر لشي
عمر شوي ارتبك : ليكون ....!!!!
نوره : شو ليكون ؟!!
عمر : ليكون انتي حامل ..!!
نزلت نوره راسها لانه هالفكره صدق راودتها ... بس ماتدري ليش كانت مستبعدتها شوي
نورة : لا لا ما ظن ...
عمر : تاخذين حبوب منع الحمل انتي ؟
نوره اضطرت تجذب لانها من فتره ودرتهم : آآ هيه اخذها ... المهم اقدر اسير الحين ؟
عمر : لا انا بوديج العياده بتطمن عليج ...
نوره : لا تخاف مب حامل .... يعني اطمن ما بفضحك ....
عمر : ليش ترمسين بهالطريقه يا نورة ..!؟ انا قتلج بطمن عليج ...!!!
نوره : مشكور حبيبي .. بس انا ادرى بصحتي ... وانا ما احتاج عياده ....انا بسير الحينه ... وو .. شو بعد ؟؟ هيه صح ... وخليتلك فلوس في الغرفه .. اذا احتجتهم يعني ....
عمر : منو قالج اني ابغي فلوس يعني ؟
نورة : احيدك من يومين تقول انه معاشك خلص .... خذهم يمكن تحتاجلهم
عمر : نوره انا مابغي منج فلوس ...
نوره : حبيبي ما شي فرق مبينا .. وبعدين قتلك لو احتجتلهم ....
عمر : مابا اتعود اني اخذ منج شي ...
نوره بعصبيه : ليش مصر انه تحط عوائق يعني ... البيزات هاي حقك يا عمر واذا ما بغيتهم فرهم في الزباله ....
عمر وقف : بلاج انزين عصبتي ..!!!
نورة انتبهت لعمرها : انا ما عصبت ... اقولك عمر صدق انا اليوم تعبانه .. بسير البيت .... وعقب برمسك ...
عمر : ما بخليج تسوقين وانتي تعبانه ..!! سيري ارقدي فوق ..
نورة : لا حبيبي ما فينا على حشرة الوالد ... وبعدين ليكون ناوي توصلني ..!!!
عمر : هيه شو فيها ... لو دخلتج من الباب الوراني محد بيحس ...
نورة : ليش احسك ساعات تستخف دمك في اوقات ما تسمح ..!!
عمر : خلاص خلاص يبوج سيري .. ومن توصلين طمنيني عليج ...
نورة : اوكيه ....
عمر : لا تنسييين .!!!
نوره : انزين ما بنسى ... يلا باي ..
عمر : باي
في بيت بو راشد الصغير .. كانت فاطمه يالسه في الصاله متملله ... تحس انها وحيده بدون ميره .. وضايعه بدون راشد ... ومرهقة وتعبانه كم حالة اهل البيت وخاصة امها .. تنهدت فاطمه وتمت تجلب المجله اللي حفظت كل صفحه فيها من زود ما تعيد وتزيد فيها ....
تمت تفكر شو تسوي .. تطبخ ؟! .. حق منوه ؟؟! ما عاد حد يتيمع على وجبه .....عيل شو تسوي .....ماشي غير طريقه وحده تجتل فيها مللها .. تتصل في حد ...بس منو ...
هيه انسانه وحده .. انسانه وحده بس اللي تقدر تسليها وتنسيها همومها ....
شلت فاطمه الموبايل وضغطت ع الرقم ... واتصلت .....شوي و رد الطرف الثاني ...
ميره : هلا والله .. هلا وغلا ...
فاطمه : فدييييييييييت هالحس انا .. فديت روحج وقلبج وكلج ع بعضج
ميره : حبيبتي والله ... شخبارج .. شو مسويه ..؟
فاطمه : الحمدلله ع كل حال ... ومن صوبج ...؟
ميره : بخير بخير حبيبتي ... ولهانه عليكم وايد ....
فاطمه : ونحن اكثر ... ما تتصورين شكثر احس بالوحده من غيرج
ميره : فديت روحج والله ... يعني انا بحصل وحده شراتج!!
فاطمه : هيه حصلتي حمود
ميره : هههههههههه اسمه محمد لو سمحتي
فاطمه : هيه طبعا الحب تحول
ميره : هههههههه لا انتي مكانتج غير غير غير الكل ... وما تصدقين شكثر انا فرحانه باتصالج ...
فاطمه : فديت روحج
ميره : شحال الوالده والوالد ؟
فاطمه : اه يا ميره ... ادعيلهم بس
ميره : بسم الله ...! شو مستوي ..!؟
فاطمه : حبس راشد معذبنهم .... ومعذبني اكثر منهم ...
ميره : فديتج والله
فاطمه : ميره امايه وايد تعبانه ... من تنش لين ما ترقد وهيه تصيح عليه ... وصحتها ما تتحمل ... انا لو راحت عني امي بموت ... صدقيني بموت
ميره : سلامتج حبيبتي .. وبعيد الشر ..!!!
فاطمه : هيه مول ما تفكر بصحتها ...! ولو يدريبها راشد ما بيرتاح وبيتم يفكر
ميره : ما تقدرين تلومينها ... هذا ولدها ..!!
فاطمه : الله يلوم اللي يلومها ... بس انا بعد احتاج اللي يسمعني وافضفضله
ميره ابتسمت : وقتي كله لج ... ومتسعده اسمعج الدهر كله ولا احس بضوت نبرة الضيج ها ي
فاطمه دمعت: فيج الخير ...
ميره : وان شالله ان شالله ان شالله بيي الي يعوضج عن هالايام ... ويسعدج والله بيجبر بخاطرج شرا ما جبر بخاطري ...
فاطمه : الله يسمع منج ... والله يردلنا راشد بالسلامه
ميره : صدقيني يا فطامي ... البريء لازم بيتظهر براءته .... والظلم عمره ما انتصر على الحق
فاطمه : وهذا اللي مصبرني .. وراشد قدها ان شالله
ميره : حبيبتي والله ... وايد مستانسه لاني رمستج ...
فاطمه : الا شحال ريلج ؟!
ميره : فديت روحه .. مب مقصر ويايه وحاطني فوق راسه
فاطمه : والحمل ؟
ميره : هههههههههه حلو حلو الحمل ... متى بييب حماده ....الله ! كشخه يوم تستوين ام
فاطمه : ههههههههه ما تخيل تربين ياهل ...اسميه بيخترب
ميره : مسودة الويه .. بتشوفين انه عيالي احسن عيالج ..
فاطمه : ههههههه الله يكتبلج الذرية الصالحه
ميره : امين يا رب ... يلا عيل عمري بخليج ... محمد وصل ... وشكله يوعان ويبا يتغدا
فاطمه : اوكيه حبي ... يلا تيك كير
ميره : يو تو ... يلا باي
فاطمه : حافظنج الله ....
ابتسمت فاطمه من خاطرها يوم رمست ميره وحست انه روح من الامل انبعثتلها من اول ويديد بالرغم من المحادثه القصيره ... خذت نفس عميق .. وسارت صوب امها ...
###########################
كان يالس على شط البحر اللي عشقه ف الفتره الاخيره ... وحس انه فيه ينسى كل اللي يشغل باله ... ويحس بصفاء ذهني مريح .... اهنيه عند البحر يذكر انه فضفض همه لشخص يمكن ما كان ثقه .. بس اهم شي انه سمعه .. وقدر مشاعره .... دايما البحر يكون له ذكرى خاصه في حياة الناس ... زينه او شينه ... البحر غدار .... بس بنس الوقت هو الملجأ من الاحزان ...
اليوم كان بخاطره ياخذ علاوي وياه .. ويلعبه ... بس رد من الدوام متأخر ... ومن وصل حس انه تعبان وماله بارض للطلعه .. ويوم بغى يطلعه امس نطت ريم وخذتع
" يلا ما عليه ... مره ثانيه ..."
تذكر خالد في هاللحظة عمر ربيعه ... واللقاء اللي دار في هالمكان بالضبط من شهرين تقريبا ... للحين الموضوع في باله ... شو كان يسوي اهنيه ..؟ ومنو هالحرمه اللي كانت وياه ...؟ مستحيل تكون من اهله ... عيل منو بتكون ؟؟؟ ... خالد يدري انه ربيعه مب راعي حركات .. بس اللي استوى بدا يغير شوي من انطباع خالد اتجاه ربيعه ... الي استوى هاك اليوم و تصرفات عمر هالايام كلها تكون انطباع سلبي في نفس خالد ....
ما يدري ليش يحس انه عمر ما قطع نوره .... وانها لعبه تنلعب من وراه .... بس وين الدليل ؟؟ .... ما شي دليل ....
نوره .. هالانسانه اللي حس في لحظه انه يحبها ... على شوي مايدري ؟؟ .. هل في دلايل على حبه ؟ لا ..!!! هل هو يكابر ..؟ بعد لا ..! ... عيل شو سبب هالمشاعر الدفينه .. اللي ما تظهر ولا تتطبق على ارض الواقع ... بعد ما يدري ....؟!
تفكير خالد في امور بعيده عن معركته الاصليه كان يقهره ... معركه بدت ولا ما بدت ..!!؟ .. ما يدري ... بس الي يعرفه انه بدا يرخى شوي ... وهالشي قاهرنه ... يمكن يتريا شي يثيره عشان يطلع غضبه ...!!؟ ... بس شو بيصير اكثر من الي صار ..!؟ شو هو الشي اللي يترياه خالد .. ومن عقبه بيعلنها جدام عمه وعياله عن كل مستمسكاته ؟؟؟ شو هو الشي ؟؟؟! ..... " الله العالم ..." ..
رن موبايل خالد ف هالاثناء .. وعكر صفوة التفكير .... وشاف الرقم .. " اوه رقم غريب ..!"
توكل على الله ورد ....
خالد : نعم ؟
حمد : السلام عليكم ورحمة الله ...
خالد : وعليكم السلام ...
حمد : شخبارك يا اخويه ...؟
خالد : الحمدلله .. منو ويايه ؟
حمد : ما تعرفني
خالد : كيف يعني ما اعرفك ؟؟؟
حمد : انا بغيت اشوفك لو سمحت وعقبها بخبرك كل شي
خالد : تشوفني ؟ وليش تشوفني وانته ما تعرفني ؟
حمد : فيه رسالة حاب اوصللك اياها ..
خالد : رساله ؟؟؟ ... شو رسالته ؟؟؟
حمد : بتعرف كل شي ... بس لو تسمح وين ممكن اشوفك ؟
خالد : مممم انا فاضي الحين .. ويالس ع البحر ...
حمد : ع الكاسر ؟
خالد : هيه نعم ...
حمد : خلاص مسافه الدرب واكون عندك ...
خالد : ما بتقولي من منو هالرساله ؟؟؟
حمد : ما بطول عليك .. بتعرف كل شي يوم بييك ....
خالد : خلاص برايك ...
حمد : مع السلامه
خالد : مع السلامه
بند خالد عن حمد وهو مستغرب من هالاتصال المفاجئ .... " رسالة ؟ شو رسالته ؟ يمكن .. يمكن تكون من مايد ؟ .... لالا مايد ما بيطرش واحد غريب عشان يوصلي رساله ..!! ... عيل شو السالفه ... الله يجعله خير . "
###########################
في بيت نورة....
نورة وعمر يالسين يشوفون التلفزيون ... واصبحت حياتهم كحياة أي زوجين بعد مرور فتره من زواجهم .... نوره اليوم تحس بتعب ووهن في جسمها ... ما تعرف شو السبب .. بس ارجعته لقلة الاكل هاليومين ... و شهيتها المسدودة .... وما كان لها خاطر ترمس حد .. بس بالرغم من هذا كانت تضغط على عمرها ....
نوره بتعب : عمر ..؟
عمر وهو عينه ع التلفزيون : هممممم
نورة : عمر ابا ارد البيت ....
عمر صد صوبها : ليش عاد ؟ توه الناس ؟!
نورة : بس جيه تمللت من شوفة التلفزيون ....
عمر : قصدج تبين تشوفيني ... ههههه ها نو نو ... قمتي تغارين من التلفزيون اشوفج ....
نورة ابتسمت بدون نفس : لا .. بس انته مجابلنه وانا مالي خاطر اشوفه ... ويالسه متملله ....
عمر : خلاص ببنده ...
نوره : لالالا ..كمّل المسلسل ... انا بسير البيت وعقب بشوفك ..
عمر : متى عقب بعد ؟؟؟ تراه ابوج بيعصب لو تأخرتي
نوره : مادري عمر ... المهم انا برتب اموري ....
عمر : بلاج نوره ؟؟؟ احسج مب طبيعيه ..؟
نورة : لالا ما فيني شي ....
عمر : لا تخشين عني ... قولي شو فيج ؟
نورة : ماشي بس احس انه جسمي متكسر ولايعه جبدي ...ومالي خاطر لشي
عمر شوي ارتبك : ليكون ....!!!!
نوره : شو ليكون ؟!!
عمر : ليكون انتي حامل ..!!
نزلت نوره راسها لانه هالفكره صدق راودتها ... بس ماتدري ليش كانت مستبعدتها شوي
نورة : لا لا ما ظن ...
عمر : تاخذين حبوب منع الحمل انتي ؟
نوره اضطرت تجذب لانها من فتره ودرتهم : آآ هيه اخذها ... المهم اقدر اسير الحين ؟
عمر : لا انا بوديج العياده بتطمن عليج ...
نوره : لا تخاف مب حامل .... يعني اطمن ما بفضحك ....
عمر : ليش ترمسين بهالطريقه يا نورة ..!؟ انا قتلج بطمن عليج ...!!!
نوره : مشكور حبيبي .. بس انا ادرى بصحتي ... وانا ما احتاج عياده ....انا بسير الحينه ... وو .. شو بعد ؟؟ هيه صح ... وخليتلك فلوس في الغرفه .. اذا احتجتهم يعني ....
عمر : منو قالج اني ابغي فلوس يعني ؟
نورة : احيدك من يومين تقول انه معاشك خلص .... خذهم يمكن تحتاجلهم
عمر : نوره انا مابغي منج فلوس ...
نوره : حبيبي ما شي فرق مبينا .. وبعدين قتلك لو احتجتلهم ....
عمر : مابا اتعود اني اخذ منج شي ...
نوره بعصبيه : ليش مصر انه تحط عوائق يعني ... البيزات هاي حقك يا عمر واذا ما بغيتهم فرهم في الزباله ....
عمر وقف : بلاج انزين عصبتي ..!!!
نورة انتبهت لعمرها : انا ما عصبت ... اقولك عمر صدق انا اليوم تعبانه .. بسير البيت .... وعقب برمسك ...
عمر : ما بخليج تسوقين وانتي تعبانه ..!! سيري ارقدي فوق ..
نورة : لا حبيبي ما فينا على حشرة الوالد ... وبعدين ليكون ناوي توصلني ..!!!
عمر : هيه شو فيها ... لو دخلتج من الباب الوراني محد بيحس ...
نورة : ليش احسك ساعات تستخف دمك في اوقات ما تسمح ..!!
عمر : خلاص خلاص يبوج سيري .. ومن توصلين طمنيني عليج ...
نورة : اوكيه ....
عمر : لا تنسييين .!!!
نوره : انزين ما بنسى ... يلا باي ..
عمر : باي
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
ف أمريكا ..
كانت ميره يالسه ع الشبريه وحاطه المخده على حضنها ... طول هاليوم وهند اختها ف بالها ... هيه رمستها اليوم الصبح .. وكانت احسن بوايد عن قبل ... بس نبره الحزن ما زالت موجوده .... غمضت ميره عيونها وبدت بحديث نفسي
" مسكينه يا هند ... ما تستاهلين اللي يستويلج .... صدقهم يوم يقولون انه في ناس حظهم عاثر ف هالدنيا ... وشكلها هند منهم ... خسرت راشد والحين خسرت عبدالله ... ما يندرى يا هند اذا كنتي تجاوزتي الازمه ولا بعدج ..... للحين انتي قويه في وقت الشده ولا كل طاقتج راحت على هموم هالدنيا .. والله يا هند انج تسوين الدنيا وما فيها ... والله انه جوهره في حياة كل اللي يعرفونج ... انتي ما تستاهلين الا كل خير يا غناتي ... بس دايما الظروف تمشي ضدج .. ودومج انتي ضحيتها .... الله يصبرج يا هند ويعينج على اللي يستويلج .. وان شالله خالد بيكون لج ذخر و سند ... وما بيهدج "
تنهد ميره وفتحت عيونها ... واول ما فتحتهم شهقت بصوت واطي ...
محمد والابتسامه في ويهه : خوفتج !؟
ميره خذت نفس : انته من متى اهنيه !؟
محمد : من يوم ما سرتي عني ...
ميره عقد حواجلها : سرت عنك .؟!
محمد : هيه من يوم ما سرتي عني وسبحتي في عالم خيالج اللي كثرانه سيراتج له هالفتره ...
ابتسمت ميره : فديتك والله ... ليش انا اقدر اسير بعيد عنك ... ولا بعد ونحن ف الغربه ..!!
محمد : سوينالج الشوربه اللي طلبتيها
ميره : ليش تعبت عمرك ..؟! انا كنت اسولف ....
محمد : لا عاد انا خذتها جد ...
ميره : فديت روحك ... انزين عيل وينها .؟! ابا اشربها قبل ما تبرد ...
محمد أشر ع الطاوله الموجوده حذال الشبريه .. وصدت ميره صوبها
ميره : انزين كمّل خيرك وييبها لي ....
محمد : ههههههههه ها ميروه اشوفج وايد قمتي تتأمرين ..
ميره : هههههههه فديتك انا متعايزه انش واييبها .. وبعدين احمد ربك اني ما قتلك ييبلي ليموت وملح بعد ....
محمد : خاطرج بليمون ؟! ما فيني تطلع الوحمه بويه الولد !
ميره : هههههههه تعرفي حماده ... يقولون انه الوحده اللي تشتهي الليمون بفتره الحمل .. تييب ولد
محمد : اوننننننننه .. ها عيل خاطرج فيه ... يلا ثواني ويكون عندج
ميره ضحكت : ههههههههههه لا تعال مابا ... ييب الشوربه بس
محمد : يعني بتييبيلي بنت ؟
ميره : وشو فيها البنت ؟! ليكون بتزعل لو يبت البنت !
محمد : والله يا ميمي تعرفين شو المهم عندي انا !؟
ميره : شوووو
محمد : اهم شي عندي انج تكونين انتي امهم .... ولا ولد وبنت مب مهم عندي
ميره ابتسمت بعذوبه
ميره : من قلبك ؟
محمد : من صمااااااااااصيم قلبي ... المهم يلا يلا اشربي الشوربه .. ولا صدق بتبرد ..
خذت ميره الشوربه من ايد محمد وبدت تشربها شوي شوي .. ومحمد يشوفها بتأمل وما زالت الابتسامه في ويهه
ميره : بلاااااك تشوفني ؟
محمد : معجب ....
ميره : معجب بجمالي ...؟
محمد : معجب بجمالج وجاذبيتج وطيبتج وحنانج وخفة دمج و و و وكلج كلج
ميره : فديييييييييييييييييت روح حمودي انا ..
محمد : ميمي مساعه قلتيلي بترمسين هند اختج ... رمستيها ؟!
ميره : هيه حبيبي رمستها
محمد : شخبارها ... ان شالله احسن ؟
ميره تنهد : الحمدلله ع كل حال ....
محمد تحرك ويلس حذال ميره وحط ايده ع جتفها
محمد : موت عبدالله أثر ع الكل ....
ميره : الله يرحمه
محمد : تصدقين .. حسيت اني خسرت قطعه مني .. ما كنت ادري انه عبدالله يعنيلي الكثير ....
ميره : اه يا محمد ... والله اني حاسه فيك .. بس انته تحاول تخش عني حزنك عليه
محمد ابتسم بألم : مابغي ازيد همج ... وبعدين لو الحزن والصياح بيرده والله جان صحت الليل والنهار
ميره : المهم حبيبي ... شو استوى على ردتنا ... لازم نرد الامارات عشان نخفف عن عمي وعياله وهند ...
محمد : سرت عساس بحجز طياره ع الويكند هذا .. بس ما حصلت ... انا بعد ابا ارد البلاد ... احس اني ما برتاح لين ما اشوف حالة اهلج ف الامارات واطمن عليهم
ميره : يعني ما بنرد هالويك ؟
محمد : كان ودي ...بس انتي ادرى بالظروف ....
ميره : يلا ماعليه ... والحمدلله ترا اخبارهم توصلنا ... وان شالله ما عليهم شر ..
ابتسم محمد بخبث وتقرب من ميره وايد ومسح خدها بإيده
محمد : و ولدي اللي داخل بطنج شخباره ؟
ميره ابتسم بخجل ... وما تدري ليش استحت من حركة محمد ....
ميره : يسلم عليك ....
محمد : قوليله اني ولهان عليه وااااااااااااااايد ... واني اترياه بكل شوق
ميره : واذا كانت بنت ...
محمد : ههههههههه واذا كانت بنت بعد .... ميمي تتخيلين انج بتستوين ام ...
ميره : وليش ما اتخيل !؟
محمد : بقولج شي بس لا تزعلين ...
ميره : قول قول .. ما بزعل
محمد : كل ما اتخيل انج بتستوين ام تيني الضحكه
ميره عقدت حواجبها وتمت تشوفه
ميره : ليش عاد ؟
محمد : احس انج صغيره ع الامومه ... واني ظلمتج يوم اني خذتج وانتي بعدج ما عديتي العشرين .. لو خليتج كم سنه شوي عشان تكبرين كان الحال بيكون احسن
ميره ضربته ع جتفه
ميره : تدري اني سخيف
محمد : هههههههههه ليش عاد ؟
ميره : ظلمتني ها ... سير عني مابا ارمسك ...
صدت ميره عنه بعيد .. وسوت عمرها زعلانه عليه وما تبا ترمسه ...ومحمد كان ميت من الضحك عليها
محمد : حبيبتي ميراني انا مب قصدي جيه ... بس يعني فارق السن يأثر بعد
ميره ما ردت عليه
محمد : ميمي اسووووووولف والله اسووووولف يلا عاد لا تزعلين ....
ميره : بيكون الوضع احسن عيل ؟ .. ليش انا بشو قصرت وياك عشان تكون انه الحال بيكون احسن !!!
محمد : هههههههههههههه انتي غمرتيني بطيبتج وحنيتج .. وانا كنت ابا استخف دمي عليج ... بس دمي ثجيل وبيتم ثجيل ...
ضحكت ميره ع ريلها وصدت صوبه هالمره وقرصته من اذنه بخفه
ميره : لا تعيدها مره ثانيه ...
محمد: حااااااااااااااااااااضر يا سيدتي الجميله ...
ميره : يلا سير عني خلني اكمل شوربتي ..
محمد : ها عيبتج ؟
ميره : دام انها من ايدك الحلوه اكيد بتعيبني ....
ابتسم محمد لميره وهيه بادلته نفس الابتسامه ....
فتح خالد عيونه بصعوبه ... كان يحس انه راسه بينفجر. .الصداع اللي مسيطر عليه شديد .. اللي استواله اليوم كان كابوس .. كابوس مخيف ...تمنى لو يصحى منه بسرعه ... بس كيف بيصحى منه وهو واقع .. واقع حصل وما منه مفر .... حس خالد بهوا خفيف لامس رقبته ..ويوم صد شاف اخوه الصغير علاوي وهو يشوفه بخوف ... وحذاله كانت شما
علي : انته قايم ؟
خالد ابتسم وهو راسه ببطئ
شما : اييه انته يالغبي ... ما تشوفه مبطل عيونه
علي : انتي الغبيه ... عادي حتى الميت يبطل عيونه ....
شما : بس خالد ما مات يالغبي ما تشوفه يضحك ...
علي : انتي انتي الغبيه .. خالد شوفها تقول عني غبي ....
ابتسم خالد ومد ايده وحطها على راس علاوي
خالد : انته اذكى واحد ف الدنيا .... وهيه لانها غبيه تشوف كل اللي حواليها اغبيا ....
شما بوزت : انا غبيه .... ما عليه .. مره ثانيه ما بدش غرفتك الغبيه هاذي ....
ضحك خالد عليها وعلى رمستها اللي تضحك ..
خالد : خلاص خلاص اسفين ...
علي : يلا نحن بنسير
خالد : وين وين ؟
شما : سر سر ... يلا يلا علاوي ....
ركضت شما وسحبت وراها علاوي وتم خالد يشوف وهو مبتسم ... تمنى ف هاللحظه لو كان طفل صغير .. ع الاقل بيعيش بدون تفكير ولا هموم .... خالد كان محطم ….و اعصابه تعباه ومشدوده من هول ما سمع اليوم ...وويهه شاحب وعيونه تحرقه ....
" ليش سويت جيه يا عمر ... ليش خنتني ... ليش تزوجت نوره بهالطريقه .... اكيد كان يبا يذلني ...يبا يقهرني ... يبا يحطمني .. بس ليش ...!! انا شو سويت فيه ! ... انا ما سويت فيه شي عشان يجازيني بهالطريقه .... "
غمض خالد عيونه بالقو ... كان يحس انه يبا يجتل نوره .. ويجتل حميد .. ويتخلص من كل غصن شين في شجره هالعايله ... عايله عمه لازم تتنظف ... وهو اللي بينظفها .. واذا كان عطاهم فرصه طول السنه اللي طافت ... فالحين خلاص .... خالد كانت تجتاحه رغبه من البكاء الطويل ... هالمره صدق كان يبا يصيح .. ما يبا يخش دموعه ....
دشت هند ف هالحزه عقب ما خبرها علاوي انه خالد قام ... دشت وشافته وهو مغمض عيونه بالقو وملامح ويهه شاحبه
هند : حبيبي قام..؟
فتح خالد عيونه بسرعه .. وانصدم يوم شاف هند .. هند اخته ....هند الغاليه ف غرفته ..من فتره ما شافها اهنيه ف هالغرفه ....
انتفضت ايد خالد اول ما شافها وهيه تتقرب منه وتيلس حذاله ... وارتجفت عيونه وهيه تتنقل بين عيون هند وابتسامتها العذبه ... وحس بحاجته لها
هند حطت ايدها على راس خالد ومسحت شعره بحنان وابتسمت : شخبارك الحين يالغالي .... ؟
نزل خالد راسه وتم يشوف ايده المرتجفه ... لسانه كان ثجيل ومب رايم يرد عليها .. ما يدري ليش حس بعجر جدام هالانسانه اللي لو تمت زياده بتكشف كل اللي يدور ف باله ...
هند : حبيبي شو اللي ياك فجأة ؟ ليش طحت علينا هالطيحه وخوفتنا عليك ....
خالد بصوت مبحوح : ما فيني شي يا هند ...
هند : لأ فيك شي ... وهالمره ما بخليك لين ما تقولّي كل اللي ف خاطرك .. ولا انته مب قد الاتفاق ؟!
رفع خالد راسه وتم يشوف هند
هند : نسيت اللي قلته لي ايام العزا ؟ ... مب انته قلت اني انا وانته مالنا غير بعضنا ... يعني لازم تخبرني ...
ارتجف صوت خالد وحس بعمره بيختنق : هند انا ....(غمّض عيونه بالقو )
هند مسحت خده بحنان : انته شو يا خالد .. قول .. اشكي همك لاختك ....
وانهمرت دموع خالد بغزارة على خدوده وعلى ايد هند المصدومه ... كان في داخله نهر من الدموع اللي ما انحبست شهور وسنوات طويله ... وعق خالد بعمره في حظن اخته ولوى عليها بقوة... هند تمت فاتحه عيونها وهيه مستغربهجسم خالد يهت*استغفر الله واتوب أليه*قوة ف حضنها وهي يصبح بعنف على شي هيه ما تعرفه ... انصدمت هند منه.. أول مرة تشوفه بهالضعف وهالهوان ... اول مره تشوفه يصيح ... اول مره تحس بحاجته لها ....نزلت دموع هند بتلقائيه على شعر خالد وما كانت تقدر ترمس ولا تقول شي
خالد بصوت مبحوح : انا محتاجلج وايد يا هند .... محتاجلج ...
قال خالد كلمته هاي وغرس راسه اكثر ف حضن اخته الدافي .. بحياته ما فكر انه يشكيلها همه بحياته ما فكر انه يخليها الملجأ اللي يلجأله وقت الحاجه ... هند كانت عظيمه دوم ف نظره .. بس بنفس الوقت ما كان يجب يجرحها ويزيدها بهمومه .. عمره ما حاول يقولها عن اللي يدور ف باله .. ولا عن خططه اللي يفكر فيها الليل والنهار عشان يردلها حقها من بيزات ابوها ...... اعترف خالد بقلبه وبكل وجدانه انه ماله حد غيرها.. هو وعلاوي وهند مالهم غير بعض
خلته هند على راحته وما في حضنها وسمحت لعقلها انه يسرح ويحلل الحالة اللي يشوف فيها خالد .... اكيد فيه شي جايد هو اللي خلاه ينهار مره وحده .. مسحت هند برقه وحنان على شعر خالد .. وابتسمت في هاللحظه وهيه تحس انه خالد مهما كبر يتم هو اخوها الصغير اللي مهما بعد بيردلها
تذكرت هند شي .... تذكرت الشي الوحيد اللي كانت امها تلجأله يوم تشوف خالد متضايج .... وخذت نفس عميق وبدت تقرا بصوتها الشجي صورة يس
يس ﴿1﴾ والقرآن الحكيم ﴿2﴾ إنك لمن المرسلين ﴿3﴾ على صراط مستقيم ﴿4﴾ تنزيل العزيز الرحيم ﴿5﴾ لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ﴿6﴾ لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ﴿7﴾ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون ﴿8﴾ ....... " إلى نهاية الايات الكريمه "
خالد اول ما سمع صوتها حس بشعور مب طبيعي ... فتح عيونه وتم يشوف السواد اللي جدامه .. ضروسه كانت تصتك ببعض وجنه عايش ف الاسكيمو .. قلبه كان يعوره بس بنفس الوقت حس براحه بمجرد انه سمع صوت القرأن على لسان اخته .. وعقبها رفع راسه وتم يشوف هند بعين مكسوره ... وهيه اول ما شافته رفع راسه انهت قرايتها للسوره وابتسمت
هند وهيه تمسح دموعه بطرف اصابعها : انا وياك يا خالد ..وياك على طول ..
ابتسم خالد وسط دموعه ... وباسها على يبهتها ....
خالد بصوت مبحوح : وهاللي الي محببني ف هالدنيا ...
هند : والحين يا الغالي . ... ما بتقولّي شو اللي مضايجنك ؟!
نزل خالد راسه ... وما عرف شو يقولها ...صعب انه يقولها كل اللي سمعه اليوم من عمر .. ما كان يباها تعيش اللي يعيشه من نار وغصه على ربيعه وبنت عمه ...
خالد : هند انا ابا ارد الشارجه ...
استغرب هند : ترد الشارجه ؟!!!! ليش يا خالد .. ليش تبا ترد ....
خالد : هند نحن لازم نرد .. لازم نظهر من هالبيت ...
هند : ليش !!؟ خالد شو مستوي خوفتني !؟
خالد : نحن من يينا اهنيه والمصايب تتحذف علينا ... كنا عايشين في بيتنا الصغير ما علينا من حد ... خلينا نعيش لحياتنا الطبيعيه ....
نزلت هند راسها ...
هند : الحين يا خالد ..؟ الحين يوم تعودنا ع لعيشه اهنيه ... صعبه ... صدقني صعبه ...
خالد : ليش !!!
انقبض قلب هند وتمت تشوف خالد لثواني ..
هند : نسيت اني ف العده ... وما اقدر اطلع من البيت هذا لين ما اكمل ال4 شهور ...
خالد : بس انا مابا اتم اهنيه ... ابا اد بيتنا ....
هند : وبتخليني !!!
خالد : هند احس اني مخنوق اهنيه ... احس انه مالي مكان وسط هالذيابه ....
هند : ذيابه !!! ... منو تقصد ..؟ خالد انته شوفيك ....
خالد تنهد : ما فيني شي ... احس بصداع يا هند ...
هند : اييبلك بندول ..؟
خالد : هيه ييبيلي بندول وماي ....
هند : من العين ....
قامت هند وطلعت برع الغرفه ... اما خالد فكان يشوف الباب اللي طلعت منه.. كان سرحان ... وكلام عمر يتكرر ف ذهنه " الحين طاح الفاس ف الراس .. ونورة زوجتي على سنه الله ورسوله ... ولا انته ولا عمك بتقدرون تفرقوني عنها ....تفهم !! واللي تقدر تسويه سوه ... وانته ما عدت تهمني ..... ولا تهمني صداقتك .. و جان فيك خير خرب اللي مبيني وبين نوره ....."
عض خالد على شفايفه بالقو ... وتوعد ف خاطره انه بينتقم من عمر ع اللي سواه فيه ... وبأقرب فرصه بعد ... نش خالد من على الشبريه وحس بألم فظيع في راسه ... وحس انه كل سجاجين الدنيا تطعن فيه ومن كل النواحي ... خالد سار صوب الحمام وهيه يتمايل ف مشيته ... كان يبا يتسبح لعل وعسى يقدر يصحصح شوي ... بس تذكر انه ما يابله ثياب ..
سار صوب الكبت ... وفتحه وطلعله بجامه ... اما الفوطه فكانت ف الرف الفوقاني .. ويوم رفع ايده عشان ياخذه طاح شي صغير عند ريوله .... نزل تحت عشان يتناوله ... الجسم اللي طاح كان مفتاح باب ... استغرب خالد من وجوده ... تم يشوفه بتأمل ... " هالمفتاح انا شفته من قبل ... واكيد انا اللي حطيته فوق .. ولا منو بيحطه ... يا ربي وين شفته من قبل " .... تم خالد يعصر مخه عشان يتذكر ... هو متأكد انه شاف هالمفتاح من قبل .... بس وين وين وين ... بدت بعض الافكار تدخل ف مخ خالد عن كل المفاتيح اللي مرت عليه ....
بس عقب دقايق تذكر ... تذكر سالفه هالمفتاح ... هالمفتاح هو نفسه اللي طلبه من ريم اول ما انسجن راشد ... طلبه عشان يفتح الباب على هند اللي كانت حابسه عمرها .... ريم قالتله انه هالمفتاح السبير حق كل مفاتيح البيت ... فتح خالد عيونه وابتسم ابتسامه اقرب للخبث .... ووقف على ريوله ولا جنه فيه شي ....
كانت ميره يالسه ع الشبريه وحاطه المخده على حضنها ... طول هاليوم وهند اختها ف بالها ... هيه رمستها اليوم الصبح .. وكانت احسن بوايد عن قبل ... بس نبره الحزن ما زالت موجوده .... غمضت ميره عيونها وبدت بحديث نفسي
" مسكينه يا هند ... ما تستاهلين اللي يستويلج .... صدقهم يوم يقولون انه في ناس حظهم عاثر ف هالدنيا ... وشكلها هند منهم ... خسرت راشد والحين خسرت عبدالله ... ما يندرى يا هند اذا كنتي تجاوزتي الازمه ولا بعدج ..... للحين انتي قويه في وقت الشده ولا كل طاقتج راحت على هموم هالدنيا .. والله يا هند انج تسوين الدنيا وما فيها ... والله انه جوهره في حياة كل اللي يعرفونج ... انتي ما تستاهلين الا كل خير يا غناتي ... بس دايما الظروف تمشي ضدج .. ودومج انتي ضحيتها .... الله يصبرج يا هند ويعينج على اللي يستويلج .. وان شالله خالد بيكون لج ذخر و سند ... وما بيهدج "
تنهد ميره وفتحت عيونها ... واول ما فتحتهم شهقت بصوت واطي ...
محمد والابتسامه في ويهه : خوفتج !؟
ميره خذت نفس : انته من متى اهنيه !؟
محمد : من يوم ما سرتي عني ...
ميره عقد حواجلها : سرت عنك .؟!
محمد : هيه من يوم ما سرتي عني وسبحتي في عالم خيالج اللي كثرانه سيراتج له هالفتره ...
ابتسمت ميره : فديتك والله ... ليش انا اقدر اسير بعيد عنك ... ولا بعد ونحن ف الغربه ..!!
محمد : سوينالج الشوربه اللي طلبتيها
ميره : ليش تعبت عمرك ..؟! انا كنت اسولف ....
محمد : لا عاد انا خذتها جد ...
ميره : فديت روحك ... انزين عيل وينها .؟! ابا اشربها قبل ما تبرد ...
محمد أشر ع الطاوله الموجوده حذال الشبريه .. وصدت ميره صوبها
ميره : انزين كمّل خيرك وييبها لي ....
محمد : ههههههههه ها ميروه اشوفج وايد قمتي تتأمرين ..
ميره : هههههههه فديتك انا متعايزه انش واييبها .. وبعدين احمد ربك اني ما قتلك ييبلي ليموت وملح بعد ....
محمد : خاطرج بليمون ؟! ما فيني تطلع الوحمه بويه الولد !
ميره : هههههههه تعرفي حماده ... يقولون انه الوحده اللي تشتهي الليمون بفتره الحمل .. تييب ولد
محمد : اوننننننننه .. ها عيل خاطرج فيه ... يلا ثواني ويكون عندج
ميره ضحكت : ههههههههههه لا تعال مابا ... ييب الشوربه بس
محمد : يعني بتييبيلي بنت ؟
ميره : وشو فيها البنت ؟! ليكون بتزعل لو يبت البنت !
محمد : والله يا ميمي تعرفين شو المهم عندي انا !؟
ميره : شوووو
محمد : اهم شي عندي انج تكونين انتي امهم .... ولا ولد وبنت مب مهم عندي
ميره ابتسمت بعذوبه
ميره : من قلبك ؟
محمد : من صمااااااااااصيم قلبي ... المهم يلا يلا اشربي الشوربه .. ولا صدق بتبرد ..
خذت ميره الشوربه من ايد محمد وبدت تشربها شوي شوي .. ومحمد يشوفها بتأمل وما زالت الابتسامه في ويهه
ميره : بلاااااك تشوفني ؟
محمد : معجب ....
ميره : معجب بجمالي ...؟
محمد : معجب بجمالج وجاذبيتج وطيبتج وحنانج وخفة دمج و و و وكلج كلج
ميره : فديييييييييييييييييت روح حمودي انا ..
محمد : ميمي مساعه قلتيلي بترمسين هند اختج ... رمستيها ؟!
ميره : هيه حبيبي رمستها
محمد : شخبارها ... ان شالله احسن ؟
ميره تنهد : الحمدلله ع كل حال ....
محمد تحرك ويلس حذال ميره وحط ايده ع جتفها
محمد : موت عبدالله أثر ع الكل ....
ميره : الله يرحمه
محمد : تصدقين .. حسيت اني خسرت قطعه مني .. ما كنت ادري انه عبدالله يعنيلي الكثير ....
ميره : اه يا محمد ... والله اني حاسه فيك .. بس انته تحاول تخش عني حزنك عليه
محمد ابتسم بألم : مابغي ازيد همج ... وبعدين لو الحزن والصياح بيرده والله جان صحت الليل والنهار
ميره : المهم حبيبي ... شو استوى على ردتنا ... لازم نرد الامارات عشان نخفف عن عمي وعياله وهند ...
محمد : سرت عساس بحجز طياره ع الويكند هذا .. بس ما حصلت ... انا بعد ابا ارد البلاد ... احس اني ما برتاح لين ما اشوف حالة اهلج ف الامارات واطمن عليهم
ميره : يعني ما بنرد هالويك ؟
محمد : كان ودي ...بس انتي ادرى بالظروف ....
ميره : يلا ماعليه ... والحمدلله ترا اخبارهم توصلنا ... وان شالله ما عليهم شر ..
ابتسم محمد بخبث وتقرب من ميره وايد ومسح خدها بإيده
محمد : و ولدي اللي داخل بطنج شخباره ؟
ميره ابتسم بخجل ... وما تدري ليش استحت من حركة محمد ....
ميره : يسلم عليك ....
محمد : قوليله اني ولهان عليه وااااااااااااااايد ... واني اترياه بكل شوق
ميره : واذا كانت بنت ...
محمد : ههههههههه واذا كانت بنت بعد .... ميمي تتخيلين انج بتستوين ام ...
ميره : وليش ما اتخيل !؟
محمد : بقولج شي بس لا تزعلين ...
ميره : قول قول .. ما بزعل
محمد : كل ما اتخيل انج بتستوين ام تيني الضحكه
ميره عقدت حواجبها وتمت تشوفه
ميره : ليش عاد ؟
محمد : احس انج صغيره ع الامومه ... واني ظلمتج يوم اني خذتج وانتي بعدج ما عديتي العشرين .. لو خليتج كم سنه شوي عشان تكبرين كان الحال بيكون احسن
ميره ضربته ع جتفه
ميره : تدري اني سخيف
محمد : هههههههههه ليش عاد ؟
ميره : ظلمتني ها ... سير عني مابا ارمسك ...
صدت ميره عنه بعيد .. وسوت عمرها زعلانه عليه وما تبا ترمسه ...ومحمد كان ميت من الضحك عليها
محمد : حبيبتي ميراني انا مب قصدي جيه ... بس يعني فارق السن يأثر بعد
ميره ما ردت عليه
محمد : ميمي اسووووووولف والله اسووووولف يلا عاد لا تزعلين ....
ميره : بيكون الوضع احسن عيل ؟ .. ليش انا بشو قصرت وياك عشان تكون انه الحال بيكون احسن !!!
محمد : هههههههههههههه انتي غمرتيني بطيبتج وحنيتج .. وانا كنت ابا استخف دمي عليج ... بس دمي ثجيل وبيتم ثجيل ...
ضحكت ميره ع ريلها وصدت صوبه هالمره وقرصته من اذنه بخفه
ميره : لا تعيدها مره ثانيه ...
محمد: حااااااااااااااااااااضر يا سيدتي الجميله ...
ميره : يلا سير عني خلني اكمل شوربتي ..
محمد : ها عيبتج ؟
ميره : دام انها من ايدك الحلوه اكيد بتعيبني ....
ابتسم محمد لميره وهيه بادلته نفس الابتسامه ....
فتح خالد عيونه بصعوبه ... كان يحس انه راسه بينفجر. .الصداع اللي مسيطر عليه شديد .. اللي استواله اليوم كان كابوس .. كابوس مخيف ...تمنى لو يصحى منه بسرعه ... بس كيف بيصحى منه وهو واقع .. واقع حصل وما منه مفر .... حس خالد بهوا خفيف لامس رقبته ..ويوم صد شاف اخوه الصغير علاوي وهو يشوفه بخوف ... وحذاله كانت شما
علي : انته قايم ؟
خالد ابتسم وهو راسه ببطئ
شما : اييه انته يالغبي ... ما تشوفه مبطل عيونه
علي : انتي الغبيه ... عادي حتى الميت يبطل عيونه ....
شما : بس خالد ما مات يالغبي ما تشوفه يضحك ...
علي : انتي انتي الغبيه .. خالد شوفها تقول عني غبي ....
ابتسم خالد ومد ايده وحطها على راس علاوي
خالد : انته اذكى واحد ف الدنيا .... وهيه لانها غبيه تشوف كل اللي حواليها اغبيا ....
شما بوزت : انا غبيه .... ما عليه .. مره ثانيه ما بدش غرفتك الغبيه هاذي ....
ضحك خالد عليها وعلى رمستها اللي تضحك ..
خالد : خلاص خلاص اسفين ...
علي : يلا نحن بنسير
خالد : وين وين ؟
شما : سر سر ... يلا يلا علاوي ....
ركضت شما وسحبت وراها علاوي وتم خالد يشوف وهو مبتسم ... تمنى ف هاللحظه لو كان طفل صغير .. ع الاقل بيعيش بدون تفكير ولا هموم .... خالد كان محطم ….و اعصابه تعباه ومشدوده من هول ما سمع اليوم ...وويهه شاحب وعيونه تحرقه ....
" ليش سويت جيه يا عمر ... ليش خنتني ... ليش تزوجت نوره بهالطريقه .... اكيد كان يبا يذلني ...يبا يقهرني ... يبا يحطمني .. بس ليش ...!! انا شو سويت فيه ! ... انا ما سويت فيه شي عشان يجازيني بهالطريقه .... "
غمض خالد عيونه بالقو ... كان يحس انه يبا يجتل نوره .. ويجتل حميد .. ويتخلص من كل غصن شين في شجره هالعايله ... عايله عمه لازم تتنظف ... وهو اللي بينظفها .. واذا كان عطاهم فرصه طول السنه اللي طافت ... فالحين خلاص .... خالد كانت تجتاحه رغبه من البكاء الطويل ... هالمره صدق كان يبا يصيح .. ما يبا يخش دموعه ....
دشت هند ف هالحزه عقب ما خبرها علاوي انه خالد قام ... دشت وشافته وهو مغمض عيونه بالقو وملامح ويهه شاحبه
هند : حبيبي قام..؟
فتح خالد عيونه بسرعه .. وانصدم يوم شاف هند .. هند اخته ....هند الغاليه ف غرفته ..من فتره ما شافها اهنيه ف هالغرفه ....
انتفضت ايد خالد اول ما شافها وهيه تتقرب منه وتيلس حذاله ... وارتجفت عيونه وهيه تتنقل بين عيون هند وابتسامتها العذبه ... وحس بحاجته لها
هند حطت ايدها على راس خالد ومسحت شعره بحنان وابتسمت : شخبارك الحين يالغالي .... ؟
نزل خالد راسه وتم يشوف ايده المرتجفه ... لسانه كان ثجيل ومب رايم يرد عليها .. ما يدري ليش حس بعجر جدام هالانسانه اللي لو تمت زياده بتكشف كل اللي يدور ف باله ...
هند : حبيبي شو اللي ياك فجأة ؟ ليش طحت علينا هالطيحه وخوفتنا عليك ....
خالد بصوت مبحوح : ما فيني شي يا هند ...
هند : لأ فيك شي ... وهالمره ما بخليك لين ما تقولّي كل اللي ف خاطرك .. ولا انته مب قد الاتفاق ؟!
رفع خالد راسه وتم يشوف هند
هند : نسيت اللي قلته لي ايام العزا ؟ ... مب انته قلت اني انا وانته مالنا غير بعضنا ... يعني لازم تخبرني ...
ارتجف صوت خالد وحس بعمره بيختنق : هند انا ....(غمّض عيونه بالقو )
هند مسحت خده بحنان : انته شو يا خالد .. قول .. اشكي همك لاختك ....
وانهمرت دموع خالد بغزارة على خدوده وعلى ايد هند المصدومه ... كان في داخله نهر من الدموع اللي ما انحبست شهور وسنوات طويله ... وعق خالد بعمره في حظن اخته ولوى عليها بقوة... هند تمت فاتحه عيونها وهيه مستغربهجسم خالد يهت*استغفر الله واتوب أليه*قوة ف حضنها وهي يصبح بعنف على شي هيه ما تعرفه ... انصدمت هند منه.. أول مرة تشوفه بهالضعف وهالهوان ... اول مره تشوفه يصيح ... اول مره تحس بحاجته لها ....نزلت دموع هند بتلقائيه على شعر خالد وما كانت تقدر ترمس ولا تقول شي
خالد بصوت مبحوح : انا محتاجلج وايد يا هند .... محتاجلج ...
قال خالد كلمته هاي وغرس راسه اكثر ف حضن اخته الدافي .. بحياته ما فكر انه يشكيلها همه بحياته ما فكر انه يخليها الملجأ اللي يلجأله وقت الحاجه ... هند كانت عظيمه دوم ف نظره .. بس بنفس الوقت ما كان يجب يجرحها ويزيدها بهمومه .. عمره ما حاول يقولها عن اللي يدور ف باله .. ولا عن خططه اللي يفكر فيها الليل والنهار عشان يردلها حقها من بيزات ابوها ...... اعترف خالد بقلبه وبكل وجدانه انه ماله حد غيرها.. هو وعلاوي وهند مالهم غير بعض
خلته هند على راحته وما في حضنها وسمحت لعقلها انه يسرح ويحلل الحالة اللي يشوف فيها خالد .... اكيد فيه شي جايد هو اللي خلاه ينهار مره وحده .. مسحت هند برقه وحنان على شعر خالد .. وابتسمت في هاللحظه وهيه تحس انه خالد مهما كبر يتم هو اخوها الصغير اللي مهما بعد بيردلها
تذكرت هند شي .... تذكرت الشي الوحيد اللي كانت امها تلجأله يوم تشوف خالد متضايج .... وخذت نفس عميق وبدت تقرا بصوتها الشجي صورة يس
يس ﴿1﴾ والقرآن الحكيم ﴿2﴾ إنك لمن المرسلين ﴿3﴾ على صراط مستقيم ﴿4﴾ تنزيل العزيز الرحيم ﴿5﴾ لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ﴿6﴾ لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ﴿7﴾ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون ﴿8﴾ ....... " إلى نهاية الايات الكريمه "
خالد اول ما سمع صوتها حس بشعور مب طبيعي ... فتح عيونه وتم يشوف السواد اللي جدامه .. ضروسه كانت تصتك ببعض وجنه عايش ف الاسكيمو .. قلبه كان يعوره بس بنفس الوقت حس براحه بمجرد انه سمع صوت القرأن على لسان اخته .. وعقبها رفع راسه وتم يشوف هند بعين مكسوره ... وهيه اول ما شافته رفع راسه انهت قرايتها للسوره وابتسمت
هند وهيه تمسح دموعه بطرف اصابعها : انا وياك يا خالد ..وياك على طول ..
ابتسم خالد وسط دموعه ... وباسها على يبهتها ....
خالد بصوت مبحوح : وهاللي الي محببني ف هالدنيا ...
هند : والحين يا الغالي . ... ما بتقولّي شو اللي مضايجنك ؟!
نزل خالد راسه ... وما عرف شو يقولها ...صعب انه يقولها كل اللي سمعه اليوم من عمر .. ما كان يباها تعيش اللي يعيشه من نار وغصه على ربيعه وبنت عمه ...
خالد : هند انا ابا ارد الشارجه ...
استغرب هند : ترد الشارجه ؟!!!! ليش يا خالد .. ليش تبا ترد ....
خالد : هند نحن لازم نرد .. لازم نظهر من هالبيت ...
هند : ليش !!؟ خالد شو مستوي خوفتني !؟
خالد : نحن من يينا اهنيه والمصايب تتحذف علينا ... كنا عايشين في بيتنا الصغير ما علينا من حد ... خلينا نعيش لحياتنا الطبيعيه ....
نزلت هند راسها ...
هند : الحين يا خالد ..؟ الحين يوم تعودنا ع لعيشه اهنيه ... صعبه ... صدقني صعبه ...
خالد : ليش !!!
انقبض قلب هند وتمت تشوف خالد لثواني ..
هند : نسيت اني ف العده ... وما اقدر اطلع من البيت هذا لين ما اكمل ال4 شهور ...
خالد : بس انا مابا اتم اهنيه ... ابا اد بيتنا ....
هند : وبتخليني !!!
خالد : هند احس اني مخنوق اهنيه ... احس انه مالي مكان وسط هالذيابه ....
هند : ذيابه !!! ... منو تقصد ..؟ خالد انته شوفيك ....
خالد تنهد : ما فيني شي ... احس بصداع يا هند ...
هند : اييبلك بندول ..؟
خالد : هيه ييبيلي بندول وماي ....
هند : من العين ....
قامت هند وطلعت برع الغرفه ... اما خالد فكان يشوف الباب اللي طلعت منه.. كان سرحان ... وكلام عمر يتكرر ف ذهنه " الحين طاح الفاس ف الراس .. ونورة زوجتي على سنه الله ورسوله ... ولا انته ولا عمك بتقدرون تفرقوني عنها ....تفهم !! واللي تقدر تسويه سوه ... وانته ما عدت تهمني ..... ولا تهمني صداقتك .. و جان فيك خير خرب اللي مبيني وبين نوره ....."
عض خالد على شفايفه بالقو ... وتوعد ف خاطره انه بينتقم من عمر ع اللي سواه فيه ... وبأقرب فرصه بعد ... نش خالد من على الشبريه وحس بألم فظيع في راسه ... وحس انه كل سجاجين الدنيا تطعن فيه ومن كل النواحي ... خالد سار صوب الحمام وهيه يتمايل ف مشيته ... كان يبا يتسبح لعل وعسى يقدر يصحصح شوي ... بس تذكر انه ما يابله ثياب ..
سار صوب الكبت ... وفتحه وطلعله بجامه ... اما الفوطه فكانت ف الرف الفوقاني .. ويوم رفع ايده عشان ياخذه طاح شي صغير عند ريوله .... نزل تحت عشان يتناوله ... الجسم اللي طاح كان مفتاح باب ... استغرب خالد من وجوده ... تم يشوفه بتأمل ... " هالمفتاح انا شفته من قبل ... واكيد انا اللي حطيته فوق .. ولا منو بيحطه ... يا ربي وين شفته من قبل " .... تم خالد يعصر مخه عشان يتذكر ... هو متأكد انه شاف هالمفتاح من قبل .... بس وين وين وين ... بدت بعض الافكار تدخل ف مخ خالد عن كل المفاتيح اللي مرت عليه ....
بس عقب دقايق تذكر ... تذكر سالفه هالمفتاح ... هالمفتاح هو نفسه اللي طلبه من ريم اول ما انسجن راشد ... طلبه عشان يفتح الباب على هند اللي كانت حابسه عمرها .... ريم قالتله انه هالمفتاح السبير حق كل مفاتيح البيت ... فتح خالد عيونه وابتسم ابتسامه اقرب للخبث .... ووقف على ريوله ولا جنه فيه شي ....
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
يلس سيف ع الارض من هول الصدمه ... اللي جدامه راشد ... راشد بنفسه واقف جدامه ....كيف وهو ف السجن ؟ ... حس سيف للحظه انه يالس يتخيل ... وانه هو ف حلم ... حلم حلو .....
ماقدر يستوعب شي ولا يصدق اللي يشوفه ...
بطل سيف عيونه وحلجه من الصدمة ... وأشر بإيده صوب اخوه اللي كان يشوفه وهو يبتسم ...
سيف بكلمات متقطعه : ر ...را... راشد ..!!
راشد نزل عند اخوه وهو مبتسم وكان يحاول يمسك عمره ويسيطر على اعصابه
راشد : هيه نعم راشد ... راشد اخوك ... شو ما عرفتني ....؟؟
سيف : ك ك كيف ..؟ كيف طلعت ... وو وومتى
راشد : الحين مب وقت الاسئله ... ويا ويهك انا ولهان عليك ... ولهان عليكم كلكم ......
ابتسم سيف ابتسامة عريضة من الفرحة ونزلت دموع الفرح من عيونه ... ولوى على اخوه بالقو وتعلق فيه مثل اللي خايف انه يشرد منه ....
سيف : فديتك يا راشد .... واخيرا ردتلي الحياه .. واخيرا رديتلنا يا خويه ....
راشد : تسلم يا سيف ... والله اني ولهان عليكم وايد ... وايد ...
سيف ابتعد شوي عن اخوه وتم يشوفه من فوق لين تحت وجنه يبا يتأكد انه هذا هو راشد ...
سيف : هيه والله انته راشد ... والله اني مب مصدق... اقرصني على خدي .. اقرصني عشان اتأكد اني مب ف حلم ....
راشد : ههههههههههه انته ما تيوز من سوالف المسلسلات هاي ... ع العموم فالك طيب
رفع راشد ايده وصفع اخوه على ويهه صفعه قويه شوي ...
سيف : خيبه ..!!
راشد وهو يضحك : ههههههههه ها صدقت ... صدقت اني اخوك يا مسود الويه ....
سيف : هيه اكيد صدقت عقب هالكف .... يلا يلا طوف ... تعال ريّح امايه وابويه ...
راشد : لا لا اصبر ... ابا اسويها لهم مفاجأة
سيف : عاش راشد بو المفاجئات ... انزين شو المطلوب مني ... ؟
راشد : سير يمعهم ف الصاله وقولهم انك بتسويلهم سربرايز ... وعقب انا بدخل ....
سيف : خلاص ولا يهمك ....
ابتسم سيف لاخوه .. ودخل داخل البيت عشان ينفذ الخطه ... اما راشد فتم يتأمل بيتهم وهو يبتسم ... شكثر توله ع البيت واهله ... ايام طويله هيه اللي فرقته عن بيته وملاذه الوحيده ... وعقب طول هالشهور ... رد راشد ... رد لمكانه الاصلي .. رد وهو شال ف ايده شهادة برائته من تهمه باطله ... الفضول لمعرفة الجاني اكيد كان ياكله ... بس راشد بطبعه متمهل ... وكان متأكد انه ويا الايام بيعرفه ... وبيعرف اسبابه ..... خذا راشد نفس عميق ... وكان حاس بفرحه مب طبيعيه وخوف بنفس الوقت ... كيف بتكون ردة فعل اهله .. بيضحكون ولا بيصيحون ... بس كان متأكد انه ف كلا الحالتين بيفرحون
طلع سيف ف حزتها وشاف راشد وهو واقف برع .. ويشم الورده اللي ع طرف الباب
راشد : وينك تاخرت يا ريال هالكثر تيمعهم .. اللي يقول ف البيت عشرين واحد مب جنهم 4 .. ؟؟
سيف: هههههههههههه حشا كلتني يا ريال .. وبعدين انته مول ما فيك صبر.. بتشوفهم وبتشبع منهم .. يالله يالله قوم قبل ما يحسون علينا
راشد ارتجف : جان اخاف ...
سيف: ههههههههه والله ما ياكلون ... هم مثل ما خليتهم مسالمين واليفين ...
راشد : اسكت يالسخيف .... يالله مشينا ..
ابتسم له وغمز له بعيونه ...
في الصالة الصغيره كان بوراشد وأم راشدو فطامي يالسين يترقبون المفاجأة اللي خاشنها سيف عمهم
دخل سيف ووراه راشد اللي انخش ورا اخوه الطويل وكان مايبين..
سيف:وصلت المفاجأة ....
بو راشد : أي مفاجاة ... انا ما شوف شي ..!!!!
سيف : ههههههههه.. شو تتوقعونها تكوووووووووون ؟
فاطمه : شدرانّا ...؟ انته قول
ام راشد : اكيد شارلنا عشا ... تراك بالحسره تطلع الفلس
سيف بإحباط : هذا رايج فيني
أبوراشد : يلا قول اللي عندك
ام راشد : خوفتنا يابويه ... قول شو الي يايبنه ...
سيف: مممممممم اقول ولا ما اقول ... اصبروا اصبروا شوي ... خلوني ارتب كلامي ... المفاجأة ما يعبرونها عنها بكلمات بسيطه
فاطمه : يالله عاد سيفوووه قول شو عندك .. والله حرقت أعصابي واعصاب امايه
سيف : وابويه حليله ماله رب ...!!!!!!
فاطمه : سيفوووو!!!!!
سيف : انزين انزين ... يلا .. قولوا ورايه .... واااااحد .....
لحظة صمت ....
سيف : قلنا قولوا ورايه ....
بو راشد : سي استو ريال وارمس ...
سيف : خلاص يلا ... 1 ... 2 ......3
سيف رد على وراه شوي شوي وتجدام عقبها راشد وهو يبتسم بعذوبه ..
وحزتها الكل وقف من هول الصدمة .. مفاجأة ما توقعها أي واحد من الموجودين .... لحظات مرت على كل الموجودين بغرابه شديده .. مفاجأة سيف خلت كل واحد منهم واقف ومنصدم ومب عارف شو يسوي.... هم في حلم ولا حقيقة ... هذا اللي جدامهم هو راشد فعلا ولا خياله ..
اول وحده قامت من هالدصمه هيه فاطمه اللي ركضت صوب اخوها ولوت عليه
فاطمه وهيه تصيح وتضحك بنفس الوقت : راشد فديتك ولهت عليك يا خويه ... ولهت عليك واااايد ... الحمدلله ع سلامتك ....
راشد : الله يسلمج يا احلا اخت ف هالدنيا .... وانا ولهت عليج اكثر ....
فاطمه : واخيرا رديت يا اخويه ... واخيرا رديتلنا .....
راشد ابتسم ورفع راسه وتم يشوف امه وابوه وفاطمه ما زالت معلقه فيه .... ين ما مسكها راشد من جتفها وبعدها شوي عنه ...
تجدم عقبها ببطئ صوب امه وابوه اللي كانوا واقفين ومب مستوعبين .... تجدم صوبهم وهو يحس بحنين مب طبيعي اتجاههم .. وبالذات امه اللي ما شافها من يوم ما انسجن ... وقف على بعد مسافه قصيره جدا عنهم وابتسم وقال
راشد : انا راشد يا امايه ... انا راشد يا ابويه ...!!
اهنيه أم راشد ما رامت تستحمل اكثر... نزلت دموعها نهرعلى خدودها اللي حفر عليها الزمن اثار الشيخوخه .. لقاء أم راشد بولدها مؤثر ومليئ بالدموع .... لوى عليها راشد بالقو وكانت تصيح في صدره مثل الياهل الصغير اللي شاف الي ضيعته من دقايق .... راشد هو الثاني صاح يوم شافها ... وتم يحمد رب في خاطره على النعمه الكبيره اللي عطاه اياها ....
راشد : تولهت عليج أمايه ... تولهت عليج وايد
أم راشد بصوتمبحوح : فديت صوتك يا راشد فديت روحك يالغالي ... ليش خليتني وسرت عني .... ولهت عليك يا ولدي ولهت عليك .....
ورد راشد لوى عليها بالقو ...
راشد : هاي اخر مره ... صدقيني يا امايه هاي اخر مره ......
باسها راشد فوق راسها ... وابتعدت عنها شوي وهو يبتسم بالرغم من نزول دموعه .. وقرب صبوعه من عيونها ومسح دمعتها ....
أبو راشد كان يشوف الموقف ودمعته تمشي ببطئ على خده وأخيرا ردله ولده ...واخيرا طلعت برائته ... الحين بس بيقدر يرفع راسه ويقول حق الناس كلهم انه ولده برئ ولا ذنب فكل اللي صار .. ..
تجدم بو راشد صوب ولده وحضنه واخيرا ارتاح قلبه ....
كانت لحظات سعيده هيه اللي جمعت العايله بولدهم المظلوم ... الكل كان فرحان و سعيد ... وحتى لو كانت دمعته تنزل .. هالدمعه ما لتكون الا وسيله بسيطه للتعبير عن الفرح ...
يلس راشد وسط عايلته .... وتم يسولفلهم ويخبرهم عن سوالفه ف السجن وعن ربعه وعن كل الاحداث اللي استوت
اليوم الثاني ....
نورة كانت يالسه ف غرفتها تفكر بعمق ف اللي لازم تسويه الحين ... ما كانت في بالها أي حل يخلصها من ورطتها غير انها تجهض ... بس هالحل صعب ... صعب ... تنهد نوره بالقو ... وحط ايدها ورا راسها وتمت تشوف السقف ...
" يا ربي انا شو اللي سويته في عمري ... شو الي اقترفته بحق نفسي ... لهالدرجه انا رخيصه ... لهالدرجه ..!!!!! وين احترامي لنفسي ... وين احترامي لذاتي ... كيف خليت عمر هالحقير يقص عليه وياخذ مني اعظم ما املك ..!!! كيف خليته يلعب بشرفي ويلوثه ع كيفه ... لا وعقب ها كله يحملني انا مسؤوليه اللي صار ..!!! ... معقوله يكون هذا هو نفسه الريال اللي ترجاني من زمان اني ما اخليه ... كنت احس انه صادق ... احساسي مستحيل يخدعني ... بس ... بس اللي اشوفه من عمر الحين يحسسني اني انخدعت ... شو استوالك يا عمر ..!! ليش جلبت عليه مره وحده .. شو اللي سويته انا فيك عشان تفرني هالفره ..... "
غمضت نوره عيونها باقو وحطت ايدها ع بطنها وهيه تفكر بمصير هالياهل ....
من جهة ثانيه كان عمر في شقته يحس بتعب وارهاق شديد ... ويهه كان شاحب ... النوم ما عرفله طعم من عقب اللي سواه امس ف نوره وخالد ... صدقهم يوم قالوا نه الايام تغير البني ادم ... وعمر كان واحد من هاذيل الي تغيروا ... وتغيروه كان للأسوأ ... اعترف عمر بينه وبين ذاته انه تغير .. وتغيره كان سلبي بحت .. انجلب عمر وطاح على بطنه وتم يشوف الموبايل لعل وعسى يتصل فيه خالد ولا تتصل نوره ..
ماقدر يستوعب شي ولا يصدق اللي يشوفه ...
بطل سيف عيونه وحلجه من الصدمة ... وأشر بإيده صوب اخوه اللي كان يشوفه وهو يبتسم ...
سيف بكلمات متقطعه : ر ...را... راشد ..!!
راشد نزل عند اخوه وهو مبتسم وكان يحاول يمسك عمره ويسيطر على اعصابه
راشد : هيه نعم راشد ... راشد اخوك ... شو ما عرفتني ....؟؟
سيف : ك ك كيف ..؟ كيف طلعت ... وو وومتى
راشد : الحين مب وقت الاسئله ... ويا ويهك انا ولهان عليك ... ولهان عليكم كلكم ......
ابتسم سيف ابتسامة عريضة من الفرحة ونزلت دموع الفرح من عيونه ... ولوى على اخوه بالقو وتعلق فيه مثل اللي خايف انه يشرد منه ....
سيف : فديتك يا راشد .... واخيرا ردتلي الحياه .. واخيرا رديتلنا يا خويه ....
راشد : تسلم يا سيف ... والله اني ولهان عليكم وايد ... وايد ...
سيف ابتعد شوي عن اخوه وتم يشوفه من فوق لين تحت وجنه يبا يتأكد انه هذا هو راشد ...
سيف : هيه والله انته راشد ... والله اني مب مصدق... اقرصني على خدي .. اقرصني عشان اتأكد اني مب ف حلم ....
راشد : ههههههههههه انته ما تيوز من سوالف المسلسلات هاي ... ع العموم فالك طيب
رفع راشد ايده وصفع اخوه على ويهه صفعه قويه شوي ...
سيف : خيبه ..!!
راشد وهو يضحك : ههههههههه ها صدقت ... صدقت اني اخوك يا مسود الويه ....
سيف : هيه اكيد صدقت عقب هالكف .... يلا يلا طوف ... تعال ريّح امايه وابويه ...
راشد : لا لا اصبر ... ابا اسويها لهم مفاجأة
سيف : عاش راشد بو المفاجئات ... انزين شو المطلوب مني ... ؟
راشد : سير يمعهم ف الصاله وقولهم انك بتسويلهم سربرايز ... وعقب انا بدخل ....
سيف : خلاص ولا يهمك ....
ابتسم سيف لاخوه .. ودخل داخل البيت عشان ينفذ الخطه ... اما راشد فتم يتأمل بيتهم وهو يبتسم ... شكثر توله ع البيت واهله ... ايام طويله هيه اللي فرقته عن بيته وملاذه الوحيده ... وعقب طول هالشهور ... رد راشد ... رد لمكانه الاصلي .. رد وهو شال ف ايده شهادة برائته من تهمه باطله ... الفضول لمعرفة الجاني اكيد كان ياكله ... بس راشد بطبعه متمهل ... وكان متأكد انه ويا الايام بيعرفه ... وبيعرف اسبابه ..... خذا راشد نفس عميق ... وكان حاس بفرحه مب طبيعيه وخوف بنفس الوقت ... كيف بتكون ردة فعل اهله .. بيضحكون ولا بيصيحون ... بس كان متأكد انه ف كلا الحالتين بيفرحون
طلع سيف ف حزتها وشاف راشد وهو واقف برع .. ويشم الورده اللي ع طرف الباب
راشد : وينك تاخرت يا ريال هالكثر تيمعهم .. اللي يقول ف البيت عشرين واحد مب جنهم 4 .. ؟؟
سيف: هههههههههههه حشا كلتني يا ريال .. وبعدين انته مول ما فيك صبر.. بتشوفهم وبتشبع منهم .. يالله يالله قوم قبل ما يحسون علينا
راشد ارتجف : جان اخاف ...
سيف: ههههههههه والله ما ياكلون ... هم مثل ما خليتهم مسالمين واليفين ...
راشد : اسكت يالسخيف .... يالله مشينا ..
ابتسم له وغمز له بعيونه ...
في الصالة الصغيره كان بوراشد وأم راشدو فطامي يالسين يترقبون المفاجأة اللي خاشنها سيف عمهم
دخل سيف ووراه راشد اللي انخش ورا اخوه الطويل وكان مايبين..
سيف:وصلت المفاجأة ....
بو راشد : أي مفاجاة ... انا ما شوف شي ..!!!!
سيف : ههههههههه.. شو تتوقعونها تكوووووووووون ؟
فاطمه : شدرانّا ...؟ انته قول
ام راشد : اكيد شارلنا عشا ... تراك بالحسره تطلع الفلس
سيف بإحباط : هذا رايج فيني
أبوراشد : يلا قول اللي عندك
ام راشد : خوفتنا يابويه ... قول شو الي يايبنه ...
سيف: مممممممم اقول ولا ما اقول ... اصبروا اصبروا شوي ... خلوني ارتب كلامي ... المفاجأة ما يعبرونها عنها بكلمات بسيطه
فاطمه : يالله عاد سيفوووه قول شو عندك .. والله حرقت أعصابي واعصاب امايه
سيف : وابويه حليله ماله رب ...!!!!!!
فاطمه : سيفوووو!!!!!
سيف : انزين انزين ... يلا .. قولوا ورايه .... واااااحد .....
لحظة صمت ....
سيف : قلنا قولوا ورايه ....
بو راشد : سي استو ريال وارمس ...
سيف : خلاص يلا ... 1 ... 2 ......3
سيف رد على وراه شوي شوي وتجدام عقبها راشد وهو يبتسم بعذوبه ..
وحزتها الكل وقف من هول الصدمة .. مفاجأة ما توقعها أي واحد من الموجودين .... لحظات مرت على كل الموجودين بغرابه شديده .. مفاجأة سيف خلت كل واحد منهم واقف ومنصدم ومب عارف شو يسوي.... هم في حلم ولا حقيقة ... هذا اللي جدامهم هو راشد فعلا ولا خياله ..
اول وحده قامت من هالدصمه هيه فاطمه اللي ركضت صوب اخوها ولوت عليه
فاطمه وهيه تصيح وتضحك بنفس الوقت : راشد فديتك ولهت عليك يا خويه ... ولهت عليك واااايد ... الحمدلله ع سلامتك ....
راشد : الله يسلمج يا احلا اخت ف هالدنيا .... وانا ولهت عليج اكثر ....
فاطمه : واخيرا رديت يا اخويه ... واخيرا رديتلنا .....
راشد ابتسم ورفع راسه وتم يشوف امه وابوه وفاطمه ما زالت معلقه فيه .... ين ما مسكها راشد من جتفها وبعدها شوي عنه ...
تجدم عقبها ببطئ صوب امه وابوه اللي كانوا واقفين ومب مستوعبين .... تجدم صوبهم وهو يحس بحنين مب طبيعي اتجاههم .. وبالذات امه اللي ما شافها من يوم ما انسجن ... وقف على بعد مسافه قصيره جدا عنهم وابتسم وقال
راشد : انا راشد يا امايه ... انا راشد يا ابويه ...!!
اهنيه أم راشد ما رامت تستحمل اكثر... نزلت دموعها نهرعلى خدودها اللي حفر عليها الزمن اثار الشيخوخه .. لقاء أم راشد بولدها مؤثر ومليئ بالدموع .... لوى عليها راشد بالقو وكانت تصيح في صدره مثل الياهل الصغير اللي شاف الي ضيعته من دقايق .... راشد هو الثاني صاح يوم شافها ... وتم يحمد رب في خاطره على النعمه الكبيره اللي عطاه اياها ....
راشد : تولهت عليج أمايه ... تولهت عليج وايد
أم راشد بصوتمبحوح : فديت صوتك يا راشد فديت روحك يالغالي ... ليش خليتني وسرت عني .... ولهت عليك يا ولدي ولهت عليك .....
ورد راشد لوى عليها بالقو ...
راشد : هاي اخر مره ... صدقيني يا امايه هاي اخر مره ......
باسها راشد فوق راسها ... وابتعدت عنها شوي وهو يبتسم بالرغم من نزول دموعه .. وقرب صبوعه من عيونها ومسح دمعتها ....
أبو راشد كان يشوف الموقف ودمعته تمشي ببطئ على خده وأخيرا ردله ولده ...واخيرا طلعت برائته ... الحين بس بيقدر يرفع راسه ويقول حق الناس كلهم انه ولده برئ ولا ذنب فكل اللي صار .. ..
تجدم بو راشد صوب ولده وحضنه واخيرا ارتاح قلبه ....
كانت لحظات سعيده هيه اللي جمعت العايله بولدهم المظلوم ... الكل كان فرحان و سعيد ... وحتى لو كانت دمعته تنزل .. هالدمعه ما لتكون الا وسيله بسيطه للتعبير عن الفرح ...
يلس راشد وسط عايلته .... وتم يسولفلهم ويخبرهم عن سوالفه ف السجن وعن ربعه وعن كل الاحداث اللي استوت
اليوم الثاني ....
نورة كانت يالسه ف غرفتها تفكر بعمق ف اللي لازم تسويه الحين ... ما كانت في بالها أي حل يخلصها من ورطتها غير انها تجهض ... بس هالحل صعب ... صعب ... تنهد نوره بالقو ... وحط ايدها ورا راسها وتمت تشوف السقف ...
" يا ربي انا شو اللي سويته في عمري ... شو الي اقترفته بحق نفسي ... لهالدرجه انا رخيصه ... لهالدرجه ..!!!!! وين احترامي لنفسي ... وين احترامي لذاتي ... كيف خليت عمر هالحقير يقص عليه وياخذ مني اعظم ما املك ..!!! كيف خليته يلعب بشرفي ويلوثه ع كيفه ... لا وعقب ها كله يحملني انا مسؤوليه اللي صار ..!!! ... معقوله يكون هذا هو نفسه الريال اللي ترجاني من زمان اني ما اخليه ... كنت احس انه صادق ... احساسي مستحيل يخدعني ... بس ... بس اللي اشوفه من عمر الحين يحسسني اني انخدعت ... شو استوالك يا عمر ..!! ليش جلبت عليه مره وحده .. شو اللي سويته انا فيك عشان تفرني هالفره ..... "
غمضت نوره عيونها باقو وحطت ايدها ع بطنها وهيه تفكر بمصير هالياهل ....
من جهة ثانيه كان عمر في شقته يحس بتعب وارهاق شديد ... ويهه كان شاحب ... النوم ما عرفله طعم من عقب اللي سواه امس ف نوره وخالد ... صدقهم يوم قالوا نه الايام تغير البني ادم ... وعمر كان واحد من هاذيل الي تغيروا ... وتغيروه كان للأسوأ ... اعترف عمر بينه وبين ذاته انه تغير .. وتغيره كان سلبي بحت .. انجلب عمر وطاح على بطنه وتم يشوف الموبايل لعل وعسى يتصل فيه خالد ولا تتصل نوره ..
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
مشت ريم بخطوات حذره صوب غرفة خالد ... كانت تبا تتحمدله بالسلامه عقب لطيحه الامسيه ... صح كانت خايفه .. بس كانت تدري انه خالد ما بيعاملها مثل معامله لها اول مره شافها فيها ... واكيد بيكون ارقى بوايد ... وصلت ريم لباب غرفته وخذت نفس عميق ... وعقب رفعت ايدها ولاحظت انها ترتجف ... ابتسمت ريم وقالت ف خاطرها " بلاج يا ايدي العزيزه .. جنج شايفه وحش ولا جني ... الا هو خالد .... " ... عقب هالحديث الفكاهي ... دقت ريم الباب ورسمت على ويهها ابتسامة ثقه .. ترييت لثواني .. بس محد رد ... ردت عقبها دقت الباب مرتين و3 .. وطبعا لا مجيب ...
" وين سار هذا ...!! "
فهاللحظة جتف ريم انرد شوي على ورا وشهقت ريم بصوت عالي ويوم صدت شافت هند وهيه تبتسم ...
هند : شو تسوين اهنيه ....؟
ريم تمت تشوف هند وهيه ترتجف
ريم : خوفتيني ....!
هند : اسمحيلي حبيبتي بس استغربت يوم شفتج واقفه عند غرفة خالد .... خير ريماني شو بغيتي منه ؟
ريم ارتبكت : ها ... أأ .. أأنا ما بغيت شي ... بس ... بس
هند : بس شو ؟!
ريم : ما شي بس بغيت اتحمدله بالسلامه .....
هند غمزتلها : خلاص انا بقوله .... واصلا هو مب موجود في البيت ... طلع من شوي ....
ريم بإحباط : والله ..!! خلاص مشكوره هند انا بسير غرفتي ....
مشت ريم خطوتين بس عقب وقفت يوم زقرتها هند
هند : تعالي بغيتج شوي ....
ريم : خير يا هند ؟
هند : انا شو بالنسبه لج ؟!
استغربت ريم من سؤال هد المباشر والمفاجئ
ريم : انتي ؟؟
هند : هيه انا شو اعنيلج ؟!
ريم : انتي مثل اختي واكثر والله ...
هند : وتوثقين ف كلامي ؟!
ريم : اكيد اوثق فيه ... اكيد ...
هند : يعني لو قتلج الحين كلمتين بتسمعينهم وبتطبقينهم !؟
ريم : هيه يا هند اكيد ... شو السالفه !!!
هند : طلعي خالد من بالج ...
ريم شهقت بصوت خفيف ... وتمت تشوف هند باستغراب ... شو هالطلب الغريب اللي تطلبه هند منها .... تباها تنسى خالد ..!!!
هند : ريم انا ادري انج تحملين مشاعر خاصه لخالد ... وهو اخويه وانا ما بتمناله وحده احسن عنج ... انتي بنت خلوقه وطيبه و حنونه والكل يتمناها ... بس خالد ما يستاهلج ....
ريم : هند انا ...
هند : انا فاهمه كل شي ... خالد ما يعرف يحب يا ريم ... صدقيني ... صدقيني انتي تستاهلين ريال احسن منه ... ريال يقدر حبج له ...
نزلت ريم راسها وما ردت
هند : المهم حبيبتي ... تعالي ويايه بنسير عند امج ... انا مسوتلها ريوق خفيف .. وان شالله بتسمع مني وبتاكل ....
ريم تضايجت من رمسه هند بس حاولت تطنش هالشعور ومشت ورا هند اللي سارت صوب الصاله الصغيره وخذت صينيه الريوق ... ومشت صوب غرفة شيخه وحميد ...
هند : دقي الباب يا ريم
ريم بصوت واطي : ان شالله ...
دقت ريم الباب ووعقب وقفت على ينب ... شوي وفتح حميد الباب وابتسم اول ما شاف هند
حميد : هلا وغلا بشيخة البنات
هند بابتسامه خفيفه : هلا فيك عمي .. شخبارك ؟
حميد : بخير دام اني اشوفج مثل ما كنت اشوفج قبل
هند : شخبار خالتيه ؟
حميد تنهد : بخير ... بخير ...
هند : انا يايبتلها ريوق ... اباها تتريق وتصحصح شوي ...
حميد ابتسم : ما تقصرين يا هند ... بس خلي ريم هيه الي تدخله ...
هند استغربت : ليش ؟!
حميد : لاني اباج بسالفه ضروريه ...
هند : بس ...
حميد :يلا ريم خذي الصينيه عن مرت " ما كمل حميد الجمله " خذيها عن بنت عمج ووديها حق امج ..
ريم : ان شالله ...
خذت ريم الصينيه من ايد هند وما شافتها ولا حطت عينها ف عين هند .. كانت صدق متضايجه منها ... شلت ريم الصينيه ودخلت داخل .. اما حميد فخذا هند لغرفتها عشان يرمسها ...
تحت غرفة هند مباشره كان خالد موجود ... من شوي فضاله الجو وقدر يدخل الغرفه المجهوله وطبعا كل هذا عقب ما حصل المفتاح السبير ... الابتسامه اليوم كانت تعلو محياه .. يحس انه انتصر .. بس كيف وليش ما يدري ...
دخل خالد الغرفه ... وشاف كومة الاوراق المنطره في كل مكان .. ولاحظ وجود كراتين على طرف الغرفه ... وفي اخر الغرفه كان شي خرايط طويله .. وشكلها خرايط عقاريه ...
خذا خالد نفس عميق .. وقرر انه يمشي شوي شوي ويبدا ينبش بدقة عن كل شي موجود ف هالشقه ...
الجزء الأخيـــر
في المنظرة راشد كان يشوف عمره ... اليوم شكله وايد أحسن عن قبل .. مبتسم وفرحان ..وخاز عنه اسوداد العين ... مبتسم ومب قادر يشل هالابتسامه عن ويهه ...
" آه اليوم الحياة لها طعم خاص .. أخيرا قدرت أرقد شرات الناس ... حسيت بطعم الراحه عقب سنه من العذاب ... "
الحريه حاجة أساسيه في حياه كل انسان ... وبدونها تتحول حياة الانسان لجحيم ...
يلس راشد ع الكرسي وهو يتذكر كلمات مرت عليه من قبل .. كانت تتكلم عن حرية العصفور وكيف إنه يتعذب ف السجن ... يمكن قبل ما كان يهتم انه يدقق في كلماتها ...ويمكن كانت تمر عليه الكلمات مثل أي كلمات ثانيه ... بس عقب ما مر بتجربة العصفور .. بدا يعيش الكلمات ... بدا يفهم شو اللي قصده العصفور بكلماته ... سار راشد صوب مكتبه الصغير المتواضع .. وطلع ورقه وقلم .. وبدا يكتب
يا شاعر الأطفال .. أكتب لهم عني
عن هذه الأغلال .. وقسوة السجن
أنا أنا عصفور .. وموطني الأشجار
على الغصون أطير .. وأنقر الأثمار
اصطادني طفل .. في غفلة مني
وجاءني الكلّ .. ليسمعوا لحني
وكيف يا شاعر .. يغرد الطائر
مقيدا حائر .. لظالم جائر
قفصي من الذهب .. ظنوه يغنيني
عن بهجة اللعب .. بين البساتين
أكتب لهم واشرح .. عن عيشة العصفور
يحب أن يمرح .. محلقا مسرور
من شاء أن يسمع .. لحني وتغريدي
سماعه أروع .. من غير تقييدي
ابتسم راشد وهو يقرا الكلمات اللي خطتها ايده من شوي .. " الحمدلله على كل شي " وعقبها سكر الدفتر .. وطلع من غرفته .. وسار صوب الصاله .. واول ما دخل شاف امه وهيه يالسه تشوف التلفزيون من صباح الله
راشد : صبحج الله بالخير يا ام راشد ..
الام صدت صوبه وارتسمت على ويهها احلى ابتسامه ...
ام راشد : صبحك الله بالنور يالغالي ... تعال . تعال فديت ايلس حذال امك تعال ...
ابتسم راشد وباس امه فوق راسها وهيه بعدها تشوفه .. وجنها من سنين ما شافته ...
راشد : شو اصبحتي ؟!
ام راشد : بخير فديتك ... بخير يا روح امك انته دام انك حذالي ودام اني مطمنه عليك ..
راشد : فديت روحج يا امايه ... تعرفين ... يوم تكونين انتي بخير كل الدنيا تستوي بخير ... والله يالغاليه محد يسواج ..
حط راشد ايده ع جتف امه ولوى عليها بالخفيف وهيه مستانسه من الخاطر لانه ولدها الحنون ردلها بالسلامه ...
ام راشد : وانته بعد محد يسواك ... كم تسوى دخلتك البيت بس ... الله لا يحرمني منك يا راشد ..
راشد : راضيه عليه يا امايه ..؟!
ام راشد : دنيا واخره يا روح امك .. انته اللي طول حياتك متحملني وداير بالك عليه ..بحياتك ما تضايجت ولا تأففت ...ودومك تسمع رمستي وتطيعني ... اكيد بكون راضيه
راشد ابتسم بعذوبه ... اليوم كان ويهه منور .. ووسامته زايده ...
راشد : الله لا يحرمني من هالحس قولي امين ...
ام راشد وهيه تجدم صينيه الريوق ...
ام راشد : فديتك اقرب ... تعال تريق ...
راشد وهو يغايض امه: يا امايه انا شفتج وشبعت خلاص .. مابا اكل
ام راشد : يابويه انته ما تشوف عمرك كيف غادي ؟ يلد على عظم ...
راشد : لا امايه مابا امتن .. خليني جيه رشيق احسن ...
ام راشد : يا بويه هاي ما يسمونها رشاقه .. والله اللي يشوفك يقول انك اصغر من سيفوه اخوك من زود ما ضعفت ...
راشد : ههههههههه اونج بتذميني الحين ... حلاته يا امايه ... خلهم يتحروني اصغر من سيفوه عشان يوم اخطب بنت الناس ما تقول اني شيبه
ام راشد : تهبي الا هيه .. هيه اصلا يحتاي تبوس ايدها من ورا وجدام يوم انها حصلت واحد شراتك ... تحمد ربها صبح ومسا على هالنعمه ...
ضحك راشد من خاطره على امه اللي صدقت ...
راشد : ههههههههههه لا يا امايه انا اللي يحتاي احمد ربي لو حصلت وحده ترضى فيني .... شيبه و خريج سجون ههههههههه شو تبين بعد اكثر عن جيه ...
ام راشد تضايجت ..
ام راشد : شو هالرمسه يا راشد ... انته برئ والكل يعرف من قبل انك برئ ...
راشد ابتسم : لا تشلين ف خاطرج كنت اسولف
ام راشد : اخاف انك من كثر ما تعيد هالرمسه تصدقها
راشد : المهم امايه .. شكلج ما بتخليني اكل ..
ام راشد : وافديتك انا ... انته بروحك ما تبا تاكل ... بس يوم انك غيرت رايك ... اقرب فديتك تعال كل ...
تجدم راشد صوب السفره .. وبدا ياكل ..أكل البيت له طعم خاص ... واكيد بيكون ألذ لانه من صنع ايد امه الغاليه ...
ام راشد : رقدت زين فديتك ؟!
راشد : هيه فديتج دام اني راقد على شبريتي وفي بيتي . اكيد برقد زين ...
ام راشد : عيل ما شوفك طولت ف الرقاد ...
راشد : لا تزعليني عليج ...
ام راشد : ليش عاد ؟!
راشد : يعني من متى انا اصلا اطول ف الرقاد .. ولا لاني انسجنت سنه نسيتي طبايعي ..!!
ام راشد : لا فديتك لا .. ما نسيت ولا بنسى بعد .. بس انا قلت اكيد بتكون تعبان وتبا ترقد ...
راشد ابتسم بحنان : لا يا امايه انا مثل ما انا .. ما حب اطول ف الرقاد .. وبعدين انا ورايه طلعه اليوم ...
ام راشد : وين بتسير ... توك ياي .!؟
راشد : بسير اعزي
ام راشد : تعزي ؟! .... تعزي منو .!!!!!
راشد : اعزي خالد بولد عمه ...
ام راشد : الله يرحمه ... والله عورلي قلبي ... شاب صغير يموت جيه وبهالسرعه !!
راشد : يا امايه هذا اجل ومكتوب .. ومحد يروم يعترض عليه ....
ام راشد : كان بخاطري اسير و اعزي ام عبدالله .. بس انته ادرى بصحتي
راشد : جان اتصلتيبها ف التيلفون
ام راشد : اتصلت يا ابويه ... بس ام عبدالله ما تبا ترمس حد .. حليلها قلبها متقطع على ولدها ....
راشد : فاطمه سارتلهم ؟
ام راشد : هيه فديتها سارتلهم وما قصرت وياهم .
راشد : فيها الخير فطامي ... انا اليوم بسير ... وما ظنتي خالد يعرف اني طلعت من السجن ولا جان زارنا ...
ام راشد : يا ابويه أجل سيرتك لباجر ..
راشد : ليش يا امايه ؟
ام راشد : اليوم أكيد ربعك واهلك بيون يزورونك ... حلوه اييون وما يحصلونك في البيت ؟!
راشد ابتسم : بس يا امايه هذا واجب ... وان شاء الله ما بطول .. بسير وباخذ بخاطرهم وبرد ...
ام راشد كنت حاسه بولدها ... كانت تدري انه هو يبا يتطمن على هند ... ويبا يعرف اخبارها وكيف هيه عايشه عقب موت ريلها ...
ام راشد بصوت حنون : تبا تتطمن عليها !؟
راشد ارتبك ... وصابته رجفه خفيفه ... صدقهم يا قالوا انه الام هيه الوحيده اللي تعرف شو اللي يدور في عقب ولدها من افكار .. نزل راشد راسه وتم يشوف قطعه خبر الرقاق اللي كانت في ايده ..
ام راشد : لا تحاول تخش عى امك ... محد حاس فيك كثري ...
راشد : شو الفايده يا امايه الحين .. خلاص هيه ضاعت عني ... وعيب اني ارمس عنها الحين
ام راشد : لا تقول جيه يا راشد ... انته ما تدري الله شو كاتبلك ...
راشد : والنعم بالله ..
ام راشد : المهم أجل سيرتك للعصر
راشد : شمعى العصر يعني ؟!
ام راشد : اهلك بييونا الضحى .. واكيد يبون يشوفونك .. ا
راشد : يعني لازم تخربون مخططاتي
ام راشد : هيه بنخربها .. وبعدين لاحق ع العزا ...
تنهد راشد وهز راسه بأسف .. ودشت عليهم ف الحزة فاطمه اللي كانت توها ناشه وويهها مصفع من الرقاد وشعرها معتفس
فاطمه بصوت ثجيل : السلام عليكم
راشد + ام راشد : وعليكم السلام ورحمة الله
" وين سار هذا ...!! "
فهاللحظة جتف ريم انرد شوي على ورا وشهقت ريم بصوت عالي ويوم صدت شافت هند وهيه تبتسم ...
هند : شو تسوين اهنيه ....؟
ريم تمت تشوف هند وهيه ترتجف
ريم : خوفتيني ....!
هند : اسمحيلي حبيبتي بس استغربت يوم شفتج واقفه عند غرفة خالد .... خير ريماني شو بغيتي منه ؟
ريم ارتبكت : ها ... أأ .. أأنا ما بغيت شي ... بس ... بس
هند : بس شو ؟!
ريم : ما شي بس بغيت اتحمدله بالسلامه .....
هند غمزتلها : خلاص انا بقوله .... واصلا هو مب موجود في البيت ... طلع من شوي ....
ريم بإحباط : والله ..!! خلاص مشكوره هند انا بسير غرفتي ....
مشت ريم خطوتين بس عقب وقفت يوم زقرتها هند
هند : تعالي بغيتج شوي ....
ريم : خير يا هند ؟
هند : انا شو بالنسبه لج ؟!
استغربت ريم من سؤال هد المباشر والمفاجئ
ريم : انتي ؟؟
هند : هيه انا شو اعنيلج ؟!
ريم : انتي مثل اختي واكثر والله ...
هند : وتوثقين ف كلامي ؟!
ريم : اكيد اوثق فيه ... اكيد ...
هند : يعني لو قتلج الحين كلمتين بتسمعينهم وبتطبقينهم !؟
ريم : هيه يا هند اكيد ... شو السالفه !!!
هند : طلعي خالد من بالج ...
ريم شهقت بصوت خفيف ... وتمت تشوف هند باستغراب ... شو هالطلب الغريب اللي تطلبه هند منها .... تباها تنسى خالد ..!!!
هند : ريم انا ادري انج تحملين مشاعر خاصه لخالد ... وهو اخويه وانا ما بتمناله وحده احسن عنج ... انتي بنت خلوقه وطيبه و حنونه والكل يتمناها ... بس خالد ما يستاهلج ....
ريم : هند انا ...
هند : انا فاهمه كل شي ... خالد ما يعرف يحب يا ريم ... صدقيني ... صدقيني انتي تستاهلين ريال احسن منه ... ريال يقدر حبج له ...
نزلت ريم راسها وما ردت
هند : المهم حبيبتي ... تعالي ويايه بنسير عند امج ... انا مسوتلها ريوق خفيف .. وان شالله بتسمع مني وبتاكل ....
ريم تضايجت من رمسه هند بس حاولت تطنش هالشعور ومشت ورا هند اللي سارت صوب الصاله الصغيره وخذت صينيه الريوق ... ومشت صوب غرفة شيخه وحميد ...
هند : دقي الباب يا ريم
ريم بصوت واطي : ان شالله ...
دقت ريم الباب ووعقب وقفت على ينب ... شوي وفتح حميد الباب وابتسم اول ما شاف هند
حميد : هلا وغلا بشيخة البنات
هند بابتسامه خفيفه : هلا فيك عمي .. شخبارك ؟
حميد : بخير دام اني اشوفج مثل ما كنت اشوفج قبل
هند : شخبار خالتيه ؟
حميد تنهد : بخير ... بخير ...
هند : انا يايبتلها ريوق ... اباها تتريق وتصحصح شوي ...
حميد ابتسم : ما تقصرين يا هند ... بس خلي ريم هيه الي تدخله ...
هند استغربت : ليش ؟!
حميد : لاني اباج بسالفه ضروريه ...
هند : بس ...
حميد :يلا ريم خذي الصينيه عن مرت " ما كمل حميد الجمله " خذيها عن بنت عمج ووديها حق امج ..
ريم : ان شالله ...
خذت ريم الصينيه من ايد هند وما شافتها ولا حطت عينها ف عين هند .. كانت صدق متضايجه منها ... شلت ريم الصينيه ودخلت داخل .. اما حميد فخذا هند لغرفتها عشان يرمسها ...
تحت غرفة هند مباشره كان خالد موجود ... من شوي فضاله الجو وقدر يدخل الغرفه المجهوله وطبعا كل هذا عقب ما حصل المفتاح السبير ... الابتسامه اليوم كانت تعلو محياه .. يحس انه انتصر .. بس كيف وليش ما يدري ...
دخل خالد الغرفه ... وشاف كومة الاوراق المنطره في كل مكان .. ولاحظ وجود كراتين على طرف الغرفه ... وفي اخر الغرفه كان شي خرايط طويله .. وشكلها خرايط عقاريه ...
خذا خالد نفس عميق .. وقرر انه يمشي شوي شوي ويبدا ينبش بدقة عن كل شي موجود ف هالشقه ...
الجزء الأخيـــر
في المنظرة راشد كان يشوف عمره ... اليوم شكله وايد أحسن عن قبل .. مبتسم وفرحان ..وخاز عنه اسوداد العين ... مبتسم ومب قادر يشل هالابتسامه عن ويهه ...
" آه اليوم الحياة لها طعم خاص .. أخيرا قدرت أرقد شرات الناس ... حسيت بطعم الراحه عقب سنه من العذاب ... "
الحريه حاجة أساسيه في حياه كل انسان ... وبدونها تتحول حياة الانسان لجحيم ...
يلس راشد ع الكرسي وهو يتذكر كلمات مرت عليه من قبل .. كانت تتكلم عن حرية العصفور وكيف إنه يتعذب ف السجن ... يمكن قبل ما كان يهتم انه يدقق في كلماتها ...ويمكن كانت تمر عليه الكلمات مثل أي كلمات ثانيه ... بس عقب ما مر بتجربة العصفور .. بدا يعيش الكلمات ... بدا يفهم شو اللي قصده العصفور بكلماته ... سار راشد صوب مكتبه الصغير المتواضع .. وطلع ورقه وقلم .. وبدا يكتب
يا شاعر الأطفال .. أكتب لهم عني
عن هذه الأغلال .. وقسوة السجن
أنا أنا عصفور .. وموطني الأشجار
على الغصون أطير .. وأنقر الأثمار
اصطادني طفل .. في غفلة مني
وجاءني الكلّ .. ليسمعوا لحني
وكيف يا شاعر .. يغرد الطائر
مقيدا حائر .. لظالم جائر
قفصي من الذهب .. ظنوه يغنيني
عن بهجة اللعب .. بين البساتين
أكتب لهم واشرح .. عن عيشة العصفور
يحب أن يمرح .. محلقا مسرور
من شاء أن يسمع .. لحني وتغريدي
سماعه أروع .. من غير تقييدي
ابتسم راشد وهو يقرا الكلمات اللي خطتها ايده من شوي .. " الحمدلله على كل شي " وعقبها سكر الدفتر .. وطلع من غرفته .. وسار صوب الصاله .. واول ما دخل شاف امه وهيه يالسه تشوف التلفزيون من صباح الله
راشد : صبحج الله بالخير يا ام راشد ..
الام صدت صوبه وارتسمت على ويهها احلى ابتسامه ...
ام راشد : صبحك الله بالنور يالغالي ... تعال . تعال فديت ايلس حذال امك تعال ...
ابتسم راشد وباس امه فوق راسها وهيه بعدها تشوفه .. وجنها من سنين ما شافته ...
راشد : شو اصبحتي ؟!
ام راشد : بخير فديتك ... بخير يا روح امك انته دام انك حذالي ودام اني مطمنه عليك ..
راشد : فديت روحج يا امايه ... تعرفين ... يوم تكونين انتي بخير كل الدنيا تستوي بخير ... والله يالغاليه محد يسواج ..
حط راشد ايده ع جتف امه ولوى عليها بالخفيف وهيه مستانسه من الخاطر لانه ولدها الحنون ردلها بالسلامه ...
ام راشد : وانته بعد محد يسواك ... كم تسوى دخلتك البيت بس ... الله لا يحرمني منك يا راشد ..
راشد : راضيه عليه يا امايه ..؟!
ام راشد : دنيا واخره يا روح امك .. انته اللي طول حياتك متحملني وداير بالك عليه ..بحياتك ما تضايجت ولا تأففت ...ودومك تسمع رمستي وتطيعني ... اكيد بكون راضيه
راشد ابتسم بعذوبه ... اليوم كان ويهه منور .. ووسامته زايده ...
راشد : الله لا يحرمني من هالحس قولي امين ...
ام راشد وهيه تجدم صينيه الريوق ...
ام راشد : فديتك اقرب ... تعال تريق ...
راشد وهو يغايض امه: يا امايه انا شفتج وشبعت خلاص .. مابا اكل
ام راشد : يابويه انته ما تشوف عمرك كيف غادي ؟ يلد على عظم ...
راشد : لا امايه مابا امتن .. خليني جيه رشيق احسن ...
ام راشد : يا بويه هاي ما يسمونها رشاقه .. والله اللي يشوفك يقول انك اصغر من سيفوه اخوك من زود ما ضعفت ...
راشد : ههههههههه اونج بتذميني الحين ... حلاته يا امايه ... خلهم يتحروني اصغر من سيفوه عشان يوم اخطب بنت الناس ما تقول اني شيبه
ام راشد : تهبي الا هيه .. هيه اصلا يحتاي تبوس ايدها من ورا وجدام يوم انها حصلت واحد شراتك ... تحمد ربها صبح ومسا على هالنعمه ...
ضحك راشد من خاطره على امه اللي صدقت ...
راشد : ههههههههههه لا يا امايه انا اللي يحتاي احمد ربي لو حصلت وحده ترضى فيني .... شيبه و خريج سجون ههههههههه شو تبين بعد اكثر عن جيه ...
ام راشد تضايجت ..
ام راشد : شو هالرمسه يا راشد ... انته برئ والكل يعرف من قبل انك برئ ...
راشد ابتسم : لا تشلين ف خاطرج كنت اسولف
ام راشد : اخاف انك من كثر ما تعيد هالرمسه تصدقها
راشد : المهم امايه .. شكلج ما بتخليني اكل ..
ام راشد : وافديتك انا ... انته بروحك ما تبا تاكل ... بس يوم انك غيرت رايك ... اقرب فديتك تعال كل ...
تجدم راشد صوب السفره .. وبدا ياكل ..أكل البيت له طعم خاص ... واكيد بيكون ألذ لانه من صنع ايد امه الغاليه ...
ام راشد : رقدت زين فديتك ؟!
راشد : هيه فديتج دام اني راقد على شبريتي وفي بيتي . اكيد برقد زين ...
ام راشد : عيل ما شوفك طولت ف الرقاد ...
راشد : لا تزعليني عليج ...
ام راشد : ليش عاد ؟!
راشد : يعني من متى انا اصلا اطول ف الرقاد .. ولا لاني انسجنت سنه نسيتي طبايعي ..!!
ام راشد : لا فديتك لا .. ما نسيت ولا بنسى بعد .. بس انا قلت اكيد بتكون تعبان وتبا ترقد ...
راشد ابتسم بحنان : لا يا امايه انا مثل ما انا .. ما حب اطول ف الرقاد .. وبعدين انا ورايه طلعه اليوم ...
ام راشد : وين بتسير ... توك ياي .!؟
راشد : بسير اعزي
ام راشد : تعزي ؟! .... تعزي منو .!!!!!
راشد : اعزي خالد بولد عمه ...
ام راشد : الله يرحمه ... والله عورلي قلبي ... شاب صغير يموت جيه وبهالسرعه !!
راشد : يا امايه هذا اجل ومكتوب .. ومحد يروم يعترض عليه ....
ام راشد : كان بخاطري اسير و اعزي ام عبدالله .. بس انته ادرى بصحتي
راشد : جان اتصلتيبها ف التيلفون
ام راشد : اتصلت يا ابويه ... بس ام عبدالله ما تبا ترمس حد .. حليلها قلبها متقطع على ولدها ....
راشد : فاطمه سارتلهم ؟
ام راشد : هيه فديتها سارتلهم وما قصرت وياهم .
راشد : فيها الخير فطامي ... انا اليوم بسير ... وما ظنتي خالد يعرف اني طلعت من السجن ولا جان زارنا ...
ام راشد : يا ابويه أجل سيرتك لباجر ..
راشد : ليش يا امايه ؟
ام راشد : اليوم أكيد ربعك واهلك بيون يزورونك ... حلوه اييون وما يحصلونك في البيت ؟!
راشد ابتسم : بس يا امايه هذا واجب ... وان شاء الله ما بطول .. بسير وباخذ بخاطرهم وبرد ...
ام راشد كنت حاسه بولدها ... كانت تدري انه هو يبا يتطمن على هند ... ويبا يعرف اخبارها وكيف هيه عايشه عقب موت ريلها ...
ام راشد بصوت حنون : تبا تتطمن عليها !؟
راشد ارتبك ... وصابته رجفه خفيفه ... صدقهم يا قالوا انه الام هيه الوحيده اللي تعرف شو اللي يدور في عقب ولدها من افكار .. نزل راشد راسه وتم يشوف قطعه خبر الرقاق اللي كانت في ايده ..
ام راشد : لا تحاول تخش عى امك ... محد حاس فيك كثري ...
راشد : شو الفايده يا امايه الحين .. خلاص هيه ضاعت عني ... وعيب اني ارمس عنها الحين
ام راشد : لا تقول جيه يا راشد ... انته ما تدري الله شو كاتبلك ...
راشد : والنعم بالله ..
ام راشد : المهم أجل سيرتك للعصر
راشد : شمعى العصر يعني ؟!
ام راشد : اهلك بييونا الضحى .. واكيد يبون يشوفونك .. ا
راشد : يعني لازم تخربون مخططاتي
ام راشد : هيه بنخربها .. وبعدين لاحق ع العزا ...
تنهد راشد وهز راسه بأسف .. ودشت عليهم ف الحزة فاطمه اللي كانت توها ناشه وويهها مصفع من الرقاد وشعرها معتفس
فاطمه بصوت ثجيل : السلام عليكم
راشد + ام راشد : وعليكم السلام ورحمة الله
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
ام راشد : ما بغيتي تنشين من الرقاد ... حشا .. هالكثر يرقدون ...
فاطمه : اصبحنا واصبح الملك لله ... يا امايه توها الساعه 11 ...
ام راشد : و11 شويه يعني ..!!! وسيفوه اخوج ما وعيتيه وانتي نازله ..؟
فاطمه : لا امايه ما وعيت حد ... شحالك راشد ؟ شو اصبحت ؟!
راشد ابتسم : الحمدلله بخير وعافيه ...
فاطمه : اكيد بخير ونعمه ... ما حصلتلك هزبه من الصبح شراتي .!
ام راشد : مسودة الويه
راشد :ههههههههه فطوم متى بتتعلمين تسحين شعرج من الصبح
فاطمه : يوم بتخلوني اقصه وافتك من هالغافه اللي فوق راسي ...
راشد : ههههههههههههه اول مره اشوف وحده ما تداني شعرها شراتج !!
فاطمه : من زينه عاد .. طويل ع الفاضي
ام راشد : ليش ع الفاضي .. الحريم يحبون البنت اللي شعرها طويل .. ويدورونها دواره
فاطمه : هيه اشوفهن مصطفات عند الباب يبوني حق عيالهم
خزت ام راشد بنتها بنظره وقالت ف خاطرها " هاي ما تحشم لا امها ولا حتى اخوها ..!
فاطمه : راشد دخيلك اقنعها اني اقصه .. شوي بس .. والله انه جاف ومتقصف وما روم العب فيه ...
ام راشد : جب ولا كلمه ... ما بتقصينه يعني ما بتقصينه ...
فاطمه : راشد قولك شي ...
ام راشد : ف حضور صاحبة الجلاله انا مالي راي .
فاطمه : افففف بغيت عون ...!!
ام راشد : كمليها بعد .. قولي انه فرعون !!!
فاطمه : اففففففففف خلاص بنجعم ما بقول شي .. بس دخيلكم لا تسدون نفسي عن الاكل ...
ضحك راشد على فاطمه اللي ما تغيرت طول المده اللي طافت .. دومها تناقر امها ...ودومها تحن وتحن بدون فايده " مسكينه يا فطيم .. محد مسولج سالفه "
***
خالد كان يالس وسط كومة الاوراق والمستندات اللي حصلها ف الغرفة المهجوره ...عقب ساعه من التأمل ف كل ورقه من هالاوراق .. يلس خالد وهو مذهول من محتواها...عيونه ما كانت مصدقة اللي تشوفه ... حس في لحظه انه في حلم فظيع .... حلم كان يبا يوصلّه من زمان ...والحين هو بين ايده ...تنهد خالد وهو يمر على كل الاوراق.... "هالمستندات كلها خاصه في ابويه ... كلها عقارات و بيوت مسجله باسمه ..كل شي اهنيه يثبت حقنا ف الورث .... يا ربي ... حميد كيف قدر يقص عليه وخلاه يتنازل عن كل هالعقارات والممتلكات .... يا الخسيس يا حميد "
انتبه خالد لوجود كرتونه صغيره ف طرف الغرفه .. قام وسار صوبها ... ويوم فتح الكرتونه شاف فيها ورقه عليها صورة ابوه يوم كان صغير ... مسحها خالد بصبوعه عشان يخوز الغبار عنها ... وعقب باس صورة ابوه وهو مبتسم
" صدقني يالغالي اني ما نسيتك ... وانه كل اللي اسويه عشان ارد حقك ... اذا كنت ف حياتي ما بريتك وما عطيتك حقك ... صدقني الحينه بعوض كل شي ... صدقني يالغالي "
تم خالد يتأمل صورة ابوه .. حس انه يشبهه وايد ... وانه يشبه حميد بعد ... وزنها في مخه .. " انا اشبه ابويه وهو يشبه عمي " حس خالد بلوعة يوم وزنها بمخه ... " يعني انا اشبه هالحرامي ... !! " ... بس قنع عمره ف النهايه انه لو كان يشبهه شكلا .. فهو أرقى بأخلاقه " بوجهة نظره طبعا "
شل خالد الصوره وحطها ف جيبه ... وعقب انتبه للورقه ... وتم يقراها بتمعن
"تعلن المحكمه الاتحاديه..قرار تنازل السيد احمد بن علي بن فلان الفلاني عن حقه ف الارث وذلك بتسليمه كافة المستحقات والتبعات الشخصيه للسيده حميد بن علي الفلاني ..
وتحتها كان احمد باصم ...
صفر خالد بصوت واطي وحط ايده على راسه ...
" آه يالحقير .. يالنذل يا حميد .. عايش حياتك ولا جنك مسوي شي ...مبصم ابويه ع الورقه ... كيف .. كيف غفل ابويه عنك ف حزتها ..!!! .. بس ما ينلام ما كان يتوقع انه اخوه بيخونه ... مسكين يا ابويه .. ما دريت انه حميد خسيس .... اه يا ناري ... مب كفايه اللي سويته ف اخوك ... بعد محتفظ بكل سجلك الاسود ...!! .. صدق انك حقير ...وما فيك نقطه احساس ... وقاص على خواتي .. واونك حاطنهم فوق راسك ومدللهم ع الاخر ...هذا كله عشان تسكتهم ... بس لا ... لا يا حمود .... مب انا اللي ينقص علييه ... والله ... والله لاخليك تندم على كل شي سويته ."
كل شي في هالغرفه يثبت انه لأبوه حق .. الحق اللي ضاع من سنين .. الحق اللي كلاه حميد ف أيام شبابه ... كل شي اهنيه يثبت انه حميد حرامي ... الدليل اللي كان يدوره خالد من سنين الحين لقاه ...
تم خالد مبهت في الاوراق ومب عارف شو طبيعه احاسيسه ف هاللحظه ... هو مصدوم .. هو معصب ... هو مقهور .. وبنفس الوقت هو فرحان ...
في هالاثناء كانت ريم في غرفتها ومغيضه ع الاخير من هند اللي قهرتها برمستها ... كانت يالسه ع الشبريه وميوده مخدتها بالقو ... " يعني ف الفتره اللي خالد بدا يستجيبلي فيها ... تقولّي هالرمسه ... وبعدين ليش تقول عنه جيه .. يعني هو مب اخوها ؟؟! واصلا هو يموت فيها ... وما يرضى عليها ... وهيه تجازيه بهالرمسه !!...." غمضت ريم عينها بالقو .. ما كانت تبا تنصدم من هند ... ولا تبا تخسرها عشان خالد ... بس غصبا عليها تتذكر رمستها وتنقهر ... تأففت ريم بالقو .. وسارت صوب التيلفون واتصلت حق علايه ....
عليا : هلا هلا .. هلا بالغاليه هلا ..
ريم ببرود : هلا عليوتي .. شخبارج ؟
عليا : بخير حبيبتي .. انتي شحالج ؟ عساج بخير ؟
ريم : افففففففف مادري مادري ...
عليا : ويييييييييه حبيبة القلب متضايجه وانا اخر من يعلم ...
ريم : عليوه بصيح بصيح ...
عليا بجديه : ويه بسم الله عليج ... ليش تصيحين عاد !!!
ريم : فيني غصه ..
عليا حست انه السالفه فيها خالد ...
عليا : من شو عاد ؟
ريم : ما بتتوقعين ...
عليا : اصلا انا متوقعه ومتأكده من قبل ما تقولين ....
ريم : شوقصدج ؟!
عليا : انتي منقهره من الاخ خالد اكيد ...
ريم رفعت حاجبها : شمعنى خالد يعني ..!!
عليا : لانه انتي محد يصيحج غير هالخالد اللي ما دري متى بيستوي انسان واضح
ريم : افففففف عليا لا تزيدين همي .. انا مب متضايجه من خالد بحد ذاته
عليا : عيل من منو انسه ريم ؟
ريم : من اخته ..
عليا باستغراب : اخته ؟!!! أي اخت ...!! لا تقولين هند
ريم : يعني فيه غيرها ..!!! اكيد هند
عليا : انتي شو تقولين ..!! متغصصه من هند !! هند هند ما غيرها ...
ريم : اففف عليوه بس عاد ... يعني منو غيرها ..
عليا : مادري بس استغربت ... هند دومها راعية ذوق ودومج تمدحينها .. شو اللي جلبج عليها مره وحده ..!
ريم : اسمعي واحكمي ...
عليا : قولي لنشوف
ريم : يتني وبدون مقدمات وقالتلي لا تفكرين بخالد وهو ما يصلحلج وهو ما يعرف بالحب ...ومن هالرمسه
عليا : انزين ؟!
ريم : شو انزين ..!!!!!
عليا : انزين كملي وبعدين ؟
ريم : بس هاللي صار ... وانا من رمستني والغصه ضاربتني .. ومابا اشوفها ولا ارمس وياها بعد
عليا : تبين الصدق ...
ريم : هيه ؟!
عليا : هذا اخوها وهيه ادرابه ... يعني هيه ما بتقولج هالرمسه منه والدرب ....! اكيد تبا مصلحتج
ريم : عليا انتي ما تشوفين رمسته هو عنها و رمستها هيه عنه ... الصراحه حرام عليها جيه تقول عنه ... خالد محد حاس فيه .. الكل يشوفه بليا مشاعر ...بس هو ف داخله انسان والله انسان ...
عليا : أدري انه الانسان ... بس كل انسان يختلف عن الثاني .. وهيه اكيد تدري بأخوها ... وبعدين تعالي بخبرج .. هند ما كانت بتقول هالرمسه الا انها حاسه بشي ....
ريم : شي مثل شو يعني .!
عليا : مادري انتي قيسيها ف مخج
ريم : قستها وما طلع ويايه شي ...
عليا : اخاف اقولج و تغيضين عليه انا الثانيه
ريم : قولي عاد لا تحرقين اعصابي
عليا : اخاف ... اخاف انه خالد هو الي مطرشنها
ريم : انتي شو تقولين ...!!!!
عليا : اقولج احساسي ... ومن قلتيلي انها يتج بدون مقدمات توقعت انه هو مطرشنها
ريم حست انها انجرحت من كلام عليا .. وما كانت مقتنعه فيه
ريم : لا ما ظن ... ماظن ماظن يا عليا ..
عليا : وليش ما تظنين !! .. خالد من متى يعبرج اصلا ..!
ريم تغير صوتها : من جريب ... من جريب بدا يعبرني ... ووعدني انه ما يخليني ... هو قالها يا عليا ..قالها بعظمة لسانه ... كان صادق فيها .. انا حسيت بصدقه ...ليش ما تبون تفهموني ...ليش تبوني ابتعد عنه غصب ..!!!
عليا : هدي شوي يا ريم عشان اعرف ارمسج
ريم : عليا صدقيني هو ما يدري عن شي .. وهند روحها متفلسفه ..
عليا : انزين نفرض انه كلامج صح .... شو ناويه تسوين ...
ريم : ما دري ...
عليا : ريم .. ابتعدي عن خالد هالفتره ...
ريم : انتي شو تقولين .. ترمسين وجني جريبه منه ... عليا انا ما اشوفه الا بالنادر ... يعني اصلا ما شي مجال للشك ..!!
عليا : اففففففففف يا ريم انتي لازم تعرفين شو اللي خلى هند تقول هالرمسه ... عشان تتجنبين تسوينه ...
ريم : اقولج اقولج ... خلاص انسي السالفه
عليا : ليش عاد ...!!!!!
ريم : لانه الكلام فيها ما بيجدم ولا بيأخر ... هذا خالد وهذي انا .. وخلاص محد له علاقه فينا ...
عليا: رييييييييم !! شو هالرمسه !!
ريم وصوتها بدا يتغير : لاني مليت ... مليت من هالمعامله .. كل كلامكم لي يحسسني اني ارتكبت جريمه يوم اني حبيته ... انتي ما تدرين انه الحب هو الشي الوحيد اللي ايي فجأه ... !!
عليا تنهد : خلاص ريماني .. سوي اللي يملييه عليج ضميرج ... واذا كان خالد مثل ما تقولين .. فأنا اول وحده بتباركلج على خطوتج هاذي ..
ريم : عليا انا ريم .. ريم ربيعتج .. مستحيل ارخص عمري لآي انسان .! حتى لو كان خالد .. تسمعيني حتى لو كان خالد ...!!
عليا : وانا مصدقتنج ... وانا ترا عليا ربيعتج ... اللي وياج ف كل شي ...
ريم : يعني مصدقتني ؟
عليا : وبدون ما تحاولين تبررين بعد
ريم : فديتج يا عليا .. مالي غيرج انا
عليا : فديت قلبج . الممهم ريماني .. ابا اطلب طلب كنووووني
ريم : قولي
عليا : ما باج تبينين حق هند انج منقهره منها ... خلج كول عشان تعرف انه انتي مب مهتمه بالرمسه لانها مالها اساس من الصحه اصلا
ريم : يعني تبيني امثل عليها
عليا : هيه
ريم : خلاص حبي بحاول .. وانتي ادعيلي ... مب ناقصه مشاكل ثانيه انا ...
عليا : هههههههههههههه اوكيه
ريم : يلا عيل بخليج ... باي
عليا : باي
فاطمه : اصبحنا واصبح الملك لله ... يا امايه توها الساعه 11 ...
ام راشد : و11 شويه يعني ..!!! وسيفوه اخوج ما وعيتيه وانتي نازله ..؟
فاطمه : لا امايه ما وعيت حد ... شحالك راشد ؟ شو اصبحت ؟!
راشد ابتسم : الحمدلله بخير وعافيه ...
فاطمه : اكيد بخير ونعمه ... ما حصلتلك هزبه من الصبح شراتي .!
ام راشد : مسودة الويه
راشد :ههههههههه فطوم متى بتتعلمين تسحين شعرج من الصبح
فاطمه : يوم بتخلوني اقصه وافتك من هالغافه اللي فوق راسي ...
راشد : ههههههههههههه اول مره اشوف وحده ما تداني شعرها شراتج !!
فاطمه : من زينه عاد .. طويل ع الفاضي
ام راشد : ليش ع الفاضي .. الحريم يحبون البنت اللي شعرها طويل .. ويدورونها دواره
فاطمه : هيه اشوفهن مصطفات عند الباب يبوني حق عيالهم
خزت ام راشد بنتها بنظره وقالت ف خاطرها " هاي ما تحشم لا امها ولا حتى اخوها ..!
فاطمه : راشد دخيلك اقنعها اني اقصه .. شوي بس .. والله انه جاف ومتقصف وما روم العب فيه ...
ام راشد : جب ولا كلمه ... ما بتقصينه يعني ما بتقصينه ...
فاطمه : راشد قولك شي ...
ام راشد : ف حضور صاحبة الجلاله انا مالي راي .
فاطمه : افففف بغيت عون ...!!
ام راشد : كمليها بعد .. قولي انه فرعون !!!
فاطمه : اففففففففف خلاص بنجعم ما بقول شي .. بس دخيلكم لا تسدون نفسي عن الاكل ...
ضحك راشد على فاطمه اللي ما تغيرت طول المده اللي طافت .. دومها تناقر امها ...ودومها تحن وتحن بدون فايده " مسكينه يا فطيم .. محد مسولج سالفه "
***
خالد كان يالس وسط كومة الاوراق والمستندات اللي حصلها ف الغرفة المهجوره ...عقب ساعه من التأمل ف كل ورقه من هالاوراق .. يلس خالد وهو مذهول من محتواها...عيونه ما كانت مصدقة اللي تشوفه ... حس في لحظه انه في حلم فظيع .... حلم كان يبا يوصلّه من زمان ...والحين هو بين ايده ...تنهد خالد وهو يمر على كل الاوراق.... "هالمستندات كلها خاصه في ابويه ... كلها عقارات و بيوت مسجله باسمه ..كل شي اهنيه يثبت حقنا ف الورث .... يا ربي ... حميد كيف قدر يقص عليه وخلاه يتنازل عن كل هالعقارات والممتلكات .... يا الخسيس يا حميد "
انتبه خالد لوجود كرتونه صغيره ف طرف الغرفه .. قام وسار صوبها ... ويوم فتح الكرتونه شاف فيها ورقه عليها صورة ابوه يوم كان صغير ... مسحها خالد بصبوعه عشان يخوز الغبار عنها ... وعقب باس صورة ابوه وهو مبتسم
" صدقني يالغالي اني ما نسيتك ... وانه كل اللي اسويه عشان ارد حقك ... اذا كنت ف حياتي ما بريتك وما عطيتك حقك ... صدقني الحينه بعوض كل شي ... صدقني يالغالي "
تم خالد يتأمل صورة ابوه .. حس انه يشبهه وايد ... وانه يشبه حميد بعد ... وزنها في مخه .. " انا اشبه ابويه وهو يشبه عمي " حس خالد بلوعة يوم وزنها بمخه ... " يعني انا اشبه هالحرامي ... !! " ... بس قنع عمره ف النهايه انه لو كان يشبهه شكلا .. فهو أرقى بأخلاقه " بوجهة نظره طبعا "
شل خالد الصوره وحطها ف جيبه ... وعقب انتبه للورقه ... وتم يقراها بتمعن
"تعلن المحكمه الاتحاديه..قرار تنازل السيد احمد بن علي بن فلان الفلاني عن حقه ف الارث وذلك بتسليمه كافة المستحقات والتبعات الشخصيه للسيده حميد بن علي الفلاني ..
وتحتها كان احمد باصم ...
صفر خالد بصوت واطي وحط ايده على راسه ...
" آه يالحقير .. يالنذل يا حميد .. عايش حياتك ولا جنك مسوي شي ...مبصم ابويه ع الورقه ... كيف .. كيف غفل ابويه عنك ف حزتها ..!!! .. بس ما ينلام ما كان يتوقع انه اخوه بيخونه ... مسكين يا ابويه .. ما دريت انه حميد خسيس .... اه يا ناري ... مب كفايه اللي سويته ف اخوك ... بعد محتفظ بكل سجلك الاسود ...!! .. صدق انك حقير ...وما فيك نقطه احساس ... وقاص على خواتي .. واونك حاطنهم فوق راسك ومدللهم ع الاخر ...هذا كله عشان تسكتهم ... بس لا ... لا يا حمود .... مب انا اللي ينقص علييه ... والله ... والله لاخليك تندم على كل شي سويته ."
كل شي في هالغرفه يثبت انه لأبوه حق .. الحق اللي ضاع من سنين .. الحق اللي كلاه حميد ف أيام شبابه ... كل شي اهنيه يثبت انه حميد حرامي ... الدليل اللي كان يدوره خالد من سنين الحين لقاه ...
تم خالد مبهت في الاوراق ومب عارف شو طبيعه احاسيسه ف هاللحظه ... هو مصدوم .. هو معصب ... هو مقهور .. وبنفس الوقت هو فرحان ...
في هالاثناء كانت ريم في غرفتها ومغيضه ع الاخير من هند اللي قهرتها برمستها ... كانت يالسه ع الشبريه وميوده مخدتها بالقو ... " يعني ف الفتره اللي خالد بدا يستجيبلي فيها ... تقولّي هالرمسه ... وبعدين ليش تقول عنه جيه .. يعني هو مب اخوها ؟؟! واصلا هو يموت فيها ... وما يرضى عليها ... وهيه تجازيه بهالرمسه !!...." غمضت ريم عينها بالقو .. ما كانت تبا تنصدم من هند ... ولا تبا تخسرها عشان خالد ... بس غصبا عليها تتذكر رمستها وتنقهر ... تأففت ريم بالقو .. وسارت صوب التيلفون واتصلت حق علايه ....
عليا : هلا هلا .. هلا بالغاليه هلا ..
ريم ببرود : هلا عليوتي .. شخبارج ؟
عليا : بخير حبيبتي .. انتي شحالج ؟ عساج بخير ؟
ريم : افففففففف مادري مادري ...
عليا : ويييييييييه حبيبة القلب متضايجه وانا اخر من يعلم ...
ريم : عليوه بصيح بصيح ...
عليا بجديه : ويه بسم الله عليج ... ليش تصيحين عاد !!!
ريم : فيني غصه ..
عليا حست انه السالفه فيها خالد ...
عليا : من شو عاد ؟
ريم : ما بتتوقعين ...
عليا : اصلا انا متوقعه ومتأكده من قبل ما تقولين ....
ريم : شوقصدج ؟!
عليا : انتي منقهره من الاخ خالد اكيد ...
ريم رفعت حاجبها : شمعنى خالد يعني ..!!
عليا : لانه انتي محد يصيحج غير هالخالد اللي ما دري متى بيستوي انسان واضح
ريم : افففففف عليا لا تزيدين همي .. انا مب متضايجه من خالد بحد ذاته
عليا : عيل من منو انسه ريم ؟
ريم : من اخته ..
عليا باستغراب : اخته ؟!!! أي اخت ...!! لا تقولين هند
ريم : يعني فيه غيرها ..!!! اكيد هند
عليا : انتي شو تقولين ..!! متغصصه من هند !! هند هند ما غيرها ...
ريم : اففف عليوه بس عاد ... يعني منو غيرها ..
عليا : مادري بس استغربت ... هند دومها راعية ذوق ودومج تمدحينها .. شو اللي جلبج عليها مره وحده ..!
ريم : اسمعي واحكمي ...
عليا : قولي لنشوف
ريم : يتني وبدون مقدمات وقالتلي لا تفكرين بخالد وهو ما يصلحلج وهو ما يعرف بالحب ...ومن هالرمسه
عليا : انزين ؟!
ريم : شو انزين ..!!!!!
عليا : انزين كملي وبعدين ؟
ريم : بس هاللي صار ... وانا من رمستني والغصه ضاربتني .. ومابا اشوفها ولا ارمس وياها بعد
عليا : تبين الصدق ...
ريم : هيه ؟!
عليا : هذا اخوها وهيه ادرابه ... يعني هيه ما بتقولج هالرمسه منه والدرب ....! اكيد تبا مصلحتج
ريم : عليا انتي ما تشوفين رمسته هو عنها و رمستها هيه عنه ... الصراحه حرام عليها جيه تقول عنه ... خالد محد حاس فيه .. الكل يشوفه بليا مشاعر ...بس هو ف داخله انسان والله انسان ...
عليا : أدري انه الانسان ... بس كل انسان يختلف عن الثاني .. وهيه اكيد تدري بأخوها ... وبعدين تعالي بخبرج .. هند ما كانت بتقول هالرمسه الا انها حاسه بشي ....
ريم : شي مثل شو يعني .!
عليا : مادري انتي قيسيها ف مخج
ريم : قستها وما طلع ويايه شي ...
عليا : اخاف اقولج و تغيضين عليه انا الثانيه
ريم : قولي عاد لا تحرقين اعصابي
عليا : اخاف ... اخاف انه خالد هو الي مطرشنها
ريم : انتي شو تقولين ...!!!!
عليا : اقولج احساسي ... ومن قلتيلي انها يتج بدون مقدمات توقعت انه هو مطرشنها
ريم حست انها انجرحت من كلام عليا .. وما كانت مقتنعه فيه
ريم : لا ما ظن ... ماظن ماظن يا عليا ..
عليا : وليش ما تظنين !! .. خالد من متى يعبرج اصلا ..!
ريم تغير صوتها : من جريب ... من جريب بدا يعبرني ... ووعدني انه ما يخليني ... هو قالها يا عليا ..قالها بعظمة لسانه ... كان صادق فيها .. انا حسيت بصدقه ...ليش ما تبون تفهموني ...ليش تبوني ابتعد عنه غصب ..!!!
عليا : هدي شوي يا ريم عشان اعرف ارمسج
ريم : عليا صدقيني هو ما يدري عن شي .. وهند روحها متفلسفه ..
عليا : انزين نفرض انه كلامج صح .... شو ناويه تسوين ...
ريم : ما دري ...
عليا : ريم .. ابتعدي عن خالد هالفتره ...
ريم : انتي شو تقولين .. ترمسين وجني جريبه منه ... عليا انا ما اشوفه الا بالنادر ... يعني اصلا ما شي مجال للشك ..!!
عليا : اففففففففف يا ريم انتي لازم تعرفين شو اللي خلى هند تقول هالرمسه ... عشان تتجنبين تسوينه ...
ريم : اقولج اقولج ... خلاص انسي السالفه
عليا : ليش عاد ...!!!!!
ريم : لانه الكلام فيها ما بيجدم ولا بيأخر ... هذا خالد وهذي انا .. وخلاص محد له علاقه فينا ...
عليا: رييييييييم !! شو هالرمسه !!
ريم وصوتها بدا يتغير : لاني مليت ... مليت من هالمعامله .. كل كلامكم لي يحسسني اني ارتكبت جريمه يوم اني حبيته ... انتي ما تدرين انه الحب هو الشي الوحيد اللي ايي فجأه ... !!
عليا تنهد : خلاص ريماني .. سوي اللي يملييه عليج ضميرج ... واذا كان خالد مثل ما تقولين .. فأنا اول وحده بتباركلج على خطوتج هاذي ..
ريم : عليا انا ريم .. ريم ربيعتج .. مستحيل ارخص عمري لآي انسان .! حتى لو كان خالد .. تسمعيني حتى لو كان خالد ...!!
عليا : وانا مصدقتنج ... وانا ترا عليا ربيعتج ... اللي وياج ف كل شي ...
ريم : يعني مصدقتني ؟
عليا : وبدون ما تحاولين تبررين بعد
ريم : فديتج يا عليا .. مالي غيرج انا
عليا : فديت قلبج . الممهم ريماني .. ابا اطلب طلب كنووووني
ريم : قولي
عليا : ما باج تبينين حق هند انج منقهره منها ... خلج كول عشان تعرف انه انتي مب مهتمه بالرمسه لانها مالها اساس من الصحه اصلا
ريم : يعني تبيني امثل عليها
عليا : هيه
ريم : خلاص حبي بحاول .. وانتي ادعيلي ... مب ناقصه مشاكل ثانيه انا ...
عليا : هههههههههههههه اوكيه
ريم : يلا عيل بخليج ... باي
عليا : باي
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
بندت ريم عن عليا وهيه تحس براحه شوي ..بس كلام عليا بعده ف بالها ... معقوله يكون خالد ههو اللي مطرش هند ؟! بس ليش بيطرشها ...!! هو صريح .. ولابعد الحدود بعد ... لو كان صدق متملل منها جان حست هيه .... هزت ريم راسها بالقو عشان تطرد ه الافكار السودا ... وعقبها فرت المخده وطلعت من الغرفه ...
في غرفة شيخه وحميد
دخل حميد الغرفه وسكر الباب وراه بهدوء وسار صوب شيخه اللي قام يتوله عليها ف الفتره الاخيره
حميد : شيخه....
صدت شيخه صوبه
حميد ابتسم : شخبارج اليوم ..؟!
شيخه : مثل ما تشوف ....
حميد : أنا اشوف انج احسن بوايد ...
شيخه تنهد : الحمدلله ع كل حال ....
حميد : هيه والله الحمدلله ع كل حال ... خلج راضيه دوم يا شيخه
شيخه : الله كريم يا حميد .. الله كريم
حميد : ولدج ميود اليوم اتصل ....
شيخه : شو عنده .؟!
حميد : وايد يحاتيج ... يبا يرمسج ....
شيخه : آه .... خلها ف القلب يا بو عبدالله
حميد : لا ما بخليها ف القلب .... انتي لين متى بتمين تعانين بروحج .. لين متى بتمين تكتمين احساسج .!!
شيخه اغتبنت : شو تباني اقول يا حميد ...
حميد : شيخه ...مايد شو ذنبه من هذا كله ... شو ذنبه هالمسكين ...!!!
شيخه : مايد ..!! ...
حميد : هيه مايد ... ليش ما تبين ترمسينه يا شيخه ... ليش تعذبينه ...!!!
شيخه نزلت راسها وما ردت
حميد : شيخه ليش تبين تعاقبينه ... !!!
شيخه : انا مابا اعاقب حد يا حميد ... بس ... بس كل ما احاول اضغط ع نفسي وارمسه .. احس .. احس اني بختنق ..
حميد : هذا مايد يا شيخه ... مايد ولدج اللي دومج تسمينه الشيخ ..!!! شو ياج عليه ..!! حرام عليج يا شيخه
شيخه نزلت دمعتها : حميد ... كل ما .. تعرف ليش انا ما ابا ارمسه ...؟
حميد : ليش؟ !!!
شيخه : لاني ادري اني كل ما رمسته بذكر عبدالله ... كل مره صدقني ... وانا مابا اذكر عبدالله واللي استوى لعبدالله ... ابا انسى يا حميد ابا انسى
حميد وقف وحط ايده ع جتفها : شيخه ... لا تحاولين توصلين للمستحيل ... تبين تنسين عبدالله ..!؟ فيه ام تنسى ولدها ..!! لو كان فيه ام جيه صدقيني جان ما سموها ام ... شيخه انا ادري انه الصدمه بعدها مأثره عليج .. وادري انج حزنانه عليه للحينه ... بس هذا مب معناته انه الحياة تتوقف .... الله اللي عطى وهو اللي خذا ... لازم تكونين راضيه ..
شيخه انهمرت دموعها على ايد حميد
حميد : شيخه لازم نرد لحياتنا الطبيعيه ...لازم نرد لعيالنا ... شيخه الحياه جيه ما بتسمر .. وجان كل ام حزن ع ولدها هالحزن كله جان ما تمت ام على ويه الارض
شيخه بصوت مبحوح: ادري يا حميد ... ادري ... حميد انا اباك ما تهدني ... انا محتاجه لك
حميد ابتسم ومسح دموعها : وانا محتاج لج ... يا شيخه انتي راحتي ف هالدنيا ... انا يوم اشوفج ضايجه وحزينه .. كل الدنيا تسود في عيوني ...
شيخه ابتسمت وسط دموعها وشافت حميد بنظرة حنونه
حميد : هيه يا شيخه ... انتي ما تعرفين جيمتج ... انتي عيوني وحياتي كلها ... يا شيخه مب بس انا اللي حاس بالغربه بدونج ... الكل .. الكل .. نوره وريم وشمامي ... شمامي اصغر عيالج ... محتاجه لج .. شيخه ... شيخه رديلنا .. نحن بنحطج بعيوننا ...
شيخه حطت ايدها ع راس حميد : الله يخليك لي يا حميد ...والله يحفظ عيالي ولا يحرمني من شوفتهم حوالي ...
حميد : ويحفظ لنا يا شيخه .... يالله يا شيخه الحريم كلهم ... تعالي ننزل تحت .. ترا هند ما بترتاح الا يوم بتشوفج رديتي عمتها ام لسان طويل
شيخه ضحكت بصوت واطي : تربيتك يا حميد ...
حميد : وافتخر بإنتاجاتي بعد
شيخه ابتسمت
حميد : يلا نسير ناكلننا شي ..؟
شيخه : بنسير بس عقب شوي ...
حميد : شمعنى يعني ؟!!!
شيخه : عشان ما يشوفون عيالي دموعي ويتضايجون
يود حميد شيخه من ايدها وباسها ...
حميد : على امرج ...
ابتسمتله شيخه وحطت راسها على جتفه وهيه تحس براحه فظيعه
***
في الشارجه ...
توه واصل عند باب بيت راشد .. اطرافه كانت تتنافض من خوفه ... الموقف اكيد بيكون صعب وحرج ... بس هو كان يبا يرتاح ... كان يبا ينهي كل شي يخصه اتجاه راشد .... يبا يعيش طبيعي حاله حال كل الناس
بلع ناصر ريجه ... ومد ايده ودق الجرس ....
بعد ثواني ...طلعله سيف .. واول ما شافه ناصر ما عرف شو يقول .. وحس انه نسى الكلام اللي كان مرتبنه
سيف : خير يا الاخو ..؟
ناصر : آآآآ ..ال .. السلام عليكم
سيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ناصر : شخبارك ؟
سيف : تمام ... خير يا اخويه منو بغيت ..!؟
ناصر : انته . .... انته راشد ؟!
سيف : لا والله ... انا مب راشد ... انا اخوه سيف ...
ناصر : حياك الله يا سيف ... انا بصراحه بغيت اشوفه
سيف بشك : انته ربيعه ..؟!
ناصر ارتبك " ليش هالسؤال يعني " : آآآآ يعني .. تقدر تقول جيه
سيف : أهااا ... اوكيه دقايق بس
مشى سيف صوب الباب وهو مستغرب من هالشخص اللي شكله مرتبك وخايف من شي .. ودخل الصاله .. وجابل ابوه وامه وراشد
ام راشد : منو هاللي ياينا ف عز الظهر يا سيف ؟
سيف : مادري ... هذا واحد يبغي راشد
راشد : يبغيني انا ؟!
سيف : هيه ... بس تبا الصدق .. شكله اصلا ما يعرفك
راشد خاف :ما يعرفني ويسأل عني ...
بو راشد : خلني انا بسيرله بشوف شو عنده
راشد : ليش يابويه تسيرله ... هو يباني انا .. وانا اللي بشوف شو عنده
بو راشد : لا انته استريح ... ما صدقنا تظهر من السجن ..
راشد : شو يخصه يا ابويه ؟!
بو راشد : يمكن يكون واحد منهم يبا يطيحك ف مشكله هو الثاني ...
راشد ابتسم : يا ابويه لا تسيء الظن .. خلني اسير واشوفه
بو راشد : ريلي ع ريلك
راشد : قوم ويايه ...
مشى راشد ... ووراه كان بو راشد و سيف اللي دفعه الفضول انه يعرف شو السالفه ... ويوم وصلوا عند الباب.. انصدم ناصر من منظرهم .. وحس انه في حلبة مصارعه ... " بلاهم كلهم يايين يستقبلوني ..!".. وكان يبا يتراجع بس طيارته لعصر ولازم يرمس راشد حالا
راشد : مرحبا يا الخوي ... انا راشد
ناصر اتنافض اول ما سمع اسمه وحس انه لسانه ثجل وما عرف شو يقول
راشد : اخويه ؟ وين سرت .. انتي طلبتني .. خير ان شالله فيه شي ؟!
ناصر: ا الحمدلله ع السلامه استاذ راشد
راشد ابتسم بعذوبه .. : الله يسلمك من الشر ...من ذوقك والله ... بس ما عرفتني بنفسك ...
ناصر حس عمره حقير جدام طيبة راشد وسماحة ويهه ... نزل راسه للارض بندم واضح .. وعقب رفعه وشاف ويه راشد المبتسم " اتمنى انك تقدر تسامحني ..."
ناصر: انا خويك ناصر ...
راشد : والنعم والله ... بس اسمحلي صدق صدق ما عرفتك ..؟
ناصر: ممم انا ياينك ف سالفه .... وعقبها ان شالله بتعرفني ...
راشد : تفضل تفضل .. اسمحلنا وقفناك ف الشمس ...
ناصر بلع ريجه : دام فضلك
تجدم راشد صوب الميلس ومشى ناصر وراه .. اما بو راشد وولده فدشوا الصاله
راشد : حياك الله يا ناصر ...
ناصر بارتباك : ب بخير ربي يعافيك ... وانته شخبارك اليوم ؟
راشد : اكيد احسن من كل يوم .. دام اني ف البيت وبين اهلي وناسي
حس ناصر بنغزه في قلبه ... واحساسه بالندم يتضاعف كل ثانيه
ناصر : ان شالله ايامك كلها سعيده يا راشد
راشد ابتسم ورفع ايده : من بؤك لباب السما ....
لحظات صمت
راشد : بصراحه يا خويه انته اثرت فضولي ...
ناصر بلع ريجه : لانه ... لانه الموضوع اللي ياينك فيه مب هين ... وو قبل ما ابدا فيه اتمنى انك تسامحني ... لاني مسافر اليوم العصر وساير لبيت الله .. وناوي استقر هناك ... لاني الحمدلله حصلتلي وظيفه زينه هناك
راشد : الله يوفقك ... بس ليش تشتغل برع البلاد ؟ الدوله مب مقصره .. موفره وظايف للمواطنين
ناصر : للسبب اللي ياينك فيه
راشد : تفضل يا اخويه وانا بسمعك وان شالله اقدر اساعدك
ناصر بدا يفرك ايده وحس انه قلبه طاح ووصل لريوله ... بس حاول يتمسك وغمض عينه بالقو ونطق بأول كلمتين
ناصر : بخصوص سالفة سجنك
راشد فز وتم مبهت ف ناصر
راشد : سجني ؟؟!!! شو السالفه ياخويه وقفت قلبي
ناصر : انا .... انا
راشد وقف : انته شو !!!!!!!!!!!
ناصر : انا ياي اكفر عن ذنبي اللي ارتكبته في حقك يا راشد .... والله الشاهد اني كنت عبد مأمور اركض ورا البيزات و المخدرات ... بس والله والله الحين تبت ... تبت لربي يا راشد ومب ناقصني غير رضاك وصفحك عني
راشد: انته ... انته شو تقول !!!
ناصر : راشد هد اعصابك واسمعني ... شوف يا راشد.... اللي سوا فيك كل هذا كان هدفه الانتقام .. بس هو مات الحين ... مات وخلاني انا اهنيه اتعذب من وراه ....
راشد تم مبهت في ناصر وحس انه النار تشتعل ف ويهه
راشد : منو اللي سوا فيني هذا ... ولييييش ..!!!! ... وانته ... وانته شو علاقتك بالموضوع ...!!!
ناصر : ماقدر اقولك شي ... بس اللي اعرفه انه صاحب الفكره كان يبغيك تعرف انه مب أي يقدر عليه .. بس ليش وشو السبب اقسملك بالله اني ما عرف ... بس اللي اعرفه اني كنت عبد مأمور اركض ورا الفلوس والمخدرات ... يا راشد انا مب اقدر ارقد الليل ولا النهار من خوفي انك ما تسامحني وما تصدقني
راشد : تباني اسامحك ..!!! اسامحك على كل اللي سوتوه فيني .... وبعدين شو هو الشي اللي سويته وخلى ربيعك ينتقم مني بهالشكل .. ومنو يطلع ربيعك هذا ....!!!
ناصر نزل راسه : الريال مات .. ومب من مصلحتك انك تعرفه ...
راشد بصوت عالي : لازم اعرفه ... تعرف شو يعني لازم
ناصر دمعت عيونه وتقرب من راشد ويود ايده : سامحني يا راشد ... دخيلك سامحني ... انته ريال طيب .. وانا ندمان .. اقسم بالله اني ندمان على كل شي... حاولت كذا مره اييك السجن واعترفلك ..بس ... بس كنت اخاف ... ويوم عرفت انك طلعت ما اقدر استحمل النار اللي ف جوفي اكثر ... قلت لازم اييك .. دخيلك .. دخيلك سامحني ...
شل راشد ايده وهو جاز من ناصر : تباني اسامحك عى شو ولا على شو ...!!! على سمعتي اللي راحت ..!! على ايامي السودا ف السجن ... على عذاب اهلي ..!! على خسران أعز شخص على قلبي ... ولا على شو ..!!!
ناصر يلس ع الارض وبدا يصيح بهستيريه : راشد دخيل الله ... دخيل الله سامحني .... انا تعبان يا راشد ... ابا ارتاح ... راشد صدقني ..صدقني ما بتشوفني مره ثانيه ف البلاد ... صدقني هاي اول واخر مره تشوفني فيها ... انا بسافر بودر البلاد بسير السعوديه وبشتغل هناك ... بودر اهلي وبلادي عشان اريحك مني ... بس ما اقدر اسير واعيش العذاب نفسه .. ابا ارتاح دخيلك ابا ارتاح
راشد غمض عيونه وانفاسه بدت تتسارع ... حس انه يبا يطلع حرته ف هالانسان ... هو كان ناوي ينسى السجن وايامه ... بس زيارة ناصر خربت كل مخططاته ... كان يبا يرفسه ويطيره بعيد بس اخلاقه ما تسمحله
راشد وهو مغمض عيونه بالقو
راشد : منو اللي مخطط لكل هذا
ناصر مسح دموعه بكف ايده وجنه ياهل صغير
في غرفة شيخه وحميد
دخل حميد الغرفه وسكر الباب وراه بهدوء وسار صوب شيخه اللي قام يتوله عليها ف الفتره الاخيره
حميد : شيخه....
صدت شيخه صوبه
حميد ابتسم : شخبارج اليوم ..؟!
شيخه : مثل ما تشوف ....
حميد : أنا اشوف انج احسن بوايد ...
شيخه تنهد : الحمدلله ع كل حال ....
حميد : هيه والله الحمدلله ع كل حال ... خلج راضيه دوم يا شيخه
شيخه : الله كريم يا حميد .. الله كريم
حميد : ولدج ميود اليوم اتصل ....
شيخه : شو عنده .؟!
حميد : وايد يحاتيج ... يبا يرمسج ....
شيخه : آه .... خلها ف القلب يا بو عبدالله
حميد : لا ما بخليها ف القلب .... انتي لين متى بتمين تعانين بروحج .. لين متى بتمين تكتمين احساسج .!!
شيخه اغتبنت : شو تباني اقول يا حميد ...
حميد : شيخه ...مايد شو ذنبه من هذا كله ... شو ذنبه هالمسكين ...!!!
شيخه : مايد ..!! ...
حميد : هيه مايد ... ليش ما تبين ترمسينه يا شيخه ... ليش تعذبينه ...!!!
شيخه نزلت راسها وما ردت
حميد : شيخه ليش تبين تعاقبينه ... !!!
شيخه : انا مابا اعاقب حد يا حميد ... بس ... بس كل ما احاول اضغط ع نفسي وارمسه .. احس .. احس اني بختنق ..
حميد : هذا مايد يا شيخه ... مايد ولدج اللي دومج تسمينه الشيخ ..!!! شو ياج عليه ..!! حرام عليج يا شيخه
شيخه نزلت دمعتها : حميد ... كل ما .. تعرف ليش انا ما ابا ارمسه ...؟
حميد : ليش؟ !!!
شيخه : لاني ادري اني كل ما رمسته بذكر عبدالله ... كل مره صدقني ... وانا مابا اذكر عبدالله واللي استوى لعبدالله ... ابا انسى يا حميد ابا انسى
حميد وقف وحط ايده ع جتفها : شيخه ... لا تحاولين توصلين للمستحيل ... تبين تنسين عبدالله ..!؟ فيه ام تنسى ولدها ..!! لو كان فيه ام جيه صدقيني جان ما سموها ام ... شيخه انا ادري انه الصدمه بعدها مأثره عليج .. وادري انج حزنانه عليه للحينه ... بس هذا مب معناته انه الحياة تتوقف .... الله اللي عطى وهو اللي خذا ... لازم تكونين راضيه ..
شيخه انهمرت دموعها على ايد حميد
حميد : شيخه لازم نرد لحياتنا الطبيعيه ...لازم نرد لعيالنا ... شيخه الحياه جيه ما بتسمر .. وجان كل ام حزن ع ولدها هالحزن كله جان ما تمت ام على ويه الارض
شيخه بصوت مبحوح: ادري يا حميد ... ادري ... حميد انا اباك ما تهدني ... انا محتاجه لك
حميد ابتسم ومسح دموعها : وانا محتاج لج ... يا شيخه انتي راحتي ف هالدنيا ... انا يوم اشوفج ضايجه وحزينه .. كل الدنيا تسود في عيوني ...
شيخه ابتسمت وسط دموعها وشافت حميد بنظرة حنونه
حميد : هيه يا شيخه ... انتي ما تعرفين جيمتج ... انتي عيوني وحياتي كلها ... يا شيخه مب بس انا اللي حاس بالغربه بدونج ... الكل .. الكل .. نوره وريم وشمامي ... شمامي اصغر عيالج ... محتاجه لج .. شيخه ... شيخه رديلنا .. نحن بنحطج بعيوننا ...
شيخه حطت ايدها ع راس حميد : الله يخليك لي يا حميد ...والله يحفظ عيالي ولا يحرمني من شوفتهم حوالي ...
حميد : ويحفظ لنا يا شيخه .... يالله يا شيخه الحريم كلهم ... تعالي ننزل تحت .. ترا هند ما بترتاح الا يوم بتشوفج رديتي عمتها ام لسان طويل
شيخه ضحكت بصوت واطي : تربيتك يا حميد ...
حميد : وافتخر بإنتاجاتي بعد
شيخه ابتسمت
حميد : يلا نسير ناكلننا شي ..؟
شيخه : بنسير بس عقب شوي ...
حميد : شمعنى يعني ؟!!!
شيخه : عشان ما يشوفون عيالي دموعي ويتضايجون
يود حميد شيخه من ايدها وباسها ...
حميد : على امرج ...
ابتسمتله شيخه وحطت راسها على جتفه وهيه تحس براحه فظيعه
***
في الشارجه ...
توه واصل عند باب بيت راشد .. اطرافه كانت تتنافض من خوفه ... الموقف اكيد بيكون صعب وحرج ... بس هو كان يبا يرتاح ... كان يبا ينهي كل شي يخصه اتجاه راشد .... يبا يعيش طبيعي حاله حال كل الناس
بلع ناصر ريجه ... ومد ايده ودق الجرس ....
بعد ثواني ...طلعله سيف .. واول ما شافه ناصر ما عرف شو يقول .. وحس انه نسى الكلام اللي كان مرتبنه
سيف : خير يا الاخو ..؟
ناصر : آآآآ ..ال .. السلام عليكم
سيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ناصر : شخبارك ؟
سيف : تمام ... خير يا اخويه منو بغيت ..!؟
ناصر : انته . .... انته راشد ؟!
سيف : لا والله ... انا مب راشد ... انا اخوه سيف ...
ناصر : حياك الله يا سيف ... انا بصراحه بغيت اشوفه
سيف بشك : انته ربيعه ..؟!
ناصر ارتبك " ليش هالسؤال يعني " : آآآآ يعني .. تقدر تقول جيه
سيف : أهااا ... اوكيه دقايق بس
مشى سيف صوب الباب وهو مستغرب من هالشخص اللي شكله مرتبك وخايف من شي .. ودخل الصاله .. وجابل ابوه وامه وراشد
ام راشد : منو هاللي ياينا ف عز الظهر يا سيف ؟
سيف : مادري ... هذا واحد يبغي راشد
راشد : يبغيني انا ؟!
سيف : هيه ... بس تبا الصدق .. شكله اصلا ما يعرفك
راشد خاف :ما يعرفني ويسأل عني ...
بو راشد : خلني انا بسيرله بشوف شو عنده
راشد : ليش يابويه تسيرله ... هو يباني انا .. وانا اللي بشوف شو عنده
بو راشد : لا انته استريح ... ما صدقنا تظهر من السجن ..
راشد : شو يخصه يا ابويه ؟!
بو راشد : يمكن يكون واحد منهم يبا يطيحك ف مشكله هو الثاني ...
راشد ابتسم : يا ابويه لا تسيء الظن .. خلني اسير واشوفه
بو راشد : ريلي ع ريلك
راشد : قوم ويايه ...
مشى راشد ... ووراه كان بو راشد و سيف اللي دفعه الفضول انه يعرف شو السالفه ... ويوم وصلوا عند الباب.. انصدم ناصر من منظرهم .. وحس انه في حلبة مصارعه ... " بلاهم كلهم يايين يستقبلوني ..!".. وكان يبا يتراجع بس طيارته لعصر ولازم يرمس راشد حالا
راشد : مرحبا يا الخوي ... انا راشد
ناصر اتنافض اول ما سمع اسمه وحس انه لسانه ثجل وما عرف شو يقول
راشد : اخويه ؟ وين سرت .. انتي طلبتني .. خير ان شالله فيه شي ؟!
ناصر: ا الحمدلله ع السلامه استاذ راشد
راشد ابتسم بعذوبه .. : الله يسلمك من الشر ...من ذوقك والله ... بس ما عرفتني بنفسك ...
ناصر حس عمره حقير جدام طيبة راشد وسماحة ويهه ... نزل راسه للارض بندم واضح .. وعقب رفعه وشاف ويه راشد المبتسم " اتمنى انك تقدر تسامحني ..."
ناصر: انا خويك ناصر ...
راشد : والنعم والله ... بس اسمحلي صدق صدق ما عرفتك ..؟
ناصر: ممم انا ياينك ف سالفه .... وعقبها ان شالله بتعرفني ...
راشد : تفضل تفضل .. اسمحلنا وقفناك ف الشمس ...
ناصر بلع ريجه : دام فضلك
تجدم راشد صوب الميلس ومشى ناصر وراه .. اما بو راشد وولده فدشوا الصاله
راشد : حياك الله يا ناصر ...
ناصر بارتباك : ب بخير ربي يعافيك ... وانته شخبارك اليوم ؟
راشد : اكيد احسن من كل يوم .. دام اني ف البيت وبين اهلي وناسي
حس ناصر بنغزه في قلبه ... واحساسه بالندم يتضاعف كل ثانيه
ناصر : ان شالله ايامك كلها سعيده يا راشد
راشد ابتسم ورفع ايده : من بؤك لباب السما ....
لحظات صمت
راشد : بصراحه يا خويه انته اثرت فضولي ...
ناصر بلع ريجه : لانه ... لانه الموضوع اللي ياينك فيه مب هين ... وو قبل ما ابدا فيه اتمنى انك تسامحني ... لاني مسافر اليوم العصر وساير لبيت الله .. وناوي استقر هناك ... لاني الحمدلله حصلتلي وظيفه زينه هناك
راشد : الله يوفقك ... بس ليش تشتغل برع البلاد ؟ الدوله مب مقصره .. موفره وظايف للمواطنين
ناصر : للسبب اللي ياينك فيه
راشد : تفضل يا اخويه وانا بسمعك وان شالله اقدر اساعدك
ناصر بدا يفرك ايده وحس انه قلبه طاح ووصل لريوله ... بس حاول يتمسك وغمض عينه بالقو ونطق بأول كلمتين
ناصر : بخصوص سالفة سجنك
راشد فز وتم مبهت ف ناصر
راشد : سجني ؟؟!!! شو السالفه ياخويه وقفت قلبي
ناصر : انا .... انا
راشد وقف : انته شو !!!!!!!!!!!
ناصر : انا ياي اكفر عن ذنبي اللي ارتكبته في حقك يا راشد .... والله الشاهد اني كنت عبد مأمور اركض ورا البيزات و المخدرات ... بس والله والله الحين تبت ... تبت لربي يا راشد ومب ناقصني غير رضاك وصفحك عني
راشد: انته ... انته شو تقول !!!
ناصر : راشد هد اعصابك واسمعني ... شوف يا راشد.... اللي سوا فيك كل هذا كان هدفه الانتقام .. بس هو مات الحين ... مات وخلاني انا اهنيه اتعذب من وراه ....
راشد تم مبهت في ناصر وحس انه النار تشتعل ف ويهه
راشد : منو اللي سوا فيني هذا ... ولييييش ..!!!! ... وانته ... وانته شو علاقتك بالموضوع ...!!!
ناصر : ماقدر اقولك شي ... بس اللي اعرفه انه صاحب الفكره كان يبغيك تعرف انه مب أي يقدر عليه .. بس ليش وشو السبب اقسملك بالله اني ما عرف ... بس اللي اعرفه اني كنت عبد مأمور اركض ورا الفلوس والمخدرات ... يا راشد انا مب اقدر ارقد الليل ولا النهار من خوفي انك ما تسامحني وما تصدقني
راشد : تباني اسامحك ..!!! اسامحك على كل اللي سوتوه فيني .... وبعدين شو هو الشي اللي سويته وخلى ربيعك ينتقم مني بهالشكل .. ومنو يطلع ربيعك هذا ....!!!
ناصر نزل راسه : الريال مات .. ومب من مصلحتك انك تعرفه ...
راشد بصوت عالي : لازم اعرفه ... تعرف شو يعني لازم
ناصر دمعت عيونه وتقرب من راشد ويود ايده : سامحني يا راشد ... دخيلك سامحني ... انته ريال طيب .. وانا ندمان .. اقسم بالله اني ندمان على كل شي... حاولت كذا مره اييك السجن واعترفلك ..بس ... بس كنت اخاف ... ويوم عرفت انك طلعت ما اقدر استحمل النار اللي ف جوفي اكثر ... قلت لازم اييك .. دخيلك .. دخيلك سامحني ...
شل راشد ايده وهو جاز من ناصر : تباني اسامحك عى شو ولا على شو ...!!! على سمعتي اللي راحت ..!! على ايامي السودا ف السجن ... على عذاب اهلي ..!! على خسران أعز شخص على قلبي ... ولا على شو ..!!!
ناصر يلس ع الارض وبدا يصيح بهستيريه : راشد دخيل الله ... دخيل الله سامحني .... انا تعبان يا راشد ... ابا ارتاح ... راشد صدقني ..صدقني ما بتشوفني مره ثانيه ف البلاد ... صدقني هاي اول واخر مره تشوفني فيها ... انا بسافر بودر البلاد بسير السعوديه وبشتغل هناك ... بودر اهلي وبلادي عشان اريحك مني ... بس ما اقدر اسير واعيش العذاب نفسه .. ابا ارتاح دخيلك ابا ارتاح
راشد غمض عيونه وانفاسه بدت تتسارع ... حس انه يبا يطلع حرته ف هالانسان ... هو كان ناوي ينسى السجن وايامه ... بس زيارة ناصر خربت كل مخططاته ... كان يبا يرفسه ويطيره بعيد بس اخلاقه ما تسمحله
راشد وهو مغمض عيونه بالقو
راشد : منو اللي مخطط لكل هذا
ناصر مسح دموعه بكف ايده وجنه ياهل صغير
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
راشد كان يشوف الفراغ اللي جدامه بس في عينه كانت مطبوعه صورة هند ... حس انه هالاثنين هم السبب في فقدانه لاعز انسانه ... الانسانه اللي دخلت قلبه بدون مقدمات .. حبها كبر ف داخله يوم ورا يوم .. واخر شي خسرها بسبة شخص ما يعرفه !! ولسبب بعد ما يعرفه ..!!!
ناصر : راشد ... اذا كان الله يغفر ويسامح ... انته ما بتسامح ... انا تبت ... تبت لربي يا راشد ... والله اكرمني بناس صالحين .. وعايش حياتي بين المسيد و كتاب الله ... بس ... بس الذنب اللي اقترفته بحقك هو اللي معذبني .... للمره المليون اقولك دخيلك ..
راشد صد عنه الصوب الثاني .. ما كان يحب انه أي شخص يذل عمره له .. ناصر شكله ندمان من الخاطر ... بس النار اللي ف داخل راشد بعدها ما انطفت ... الحره اللي فيه ما هدت ... راشد كان حاس انه فكره متشتت ... ومب عارف كيف يعبر عن غضبه ....
ناصر : راشد رد عليه ....
راشد زم بوزه وما كان يبا يرد علي
ناصر نزل راسه : طيبك يا راشد و اخلاقك العاليه ما تسمحلك انك تشيل ف خاطرك على انسان رجع لصوابه وعرف ربه زين ... كلمه اسف ما بتجدم ولا بتزيد ... بس ما عندي كلمه ثانيه اقولها لك ... انا الحين جدامك ... اذا تبا سلمني للشرطه وانا مستعد اعترف بكل شي ... انا ادري انه حبل المشنقه بيكون عقاب كافي لي ... وادري انه مب سهله عليك انك تسامحني ... بس انا ناوي ابدا حياه يديده بعيده عنك يا راشد ... وهالحياه اليديده ما بتنجح الا اذا مسحنا البذره السودا منها ... وهالبذره السودا محد بيمسحها غيرك ....
راشد صد صوبه وحرك شفايفه شوي بس عقب غيّر رايه وما رمس
ناصر ابتسم بأسى : اه يا راشد .. شكلك ما بتسامحني ... وما لومك .. مهما كنت حنون وطيب اللي سويناه فيك مب شويه ... انا طالع يا اخويه يا راشد .. والله يسامحني ويتقبلني ... واتمنى اني اقدر ابني شي من اللي هدمته ف حياتك ...بس ... بس كيف وانته مب راضي عليه ... انا طالع يا راشد .. وما بتشوفني بعد اليوم ... بس اعرف انه التعب بيكون هو عنوان حياتي اليديده اللي ببداها ف السعوديه ... واعرف انه مفتاح راحتي بإيدك ... مع السلامه يا راشد .. وربي يوفقك ...
مشى ناصر شوي شوي صوب الباب والدموع تارسه ويهه ... راشد ما سامحه .. راشد بعده شال عليه ... كل محاولاته لترقيق قلب راشد باءت بلفشل ... غمض ناصر عيونه يوم وصل عند باب الميلس ... وعقب مسح دموعه وكمل دربه
اما راشد فكان يشوفه وهو حاس انه مخنوق .. ناصر نادم .. ناصر تايب ... ناصر صادق بكل كلمه قالها ... هز راشد راسه بالقو وعقب صرخ بأعلي " ناااااااااااااااااااااااااااااااااااصر "
وقف ناصر وهو مستغرب وحس انه بحلم .... ويوم صد عى ورا شاف راشد وهو يركض صوبه ... ويوم وصللّه حط ايده على جتف ناصر وتم يشوف بويه خالي من التعابير ..
وناصر هو الثاني قام يشوفه بس بويه طافح من مشاعر الندم و الاحساس بالذنب ...
لحظات صمت هيه اللي مرت بين راشد وناصر ... مشاعر مختلفه كانت تنتاب الاثنين ... واحد هدم والثاني خرب ... والحين واحد يبا يبني والثاني واقف في ويه هالبناء .... راشد عقب ساعات صمت ابتسم ابتسامه خفيفه ولمع في عينه بريق غريب
راشد : سير يا ناصر ولا تشيل هم ....
ناصر تم مبهت في راشد : يعني ... يعني ...راشد انته سامحتني ...
راشد تردد شوي ..وحس انه في صراع داخلي بين الرغبه ف الانتقام و المسامحه .... تنهد راشد وحدد موقفه
راشد : اذا كان رب العالمين يغفر ويسامح ... نحن البشر ما بنسامح .. روح ربي يسامح دنيا واخره يا ناصر ..
ارتحفت عين ناصر عقب ما سمع هالكلمات ... وحس انه الدنيا ملونه عقب ما كان اللون الاسود مغطنها ... انفرجت اسارير ناصر وسط انهار الدموع اللي كانت على ويهه ... وبلحظه حس انه جدام انسان عظيم يستحق التكريم ... تقرب منه ناصر وباسه فوق راسه.. وتوكل على ربه ... وانتهت قصة عذاب ناصر ف هاللحظه و انطلق لعالمه اليديد ....
نرجع لريم اللي طلعت من حجرتها عقب ما رمست عليا وهيه حاسه براحه خفيفه لمجرد انها قدرت تفضفض حق عليا بدون أي مقدامت أو حواجز ... كانت تبا تظهر من جو الغرفه الكئيب وتبا تنسى رمسة هند وعليا اللي بدت تسيطر على تفكيرها ... وهيه تمشي صدت صوب غرفة خالد وتمت تشوفها " الحين هو موجود ولا لأ ؟ .." تنهدت ريم وعينها بعدها ع الغرفه " معقوله يا خالد تكوت محتار ف مشاعر اتجاهي ؟! ولا اصلا انته ما تبا تتبينلي طبيعة هالمشاعر ..!!!! والله حيرتني يا ولد عمي ...!؟" كملت دربها ونزلت من الدري وعقلها يفكر بأمور وايده ... حركة هند اليوم ورمسة عليا خلتها تحس انه حبها لخالد دايما محفوف بالمصاعب ... ليش !! وشمعنى هيه ..!!.... الحواجز اللي تبعد بينها وبين خالد سببتلها عقده من هالحب الصادق الغير متوقع ... وصلت ريم لاخر الدري و عقب يلست عليه وهيه تتأفف " أف أف أف شو هالحاله ..!!! "
.... : الحمد لله والشكر ...
سمعت ريم هالصوت وهو ياي من فوق وصدت وشافت نوره ... نوره شكلها هاليومين مب طبيعي ... التفكير بموضوع عمر أرهقها ... الشحوب والهالات السودا زايده ع ويهها ... نزلت نوره من الدري ويلست حذال اختها
نوره : بلاج تتأففين !!
ريم شافتها وعقب صدت الصوب الثاني
ريم : ما فيني شي ..!
نوره : انتي ليكون للحين تتحريني انا السبب ف طيحه خالد !!
ريم ابتسمت نص ابتسامه
ريم : لا لا ... انا كنت متوتره حزتها وما دري حتى شو قلتج
تنهدت نوره
نوره : تبين الصدق ...
ريم : هممم
نوره : يلست طول الليل أفكر ف السالفه .. شو السر ورا نظراته لي .. وطيحته ...!! .. حاولت اتذكر المواقف اللي جمعتي فيه .... بس ما حصلت شي .... اصلا انا ف الفتره الاخيره كنت وايد اتحاشاه ... يعني مب مبينا شي
ريم هزت جتفها : مادري والله .. يمكن هند تعرف ...
نوره هزت راسها
نوره : لا ما تعرف ... توني كنت عندها فوق وقالت لي انها ما تعرف
ريم باستهزاء
ريم : دخيلج عاد ... هند مستويه غامضة هاليومين ومادري شو ياينها اصلا
نوره فتحت عيونها اكثر : غرييييييييييبه
ريم : شو الغريب ف الموضوع ؟!
نوره : انتي تقولين عن هند هالكلام ...!! مب هاي هند اللي كنتي تحبينها وتحترمينها .. شو ياج عليها الحين ..!!!
ريم : وبعدني احبها و احترمها .. بس هيه اللي تغيرت شوي .. يمكن موتة عبدالله مأثره عليها شوي ...
نوره : المهم ما علينا منهم .... قولي لي .. ولهتي على مايد ؟!
ريم حست بنغزه ف قلبها يوم سمعت طاري مايد ...هيه من يومين ما سمعت حسه .. بس اللي تذكره انه اخر مرة رمسته فيها كان متضايج ويبا يرمس امه
نوره وهيه تشاوح بإيدها : ايييييه ... وين وصلتي ؟!
ريم : ها ..!! لالا ... بس بس كنت افكر بمايد .. انا مب بس ولهت عليه ... انا بموت من الوله على شوفته ...بس ما باليد حيله ...
نوره : مب جنه طوّل هناك ..؟ حشا ... مب دورة لغه هاي ..!! "
ابتسمت ريم بحزن وصدت الصوب الثاني .." مسكين حالج يا نوره ... انتي بس لو تدرين شو هو مرض مايد جان ما رقدتي الليل من خوفج عليه .... بس الشقا انكتب عليه انا .... وانا الوحيده اللي تامه اعاني بفراق اخويه اللي ما دري اذا كان بيلحق الثاني ولا لآ ..!!! "
ريم : آآآآه ... ان شالله بيرد لنا جريب
نوره : تصدقين ريم ... انا وايد مفتقده يلساتنا ويا بعض ... تحيدين يوم كنا نتيمع العشا ... ومايد كان هو المعلق في اليمعه ... ما يخلي حد الا ويقطعه ويلعن بو خامسه ... وانتي كنتي تيلسين حذاله وتضحكيييين حتى اني ساعات اتحراج تصيحين ... بس يوم ايي الدور عليج ... تنشين من حذاله وانتي زعلانه .. وتسيرين عند ابويه عشان يدافع عنج ... وابويه عاد يموت على شي اسمه ريم ... كان دوم يوقف ف صفج .. وامايه عكسه ... كانت تحب ميود اكثر ... وعاد تنقع الحرب مبينكم .. ونيلس انا وشمامي نضحك عليكم
غمضت ريم عيونها برقه وابتسمت
ريم : أياااام .... سارت وما ظن ترد
نوره : بس هالايام لازم ترد ... لازم
ريم : وكيف بترد ..!!
نوره : شوفي ... انا اصلا كنت ادورج عشان تسمعين رايي ... انا بسير فوق .. وبحاول اقنع امايه وابويه انهم ينزلون الصاله وييلسون ويانا .... وعقبها بزقر هند وشمامي وعلاوي بعد ... وانتي سيري المطبخ وسويلنا شوية عصاير وكيك من الجاهز ....
ريم : واذا ما طاعت ؟!!!!
نوره : ما عليج هيه هاليومين احسن من قبل ... وبعدين ابويه بيقنعها ...
ريم : خلاص تم ...
ابتسمن الخوات لبعض وعقبها كل وحده تحركت لوجهتها
نوره كانت تبا تسوي أي شي عشان نسى المصيبه اللي هيه فيها .. كانت تبا تتخلص من الضيجه اللي ف صدرها ... كانت تبا تمزح و تفرتفش شوي قبل ما تصدم اهلها بحقيقتها ... يمكن كل هالمحاولات تغفر شوي من ذنبها اتجاه عايلتها ...
أما ريم فعيبها اقتراح اختها .. وسارت صوب المطبخ وهيه تدعي انها امها توافق تنزل وتشاركهم اليلسه .. وترد البسمه شوي لحياتهم ..بس قبل ما توصل المطبخ سمعت ضوت طيحه قويه لشي ثجيل والصوت كان ياي من مكان جريب .. " بسم الله الرحمن الرحيم ..!! .. من وين ياي هالصوت ..!!! " ف البدايه بغت تطنش ... بس ف داخلها كان فيه صوت يقولها لا تنطشين وسيري دوري مصدر الصوت .... بس هيه قاومته وكملت دربها ... وصلت ريم صوب الثلاجه وحطت ايدها عالباب "باب الثلاجه :> " وغمضت عينها بالقو ... " يا ربي هالصوت القوي شو مصدره ..!! " ردت ريم على ورا وسارت صوب باب المطبخ وجنها تعيد الحركه ... ومن المبطخ دخلت للصاله عشان تتاكد ... تلفت يمين ويسار .... محد موجود ..!!!! .... طلعت عقبها من الصاله ... وقررت انها ترد المطبخ وتطنش .. بس قبل ما تدخل .. طاحت عينها وبشكل لا ارادي على باب الغرفه المهجوره الواقع تحت الدري و جريب شوي من المطبخ " معقوله يكون حد داخل ..!!! " ..... خافت ريم من الفكره ... ودقات قلبها بدت تتسارع بشكل واضح ... بس احساسها انه فيه حد داخل هالغرفه بدا يتزايد ... وكان اقرب لليقين .... خذتها ريلها للغرفه ..الغرفه اللي نستها ونست سرها من شهور ... كل ما تقربت منها راودها نفس الشعور الاولي ..شعور الضيج ... الخوف ... الشك ...
ناصر : راشد ... اذا كان الله يغفر ويسامح ... انته ما بتسامح ... انا تبت ... تبت لربي يا راشد ... والله اكرمني بناس صالحين .. وعايش حياتي بين المسيد و كتاب الله ... بس ... بس الذنب اللي اقترفته بحقك هو اللي معذبني .... للمره المليون اقولك دخيلك ..
راشد صد عنه الصوب الثاني .. ما كان يحب انه أي شخص يذل عمره له .. ناصر شكله ندمان من الخاطر ... بس النار اللي ف داخل راشد بعدها ما انطفت ... الحره اللي فيه ما هدت ... راشد كان حاس انه فكره متشتت ... ومب عارف كيف يعبر عن غضبه ....
ناصر : راشد رد عليه ....
راشد زم بوزه وما كان يبا يرد علي
ناصر نزل راسه : طيبك يا راشد و اخلاقك العاليه ما تسمحلك انك تشيل ف خاطرك على انسان رجع لصوابه وعرف ربه زين ... كلمه اسف ما بتجدم ولا بتزيد ... بس ما عندي كلمه ثانيه اقولها لك ... انا الحين جدامك ... اذا تبا سلمني للشرطه وانا مستعد اعترف بكل شي ... انا ادري انه حبل المشنقه بيكون عقاب كافي لي ... وادري انه مب سهله عليك انك تسامحني ... بس انا ناوي ابدا حياه يديده بعيده عنك يا راشد ... وهالحياه اليديده ما بتنجح الا اذا مسحنا البذره السودا منها ... وهالبذره السودا محد بيمسحها غيرك ....
راشد صد صوبه وحرك شفايفه شوي بس عقب غيّر رايه وما رمس
ناصر ابتسم بأسى : اه يا راشد .. شكلك ما بتسامحني ... وما لومك .. مهما كنت حنون وطيب اللي سويناه فيك مب شويه ... انا طالع يا اخويه يا راشد .. والله يسامحني ويتقبلني ... واتمنى اني اقدر ابني شي من اللي هدمته ف حياتك ...بس ... بس كيف وانته مب راضي عليه ... انا طالع يا راشد .. وما بتشوفني بعد اليوم ... بس اعرف انه التعب بيكون هو عنوان حياتي اليديده اللي ببداها ف السعوديه ... واعرف انه مفتاح راحتي بإيدك ... مع السلامه يا راشد .. وربي يوفقك ...
مشى ناصر شوي شوي صوب الباب والدموع تارسه ويهه ... راشد ما سامحه .. راشد بعده شال عليه ... كل محاولاته لترقيق قلب راشد باءت بلفشل ... غمض ناصر عيونه يوم وصل عند باب الميلس ... وعقب مسح دموعه وكمل دربه
اما راشد فكان يشوفه وهو حاس انه مخنوق .. ناصر نادم .. ناصر تايب ... ناصر صادق بكل كلمه قالها ... هز راشد راسه بالقو وعقب صرخ بأعلي " ناااااااااااااااااااااااااااااااااااصر "
وقف ناصر وهو مستغرب وحس انه بحلم .... ويوم صد عى ورا شاف راشد وهو يركض صوبه ... ويوم وصللّه حط ايده على جتف ناصر وتم يشوف بويه خالي من التعابير ..
وناصر هو الثاني قام يشوفه بس بويه طافح من مشاعر الندم و الاحساس بالذنب ...
لحظات صمت هيه اللي مرت بين راشد وناصر ... مشاعر مختلفه كانت تنتاب الاثنين ... واحد هدم والثاني خرب ... والحين واحد يبا يبني والثاني واقف في ويه هالبناء .... راشد عقب ساعات صمت ابتسم ابتسامه خفيفه ولمع في عينه بريق غريب
راشد : سير يا ناصر ولا تشيل هم ....
ناصر تم مبهت في راشد : يعني ... يعني ...راشد انته سامحتني ...
راشد تردد شوي ..وحس انه في صراع داخلي بين الرغبه ف الانتقام و المسامحه .... تنهد راشد وحدد موقفه
راشد : اذا كان رب العالمين يغفر ويسامح ... نحن البشر ما بنسامح .. روح ربي يسامح دنيا واخره يا ناصر ..
ارتحفت عين ناصر عقب ما سمع هالكلمات ... وحس انه الدنيا ملونه عقب ما كان اللون الاسود مغطنها ... انفرجت اسارير ناصر وسط انهار الدموع اللي كانت على ويهه ... وبلحظه حس انه جدام انسان عظيم يستحق التكريم ... تقرب منه ناصر وباسه فوق راسه.. وتوكل على ربه ... وانتهت قصة عذاب ناصر ف هاللحظه و انطلق لعالمه اليديد ....
نرجع لريم اللي طلعت من حجرتها عقب ما رمست عليا وهيه حاسه براحه خفيفه لمجرد انها قدرت تفضفض حق عليا بدون أي مقدامت أو حواجز ... كانت تبا تظهر من جو الغرفه الكئيب وتبا تنسى رمسة هند وعليا اللي بدت تسيطر على تفكيرها ... وهيه تمشي صدت صوب غرفة خالد وتمت تشوفها " الحين هو موجود ولا لأ ؟ .." تنهدت ريم وعينها بعدها ع الغرفه " معقوله يا خالد تكوت محتار ف مشاعر اتجاهي ؟! ولا اصلا انته ما تبا تتبينلي طبيعة هالمشاعر ..!!!! والله حيرتني يا ولد عمي ...!؟" كملت دربها ونزلت من الدري وعقلها يفكر بأمور وايده ... حركة هند اليوم ورمسة عليا خلتها تحس انه حبها لخالد دايما محفوف بالمصاعب ... ليش !! وشمعنى هيه ..!!.... الحواجز اللي تبعد بينها وبين خالد سببتلها عقده من هالحب الصادق الغير متوقع ... وصلت ريم لاخر الدري و عقب يلست عليه وهيه تتأفف " أف أف أف شو هالحاله ..!!! "
.... : الحمد لله والشكر ...
سمعت ريم هالصوت وهو ياي من فوق وصدت وشافت نوره ... نوره شكلها هاليومين مب طبيعي ... التفكير بموضوع عمر أرهقها ... الشحوب والهالات السودا زايده ع ويهها ... نزلت نوره من الدري ويلست حذال اختها
نوره : بلاج تتأففين !!
ريم شافتها وعقب صدت الصوب الثاني
ريم : ما فيني شي ..!
نوره : انتي ليكون للحين تتحريني انا السبب ف طيحه خالد !!
ريم ابتسمت نص ابتسامه
ريم : لا لا ... انا كنت متوتره حزتها وما دري حتى شو قلتج
تنهدت نوره
نوره : تبين الصدق ...
ريم : هممم
نوره : يلست طول الليل أفكر ف السالفه .. شو السر ورا نظراته لي .. وطيحته ...!! .. حاولت اتذكر المواقف اللي جمعتي فيه .... بس ما حصلت شي .... اصلا انا ف الفتره الاخيره كنت وايد اتحاشاه ... يعني مب مبينا شي
ريم هزت جتفها : مادري والله .. يمكن هند تعرف ...
نوره هزت راسها
نوره : لا ما تعرف ... توني كنت عندها فوق وقالت لي انها ما تعرف
ريم باستهزاء
ريم : دخيلج عاد ... هند مستويه غامضة هاليومين ومادري شو ياينها اصلا
نوره فتحت عيونها اكثر : غرييييييييييبه
ريم : شو الغريب ف الموضوع ؟!
نوره : انتي تقولين عن هند هالكلام ...!! مب هاي هند اللي كنتي تحبينها وتحترمينها .. شو ياج عليها الحين ..!!!
ريم : وبعدني احبها و احترمها .. بس هيه اللي تغيرت شوي .. يمكن موتة عبدالله مأثره عليها شوي ...
نوره : المهم ما علينا منهم .... قولي لي .. ولهتي على مايد ؟!
ريم حست بنغزه ف قلبها يوم سمعت طاري مايد ...هيه من يومين ما سمعت حسه .. بس اللي تذكره انه اخر مرة رمسته فيها كان متضايج ويبا يرمس امه
نوره وهيه تشاوح بإيدها : ايييييه ... وين وصلتي ؟!
ريم : ها ..!! لالا ... بس بس كنت افكر بمايد .. انا مب بس ولهت عليه ... انا بموت من الوله على شوفته ...بس ما باليد حيله ...
نوره : مب جنه طوّل هناك ..؟ حشا ... مب دورة لغه هاي ..!! "
ابتسمت ريم بحزن وصدت الصوب الثاني .." مسكين حالج يا نوره ... انتي بس لو تدرين شو هو مرض مايد جان ما رقدتي الليل من خوفج عليه .... بس الشقا انكتب عليه انا .... وانا الوحيده اللي تامه اعاني بفراق اخويه اللي ما دري اذا كان بيلحق الثاني ولا لآ ..!!! "
ريم : آآآآه ... ان شالله بيرد لنا جريب
نوره : تصدقين ريم ... انا وايد مفتقده يلساتنا ويا بعض ... تحيدين يوم كنا نتيمع العشا ... ومايد كان هو المعلق في اليمعه ... ما يخلي حد الا ويقطعه ويلعن بو خامسه ... وانتي كنتي تيلسين حذاله وتضحكيييين حتى اني ساعات اتحراج تصيحين ... بس يوم ايي الدور عليج ... تنشين من حذاله وانتي زعلانه .. وتسيرين عند ابويه عشان يدافع عنج ... وابويه عاد يموت على شي اسمه ريم ... كان دوم يوقف ف صفج .. وامايه عكسه ... كانت تحب ميود اكثر ... وعاد تنقع الحرب مبينكم .. ونيلس انا وشمامي نضحك عليكم
غمضت ريم عيونها برقه وابتسمت
ريم : أياااام .... سارت وما ظن ترد
نوره : بس هالايام لازم ترد ... لازم
ريم : وكيف بترد ..!!
نوره : شوفي ... انا اصلا كنت ادورج عشان تسمعين رايي ... انا بسير فوق .. وبحاول اقنع امايه وابويه انهم ينزلون الصاله وييلسون ويانا .... وعقبها بزقر هند وشمامي وعلاوي بعد ... وانتي سيري المطبخ وسويلنا شوية عصاير وكيك من الجاهز ....
ريم : واذا ما طاعت ؟!!!!
نوره : ما عليج هيه هاليومين احسن من قبل ... وبعدين ابويه بيقنعها ...
ريم : خلاص تم ...
ابتسمن الخوات لبعض وعقبها كل وحده تحركت لوجهتها
نوره كانت تبا تسوي أي شي عشان نسى المصيبه اللي هيه فيها .. كانت تبا تتخلص من الضيجه اللي ف صدرها ... كانت تبا تمزح و تفرتفش شوي قبل ما تصدم اهلها بحقيقتها ... يمكن كل هالمحاولات تغفر شوي من ذنبها اتجاه عايلتها ...
أما ريم فعيبها اقتراح اختها .. وسارت صوب المطبخ وهيه تدعي انها امها توافق تنزل وتشاركهم اليلسه .. وترد البسمه شوي لحياتهم ..بس قبل ما توصل المطبخ سمعت ضوت طيحه قويه لشي ثجيل والصوت كان ياي من مكان جريب .. " بسم الله الرحمن الرحيم ..!! .. من وين ياي هالصوت ..!!! " ف البدايه بغت تطنش ... بس ف داخلها كان فيه صوت يقولها لا تنطشين وسيري دوري مصدر الصوت .... بس هيه قاومته وكملت دربها ... وصلت ريم صوب الثلاجه وحطت ايدها عالباب "باب الثلاجه :> " وغمضت عينها بالقو ... " يا ربي هالصوت القوي شو مصدره ..!! " ردت ريم على ورا وسارت صوب باب المطبخ وجنها تعيد الحركه ... ومن المبطخ دخلت للصاله عشان تتاكد ... تلفت يمين ويسار .... محد موجود ..!!!! .... طلعت عقبها من الصاله ... وقررت انها ترد المطبخ وتطنش .. بس قبل ما تدخل .. طاحت عينها وبشكل لا ارادي على باب الغرفه المهجوره الواقع تحت الدري و جريب شوي من المطبخ " معقوله يكون حد داخل ..!!! " ..... خافت ريم من الفكره ... ودقات قلبها بدت تتسارع بشكل واضح ... بس احساسها انه فيه حد داخل هالغرفه بدا يتزايد ... وكان اقرب لليقين .... خذتها ريلها للغرفه ..الغرفه اللي نستها ونست سرها من شهور ... كل ما تقربت منها راودها نفس الشعور الاولي ..شعور الضيج ... الخوف ... الشك ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
توكلت على الله وحطت اذنها ع الباب عشان تتأكد أكثر ... " قسم بالله اني اسمع صوت داخل الغرفه ... يا ربي منو اللي يتعبث فيها ..!! امايه وابويه فووق ... ونوير توني وبعيني شفتها وهيه صاعده .... هند فوق ونوره أكدتلي هالشي ... معقوله تكون شمامي ولا علاوي .!!! لا لا لا .. كيف بيوصلون حق المفتاح ... انا العوده بالزور حصلته ... فكيف هم ..!؟... ليكووووون .!!! "
هزت ريم راسها عشان تطرد الفكره ... وحطت ايدها ع مقبض الباب .. وفتحته بهدوء تام ...
صدمه كبيره كانت تنتظرها داخل الغرفه المهجوره ... خالد كان واقف وماسك ملف بإيده ... وفي ويهه ملامح ما فهمتها ... ريم وبشكل لا ارادي شهقت بصوت عالي وحطت ايدها على حلجها .. خالد بمجرد انه سمع صوتها ارتبك وطاح الملف من ايده
لحظات مرت عليهم وهم يشوفون بعض ... كل واحد مستغرب من وجود الثاني اهنيه وف هالمكان وف هالوقت ... خالد بلع ريجه بصعوبه ... ف هاللحظه نسى كل نشاعر الحقد والكره اللي انزرعت فيه من محتوى الغرفه .. وريم نست انها كانت تدور خالد من الصبح عشان تتطمن عليه وعلى صحته ... لحظات صمت مرت عليهم حملت مزيج من المشاعر المتضاربه ...
وقفت ريم تشوف خالد وهيه حاسه انها مصدومه من خالد .. تجدمت صوبه وهيه بعدها تحت تأثير الصدمه
ريم : انته ... انته شو تسوي اهنه !!!
خالد بارتباك : انا ... انا ....
ريم ف هاللحظه حست بنار تفور بداخلها .. نفس المشاعر اللي تولدت ف داخل مايد من شهور حست فيها ريم اليوم ... دخول هالغرفه فيه انتهاك لحرمة هالبيت .. وخالد مب من حقه ينتهك حرمة بيتهم ....
ريم صرخت : انته شو...!!! قول لي انته شو .. شوووووه !!!
خالد ركض صوب ريم ويودها من ايدها وفرها بعيد لدرجة انها طاحت ع الارض ...وصكر الباب وراها
خالد بعصبيه : انتي ما تعرفين تسكتين .. ما تعرفيييين .!!!
ريم تمت تشوفه بعيون مصدومه ... ارتحفت شفايفها من اللي سواه خالد ... اول مره تشوفه بهالقسوه ... كيف تجرا وفرها بكل قوته .... ريم تمت يالسه ع الارض وتشوف خالد ولسانها منربط
خالد تقرب منها .. وهيه من خوفها زحفت على ورا ...بس هو كان مصر انه يتقرب .. واخر شي اندعمت باليدار .. وخالد وقف وتم يشوفها وهيه خايفه تحته ... وعقبها حط ايده ع اليدار ... ابتسم بخبث
خالد : اسمعي يا بنت حميد ... والله ... وانا حلفت .. لو صرختي ولا رفعتي صوتج لاقلب الدنيا ع راسج ... تفهمين ....
ريم غضمت عيونها بالقو .. وحست برجفه تمشي ف اوصالها
ريم :انته مستحيل تكون ... مستحيل تكون خالد اللي اعرفه ...
خالد ضحك بخبث : هه ...!! لا دخيلج لا تقولين هالكلام ... لا تقولين هالكلام حق حبيبج تراج بتصدمينه عقب ...
ريم انجرحت من هالكلمه .. ما كانت تبا تصدق انه خالد يلعب بمشاعرها .. ما كانت تبا تصدق رمسة هند .. حست انها ف كابوس ... كابوس واكيد بتصحى منه ... وقفت ريم على ريولها
ريم : انته .. انته شو تسوي اهنيه ... وبعدين كيف دخلت الغرفه ومنو اللي سمحلك ... !!
خالد : ههههههه بخاطري اضحك بصوت عالي .. يا بنت حميد انا محد له شور علييه .. أسوي اللي ابغيه ف الوقت اللي ابغيييه ... وبعدين بسكم عراضة ويه .. مب كفايه ابلاويكم اللي تسود الويه ... بعد تبين تتحكمون ف الاوادم !!!
ريم : خــ خالد ... انا ... انا ريم يا خالد
خالد : هه! ...ادري انج ريم .. وادري بعد انج بنت حميد ....
ريم : خالد شو مستوي عليك .... ليش ترمسني بهالطريقه ... شو اللي سويته فيك ..!!!
خالد : ههههههههاي .. هو في شي تام ما سويتوه ...
ريم استغربت : ومنو نحن اللي سوينا ..! وشو سوينا .!
خالد : وتسوين عمرج ما تعرفين شي ..!! ... لا يا ريم لا ... الي حاولتوا تخشونه سنين ف هالغرفه سنين ..انا كشفته .. عرفت كل شي .. وفهمت كل شي ... وحقيقتكم ما بترومون تخشونها لابد الابدين ... كل شي الحين انكشف كل شي ...
ريم علّت صوتها : شو اللي انكشف ...!!! اذا كنت واثق لهالدرجه ومتأكد قول ....
خالد : قتلج لا تعلّين صوتج ...
ريم : لا بعلي .. بعلي يا خالد ..
خالد بعصبيه : رييييييييم .!!
ريم : ليش خايف يوم انك على حق ... قول شو اللي سويناه فيك ... قول يا ناكر الجميل قول
خالد رفع حاجبه : هه ..!! أي جميل ... انتي قاصه على عمرج ولا غيبه ...!!!!!
ريم : أي جميل ..!!! يلسناك ف بيتنا وعديناك واحد منها ... سعرك بسعر اخواني .. وبعد تقول مالنا جميل عليك ...!!!!!
خالد : طول حياتي اقول انج غبيه وما جذبت فيج ...
ريم انجرحت من خالد ... وحست انها مخدوعه فيه ... حست بالاهانه ... خالد اليوم جرحها وحقرها هيه واهلها ... اليوم انكشفت لعبه خالد .... عيون ريم بدت تدمع من الجرح الكبير اللي ف قلبها ... ومن الطعنه اللي يتها من احب انسان لقلبها
ريم : انا فعلا غبيه .... غبيه لاني صدقتك ... غبيه لاني حبيتك ... بس انته انسان ما تستاهل الحب ... الحقارى امثالك ما يستاهلون انه الواحد يحترمهم او يحسبلهم أي حساب ... الحقارى امثالك
قاطعها خالد : اقضبي لسانج يا ريم ولا تحطين راسج براسي ....
ريم صرخت : لا بحطه ... تتحراني خايفه منك ..!! لا .. لا يا خالد .... انته حقير ... هيه نعم حقير ... حقير وجذاب ونذل ... انته
ما كملت ريم رمستها ...لانه ايد خالد انطبعت على خدها ... صفعها خالد ... وهاي أول مره يمد فيها ايده على حرمه ... بس الغل والحقد اللي فيه كان مسيطر عليه بشكل كبير ... ريم تمت حاطه ايها على خدها وهيه تشوف الارض باستغراب ... خالد الانسان الوحيد اللي حبته بجنون يصفعها ..!! خالد ...!!!! رفعت ريم راسها وتمت تشوف خالد وعينها وشفايفها ترجف من الصدمه ... وخالد هو الثاني يشوفها وفي عيونه نار ملتهبه ...
خالد : قتلج لا تحطين راسج ف راسي يا ريم ..
ريم هالمره تغيرت نظراتها ... هالمره عيونها كانت مليانه حقد على خالد ... ما تقدر تقول انها كرهته ... بس حقدت عليه ... تجدمت ريم صوبه ورفعت ايدها وكانت تبا تردله الحركه ... بس هو يود ايدها بالقو وعواها ...
خالد : غبيه ... قسم بالله غبيه ... تبين ترديلي الحركه .... شو انتي ما فيج مخ ..!!!
ريم بصوت عالي : هدني يالحقير هدني ..
خالد بعصبيه : قتلج لا تقولين حقير ...
ريم : وانا قتلك هد ايدي .. ولا الله بفضحك ...
خالد : هه ..!! تفضحيني .. لا والله ما بتفضحيني قبل ما افضج ابوج
ريم وهيه تتويع : أبويه اشرف منك يالنذل ...
خالد : هههههههه لا تضحكيني الله يخليج ...
ريم دزته بالقو وسحبت ايدها من بين ايده وصرخت بأعلي صوت عندها وعيونها تنزف دموع
ريم : أكرهك .. اكرهك يا خالد اكرهك ....انته حقير ... انته نذل ... اكرهك ...
في هالحزة انفتح الباب ودخل منه حميد وشيخه ونوره وهند وشمامي وعلاوي ... ؟؟؟!!!!
ف أمريكا ...
دخل محمد بهدوء لغرفة النوم وشاف ميره وهيه يالسه ع الشبريه وتقرا مجله ... تقرب منها شوي شوي ويلس حذالها .. وهيه رفعت عينها وشافته وابتسمت
ميره : توك راد من الجامعه ؟
محمد : هيه اكيد ... شحلاتي والله ارد من ساعه وما ادش اسلم عليج
ميره : ههههه لا بس تأخرت اليوم مب من عوايدك ...
محمد : هيه مسكتني وحده من زميلاتي وكانت تباني افهمها البروجكت ... عاد اصرت انه نسير الكافيه ونشربلنا شوية كبتشينو
ميره بغيره : نعم نعم نعم ..؟
محمد فتح عيونه : هيه ..!! ليش مب مصدقه ..؟!
ميره : لا مصدقه ... بس اشوفك مستانس ..!!
محمد : هيه اكيد مستانس .. حد يصحلّه ييلس ويا وحده شقرا وامريكيه بعد ويقول لا ..!!
ميره : لا والله ..!؟ احلف انته بس .!!!
محمد باستغراب : احلف على شو ..!!!
ميره : اقول .. سير عني ابا اقرا المجله ...
محمد : ههههههه عاد اللي يشوفج يقول انج فاهمه شو المكتوب فيها ... انتي زين منج لو تعرفين A B C D
ميره عصبت صدت وفرت المجله ع الارض وقامت من على الشبريه ...اما محمد اللي كان بخاطره يغصص عليها اليوم لحقها ويودها من جتفها
محمد : على وين ؟
ميره : ما يخصك هدني ...
محمد : حرمتي ولازم اعرف وين بتسيرين
ميره : هدني محمد وبلا مصاخه ...
محمد : انا ماصخ ..!!؟ أفااااا ... ما هقيتها منك ...الحين انا ياينج عشان انسى هموم الجامعه واحس بالراحه ... وتقولين عني ماصخ !!!!
ميره : سير عند الامريكيه خلها تريحك وتنسيك همومك
محمد : تصدقين ما فكرت فيها .. بس تعرفين وين المشكله ..؟ انها طالبة علم ... يعني اذا سرتلها بترمسني عن البروجكت ...
ميره صدت عنه وحست بقهر
محمد : بس تصدقين عطيتيني فكره ... يلا سيري زهبيلي بدله حلوه وعطريها زين عشان اسير حق الامريكيه ...
ميره شافته وعيونها مغتبنه : محمد انته ترمس جد ..!؟
محمد : عيل عم ..!! اكيد ارمس جد .. سيري يلا زهبيلي بدله حلوه ...ولا اقولج شو رايج تيين وياييه .. يعني اممره تشوفينها وتقوليلي رايج فيها ...
ميره : محمد .!!!
محمد: ها بلاج ..!؟ معجبه باسمي ؟!
ميره : مب معجبه فيك ولا باسمك .. وهد ايدي وحل عن سماي
محمد : مابا .. حرمتي وبكيفي ..
ميره : والله انك سخيف ....
محمد : عاااادي ... دومج تقوليلي هالرمسه ...
ميره : انا ..!! انا دوم اقولك هالرمسه ...
محمد : هيه دومج وانا ساكت عنج .. بس الحين خلاص مليت من هالعيشه وسرت ادور الراحه برع البيت
حس محمد انه زاد جرعه الغياض شوي بس هو يبا ميره تصيح .. بخاطره يشوفها تصيح وعقب يقولها انه كل اللي قاله مجرد مزح
ميره : والله ..!؟ هذا رايك فيني يعني ؟
محمد : والله بعدني ما قلت شي ... ولا انا لو افتحلج قلبي جان ما سكتت لين باجر ... بس خليها على الله يا ميروه
ميره : الحين استويت ميروه !!!!
محمد : من يومج ميروه .... المهم المهم لا تعطلينا ..يلا سيري لبسي وييبيلي بدله البسها بعد
ميره : ما بسير وجان تبا سير زهب بدلتك بروحك
محمد : لا انتي بتزهبيلي اياها .. وبتسيرين ويايه بعد
ميره وصوتها تغير: مب سايره
محمد : لا بتسيرين .. ويلا عاد لا تأخريني يا ميره ... ولا تحاولين تناقشيني .. انا قلت بتسيرين يعني بتسيرين ولا والله ما بباتلج ف البيت اليوم ... وايلسي عقبها صيحي انزين .. وقولي وين محمد سار ....
ميره شافته بنظرة لؤم وسحبت ايدها وسارت غرفة الملابس وسكرت الباب ... اول ما دشت ميره ما تدري ليش عيونها قامت تدمع ... بس هيه مسحت الدموع بسرعه ... وطلعتلها بدله ولبستها ... وعقب طلعت حق محمد بدلته السودا اللي يحبها ... وطلعت من الغرفه وعطته اياها ..
محمد : وااااااااااو هاي احلا بدله عندي ... يلا ثواني وبلبسها ...
دخل محمد لغرفه الملابس وتمت ميره تتطالع الباب وهيه حاسه بغصه من تغيره المفاجئ عليها ومن كلامه لها ....
طلع محمد من الغرفه وهو متلوم ف ميره اللي شكلها صدق عصبت ... وعينها محمره شوي .. بس ما عليه يوم بيظهر بيخبرها كل شي ...
محمد : يلا امشي ..
طلع محمد وميره مشت وراه .. وطول الدرب وهيه ساكته وصاده عنه وهو حاس انها تحترق وعايبنه حالها ... يدري انه ميره حساسه بس هو بخاطره يغصصبها شوي ...اول ما وصلوا الكافيه ... نزل محمد ونزلت ميره عقبه ودشوا الكافيه واختارولهم طاوله بعيده ويلسوا عليها ...
محمد : افا هالطاوله فيها كرسيين بس .. عيل كريس وين بنيلسها ؟
ميره صدت عنه وصدت كانت معصبه : برايه بقوم عنها وبخليها تيلس مكاني ...
ابتسم محمد .. وتم يشوف ميره بتأمل .. شكلها يتغير يوم تعصب .. بس هيه ف كل حالاتها تجنن
محمد : ما تهونين عليه
ميره ما ردت عليه
محمد ضحك ف داخله : ميره ..؟
ميره يودت الكلنكس اللي جدامها ومسحت دمعتها اللي كانت على وشك انها تنزل ...
محمد : ميره تصيحين ؟
ميره بصوت مبحوح : وليش اصيح ؟؟ محد يستاهل ..
محمد : حتى انا
ميره ما كانت تبا ترد عشان ما تسوي مناحه جدام الكل ...
محمد : ميراني ... صدي صوبي شوي بس ... شوفيني شوي بس
رفعت ريم عيونها وشافت محمد بنظرة غضب ....
محمد ابتسم : احببببببببببببببببببببج
ميره : اللي يحب ما يجرح ولا يهين اللي جدامه
محمد ابتسم : واذا قتلج اني امزح ....؟
ميره : هذا ما يسمونه مزح ..
محمد قام وشل كرسيه ويلس حذالها ...
محمد : اقسم بالله اني ما اعرف وحده اسمها كريس ولا شفت وحده امريكيه ولا يلست ويا حد ... بس انا كنت ابا اغصص عليج شوي ... بس شكلي ثجيل دم ...
ميره تمت تشوف محمد ونزلت دمعتها
ميره : يعني ... يعني انته كنت
محمد شل الكلنكس ومسح دمعتها
محمد : هيه كنت اقص عليج .. وانا مسوي هالحركه كلها عشان نطلع و اقولج شي بيفرحج ...
ابتسم ميره وضربت محمد على جتفه
ميره : سخيف والله سخيف
محمد : هههههههههه كنت ابا اشوفج دموعج ... ما بغيتي تنزلينها ...
ميره بلؤم : شرير
محمد : هههههههههه
ميره : فديت روحك والله ... المهم ما بتطلبلنا؟ لانك نشفت ريجي بغلاستك
محمد : اكيد بطلبلج ... بس قبل ما تبين تسمعين البشاره ؟
ميره : امبلا ابا اسمعها ...قول يا سئيييييل
محمد : هههههههه خلاص بسوي ريجيم
ميره فتحت عينها : هاي البشاره ...!!! من متنك يعني ؟!!!!!!
محمد: هههههههههههه لا يالذكيه .. يوم قلتيلي سئيل قلت خلاص بسوي رجيم
ميره قفطت : احم هيه فهمت بس انا كنت اغلس عليك
محمد : يالخراطه ..... هههههههههه المهم البشاره هيه ...
ميره : هيييييييه ؟؟؟
محمد طلع من جيبه تذكرتين سفر
ميره : شو ها ؟!
محمد : شو رايج يعني ؟؟ شوفيهن زين .. شو هذيييل ؟!
ميره دققت في التذاكر ...
ميره : لا لا لا لا تقول ... تذاكر سفر ؟! بنرد الامارات ؟؟
محمد ابتسم : هييييييييييه بنرد الامارات ...
ميره صرخت بصوت عالي من الفرحه وما حست بعمرها الا يوم صدت الحرمه اللي مجابلتنها وتمت تشوفها .. وميره قفطت وتمت تشوف محمد
محمد : هههههههههه فضحتينا ... حشا جنج مودرتنها سنتين ... الا هم شهرين
ميره : فديت بلادي ... فدييييييييييتها .. يا ربي مستانسه مستانسه بشكل ما تتصوره ....
محمد : هيه اشوفج قلتيلي شكرا وما تقصر يا بعلي المحترم
ميره استحت : اوه من الفرحه نسيت اقولك ... مشكور وما تقصر يا بعلي العزيز... المهم متى بنسير ؟؟ وكيف بتودر دراستك وكيف وكيف ؟
محمد : اسمعي يا حبيبتي ... السفره بتكون ورا باجر ... واصلا ورا باجر بتبدا اجازة الامتحانات ... يعني اللي يعطونا اياها قبل الامتحانات عشان نذاكر... بحدود الاسبوع وشوي... انا بالعاده ما انزل فيها البلاد واتم اذكر .. بس عشانج بنزل وبذاكر اهناك
ميره : فديتك يا محمد ... صدق صدق انا محظوظه فيك
محمد بعيون حالمه : آه يا زوجتي الحبيبه .. كم احبك .. كم اهواك ..
ميره : هل تقول الحقيقه ؟!
محمد : اجل .. وليشهد هذا الكافيه على حبي لكي ...
ميره : هههههههههه امحق عربي ... المهم حبيبي والله مشكور وما تقصر .. ومشكور ع المقلب بعد ... بس لا تعيده لاني اغار عليك ...
محمد : فديتج والله ... خلاص الحين نطلب وعقب بنتمشى لين فليل ويوم بنرد بنرتب شناطتنا ...
ميره : اووووووووووكككككككي يا بعلي
محمد ابتسم وزقر الجرسون وطلبولهم اللي يبونه ويلسون يسولفون ويدردشون وهم مستانسين
* * *
هزت ريم راسها عشان تطرد الفكره ... وحطت ايدها ع مقبض الباب .. وفتحته بهدوء تام ...
صدمه كبيره كانت تنتظرها داخل الغرفه المهجوره ... خالد كان واقف وماسك ملف بإيده ... وفي ويهه ملامح ما فهمتها ... ريم وبشكل لا ارادي شهقت بصوت عالي وحطت ايدها على حلجها .. خالد بمجرد انه سمع صوتها ارتبك وطاح الملف من ايده
لحظات مرت عليهم وهم يشوفون بعض ... كل واحد مستغرب من وجود الثاني اهنيه وف هالمكان وف هالوقت ... خالد بلع ريجه بصعوبه ... ف هاللحظه نسى كل نشاعر الحقد والكره اللي انزرعت فيه من محتوى الغرفه .. وريم نست انها كانت تدور خالد من الصبح عشان تتطمن عليه وعلى صحته ... لحظات صمت مرت عليهم حملت مزيج من المشاعر المتضاربه ...
وقفت ريم تشوف خالد وهيه حاسه انها مصدومه من خالد .. تجدمت صوبه وهيه بعدها تحت تأثير الصدمه
ريم : انته ... انته شو تسوي اهنه !!!
خالد بارتباك : انا ... انا ....
ريم ف هاللحظه حست بنار تفور بداخلها .. نفس المشاعر اللي تولدت ف داخل مايد من شهور حست فيها ريم اليوم ... دخول هالغرفه فيه انتهاك لحرمة هالبيت .. وخالد مب من حقه ينتهك حرمة بيتهم ....
ريم صرخت : انته شو...!!! قول لي انته شو .. شوووووه !!!
خالد ركض صوب ريم ويودها من ايدها وفرها بعيد لدرجة انها طاحت ع الارض ...وصكر الباب وراها
خالد بعصبيه : انتي ما تعرفين تسكتين .. ما تعرفيييين .!!!
ريم تمت تشوفه بعيون مصدومه ... ارتحفت شفايفها من اللي سواه خالد ... اول مره تشوفه بهالقسوه ... كيف تجرا وفرها بكل قوته .... ريم تمت يالسه ع الارض وتشوف خالد ولسانها منربط
خالد تقرب منها .. وهيه من خوفها زحفت على ورا ...بس هو كان مصر انه يتقرب .. واخر شي اندعمت باليدار .. وخالد وقف وتم يشوفها وهيه خايفه تحته ... وعقبها حط ايده ع اليدار ... ابتسم بخبث
خالد : اسمعي يا بنت حميد ... والله ... وانا حلفت .. لو صرختي ولا رفعتي صوتج لاقلب الدنيا ع راسج ... تفهمين ....
ريم غضمت عيونها بالقو .. وحست برجفه تمشي ف اوصالها
ريم :انته مستحيل تكون ... مستحيل تكون خالد اللي اعرفه ...
خالد ضحك بخبث : هه ...!! لا دخيلج لا تقولين هالكلام ... لا تقولين هالكلام حق حبيبج تراج بتصدمينه عقب ...
ريم انجرحت من هالكلمه .. ما كانت تبا تصدق انه خالد يلعب بمشاعرها .. ما كانت تبا تصدق رمسة هند .. حست انها ف كابوس ... كابوس واكيد بتصحى منه ... وقفت ريم على ريولها
ريم : انته .. انته شو تسوي اهنيه ... وبعدين كيف دخلت الغرفه ومنو اللي سمحلك ... !!
خالد : ههههههه بخاطري اضحك بصوت عالي .. يا بنت حميد انا محد له شور علييه .. أسوي اللي ابغيه ف الوقت اللي ابغيييه ... وبعدين بسكم عراضة ويه .. مب كفايه ابلاويكم اللي تسود الويه ... بعد تبين تتحكمون ف الاوادم !!!
ريم : خــ خالد ... انا ... انا ريم يا خالد
خالد : هه! ...ادري انج ريم .. وادري بعد انج بنت حميد ....
ريم : خالد شو مستوي عليك .... ليش ترمسني بهالطريقه ... شو اللي سويته فيك ..!!!
خالد : ههههههههاي .. هو في شي تام ما سويتوه ...
ريم استغربت : ومنو نحن اللي سوينا ..! وشو سوينا .!
خالد : وتسوين عمرج ما تعرفين شي ..!! ... لا يا ريم لا ... الي حاولتوا تخشونه سنين ف هالغرفه سنين ..انا كشفته .. عرفت كل شي .. وفهمت كل شي ... وحقيقتكم ما بترومون تخشونها لابد الابدين ... كل شي الحين انكشف كل شي ...
ريم علّت صوتها : شو اللي انكشف ...!!! اذا كنت واثق لهالدرجه ومتأكد قول ....
خالد : قتلج لا تعلّين صوتج ...
ريم : لا بعلي .. بعلي يا خالد ..
خالد بعصبيه : رييييييييم .!!
ريم : ليش خايف يوم انك على حق ... قول شو اللي سويناه فيك ... قول يا ناكر الجميل قول
خالد رفع حاجبه : هه ..!! أي جميل ... انتي قاصه على عمرج ولا غيبه ...!!!!!
ريم : أي جميل ..!!! يلسناك ف بيتنا وعديناك واحد منها ... سعرك بسعر اخواني .. وبعد تقول مالنا جميل عليك ...!!!!!
خالد : طول حياتي اقول انج غبيه وما جذبت فيج ...
ريم انجرحت من خالد ... وحست انها مخدوعه فيه ... حست بالاهانه ... خالد اليوم جرحها وحقرها هيه واهلها ... اليوم انكشفت لعبه خالد .... عيون ريم بدت تدمع من الجرح الكبير اللي ف قلبها ... ومن الطعنه اللي يتها من احب انسان لقلبها
ريم : انا فعلا غبيه .... غبيه لاني صدقتك ... غبيه لاني حبيتك ... بس انته انسان ما تستاهل الحب ... الحقارى امثالك ما يستاهلون انه الواحد يحترمهم او يحسبلهم أي حساب ... الحقارى امثالك
قاطعها خالد : اقضبي لسانج يا ريم ولا تحطين راسج براسي ....
ريم صرخت : لا بحطه ... تتحراني خايفه منك ..!! لا .. لا يا خالد .... انته حقير ... هيه نعم حقير ... حقير وجذاب ونذل ... انته
ما كملت ريم رمستها ...لانه ايد خالد انطبعت على خدها ... صفعها خالد ... وهاي أول مره يمد فيها ايده على حرمه ... بس الغل والحقد اللي فيه كان مسيطر عليه بشكل كبير ... ريم تمت حاطه ايها على خدها وهيه تشوف الارض باستغراب ... خالد الانسان الوحيد اللي حبته بجنون يصفعها ..!! خالد ...!!!! رفعت ريم راسها وتمت تشوف خالد وعينها وشفايفها ترجف من الصدمه ... وخالد هو الثاني يشوفها وفي عيونه نار ملتهبه ...
خالد : قتلج لا تحطين راسج ف راسي يا ريم ..
ريم هالمره تغيرت نظراتها ... هالمره عيونها كانت مليانه حقد على خالد ... ما تقدر تقول انها كرهته ... بس حقدت عليه ... تجدمت ريم صوبه ورفعت ايدها وكانت تبا تردله الحركه ... بس هو يود ايدها بالقو وعواها ...
خالد : غبيه ... قسم بالله غبيه ... تبين ترديلي الحركه .... شو انتي ما فيج مخ ..!!!
ريم بصوت عالي : هدني يالحقير هدني ..
خالد بعصبيه : قتلج لا تقولين حقير ...
ريم : وانا قتلك هد ايدي .. ولا الله بفضحك ...
خالد : هه ..!! تفضحيني .. لا والله ما بتفضحيني قبل ما افضج ابوج
ريم وهيه تتويع : أبويه اشرف منك يالنذل ...
خالد : هههههههه لا تضحكيني الله يخليج ...
ريم دزته بالقو وسحبت ايدها من بين ايده وصرخت بأعلي صوت عندها وعيونها تنزف دموع
ريم : أكرهك .. اكرهك يا خالد اكرهك ....انته حقير ... انته نذل ... اكرهك ...
في هالحزة انفتح الباب ودخل منه حميد وشيخه ونوره وهند وشمامي وعلاوي ... ؟؟؟!!!!
ف أمريكا ...
دخل محمد بهدوء لغرفة النوم وشاف ميره وهيه يالسه ع الشبريه وتقرا مجله ... تقرب منها شوي شوي ويلس حذالها .. وهيه رفعت عينها وشافته وابتسمت
ميره : توك راد من الجامعه ؟
محمد : هيه اكيد ... شحلاتي والله ارد من ساعه وما ادش اسلم عليج
ميره : ههههه لا بس تأخرت اليوم مب من عوايدك ...
محمد : هيه مسكتني وحده من زميلاتي وكانت تباني افهمها البروجكت ... عاد اصرت انه نسير الكافيه ونشربلنا شوية كبتشينو
ميره بغيره : نعم نعم نعم ..؟
محمد فتح عيونه : هيه ..!! ليش مب مصدقه ..؟!
ميره : لا مصدقه ... بس اشوفك مستانس ..!!
محمد : هيه اكيد مستانس .. حد يصحلّه ييلس ويا وحده شقرا وامريكيه بعد ويقول لا ..!!
ميره : لا والله ..!؟ احلف انته بس .!!!
محمد باستغراب : احلف على شو ..!!!
ميره : اقول .. سير عني ابا اقرا المجله ...
محمد : ههههههه عاد اللي يشوفج يقول انج فاهمه شو المكتوب فيها ... انتي زين منج لو تعرفين A B C D
ميره عصبت صدت وفرت المجله ع الارض وقامت من على الشبريه ...اما محمد اللي كان بخاطره يغصص عليها اليوم لحقها ويودها من جتفها
محمد : على وين ؟
ميره : ما يخصك هدني ...
محمد : حرمتي ولازم اعرف وين بتسيرين
ميره : هدني محمد وبلا مصاخه ...
محمد : انا ماصخ ..!!؟ أفااااا ... ما هقيتها منك ...الحين انا ياينج عشان انسى هموم الجامعه واحس بالراحه ... وتقولين عني ماصخ !!!!
ميره : سير عند الامريكيه خلها تريحك وتنسيك همومك
محمد : تصدقين ما فكرت فيها .. بس تعرفين وين المشكله ..؟ انها طالبة علم ... يعني اذا سرتلها بترمسني عن البروجكت ...
ميره صدت عنه وحست بقهر
محمد : بس تصدقين عطيتيني فكره ... يلا سيري زهبيلي بدله حلوه وعطريها زين عشان اسير حق الامريكيه ...
ميره شافته وعيونها مغتبنه : محمد انته ترمس جد ..!؟
محمد : عيل عم ..!! اكيد ارمس جد .. سيري يلا زهبيلي بدله حلوه ...ولا اقولج شو رايج تيين وياييه .. يعني اممره تشوفينها وتقوليلي رايج فيها ...
ميره : محمد .!!!
محمد: ها بلاج ..!؟ معجبه باسمي ؟!
ميره : مب معجبه فيك ولا باسمك .. وهد ايدي وحل عن سماي
محمد : مابا .. حرمتي وبكيفي ..
ميره : والله انك سخيف ....
محمد : عاااادي ... دومج تقوليلي هالرمسه ...
ميره : انا ..!! انا دوم اقولك هالرمسه ...
محمد : هيه دومج وانا ساكت عنج .. بس الحين خلاص مليت من هالعيشه وسرت ادور الراحه برع البيت
حس محمد انه زاد جرعه الغياض شوي بس هو يبا ميره تصيح .. بخاطره يشوفها تصيح وعقب يقولها انه كل اللي قاله مجرد مزح
ميره : والله ..!؟ هذا رايك فيني يعني ؟
محمد : والله بعدني ما قلت شي ... ولا انا لو افتحلج قلبي جان ما سكتت لين باجر ... بس خليها على الله يا ميروه
ميره : الحين استويت ميروه !!!!
محمد : من يومج ميروه .... المهم المهم لا تعطلينا ..يلا سيري لبسي وييبيلي بدله البسها بعد
ميره : ما بسير وجان تبا سير زهب بدلتك بروحك
محمد : لا انتي بتزهبيلي اياها .. وبتسيرين ويايه بعد
ميره وصوتها تغير: مب سايره
محمد : لا بتسيرين .. ويلا عاد لا تأخريني يا ميره ... ولا تحاولين تناقشيني .. انا قلت بتسيرين يعني بتسيرين ولا والله ما بباتلج ف البيت اليوم ... وايلسي عقبها صيحي انزين .. وقولي وين محمد سار ....
ميره شافته بنظرة لؤم وسحبت ايدها وسارت غرفة الملابس وسكرت الباب ... اول ما دشت ميره ما تدري ليش عيونها قامت تدمع ... بس هيه مسحت الدموع بسرعه ... وطلعتلها بدله ولبستها ... وعقب طلعت حق محمد بدلته السودا اللي يحبها ... وطلعت من الغرفه وعطته اياها ..
محمد : وااااااااااو هاي احلا بدله عندي ... يلا ثواني وبلبسها ...
دخل محمد لغرفه الملابس وتمت ميره تتطالع الباب وهيه حاسه بغصه من تغيره المفاجئ عليها ومن كلامه لها ....
طلع محمد من الغرفه وهو متلوم ف ميره اللي شكلها صدق عصبت ... وعينها محمره شوي .. بس ما عليه يوم بيظهر بيخبرها كل شي ...
محمد : يلا امشي ..
طلع محمد وميره مشت وراه .. وطول الدرب وهيه ساكته وصاده عنه وهو حاس انها تحترق وعايبنه حالها ... يدري انه ميره حساسه بس هو بخاطره يغصصبها شوي ...اول ما وصلوا الكافيه ... نزل محمد ونزلت ميره عقبه ودشوا الكافيه واختارولهم طاوله بعيده ويلسوا عليها ...
محمد : افا هالطاوله فيها كرسيين بس .. عيل كريس وين بنيلسها ؟
ميره صدت عنه وصدت كانت معصبه : برايه بقوم عنها وبخليها تيلس مكاني ...
ابتسم محمد .. وتم يشوف ميره بتأمل .. شكلها يتغير يوم تعصب .. بس هيه ف كل حالاتها تجنن
محمد : ما تهونين عليه
ميره ما ردت عليه
محمد ضحك ف داخله : ميره ..؟
ميره يودت الكلنكس اللي جدامها ومسحت دمعتها اللي كانت على وشك انها تنزل ...
محمد : ميره تصيحين ؟
ميره بصوت مبحوح : وليش اصيح ؟؟ محد يستاهل ..
محمد : حتى انا
ميره ما كانت تبا ترد عشان ما تسوي مناحه جدام الكل ...
محمد : ميراني ... صدي صوبي شوي بس ... شوفيني شوي بس
رفعت ريم عيونها وشافت محمد بنظرة غضب ....
محمد ابتسم : احببببببببببببببببببببج
ميره : اللي يحب ما يجرح ولا يهين اللي جدامه
محمد ابتسم : واذا قتلج اني امزح ....؟
ميره : هذا ما يسمونه مزح ..
محمد قام وشل كرسيه ويلس حذالها ...
محمد : اقسم بالله اني ما اعرف وحده اسمها كريس ولا شفت وحده امريكيه ولا يلست ويا حد ... بس انا كنت ابا اغصص عليج شوي ... بس شكلي ثجيل دم ...
ميره تمت تشوف محمد ونزلت دمعتها
ميره : يعني ... يعني انته كنت
محمد شل الكلنكس ومسح دمعتها
محمد : هيه كنت اقص عليج .. وانا مسوي هالحركه كلها عشان نطلع و اقولج شي بيفرحج ...
ابتسم ميره وضربت محمد على جتفه
ميره : سخيف والله سخيف
محمد : هههههههههه كنت ابا اشوفج دموعج ... ما بغيتي تنزلينها ...
ميره بلؤم : شرير
محمد : هههههههههه
ميره : فديت روحك والله ... المهم ما بتطلبلنا؟ لانك نشفت ريجي بغلاستك
محمد : اكيد بطلبلج ... بس قبل ما تبين تسمعين البشاره ؟
ميره : امبلا ابا اسمعها ...قول يا سئيييييل
محمد : هههههههه خلاص بسوي ريجيم
ميره فتحت عينها : هاي البشاره ...!!! من متنك يعني ؟!!!!!!
محمد: هههههههههههه لا يالذكيه .. يوم قلتيلي سئيل قلت خلاص بسوي رجيم
ميره قفطت : احم هيه فهمت بس انا كنت اغلس عليك
محمد : يالخراطه ..... هههههههههه المهم البشاره هيه ...
ميره : هيييييييه ؟؟؟
محمد طلع من جيبه تذكرتين سفر
ميره : شو ها ؟!
محمد : شو رايج يعني ؟؟ شوفيهن زين .. شو هذيييل ؟!
ميره دققت في التذاكر ...
ميره : لا لا لا لا تقول ... تذاكر سفر ؟! بنرد الامارات ؟؟
محمد ابتسم : هييييييييييه بنرد الامارات ...
ميره صرخت بصوت عالي من الفرحه وما حست بعمرها الا يوم صدت الحرمه اللي مجابلتنها وتمت تشوفها .. وميره قفطت وتمت تشوف محمد
محمد : هههههههههه فضحتينا ... حشا جنج مودرتنها سنتين ... الا هم شهرين
ميره : فديت بلادي ... فدييييييييييتها .. يا ربي مستانسه مستانسه بشكل ما تتصوره ....
محمد : هيه اشوفج قلتيلي شكرا وما تقصر يا بعلي المحترم
ميره استحت : اوه من الفرحه نسيت اقولك ... مشكور وما تقصر يا بعلي العزيز... المهم متى بنسير ؟؟ وكيف بتودر دراستك وكيف وكيف ؟
محمد : اسمعي يا حبيبتي ... السفره بتكون ورا باجر ... واصلا ورا باجر بتبدا اجازة الامتحانات ... يعني اللي يعطونا اياها قبل الامتحانات عشان نذاكر... بحدود الاسبوع وشوي... انا بالعاده ما انزل فيها البلاد واتم اذكر .. بس عشانج بنزل وبذاكر اهناك
ميره : فديتك يا محمد ... صدق صدق انا محظوظه فيك
محمد بعيون حالمه : آه يا زوجتي الحبيبه .. كم احبك .. كم اهواك ..
ميره : هل تقول الحقيقه ؟!
محمد : اجل .. وليشهد هذا الكافيه على حبي لكي ...
ميره : هههههههههه امحق عربي ... المهم حبيبي والله مشكور وما تقصر .. ومشكور ع المقلب بعد ... بس لا تعيده لاني اغار عليك ...
محمد : فديتج والله ... خلاص الحين نطلب وعقب بنتمشى لين فليل ويوم بنرد بنرتب شناطتنا ...
ميره : اووووووووووكككككككي يا بعلي
محمد ابتسم وزقر الجرسون وطلبولهم اللي يبونه ويلسون يسولفون ويدردشون وهم مستانسين
* * *
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
نرجع للامارات الاجواء كانت متكهربه .. حميد وعايلته دشوا الغرفه وشافوا ريم وهيه تصيح وخالد وهو مجابلنها ....
حميد كان مصدوم من وجود ريم و خالد بالذات ف هالغرفه ...كيف دخلوا ؟! وليش ؟؟؟ وكيبف هو ما حس عليهم .... !!!
شيخه هيه الثانيه كانت مستغربه .... بنتها شو تسوي اهنه ويا خالد ؟؟؟ وكيف قصت عليها وقالتلها انها ما تعرف وين المفتاح والحين طلعته ..!!!
نوره وهند ما كانوا فاهمين شي .... ونفس الحاله بالنسبه لعلاوي وشمامي ...
حميد بصوت واطي وهو ما زال مصدوم
حميد : انتوا .. انتوا شو تسووون اهنييه ....
في هاللحظه انفجرت ريم وركضت صوب ابوها وهيه تصيح .. ولوت عليه بالقو ...
ريم : ابويه اطرد هالحقير من بيتنا ... اطرده يا بويه دخيلك ... اطرده
انصدمت هند من رمسه ريم ..!!! ليش تقول عن خالد حقير !!! شو الي بدر من خالد ...!!
حميد : ريم ارفعي راسج وقولي شو مستوي ... ؟؟
ريم زاد صياحها وغرست عمرها اكثر في صدر ابوها ... ما كانت تقدر ترمس ولا تقول شي .. خالد اليوم طعنها وصدمها صدمة عمرها ...
حميد : خالد انته شو مسوي في البنت ؟ وبعدين انته شو تسوي ف الغرفه ..! وكيف دخلت ..!؟
خالد ابتسم بخبث وشل ملف من الملفات اللي كانت ع الارض
خالد : هه ..! تظن انك بتخش سرك الدهر كله ؟! .. لا يا حميد لا ... كل شي انكشف .. كل شي ...
حميد انصدم وحس انه ماي بارد انصب فوق راسه .. رد شوي على ورا وريم كانت متشبثه فيه ....
حميد : شــ ... شــو قصدك ؟! شو تقصد يا خالد ...؟
خالد : هه ... شو اقصد ؟ بتسوي عمرك مب فاهم شي يا حميد ... خلاص انا وصلت للدليل اللي يدينك .. وصلت للي ابغيه .. انا ما ييت بيتك الا عشان هالغرفه ... انا ما سويت اللي سويته الا عشان اوصل لهالاوراق
هند تجدمت صوب خالد .. وتمت تشوفه بنظره متسائله
هند : خالد انته شو تقول ؟! شو هيه الاوراق الي ياي عشانها ؟! شو السالفه ..!!!!
خالد سحب هند من ايدها بهدوء
خالد : تعالي اوقفي حذالي يا هند عشان اكشفلج شخصيه كل واحد من هالحثاله اللي واقفين جدامج تعالي ..
هند بعّدت ايدها
هند : خالد استح على ويهك شو هالرمسه .!!!!
خالد ضحك بصوت عالي أربك حميد وشيخه
خالد : ههههههههههه استحي على ويهي .!؟ ليش ؟ وعشان منو ؟؟ عشان هالانذال ..!!!!
هند : خالد ..!!!
خالد : مسكينه يا هند ... انتي ما تعرفين شي ... بس ولا يهمج يا هند انا بقولج عن شخصيه كل واحد ... من وين تبين تبدين ؟! من الغبيه ريموه .. ولا من اختها الــ " سكت خالد وما كمل " ... ولا تبين ارمس عن العقربه امهم ... ولا اقولج ... انا افضّل انه نرمس عن راس الحقاره والدنائه حميد ... هذا اللي عاش سنين متستر ورا قناع الطيبه ... بس مب على خالد هالكلام .. مب على خالد يا حميد ...
حميد بعّد ريم وتجدم صوب خالد ...
حميد : خالد لو فيه رمسه تبا تقولها تعال الصاله بنرمس انا ووياك ولا تدخل الحريم ف أمورك ...
خالد : ههههههههههاي لا يا حلو ... انا اصلا هدفي اني افضحك جدام اهلك ... عشان يعرفون حقيقتك يا .... يا الحرامي
رفع حميد ايده وكان يبا يعطي خالد كف عشان يعرف قيمة نفسه ويسكت ويحترم عمره ... بس خالد يوّد ايده بالقو ودزه بعيد
خالد : انته يالحرامي تمد ايدك عليه ..!! انته ..!! تخسي .. لا انته ولا عشر من امثالك يقدرون يحطون راسهم براسي ...
هند يودت خالد من جتفه
هند : خالد لا تقل ادبك على عمك ... بس عاد ؟! انته شو باك مره وحده ..!! خف عقلك ..!!!
خالد : لا وانتي الصادقه .. عقلت ... عطيته فرصه طويله .. قلت بيحس وبيردلنا حلالنا بس ما نفع وياه ....
هند باستغراب: أي حلال ؟
خالد : هند بسج طيبه وسذاجه .. شغلي مخج شوي ... انتي متى عرفتي انه عندج عم ؟! مب عقب سنين .!! مب عقب ما كبرتي وكملتي ال25 سنه ... ما سألتي عمرج من وين طلعلنا هالعم ... ما سألتي عمرج شو سبب القطاعه ... مااستغربتي وقلتي ف خاطرح ليش ابويه ما خبرنا عن هالعم اللي مادري من وين طلع!!!!! .... تبين تعرفين ليش ... انا بقولج ... انا بقولج ليش .... لانه ابويه ما كان يباكم تعيشون وانتوا موطين راسكم ف الارض ... ما كان يباكم تعرفون انه عندكم عم حقير ونذل ... كان يستحي من عمره كل ما يسألونه اذا كان عنده اخو ولا لا ...!! ...
هند : خـ خالد !
خالد : لا تستغربين يا هند ... ابويه كان مستحي من هالحيوان اللي واقف جدامج ... ما كان يبا يقول حق حد انه اخوه " واهنه بدا خالد يصرخ" انه اخوه اللي من دمه ولحمه سرقه وكلا كل حلاله ... ما كان يبا يفضح اخوه جدام عياله ... ستر عليه وكتم هالسر ف داخله سنين ... ابويه كان فقير بسبة اخوه اللي كلا حلاله .. اخوه اللي بصماه على مستند هو ما يدري شو فيه ... هذا هو المستند يا هند ... هذا هو .. وهاي بصمة ابويه ... هذا هو المستند اللي يظهر حقيقة عمج ...
صد خالد صوب حميد
خالد وصوته بدا يعلى اكثر : بتنكر ؟..!!!! ... اصلا انته مب قادر تقول شي ..!! لانك انفضحت جدام كل اهلك ... اعرفي يا ريم ويا هند ويا شما .. اعرفي يا شما انه ابوج حرامي ... ابوج سرق بيزاتنا ... عيشنا طول هالسنين بفقر وهم وغم وهو اهنه عايش حياته هو وعياله على حسابنا ... اعرفي يا شما انه ابوج بحياته ما كان انسان ... لانه الانسان ما يسوي الي سواه ... الانسان ما يتجرد من كل مشاعره الانسانيه عشان البيزات ... الانسان ما يطعن اخوه ف ظهره .... هذا هو ابوكم .. وتقولولي عقب لييش تكره عمك ..!!! وتقوليلي يا هند ليش تقل ادبك .... تبيني احشّم حرامي .!!! حرامي يا هند !!!!
الكل كان ساكت ويشوف خالد اللي فجّر غضبه من شوي ... حتى حميد كان يشوفه وهو مصدوم من كشف الحقيقه .... الحقيقه اللي حاول يخشها سنين ف هالغرفه انكشفت الحين ... طاحت الاقنعه وبان المستور .. وما عاد شي ينخش عن اهله .. وما عاد يقدر يتستر ورا شي عن عياله ..اليوم اتضح لعيال حميد انه ابوهم ما كان ابوهم ... انه الانسان اللي كان طول حياته مغرقنهم بكرمه وطيبته وحنية قلبه في الواقع هو حرامي ونصاب وأكّال حقوق غيره ... اليوم اكتشفوا عياله انه كانوا يعيشون على حساب تعاسة عيال عمهم ... انهم كبروا وترعرعوا ببزات حرام ... صدمه كبيره هيه الي استقبلوها عيال حميد ... ما كانوا قادرين يشوفون ابوهم ولا هو قادر يشوفهم من سواد ويهه جدامهم ...
هند هيه الثانيه كانت مصدومه من كشف الحقائق ... الانسان اللي شلها من ظلام الفقر ويابها اهنيه ودللها اخر دلال كان هو نفسه اللي سرق ابوها و عبشها هيه واخوانها سنين طويله في فقر و مشاكل ... هو اللي دمر وبنى مستقبلها بنفس الوقت ...هو اللي ظلمها وانصفها بنفس الوقت ... هو اللي نزّل دمعتها ومسحها ... تناقض أليم عاشته هند ف هاللحظات وهيه تكتشف الحقيقه ..
أما شيخه فكانت تشوف الانكسار اللي كسى كل فرد ف هالغرفه وهيه مب قادره تسوي شي .... هيه كانت تعرف حقيقة ريلها من قبل بس اللي قاله خالد حسسها انها تسمع الكلام لاول مره ...
خالد كان واقف يتريا أي فعل .. كان يباهم يصرخون يقولوله شي .. كان يباهم يتفاعلون عشان يطلع باجي النار اللي فيه ويحرقهم فيها ... بس الصدمه ربطت لسانهم ومحد كان قادر يرمس ولا يعبر عن اللي يختلج قلبه من المشاعر ...
خالد : انصدمتوا ها ..!! اكيد ... اكيد بتنصدمون ... ابوكم حاول يخش هالسر سنين ... بس الحق لازم يرجع لاصحابه ... ومال الحرام بحياته ما دام ...
هالمره تجدمتله شيخه ... ووقفت جدامه وهيه تحس انه خالد ما بيسكت لين ما يحصل حد يوقفه عند حده ...
شيخه : خالد .. اطلع من بيتي ...
خالد شافها من فوق لين تحت : هه !! انتي بعد تقولين بيتي ..!؟ انته مالج بيت يا شيخه ... مالج بيت ... هالبيت بيتي وبيت اخواني ...
شيخه : اطلع من بيتي يا خالد ولا تقل ادبك اكثر ...
خالد : ههههههههههه وانتي تعرفين الادب بعد ..!! انتي لو تعرفينه جان غرستيه في بناتج ...
شيخه بصوت عالي : بس عاد وصلت حدك يا خالد ... مب انته ولا عشره من امثالك يقدر اييب طاري بناتي بشين تفهم
خالد : هه !! ضحكتيني والله ... لا لا صدق انتي دمج خفيف اليوم ... ولا مخج خاف ... عاد انتي اختاري ... بناتج بكبرهم بغلط بغلط ..
اهنيه يت صفعه طيرت ويه خالد بعيد ... كان مصدرها حميد .... حميد الي ما قدر يتحمل كلام خالد عن بناته .... صفعه وطلع جزء بسيط من حرته فيه .. اما هند فشهقت حزتها وركضت صوب خالد ...
حميد : جاااااب يا قليل الادب ... ما اسمحلك تييب طاري بناتي يا الجلب ...
خالد وهوه يلهث بصوت عالي : تسمحلي ولا ما تسمحلي ... واصلا منو انته عشان تسمحلي ... انته اللي خربت ذريتك ... انته اللي ورثتهم كل شين ....
هند اهنه صاحت وما تدري شو الي صيحها ... بس اللي تعرفه انها كانت تبا تنهي هالصراع المؤلم بين اخوها وعايله عمها ...
هند وهيه ميوده خالد من ايده : دخيلك يا اخويه ... دخيلك اسكت خلاص ... خلاص
خالد : لا ما بسكت يا هند ما بسكت ...سكتت سنين .. سنين وانا ساكت ومتحمل الظلم و الضيم وف النهايه تبيني اسكت ؟!!! لا ... لا ما بسكت ....لازم افضحه ... لازم اخليه يعرف حقيقه بناته الوصخات
هالمره حميد ثار ... ووصل حده من كلام خالد الجارح ... تجدم صوبه وكان يبا يرفسه لين ما يموت ويفتك منه ومن شره ... بس هند وقفتله والدموع تنزل من عينها
هند : دخيلك .. يا " ما قدرت هند تقول عمي عقب الي سمعته " دخيلك خلاص ... يكفي ... خالد يالس يخربط وما يعرف شو يقول ... دخيلكم خلاص ما نبا نسمع شي زياده ...
خالد هالمره ووقف وسحب هند صوبه ... ومشى صوب نوره وهو ماسك خده ومن عيونه مليون شراره ...
خالد بابتسامه خبث : الا شخبار عمر ...
شهقت نوره اول ما سمعت باسم عمر وحطت ايدها على حلجها من الصدمه ...
خالد : تعرفين عمر هذا شو يطلع ؟! ... يطلع ربيعي الروح بالروح ...
نوره ردت على ورا وتمت تشوف خالد وهيه تحت انها متخدره ... كانت تتنفس بصوت عالي ... ووشفايفها بيضت من الصدمه والخوف ...
نوره بهمس : شووووووه ..!!!
خالد : عمر يطلع ربيعي ...
نوره : يعني ... يعني انتي اللي ..
خالد ما رد عليها ... بس شافها من فوق لتحت ... نوره حست بطعنه ف صدرها عقب الكلام اللي سمعته ... ما توقعت ابدا انه خالد وعمر يكونون ربع .. ولا توقعت انه عمر كان ممثل ف تمثيليه رسمها خالد ... دارت الدنيا في نوره وحست انها فقدت توازنها بس خالد كان مصر يفضحها اكثر
خالد : الا يا شيخه ما قلتيلنا انه بنتج عرست مره ثانيه ... كنا بنحضر زواجها و بنرزفلها بعد ...
شافته شيخه بتساؤل ... وحميد تم واقف مكانه وما كان يبا يصدق الافكار اللي قامت تدور ف راسه ... ريم كانت مثل امها مب فاهمه شي ... وهند حطت ايدها على قلبها وحست انه الياي أعظم ..
خالد : بلاكم تشوفوني .!!! ... انا قلت شي غلط ؟ ليش يا نوره انتي ما قلتيليهم انج معرسه ..!؟ ما عرفتيهم على عمر ؟!! ؟؟ ....
يلست نوره ع الارض وهيه تشوف خالد ودموعها بدت تغرغر ف عينها ... اللي كانت خايفه منه استوى ... اليوم انكشف الستار عنها هيه الثانيه وانفضحت جدام اهلها ...
شيخه : ن ن نوره ؟ الكلام اللي يقوله صح ؟!!!! ... انتي م م معرسه من ورانا ..!!!!!!
نوره حطت ايدها على ويهها وانفجرت من الصياح ... ما كانت تعرف شو تقولهم ولا كيف تبرر موقفها .. تقولهم انه قص عليها !! تقولهم انه ابتزها ..!! ما كانت تعرف شو تقول .. ولا كانت تتجرا ترفع عينها وتشوفهم ..كانت تتمنى الموت ف هاللحظه الي فضحها فيها خالد ... الموت كان ارحملها من العذاب اللي بتعيشه بعد اليوم ...
خالد تم يشوفها باشمئزاز وهو حاس انه جاز منها ...
شيخه وهو مصدومه : ليش ؟؟!!! ليش يا نوره !! ليش سويتي فينا جيه ... ليش ..!!!!
نوره ما ردت وكان صياحها يقطع القلب .... بس شيخه كانت مصره انها تعرف .. فسارت صوبها وقامت تهزها بالقو وتصرخ عليها
شيخه : ليش سويتي فينا جيييه !!! قوليلي ليش يا نوروه ...نحن بشو قصرنا عليج عشان تعاقبينا .... انتي ما كفتج تجربتج الاولى عشان تكررينها مره ثانيه ... ردي عليه يا نوره ... قولي لي ليش سويتي اللي سويتيه ...
نوره كانت حاسه بعجز فظيع ... الشي الوحيد اللي كان يتحرك فيها عقب ما جتلها خالد هيه دموعها .... اما حميد فكان يتنافض بكبره ... ويحس بألم فظيع ف قلبه ....
ريم : انته ما بترتاح لين ما تدمرنا كلنا !!! ... انته بليا مشاعر .. طول حياتي كنت اشوفك انسان بكل معنى الانسانيه .. طول حياتي كنت ادافع عنك ... الكل يقولّي ابتعدي عنه بس انا كنت مصره اني استمر ف حبك .... بس انته ما تستاهل الحب لانك نذل ... نذل يا خالد نذل ....
خالد رفع حاجبه : وشو تسمين اللي تخون ثقة اهلها وتسير لغرفه ولد عمها وتختلي فيه ... شو تسمين اللي تفر القيم والعادات ورا ظهرها عشان كلمه هيه ما عرفت معناها .. كنتي تظنين اني احبج وبتزوجج !!!! نسيتي انج بنت حميد ..!! نسيتي !! .... وبعدين اذا كنتي انتي ما تقدرين اهلج ولا تحسبيلهم أي حساب .. كيف بيظهرون عيالي اللي بيبهم منج !!! .... عرفتي ليش انتي غبيه ..!! عرفتي ليش ؟!!! .. لانه مخج هذا ما قدرتي تشغلينه ... ولا اظن قلبج كان يشتغل بعد ... لانه لو كان يشتغل جان قالج اني اكرهج وما واطنج .. وانه اللحظه اللي انفرد فيها وياج تكون اتعس لحظه ...
غمضت ريم عيونها برقه وهيه تسمع رمسة خالد الجارحه .. حست عمرها كبر النمله وهو يقولها غبيه ... هيه فعلت كانت غبيه .. وفعلا قلبها ما كان يحس ... لانه لو كان يحس ... جان عرف انه خالد ما يعرف معنى الحب ... صدقت فيه هند ... هند الوحيده اللي عرفت خالد ... هيه الوحيده اللي عرفته وسترت عليه بس بنفس الوقت حاولت تبعد الناس عن شره ... بس شو الفايده الحين ... حست ريم انها جازة من عمرها .. كرهت شي اسمه " حب " .. الحب شي وصخ بنظرها .... الصمت كان أحسن لها ولاختها .. سكتت ريم وما ردت عليه .. ولا قدرت تشوف امها وابوها عقب ما طاحت من عينهم
شيخه كانت الصدمة كبيره بالنسبالها ... بناتها اللي ما قصرت عليهم بشي يخونون ثقتها فيهم ..!! كلهم يدورن عن الحب .!! ليش ؟ ليش !!! صدمة شيخه ببناتها هزت كيانها كله وجرحت مشاعرها بشكل ما يوصف ...
هند كانت ترتجف من الصدمه وكل شوي تشوف عمها اللي حط ايده على صدره وقام يتنفس ببطء ... حست هند انه عمها كان يتعذب ... يتعذب من الكلام اللي يسمعه ... عمها كان مكسور .وهاي الكلمه اللي تقدر توصفه فيها .... خالد استوا مثل الوحش اللي قام يجرح ويجرح وما يفكر بالعواقب ... هيه تدري انه ما في شي بيسكت اخوها اذا نوى على شي ... هند كانت مصدومه من خالد اللي ما بين لحد سر نواياه ف عمه وعياله وكان يمثل طول الفتره اللي طافت ...بس فجأه تذكرت هند شي ... تذكرت شي مهم غفلت عنه من هول اللي سمعته ... وقفت وعيونها مفتوحه ع الاخير .. كيف ما فهمتها من البدايه ... كيف غفلت عن هالشي ..!! كيف !!
خالد ف هالحزه تجدم صوب عمه وهو شال الملف ف ايده ... سار صوب عمه ويوم وصل عنده فر الاوراق ف ويهه
خالد : هذا هو حلالنا اللي سرقته .. كل شي مكتوب اهنيه بالحرف والكلمه ... انا مابا الحلال يا حميد ... انا كان همي اني افضحك انته وعيالك ..ودام اني وصلت للي اباه ... فعيش ببزات الحرام هاذي حلال عليك وعلى عيالك ... وانا باخذ اختي وبنسير بيتنا ... وما نبا منكم شي ... وما تنشرف فيكم ولا بنسبكم .. ونصيحتي لك ... رد ابني عايلتك من يديد .. بس هالمره على أسس زينه ...
حميد فتح عقمة كندورته وهو حاس بصعوبه بالتنفس والدنيا جدامه بدت تغبّر
حميد : الله لا يسامحك يا خالد ... الله ليــ
طاح حميد على طوله وهو يحس بعمره يشهق.. وركضت صوبه ريم وهيه تصرخ " ابووووووووووووويه رد عليييييييييه ... ابويه ..!! " حميد كان يسمع صوت ريم وهي تصرخ وتصيح.. بس ما كان مستوعب اللي يستوي ولا مستوعب اللي تقوله ....
هند كانت تشوف عمها وهيه تحس انه قلبها بيظهر من مكانه .... الشي اللي تذكرته هند و فاجئها هو الكلام اللي قاله لها عمها اليوم الصبح ... قالها انه كتب باسمها بنايات وعقارات وحلفها انها ما تسأل ليش ..!!! اليوم ياها الجواب ... عمها كان يبا يكفر عن ذنبه ... كان يبا يعيش حياته بعيد عن الذنوب ... بس هيه ما فهمتها الا يوم قضى عليه خالد .... خالد االلي ما كان همه الا الفضيحه .... نزلت دموع هند وعيونها ما زال مفتوحه على وسعها ... ما كانت حاسه بالدموع ... بس اللي عرفته ... انه هيه واخوها هم السبب ف اللي استوى واللي بيستوي ف عمها .... حست هند ف حزتها بايد تسحب ايدها ويوم صدت شافت خالد ....
خالد : يلا نسير ... نحن مالنا مكان اهنييي
هند دزته بعيد : عقب كل اللي سويته ..!! عقب ما فضحتهم ودمرتهم تقّولي مالنا مكان اهنيييييه ..!!! انته .... انته من البشر ..!! طول حياتي وانا عايشه على امل انك تتصلح بس ما شي فايده ... انته مستحيل تكون انسان ... انته وعبدالله من نفس الطينه ... انته مب احسن عنه ... اذا كان هو دمّر راشد فأنته دمرت عايله كامله ... انا مستحيل أأمن عمري وياك ... مستحيل أعيش وياك .. مستحيل ..!!
خالد تم مبطل حلجه من الصدمه ... ما استوعب ابد الكلام اللي تقوله هند .... معقوله عقب كل اللي عرفته عن عمها وعياله وبعد تدافع عنهم..!!
خالد : هند انتي شو تقولين ..!! عمج حرامي ..!! وانا كشفته جدامج ... كشتفهم كلهم جدامج ..!! وبعدج تدافعين عنهم !!!!!!!
هند صرخت ف ويهه : عمي مب حرامي ... مب حرامي .... عمي رد كل الحلال يا الغبي ... عمي رده كله ... كل اللي خذاه وكل الارباح انكتبت باسمي !!
وقف خالد وهو مستغرب من الكلام اللي تقوله هند ..!! عمه رد الحلال ..! متى وكيف وليش ؟وليش ما دافع عن نفسه ..!! ليش سكتّ ..!! الكلام اللي تقوله هند مب منطقي ... واكيد كله غلط ف غلط ....
هند بصوت اعلى : انته بعدك واقف اهنيه ...!!! ... اطلع برع .. اطلع برع البيت ومابا اشوفك عقب اليوم .... انته مستحيل تكون اخويه ... مستحيل تكون اخويه ... اطلع برع البيت ولا عاد اشوفك مره ثانيه ..
خالد : تطرديني يا هند.. تطرديني وانا اخوج !!!
هند : لا تنطق باسمي ...وبعدين انا ما عندي ااخو غير علاوي ... انته مب اخويه ولا تشرف باخوتك ...
قوه مب طبيعيه هيه الي سيطرت على هند وخلتها تيود خالد من ثيابها وتطلعه برع الغرفه ... اما خالد فتم واقف وهو منصدم من موقف هند ... هند اللي طردته وركضت تفازع عمها الظالم .... خالد حس انه مخنوق ... حس انه مب مستوعب شي ... عقب ما كان مسيطر ع الوضع وعقب ما كان هو المظلوم استوى هو الظالم ... طلع خالد من البيت وهو مصدوم من موقف اخته ... ركب سيارته وطلع من البيت بسرعه كبيره .. وف لحظة خروجه من البيت ... كانت سياره ثانيه واصله ف هالوقت ... وكانوا اصحابها يايين يقدمون واجب العزا !!
* * *
حميد كان مصدوم من وجود ريم و خالد بالذات ف هالغرفه ...كيف دخلوا ؟! وليش ؟؟؟ وكيبف هو ما حس عليهم .... !!!
شيخه هيه الثانيه كانت مستغربه .... بنتها شو تسوي اهنه ويا خالد ؟؟؟ وكيف قصت عليها وقالتلها انها ما تعرف وين المفتاح والحين طلعته ..!!!
نوره وهند ما كانوا فاهمين شي .... ونفس الحاله بالنسبه لعلاوي وشمامي ...
حميد بصوت واطي وهو ما زال مصدوم
حميد : انتوا .. انتوا شو تسووون اهنييه ....
في هاللحظه انفجرت ريم وركضت صوب ابوها وهيه تصيح .. ولوت عليه بالقو ...
ريم : ابويه اطرد هالحقير من بيتنا ... اطرده يا بويه دخيلك ... اطرده
انصدمت هند من رمسه ريم ..!!! ليش تقول عن خالد حقير !!! شو الي بدر من خالد ...!!
حميد : ريم ارفعي راسج وقولي شو مستوي ... ؟؟
ريم زاد صياحها وغرست عمرها اكثر في صدر ابوها ... ما كانت تقدر ترمس ولا تقول شي .. خالد اليوم طعنها وصدمها صدمة عمرها ...
حميد : خالد انته شو مسوي في البنت ؟ وبعدين انته شو تسوي ف الغرفه ..! وكيف دخلت ..!؟
خالد ابتسم بخبث وشل ملف من الملفات اللي كانت ع الارض
خالد : هه ..! تظن انك بتخش سرك الدهر كله ؟! .. لا يا حميد لا ... كل شي انكشف .. كل شي ...
حميد انصدم وحس انه ماي بارد انصب فوق راسه .. رد شوي على ورا وريم كانت متشبثه فيه ....
حميد : شــ ... شــو قصدك ؟! شو تقصد يا خالد ...؟
خالد : هه ... شو اقصد ؟ بتسوي عمرك مب فاهم شي يا حميد ... خلاص انا وصلت للدليل اللي يدينك .. وصلت للي ابغيه .. انا ما ييت بيتك الا عشان هالغرفه ... انا ما سويت اللي سويته الا عشان اوصل لهالاوراق
هند تجدمت صوب خالد .. وتمت تشوفه بنظره متسائله
هند : خالد انته شو تقول ؟! شو هيه الاوراق الي ياي عشانها ؟! شو السالفه ..!!!!
خالد سحب هند من ايدها بهدوء
خالد : تعالي اوقفي حذالي يا هند عشان اكشفلج شخصيه كل واحد من هالحثاله اللي واقفين جدامج تعالي ..
هند بعّدت ايدها
هند : خالد استح على ويهك شو هالرمسه .!!!!
خالد ضحك بصوت عالي أربك حميد وشيخه
خالد : ههههههههههه استحي على ويهي .!؟ ليش ؟ وعشان منو ؟؟ عشان هالانذال ..!!!!
هند : خالد ..!!!
خالد : مسكينه يا هند ... انتي ما تعرفين شي ... بس ولا يهمج يا هند انا بقولج عن شخصيه كل واحد ... من وين تبين تبدين ؟! من الغبيه ريموه .. ولا من اختها الــ " سكت خالد وما كمل " ... ولا تبين ارمس عن العقربه امهم ... ولا اقولج ... انا افضّل انه نرمس عن راس الحقاره والدنائه حميد ... هذا اللي عاش سنين متستر ورا قناع الطيبه ... بس مب على خالد هالكلام .. مب على خالد يا حميد ...
حميد بعّد ريم وتجدم صوب خالد ...
حميد : خالد لو فيه رمسه تبا تقولها تعال الصاله بنرمس انا ووياك ولا تدخل الحريم ف أمورك ...
خالد : ههههههههههاي لا يا حلو ... انا اصلا هدفي اني افضحك جدام اهلك ... عشان يعرفون حقيقتك يا .... يا الحرامي
رفع حميد ايده وكان يبا يعطي خالد كف عشان يعرف قيمة نفسه ويسكت ويحترم عمره ... بس خالد يوّد ايده بالقو ودزه بعيد
خالد : انته يالحرامي تمد ايدك عليه ..!! انته ..!! تخسي .. لا انته ولا عشر من امثالك يقدرون يحطون راسهم براسي ...
هند يودت خالد من جتفه
هند : خالد لا تقل ادبك على عمك ... بس عاد ؟! انته شو باك مره وحده ..!! خف عقلك ..!!!
خالد : لا وانتي الصادقه .. عقلت ... عطيته فرصه طويله .. قلت بيحس وبيردلنا حلالنا بس ما نفع وياه ....
هند باستغراب: أي حلال ؟
خالد : هند بسج طيبه وسذاجه .. شغلي مخج شوي ... انتي متى عرفتي انه عندج عم ؟! مب عقب سنين .!! مب عقب ما كبرتي وكملتي ال25 سنه ... ما سألتي عمرج من وين طلعلنا هالعم ... ما سألتي عمرج شو سبب القطاعه ... مااستغربتي وقلتي ف خاطرح ليش ابويه ما خبرنا عن هالعم اللي مادري من وين طلع!!!!! .... تبين تعرفين ليش ... انا بقولج ... انا بقولج ليش .... لانه ابويه ما كان يباكم تعيشون وانتوا موطين راسكم ف الارض ... ما كان يباكم تعرفون انه عندكم عم حقير ونذل ... كان يستحي من عمره كل ما يسألونه اذا كان عنده اخو ولا لا ...!! ...
هند : خـ خالد !
خالد : لا تستغربين يا هند ... ابويه كان مستحي من هالحيوان اللي واقف جدامج ... ما كان يبا يقول حق حد انه اخوه " واهنه بدا خالد يصرخ" انه اخوه اللي من دمه ولحمه سرقه وكلا كل حلاله ... ما كان يبا يفضح اخوه جدام عياله ... ستر عليه وكتم هالسر ف داخله سنين ... ابويه كان فقير بسبة اخوه اللي كلا حلاله .. اخوه اللي بصماه على مستند هو ما يدري شو فيه ... هذا هو المستند يا هند ... هذا هو .. وهاي بصمة ابويه ... هذا هو المستند اللي يظهر حقيقة عمج ...
صد خالد صوب حميد
خالد وصوته بدا يعلى اكثر : بتنكر ؟..!!!! ... اصلا انته مب قادر تقول شي ..!! لانك انفضحت جدام كل اهلك ... اعرفي يا ريم ويا هند ويا شما .. اعرفي يا شما انه ابوج حرامي ... ابوج سرق بيزاتنا ... عيشنا طول هالسنين بفقر وهم وغم وهو اهنه عايش حياته هو وعياله على حسابنا ... اعرفي يا شما انه ابوج بحياته ما كان انسان ... لانه الانسان ما يسوي الي سواه ... الانسان ما يتجرد من كل مشاعره الانسانيه عشان البيزات ... الانسان ما يطعن اخوه ف ظهره .... هذا هو ابوكم .. وتقولولي عقب لييش تكره عمك ..!!! وتقوليلي يا هند ليش تقل ادبك .... تبيني احشّم حرامي .!!! حرامي يا هند !!!!
الكل كان ساكت ويشوف خالد اللي فجّر غضبه من شوي ... حتى حميد كان يشوفه وهو مصدوم من كشف الحقيقه .... الحقيقه اللي حاول يخشها سنين ف هالغرفه انكشفت الحين ... طاحت الاقنعه وبان المستور .. وما عاد شي ينخش عن اهله .. وما عاد يقدر يتستر ورا شي عن عياله ..اليوم اتضح لعيال حميد انه ابوهم ما كان ابوهم ... انه الانسان اللي كان طول حياته مغرقنهم بكرمه وطيبته وحنية قلبه في الواقع هو حرامي ونصاب وأكّال حقوق غيره ... اليوم اكتشفوا عياله انه كانوا يعيشون على حساب تعاسة عيال عمهم ... انهم كبروا وترعرعوا ببزات حرام ... صدمه كبيره هيه الي استقبلوها عيال حميد ... ما كانوا قادرين يشوفون ابوهم ولا هو قادر يشوفهم من سواد ويهه جدامهم ...
هند هيه الثانيه كانت مصدومه من كشف الحقائق ... الانسان اللي شلها من ظلام الفقر ويابها اهنيه ودللها اخر دلال كان هو نفسه اللي سرق ابوها و عبشها هيه واخوانها سنين طويله في فقر و مشاكل ... هو اللي دمر وبنى مستقبلها بنفس الوقت ...هو اللي ظلمها وانصفها بنفس الوقت ... هو اللي نزّل دمعتها ومسحها ... تناقض أليم عاشته هند ف هاللحظات وهيه تكتشف الحقيقه ..
أما شيخه فكانت تشوف الانكسار اللي كسى كل فرد ف هالغرفه وهيه مب قادره تسوي شي .... هيه كانت تعرف حقيقة ريلها من قبل بس اللي قاله خالد حسسها انها تسمع الكلام لاول مره ...
خالد كان واقف يتريا أي فعل .. كان يباهم يصرخون يقولوله شي .. كان يباهم يتفاعلون عشان يطلع باجي النار اللي فيه ويحرقهم فيها ... بس الصدمه ربطت لسانهم ومحد كان قادر يرمس ولا يعبر عن اللي يختلج قلبه من المشاعر ...
خالد : انصدمتوا ها ..!! اكيد ... اكيد بتنصدمون ... ابوكم حاول يخش هالسر سنين ... بس الحق لازم يرجع لاصحابه ... ومال الحرام بحياته ما دام ...
هالمره تجدمتله شيخه ... ووقفت جدامه وهيه تحس انه خالد ما بيسكت لين ما يحصل حد يوقفه عند حده ...
شيخه : خالد .. اطلع من بيتي ...
خالد شافها من فوق لين تحت : هه !! انتي بعد تقولين بيتي ..!؟ انته مالج بيت يا شيخه ... مالج بيت ... هالبيت بيتي وبيت اخواني ...
شيخه : اطلع من بيتي يا خالد ولا تقل ادبك اكثر ...
خالد : ههههههههههه وانتي تعرفين الادب بعد ..!! انتي لو تعرفينه جان غرستيه في بناتج ...
شيخه بصوت عالي : بس عاد وصلت حدك يا خالد ... مب انته ولا عشره من امثالك يقدر اييب طاري بناتي بشين تفهم
خالد : هه !! ضحكتيني والله ... لا لا صدق انتي دمج خفيف اليوم ... ولا مخج خاف ... عاد انتي اختاري ... بناتج بكبرهم بغلط بغلط ..
اهنيه يت صفعه طيرت ويه خالد بعيد ... كان مصدرها حميد .... حميد الي ما قدر يتحمل كلام خالد عن بناته .... صفعه وطلع جزء بسيط من حرته فيه .. اما هند فشهقت حزتها وركضت صوب خالد ...
حميد : جاااااب يا قليل الادب ... ما اسمحلك تييب طاري بناتي يا الجلب ...
خالد وهوه يلهث بصوت عالي : تسمحلي ولا ما تسمحلي ... واصلا منو انته عشان تسمحلي ... انته اللي خربت ذريتك ... انته اللي ورثتهم كل شين ....
هند اهنه صاحت وما تدري شو الي صيحها ... بس اللي تعرفه انها كانت تبا تنهي هالصراع المؤلم بين اخوها وعايله عمها ...
هند وهيه ميوده خالد من ايده : دخيلك يا اخويه ... دخيلك اسكت خلاص ... خلاص
خالد : لا ما بسكت يا هند ما بسكت ...سكتت سنين .. سنين وانا ساكت ومتحمل الظلم و الضيم وف النهايه تبيني اسكت ؟!!! لا ... لا ما بسكت ....لازم افضحه ... لازم اخليه يعرف حقيقه بناته الوصخات
هالمره حميد ثار ... ووصل حده من كلام خالد الجارح ... تجدم صوبه وكان يبا يرفسه لين ما يموت ويفتك منه ومن شره ... بس هند وقفتله والدموع تنزل من عينها
هند : دخيلك .. يا " ما قدرت هند تقول عمي عقب الي سمعته " دخيلك خلاص ... يكفي ... خالد يالس يخربط وما يعرف شو يقول ... دخيلكم خلاص ما نبا نسمع شي زياده ...
خالد هالمره ووقف وسحب هند صوبه ... ومشى صوب نوره وهو ماسك خده ومن عيونه مليون شراره ...
خالد بابتسامه خبث : الا شخبار عمر ...
شهقت نوره اول ما سمعت باسم عمر وحطت ايدها على حلجها من الصدمه ...
خالد : تعرفين عمر هذا شو يطلع ؟! ... يطلع ربيعي الروح بالروح ...
نوره ردت على ورا وتمت تشوف خالد وهيه تحت انها متخدره ... كانت تتنفس بصوت عالي ... ووشفايفها بيضت من الصدمه والخوف ...
نوره بهمس : شووووووه ..!!!
خالد : عمر يطلع ربيعي ...
نوره : يعني ... يعني انتي اللي ..
خالد ما رد عليها ... بس شافها من فوق لتحت ... نوره حست بطعنه ف صدرها عقب الكلام اللي سمعته ... ما توقعت ابدا انه خالد وعمر يكونون ربع .. ولا توقعت انه عمر كان ممثل ف تمثيليه رسمها خالد ... دارت الدنيا في نوره وحست انها فقدت توازنها بس خالد كان مصر يفضحها اكثر
خالد : الا يا شيخه ما قلتيلنا انه بنتج عرست مره ثانيه ... كنا بنحضر زواجها و بنرزفلها بعد ...
شافته شيخه بتساؤل ... وحميد تم واقف مكانه وما كان يبا يصدق الافكار اللي قامت تدور ف راسه ... ريم كانت مثل امها مب فاهمه شي ... وهند حطت ايدها على قلبها وحست انه الياي أعظم ..
خالد : بلاكم تشوفوني .!!! ... انا قلت شي غلط ؟ ليش يا نوره انتي ما قلتيليهم انج معرسه ..!؟ ما عرفتيهم على عمر ؟!! ؟؟ ....
يلست نوره ع الارض وهيه تشوف خالد ودموعها بدت تغرغر ف عينها ... اللي كانت خايفه منه استوى ... اليوم انكشف الستار عنها هيه الثانيه وانفضحت جدام اهلها ...
شيخه : ن ن نوره ؟ الكلام اللي يقوله صح ؟!!!! ... انتي م م معرسه من ورانا ..!!!!!!
نوره حطت ايدها على ويهها وانفجرت من الصياح ... ما كانت تعرف شو تقولهم ولا كيف تبرر موقفها .. تقولهم انه قص عليها !! تقولهم انه ابتزها ..!! ما كانت تعرف شو تقول .. ولا كانت تتجرا ترفع عينها وتشوفهم ..كانت تتمنى الموت ف هاللحظه الي فضحها فيها خالد ... الموت كان ارحملها من العذاب اللي بتعيشه بعد اليوم ...
خالد تم يشوفها باشمئزاز وهو حاس انه جاز منها ...
شيخه وهو مصدومه : ليش ؟؟!!! ليش يا نوره !! ليش سويتي فينا جيه ... ليش ..!!!!
نوره ما ردت وكان صياحها يقطع القلب .... بس شيخه كانت مصره انها تعرف .. فسارت صوبها وقامت تهزها بالقو وتصرخ عليها
شيخه : ليش سويتي فينا جيييه !!! قوليلي ليش يا نوروه ...نحن بشو قصرنا عليج عشان تعاقبينا .... انتي ما كفتج تجربتج الاولى عشان تكررينها مره ثانيه ... ردي عليه يا نوره ... قولي لي ليش سويتي اللي سويتيه ...
نوره كانت حاسه بعجز فظيع ... الشي الوحيد اللي كان يتحرك فيها عقب ما جتلها خالد هيه دموعها .... اما حميد فكان يتنافض بكبره ... ويحس بألم فظيع ف قلبه ....
ريم : انته ما بترتاح لين ما تدمرنا كلنا !!! ... انته بليا مشاعر .. طول حياتي كنت اشوفك انسان بكل معنى الانسانيه .. طول حياتي كنت ادافع عنك ... الكل يقولّي ابتعدي عنه بس انا كنت مصره اني استمر ف حبك .... بس انته ما تستاهل الحب لانك نذل ... نذل يا خالد نذل ....
خالد رفع حاجبه : وشو تسمين اللي تخون ثقة اهلها وتسير لغرفه ولد عمها وتختلي فيه ... شو تسمين اللي تفر القيم والعادات ورا ظهرها عشان كلمه هيه ما عرفت معناها .. كنتي تظنين اني احبج وبتزوجج !!!! نسيتي انج بنت حميد ..!! نسيتي !! .... وبعدين اذا كنتي انتي ما تقدرين اهلج ولا تحسبيلهم أي حساب .. كيف بيظهرون عيالي اللي بيبهم منج !!! .... عرفتي ليش انتي غبيه ..!! عرفتي ليش ؟!!! .. لانه مخج هذا ما قدرتي تشغلينه ... ولا اظن قلبج كان يشتغل بعد ... لانه لو كان يشتغل جان قالج اني اكرهج وما واطنج .. وانه اللحظه اللي انفرد فيها وياج تكون اتعس لحظه ...
غمضت ريم عيونها برقه وهيه تسمع رمسة خالد الجارحه .. حست عمرها كبر النمله وهو يقولها غبيه ... هيه فعلت كانت غبيه .. وفعلا قلبها ما كان يحس ... لانه لو كان يحس ... جان عرف انه خالد ما يعرف معنى الحب ... صدقت فيه هند ... هند الوحيده اللي عرفت خالد ... هيه الوحيده اللي عرفته وسترت عليه بس بنفس الوقت حاولت تبعد الناس عن شره ... بس شو الفايده الحين ... حست ريم انها جازة من عمرها .. كرهت شي اسمه " حب " .. الحب شي وصخ بنظرها .... الصمت كان أحسن لها ولاختها .. سكتت ريم وما ردت عليه .. ولا قدرت تشوف امها وابوها عقب ما طاحت من عينهم
شيخه كانت الصدمة كبيره بالنسبالها ... بناتها اللي ما قصرت عليهم بشي يخونون ثقتها فيهم ..!! كلهم يدورن عن الحب .!! ليش ؟ ليش !!! صدمة شيخه ببناتها هزت كيانها كله وجرحت مشاعرها بشكل ما يوصف ...
هند كانت ترتجف من الصدمه وكل شوي تشوف عمها اللي حط ايده على صدره وقام يتنفس ببطء ... حست هند انه عمها كان يتعذب ... يتعذب من الكلام اللي يسمعه ... عمها كان مكسور .وهاي الكلمه اللي تقدر توصفه فيها .... خالد استوا مثل الوحش اللي قام يجرح ويجرح وما يفكر بالعواقب ... هيه تدري انه ما في شي بيسكت اخوها اذا نوى على شي ... هند كانت مصدومه من خالد اللي ما بين لحد سر نواياه ف عمه وعياله وكان يمثل طول الفتره اللي طافت ...بس فجأه تذكرت هند شي ... تذكرت شي مهم غفلت عنه من هول اللي سمعته ... وقفت وعيونها مفتوحه ع الاخير .. كيف ما فهمتها من البدايه ... كيف غفلت عن هالشي ..!! كيف !!
خالد ف هالحزه تجدم صوب عمه وهو شال الملف ف ايده ... سار صوب عمه ويوم وصل عنده فر الاوراق ف ويهه
خالد : هذا هو حلالنا اللي سرقته .. كل شي مكتوب اهنيه بالحرف والكلمه ... انا مابا الحلال يا حميد ... انا كان همي اني افضحك انته وعيالك ..ودام اني وصلت للي اباه ... فعيش ببزات الحرام هاذي حلال عليك وعلى عيالك ... وانا باخذ اختي وبنسير بيتنا ... وما نبا منكم شي ... وما تنشرف فيكم ولا بنسبكم .. ونصيحتي لك ... رد ابني عايلتك من يديد .. بس هالمره على أسس زينه ...
حميد فتح عقمة كندورته وهو حاس بصعوبه بالتنفس والدنيا جدامه بدت تغبّر
حميد : الله لا يسامحك يا خالد ... الله ليــ
طاح حميد على طوله وهو يحس بعمره يشهق.. وركضت صوبه ريم وهيه تصرخ " ابووووووووووووويه رد عليييييييييه ... ابويه ..!! " حميد كان يسمع صوت ريم وهي تصرخ وتصيح.. بس ما كان مستوعب اللي يستوي ولا مستوعب اللي تقوله ....
هند كانت تشوف عمها وهيه تحس انه قلبها بيظهر من مكانه .... الشي اللي تذكرته هند و فاجئها هو الكلام اللي قاله لها عمها اليوم الصبح ... قالها انه كتب باسمها بنايات وعقارات وحلفها انها ما تسأل ليش ..!!! اليوم ياها الجواب ... عمها كان يبا يكفر عن ذنبه ... كان يبا يعيش حياته بعيد عن الذنوب ... بس هيه ما فهمتها الا يوم قضى عليه خالد .... خالد االلي ما كان همه الا الفضيحه .... نزلت دموع هند وعيونها ما زال مفتوحه على وسعها ... ما كانت حاسه بالدموع ... بس اللي عرفته ... انه هيه واخوها هم السبب ف اللي استوى واللي بيستوي ف عمها .... حست هند ف حزتها بايد تسحب ايدها ويوم صدت شافت خالد ....
خالد : يلا نسير ... نحن مالنا مكان اهنييي
هند دزته بعيد : عقب كل اللي سويته ..!! عقب ما فضحتهم ودمرتهم تقّولي مالنا مكان اهنيييييه ..!!! انته .... انته من البشر ..!! طول حياتي وانا عايشه على امل انك تتصلح بس ما شي فايده ... انته مستحيل تكون انسان ... انته وعبدالله من نفس الطينه ... انته مب احسن عنه ... اذا كان هو دمّر راشد فأنته دمرت عايله كامله ... انا مستحيل أأمن عمري وياك ... مستحيل أعيش وياك .. مستحيل ..!!
خالد تم مبطل حلجه من الصدمه ... ما استوعب ابد الكلام اللي تقوله هند .... معقوله عقب كل اللي عرفته عن عمها وعياله وبعد تدافع عنهم..!!
خالد : هند انتي شو تقولين ..!! عمج حرامي ..!! وانا كشفته جدامج ... كشتفهم كلهم جدامج ..!! وبعدج تدافعين عنهم !!!!!!!
هند صرخت ف ويهه : عمي مب حرامي ... مب حرامي .... عمي رد كل الحلال يا الغبي ... عمي رده كله ... كل اللي خذاه وكل الارباح انكتبت باسمي !!
وقف خالد وهو مستغرب من الكلام اللي تقوله هند ..!! عمه رد الحلال ..! متى وكيف وليش ؟وليش ما دافع عن نفسه ..!! ليش سكتّ ..!! الكلام اللي تقوله هند مب منطقي ... واكيد كله غلط ف غلط ....
هند بصوت اعلى : انته بعدك واقف اهنيه ...!!! ... اطلع برع .. اطلع برع البيت ومابا اشوفك عقب اليوم .... انته مستحيل تكون اخويه ... مستحيل تكون اخويه ... اطلع برع البيت ولا عاد اشوفك مره ثانيه ..
خالد : تطرديني يا هند.. تطرديني وانا اخوج !!!
هند : لا تنطق باسمي ...وبعدين انا ما عندي ااخو غير علاوي ... انته مب اخويه ولا تشرف باخوتك ...
قوه مب طبيعيه هيه الي سيطرت على هند وخلتها تيود خالد من ثيابها وتطلعه برع الغرفه ... اما خالد فتم واقف وهو منصدم من موقف هند ... هند اللي طردته وركضت تفازع عمها الظالم .... خالد حس انه مخنوق ... حس انه مب مستوعب شي ... عقب ما كان مسيطر ع الوضع وعقب ما كان هو المظلوم استوى هو الظالم ... طلع خالد من البيت وهو مصدوم من موقف اخته ... ركب سيارته وطلع من البيت بسرعه كبيره .. وف لحظة خروجه من البيت ... كانت سياره ثانيه واصله ف هالوقت ... وكانوا اصحابها يايين يقدمون واجب العزا !!
* * *
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
في بريطانيا ...
قام مايد من رقاده وهو خايف ومرعوب من الحلم اللي حلمه من شوي ...
مايد وهو يتنفس بصوت عالي : عوذ بالله من الشيطان ... عوذ بالله من الشيطان ....
سلطان اللي كان يقرا ركض صوبه
سلطان : بسم الله عليك يا مايد .. شو ياك فجأه ..!!!
مايد تم يشوف سلطان برعب : حلم فظيع يا سلطان .. حلم فظييييع ....
سلطان : اللهم اجعله خير ...
مايد وهو يحرك ايده ف هالهوا : شفت .. شفت ابويه وهو يزقرني من بعيد .. وجنه طايح ف حفره ... ويقولي تعال يا مايد الحيه تلدغنا من كل صوب ... وعقبها ... وعقبها يا سلطان شفت امايه ... امايه وهيه تصيح دم ... تصيح دم يا سلطان ... واللي خوفني اكثر .. اني شفت خواتي وويوهم يغطيها اللون الاسود .... سلطان كان كابوس .. كابوووس
سلطان صدق خاف من الحلم ... بس كان لازم يهدي مايد عشان يرتاح و يهدا
سلطان : ان شالله خير ... وبعدين هذا يتم حلم ... يعني لا يجدم ولا يأخر ..
مايد : لا .. لا يا سلطان .. انا حاس انه في شي مستوي ف الامارات .. صدقني في شي مستوي ف الامارات ...
سلطان : لا ان شالله ما في شي ... انته دومك تفكر بهالشكل ..!! ... وبعدين هذا حلم ... انته لا تبني حياتك على احلام ....
مايد :بس .... مادري يا سلطان .. انا لازم اتصل فيهم الحين واتطمن عليهم .. لازم ...
سلطان : انزين انزين ... الحين بنتصل ... بس انته اهدا شوي ...
ياب سلطان كوب ماي حق مايد .. وعقب سار صوب الموبايل .. وعطاه مايد ...
مايد اول ما شله ... اتصل ف ابوه لانه كان يدري انه امه ما بترد عليه ... بس ماشي فايده .. ابوه ما كان يرد ... اتصل عقبها ف ريم ونوره والنتيجه كانت ذاتها ... محد طاع يرد عليه ...
مايد : اففففففف محد يرد .. وينهم هاذيل ..!
سلطان : ياخي مب كل مره ما يردون عليك فيها بتتضايج وبتحاتي ...!! وكّل ربك يا ريال
مايد : الله يجعله خير ...
تساند مايد ع المخده والحلم ف باله .. كل شي ف الحلم يخوف ؟؟ في شي مب طبيعي شافه مايد .. وهو اللي اربكه ..!
سلطان حس بربيعه وحس انه متضايج ويحاتي فحب انه يبشره
سلطان : عيل ما تبا تعرف شو قالّي الاختصاصي اليوم
صد مايد صوبه : شو قالك ؟!
سلطان : اخبار ساره ...
مايد اتجدم : ساره ؟! ها بشّر ؟
سلطان : يقول الدكتور ومن نتايج الفحص اليوم انك تستجيب للعلاج بشكل ايجابي .. يقول اصبر شزي بس و ان شالله بتتعافى تماما من هالمرض
وقف مايد وهو يشوف سلطان ومب مصدق ..!!
مايد : يعني ...!! يعني زال الخطر ؟!!!!! ...
سلطان : ان شالله .. بس العلاج بعده بيستمر لين ما يتأكدون انك معافى تماما من المرض
مايد : احلف انك تقول الصدق ..!!!
سلطان : قسم بالله ...
نقز مايد من الشبريه ولوى على ربيعه سلطان ... هالبشاره الصغيره جلبت نفسية مايد فوق حدر ..
استانس سلطان لربيعه ... وتم يدعي الله انه يفرج كربته ويشفيه ويطلعه من هالمكان بأقرب وقت
* * *
حميد في هالحزة كان يتنفس بصعوبة وعياله وحرمته وهند محاوطينه ... ومب عارفين شو يسوون ... الصدمات اللي يتهم وقفت فيهم القدره ع التفكير ....
في هاللحظة وصل راشد لبيت حميد عشان يعزيهم بموت عبجالله ويذكّر خالد انه ما زال حي .. وانه طلع من السجن امس ...
وقف راشد جدام البيت وهو يتذكر اللحظات القليلة اليل قضاها ف هالبيت .. أخلى واتعس لحظه .... كاي ياي يخطب أعحب الناس لنفسه وطلع منه مكبل بالقيود ...
ابتسم راشد ابتسامه جافه " الحمدلله رب العالمين ... الحمدلله ع كل حال "
نزل راشد من السياره وسار صوب باب البيت وهو حاس بارتباك .. ما يدري ليش بيت حميد مربوط في ذاكرته بذكريات السجن الاليمه ... بس كان لازم يتجاهل هالشعور ... ويدق الباب ... بس الباب اصلا كان مفتوح ... سار راشد صوب الجرس الموجود بعيد شوي عن حدود الباب ... بس قبل ما يدقه سمع أصوات ناس يصرخون من داخل هالبيت .. عقّد راشد حواجبه " شو مستوي ...!!! " .. الصوت علا .. وكان نسائي بحت .. ليكون بعدهم يصيحون على عبدالله ..!! او .. او حد صايبنه شي ...!... خاف راشد صدق ... وقرر انه يدق الجرس لعل وعسى حد اييه ويقوله شو مستوي ... دق راشد الجرس مره مرتين بس محد رد عليه ... " افففف شو السالفه .. والله لو اني مطلع رقم يديد جان اتصلت ف خالد واستفسرت منه ...! "
راشد عطى الباب ظهره ... وقرر انه يسير من الباب اللي ورا لعل وعسى حد يشوفه من البشاكير ويقوله شو مستوي .... بس قبل ما يمشي .. طلع علاوي من الباب ومن شافه عرفه
علاوي بصوته الطفولي : راشد .. راشد ...
راشد صد صوبه وابتسم ومدله ايده : تعال حبيبي علاوي ... تعال سلّم على راشد ..تعال حبيبي
علاوي وهو خايف: راشد تعال بسرعه داخل ... بابا حميد بيموت ... تعال بسرعه
راشد تيبس : شووووووه ..!!!!!
علاوي : والله ... يلا يلا بسرعه ...
استسلم راشد لعلاوي اللي سحبه من ايده ودخل وياه البيت وفكرة انه حميد بيموت مسيطره عليه ...!! ...
وصلوا الاثنين لباب الغرفه المهجوره ... وف اللحظه اللي كان راشد بيدخل فيها ... طلعت منها هند وهيه تصيح على عمها ...و من شافته شهقت .. وردت على ورا ..
هند بعيون مصدومه و كلمات متقطعه : ر ... ر .. راشد ..!!!
لحظات صمت مرت على هالاثنين وهم يشوفون بعض ... انصدمت هند من شوفة راشد جدامها ... كيف وليش ومتى ..!! كل هالاسئله كانت تدور في بالها ف هاللحظات الجميله الحزينه .... اللحظات الللي دوم تجمعلها الحزن والفرحه ف آن واحد .... !
راشد هو الثاني كان يشوفها ويشوف الدموع اللي ف ويهها .. يشوفها بصمت ... ما كان قدر يقول شي... اول ما شافها تذكر كل ايامهم الحلوه والمره الي قضوها وكل واحد يتريا الثاني .... كان عذاب جميل يداعب حياتهم ..يحسسهم انهم ناس لهم قيمه .... هند الحين واقفه جدامك يا راشد ... واقفه جدامك ...
بس ف لحظة انسحبت .... انسحبت لانها تذكرت انها ف العده .. وانها لازم ما تخلي رراشد يشوفها .. انسحبت هند بهدوء واحترم راشد هالانسحاب ببتسامه تقدير واحترام ...
تجدم علاوي صوب راشد اللي ما زال برع الغرفه وعيونه فيها خوف .. تجدم وهو يأشر علىحميد: اهنيه بابا حميد .. اهنيه بابا حميد
صد راشد صوب علاوي .. الحين تذكر بس .هو ليش موجود اهنيييه ... تجدم شوي وداخل راسه للغرفه و شاف حميد المكسور جدامه .. كانت عيونه تغمَض ببطئ .. وانفاسه تتسارع .. وعياله محاوطينه ...واللي يشوفه يقول انه بيودع قريبا ..
نوره وهيه تصرخ : وين الاسعاف .. ليش ما وصلوا للحين ... ريم ردي اتصلي فيهم
ريم : توني مسكره عنهم يا نوره ... الله يستر الله يستر ...
شيخه كانت يالسه عند حميد وتصيح بصمت وهيه ميوده ايد حميد
شيخه : دخيلك يا الغالي دخيلك لا تخلينا وتسير ... دخيلك عيش .. عيش يا حميد ولا تشمت خالد فينا ... نحن نحبك وبنتم نحبك ... حميد نحن وياك .. قم فديتك .. لا تخلي خالد يغلبك .. قوم
ريم و نوره اللي ما حسوا بوجود راشد وراهم ...كانوا يصيحون .. ومب عارفين شو يسوون ...
ريم : يا ربي وينهم .. بيجتلون ابويه ...
صدت ريم على ورا عشان تظهر وترد تتصل فيهم بس جابلت في لحظتها راشد اللي كان يشوف حميد
ريم : انته منوووه ..!!!
راشد انتبه ... واول ما شافها نزل عينه للارض .. وهو كان بطبعه يستحي
راشد : انا .. انا راشد ...
ريم بعصبيه : أي راشد ...!!!! وليش واقف اهنيه ...
راشد : يا اختيه انا راشد ... اللي ... اللي " ماعرف راشد شو يقول "
نوره : اللي كنت خاطب هند ؟
راشد بهت لثواني .. وعقب هز راسه
شيخه ف هالحزة قامت من مكانها وسارت صوب راشد وهيه تترجاه
شيخه وهيه تصيح : دخيلك يا اخويه .. دخيلك حميد بيروح عنا ... دخيلك شله وياك ف السياره ووده لاقرب مستشفى
راشد : اتصلتوا ف الاسعاف ؟!!!!
شيخه : اتصلنا بس ما وصلوا للحين .. دخيلك وده المستشفى .. دخيلك .... دخيلك لا تحرمنا من نظره حميد
راشد : من عيوني يا خالتي ... من عيوني ..
سار راشد صوب حميد ... وأول ما شافه .. كانت عيونه مغمضه ... وشكله فقد الوعي ... شافه راشد بحزن.. وتذكر ف هالاثناء عمه احمد اللي كان يشبه حميد لدرجه فظيعه ... وتذكر يوم وفاته ... تنهد راشد ونزل للارض عشان يشله
راشد : شد حيلك يا حميد ... شد حيلك ... انا الحين بوديك المستشفى ...
... وقف راشد وهو شال حميد بإيده .. وبالرغم من ثجله الا انه تحمّل ... شل راشد حميد .. وسار فيه بسرعه صوب السياره ... وطلعت ريم ونوره وشيخه وركبوا سياره ريم ومشوا وراه ... وتمت هند ف البيت تراقب الوضع من الدريشه وف عيونها كل الصدمات ..
وعقبها تساندت ع اليدار وهيه تصيح بصمت شديد ..." كله منك يا خالد ..... كله منك انته الي عصبت فيه و صدمته ف بناته .. انته اللي نسيت كل القيم اللي زرعها فينا ابويه ... بعت كل شي عشان انتقامك ..... ربي يسامحنا على الي سوينا فيك يا عمي .. .... واذا استوى فيه شي ما بسامح نفسي أبد ... وما بسامحك يا خالد ... مستحيل اسامحك .. مستحيل ..!!"
يلست هند ع الارض وحطت ايدها على ويهها ... وهيه تفكر بخالد وحميد .... ووو راشد !!!
نرجع لخالد اللي كان يسوق بسرعه كبيره ... صدق كان مغيض على هند اللي صدمته اليووم بردة فعلها ... توقع انها توقف وياه وتسانده .. توقع انها تقوله يزاك الله خير يا اخويه .. ما قصرت ... خذت حقي وحق اخواني ... بس اللي سوته عكس كل توقعاته ... طردته وتبرت منه ... خالد حس انه انفاسه تزيد وتتضاعف ... حس انه هند خذلته... وانها وقفت ويا الغريب ضده ... هز خالد راسه بالقو عشان يركز ف السواقه .. بس هيهات ... اللي سواه اليوم كان شي كبير ... هو بروحه ما توقع انه يسوييه
" معقوله يا هند تكونين غبيه وتصدقين هالنصّاب حميد .. كيف لعّب ف مخج ..!! ..كيف صدقتي انه ردلج الحلال ... هو كان يبا يسكتج بس ... كان يباج تنزاحين له .. عشان يضمن انه محد يوقف ويايه ....بس انتي طلعتي غبيه .. انا اللي اقول عنج انه مخج كبير ... بسطلع العكس... كل الحريم اغبيا .. كلهم أغبيا بس ما عليه يا هند .. بيي اليوم اللي تعرفين فيه اني صادق ... وبتيين عندي وبتقوليلي يا ليتني صدقتك يا خالد .. يا ليتني ما مشيت ورا حميد ....
ما عليه .. والله لاروايكم ... والله لاذبحك يا حميد ع اللي سويته فيني واللي تسويه فيني .. تبا تفرق بيني وبين خواتي ..؟!! ... من يوم ما عرفناك وانته تحاول تبعد المسافه بيني وبين خواتي .. وهم مصدقينك .. كلهم يظنون اني جذاب واني جاحد واني طماع ... بس ما عليه ... ما عليه ... الدنيا دواره .. وبيي اليوم اللي يعرفون فيه حقيقة هالحرامي اللي عايش على حسابنا طول الفتره اللي طافت ..."
خالد كان يخبص بالكلام ... من حرته مب عارف شو يقول ولا كيف يعبر عن مشاعره ... من حرته قام يسب الساير والياي ... و موتره يمشي بسرعه كبيره .. والمواتر الثانيه تهرنله ..
كان يبا يظهر من بوظبي ... يبا ينساها وينسى ايامها ... يبا ينسى عمه وعياله وينسى حتى هند ...خلاص .. عاف هالعيشه ... توقع انه باللي سواه بيرتاح وبيستانس ف عيشته ... بس هند ... هند هيه الي خربت عليه وناسته ...
تذكر خالد شي كان غايب عن ذهنه .. تذكر الشخص الوحيد اللي مستحيل ينساه .. ومستحيل يخليه عند عمه .. علاوي .. علاوي حرام يربى عند هالحراميه والنصابين . لازم يعيش حياه كريمه بعيده عن هالمجرمين ...
" انا لازم اخذ علاوي من عندهم .. والحين .. الحين ..!!! " ...
مسك خالد السكّان ..ولف بسرعه كبيره.. ورد على نفس الدرب اللي كان يمشي فيه .. كان ياخذ علاوي.. بس فجأة رن موبايله ...
" اففف اكيد هاي هند .. وحالج ندمتي على رمستج وع اللي سويتي ..."
حط خالد ايده داخل مخباه .. بس ما حصل الموبايل ..
الموبايل كان طايح تحت عند ريوله .. والسياره تمشي بسرعه .. طنش خالد موضوع السرعه ... ونزّل ايده تحت عشان يشل الموبايل ... وما انتبه انه جدامه شاحنه كبيره ... دخلت سيارته في وسط الشاحنه .. وغاب خالد عن الوعي .....
* * *
ف المستشفى ...
حميد دخل لقسم الطوارئ ومنها لغرفة العنايه المركزة ... عياله وحرمته وراشد كانوا متسمرين جدام الغرفه ... وقلوبهم على نار .. واياديهم ممدوده لرب العالمين ... عشان يشي ويعافي حميد ... كلهم كانوا مستبعدين أتعس الخيارات .. ما كانوا يبونه يموت ..يبونه يعيش لهم ذخر وسند وعون ...
راشد ما كان يعرف السبب .. ما يدري ليش حميد اهنيه وشو اللي استواله ... تنهد راشد وسار بعيد شوي عنهم .. ويلس ع الكرسي ورفع راسه وتم يشوف السقف اللي جدامه ... " اليوم طاحت عيني ف عينج يا أعز الناس ... اليوم شفتج ... شفت دموعج .. كان خاطري ايلس حذالج واواسيج وامسح دموعج ... بس الظروف ضدنا ... هه يالغبي .. متى كانت الظروف وياك اصلا ..!! "
غمض راشد عيونه بالقو .. وزمّ بوزه وهو يستغفر ربه " استغفر الله العلي العظيم ... اللهم اني راض بحكمك ..والله يلعن الشيطان "
بس عقب فتحهن يوم سمع صوت نسائي جريب منه .. ويوم صد شاف شيخه وبناتها وهم محاوطين الدكتور اللي طلع من شوي من غرفة حميد
شيخه وهيه خايفه : ها بشّر يا دكتور ..!؟ حميد شحاله ..!!!!
الدكتور سكت
شيخه : دكتور شو فيه حميد ..!! شو استواله ..!!!
الدكتور : والله يا اختي ما دري شقولج .. بس ريلج تعرض لصدمة كبيره .. سببتله أزمه قلبيه حاده ...
بطلت شيخه عيونه ع الاخر وهو تشوف ويه الدكتور جدامها ... وحست انه قلبها يتقطع ببطئ
ريم : ازمه قلبيه ..!!! ...
الدكتور : هيه نعم .. ازمه قلبيه ... وزين انكم تلاحقتوا ويبتوه بسرعه .. ولا جان راح فيها بعيد الشر ....
ريم : و .. و ان شالله بيقوم ابويه بالسلامه . ؟؟ لا تخش عنا شي يا دكتور .. ابويه بيتعافى ؟!؟
الدكتور : كل شي بإيد الله ... ونحن بنبذل كل جهودنا عشان نردله عافيته .... والباجي ع رب العالمين ...
شيخه وهيه تصيح : انا مستعده اسفره برع يا دكتور .. مستعده اودييه اخر الدنيا بس ما يروح عني ...
الدكتور تنهد : ما ينفع تسفرينه يا اختي .. وبعدين نحن سيطرنا على وضعه الحين ... وبإذن الله بيقوم بالسلامه .. . بس
شيخه بهتت فيه : بس شو ..!!!!!
الدكتور : يأسفني اقولكم انه احتماليه الاصابه بالشلل النصفي كبيره .. واعراضها بدت توضح شوي ... بس ان شالله تكون تقديرتنا غلط واهم شي صحة الانسان ...
عض راشد على شفايفه بالقو يوم سمع كلمة " شلل " ... وهز راسه بأسي وهو يشوف منظر الصدمه شكل الحزن الواضح ف ويوه عياله وحرمته .. رفع راشد ايده لفوق .. وتم يدعي ربه
" اللهم اشفي عبدك انت الشافي لاشفاء الاشفاءك شفاء لايغادر سقما.. اللهم اشفي عبدك انت الشافي لاشفاء الاشفاءك شفاء لايغادر سقما.. اللهم اشفي عبدك انت الشافي لاشفاء الاشفاءك شفاء لايغادر سقما"
وفي هاللحظة وصلت سيارة اسعاف ثانيه .. وهيه تحمل جسد خالد ...
في ُسكونِ الليلِ أحْكي قِصّتي والدمعُ أبكـي
ليسَ لـي أيُّ مُعيـن ٍ أرتَجي عَطفاً و أشكي
كُنْتُ مسروراً تَرانـي لهوُ الدّنيا قدْ كَفانـي
بَيْنَ صَحبي كُنْتُ أمسي غرّني الحالُ عَمانـي
أيْنَ أَنْتُمْ مِنْ سُؤالـي عنْ صَلاتي وخِصالـي
هل رُكوعٌ أم سجـودٌ لم أكُن أفْطِـنُ حالـي
أشْكو ذُلّـي وابتِلائـي وقصوري فَهُوَ دائـي
لإلـهِ الكَـون ربّـي خالقي أنْـتَ رجائـي
بعد شهرين
نار مب طبيعيه شعلت ف قلبه من حوالي شهرين ... ما عرف طعم الراحه من مده .. احساسه بالذنب وتأنيب الضمير سيطر عليه ... حرمه من لذة النوم و شهية الاكل ... وحده فظيعه عاشها خالد من عقب اللي سواه في عمه ..
اليوم هو ساكن بروحه في امارة الشارجه والكل متبري منه ... حتى راشد اللي يوم عرف بحقيقته ما عاد يستقبله ولا يحسبله حساب ... حتى يوم طلع من المستشفى محد يا عشان يستقبله وما يظن انه حد من اهله عرف بالحادث الي تعرضله ... الحادث اللي كان بيودي بحياته لولا ستر الله ... وكانت النتيجه كسر كبير في ريوله .. واعاقه مؤقته ...
نزلت دمعة خالد على خده من الحال اللي وصله ... ما كان يتوقع انه الكره بيستوطن قلوب اهله للدرجة الي تخليهم يبتعدون عنه ..... هو حس بالذنب وحس انه غلط غلطة كبيره ف حق عمه اللي صلح غلطه ولو كان عقب فتره ... غلط كبير اتجاه مرت عمه اللي حسسته لثواني انها امه ... اتجاه نوره اللي دلاّها على هالدرب وعقب تبرى منها ... اتجاه ريم اللي حبته بقلب صافي .. حبها كان صادق ... حبها كان من الاعماق ... بس هو ما قدر هالحب ... ولعب فيه لعبه خسيسه ... شوه معناه الجميل ...غلط اتجاه هند اللي كانت تشوف فيه الاخو والابو والصديق ... اليوم ما عاد يعنيلهم أي شي ....
نزل خالد من التكسي اللي شله من الشارجه ونزله جدام بيت عمه ... نزل منه وهو متيود بالعكاز ماله اللي استوا ربيعه ف هالرحله الطويله ... نزل خالد وهو يحس انه اليوم يوم مصيري بالنسبه له ... يا يتقبلونه .. أو يرفضونه ... والرفض هو المتوقع ف كل الحالات ....
" يا رب ... يا رب سهل اموري ... يا رب "
خذا خالد نفس عميق .. وسار صوب البيت اللي سكنه شهور ... البيت اللي خطط و لعب فيه .. البيت اللي دمر كل معاني الثقه فيه ... بلع ريجه بصعوبه ... حس انه مهمته مكلله بالفشل المحتوم .... بس ما عليه ... لازم يحاول .. لازم ينذل ... لازم يكفّر عن ذنبه ...
مشى خالد ببطء صوب البيت وتجاو*استغفر الله واتوب أليه*وابته الرئيسيه وهو يحس انه لفحات الهوا مثل النار اللي تنهش جلده .... بس حوال يطنش هالشعور وكمل دربه وهو يتمنى لو المسافه تطول كثر ما تقدر عشان ما يوصل للبيت ... بس مصيره يوصل ... ومصيره يواجه .. ومصيره يتعذب
وصل خالد لواجهة البيت ...بس يوم جابل الباب بدا الخوف يسيطر عليه بشكل فظيع .... قام يرتجف ويعرق ...... غمض عيونه وصد على ورا " خلاص مابا ... مابا احاول ... انا ادري انهم بيطردوني .. ادري انهم ما بيسامحوني ... ليش احاول ... ليش ....!!ليش ا عذب عمري اكثر ..!!! "
تأفف خالد وتم مغمض عيونه لثواني .. وحاول يقنع نفسه انه محاولاته بتكون فاشله ... اكيد اكيد .... " بس النار اللي ف داخلك ما بتنطفي الا اذا رمستهم .... حتى لو رفضوك ... ع الاقل تكون حاولت ... يلا يا خالد ... يلا شد حيلك .. سير وتسامح من عمك وعياله .. تسامح من هند اللي ولهت عليها ... واللي بتموت لو ما شفتها ..." ...
حاول خالد يزيد جرعه الجرأه في نفسه عشان يتشجع ويحاول يرد كل شي مثل ما كان ....
فتح خالد عيونه ببطئ وهو يسمي بالله ويدعيه انه يسهل عليه... بس قبل ما يرد على وراه ويدق الباب ..شاف شخص يالس بروحه ف الحديقه .. حاول يدقق النظر فيه عشان يعرفه .. بس ما عرفه ... تجدم شوي بعكازه ونزل من الدري الصغير بصعوبه وكان يحس بألم ف ريوله .. بس ما عليه .. المهم يوثل للي يباه ...
ويوم تقرب منه عرفه ..هيه نعم عرفه ... هذا عمه ... عمه حميد يالس برع بروحه ... هذا هو المطلوب .... هذا هو ...
قام مايد من رقاده وهو خايف ومرعوب من الحلم اللي حلمه من شوي ...
مايد وهو يتنفس بصوت عالي : عوذ بالله من الشيطان ... عوذ بالله من الشيطان ....
سلطان اللي كان يقرا ركض صوبه
سلطان : بسم الله عليك يا مايد .. شو ياك فجأه ..!!!
مايد تم يشوف سلطان برعب : حلم فظيع يا سلطان .. حلم فظييييع ....
سلطان : اللهم اجعله خير ...
مايد وهو يحرك ايده ف هالهوا : شفت .. شفت ابويه وهو يزقرني من بعيد .. وجنه طايح ف حفره ... ويقولي تعال يا مايد الحيه تلدغنا من كل صوب ... وعقبها ... وعقبها يا سلطان شفت امايه ... امايه وهيه تصيح دم ... تصيح دم يا سلطان ... واللي خوفني اكثر .. اني شفت خواتي وويوهم يغطيها اللون الاسود .... سلطان كان كابوس .. كابوووس
سلطان صدق خاف من الحلم ... بس كان لازم يهدي مايد عشان يرتاح و يهدا
سلطان : ان شالله خير ... وبعدين هذا يتم حلم ... يعني لا يجدم ولا يأخر ..
مايد : لا .. لا يا سلطان .. انا حاس انه في شي مستوي ف الامارات .. صدقني في شي مستوي ف الامارات ...
سلطان : لا ان شالله ما في شي ... انته دومك تفكر بهالشكل ..!! ... وبعدين هذا حلم ... انته لا تبني حياتك على احلام ....
مايد :بس .... مادري يا سلطان .. انا لازم اتصل فيهم الحين واتطمن عليهم .. لازم ...
سلطان : انزين انزين ... الحين بنتصل ... بس انته اهدا شوي ...
ياب سلطان كوب ماي حق مايد .. وعقب سار صوب الموبايل .. وعطاه مايد ...
مايد اول ما شله ... اتصل ف ابوه لانه كان يدري انه امه ما بترد عليه ... بس ماشي فايده .. ابوه ما كان يرد ... اتصل عقبها ف ريم ونوره والنتيجه كانت ذاتها ... محد طاع يرد عليه ...
مايد : اففففففف محد يرد .. وينهم هاذيل ..!
سلطان : ياخي مب كل مره ما يردون عليك فيها بتتضايج وبتحاتي ...!! وكّل ربك يا ريال
مايد : الله يجعله خير ...
تساند مايد ع المخده والحلم ف باله .. كل شي ف الحلم يخوف ؟؟ في شي مب طبيعي شافه مايد .. وهو اللي اربكه ..!
سلطان حس بربيعه وحس انه متضايج ويحاتي فحب انه يبشره
سلطان : عيل ما تبا تعرف شو قالّي الاختصاصي اليوم
صد مايد صوبه : شو قالك ؟!
سلطان : اخبار ساره ...
مايد اتجدم : ساره ؟! ها بشّر ؟
سلطان : يقول الدكتور ومن نتايج الفحص اليوم انك تستجيب للعلاج بشكل ايجابي .. يقول اصبر شزي بس و ان شالله بتتعافى تماما من هالمرض
وقف مايد وهو يشوف سلطان ومب مصدق ..!!
مايد : يعني ...!! يعني زال الخطر ؟!!!!! ...
سلطان : ان شالله .. بس العلاج بعده بيستمر لين ما يتأكدون انك معافى تماما من المرض
مايد : احلف انك تقول الصدق ..!!!
سلطان : قسم بالله ...
نقز مايد من الشبريه ولوى على ربيعه سلطان ... هالبشاره الصغيره جلبت نفسية مايد فوق حدر ..
استانس سلطان لربيعه ... وتم يدعي الله انه يفرج كربته ويشفيه ويطلعه من هالمكان بأقرب وقت
* * *
حميد في هالحزة كان يتنفس بصعوبة وعياله وحرمته وهند محاوطينه ... ومب عارفين شو يسوون ... الصدمات اللي يتهم وقفت فيهم القدره ع التفكير ....
في هاللحظة وصل راشد لبيت حميد عشان يعزيهم بموت عبجالله ويذكّر خالد انه ما زال حي .. وانه طلع من السجن امس ...
وقف راشد جدام البيت وهو يتذكر اللحظات القليلة اليل قضاها ف هالبيت .. أخلى واتعس لحظه .... كاي ياي يخطب أعحب الناس لنفسه وطلع منه مكبل بالقيود ...
ابتسم راشد ابتسامه جافه " الحمدلله رب العالمين ... الحمدلله ع كل حال "
نزل راشد من السياره وسار صوب باب البيت وهو حاس بارتباك .. ما يدري ليش بيت حميد مربوط في ذاكرته بذكريات السجن الاليمه ... بس كان لازم يتجاهل هالشعور ... ويدق الباب ... بس الباب اصلا كان مفتوح ... سار راشد صوب الجرس الموجود بعيد شوي عن حدود الباب ... بس قبل ما يدقه سمع أصوات ناس يصرخون من داخل هالبيت .. عقّد راشد حواجبه " شو مستوي ...!!! " .. الصوت علا .. وكان نسائي بحت .. ليكون بعدهم يصيحون على عبدالله ..!! او .. او حد صايبنه شي ...!... خاف راشد صدق ... وقرر انه يدق الجرس لعل وعسى حد اييه ويقوله شو مستوي ... دق راشد الجرس مره مرتين بس محد رد عليه ... " افففف شو السالفه .. والله لو اني مطلع رقم يديد جان اتصلت ف خالد واستفسرت منه ...! "
راشد عطى الباب ظهره ... وقرر انه يسير من الباب اللي ورا لعل وعسى حد يشوفه من البشاكير ويقوله شو مستوي .... بس قبل ما يمشي .. طلع علاوي من الباب ومن شافه عرفه
علاوي بصوته الطفولي : راشد .. راشد ...
راشد صد صوبه وابتسم ومدله ايده : تعال حبيبي علاوي ... تعال سلّم على راشد ..تعال حبيبي
علاوي وهو خايف: راشد تعال بسرعه داخل ... بابا حميد بيموت ... تعال بسرعه
راشد تيبس : شووووووه ..!!!!!
علاوي : والله ... يلا يلا بسرعه ...
استسلم راشد لعلاوي اللي سحبه من ايده ودخل وياه البيت وفكرة انه حميد بيموت مسيطره عليه ...!! ...
وصلوا الاثنين لباب الغرفه المهجوره ... وف اللحظه اللي كان راشد بيدخل فيها ... طلعت منها هند وهيه تصيح على عمها ...و من شافته شهقت .. وردت على ورا ..
هند بعيون مصدومه و كلمات متقطعه : ر ... ر .. راشد ..!!!
لحظات صمت مرت على هالاثنين وهم يشوفون بعض ... انصدمت هند من شوفة راشد جدامها ... كيف وليش ومتى ..!! كل هالاسئله كانت تدور في بالها ف هاللحظات الجميله الحزينه .... اللحظات الللي دوم تجمعلها الحزن والفرحه ف آن واحد .... !
راشد هو الثاني كان يشوفها ويشوف الدموع اللي ف ويهها .. يشوفها بصمت ... ما كان قدر يقول شي... اول ما شافها تذكر كل ايامهم الحلوه والمره الي قضوها وكل واحد يتريا الثاني .... كان عذاب جميل يداعب حياتهم ..يحسسهم انهم ناس لهم قيمه .... هند الحين واقفه جدامك يا راشد ... واقفه جدامك ...
بس ف لحظة انسحبت .... انسحبت لانها تذكرت انها ف العده .. وانها لازم ما تخلي رراشد يشوفها .. انسحبت هند بهدوء واحترم راشد هالانسحاب ببتسامه تقدير واحترام ...
تجدم علاوي صوب راشد اللي ما زال برع الغرفه وعيونه فيها خوف .. تجدم وهو يأشر علىحميد: اهنيه بابا حميد .. اهنيه بابا حميد
صد راشد صوب علاوي .. الحين تذكر بس .هو ليش موجود اهنيييه ... تجدم شوي وداخل راسه للغرفه و شاف حميد المكسور جدامه .. كانت عيونه تغمَض ببطئ .. وانفاسه تتسارع .. وعياله محاوطينه ...واللي يشوفه يقول انه بيودع قريبا ..
نوره وهيه تصرخ : وين الاسعاف .. ليش ما وصلوا للحين ... ريم ردي اتصلي فيهم
ريم : توني مسكره عنهم يا نوره ... الله يستر الله يستر ...
شيخه كانت يالسه عند حميد وتصيح بصمت وهيه ميوده ايد حميد
شيخه : دخيلك يا الغالي دخيلك لا تخلينا وتسير ... دخيلك عيش .. عيش يا حميد ولا تشمت خالد فينا ... نحن نحبك وبنتم نحبك ... حميد نحن وياك .. قم فديتك .. لا تخلي خالد يغلبك .. قوم
ريم و نوره اللي ما حسوا بوجود راشد وراهم ...كانوا يصيحون .. ومب عارفين شو يسوون ...
ريم : يا ربي وينهم .. بيجتلون ابويه ...
صدت ريم على ورا عشان تظهر وترد تتصل فيهم بس جابلت في لحظتها راشد اللي كان يشوف حميد
ريم : انته منوووه ..!!!
راشد انتبه ... واول ما شافها نزل عينه للارض .. وهو كان بطبعه يستحي
راشد : انا .. انا راشد ...
ريم بعصبيه : أي راشد ...!!!! وليش واقف اهنيه ...
راشد : يا اختيه انا راشد ... اللي ... اللي " ماعرف راشد شو يقول "
نوره : اللي كنت خاطب هند ؟
راشد بهت لثواني .. وعقب هز راسه
شيخه ف هالحزة قامت من مكانها وسارت صوب راشد وهيه تترجاه
شيخه وهيه تصيح : دخيلك يا اخويه .. دخيلك حميد بيروح عنا ... دخيلك شله وياك ف السياره ووده لاقرب مستشفى
راشد : اتصلتوا ف الاسعاف ؟!!!!
شيخه : اتصلنا بس ما وصلوا للحين .. دخيلك وده المستشفى .. دخيلك .... دخيلك لا تحرمنا من نظره حميد
راشد : من عيوني يا خالتي ... من عيوني ..
سار راشد صوب حميد ... وأول ما شافه .. كانت عيونه مغمضه ... وشكله فقد الوعي ... شافه راشد بحزن.. وتذكر ف هالاثناء عمه احمد اللي كان يشبه حميد لدرجه فظيعه ... وتذكر يوم وفاته ... تنهد راشد ونزل للارض عشان يشله
راشد : شد حيلك يا حميد ... شد حيلك ... انا الحين بوديك المستشفى ...
... وقف راشد وهو شال حميد بإيده .. وبالرغم من ثجله الا انه تحمّل ... شل راشد حميد .. وسار فيه بسرعه صوب السياره ... وطلعت ريم ونوره وشيخه وركبوا سياره ريم ومشوا وراه ... وتمت هند ف البيت تراقب الوضع من الدريشه وف عيونها كل الصدمات ..
وعقبها تساندت ع اليدار وهيه تصيح بصمت شديد ..." كله منك يا خالد ..... كله منك انته الي عصبت فيه و صدمته ف بناته .. انته اللي نسيت كل القيم اللي زرعها فينا ابويه ... بعت كل شي عشان انتقامك ..... ربي يسامحنا على الي سوينا فيك يا عمي .. .... واذا استوى فيه شي ما بسامح نفسي أبد ... وما بسامحك يا خالد ... مستحيل اسامحك .. مستحيل ..!!"
يلست هند ع الارض وحطت ايدها على ويهها ... وهيه تفكر بخالد وحميد .... ووو راشد !!!
نرجع لخالد اللي كان يسوق بسرعه كبيره ... صدق كان مغيض على هند اللي صدمته اليووم بردة فعلها ... توقع انها توقف وياه وتسانده .. توقع انها تقوله يزاك الله خير يا اخويه .. ما قصرت ... خذت حقي وحق اخواني ... بس اللي سوته عكس كل توقعاته ... طردته وتبرت منه ... خالد حس انه انفاسه تزيد وتتضاعف ... حس انه هند خذلته... وانها وقفت ويا الغريب ضده ... هز خالد راسه بالقو عشان يركز ف السواقه .. بس هيهات ... اللي سواه اليوم كان شي كبير ... هو بروحه ما توقع انه يسوييه
" معقوله يا هند تكونين غبيه وتصدقين هالنصّاب حميد .. كيف لعّب ف مخج ..!! ..كيف صدقتي انه ردلج الحلال ... هو كان يبا يسكتج بس ... كان يباج تنزاحين له .. عشان يضمن انه محد يوقف ويايه ....بس انتي طلعتي غبيه .. انا اللي اقول عنج انه مخج كبير ... بسطلع العكس... كل الحريم اغبيا .. كلهم أغبيا بس ما عليه يا هند .. بيي اليوم اللي تعرفين فيه اني صادق ... وبتيين عندي وبتقوليلي يا ليتني صدقتك يا خالد .. يا ليتني ما مشيت ورا حميد ....
ما عليه .. والله لاروايكم ... والله لاذبحك يا حميد ع اللي سويته فيني واللي تسويه فيني .. تبا تفرق بيني وبين خواتي ..؟!! ... من يوم ما عرفناك وانته تحاول تبعد المسافه بيني وبين خواتي .. وهم مصدقينك .. كلهم يظنون اني جذاب واني جاحد واني طماع ... بس ما عليه ... ما عليه ... الدنيا دواره .. وبيي اليوم اللي يعرفون فيه حقيقة هالحرامي اللي عايش على حسابنا طول الفتره اللي طافت ..."
خالد كان يخبص بالكلام ... من حرته مب عارف شو يقول ولا كيف يعبر عن مشاعره ... من حرته قام يسب الساير والياي ... و موتره يمشي بسرعه كبيره .. والمواتر الثانيه تهرنله ..
كان يبا يظهر من بوظبي ... يبا ينساها وينسى ايامها ... يبا ينسى عمه وعياله وينسى حتى هند ...خلاص .. عاف هالعيشه ... توقع انه باللي سواه بيرتاح وبيستانس ف عيشته ... بس هند ... هند هيه الي خربت عليه وناسته ...
تذكر خالد شي كان غايب عن ذهنه .. تذكر الشخص الوحيد اللي مستحيل ينساه .. ومستحيل يخليه عند عمه .. علاوي .. علاوي حرام يربى عند هالحراميه والنصابين . لازم يعيش حياه كريمه بعيده عن هالمجرمين ...
" انا لازم اخذ علاوي من عندهم .. والحين .. الحين ..!!! " ...
مسك خالد السكّان ..ولف بسرعه كبيره.. ورد على نفس الدرب اللي كان يمشي فيه .. كان ياخذ علاوي.. بس فجأة رن موبايله ...
" اففف اكيد هاي هند .. وحالج ندمتي على رمستج وع اللي سويتي ..."
حط خالد ايده داخل مخباه .. بس ما حصل الموبايل ..
الموبايل كان طايح تحت عند ريوله .. والسياره تمشي بسرعه .. طنش خالد موضوع السرعه ... ونزّل ايده تحت عشان يشل الموبايل ... وما انتبه انه جدامه شاحنه كبيره ... دخلت سيارته في وسط الشاحنه .. وغاب خالد عن الوعي .....
* * *
ف المستشفى ...
حميد دخل لقسم الطوارئ ومنها لغرفة العنايه المركزة ... عياله وحرمته وراشد كانوا متسمرين جدام الغرفه ... وقلوبهم على نار .. واياديهم ممدوده لرب العالمين ... عشان يشي ويعافي حميد ... كلهم كانوا مستبعدين أتعس الخيارات .. ما كانوا يبونه يموت ..يبونه يعيش لهم ذخر وسند وعون ...
راشد ما كان يعرف السبب .. ما يدري ليش حميد اهنيه وشو اللي استواله ... تنهد راشد وسار بعيد شوي عنهم .. ويلس ع الكرسي ورفع راسه وتم يشوف السقف اللي جدامه ... " اليوم طاحت عيني ف عينج يا أعز الناس ... اليوم شفتج ... شفت دموعج .. كان خاطري ايلس حذالج واواسيج وامسح دموعج ... بس الظروف ضدنا ... هه يالغبي .. متى كانت الظروف وياك اصلا ..!! "
غمض راشد عيونه بالقو .. وزمّ بوزه وهو يستغفر ربه " استغفر الله العلي العظيم ... اللهم اني راض بحكمك ..والله يلعن الشيطان "
بس عقب فتحهن يوم سمع صوت نسائي جريب منه .. ويوم صد شاف شيخه وبناتها وهم محاوطين الدكتور اللي طلع من شوي من غرفة حميد
شيخه وهيه خايفه : ها بشّر يا دكتور ..!؟ حميد شحاله ..!!!!
الدكتور سكت
شيخه : دكتور شو فيه حميد ..!! شو استواله ..!!!
الدكتور : والله يا اختي ما دري شقولج .. بس ريلج تعرض لصدمة كبيره .. سببتله أزمه قلبيه حاده ...
بطلت شيخه عيونه ع الاخر وهو تشوف ويه الدكتور جدامها ... وحست انه قلبها يتقطع ببطئ
ريم : ازمه قلبيه ..!!! ...
الدكتور : هيه نعم .. ازمه قلبيه ... وزين انكم تلاحقتوا ويبتوه بسرعه .. ولا جان راح فيها بعيد الشر ....
ريم : و .. و ان شالله بيقوم ابويه بالسلامه . ؟؟ لا تخش عنا شي يا دكتور .. ابويه بيتعافى ؟!؟
الدكتور : كل شي بإيد الله ... ونحن بنبذل كل جهودنا عشان نردله عافيته .... والباجي ع رب العالمين ...
شيخه وهيه تصيح : انا مستعده اسفره برع يا دكتور .. مستعده اودييه اخر الدنيا بس ما يروح عني ...
الدكتور تنهد : ما ينفع تسفرينه يا اختي .. وبعدين نحن سيطرنا على وضعه الحين ... وبإذن الله بيقوم بالسلامه .. . بس
شيخه بهتت فيه : بس شو ..!!!!!
الدكتور : يأسفني اقولكم انه احتماليه الاصابه بالشلل النصفي كبيره .. واعراضها بدت توضح شوي ... بس ان شالله تكون تقديرتنا غلط واهم شي صحة الانسان ...
عض راشد على شفايفه بالقو يوم سمع كلمة " شلل " ... وهز راسه بأسي وهو يشوف منظر الصدمه شكل الحزن الواضح ف ويوه عياله وحرمته .. رفع راشد ايده لفوق .. وتم يدعي ربه
" اللهم اشفي عبدك انت الشافي لاشفاء الاشفاءك شفاء لايغادر سقما.. اللهم اشفي عبدك انت الشافي لاشفاء الاشفاءك شفاء لايغادر سقما.. اللهم اشفي عبدك انت الشافي لاشفاء الاشفاءك شفاء لايغادر سقما"
وفي هاللحظة وصلت سيارة اسعاف ثانيه .. وهيه تحمل جسد خالد ...
في ُسكونِ الليلِ أحْكي قِصّتي والدمعُ أبكـي
ليسَ لـي أيُّ مُعيـن ٍ أرتَجي عَطفاً و أشكي
كُنْتُ مسروراً تَرانـي لهوُ الدّنيا قدْ كَفانـي
بَيْنَ صَحبي كُنْتُ أمسي غرّني الحالُ عَمانـي
أيْنَ أَنْتُمْ مِنْ سُؤالـي عنْ صَلاتي وخِصالـي
هل رُكوعٌ أم سجـودٌ لم أكُن أفْطِـنُ حالـي
أشْكو ذُلّـي وابتِلائـي وقصوري فَهُوَ دائـي
لإلـهِ الكَـون ربّـي خالقي أنْـتَ رجائـي
بعد شهرين
نار مب طبيعيه شعلت ف قلبه من حوالي شهرين ... ما عرف طعم الراحه من مده .. احساسه بالذنب وتأنيب الضمير سيطر عليه ... حرمه من لذة النوم و شهية الاكل ... وحده فظيعه عاشها خالد من عقب اللي سواه في عمه ..
اليوم هو ساكن بروحه في امارة الشارجه والكل متبري منه ... حتى راشد اللي يوم عرف بحقيقته ما عاد يستقبله ولا يحسبله حساب ... حتى يوم طلع من المستشفى محد يا عشان يستقبله وما يظن انه حد من اهله عرف بالحادث الي تعرضله ... الحادث اللي كان بيودي بحياته لولا ستر الله ... وكانت النتيجه كسر كبير في ريوله .. واعاقه مؤقته ...
نزلت دمعة خالد على خده من الحال اللي وصله ... ما كان يتوقع انه الكره بيستوطن قلوب اهله للدرجة الي تخليهم يبتعدون عنه ..... هو حس بالذنب وحس انه غلط غلطة كبيره ف حق عمه اللي صلح غلطه ولو كان عقب فتره ... غلط كبير اتجاه مرت عمه اللي حسسته لثواني انها امه ... اتجاه نوره اللي دلاّها على هالدرب وعقب تبرى منها ... اتجاه ريم اللي حبته بقلب صافي .. حبها كان صادق ... حبها كان من الاعماق ... بس هو ما قدر هالحب ... ولعب فيه لعبه خسيسه ... شوه معناه الجميل ...غلط اتجاه هند اللي كانت تشوف فيه الاخو والابو والصديق ... اليوم ما عاد يعنيلهم أي شي ....
نزل خالد من التكسي اللي شله من الشارجه ونزله جدام بيت عمه ... نزل منه وهو متيود بالعكاز ماله اللي استوا ربيعه ف هالرحله الطويله ... نزل خالد وهو يحس انه اليوم يوم مصيري بالنسبه له ... يا يتقبلونه .. أو يرفضونه ... والرفض هو المتوقع ف كل الحالات ....
" يا رب ... يا رب سهل اموري ... يا رب "
خذا خالد نفس عميق .. وسار صوب البيت اللي سكنه شهور ... البيت اللي خطط و لعب فيه .. البيت اللي دمر كل معاني الثقه فيه ... بلع ريجه بصعوبه ... حس انه مهمته مكلله بالفشل المحتوم .... بس ما عليه ... لازم يحاول .. لازم ينذل ... لازم يكفّر عن ذنبه ...
مشى خالد ببطء صوب البيت وتجاو*استغفر الله واتوب أليه*وابته الرئيسيه وهو يحس انه لفحات الهوا مثل النار اللي تنهش جلده .... بس حوال يطنش هالشعور وكمل دربه وهو يتمنى لو المسافه تطول كثر ما تقدر عشان ما يوصل للبيت ... بس مصيره يوصل ... ومصيره يواجه .. ومصيره يتعذب
وصل خالد لواجهة البيت ...بس يوم جابل الباب بدا الخوف يسيطر عليه بشكل فظيع .... قام يرتجف ويعرق ...... غمض عيونه وصد على ورا " خلاص مابا ... مابا احاول ... انا ادري انهم بيطردوني .. ادري انهم ما بيسامحوني ... ليش احاول ... ليش ....!!ليش ا عذب عمري اكثر ..!!! "
تأفف خالد وتم مغمض عيونه لثواني .. وحاول يقنع نفسه انه محاولاته بتكون فاشله ... اكيد اكيد .... " بس النار اللي ف داخلك ما بتنطفي الا اذا رمستهم .... حتى لو رفضوك ... ع الاقل تكون حاولت ... يلا يا خالد ... يلا شد حيلك .. سير وتسامح من عمك وعياله .. تسامح من هند اللي ولهت عليها ... واللي بتموت لو ما شفتها ..." ...
حاول خالد يزيد جرعه الجرأه في نفسه عشان يتشجع ويحاول يرد كل شي مثل ما كان ....
فتح خالد عيونه ببطئ وهو يسمي بالله ويدعيه انه يسهل عليه... بس قبل ما يرد على وراه ويدق الباب ..شاف شخص يالس بروحه ف الحديقه .. حاول يدقق النظر فيه عشان يعرفه .. بس ما عرفه ... تجدم شوي بعكازه ونزل من الدري الصغير بصعوبه وكان يحس بألم ف ريوله .. بس ما عليه .. المهم يوثل للي يباه ...
ويوم تقرب منه عرفه ..هيه نعم عرفه ... هذا عمه ... عمه حميد يالس برع بروحه ... هذا هو المطلوب .... هذا هو ...
رد: انــــــــتقام خــــــــالــــــد...
تم خالد يشوفه وهو مصدوم من وضعيته اليديده ...
"مشلول ..!! عمي حميد مشلول ..!!! ليش ..!! شو اللي استواله ..!! م . معقوله اكون انا السبب في اللي استواله .. معقوله يكون....يكون تشلل من صدمته فيني وف عياله ..!!! "
ارتجفت عيون خالد اللي كانت تحمل كل معاني الندم والحزن عى حال حميد .. النار بدت تشتعل من يديد ف جوفه ... واحساسه بالذنب بدا يتفاقم ثانيه بعد ثانيه .... ما عاد خالد يتحمل أكثر .. وهالمره ريلوه بروحه خذته صوب عمه بس حميد ما حس فيه ....ولا حس بحركته وراه ... ويمكن سمعه وظن انه واحد من عياله ياي يدخله داخل
ضروس خالد كانت تصتك ببعضها من الخوف والقلق .... هو وعمه رواحهم ف هالمكان ... نسى الكلام اللي كان معزم يقوله ... نسى كل شي ... الشي الوحيد اللي كان يعرفه انه هو الحين ورا عمه ...
تحركت شفايف خالد وكان بيرمس ... بس رد زمهم ونزل راسه للارض ...
" شو اقول ..!! كيف ابرر ..!! ..كيف ابيض ويهي جدامه. "
نزلت دمعة خالد اللي كان سببها اختلاط مشاعره .. نزلت دمعته وهو يحس انه بقربه من عمه ...
نزلت دموعه على شعر عمه حميد ... اللي صد صوبه ... وتغيرت كل ملامحه ف اللحظة اللي شافه فيها ... كل تعابير الانفعال والغضب ظهرت على ويه حميد ... كانت واضحه .. واضحه وصريحه ....
اما خالد فكان يصيح مثل الطفل الصغير اللي ضاع عن امه وخاف يخسرها .... كان يصيح وهو يشوف عمه ... ما كان يبا يحنن قلبه .. ولا يباه يشفق عليه ... دموع خالد كانت حقيقيه ونابعه من قلب نادم ...
خالد بصوت مبحوح : سامحني ... سامحني يا عمي ...
حميد بكلمات مب واضحه بسبب الشلل : اطلع برع ... اطلع برع ما با اشوفك ...
خالد تقرب من عمه وحط ايده على جتفه : انا غلطت ... غلطت يا عمي ... والله اني غلطان .. ولله انه الغلط راكبني ... بس ... بس انا كنت مستهتر ... كنت طايش .. ما كنت اعرف كيف افكر ... ال ... ال ...
حميد قاطعه: اطلع برع اقولك مابا اشوفك .. وعمري ما بسامحك ع اللي سويته ...
خالد زاد صياحه : لا يا عمي .. لا ... لا لاتقول جيه ... انا ادري اني قسيت عليك .. ادري اني كنت حقير ونذل .. بس انا .. انا تبت .. تبت يا عمي ... عمي الله يخليك .... سامحني ... دخييييلك سامحني يا عمي .. دخيلك ..
سكت حميد وحس بألم فظيع في قلبه.. بس ما كان يبا يلين .. ما كان يبا يسامحه
خالد :...عمي أنا اتعذب .. اتعذب ف داخلي ... عمي انته طول حياتك كنت طيب ويايه ويا خواتي .. وهالشي كان لازم يغفرلك كل اللي سويته ... بس انا غبي .. غبي والله غبي ... ظنيت انك تبا تسكتنا بطيبتك هاي وتبانا ننسى حقنا ... يا عمي انا .. انا ماعرف كيف كنت افكر ف حزتها ... كنت .. كنت حاقد ..
حميد تم يفكر وملامحه تعكس الألم اللي يخترق قلبه مرة عقب الثانية .. ما كان متألم على حال خالد كثر ما كان متألم من اللي سواه فيه خالد
خالد :.. انا ... انا اسف .. اسف ... ومستعد اسوي اللي تباه ... مستعد اهاجر واخليلك البلاد انته وعيالك ... صدقني ما بتشوف ويهي بعد اليوم .. بس ... بس ريحني ...
حميد : عقب اللي سويته فيني ..!! عقب اللي سويته ف نوره .. ولا عقب اللي سويته ف ريم ..!! تباني اسامحك على شو ولا شو ولا شو ..!!!! ..اطلع يا خالد ولا ترد البيت هذا مره ثانيه .. اطلع برع ..
خالد يلس على الارض وهو ماسك ايد عمه
خالد : مب طالع ... مب طالع يا عمي .. مب طالع لين ما تقول انك مسامحني .. لين ما تقول خالد انا عاذرنك ... اضربني .. اجتلني ... شمّت فيني كل عيالك بس ريحني ... اطفي النار المشتعله فيني ... عمي انا انحرمت من كل شي .. من الابو من الام من الخوات .. من الاخوان ... حتى الربع .... كلهم باعوني ... عمي انا ما تملي حد ف هالدنيا غيركم ... اذا انتوا بعتوني منو بيحتضني ..!!! .... عمي لا تبيعني مثل ما بعتك .. كون احسن مني ... خذني يا عمي لحضنك وقولي سامحتك يا ولدي ... احتويني يا عمي .. احتويني
وقف خالد ووقف كلامه وانخرط في بكاء مرير ....كان يصيح من خاطر وهو حاط راسه على حضن عمه .... حس انه محتاج للامان ... محتاج للراحه ..
دموع خالد كانت تنزل على حضن حميد مثل البراكين ... حميد كان يتعذب كل ما لامست جسمه دمعه من دموع خالد النادم التايب .... ما قدر حميد يتحمل اكثر .... رفع ايده السليمه وحطها على راس خالد .... وبمجرد انه لامست ايده شعر خالد .. رفع راسه وف عيونه علامه الصدمه والترقب .. شاف عمه ... كان يبا كلمه تريحه ... حركه ... عرمه .. أي شي ... كان يبا يرتاح ....
ما طول عمه في توصيل الرساله ... ابتسم وسط دموعه ....
حميد : مهما فرقت الدنيا مبينا ... اتم رابطة الدم هيه اللي تجمعنا ...
خالد ما عرف شو يقول ... عمه سامحه ... غفرله وتجاوز خطاياه .... حميد اللي كان مثال للنصب والسرقه ف عيون خالد ...سامحه ... حس خالد بفرحه كبيره ملت قلبه ... حميد كبير .. كبير .... ابتسم خالد ولوى عمه بالقو
خالد : الله يخليك لي يا ابويه
حميد : والله يرضى عليك يا ولدي
* * *
مسك خالد الصوره اللي وقف جدامها وردلته ذكريات الماضي الاليم ...مسكها واحتضنها وهو يصيح بصمت ... صورة حميد واحمد ... الاخوان اللي فرقهم الموت .. الاخوان اللي امتدت مشكلتهم لين ما شملت ذريتهم .... صفحه من الزمن انطوت ... وبدا عقبها خالد حياه يديده ... حياه نظيفه ولو انها كانت بعيده عن عمه ...
دخلت ف هاللحظات مرت خالد ... ويوم شافته وشافت دموعه ركضت صوبه ...
أم احمد : بسم الله عليك يا خالد ... شو اللي ياك فجأة ..!! شو مستوي ....
يلس خالد ع الشبريه وهو حاس انه احساسه بالندم رجعله مره ثانيه
خالد : مب قادر اتخلص من هالاحساس ... كل ما حاولت اني انسى احصل مليون شي يذكرني فيه ... مب قادر يا ام احمد مب قادر ...
ام احمد : استهدي بالله يا خالد ولا تخلي الشيطان يفتحلك الجروح الجديمه
خالد : الجروح هاذي عايشه فيني ... عايشه ف كل جزء مني ....
ام احمد : بس كل اللي غلطت ف حقهم سامحوك ... سامحوك يا خالد .. شو تبا اكثر من جيه ..!!
خالد : سامحوني .. ومن قلوبهم بعد ... بس .. بس
ام احمد ابتسم .. ومسحت شعره
ام احمد : خالد .. انته الحين انسان ثاني ... انسان غير عن اللي عرفنا ... انسان مستقيم ... متى بتقتنع بهالشي ..!! متى بتندمج ويا ابويه حميد مره ثانيه ... انته قمت تنخش عنه .. ما قمت تسيرله الا ف المناسبات ... هنوده اختك ولهانه عليك .. وميره دومها تسأل عنك ... ومايد يقول انك اكبر قاطع ف هالدنيا
خالد تم يشوف الارض وما رد عليها ...
ام احمد : خالد حبيبي ... الكل رد لحياته الطبيعيه عقب 4 سنين من الحادثه ... الكل رد طبيعي ... حتى نوره وعمر اللي غلطوا غلطة حياتهم و صلحوها بزواج شرعي ... عايشين حياتهم الحين ... حبيبي انته لازم ترد خالد اللي عرفته اول ما طاحت عيني عليه ... لازم ترد مثل ما عرفناك ....
خالد ابتسم
خالد : يكفيني من هالدنيا وجودج حذالي يا ام احمد .. انتي وحماده تسوون الدنيا وما عليها ....
ام احمد غمزتله : لا تحاول تغير السالفه .... بترد خلودي اللي اعرفه ولا لا ..!؟
خالد : وكيف تبيني ارد ..!! قوليلي كيف ...
ام احمد : اول خطوه بنسويها اليوم
خالد : كيف ..؟ وشو هيه اصلا !!
ام احمد يلست حذاله : اتصلت فيني ميراني اليوم ... تقول انها مسويه نثور حق بنتها ف بيت ابويه حميد ....
خالد : انزين !!!
ام احمد : ما يبالها ذكاء ... بنشل عمارنا وولدنا الكتكوت وبنسيرلهم هناك ... وبنحتف وياهم ... وبنحاول انا وانته نشل كل الحواجز ...وصدقني بنقدر .. صدقني
خالد : بس ...
ام احمد : لا بس ولا حاجه يا واد انته ... يلا يلا قوم خلودي ..قوم خلنا نسير وناخذلهم جيس حلاوه ... قوم يلا يلا ...
ابتسم خالد .... ويود ايد حرمته وباسها ...
خالد : آه شكثر احبج يا فاطمه ....
فاطمه استحت : وانا اموت فيك يا خالد ....
" لمن يهمه الامر ^_^ بعد مرور شهور من اعتذار خالد لعمه ومن الجميع .... ارتاح خالد جزئيا بس احساسه بالذنب كان ملازمنه .. وهالشي خلاه يبتعد شوي عنهم .. وبعد زواجه من فاطمه اللي واقفت عليه بالرغم من معرفتها لطبيعة شخصيته .. بعد زواجه منه استقر ف الشارجه وياها واشتغل هناك وما عاد ينزل بوظبي الا بالنادر ....بس فاطمه ما كانت مخلتنه ف حاله وكانت تحاول تخلصه من احساس الالم اللي عاش فيه لين ما قدرت ف النهايه ...
هند عقب سنه من وفاة عبدالله تزوجت راشد الحبيب الغالي ... ويابت منه توم بنات ...
ميره ما زالت تعيش حياه جميله ومريحه ويا محمد ويابت منه بنت وولد
نوره وعمر تزوجوا من اول ويديد زواج شرعي وربوا ولدهم الوحيد وبالرغم من توتر حياتهم ف البدايه الا انهم مشّوا .. وكملوا مسيرتهم
مايد شفى من مرضه نهائيا ورد وهو الحين ف ربوع فرنسا ويا حرمته علايه
ريم عقب ما تجاوزت الالم اللي سببه لها خالد ... كملت دراستها وخذت الماجستير وهيه الحين ومخطوبه لسلطان
النهايه
"مشلول ..!! عمي حميد مشلول ..!!! ليش ..!! شو اللي استواله ..!! م . معقوله اكون انا السبب في اللي استواله .. معقوله يكون....يكون تشلل من صدمته فيني وف عياله ..!!! "
ارتجفت عيون خالد اللي كانت تحمل كل معاني الندم والحزن عى حال حميد .. النار بدت تشتعل من يديد ف جوفه ... واحساسه بالذنب بدا يتفاقم ثانيه بعد ثانيه .... ما عاد خالد يتحمل أكثر .. وهالمره ريلوه بروحه خذته صوب عمه بس حميد ما حس فيه ....ولا حس بحركته وراه ... ويمكن سمعه وظن انه واحد من عياله ياي يدخله داخل
ضروس خالد كانت تصتك ببعضها من الخوف والقلق .... هو وعمه رواحهم ف هالمكان ... نسى الكلام اللي كان معزم يقوله ... نسى كل شي ... الشي الوحيد اللي كان يعرفه انه هو الحين ورا عمه ...
تحركت شفايف خالد وكان بيرمس ... بس رد زمهم ونزل راسه للارض ...
" شو اقول ..!! كيف ابرر ..!! ..كيف ابيض ويهي جدامه. "
نزلت دمعة خالد اللي كان سببها اختلاط مشاعره .. نزلت دمعته وهو يحس انه بقربه من عمه ...
نزلت دموعه على شعر عمه حميد ... اللي صد صوبه ... وتغيرت كل ملامحه ف اللحظة اللي شافه فيها ... كل تعابير الانفعال والغضب ظهرت على ويه حميد ... كانت واضحه .. واضحه وصريحه ....
اما خالد فكان يصيح مثل الطفل الصغير اللي ضاع عن امه وخاف يخسرها .... كان يصيح وهو يشوف عمه ... ما كان يبا يحنن قلبه .. ولا يباه يشفق عليه ... دموع خالد كانت حقيقيه ونابعه من قلب نادم ...
خالد بصوت مبحوح : سامحني ... سامحني يا عمي ...
حميد بكلمات مب واضحه بسبب الشلل : اطلع برع ... اطلع برع ما با اشوفك ...
خالد تقرب من عمه وحط ايده على جتفه : انا غلطت ... غلطت يا عمي ... والله اني غلطان .. ولله انه الغلط راكبني ... بس ... بس انا كنت مستهتر ... كنت طايش .. ما كنت اعرف كيف افكر ... ال ... ال ...
حميد قاطعه: اطلع برع اقولك مابا اشوفك .. وعمري ما بسامحك ع اللي سويته ...
خالد زاد صياحه : لا يا عمي .. لا ... لا لاتقول جيه ... انا ادري اني قسيت عليك .. ادري اني كنت حقير ونذل .. بس انا .. انا تبت .. تبت يا عمي ... عمي الله يخليك .... سامحني ... دخييييلك سامحني يا عمي .. دخيلك ..
سكت حميد وحس بألم فظيع في قلبه.. بس ما كان يبا يلين .. ما كان يبا يسامحه
خالد :...عمي أنا اتعذب .. اتعذب ف داخلي ... عمي انته طول حياتك كنت طيب ويايه ويا خواتي .. وهالشي كان لازم يغفرلك كل اللي سويته ... بس انا غبي .. غبي والله غبي ... ظنيت انك تبا تسكتنا بطيبتك هاي وتبانا ننسى حقنا ... يا عمي انا .. انا ماعرف كيف كنت افكر ف حزتها ... كنت .. كنت حاقد ..
حميد تم يفكر وملامحه تعكس الألم اللي يخترق قلبه مرة عقب الثانية .. ما كان متألم على حال خالد كثر ما كان متألم من اللي سواه فيه خالد
خالد :.. انا ... انا اسف .. اسف ... ومستعد اسوي اللي تباه ... مستعد اهاجر واخليلك البلاد انته وعيالك ... صدقني ما بتشوف ويهي بعد اليوم .. بس ... بس ريحني ...
حميد : عقب اللي سويته فيني ..!! عقب اللي سويته ف نوره .. ولا عقب اللي سويته ف ريم ..!! تباني اسامحك على شو ولا شو ولا شو ..!!!! ..اطلع يا خالد ولا ترد البيت هذا مره ثانيه .. اطلع برع ..
خالد يلس على الارض وهو ماسك ايد عمه
خالد : مب طالع ... مب طالع يا عمي .. مب طالع لين ما تقول انك مسامحني .. لين ما تقول خالد انا عاذرنك ... اضربني .. اجتلني ... شمّت فيني كل عيالك بس ريحني ... اطفي النار المشتعله فيني ... عمي انا انحرمت من كل شي .. من الابو من الام من الخوات .. من الاخوان ... حتى الربع .... كلهم باعوني ... عمي انا ما تملي حد ف هالدنيا غيركم ... اذا انتوا بعتوني منو بيحتضني ..!!! .... عمي لا تبيعني مثل ما بعتك .. كون احسن مني ... خذني يا عمي لحضنك وقولي سامحتك يا ولدي ... احتويني يا عمي .. احتويني
وقف خالد ووقف كلامه وانخرط في بكاء مرير ....كان يصيح من خاطر وهو حاط راسه على حضن عمه .... حس انه محتاج للامان ... محتاج للراحه ..
دموع خالد كانت تنزل على حضن حميد مثل البراكين ... حميد كان يتعذب كل ما لامست جسمه دمعه من دموع خالد النادم التايب .... ما قدر حميد يتحمل اكثر .... رفع ايده السليمه وحطها على راس خالد .... وبمجرد انه لامست ايده شعر خالد .. رفع راسه وف عيونه علامه الصدمه والترقب .. شاف عمه ... كان يبا كلمه تريحه ... حركه ... عرمه .. أي شي ... كان يبا يرتاح ....
ما طول عمه في توصيل الرساله ... ابتسم وسط دموعه ....
حميد : مهما فرقت الدنيا مبينا ... اتم رابطة الدم هيه اللي تجمعنا ...
خالد ما عرف شو يقول ... عمه سامحه ... غفرله وتجاوز خطاياه .... حميد اللي كان مثال للنصب والسرقه ف عيون خالد ...سامحه ... حس خالد بفرحه كبيره ملت قلبه ... حميد كبير .. كبير .... ابتسم خالد ولوى عمه بالقو
خالد : الله يخليك لي يا ابويه
حميد : والله يرضى عليك يا ولدي
* * *
مسك خالد الصوره اللي وقف جدامها وردلته ذكريات الماضي الاليم ...مسكها واحتضنها وهو يصيح بصمت ... صورة حميد واحمد ... الاخوان اللي فرقهم الموت .. الاخوان اللي امتدت مشكلتهم لين ما شملت ذريتهم .... صفحه من الزمن انطوت ... وبدا عقبها خالد حياه يديده ... حياه نظيفه ولو انها كانت بعيده عن عمه ...
دخلت ف هاللحظات مرت خالد ... ويوم شافته وشافت دموعه ركضت صوبه ...
أم احمد : بسم الله عليك يا خالد ... شو اللي ياك فجأة ..!! شو مستوي ....
يلس خالد ع الشبريه وهو حاس انه احساسه بالندم رجعله مره ثانيه
خالد : مب قادر اتخلص من هالاحساس ... كل ما حاولت اني انسى احصل مليون شي يذكرني فيه ... مب قادر يا ام احمد مب قادر ...
ام احمد : استهدي بالله يا خالد ولا تخلي الشيطان يفتحلك الجروح الجديمه
خالد : الجروح هاذي عايشه فيني ... عايشه ف كل جزء مني ....
ام احمد : بس كل اللي غلطت ف حقهم سامحوك ... سامحوك يا خالد .. شو تبا اكثر من جيه ..!!
خالد : سامحوني .. ومن قلوبهم بعد ... بس .. بس
ام احمد ابتسم .. ومسحت شعره
ام احمد : خالد .. انته الحين انسان ثاني ... انسان غير عن اللي عرفنا ... انسان مستقيم ... متى بتقتنع بهالشي ..!! متى بتندمج ويا ابويه حميد مره ثانيه ... انته قمت تنخش عنه .. ما قمت تسيرله الا ف المناسبات ... هنوده اختك ولهانه عليك .. وميره دومها تسأل عنك ... ومايد يقول انك اكبر قاطع ف هالدنيا
خالد تم يشوف الارض وما رد عليها ...
ام احمد : خالد حبيبي ... الكل رد لحياته الطبيعيه عقب 4 سنين من الحادثه ... الكل رد طبيعي ... حتى نوره وعمر اللي غلطوا غلطة حياتهم و صلحوها بزواج شرعي ... عايشين حياتهم الحين ... حبيبي انته لازم ترد خالد اللي عرفته اول ما طاحت عيني عليه ... لازم ترد مثل ما عرفناك ....
خالد ابتسم
خالد : يكفيني من هالدنيا وجودج حذالي يا ام احمد .. انتي وحماده تسوون الدنيا وما عليها ....
ام احمد غمزتله : لا تحاول تغير السالفه .... بترد خلودي اللي اعرفه ولا لا ..!؟
خالد : وكيف تبيني ارد ..!! قوليلي كيف ...
ام احمد : اول خطوه بنسويها اليوم
خالد : كيف ..؟ وشو هيه اصلا !!
ام احمد يلست حذاله : اتصلت فيني ميراني اليوم ... تقول انها مسويه نثور حق بنتها ف بيت ابويه حميد ....
خالد : انزين !!!
ام احمد : ما يبالها ذكاء ... بنشل عمارنا وولدنا الكتكوت وبنسيرلهم هناك ... وبنحتف وياهم ... وبنحاول انا وانته نشل كل الحواجز ...وصدقني بنقدر .. صدقني
خالد : بس ...
ام احمد : لا بس ولا حاجه يا واد انته ... يلا يلا قوم خلودي ..قوم خلنا نسير وناخذلهم جيس حلاوه ... قوم يلا يلا ...
ابتسم خالد .... ويود ايد حرمته وباسها ...
خالد : آه شكثر احبج يا فاطمه ....
فاطمه استحت : وانا اموت فيك يا خالد ....
" لمن يهمه الامر ^_^ بعد مرور شهور من اعتذار خالد لعمه ومن الجميع .... ارتاح خالد جزئيا بس احساسه بالذنب كان ملازمنه .. وهالشي خلاه يبتعد شوي عنهم .. وبعد زواجه من فاطمه اللي واقفت عليه بالرغم من معرفتها لطبيعة شخصيته .. بعد زواجه منه استقر ف الشارجه وياها واشتغل هناك وما عاد ينزل بوظبي الا بالنادر ....بس فاطمه ما كانت مخلتنه ف حاله وكانت تحاول تخلصه من احساس الالم اللي عاش فيه لين ما قدرت ف النهايه ...
هند عقب سنه من وفاة عبدالله تزوجت راشد الحبيب الغالي ... ويابت منه توم بنات ...
ميره ما زالت تعيش حياه جميله ومريحه ويا محمد ويابت منه بنت وولد
نوره وعمر تزوجوا من اول ويديد زواج شرعي وربوا ولدهم الوحيد وبالرغم من توتر حياتهم ف البدايه الا انهم مشّوا .. وكملوا مسيرتهم
مايد شفى من مرضه نهائيا ورد وهو الحين ف ربوع فرنسا ويا حرمته علايه
ريم عقب ما تجاوزت الالم اللي سببه لها خالد ... كملت دراستها وخذت الماجستير وهيه الحين ومخطوبه لسلطان
النهايه
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 2 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى